الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم يا اخواني وصية لكم يا معاشر طلبة العلم ان تحرصوا على اتفاق قلوبكم وان لا تختلف قلوبكم. وليس فبالضرورة ان تتفقوا في كل رأي تذهبون اليه فقد تختلف اراؤكم ولكن لتكن دائرة الاختلاف في امر الظاهر فقط لا يخترق ذلك الخلاف بواطنكم حتى ينفذ الى قلوبكم. انتبهوا. ترى اعظم بلية على المسلمين هي اختلاف قلوبهم وتوزعهم شيعا يضرب بعضهم رقاب بعض سوف نختلف في الاراء نعم نختلف في الاراء. سوف نختلف في وجهات النظر والاجتهادات نعم سوف نختلف في وجهات النظر والاجتهادات لكن ليس كل خلاف بيننا في مسائل اجتهادية يوجب ان نتفرق وان يتراشق بعضنا بعضا بالتهم وان فبعضنا بعضا بالامور العظيمة والفضائح. لا. لتبقى قلوبنا صافية هادئة ونفوسنا مطمئنة على بعض حتى وان اختلفنا في وجهات النظر. نحن لا نطلب من المسلمين ان يتفقوا على قول واحد هذا امر متعسر ومتعذر في كثير من المسائل لكننا نطلب من المسلمين حتى وان اختلفت وجهات نظرهم ان تبقى قلوبهم متفقة متآلفة متوادة متحابة صافية نقية والسنتهم سليمة على اخوانهم الذين خالفوهم في الرأي والاجتهاد لا سيما اذا كانت المسألة من المسائل الاجتهادية التي يصوغ فيها الخلاف. وهكذا كان يربي صلى الله عليه وسلم اصحابه على ان يتحمل بعضهم بعضا عند وجود عند وجود الاختلاف في وجهات النظر قال مرة من المرات لا يصلين احدكم العصر الا في بني قريظة. فاختلف الصحابة في تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم على قولين فمنهم من رأى انه انما يريد منا الاستعجال ولا يريد منا حقيقة اخراج صلاة العصر عن وقتها. فوقفوا في منتصف الطريق فصلوا العصر وخالفهم طائفة من الصحابة وقالوا بل يريد منا حقيقة الوصول الى بني قريظة في اسرع وقت. فاخروا صلاة العصر الى ان وصلوا وصلوا بعد خروج وقتها. فعلم النبي صلى الله عليه وسلم بما فعلت الطائفتان ولم يعنف على واحدة منهما ابدا. هذا من باب التربية على انكم وان اختلفتم يا طلبة العلم في وجهات النظر فليكن خلافا في الظاهر لا ينفذ ولا يخترق القلوب والبواطن. انتبهوا يا طلبة العلم. انتبهوا! لا تختلف قلوبكم. والله لا يزال الاسلام عزيزا ما لم تختلف قلوب المسلمين. ولذلك اذا قيل هل نتحزب احزابا او ان مسألة التحزب مرفوضة جملة وتفصيلا. الجواب هذا يختلف باختلاف النتائج من التحزب. فان كان مجرد فان كان التحزب عبارة عن توزيع الاعمال الدعوية فهؤلاء حزب مواعدة المشائخ وهؤلاء حزب جلب الصدقات. وهؤلاء حزب انشاء المشاريع الخيرية وهؤلاء متابعة الاعمال والمساجد التي تبنى والابار التي تحفر. فتكون فتكون اعمال الاحزاب نتائجها تكاملية فهذا جائز لا حرج فيه. فمن طلبة العلم من يفتح له في الحديث ومن طلبة العلم من يفتح له في تفسير ومن ومن طلبة العلم ان يفتحوا له في الفقه والقواعد والاصول. هذي احزاب. ولكن اعمالها تكاملية تعاضدي واما اذا كانت نتائج التحزب والتشيع. انما هي التصادم والتنافس. وان يضرب بعض بعضهم بعضا وان يقدح بعضهم بعضا. وان ينسى كل حزب قضيته الاولى وتكون قضيته وهمه وشغله الشاغل هو كيف يسقط الحزب الاخر هذا التحزب هو الذي نهى الله عز وجل عنه في القرآن. فكل تحزب منهي عنه في القرآن انما هو التحزب الذي لا يفضي الى المفاسد الخالصة ام الراجح. وكل تشيع او التفرق شيعا. منهي عنه في القرآن فان ما هو التشيع الذي يوجب المفاسد الخالصة او الراجح؟ واما تنويع الاعمال الدعوية وتفريق طلبة العلم على مناهج الدعوة هذا امر لا حرج فيه لانه لا يوجب الا تحقيق المصالح الخالصة او الراجحة. فاذا تعلموا وتأدبوا بادب العلم واختلفوا فيما بينكم لا حرج ولكن تأدبوا ايضا بادب الخلاف ومن اعظم اداب الخلاف ان يكون خلافا في الظاهر لا يتطرق الى القلوب والبواطن مطلقا. اختلف معك في مسألة من مسائل الصلاة واصلي خلفك. وانت حبيبي وانا حبيبك وقلبي صاف عليك وقلبك صاف اخوة متحابون مترابطون متكاتفون متعاونون على البر والتقوى. هل نستطيع ان نكون كذلك؟ الجواب نعم لكن بشرط واحد بل اقول بشرطين متى ما توفر هذان الشرطان فستستمر محبتنا الايمانية واخوتنا الدينية وصفاء نفوسنا حتى وان اختلفت ظواهرنا. الشرط الاول تصفية البواطن من شهوات النفوس وخلجاتها. لان من الناس من يختلف مع اخوانه لا يريد وجه الله والدار الاخرة وانما يريد ان يعلي ذاته وان ينصر حزبه وان يرفع قول امامه وان ينصر مذهبه فقط. متى دخلت الشهوات النفسية في مسألة الخلاف فاعلم انه سيكون خلافا باطنيا. الامر الثاني الا الا نريد بخلافات الا اعلاء كلمة الله عز وجل. يعني ان نخلص لله عز وجل وان نتعبد له في هذا الخلاف. نتعبد لله بالخلاف؟ الجواب نعم. حتى لا نريد ان لا نريد بخلافاتنا الا وجه الله عز وجل والدار الاخرة واعلاء كلمة الله عز وجل في الارض. فمتى ما علم الله من قلوب هذين الامرين اننا ما اختلفنا الا البحث عن الحق الذي يرظي الله عز وجل لنتعبد لله به. واننا ما اختلفنا لخلجات نفسية او شهوات باطنية فالله عز وجل سيوفقنا للحق وسيوفقنا لبقاء اخوتنا حتى وان طال الخلاف فيما بيننا فإذا اختلفوا لا بأس لا نلزم لا نلزم الناس ان يكونوا على قول رجل واحد لا ولكن المقصود ان لا يؤثر خلافنا في صفاء نفوسنا ونقاء بواطننا. نستطيع ان نكون كذلك ان شاء الله نستطيع باذن الله باذن الله نستطيع بتوفيق الله عز وجل وتسديده وتيسيره