الرسل الذين ذكرنا اعظمهم خمسة هم اولو العزم من الرسل. نوح عليه السلام ثم ابراهيم عليه السلام ثم موسى وعيسى اخرهم محمد عليهم جميعا الصلاة والسلام. هؤلاء خمسة هم اولو العزم من الرسل. قال الله جل وعلا في شأنهم فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل. ولا واستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار. فاصبر كما صبر اولو العزم من قال في الاية الاخرى في اية سورة يوسف حتى اذا استيأس الرسل وظنوا ان هم قد كذبوا في القراءة الاخرى قد كذبوا. جاءهم نصرنا. فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين. هنا وقفة مهمة وقوية وعظيمة. الرسل قل كثير جعلهم الله جل وعلا هم الذين بهم هم الذين اصطفاهم الله جل وعلا واحبهم ورضيهم فجعلهم يقتدى بهم في الازمنة جميعا لكن ما وظيفة الرسل؟ ما مهمتهم؟ اعطاهم الله جل وعلا ايات ايات على صدقهم وانزل اليهم كتابا امرهم بالتبليغ. لكن حال الرسل عجيب! مؤيدون منصورون من عند الله جل وعلا. لنصر الحق والقوة في ايه مؤيدون من الله في الايات مؤيدون من الله بالبراهين يحبهم الله هذا كليم الله وهذا خليل الله وهذا خليل الرحمن هم الصفوة. لكن ان الله جل وعلا ابتلاهم. هم الصفوة الذين اعطاهم الله الكتب. وانزل عليهم وامرهم وهم خيرة الخلق عنده جل وعلا. ومع ذلك ابتلاهم. وهذا يعطيك اول درس ان الايمان وعظم الشأن في الايمان لا يعني ان الانسان لا يبتلى في نفسه او يبتلى بمن حوله. ولكن لابد ان يسير كما سار الرسل فالرسل اولا نصحوه وارادوا الاصلاح ان اريدوا الا الاصلاح استطعت. ولا ينفعكم نصحي. فالنصح وارادة الاصلاح والخير هذه مهمة الرسل واعظم النصيحة هي التوحيد. ثم الطاعة ثم ثم في درجاتها لله ولكتابه ولرسوله للمؤمنين من الرسل اذا كان كذلك فانه من العجب الذي لا ينقضي عند اهل العلم ان يمنح الله جل وعلا تأييده لرسله ثم يبتليهم. ان يعطيهم الكتاب ويأمرهم بالرسالة ثم يجعل الناس لا يستجيبون له. نوح عليه السلام يمكث الف سنة لله خمسين عاما بلا استجابة. ابراهيم عليه سلام يجادل يجادل القوم ويحاورهم يجادلهم ويحاورهم حتى حصل له ما حصل مما هو معروف موسى عليه السلام في قصته عيسى ارادوا قتله قتلة الانبياء حتى رفعه الله اليه محمد عليه الصلاة والسلام خيرة الرسل وخاتمهم ابتلي ابتلاء عظيما وحصر في الشعر ثلاث سنوات يأكل هو واصحابه عليه الصلاة والسلام الخبط من الشجر يعني ربما اكلوا الخبط من الشجر من الحصار في الشعر لاجل ايمانهم وتوحيدهم وبعدهم من الشرك وامرهم ترك الشرك و البعد عن الاوثان والاصنام. مع ذلك ابتلوا جميعا. اذا كان كذلك فمن تبعهم يحصل له من باب اولى او قد يحصل له من باب اولى. ولذلك تفسر لك هذه كثير من حوادث التاريخ. حوادث التاريخ التي فيها ان الله جل وعلا يبتلي عباده المؤمنين. نعم يبتليه حتى الصالحين يبتلون لان الله جل وعلا الانبياء فسنته ماضية. وقد لخصها ابن القيم رحمه الله تعالى في قوله والدين ممتحن ومنصور فلا تعجب فهذه سنة الرحمن. لكن الله جل وعلا بين لنا ان رسوله ودينه هو الحق وهو الذي يعلو ولا يعلى عليه. قال جل وعلا هو الذي ارسل رسوله بالهدى دين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا. من الذي ارسل هو الله جل وعلا؟ النهاية ليظهره على الدين كله من الشاهد وكفى بالله شهيدا. اذا اخي المؤمن اختي المؤمنة لا يكون في صدرك حرج من هذا الدين ولا من تعاليمه فان الله يبتلي عباده لينظر كيف فيعملون ليبتلي عباده لينظر من يصدق ومن لا يصدق من يؤثر الله على غيره هو من يؤثر غير الله على الله هذه قضية كبيرة عظيمة وهذا يدل على ان دين الله باق حتى ولو جاءت المحن فالرسل جاءت ام محن لكن الذي بقي ذهبت كل دول التاريخ ذهبت تقرأ في الكتب. لكن الذي بقي دعوات المرسلين هي التي بقيت. لماذا؟ لان الله جل وعلا نصرهم وابقاهم. نعم اهلهم حرفوا اتباع المرسلين حرفوا لكن حفظ دين الاسلام صاف كما انزل