استمعت وقرأت كثيرا عما وقع بين الصحابة رضي الله تعالى عنهم. ومما زاد في حيرة ما خرج من اشرطة او كتيبات حول الموضوع ارجو منكم تغطية هذا الموضوع وبيان الصحيح فيما وقع كف مثل هذه الامور التي سببت لنا المشاكل احسن الله اليكم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين نبينا محمد وعلى اله وصحابته والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين وبعد فان الله جل وعلا ارحم الراحمين واعلم بمصالح عباده واعلم حيث يجعل رسالته اختار لحمل الرسالة الخالدة الخاتمة محمدا صلى الله عليه وسلم واختار جل وعلا له وصحابة امناء اوفياء يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم جمع بينهم الايمان فكانوا اخوة متحابين بعد ان كان بين قبائلهم من التنافر والتناحر ما يعلمه المطلع على احوال العرب في الجاهلية وعند بزوغ شمس الاسلام وكان العرب يحتقرون من ليس من العرب ولا يرونه اهلا وانما يرونه من اسافر الخدم فجاء الاسلام بابطال ذلك وبين ان اكرم العباد عند الله اتقاهم فاستجاب الصحابة لذلك وعرفوا حتى قال قائلهم ابو بكر سيدنا اعتق سيدنا بلالا تعاون الصحابة رضي الله عنهم جهادا وانفاقا وبذل النفس وجاذوا بها وكانوا كما قال ذاك يجود بالنفس اذ ظن الجواد بها وجوده بالنفس اقصى غاية الجودي فكان احدهم يود ان يفدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو بازهاق نفسه بالا يصام رسول الله باي شيء ومن رحمة الله جل وعلا بهذه الامة ان وجدت المشاكل والمخالفات في عهد الصحابة الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعوا كلامه وشاهدوا التنزيل من القرآن والوحي فكان حلهم للمشاكل التي طرأت من خلاف او جرائم تقع تحل على وفق ما فهموا ورأوا وعلموا من رسول الله صلى الله عليه وسلم والله جل وعلا اراد ان يبين ثبات هذا الدين وحصول حفظه وان ما هي قد يوجد من خلاف لا يدخل فسادا في هذا الدين وحصل ما حصل من الخلاف بين الصحابة فقال السلف رضوان الله عليهم من التابعين ومن تبعهم علينا ان نسكت عما جرى بين الصحابة حتى قال قائلهم ممن نظم في العقيدة يقول ونسكت عن حرب الصحابة فالذي جرى بينهم كان اجتهادا مجردا لا يصح ان نتهمهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه ولما اختلف علي رضي الله عنه مع من اختلف معهم وسئل عن هؤلاء الذين خالفهم اكفارهم؟ قال لا من الكفر فروا ولما وقعت الواقعة بين علي وبين غيره من الصحابة رضوان الله عليهم وهم وظعاف العلوم والاحلام بان ما يتم الامساك به يكون غنيما وبخهم وقال اتريدون ان فاسبوا امكم ام المؤمنين والله انها لزوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا والاخرة اما نحن فلم نشهد تلك الوقائع ولم يؤخذ لنا مال ولم يسفك لنا ذنب فالتلطخ بالاهوى تعصبا لهذا ضد ذاك وقد افضوا الى ما قدموا وخلوا من عندنا ويصدق فيهم تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون ومن يثير ما جرى بين الصحابة في هذا الزمن اما ان يكون قاصر الرأي ظعيف الايمان كلا البصيرة واما ان يكون من اهل الحقد على تلك الصفوة ويحب ان لما فاته الدخول في المعامع الخلافية بينهم الا يفوته الخوظ في ذلك بعدهم وهذا من الشقاء الله جل وعلا اثنى على اهل الايمان الذين جاءوا بعد الصحابة والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا اما من ينطوي على هذا الغل فليس من اهل الايمان الصحابة لا يبغض احد منهم من فيه خير ولا يحقد على واحد منهم من هو تقي يجب علينا ان نحبهم جميعا لا شك ان الخلفاء الاربعة ابا بكر وعمر وعثمان وعليا رضي الله عنهم افضل هذه الامة ويأتي بعدهم بقية العشرة الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بانهم من اهل الجنة ويأتي مع هؤلاء من اخبر النبي عليه الصلاة والسلام انهم من اهل الجنة كما في قصة عبد الله ابن سلام عندما قال صلى الله عليه وسلم يطلع عليكم من هذا الباب رجل من اهل الجنة ثلاث مرات فكلها يطلب عبد الله بن سلام فاحب عبدالله بن عمرو بن العاص ان يكتشف السر فذهب اليه وادعى انه تغاظب مع ابيه عمرو وهو شاب واستضافه عبد الله بن سلام رضي الله عنهما فلما لم يرى عبادة تلفت النظر اخبره فقال اما وقد قلت فانني لا ابيت ليلة وفي قلبي حقد على احد من عباد لله فينبغي لنا نحن في هذا الزمن الا ننطوي على اي حقد على احد من الصحابة وهذا هو مذهب اهل السنة والجماعة يترضون عن جميع الصحابة ويحبونهم ويترضون عن التابعين من ال البيت وغيرهم ويحبونهم ولا شك ان ذلك مما ينبغي ان يتقرب به العبد وما هذه الاشرطة التي يسجلها من يخوض في التاريخ ويقرأ ينبغي ان نعلم ان تأريخ الصحابة لم يكتب في عصرهم وانما كتب في المئة الثانية من الهجرة بعد قيام دولة بني العباس جمع فيه الغث الكثير والسمين القليل من اراد ان يقرأ فضائل الصحابة لا شك فيها فليقرأ فضائلهم في الصحيحين بخاري كتب المحدثين الذين يهتمون بالنقل وتنقيحه والنظر في رجاله ومدى ثقتهم وضبطهم وامانتهم لا ان يقرأ الانسان في كتاب كذا وفي كتاب كذا ككتب التاريخ والسير التي لم تكتب الا في المئة الثانية من الهجرة بعد موت الصحابة كلهم رضي الله عنهم وارضاهم ثم ينبغي لنا ان نقرأ في الاشياء التي تنفعنا نقرأ في الاحاديث نتأمل كتاب الله ونتدبر معانيه ونستعين على فهمه بما قاله اهل العلم متخصصون في علم التفسير تبني جرير الطبري ومن في عصره وكالحافظ ابن كثير ومن على شاكلته ومن جاء بعده من اهل التحقيق والتدقيق في امر التفسير ونقرأ في كتب احاديث الاحكام والاذكار مما يعيننا على امور دينا ودنيانا وان نتجنب كتابات من ليسوا من اهل العلم بصدق كبعض الكتاب القرن الماضي الهجري البارزين في مصر وفي غيرها الذين كتبوا على هامش السيرة وعبقريات وما الى ذلك. لا يؤخذ العلم الحقيقي عن امثال هؤلاء والله المستعان