فاما النبي فهو مرسل من الله الى قوم موافقين واما الرسول فهو مرسل من الله عز وجل الى قوم مخالفين ولذلك فادم نبي لانه بعث الى بنيه وهم متفقون معه في الاعتقاد. ونوح رسول لان الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم المسألة الثانية اعلم رحمنا الله واياك ان العلماء مختلفون في الفرقان بين النبي والرسول والقول الصحيح والله اعلم هو ان بينهما فرقا فالرسول شيء والنبي شيء اخر والذين قالوا بوجود الفرقان بينهما اختلفوا في تحديد هذا الفرقان على اقوال والقول الاقرب عندي والله اعلم هو ما اختاره ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتاب النبوات وهو ان الرسول من اوحي اليه بشرع وبعث الى قوم مخالفين. فالرسول من بعثه الله عز وجل الى قوم مخالفين له في الاعتقاد واما النبي فهو من بعثه الله عز وجل الى اقوام موافقين. فاذا يتفق النبي والرسول ان كلا منهما مرسل من الله عز عز وجل ودليل الاشتراك في الارسال قول الله تبارك وتعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي فاتفق الرسول والنبي ان كلا منهما مرسل من الله عز وجل. ولكن يختلفان في القوم المرسل اليهم لانه بعث الى قوم مخالفين. وهكذا وهذا فرقان اختاره ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى فان قلت وما دليل وجود الفرقان بين النبي والرسول؟ وكيف نرد على ان على من قال بانهما شيء واحد فنقول لقد دل دليل الكتاب والسنة على وجود الفرقان بين النبوة والرسالة كما في قول الله عز وجل وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي. فعطف الله النبي على الرسول والمتقرر عند العلماء في قواعده للبلاغة ان العطف يقتضي المغايرة فاذا الرسول غير النبي ويدل على وجود الفرقان بينهما ايضا ما في الصحيحين. من حديث البراء ابن عازب رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له اذا اخذت مضجعك. فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الايمن ثم قل اللهم وجهت وجهي اليك واسلمت نفسي اليك وفوظت امري اليك والجأت ظهري اليك رغبة ورغبة اليك لا ملجأ ولا منجى منك الا اليك امنت بكتابك الذي انزلت ونبيك الذي ارسلت قال فاعدتها عليه فقلت ورسولك الذي ارسلت. فقال صلى الله عليه وسلم لا. ونبيك الذي ارسلت فلو كان الرسول والنبي شيئا واحدا لما استوجب ذلك ان يصحح ان يصحح النبي صلى الله عليه وسلم هذا الاختلاف اللفظي الذي لا ينبني عليه كبير ثمرة فحرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا التصحيح دليل على انهما ليسا شيئا واحدا ويدل على ذلك ايضا حديث ابي ذر المعروف. انه لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عدد المرسلين بين بين النبي عفوا عن عدد الانبياء والمرسلين. فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان عدد المرسلين مئة واربعة عشرون الف نبي واما المرسلون فهم كعدة اهل بدر. اي ثلاثمائة وبضعة عشر رسولا فقط فهذا دليل على ان النبوة شيء وان الرسالة شيء اخر فالقول الحق في هذه المسألة ان شاء الله ملخص في جزئيته. الجزئية الاولى ان الادلة قامت على ان النبي والرسول بينهما فرقان والجزئية الثانية ان الفرقان الراجح بينهما هو ان النبي من ارسل من الله لقوم موافقين وان الرسول من ارسل من الله الى قوم مخالفين