من عدد المتعلمين لديه. وان يجتهد في ان يعلم اكبر قدر ممكن. جاء في ايه؟ صحيح الامام البخاري ومسلم من حديث عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه ان النبي يرفع هذا كله. الاحتساب في التعليم يرفع عن الانسان النصب. يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير. ما يصيب المسلم من وصف ولا نصب ولا شوكة يشاكها الا كان كفارة. اذا هذه قد تفوت على من يعلم في المراحل عليا لكنها ملازمة لمن يعلم في المراحل الاولى. في المراحل اما الاثار العظيمة للاحتساب على المجتمع على المتعلمين فهي ايضا كثيرة متعددة. لكن اهمها صلاح المجتمعات. فمتى ما وجد المصلح توم فمتى ما وجد المصلحون وجد الصلاح. ومتى ما عدم المصلحون انتشر الفساد. ومن علامات المصلحين كونهم في تعليمهم مخلصين. كونهم في تعليمهم محتسبين. هذه من علامات المحتسبين. فاذا اردنا صلاح مجتمعنا فإن مبدأ ذلك من عند المعلمين والمعلمات. كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في عهده عين اناسا من اصحابه يعلمون الناس القرآن وكانوا يسمون القراء ويعلمون دين الله عز وجل. اذا اسلم احد جديدا قد لا يكون النبي الكريم صلى الله عليه وسلم له متفرغة ويكون عندهم من الاعمال ما هو اعم نفعا واكثر انتشارا فيدفع هذا المسلم الجديد الى القراء هؤلاء. فيعلمونهم. جاء احد الصحابة الى النبي الكريم صلى الله الله عليه وسلم. اخبره انه علم فلانا اية او ايتين من كتاب بالله عز وجل. واشترط لذلك اجرا فدفع اليه الرجل اجره فقال النبي صلى الله عليه وسلم جمرة او جمرتان من النار او كما قال عليه الصلاة والسلام فهذا الحديث بمجموعه يدل على ان صلاح المجتمعات بصلاح الاصلاح في التعليم الاحتساب في التعليم قد يقول قائل او قائلة يجوز اخذ الاجرة على الناس القرآن الجواب نعم يجوز اذا كان جعانة او من بيت مال المسلمين ولكن لا يقولن معلم او معلمة لا اعلم الا اذا دفع الي المتعلم اجره. اما اذا دفع فله اجر من جهة اخرى فهذا الامر فيه واسع ان شاء الله تبارك وتعالى. اذا من اعظم منافع الاحتساب في التعليم اصلاح المجتمعات. ومن منافع الاحتساب في التعليم اصلاح الافراد فان الاجيال القادمة مبناهم على هؤلاء الذين نعلمهم سواء في رياض الاطفال او كانوا في الابتدائية او في اي مرحلة من المراحل. وهنا انبه نفسي واياكم واياكن الى امر ينبغي لنا فيه ان نفرح به وانزداد سرورا وان نزداد جدا ونشاطا الى الله تبارك وتعالى بسببه. الا وهو احدنا وتأمل يا امة الله وانت تعلمين الطفل في رياض الاطفال حرفا. ثم يتعلم القراءة فلا يقرأ حديثا واية الا وهو في ميزانك. هذا امر عظيم. والله لولا لم يكن من منافع الاحتساب في التعليم الا هذا اذا كان حريا بالانسان ان يزيد الله عليه وسلم قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه. النبي صلى الله عليه وسلم ربط هذه الخيرية بتعليم القرآن وبتعلم القرآن. وذلك لان هذه خير الوظائف. قال انما بعثت معلما لكن هنا ننتبه خيركم من تعلم القرآن وعلمه. قال راوي الحديث عن عثمان وهو ابو سلمة ابن عبد الرحمن ابن عوف ابو عبد الرحمن لا ابو سلمة ابن عبد الرحمن ابن عوف قال ما في هذا المسجد منذ ثلاثين سنة الا هذا الحديث. نتأمل الان ثلاثين سنة وهو يجلس في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وهو احد الفقهاء السبع على احد الاقوال يعلم الناس شيء سبحان الله العظيم. لماذا؟ لانه يزيد من حسنات نفسه. من قرأ حرفا من كتاب الله فله به عشر حسنات. طيب اذا علمنا انسانا يقرأ القرآن. علمتي طالبة استطاعت قراءة القرآن فلا يقرأ قرآنا الا وهو في ميزانك. هذا شيء عجيب سبحان الله العظيم. ولهذا لو تأملنا لماذا كان العلماء العاملون خير الناس عند الله؟ لان لهم من الحسنات ما لا يمكن ان يكون لغيرهم. فكم استفادت الامة من درر كلامهم ومن عظيم افهامهم ومن جميل استنباطاتهم وكان ذلك له الاثر الكبير في تعلم دين الله تبارك وتعالى اذا نظرنا الى هؤلاء الاجيال الذين نعلمهم فهم شباب المستقبل. وهم عماد فاذا احتسبنا الاجور في تعليمهم فنحن والله نوجد مجتمع صالح. واعمدة صالحة في المجتمعات القادمة القائمة. اما اذا اهملنا او امهلنا او سوفنا او كسلنا فان وبال ذلك يرجع الينا ويرجع الى المجتمعات ويرجع الى الاجيال القادمة وهنا اذكر قصة نقله لي احد مشايخي رحمه الله ان رجلا من اهل العلم كان جالسا في مجلسه فقال لمن حوله من الطلاب مثل من تريدون ان تكونوا؟ فقال بعضهم مثل فلان وبعضهم قال مثل فلان فقال ابنه الذي كان يجلس قريبا منه اريد ان اكون مثلك. فقال اخسأ لا تعدو قدرك. ورفسه برجلي فتعجب الطلاب من حال هذا الشيخ لما يعامل ابنه هذه المعاملة؟ فسأله احد الطلاب يا شيخنا ماذا عاملت ابنك هذه المعاملة؟ قال لاني لما كنت في سنه كنت اريد ان اكون مثل الحافظ ابن حجر وما بلغت الا هذا المبلغ البسيط. وهو يريد ان يكون مثلي فلن يكون شيئا. وهذا يعني اننا يجب ان نرفع همم الذين ندرسه. وان نعلمهم النشاط والجد. والاجتهاد وقدوتنا في ذلك محمد صلى الله عليه وسلم. مع مشاغله الكثيرة. واعماله المتعددة في الامة ومع ذلك لا ينسى تعليم الصبيان والغلمان والرجال والصغار والكبار والنساء. بوب البخاري رحمه الله في كتاب العلم باب تخصيص النساء في التعليم. وذكر العلماء حديث الترمذي من رواية ابن عباس يا غلام اني اعلمك كلمات. النبي صلى الله عليه وسلم يعلم العقيدة لهذا الصبي من الصحابة لانه غدا سيكون له شأن. هكذا ينبغي لنا ان نقتدي برسول الله صلى الله عليه واله وسلم. النوم الى اطفال اليوم انهم شباب الغد. والى شباب اليوم انهم كهول الغرب فحينئذ نخلص ونجد ونجتهد ان شاء الله في اصلاح الاجيال. النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم لما وجد ما وجد من شدة المشركين عليه وجاءه ملك الجبال كما تعلمون يطبق الاخشبين على اهل مكة الجبلين العظيمين المحيطين بمكة ما نظر النبي صلى الله عليه وسلم الى هؤلاء الذين اضروك ولا الى هؤلاء الذين ظلموه ولا الى هؤلاء المشركين من قبل. وانما نظر الى الاجيال الفرقة لله لعل الله ان يخرج من اصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا. اذا لا بد الانسان في تعليمه ان يكون مدركا لهذا الامر. ان ابنائنا اليوم هم غدا ان كيف نزرع نحصد؟ ومن زرع حبا فانه يحصل سبع مئة حبة ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة. اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها. لا يقول انسان والله انا اعلق القاعدة النورانية انا اعلم الحروف الابجدية لا هذا الذي نعلمه لهؤلاء هو الاس والاساس. واذا كان قويا المتين الراسخة كان ما بني عليه قويا متينا رأسه. وهذا المعنى ادركه حتى الغرب فاصبحوا يضعون في رياض الاطفال والمدارس الابتدائية المتخصصين الكبار. ثم في متوسطة والثانوية ها المعلمين المعتادين. واليوم نرى نحن هروبا كثير من المعلمين والمعلمات من رياض الاطفال او من الابتدائية. لا شك ان هذا العمل شاق. وفيه صعوبة على النفس وربما يكون فيه شيء من الضجر. ولكن الاحتساب هو الذي