يقول ابو عثمان التوبة طول الندم ودوام الاستغفار لكن السؤال الان هو في حق من يستغفر وهو مصر على المعصية. ولم يحل عقدة الاصرار. الاصرار هو ان عنده عزيمة عقد قلبه على ارتكاب الذنب متى غفر به متى ولدته الفرصة فانه ناوي اذا اتته الفرصة فانه يتمادى بانه يفعل هذا يعني الذنب. فالاصرار هو الاقامة على الذنب من غير توبة والعزم على معاودته متى ما اتته فرصة الزنب فانه ايه يظفر بها ولن يضيعها. هذا هو معنى آآ الاصرار الانسان الذي يستغفر وهو مصر على المعصية ولم يحل عقدة الاصرار. هل ينفعه هذا الاستغفار ام لا؟ بعض الناس ذهب الى ان الاستغفار المطلوب آآ هو الذي يحل عقدة الاصرار اذا حل عقدة الاصرار فهو ايه؟ آآ استغفار آآ مطلوب. يحل عقدة الاصرار يثبت معناه في الجنازة لا التلفظ باللسان. فان كان الاستغفار باللسان وهو بقلبه مصر على المعصية فان هذا الاستغفار ذنب اعتبروا ان اللي قوله استغفر الله ذنب وطبعا آآ حتى لو ورد هذا عن بعض الصالحين لكن هذا كلام ظاهره مستبعد جدا. لان هناك الملايين من المسلمين المخلصين الذين خلطوا عملا صالحا واخر سيئا ولم يتوبوا. معناه ان انهم آآ يستغفرون الله ما داموا لم يقلعوا عن الذنب ولم يحلوا عقدة الاصرار. ان استغفارهم والحال كذلك هو في ذاته ذنب يحتاج الى استغفار. في الخيار حاجة من اتنين. اما ان يتوب فيقبل استغفاره. واما ان يكف عن الاستغفار يا اما ان يتوب واما ايه؟ ان يكف تماما عن الاستغفار لانه اذا قال استغفر الله فهو اثم مستحق للعقوبة ويجب ان يتوب من هذا الاستغفار اذا يفهم كلام الصالحين الذين قالوا مثل هذا الكلام ان يحمل على ايه؟ على انهم يقصدون ان يوجهوا الناس الى ما هو اوجب واكمل افضل وهو الاستغفار المقترن بحل عقدة الاصرار مع آآ استيفاء سائري اركان التوبة فبعض المحققين استنكروا اه وصف هذا الاستغفار بانه ذنب. وكأن الصمت خير من ان تقول استغفر الله وقالوا ان الاستغفار عن غفلة خير من الصمت يعني حتى لو هو بيعمل الذنب بيقول استغفر الله خير من ايه؟ من ان يسكت. وان احتاج الى استغفار. لان اللسان اذا الف الذكر اوشك ان يألفه القلب لو هو متعود باستمرار ان يقول استغفر الله استغفر الله حتى لو لم آآ يعني يحل عقدة الاصرار لكن الف الاستغفار وتعود لساني على الاستغفار سيجعل قلبه ايضا يألف التوبة وهذا يشجعه على آآ استيفاء اركان آآ التوبة. آآ لان ترك العمل للخوف منه من مكائد الشيطان في استغفار غير التائب. حسنة ام سيئة استغفار غير التائب هو في حد ذاته حسنة. وعمل صالح يصدر ممن خلط عملا صالحا واخر سيئة يقول الله تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة. فلا تظلم نفس شيئا. وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها كفى بنا حاسبين. وقال عز وجل فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. والاستغفار بمجرده خير ام شر خير فهو داخل في آآ عموم هاتين الايتين. آآ هؤلاء الذين منعوا غير التائب من الاستغفار. استدلوا بحديث يروى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه مرفوعا المستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ باخر ايات الله وفي لفظ كالمستهزئ بربه. وهذا الحديث ضعفه البيهقي والحافظ العراقي والسخاوي وآآ الالباني. وكذلك ايضا الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى. طبعا الضعيف يكفي في رده كونه ضعيفا. ولا يتكلف الجواب عن في حتة يصح ايضا استدلوا بقول الفضيل رحمه الله تعالى الاستغفار بلا اقلاع توبة الكذابين الاستغفار بلا اقلاع توبة الكذابين آآ هذا الكلام من الفضيل رحمه الله تعالى يمكن ان يحمل على معنى آآ صحيح. لانه اذا العبد بيقول استغفر الله واتوب اليه وهو مصر على المعصية يصح ان تقول عنه انه كاذب. لانه بيقول اتوب اليه وقلبه ايه؟ مصر على المعصية فالاستغفار بلا اقلاع توبة الكذابين يعني انه كاذب في قوله واتوب اليه. هو بيستغفر نعم. لكن واتوب اليه كذب ام غير كاذب؟ لانه مصر. فاذا اذا اصر بقلبه على الذنب فانه كاذب في قوله واتوب اليه. لانه في الحقيقة لم يتب لان الاصرار ينافي التوبة. استدلوا ايضا بقول بعضهم استغفر الله من قول استغفر وايضا قول يحكى عن رابعة وهي غير العدوية المشهورة. استغفارنا يحتاج الى استغفار كثير اه الجواب عن مثل هذا ان يقال ان كلام هؤلاء الصالحين ليس صادرا عن مقام الفقه. الكلام ليس في في مقام بيان الحكم التكليفي وانما هو صادر عن مقام الاحسان الناس بقى اللي هم المحسنين. من امثلة ذلك ايضا قول الجنيد رحمه الله تعالى حسنات الابرار سيئات المقربين فالذي في مقام المقربين يرى اعماله السابقة يوم كان في مرتبة الابرار اصحاب اليمين مملوءة بالتقصير في بحق الرب تبارك وتعالى فيراها سيئات يتوب منها. وان كانت هي في حد ذاتها ايه؟ حسنات. وهي في حقيقة الامر ليست سيئات بالمصطلح الشرعي للسيئة التي تجر الاثم على صاحبها. خلاصة الكلام ان باب الاستغفار باب واسع لجميع المسلمين نافع للتائبين. لانهم استغفروا الله عز وجل وقرنوا استغفارهم بالندم والاقلاع والعزل ونافع لغير التائبين لانهم وان قصروا لعدم توبتهم لكنهم يلجأون الى الله ليقيهم شر ذنوبهم بعفوه ورحمته