بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. يسر مركز وسائل بوزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد للمملكة العربية السعودية ان يقدم لكم المكتبة امر ونهي فيها. اما امر لايجاب او استحباب واما نهي بتحريم وكراهة. واما باستواء هذا وذاك يعني في المباحات. ولا شك ان المرأة اذا علم احكام الله جل وعلا في انواع التعاملات يكون وافق امر الله وعبد الله جل وعلا صوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز ال الشيخ وعنوان هذه المادة الاساليب الشرعية في التعامل مع الناس الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. قال في محكم كتابه ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوى. ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات بحاكي ان لهم اجرا كبيرا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وقليله ارسله الله جل وعلا بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا. بشيرا بالجنة لمن اطاعه. ونذيرا ومنذرا من النار. ومن عذاب لله في الدنيا والاخرة لمن خالف امره وعصاه. فبلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق الجهاد الله وسلامه على نبينا محمد وعلى ال نبينا محمد وعلى صحابته وعلى من تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد وموضوع هذا الدرس هو الاصول الشرعية للتعامل مع الناس ومن المعلوم ان الله جل وعلا بعث نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من داعية هواهم ليخرج الناس من تحكيم ارائهم وتحكيم رغباتهم على تحملاتهم الى ان يحكموا الله جل وعلا وحده والى ان يطيعوا الله جل وعلا ويطيعوا رسوله صلى الله عليه وسلم. ففي الصحيح صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال قال الله تعالى انما بعثتك لابتليك وابتلي بك الله جل وعلا بعث نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم ليبتليه بطاعته وبتوحيده وبتبليغ شرعه وليبتلي النبي صلى الله عليه وسلم مختبر به. وبما جاء به عن الله جل وعلا. اذا ابتليت وابتلي بك يعني باخ قبر الناس بك. هل يتبعون شرعك؟ هل يتبعون سنتك؟ هل يتبعون ما حملته؟ مما انزل الله جل وعلا عليك املاح والابتلاء حقيقته الاختبار. وابتلاء الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم في جميع احوال المكلف. ومن تلك الاحوال انواع تعاملاته فالشريعة جاءت كما يقول الشاطبي رحمه الله في كتابه الموافقات الشريعة جاءت لاخراج المكلف من داعية الهواء الى ان يكون تابعا لامر الله جل وعلا. فحقيقة العبد انه مربوب مقبور لله جل وعلا. ولهذا يجب عليه ان يخرج عن داعية هواه الى ان يكون عبدا محققا هذه العبودية لله جل وعلا في كل احواله. ولهذا كان من اللوازم على من يريد الخير بنفسه ان يتعرف وان يطلب علم ما انزل الله جل وعلا على رسوله. ومما تصادف المرء بل مما يواجهك في كل حال انك تواجه انواعا من الخلق تواجه نفسك وتواجه من في بيتك تواجه من في السوق وتواجه اخوانك المؤمنين وتواجه الكفرة وتواجه العصاة وتواجه المبتدعة تواجه الاقربين وتواجه الابعدين تواجه العلماء تواجه ولاة الامر تواجه اصنافا كثيرة من الناس ومن الخلق. فكيف يتعامل المرء مع هؤلاء؟ ايتعامل معهم كما يريد ان يتعامل معهم كما يشتهي ايتعامل معهم كما يملي له عقله وكما يملي له هواه؟ ام يتعامل معهم على وصف الاحكام الشرعية التي جاءت في كتاب الله جل وعلا وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم على ما بينه اهل العلم الراسخون فيه من بيان الكتاب والسنة. لا شك ان الواجب ان ان يكون المرء معتريا بانواع التعاملات حتى يكون الى تعامل مع ان مع الخلق يتعامل معهم على وصف الشرع والا يكون متعاملا معهم على وصف هواه وعلى وصف ما يريد. ان التعامل الناس باصنافهم يحتاج الى علم شرعي. ولهذا تجد ان طوائف من الناس ربما تعلموا من انواع العلم الشرعي لكنها ليست مما يجب عليهم ان يتعلموه. فتجد ان بعض طلاب العلم ربما قالوا في علوم هي من النفل او هي من فروض الكفايات بما كانت في انفسهم له لذة يطلب علما لانه يجد لذة يطلب مثلا علم الحديث لانه يجد لذة فيه. يطلب علم المصطلح لانه لان له لذة فيه. يطلب بعض الفقه لان له لذة فيها. وهذا لم يخرج عن داعية هواه في كل امره كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية في رسالته في صنفها فيما يفعله العبد لاجل اللذة من الطاعات. لا شك ان المرء اذا كان محتما لما يجب عليه وجد ان يجب عليه ان يسعى في رفع الجهل عن نفسه فيما انزل الله جل وعلا ان يرفع الجهل عن نفسه بما انزل الله جل وعلا لهذا تجد ان المسلم وطالب العلم الحريص على ان يكون عمله وفعله موافقا للشرع اذ انه يطلب العلم النافع يطلب العلم الذي يصحح احواله لانه ما من لحظة تمر عليك في حياتك الا ولله جل وعلا الا في كل احواني. ولهذا كانت هذه الكلمات وكان هذا الدرس لبيان شيء من احكام انواع التعامل معه الناس. اقرب ما يكون اليك نفسك التي بين جنبيك. وان النفس اكثر ما يعامل المرء اكثر ما يعامل المرء نفسه. فهذه التي بين جنبيك كيف يعاملها؟ ايعاملها معاملة من لا يدرك ما يجب عليها وما لا يجب ما يجوز وما الا يجوز ام يعاملها على وصف الحكم الشرعي؟ ان الله جل جلاله في القرآن العظيم. وان النبي صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة بين الله جل وعلا وبين رسوله صلى الله عليه وسلم انه يجب على المؤمن ان يزكي نفسه. قال جل وعلا قد افلح من الساعة وقد خاب من دكاها. فالسعي في تزكية النفس هي اولى درجات التعامل مع النفس. فان النفس لها طلبات في الخير ولها طلبات في الشر. وان المرأة اذا عامل نفسه بالسعي في ان يزكيها كانت تلك النفس نفخا طيبة كانت نصحا مفلحا وكان صاحبها مفلحا. قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها. وفلاح النفس وزكاتها وتزكيتها يكون امر هام الا وهو ان يجعل نفسه متعلقا بالدار الاخرة وان يجعلها مبتعدة عن دار الغرور. يجعل هذه في احوالها وفي مطالبها متعلقة بالدار الاخرى متعلقة بالجنة بالرغب اليها وبالقرب منها وباعداد المنازل هناك. وبالبعد عن النار وعن وسائلها وعن ما فيها من أنواع العذاب. هذه اولى درجات تزكية النفس. ان يكون المرء ناظرا فيما يصلحه فدائه الاخرى. يعني ان يكون القلب متعلقا بالدار الاخرى. واذا تعلق القلب بالدار الاخرى رغبا في الجنة. وهربا من النار كانت الحصيلة انه يسعى الى ما يقربه من الجنة ويسعى فيما يبعده من النار. ولتزكية النفس كما قال بعض وعلماء السلف لتزكية النفس ثلاثة ميادين. اول ذلك ان يزكي نفسه باصلاح القلب بتوحيد الله جل وعلا. وباخلاص ديني له فان اخلاص القلب لله جل وعلا هو اعظم ما تكون به تزكية النفس. لان النفس لابد وان يكون فيها محاب مشتركة فاذا كانت محبة الله جل وعلا اعظم وكانت مرادات النفس تبعا لمراد الله جل وعلا كان الاخلاص في القلب اعظم وكان ازدياده من الاقبال على الله جل وعلا اعظم. ولا شك ان الاخلاص يتبعه انواع من اصلاح عبوديات القلب ومن امثل من شرح ذلك وبينه ابن قيم الجوزية تلميذ شيخ الاسلام ابن علم الامام المعروف في كتابه مدارج السالكين الى منازلي اياك نعبد واياك نستعين فان هذا الكتاب هلا ابن القيم رحمه الله فيه كلام السلف من ادران بكلام ولاة المتصوفة وجعله كلاما متسقا كلاما عظيما كلاما جميلا فيه اصلاح عبوديات القلب. فهذا الكتاب مما ينبغي ان يمر عليه طالب العلم بل يمر عليه كل مسلم بين الحين بين الحين والاخر وان ينظر فيه فما فهمه منه مما فيه اصلاح النفس عمل به وما لم يفهمه او استشكله يسأل اهل العلم عن مرادات ابن القيم رحمه الله في ذلك ان اصلاح القلب ايها المؤمن انما يكون بان يكون الله جل وعلا في قلبك اعظم من كل شيء. قال ابن القيم رحمه الله فلواحد من واحد اذا في واحد اعني سبيل الحق والايمان. لواحد يعني لله جل وعلا وحده دون ما سواه كن واحدا في قصدك وارادتك وتصرفاتك في واحد يعني في سبيل واحد غير متعدد قال مبينا هذا السبيل تعني سبيل الحق والايمان فتخليص النفس من الرغب في غير الله جل وعلا هذا هذا اول مدارج اصلاح النفس وان اصلاح النفس وتزكيتها ان ذلك من اعظم المطالب وان يكون الله جل وعلا ورسوله صلى الله عليه وسلم احب للعبد مما سواهما. العبد يحركه في الاشياء المحبة كما بين ذلك شيخ الاسلام في كتابه قاعدة في المحبة انما يحرك الناس في احوالهم محبتهم فاذا احبت دار الاخرة تحرك اليها. واذا احب الدنيا تحرك لها. فبقدر ما تكون المحبة في القلب عظيمة يكون التحرك الى ما احبه القلب. فاذا كان الله جل وعلا ورسوله احب الى الى العبد مما سواهما كانت حركة العبد بنفسه وببدنه وبجوارحه كانت في طاعة الله وفي طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. وثاني درجات تزكية النفس ان يكون العبد ممتثل اذا للاوامر مجتنبا عن النواهي. يعني ان يحمل نفسه على طاعة الامر. على طاعة الواجبات وان يباعد نفسه من ارتكاب المنهجية. فان لله جل وعلا اوامر وان لله جل وعلا نواهي. وان طاعة الله جل وعلا وتزكية النفس انما فهي باتباع الامر واجتناب النهي. وباب المنهيات عظيم. وباب المأمورات عظيم. وقد اختلف العلماء. هل باب الامر اعظم؟ ام باب النهي اعظم. وقال طائفة من اهل العلم ان باب النهي اعظم. يعني اذا غشى العبد ما نهى الله جل وعلا عنه فانه تكون معرضا للعقوبة ويكون فرط في الامر الاعظم ولهذا واستدلوا على ذلك فعل ادم عليه السلام حيث حالف النهي فكانت العقوبة بان اخرج من دار الكرامة اخرج من الجنة. والاوامر والنواهي عظيمات. ولكن جانب الامر اعظم ام جانب النهي اعظم؟ هل ريحان الحسنات اعظم؟ ام ريحان ترك السيئات اعظم؟ هذا من اختلف فيه حال العلم وهذا وهذا ولا شك ان في تزكية النفس انما يكون بامتثال الفرائض واجتناب النواهي. قد يتساهل العبد مع نفسه يتساهل في ترك الفرائض يتساهل في ترك الواجبات يتساهل في غشيان بعض المنهيات وبعض المحرمات لكن هذا يعقده غصة في النفس ويعقبه سيئة اخرى. وقد قال بعض السلف اذا رأيت الرجل يعمل السيئة تعلم ان له عنده وتعلم ان له تعلم ان لها عنده اخوات. واذا رأيت الرجل يعمل بحسنة تعلم ان لها اخوات ولا شك ان الحسنة تجلب الحسنة والسيئة تجلب السيئة وهذا يقود الى ذاك فاذا جاهد العبد نفسه له في امتثال الاوامر وفي الابتعاد عن النواهي كان مزكيا لنفسه ثم النوافل نوافل في جانب الاوامر والنواة في جانب المنهجيات يعني ترك المكروهات لان ترك المكروه مستحب. وان فعل النافلة مستحب. ان فعل النوافل في هذا ولكن مما يقرب الى الخير وقد ثبت في صحيح البخاري ان الله جل وعلا قال يعني في الحديث القدسي ولا يزال عبدي يتقرب الي هي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبخره الذي يبصر به ويده التي بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه وما ترددت في شيء انا فاعله ترددي في قبض عبد المؤمن يكره الموتى واكره مساءته. يعني جل وعلا بقوله كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به الى اخره الحديث يعني كنت مسددا له في سمعه فبي يسمع وبي يبصر فلا يسمع العبد الا ما يحب الله ولا يبصر الا ما يحب الله ولا يمشي الى ما يحب الله ولا يعمل بيده الا ما يحب الله جل وعلا. هذا بعد ان يكون العبد اتيا للنوافل بعد الفرائض. ولا شك ان من اغلى ما عندك نفسك اغلى ما تملك هو هذه النفس. وهذه النفس في حياة قصيرة هي هذه الحياة الدنيا. اينفع العبد في تزكية كانت له السعادة في الحياة الاخرة. وقد قال جل وعلا