السلام عليكم حدثتكم عن نقض الاعراب الذي ابتكره ابو الاسود الدؤلي ورمز به الى الفتحة والكسرة والضمة هذه الظمة وهذه وهذه الكسرة وهذا التنوين. ثم حدثتكم عن نقط الاعجاب الذي ابتكره نصر بن عاصم والحسن البصري ويحيى بن اعمر للتفريق بين الاحرف المتشابهة في الرسم. بعد ذلك جاء عبقري العربية الاول وامامها الاكبر الخليل ابن احمد الفراهيدي المتوفى سنة السبعين ومائة من الهجرة تقريبا فاحدث نقلة واسعة في ظبط نظامنا الكتابي فحسن الفتحة الكسرة والضمة فاستغنى عن هذه النقاط التي ابتكرها ابو الاسود الدؤلي ونظر في الفتحة فوجدها بعض الالف لانك حين قرأت الكتاب اذا اشبعت هذه الفتحة فقلت تولدت عنها الالف. ولذلك رمز للفتحة بالف صغيرة مائلة وتأمل الكسرة فوجدها بعض الياء لانك تقول قرأت في الكتاب فاذا اشبعت الكسرة فقلت الكتاب تولدت الياء عن الكسرة. ولذلك رمز للكسرة بياء صغيرة مردودة الذيل هكذا. ولانها يحتاج الى مساحة في الكتابة طورها الكتاب فجعلوها كالفتحة ولكن تحت الحرف. تأمل الضمة فوجدها بعض قل واو لانك حين تقول قرأ الكتاب اذا اشبعت هذه الظمة فقلت الكتاب تولدت الواو عن الظمة لذلك رمز للضمة بواو صغيرة هكذا. ثم ابتكر علامة للحرف الساكن فجعلها رأس خاء غير منقوتة لان الحرف الساكن خال من الحركة. او لان الحرف الساكن خفيف. ثم ابتكر الشدة للحرف المشدد فرسمها رأس شين غير منقوطة ثم ابتكر المدة للحرف الممدود فجعلها كلمة هكذا هذه الميم وهذه الدال. وابتكر علامة للصلة فجعلها رأس صاد صغيرة بهذا وابتكر للهمزة رمزا فجعله رأس عين صغيرة. نظرا للتقارب الكبير بين الهمزة والعين في المخ لذلك تجد غير العربي اذا تكلم بالعربية قلب العين همزة لذلك يقول في علي علي وتجد عربي كبير السن الذي يكره الهمز يقلب الهمزة عين فيقول في الهيئة الهيئة ولاحظوا معي هنا ان كتاب ايضا طوروا السكون فجعلوها حلقة مغلقة بهذا الشكل. بهذه الابتكارات وبهذا التحسين ظبط الخليل ابن احمد نظاما الكتابي واستغنى عن نقض الاعراب الذي وضعه ابو الاسود الدؤلي وساظبط هذه الاية بهذه العلامات كما سترون بعد قليل هكذا اصبح ضبط الكتابة بعد ابتكارات الخليل ابن احمد. لاحظوا الفتحة الكسرة الظمة طبعا في موضع التنوين. نضع علامة لاحظوا معي السكون ولاحظوا الشدة كما ترون ولاحظوا المدة ولاحظوا الصلة ولاحظوا الهمزة في هذه المواضع ورحم الله الخليل ابن احمد