اعتدنا من قبل على ان نسلط قبل رمضان الضوء على عنوان معين لكي نهتم به في هذا الشهر قبل غيره فمرة سمينا محاضرة قبل رمضان ان سعيكم لشتى لان رمضان آآ من اعجب الفصول والمواسم التي يتجلى فيها هذا التفرق في سعي الناس. والذي عبر عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في نداء المنادي حينما يدخل رمضان يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر. مرة اخرى المحاضرة رمضان عدو الغيبة كي نركز في هذا العام على افات اللسان وبالذات الغيبة واخواتها مرة كان رمضان كريم مرة اخرى كان من الطارق؟ انا رمضان. مرة اخرى كان عنوان المحاضرة العزيمة على الرشد فقد روي عن النبي صلى الله عليه واله وسلم في احد ادعيته واسألك العزيمة على الرشد العزيمة ارادة القوية الجازمة التي تسبق الفعل مباشرة. فالعزيمة على الرشد يعني ان تنوي في رمضان ان تعزم على الرشد يعني تستفيد من بركات رمضان الى اقصى ما تستطيع علينا جميعا الان او ادعوكم جميعا الى ان تستحضروا او يستحضر كل منكم آآ احب الناس اليه الذي غاب عنه سنة كاملة ثم جاءك من يبشرك بقدومه وعودته خلال ايام قلائل كيف تكون فرحتك بقدومه واستبشارك بقربه وبشاشتك للقائه اول الاداب الشرعية بين يدي رمضان ان نتأهب لقدومه قبل الاستهلال وان تكون النفس بقدومه مستبشرة ولازالة الشك في رؤية الهلال منتظرة وان تستشرف لنظره استشرافها لقدوم حبيب غائب من سفره اذ ان التأهب لشهر رمضان والاستعداد لقدومه من تعظيم شعائر الله تبارك وتعالى التي يقول عز وجل في شأنها ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. يفرح المؤمنون بقدوم شهر رمضان ويستبشرون ويحمدون الله ان بلغهم اياه ويعقدون العزم على تعميره بالطاعات وزيادة الحسنات وهجر السيئات. اولئك يبشرون بقول الله وتعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون لان محبة الاعمال الصالحة والاستبشار بها فرع عن محبة الله عز وجل. يقول تعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا. فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون فترى المؤمنين متلهفين مشتاقين الى رمضان. تحن قلوبهم الى صوم نهاره. ومكابدة ليله بالقيام والتهجد بين يدي مولاهم. وتراهم يمهدون لاستقبال رمضان بصيام التطوع خاصة في شعبان سمع المؤمنون قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في الحديث كل عمل ابن ادم يضاعف الحسنة بعشر امثالها بها الى سبعمائة ضعف. قال الله تعالى الا الصوم فانه لي وانا اجزي به. يدع شهوته وطعامه من اجلي. وهذا رواه مسلم فعلموا ان الامتناع عن الشهوات لله عز وجل في هذه الدنيا سبب لنيلها في الاخرة كما يدل عليه مفهوم صلى الله عليه واله وسلم من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الاخرة وقال صلى الله عليه واله وسلم من لبس الحذير في الدنيا لم يلبسه في الاخرة. وقوله صلى الله عليه واله وسلم من ترك اللباس تواضعا لله وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من اي الايمان شاء