والله جل جلاله في كتابه العظيم امتن على عباده المؤمنين انجى لهم بنعمته انجى لهم بالاسلام اخوانا. قال جل او على فاصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها. والله جل جلاله لما على عباده المؤمنين لانه الف بين قلوبهم وجعلهم بنعمته اخوانا دلنا ذلك على ان هذه المحبة وعلى ان هذه الاخوة في الله من النعم العظيمة التي جعلها الله جل وعلا في قلوب المؤمنين بعضهم لبعض ورعاية هذه النعمة والمحافظة عليها اعتراف بانها نعمة وبانها منة من الله جل وعلا اذ النعم يحافظ عليها واذ النقم يبتعد عنها ويحذر منها. لهذا قال جل وعلا فاصبحتم بنعمة لاخوانه. قال بعض اهل العلم في قوله بنعمته التنبيه على ان حصول الاخوة وحصول المحبة بين المؤمنين انما هو بفضل الله جل جلاله وهذا دلت عليه الاية الاخرى قال جل وعلا لو انفقت ما في الارض جميعا ما لست بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم. فالذي جعل هذا يحب ذاك جعل هذه القلوب على اختلاف اظفارها واختلاف جنسياتها واختلاف قبائلها واختلاف طبقاتها جعلهم متحابين في الله يشتركون في امر واحد وهو اقامة العبودية لله جل جلاله هو انهم صاروا اخوة لله جل جلاله بفضل الله سبحانه وبنعمته وقد قال سبحانه قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون