لا نجد الا ان نقول ان الراجح ان شاء الله تعالى هو ان قول الله عز وجل واذ اخذ اربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم لقد ورد في هذا في شأن هذا الميثاق جمل من احاديث السنة وقد قال الامام ابن عبدالبر رحمه الله تعالى احاديث الميثاق قد صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه ثابتة. وكثيرة فصح ذلك من حديث عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وعبدالله بن مسعود وعلي بن ابي طالب ابي هريرة رضي الله عنهم اجمعين انتهى كلامه رحمه الله قلت وهناك زيادة على من ذكرهم وهم ابو امامة وهشام بن حكيم كذلك وابو الدرداء رضي الله تعالى عنهما. هشام ابن حكيم ابن هشام من جملة ما تفسر به اية الاعراف وزاد عليها بانه قد اخذ العهد وذكر الاستنثار وصفة العهد وما قيل فيه وكيف اجيب وكيف حصل الجواب من الذرية وبعد هذا ايها الاخوان فهؤلاء الصحابة رضوان الله تعالى عليهم رووا لنا احاديث الميثاق. فهذا الكلام من باب الاجمال واما تفصيله سوف نقول الحديث الاول حديث عمر رضي الله تعالى عنه انه سئل وهذا من اهم الاحاديث في هذا الباب ان عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه سئل عن قول الله عز وجل واذ اخذ ربك من بني ادم من ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى. فقال رضي الله تعالى عنه من باب سياق تفسير في هذه الاية قال ان الله تبارك وتعالى خلق ادم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل اهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره بيده الاخرى. فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للنار. وبعمل اهل النار يعملون وهذا الحديث اخرجه الامام الترمذي وابو داود والنسائي والامام مالك في الموطأ والامام ابو احمد في مسنده وابن حبان في صحيحه وكذلك الامام الحاكم. في مستدركه وكذلك الظياء المقدسي رحمه الله في وغيرهم رحم الله الجميع رحمة واسعة. وقد حسن هذا الحديث الامام الترمذي فقال وهذا حديث حسن وهو من جملة الاحاديث التي سكت عنها الامام ابو داوود وصححه الامام الالباني والحاكم والذهبي وابن حبان وابن القيم. وقد حسنه الامام الحافظ ابن حجر ولكن هذا الحديث قد اعله بعضهم بان فيه راويا يقال له ابن يسار وقد اعل هذا الراوي بانه لم يسمع من عمر. رضي الله تعالى عنه وارضاه وباقي رجال اسناد هذا الحديث ثقات ولكن القول الصحيح ان شاء الله هو ان مسلم بن يسار روى هذا عن رجل عن عمر وهذا الرجل الذي ذكره الامام الترمذي رحمه الله تعالى انه بين مسلم بن يسار. وبين عمر هو رجل يقال له نعيم بن ربيعة وهو حسن الحديث. وهو حسن الحديث اذا علة الانقطاع بين مسلم وبين عمر قد زالت بربيعة. ولكن لان ربيعة فحسن الحديث قلنا بانه حديث حسن. فاصح الاقوال في حديث عمر رضي الله تعالى عنه هو انه حديث هو انه حديث حسن فتحسين الامام الحافظ ابن حجر رحمه الله في حديث عمر هو هو الحكم المعتمد ان شاء الله تعالى. ولكن هذا الحديث فيه اشياء. اولا انه لم يذكر فيه ان الله اخذ العهد على ذرية ادم. اليس كذلك وانما فيه انه استخرجهم فقال هؤلاء للجنة ولا ابالي وهؤلاء للنار ولا ابالي ليس فيه ذكر اخذ العهد. مع ان عمر رضي الله تعالى عنه انما ساقه مساق ماذا؟ مساق التفسير لهذه لهذه الاية وليس فيه ايضا استنطاق لهذه الذرية التي اخرجها. هل الله عز وجل استنطق الذرية التي اخرجها الجواب؟ لم يستنطق احدا والاية فيها استنطاق الذرية. قال واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى. فالاية فيها استنطاق. وهذا الحديث لا استنطاق فيه ولم يذكر في هذا الحديث ايضا مكان المكان الذي اخذ الله عز وجل العهد العهد فيه. اذا ما فائدة هذا الحديث فائدته ان هذه الذرية التي استخرجت جعل استخراجها تفسيرا للاية. فنحن نستفيد من ذكر هذا الحديث انه من جملة ما تفسر به هذه الاية. لكن اما نطاق الذرية واخذ العهد عليها فنستفيده من احاديث من احاديث اخرى. وهو الحديث الثاني وهو من اهم الاحاديث ايضا وهو حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذ الله الميثاق. اه. ممتاز. اخذ الله الميثاق من ظهر ابن ادم بنعمان وهي مكان فسيح قريب واسع عند عرفة. وقيل هو هو عرفة فاخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم الست بربكم؟ قالوا بلى ادناء ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين. الاية بتمامها. وهذا رواه الامام احمد في المسند والنسائي في سننه. والحاكم في مستدركه والظياء المقدسي كذلك في المختارة وكذلك رواه ابن ابي عاصم في كتابه السنة والامام البيهقي في القضاء في القضاء والقدر. في القضاء قدر وقد صححه جمع من اهل العلم رحمهم الله تعالى. فقد صححه الامام الحاكم وقال هذا حديث صحيح صحيح الاسناد ولم يخرجاه. وقد احتج اي البخاري ومسلم برواته الا رجل لن يقال له مسلم ابن كلثوم ابن جبر هذا هو الذي طعن في هذا الحديث بسببه. يا الله الله كان حديثنا ها على الجرح ولكن الاصح ان شاء الله انه حديث حسن وقد صححه الامام الحاكم كما ذكرت لكم. ووافقه الامام الذهبي. وقال الامام ابن كثير عن هذا الحديث ما في البداية والنهاية اسناده جيد. قوي على شرط مسلم. وقال الهيثمي في المجمع. رواه الامام احمد ورجاله رجال الصحيح. وقال الامام الالباني رحمه الله حديث صحيح وبينت لكم ان رجاله رجال الصحيحين غير كلثوم بن جبر ولكن الصحيح ان هذا الرجل ايضا من رجال الامام مسلم وممن اخرج لهم الامام مسلم لكن في المتابعات والشواهد فهو حسن الحديث ان شاء الله. ولذلك فقد وثقه الامام احمد وابن معين وذكره ابن حبان في وقال الامام النسائي ليس بالقوي والصواب ان شاء الله ان هذا الحديث حديث حسن وانزلناه من رتبة الصحيح الى رتبة الحسن لذاته لوجود شيء من الغمز او الكلام في في مسلم ابن كلثوم ابن جبر فانت ترى في هذا الحديث الحسن ان النبي صلى الله عليه وسلم جعل هذا الميثاق من جوم ما تفسر به الاية. والى هذا القدر متفق مع حديث عمر اليس كذلك؟ ولا لا يا جماعة؟ فحديث عمر ابن عباس في هذا المقدار متفقان ان كلا من هذين بالصحابيين ساقا قصة اخراج ذرية ادم من ظهره في تفسير هذه الاية وفي هذا الحديث ايضا تحديد لمكان هذا الاخذ والاخراج. وهو بنعمان وهو عرفة. وفيه التصريح بلفظ الميثاق المتفق مع لفظ الاية تماما. الست بربكم قالوا قالوا بلى شهدنا. فهذا من اقوى الاحاديث التي تفسر بها هذه الاية والتي تجعلنا في اخر المطاف ان شاء الله نرجح وقلوبنا مطمئنة على هذا الترجيح. الحديث الثالث حديث ابي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله عز وجل ادم حين خلقه فضرب كتفه اليمنى فاخرج ذرية بيضاء كأنهم الذر وضرب كتفه اليسرى فاخرج ذرية سوداء كانهم الحمم فقال للذي في يمينه الى الجنة ولا ابالي. وقال للذي في يساره الى النار ولا ابالي. وهذا الحديث رواه الامام احمد في المسند وكذلك رواه ابنه عبد الله في زوائد المسند وقال البزار اسناده حسن. وقد صححه الالباني رحمه الله تعالى في السلسلة الصحيحة وقال الامام الهيثمي رجاله رجال الصحيح. وقد صححه كذلك ابن عساكر. والطبراني وهذا الحديث ان شاء الله ايضا حديث حسن. وذلك لوجود شيء من الكلام في احد رواته وهو سليمان ابن عتبة السلمي فهو صدوق حسن الحديث ولكنه اتهم بانه يصل بعض الاحاديث الموقوفة على ابي ذر رضي الله تعالى عنه وهذه تهمة لا لا تنزل حديثه عن رتبة الحسن ان شاء الله عز وجل. فالاقرب ان شاء الله انه حديث حسن. فانتم ترون انه مر علينا ثلاثة احاديث كلها حكمنا عليها بانها احاديث حسنة فهذا الحديث يتفق مع حديث عمر وحديث ابن عباس في ماذا ها في تفسير هذه الاية وهي انه وهي انها عبارة عن ما حصل من اخذ ذرية ادم من ظهره الحديث الرابع ولن اطيل عليكم ان شاء الله ما رواه الامام احمد في مسنده عن انس ابن مالك واصل الحديث في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يقال للرجل من اهل النار يوم القيامة انتبهوا لهذا ارجوكم. يقال للرجل من اهل النار يوم القيامة. ارأيت لو كانت لك الدنيا ومثلها معها. اكنت مفتديا بها؟ يعني حتى لا تعذب فيقول نعم فيقول وهو الشاهد الان فيقول الله قد اردت منك اهون من ذلك قد اخذت عليك العهد في ظهري ادم الا تشرك وادخلك الجنة فابيت الا الشرك ما وجه الدلالة من هذا الحديث اجيبوا ان الله عز وجل قال قد اخذت عليك في ظهر ادم العهد الا تشرك بي شيئا فابيت الا الشرك. وانا اخترت لفظ الامام احمد على لفظ الصحيحين لان موضع الشاهد في في روايته رحمه الله وهو حديث صحيح واصله في الصحيحين وهو واظح الدلالة في مرادنا. الحديث الخامس والاخير في هذا الباب. حتى ننتقل الى الترجيح وذكر الخلاف ما رواه الامام الفاريابي رحمه الله تعالى في القضاء والقدر. باسناد صحيح كالشمس. عن ابي ابن كعب رضي الله تعالى عنه في قول الله عز وجل واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم. الان تفسر ابي هذه الاية قال اي جمعهم. ثم جعلهم ارواحا فاستنطقهم. فتكلموا واخذ عليهم الميثاق الست بربكم؟ قالوا بلى والحديث صحيح وهذا الحديث فيه ان هذا الصحابي الجليل ابي بن كعب جعل استخراج ذرية ادم من ظهره بلا انه هو عين الميثاق. وعين وعين العهد الذي اخذه الله عز وجل علينا. وان ان هذا العهد هو المذكور في حديث عمر. وحديث ابن عباس وحديث ابي الدرداء وحديث انس عند الامام احمد وحديث كذلك ابي بن كعب عند الامام الفريابي فالاية انما تدل على على هذا العهد والميثاق الذي حصل حصل ذكره في هذه في هذه الاحاديث ولذلك قال الامام اسحاق بن راهويه كلمة عظيمة جدا تكاد تقطع النزاع لولا وجود الخلاف قال رحمه الله وهذه الاية يقصد اي اية انتم معي ولا جاكم النوم ها من اللي قالها نعم قال هذه الاية انتبه اجمع اهل العلم انها الارواح قبل الاجساد فاستنبطهم الله واشهدهم على انفسهم انتبه لكلمة اجمع العلماء على انها الارواح قبل الاجساد فاستنطقهم الله واشهدهم على انفسهم. وهذا يؤكد لنا صحة ما رجحناه وذهبنا اليه. من ان العهد المذكورة في اية الاعراف هو عينه هذا الميثاق الذي يتكلم عنه الامام الطحاوي رحمه الله تعالى وما نصت عليه الاحاديث هو ما ذهب اليه اكثر السلف يعني ان هذا القول هو قول اكثر السلف بل حكي اجماعا كما ذكرت لكم ولكن لعل الامام اسحاق بقوله اجمع يعني انه قول عامة اهل العلم والا فالخلاف فيها موجود لكن في الحقيقة بعد التتبع والنظر يكاد السلف يطبقون على ان هذه الاية تفسيرها هو ما حصل من هذا العهد وان الخلاف فيها شيء قد يكون حادثا. ولكن بما ان ثمة من اهل السنة من قال به فلا حق لنا ان فلاح لنا ان نبطل قولهم او ان نلغيه جملة وتفصيلا فان قيل فان قيل ان من هذه الاحاديث ما لا يصح مرفوعا كحديث ابن عباس وابي الدرداء وعمر فقد اعلت هذه الاحاديث بانها موقوفة على على هؤلاء الصحابة فهل هذا تعليل مقبول؟ الجواب. سلمنا جدلا عدم صحتها. عدم صحة رفعها للنبي صلى الله وسلم. وسلمنا جدلا انها موقوفة على هؤلاء الصحابة. فان لها في الصناعة الاصولية ايش؟ حكم الرفع فان المرفوع عند الاصوليين ينقسم الى مرفوع حقيقي والى مرفوع حكمي. والمرفوع الحكمي له اصناف من جملة اصنافه ان يقول الصحابي قولا لا مجال للرأي ولا للاجتهاد فيه بمعنى انه يثبت الصحابي امرا غيبيا لا يدخل تحت دائرة العقول ولا ولا الاراء والاجتهادات. فاذا تسلمنا جدلا انها انما تصح على عن هؤلاء الصحابة فان لها حكم الرفع لانهم قالوا شيئا غيبيا لا مجال للرأي ولا للاجتهاد ولا للنظر فيه مطلقا. فلقولهم حكم الرفع لان المتقرر عند العلماء ان الصحابي اذا قال قولا لا مجال للرأي فيه فان لقوله حكم الرفع ولذلك يقول الناظم في مقدمة التفسير وغيرها واحكم له اي لقول الصحابي بالرفع بشرطه الان فخذه وارعي ان لم يكن للرأي فيه معتنق ولم يكن يأخذ عمن قد سبق فاذا قال الصحابي قولا لا مجال للرأي فيه ولم يعرف بالاخذ عن اهل الكتاب فلقوله في التفسير حكم الرفع حكم الرفع وكلا الشرطين قد توفرت في هؤلاء في عمر وابن عباس وابي الدرداء وغيره ممن اعلت احاديثهم بعدم رفعها للنبي صلى الله عليه وسلم