من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة فهذه الحياة الطيبة في هذه الدنيا وفي الدار الاخرى والدرجة الثالثة من درجات تزكية النفس ان يكون العبد محاسبا نفسه دائما نعم. الا يعقل عني ومحاسبة النفس من انواع التزكية. لان العبد اذا غفل عن نفسه فانه يؤتى. واذا ترك نفسه وهواه فانه يتمنى على الله الامان وهذا انما يكون بالحزم وهذه اولى انواع التعامل وهي تعامل مع النفس ولا شك ان اعظم ما يجب عليك ان تحزم معه التعامل مع نفسك التي بين جنبيك وما يجب عليك ان تحمل هذه النص على الطاعة والخير وعلى اخلاص العبادة وعلى التقرب الى الله جل وعلا دائما وعلى ان تسعى في العبوديات المختلفة في كل حالك وفي كل تقلباتك. النوع الثاني من انواع التعامل التعامل مع الوالدين. والوالدان عظم الله جل وعلا حقهما وقد قال جل وعلا وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. وبالوالدين احسانا. اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما اتقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة. وقال جل وعلا واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا. وقال سبحانه قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا. فقرن الله جل وعلا وفي ايات كثيرة حقه فقرن جل وعلا في ايات كثيرة حق الوالدين بحقه. قال العلماء ان حق الوالدين مقرون بحق الله جل وعلا. ذلك لان من كان وفيا مع والديه مطيعا لهما فانه ان يكون مطيعا لربه جل وعلا من ابي اولى لان العبد اذا تذكر ما يجب له ما يجب للوالدين من الحق وفاء لهما وبرا بهما فلا ان يكون بارا فلا ان يكون مطيعا لله جل وعلا الذي لا يخلو الذي لا يخلو العبد في حين من احيانه من نعمة من من نعم الله جل وعلا حادثة بنعمة تجب السفر. لا شك ان ذلك من باب اولى. ولذلك قال الله جل وعلا وقضى رب الا تعبدوا الا اياه. الله يعني امر ووفى كما فسرها ابن مسعود وغيره وغيره قضى ووفى امر ووصى ان لا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا وعظم حق الوالدين بقوله جل وعلا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اوف ولا تنهرهما. فحرم التأثير و هذا من باب التنبيه على الاعلى فان التأكيد اذا حرم كان تحليل ما هو اعلى منه من باب اولى من باب من قياس الاولى او من الدخول في دلالة اللفظ في محل اللفظ وقال جل وعلا بعدها فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما يعني بالقول لا تقل ام وفي الفعل لا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة هذا في باب الافعال. عقوق الوالدين من الكبائر والموبقات كثيرة ومنها عقوق الوالدين. ومن الناس من يكون بارا بنفسه بارا باهله بارا باقاربه. ولكن حاله بارا باصدقائه ولكن حاله مع والديه هي اسوأ الاحوال. وهذا لا شك انه مما هو من الكبائر لان عقوق الوالدين من الكبائر وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم عقوق الوالدين من الكبائر التعامل مع الوالدين يجب ان يكون على وفق ما رضى الله جل وعلا به. وقضى به رسوله صلى الله عليه وسلم ان يكون العبد محسن معهما بالكلام محسنا بالفعل. قال جل وعلا واخفض لهما جناح الذل من الرحمة. وقل رب ارحمهما كما ما ربياني صغيرا واخفض لهما جناح الذل يعني اخفض لهما جناحك الذليل. على وجه الرحمة. قال العلماء الجناح هنا هو جانب الانسان يعني من اليد والرجل او جانب او الجانب وقوله هنا واخفض لهما جناح الذل من الرحمة فيه على ان من الناس من يخفض للوالدين جناح الذل ولكن قلبه منطوي على الكبر قلبه منطوي على عدم الطاعة قلبه نطول على البغض والله جل وعلا قال واخفض لهما جناح الذل يعني جناحك الذليل من الرحمة لا على وجه الاستعلاء ولا على وجه التكبر بل قل بعد ذلك ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا. وهذه الاية وغيرها من الايات مما تنقطع معه قلوب المؤمنين الذين يعظمون الله جل جلاله. قال العلماء تجب طاعة الوالدين في المعروف. ومعنى ذلك ان العبد اذا امر يعني امره الله جل وعلا بامر هو له فرض عين فان طاعة الله هنا مقدمة على طاعة الوالدين. واما اذا كان في غير فرض العين ومثل تمثيل لفرض العين مثل حضور الجمعة وحضور الجماعات والجهاد الذي هو فرض عين عليه مثل طلب العلم الواجب والسفر له ونحو ذلك من فرائض الأعياد فهذا ليس له ما طاعة فيه فلو منعاه من الحج الواجب مثلا الذي هو فرض عين عليه لا ليس له ما طاعة فيه. كذلك اذا منعاه من اداء الصلاة جماعة اليس لهما ضاعت فيه كذلك اذا منعاه من الجهات المتعين ليس له ليس لهما لكن ان منعه من النذل من حج نفل او من جهاد نفل او منعاه من صلاته او نحو ذلك وجب عليه ان يطيعهما. وقد قال جل وعلا وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا طعهما وقال جل وعلا في الاية الاخرى وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما صاحبهما في الدنيا معروفا. واتبع سبيل من اناب اليه. قال الامام احمد رحمه الله يطيع الوالدين ولو كانا فاسقين لان حقهما ليس لاجل صلاحهما. ولكن لاجل انهما والدان. والله جل وعلا امر بطاعة الوالدين حتى ولو كان الوالدان مشركين وهذه الاية اية لقمان نزلت في سعد ابن ابي وقاص مع امه في القصة المعروفة قال جل وعلا وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما. وهذا عام في كل المسلمين. يعني ان يطيع المسلم والديه سواء كانا بارين او كانا فاجرين وقال شيخ الاسلام رحمه الله في مسألة طاعة الوالدين قال يطيعهما فيما فيه منفعة لهما. واما اذا كان الامر ليس فيه منفعة لهما فان طاعتهما غير متعين فلو منعاه عن شيء عن شيء نفل او منعاه عن شيء ليس فيه مصلحة للولد او ليس لهما فيه مصلحة فانه لا يتعين طاعتهما فيه عند شيخ الاسلام. والاول قول الامام