الامر الثاني فيما يتعلق الحفظ البيئات فان البيئات المشغلة والملهية هذه البيئات ليست بيئات حفظ وهذا ادركه العرب حتى قبل الاسلام وقد كانوا يرسلون اولادهم وهم اهل قرى الى البوادي كما ارسلت امنة ام النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير الى مراضع بني سعد الى جهة الطائف حتى يكون بعيدا عن التمدن والحضارة ويصبح صاحب ذاكرة وحفظ وهذا كان ديدن العرب ولذلك اليوم كثير من طلبة العلم وطالبات العلم يقولون لا نستطيع الحفظ اقول ان لنا الحفظ ونحن مشغولون بهذه الحضارة التي اخذت بريقها خاصة طلبة العلم فضلا عن عوام المسلمين بالمشغلات والملهيات فكم يأخذ وقتك ووقتك يا طالب العلم هذه الاجهزة بل ربما يكون هو في مجلس علم وذهنه مشغول بالواتساب. او او بالتليفون او بالانترنت او بالتلفزيون او بالمسلسلات او بالجلسات او بالديوانيات او بالاكل او بالشرب او الحفلة او العرس او او او الى اخره هذه من ظرائب التبدل. بعد ذلك نقول اين حفظنا؟ الحفظ بحاجة الى ذهن صافي. صفي يا طالب العلم ويا طالبة العلم الذهن اولا ورمي الحفظ ثانيا يقول الامام الشافعي رحمه الله لو كلفت شراء بصلة ما حفظت مسألة يقول الامام البخاري رحمه الله ما توليت الشراء والبيع منذ ان عقلت قالوا له لم؟ قال يشغل اذا لابد لطالب العلم ان يكون عنده نوع عزلة نوع عزلة لا نطلب من الناس ان يقطعوا ارحامهم ولكن نطلب منهم ان يقطعوا اتصالاتهم الزائدة ووسائل الاتصال المترفة فهذه لا يمكن معها حفظ القرآن ولا حفظ السنة ولا حفظ العلم من كان السلف يجهدون على انفسهم في اوقات الفراغ في اخر الليل يحفظون كان البخاري رحمه الله في اول وهله وهلة عمره في صغره ينشغل بالحفظ ليلا وكان الامام احمد وابو حاتم لما ذهب الى مصر يكتبان في النهار ويبيضان ويحفظان في الليل