احمد وغيره اولى. لان الله جل وعلا امر بطاعة الوالدين طاعة عامة وقال وان جاهداك على الا تسيء على ان تشرك بي. وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليك فلك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا. والمعروف هو كل ما فيه طاعة لهما ولكن في الشرك ومثيله الواجبات فانه لا يطيع وهذا بدون تفريط ما كان فيه مصلحة لهما او ما ليس فيه مصلحة لهما. احيانا يكون يكون الوالد متسلقا على الولد. يكون الوالد غير معامل للولد بالحسنى. يفضل عليه اخوان. يفضل عليه بعض الناس يفضل بعض الابعدين على اولاده ويرى الولد ذلك وربما تغير وهذا مما يجب على الولد الا يحكم رغباته الا يحكم اهواءه في هذه المسألة بل ينظر الى حق الوالدين من جهة ان الله جل وعلا هو الذي فرض حقهم والحديث في هذا يقول ومما يجب عليك ان تتعلم في هذا كيف تتعامل مع والديك يعني ما الاحكام الشرعية التي للوالدين ما حكم طاعتهما؟ ما تفصيل احكام طاعتهما اذا؟ في امر الزواج في امر الطلاق في طاعة الوالد طاعة الوالد اذا هل طاعة الوالد هي المقدمة؟ هل طاعة الوالدة هي المقدمة في تفاصيل؟ تطلب من كتب اهل العلم وخاصة كتب الفقهاء. النوع الثالث من تعامل تعامل الرجل مع زوجته. الله جل وعلا اوجب على الرجل مثل ما اوجب على المرأة. فقال جل وعلا ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة. وجعل الله جل وعلا حق الرجل مقدما. ولكن جعل للمرأة من الحق كما للرجل من الحق. قد قال جل وعلا في هذه الآية ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف. اوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالزوجات كثيرة. فمن الناس من يتزوج ولا يعلم او لا يتعلم احكام. معاشرة الزوجة. كيف يخاطبها؟ كيف نطلب منها ما ما الواجب الذي يجب على الزوجة ان تؤديه؟ انما يعاملها بمحض هواه. يعاملها بحسب رغباته وتارة بحسب رجولته وبحسب بقوته ولا يأتي بما يجب عليه شرعا لا يتعلم احكام الشرع في مسائل العشرة والتعامل مع الزوجات. وما رضي الله عنهما على هذه الاية حينما قال حينما قال في قوله جل وعلا ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف قال اني لا احب ان استنطف كل حق امرأتي عليه خشية ان اني لا احب ان استنصف كل حقي على امرأتي حتى لا يجب حتى لا يجب لها مثل الذي وجب عليها. وايضا كان يأمر اي تزين الرجل لزوجته وقال ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف فاذا كان الرجل يطلب من زوجته ان تتزين له وان تقطع هنلاقيها وان تكون معه بالحسنى فكذلك هو يجب عليه ان يعاملها بما اوجب الله جل وعلا. انظر الى حال النبي عليه الصلاة والسلام مع زوجاته حين طالبنه بالنفقة قال لهما عليه الصلاة والسلام قولا حسنا طيبا اعتزل نساءه مدة حتى الله جل وعلا في ذلك وانزل في ذلك ايات من سورة الاحزاب. ان تعامل الرجل مع زوجته كثير من الاحيان يكون وعلى وصف الهواء وعلى وصف رغبات الرجال رغبات الرجولة ولكن من الناس من يحرص على ان يكون تعامله مع اهله على وفد المقتضى الشرعي. وهذا هو الذي يجب وهو الذي احببنا الاشارة اليه. لان هذا النوع من التعامل مما يثبت يفقده في طرف اخر التعامل مع الزوجات ظن اخرون ان الحسنى مع الزوجات وان التعامل بالحسنى ان يترك للمرأة الحبل على الغاز وان كل ما ارادت المرأة نفذه دون نظر هل هذا الذي طلبت منه مما يجوز او مما لا يجوز؟ مما لها الحق فيه او مما ليس لها الحق فيه هل هو مما يصلحها او مما لا يصلحها لا يصلحها؟ هل لها لها في ذلك مصلحة ام لا؟ و يتساهل في ذلك حتى صار النساء يتصرفن وكأنهن رجال. لا شك انها صورتان متناقضتان. سورة الذي يقسو وصورة والثانية الذي يترك للمرأة الحبل على الغارب وكأن المرأة صارت هي الرجل وجماع ذلك بل ميزانه وظابطه ان يسعى المرء في ان يكون مع زوجه على وفق مقتضى الشرع. والله جل وعلا امر للنساء بالحق وكذلك امر للرجال بالحق. والنبي صلى الله عليه كان من اخر وصاياه في حياته ان اوصى بالنساء وكان في خطبته في يوم عرفة في خطبته العظيمة التي ودع فيها الناس انه اوصى بالنساء وقال استوصوا بالنساء خيرا فانهن حوال عندكم يعني اسيرات ولكن هذا لا يعني ان يترك لها الامر امر كما تريد ولا يعني ان يكون المرء في امر الله جل وعلا متساهلا بل يكون على وقف مراد الله جل وعلا. ان الرجل يطلب من المرأة اشياء ولكن تعامله مع زوجته ينبغي ان يكون على وفق ما قال ابن عباس رضي الله عنهما قال اني الى احب ان استنطف كل حقي على امرأتي حتى لا يجب لها مثل ما طلبته منها من الحق او كما قال رضي الله عنهما. تعامل الزوجة في جهة اخرى مع زوجها. الله جل وعلا جعل الرجل له على المرأة درجة فقال وللرجال عليهن درجة. والله جل وعلا فضل الرجل بما انفق وفضل الرجل بما جعل فيه من الخطائط. فهو صاحب القوامة في الانكار وهو صاحب القوامة بالامر والنهي والمرأة الزوجة يجب عليها ان تطيع الزوج في طاعة الله ان تطيعه في المعروف وان لا معصية والا تدخل بيته من يكره وان لا تخرج من بيته الا وقد رمي. والمرأة لا والمرأة اذا حفظت حفظت حقوقها حفظت حقوق الزوج عليها فانها تكون قد ادت فرضها وقد جاء في الحديث الصحيح اذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها واطاعت زوجها. قيل لها ادخلي الجنة من اي ابوابها. ولا شك ان طاعة المرأة لزوجها فرض والمرأة يجب عليها ان تكون في تعاملها مع زوجها مطيعة راضية وان تكون هي المتنازلة هي التي تخضع والا تجعل الرجل هو الذي هو الذي يخضع لها وهو الذي يذل لان في فعل ذلك مفاسد ومن فتحدث من القضاة عن مسائل طاعة المرأة طاعة الزوج لزوجته وما حصل من تسلط بعض النساء على الازواج كان نهايتها ان المرأة لم تغتنم بزوجها الذي اطاعها والذي عمل معها ما عمل من انواع التعاملات الطيبة ولكن جعلته يطيع في كل بما تشتهي فكانت العاقبة ام كرهته لان المرأة بطبيعتها تحتاج الى من يقوم عليها واذا قام الرجل عليها وادبها وسعى معها بما امر الله جل وعلا فان العاقبة لهما جميعا. من انواع التعاملات تعامل الرجل مع ارحامه يعني مع عن اقاربه وهذا باب صلة الرحم وقد امر الله جل وعلا في ذلك بقوله فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم. وصلة الرحم ضابطها ما يكون معه ضابطها ما يكون معه خطأ للتحاجر فيما بينهم. يعني ولو كانت للهاتف لو كانت باللقاء باي نوع مما يحصل معه قطع الجدران فانها تحصل الصلة. ولو لم يتصل الرجل مثلا برحمه الا بين فترة واخرى. اذا كانت الصلة قائمة بسؤال ونحو ذلك فان هذا معه اداء الواجب. والمستحب من ذلك ما فيه صلة دائمة وما فيه تحسس لحاجة العقارب وتحسس لرغباتهم تحسسا لما ينقصهم. وهذا في حق من لا يتجب عليه نفقة. من لا يجب عليه صلة. هذا في السلف العام. اما من وجبت عليه فانه يجب عليه ان يؤدي هذه الصلة سواء كان ذلك في مسائل الماء او في مسائل السؤال وبذل الجاه او بذل العمل وسعي في حاجة اقاربه. من انواع التعامل في ذلك وهو السادس تعامل الرجل مع اولاده. والاولاد يكونوا تارة يكونوا فنون تباعا فتارة يكونون صغار. والصغير له الرحمة والكبير له التأديب. وقد قال بعض الحكماء اذا كان صغيرا فقومه واذا راهق فصادقه واذا كبر فاسر له يعني انه ينبغي للمرء مع اولاده ان يسلك هذه الاحوال الثلاث. فان كان الولد صغيرا ادبه والتأديب يكون بالحسنى. لان الولد خاصة في هذا الزمان اذا قسى عليه الوالد فانه ربما نفر منه ونفر مما معه من الحق نفر من الطاعة نفر من الاستجابة نفر من لان هذا الزمن زمن فيه. فينبغي للوالد ان يعامل ولده ولو كان صغيرا ان يعامله بالتأديب الذي ليس فيه تضليل له تبغيض للولد تبغيض الطاعات لهذا الولد الصغير بل يحببها له. يعني لا يفرض على من دون سن التمييز اشياء لا تجب عليه مثلا في مسائل العورات البنات الصغار دون سن التمييز لهم احكام في عوراتهن وكذلك من دون العشر يعني ما بين السابعة الى العاشرة الصغيرة افيلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم. ان تبروهم يعني بانواع البر ان تهدي له او ان تدعوه او ان تسقيه من اذا اتاك شيء او ان تطعمه اذا اتاك طعام الى اخره ولعل في هذا خير له لها احكام في عورتها كذلك الغلام له احكام في عورته وربما تشدد مثلا بعض الاباء في التعامل مع الصغار وترك ما يباح له في الشرع الى اشياء ربما لم تكن معها العاقبة حميدة او كره كره الصغير الخير او كرهت الفتاة الخير ذلك اذا كانت كان الغلام مراهقا او كانت الغلامة يعني الفتاة مراهقة فان لها احكاما خاصة. فتعامل الوالد والوالدة مع هؤلاء ينبغي ان يكون مع سؤال اهل العلم يعني يسأل الوالد تسأل الوالدة كيف اتعامل في هذا السن؟ من جهة اللباس من جهة منذ الخروج من جهة المخالطة من جهة ما تنظر اليه وما لا تنظر. وهذا انما هو لتحفيظ الخير لنفوس اولئك. والصغير متوسع في حقه يعني ما دون البلوغ في سعة في بعض الاحكام والقلم قلم التكليف انما يكون بالبلوغ فما بين سن من العاشرة الى البلوغ هذا فيه احوال واحكام وما دون ذلك له احكام فيها سعة. فلذلك ينبغي للمرء في هذين ان يتعلم كيف يتعامل مع اولاده لان من واقع سعال ومن واقع ما سمعنا وجدنا ان كثيرا من الناس لا يختلف التعامل الشرعي مع اولاده الصغار. لا يحسن التعامل الشرعي مع المراهن. ومع المراهقة يعني ما بين سن العاشرة الى سن البلوغ واما ما بعد البلوغ فانما يشار للولد ويشار للبنت اشارة يعني بامر الله جل وعلا يقضي المرء طريق الشر على الفتى وعلى الفتاة وكذلك يأمر الوالد ولده رجل كان ام انثى يأمرهما بطاعة الله جل وعلا وبالفرائض وينهاهما عن المحرمات واذا كان ثم جانب تقصير عند هذا او هذا فلا يحملها فلا يحمله عليه القوة لانه خاصة في هذا الزمن القوة لا تنفع بل ربما نفخر كثيرين من قبول الحق والهدى. فاذا كان او الشابة في سن المراهقة فان على الوالدين ان يحمل هذين على الطاعة وان يباعد بينهما وبين سبل فساد وسبل المنكر في البيت وفي الشارع ومن جهة الاصدقاء والصديقات ولكن لا يكن ذلك عن قسوة وشدة بل يكن بل يكون ذلك عن طريق التعامل بالاقناع والتعامل بالترغيب تارة وبالترهيب تارة وهذا لا شك انه انفع ومن احسن في تربية الاولاد ان يتخير المرء لاولاده اذا كبروا من يصاحبهما من الجنسين يعني المرء للفتاة ما بعد سن البلوغ خير لها من تصح لان المرء بطبيعته يحتاج الى من يصاحب فالفتاة تحتاج الى من تصاحب لا تقبل ان تصاحب امها دائما او ان تصاحب اختها الكبيرة دائما بل اذا وجدت من غيرها فربما كان ذلك اقبل للتوجيه. كذلك الفسح يتحرى المرء في ولده الكبير من يصاحبه ويصبر من فلان لوجده صالحا خير مأمونا يقول يرغبه في مصاحبة ولده ويحك ولده على ذلك وهذا من انواع التعامل التي ينبغي للوالدين ان يدركاه وهذا مما فات في كثير من الاحيان نجد ان بعض البيوت فيها فساد ما فيها واذا نظرت ما السبب وجدت ان افلاس الرجل او اخلال الرجل او الام بواجبهما هو من فتجد انه لم يسعى في اصلاحهما في سن المراهقة لم يطع في اصلاحهما بعد البلوغ لم يسعى في تحبيب الخير اليهما ثم بعد ذلك يأتي لابد ان يكون عند المرء طريقة شرعية في التعامل مع ولده في التعامل مع بنته ولا يترك هذا وذاك ويترك هذه وتلك حتى يكون او حتى يرى ما لا يريد ان يرى. لا بد من سعي في تعلم انواع التعامل مع لا تربية الاولاد كيف تكون؟ كيف يسعى؟ كيف يصلح؟ وعند ذاك تكون التربية او يكون التعامل مع الاولاد على وفق مراد الله في الشرع. من انواع التعامل التعامل مع اهل الطاعة. التعامل مع عامة المسلمين. الله جل وعلا جعل حق المسلم على المسلم عظيما من جعل لكل مسلم على اخوانه المسلمين حقوقه. جعل الولاية قائم بين المؤمنين. وقال جل وعلا والمؤمنون والمؤمنات بعضهم هم اولياء بعض. بعضهم اولياء بعض. يعني بعضهم يحب بعض. بعضهم ينصر بعضا. بعضهم يواد بعضه. والتعامل مع المؤمنين بحسب الايمان والايمان يتبعض لذلك تكون النتيجة ان المحبة والولاية تتبهض لان الله جل وعلا رتب الولاية على الايمان فقط قال والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض. ولهذا تسمع ان قاعدة اهل العلم في المحبة للمؤمن ان المؤمن بقدر ما عنده من الطاعة يحب المؤمن بقدر امتثاله لامر الله فاذا كان عظيم الامتثال لامر الله اذا كان عظيم الاتباع الايمان فان محبته اعظم. وكلما قل الايمان فان المودة لانها تبع بامر الله جل وعلا ونهيه. فان المودة بحسب نقصان الايمان. فاذا كان المؤمن مسددا اذا كان المؤمن مطيعا فان له اعظم انواع الحقوق يعني تترتب له المحبة قهوة النصرة ويترتب له جميع ما جاء في الكتاب والسنة من الحقوق. وكلما كانت درجته اقل ربما فاتت بعض تلك لاجل فوائد بعض مراتب الايمان عنده. لهذا نجعل هذه هذا النوع من التعامل خاصة بالمطيعين. يعني بالمؤمن المسد المؤمنون درجات منهم السابق بالخيرات ومنهم المقتصد ومنهم الظالم لنفسه كما قال جل وعلا ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله. ذلك هو الفضل الكبير. فالسابقون بالخيرات والمقتصدون هؤلاء هم اهل الايمان اهل الطاعة الذين يجب لهم كل ما للمؤمن من الحقوق. وكلما عظم المؤمن في ايمانه وكان مسابقا للخيرات كان واجبا ان تكون محبته اعظم وان تكون نصرته اعظم. فهؤلاء اعني اعني المطيعين عن المشددين لهم علينا الحق الاعظم. من حقوقهم علينا الخاصة ان يكون عرضهم محفوظا. وان يكون مالهم محفوظا يعني ان تسلم ان تسلم اخاك من ان تعتدي عليه في عرضه من ان تعتدي عليه في ماله من ان يعتدي عليه في اهله من ان تعتدي عليه باي نوع من انواع التعديات. له من هذا الحق بالحق الاعظم وان كان كل كل مسلم سواء كان مطيعا ان اعافيا له هذا الحق ولكن حق المسلم المطيع من ذلك اعظم. فالصالح من عباد الله له حق اعظم في حفظ عرظه في حفظه في حضرته وفي غيابه في حفظ منزلته في حفظ موالاته بان يدافع المرء عنه وان يكون معه مع معه كما كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضهم مع بعضهم مع بعض. اما العصاة اعني الظالمين لانفسهم الذين عليهم الشيطان فاغراهم بعدم الطاعة اغراهم بان يكونوا مطيعين لشهواتهم مطيعين لانفسهم هؤلاء في التعامل معهم الاحوال والعقل العام في ذلك ان لهم الحق العام الذي للمسلم على المسلم المسلم اخ المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم هذه الحقوق عامة وحق المسلم على المسلم شت كما جاء في الحديث اذا مرض ان يعود واذا عطف ان يشك حمد الله ان يشمته الى اخر ما جاء واذا دعاك فاجبه الى اخر ما جاء في الحديث الحقوق تشمل المطيع وتشمل العاصي. لكن كيف يتعامل المسلم؟ كيف يتعامل المرء المؤمن مع العصاة؟ هل بالاستهلاك في وجوههم؟ هل يعاملهم بالهجر؟ هل يعاملهم بالمخالطة دائما؟ في حال المعصية وفي حال الطاعة. ما هي درجات التعامل مع العصاة من جهة الهجر هجر المسلم اذا كان لحق النفس يعني حق الدنيا فانه لا يجوز ان يهجر المسلم اخاه ولو كان عاصيا ان يهجره فوق ثلاث قوله لا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث يعني اذا كان في حق من حقوق الدنيا اذا كان بامر الله في شيء في قلبك تكلم عليك يعني شيء تعدى عليك شخصيا صار بينك وبينه شحناء صار بينك وبينه مرادا في الكلام بغضا الى اخره فهذا هو الذي لا وهو الذي يجوز ان تهجره الى ثلاث وما فوق الثلاث فلا يجوز ان تهجره ان تهجره في ذلك ولو كان عاصية وحق وحقه في ذلك الذي به يزول الهجران الهجران ان تسلم عليه. كما قال في هذا الحديث يلتقيان فيعرظها ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. اما الهجر لحق الله جل وعلا فهو على مرتبتين كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية وغيره ومن المحققين من اهل العلم هجر من جهة الوقاية وهجر من جهة التأديب. نعم. يعني هجر يعني بذلك هجر يراد منه الوقاية وهجر يراد منه التأثير. اما هجر الوقاية يعني هجر العاصي والمبتدع ونحو ذلك هجر الوقاية فانتقي نفسك ان تسمع منه او ان تخالطه في معصيته حتى تقي نفسك من ان تتأثر به. لان لان الانسان يتأثر بطفح اما ان يؤثر واما ان يتعثر فاذا خالط العصاة وهم على معاصيهم وظن ان مخالطته لهم وهم يمارسون انها خير فهذا من تسويد الشيطان له. لا يجوز لك ان تخالط معاصيا حال عصيانه. واما انما تخالطه في حال عدم العصيان لتأمره وتنهاه وتحبب اليه الخير. اما في حال عصيانه فلا يجوز ان تبقى وهو يعصي الله جل وعلا الا ان تكون امرا بالمعروف ناهيا عن المنكر. هذا النوع من الهجر هو هجر الوقاية. يعني ان تهجر اخاك المسلم ان يرى هذا العاصي حال ممارسته للمعصية. حال غثيانه لما لا يرضى الله جل وعلا عنه. هذا الهجر يسمى هجر وقا طيب واما النوع الثاني من الهجر فهو هجر التأديب. هجر التأديب يعني التعذير ان تهجره لكي تصلحه. والاصل في ذلك هجر النبي صلى الله عليه وسلم للثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك فنزل فيهم قول الله جل وعلى في اخر سورة براءة وعلى الثلاثة الذين خلفوا. حتى اذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت وضاقت عليهم انفسهم. وظنوا ان لا فملجأ من الله الا اليه. هؤلاء الثلاثة هجرهم النبي صلى الله عليه وسلم. وامر الناس بان يهجروهم. فلا يكلموهم ولا بايعوهم ولا يساروهم حتى ان ان هؤلاء ضاقت عليهم انفسهم وظنوا ان لا ملجأ من الله الا اليه. هذا الهجر نوع من انواع التعجيل. قال العلماء هذا النوع من الهجر يكون في حق من يصلحه الحجر. اما من لا يصلحه الهجر وانما يجيده وطغيانا وانما يزيده سرا فهذا لا يصلح له الهجر لان الهجر نوع من التهديد نوع من التعذيب وهذا انما يصلح من كان في هجره صلاحا بالهجر وبالكره. بعض الناس اذا لقيته فلم تكلمه لذنب فعله او لفريضة لفريضة فرط فيها اصلح قلبه وتحرك ذلك في نفسه لانه لا غنى له عن اخوانه لكن من الناس من اذا هجرته ولم تخالطه وتركت السلام عليه تركت الاتيان له فانه يقول هذه احسن ساعة التي لا ارى فيها فلان وهذا لا شك انه مما لا يوافق المقتضى الشرعي لان الهجر نوع من انواع الاصلاح نوع من انواع التأديب والتعذيب فانما وانما يهجر من يصلح الهجر من شأنه. قد قال شيخ الاسلام رحمه الله لما تكلم عن انواع الهجر قال الهجر احكام وانواع ويختلف الهجر اختلاف الناس وباختلاف احوالهم وباختلاف بلدانهم حتى هجر المبتدع يختلف باختلاف الاحوال واختلاف البلدان والاصل في الهجر ان يكون للاصلاح ان يكون لاصلاح النفوس ولاظهار شعيرة الاسلام ولاظهار عزة المسلم. التعامل مع العاصي الهجر هذا تفصيل الكلام عليه. وخلاصته ان الهجر يكون في حق من يصلحه الهجر. من يجعله يقلع عن المعصية. اما من لا يقلع عن المعصية من تعلمه لا يصلي من تعلمه لا يزكي من تعلمه يخشى المحرمات فانك تواصله في حال لا يكون فيها مواقع يعني المحرمات وتأمره وثناه وتحبب له الخير وتقربه من الخير وتباعده من الشر لان الهجر لا يصلحه فاذا هجرت او ربما كنت عونا للشيطان عليه لانه قد لا يجد من يفسده ومن يعلمه ومن يأمره وينهاه. في الحال الاخرى حال دعوة العصاة. العاصي لا يضل مهما بلغت معصيته. ولو كان يشرب الخمر ويزني ويسرق ويرابي. لو كان على هذه الحال لا يظن ما دام انه مسلم ان قلبه خلا من الخير. بل لا تزال نفسه تؤنبه ما دام مسلما تؤنبه على فعل تلك المعاصي لان المسلم بما معه من الاسلام لا يقر نفسه على المعصية بل تجد في نفسه بغما للمعصية فهذه الخصلة التي في قلب ذاك العاصي هي التي ينبغي ان ينظر اليه وان تعظم في نفسه وان يحبب اليه الخير من جراء تلك والعبد لا ينبغي له بل لا يجوز له ان ان يتعاون على العصاة وان ينظر نفسه فوقهم وان اولئك من حالهم كذا وكذا وحاله حال اهل الطاعة فينظر الى نفسه ويجعل نفسه متعالية على اولئك الذين عصوا. لا بل كما قال الله جل وعلا كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينت. قد قال ابن القيم رحمه الله في وصف هذا الذي في حال المسلم حين ينظر الى العاصي قال واجعل لقلبك مقلتين كلاهما من خشية الرحمن باكيتان. لو شاء ربك ربك كنت ايضا مثله فالقلب بين اصابع الرحمن. فتنظر الى العاصي نظرين. النظر الاول نظر رحمة نظر رحمة وشفقة ترحمه ان كان من العصاة ترحمه ان كان اسيرا لشهوته اسيرا للشيطان. لان من الذي استعبده؟ فاعبده الشيطان لان طاعة شيطاني نوب من العبودية كما قال جل وعلا يا ايها الذين كما قال جل وعلا في سورة ياسين لما عاد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان عباد الشيطان لطاعة فهذا اثره الشيطان فاذا نظرت اليه نظر رحمة كنت نظرا اليه النظر الصحيح. هذا النظر الاول نظر رحمة تنظر واليه بنظر القدر بنظر ما حصل له فتكون رحيما به مشفقا وربما بكت عيناك من جراء ما حصل ذلك الرجل او تلك المرأة ثم تنظر اليه نظرا لنظر الحكم الشرعي نظر الامر والنهي فتحمله على الاوامر وتحمله على البعد عن النواهي. فالعاصي ينظر اليه بنظر الرحمة تارة وينظر اليه بنظر الامر والنهي تارة. فالذي ينظر بنظر الامر والنهي مستعظما على هذا العاصي ناظرا نفسه انه ما دام انه مطيع فهو افضل من هذا وخير منه وما يدريه ربما كانت العاقبة لهذا حميدة وكانت العاقبة لك غير حميدة والقلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء فنظر الرحمة هذا ينتج عند العبد العمل الصالح. ينتج عند العبد الدعوة ينتج عند العبد الخير. والامر والنهي ينتج عند العبد التوازن فاذا نظر نظر رحمة دعا والامر والنهي يجعله متوازنا في دعوته لان من الناس من يدعو من جهة الرحمة حتى جعل حاله مع البصاص الشحات وحتى جعل العاصي كأنه لم يعصي وساوى بين العاصي والمطيع وهذا من جراء مخالفة الامر والنهي. فاذا الحال من جهة الدعوة ومن جهة النظر الى العاصي ان تنظر اليه بهذين النظرين وتتعامل معه على وقتهما ان تنظر اليه تارة رحيما بارا به شفيقا خاصة اذا كان من الاقربين والد او والدة او اخ او اخت وتنظر اليه بنظر اخر فتأمره وتنهاه على وفق الشرع بما يحبب اليه الخير وبما يضغب اليه في الشر هذا النوع التاسع من انواع تعامل التعامل مع المبتدعة وهذا كثيرا ما يأتي السؤال عنه لاهل العلم يسأل اهل العلم كيف يتعامل المرء مع المبتدعة؟ وهو نوع من انواع العلم فصله الفقهاء والعلماء في كتبهم وبينوا ما ضوابط ذلك وبينوا ما يحل وما يحرم وكيف يعامل المبتدع المبتدع اصناف منهم الذي يجهر ببدعته ومنهم من لا يجهر ببدعته. الذي لا يجهر ببدعته يعامل على السلام لانه مسلم والاصل في المسلم السلامة حتى يظهر غير ذلك. واذا اظهر بدعته فيعامل معاملة المبتدع. والمبتدع يعامل بالهجران يعني الاصل المبتدع ان يعامل بالهدر وان يهجر لان من اصول الشرع ان يهجر المبتدع ويعامل بالهجران واذا كلم لا يرد فعليه لان فيه تعذيرا له لاظهار السنة واخماد البدعة. المبتدعة لهم احوال ايضا منهم من يكونون في دار الاسلام يكون وفر البدعة على الطائفة دون الفرض مثل ما يكون عندنا نقول مثلا طائفة الرافضة الرافضة موجودون او طائفة الاسماعيلية الاسماعيلية موجودون او الصوفية او الاشاعرة في بعض البلاد. كطائفة نعلم ان هؤلاء نعلم ان هؤلاء الاسماعيلية نعلم ان هؤلاء صوفية نعلم لهؤلاء اشاعرة وهكذا. ما حكم هذه الطوائف في دار الاسلام؟ وكيف يتعامل المرء معهم؟ الجواب ان ثمة تفصيل ذلك ان الطوائف في دار الاسلام ما دام ان الدار دار الاسلام يعني الدولة دولة اسلام فان هؤلاء الاصل فيهم انهم واعني في هؤلاء يعني الطوائف التي يحكم عليها كجنس الكفر مثل الرافضة مثل دين الرافضة او دين الاسماعيلية هؤلاء من جهة العموم لهم في دار الاسلام حكم المنافقين. كما بين ذلك اهل العلم. والنبي صلى الله عليه وسلم قبل المنافقين ان يعاشروه في المدينة وان يبايعوه وان يشاروه وان يكونوا معه ويعلمهم ويعلم سرائرهم ولكنه وكل سرائرهم الى الله وقبل علانيتهم بالاسلام. فهذا في حكم عام كطائفة لهم حكم اهل النفاق. يعني تقبل يقبل منهم ظاهرهم وتؤكل سرائرهم الى الله جل وعلا. فمن اظهر منهم؟ يعني من هذه الطائفة من اظهر منهم بدعة عومل باحكام المبتدأ. ومن اظهر منهم شركا عومل باحكام المشرك. ومن اظهر منهم نفاقا عمل باحكام النفاق. ومن اظهر منهم ردة عومل باحكام المرتد يعني عند القضاة. فاذا من جهة الطائفة لا ينطبق الحكم على حكم الطائفة على كل فرد بل الافراد من هذه الطوائف التي اصلها كفري. هؤلاء هذه الافراد يعاملون معاملة المنافقين. يعني يقبل منهم ظاهرهم ويعاملون كما يعامل اهل النفاق. يبايعون ويشارون لكن لا يخالطون ولا تقبل دعواتهم الى اسلام النطاق المعلوم. اذا اظهر الواحد منهم بدعة تنطبق عليه احكام المبتدأ اذا اظهر منهم الواحد شركا انطبقت عليه احكام المشركين الى اخر ذلك. اما الطوائف التي لا تبلغ حد الكفر مثل الصوفية مثل الاشاعرة ونحو ذلك هؤلاء لهم احكام المبتدع اذا علمت ان هذا المعين منهم مصرح بما يعتقدون اما اذا كان مشكورا فانه لا يندرج عليه حكم اهله او حكم فئته او حكم طائفته حتى يتبين لك منه بالقول او بعمل انه صوبي او انه اشعري يجمع عليه كلام اهل البدع من هجرهم وعدم قبول دعواتهم ومن مجاهدتهم وامرهم ونهيهم رافعين يعني رفع احوالهم التي اظهروا فيها البدعة الى اهل العلم او الى ولاة الامر الى اخر ذلك. هناك احكام تفصيل ايضا لكن يضيق الوقت عن بيانها. النوع العاشر من التعامل التعامل مع الكفار. وهذه خاصة في هذه البلاد كفران في السنين المتعسرة لما كثر الكفرة وكثر انواع جلب الناس للعاملين منهم من يكون من يكون من النصارى منهم من يكون من البوذيين منهم من يكون من الهندوس الى اخر الفئات. كيف يتعامل المرء مع هؤلاء؟ الكفار انواع نوع من الكفار الحربيون والحربيون هم الذين بينهم وبين اهل الاسلام حرب والحرب يكون حربيا في فاذا اتى الى دار الاسلام بغير امان كان حربيا. واما اذا اتى بامان فينتقل الى حكم فئة اخرى. هذا النوع الاول الذين هم الحربيون. الواجب جهادهم وذلك سبأ لجهاز دولة او لجهاز الامام لهم. النوع الثاني من الكفار طوائف ان يكونوا اهل ذمة. مثل مثلا في مصر او في سوريا او في العراق في يهود في نصارى في اليمن في يهود وفي نصارى. هؤلاء لهم ذمة لانهم حينما دخل الاسلام تلك البلاد كانوا موجودين فيها فاعطوا الذمة. والنبي صلى الله عليه وسلم امر بان يوفى لاهل الذمة حق طيب واهل الذمة عليهم شروط عمرية معروفة ليس هذا محل بيان. لكن بالنسبة الى هذه البلاد ليس ثم اهل ذمة لانه من في هذه البلاد هذه البلاد اصلا ليس فيها نصارى اصلا ولا يهود اصلا وانما اجلي هؤلاء من هذه البلاد اليسرى الاسلام يا اهل الجنة فيه. وانما الاحسان هي بالنوع الثالث وهم المستثمنون. يعني المعاهدين الذين دخلوا البلاد بامان. والمؤمنون يسعى بذمتهم ادناهم. كما ثبت ذلك في الصحيح. فاذا قدم احد من الكفار بامان بذمة مسلم يعني ما يسمى في هذا الوقت بكفالة ونحو ذلك يعني ادخله في امانه فان له حقوق المستأمنين وحقوق المستأمنين متنوع وهؤلاء المستأمنون لهم حقوق والمستأمنون قسمان منهم ان يكونوا مواجهة يعني غير مظهر بشيء يخالف ما سئل عليه يعني انه في دار الاسلام لا يظهر البغضا للمسلمين لا يظهر كلاما في الاسلام او لا يظهر وشيئا مما عهد عليه ان لا يفعله في دار الاسلام. هؤلاء المستأمنون الذين لهم هذه الصفة يعاملون بالعدل والبر والقسط كما قال الله جل وعلا في امثالهم لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من ديار ان تبروهم وتقسطوا اليه. ان الله يحب المحسنين. فهذه هذه الفئة هم الذين اتوا ويؤدون اعمالهم كما هي يكون نصراني او يكون مشرك او يكون ملحد الى اخره لكنه لم يظهر عيبا في الاسلام وانما يؤدي عمله وهو ثابت لا يظهر شيئا مما ينتقد عليه او مما يدل على انه مبغض للاسلام واهله او على انه يسعى ضدهم او انه يخالف الشروط التي جاء من اجلها. فهذا النوع يعامل بالعدل يعطى حقه كاملا. ولا يجوز اذلاله لا تجوز اهانته. ولا يجوز يجوز ان يحرم الشرط الذي جاء من اجله لان الله جل وعلا اوجب الوفاء بالعقد واوجب الوفاء بالعهد في قوله واوفوا ان العهد كان مسئولا سواء كان مع مسلم او مع كافر. قال جل وعلا في الكفار فاتموا اليهم عهدهم الى مدتهم. وقال وعلا يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقوق. فما كان من الشروط في العقود يعني في عقد جلب هؤلاء فيجب ان يوفى لان المسلم هو الممتثل لامر الله جل وعلا وسرق هذه الشروط الوفي بتلك الشروط اذا كانت موافقة لحكم الله جل وعلا. هؤلاء اهديت لهم هدية او اجبت لهم دعوة او نحو ذلك لاجل مصلحة شرعية فان هذا محمود. وهكذا كانت افعال النبي صلى الله عليه سلم وسنته مع امثال هؤلاء في المدين فانه عليه السلام زار غلاما يهوديا كان يغشاه كان الغلام يغشى النبي صلى الله عليه وسلم فما يخدمه فافتقده النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له انه مريض فعاده النبي عليه الصلاة والسلام ومات عليه الصلاة والسلام ودرعه مرهونا عند يهودي كما هو معلوم. ودعته امرأة يهودية فاجاب دعوتها وسمت له الذراع. وهذا معلوم في انواع التعامل المصطفى صلى الله عليه وسلم مع اولئك. هذا في الطائفة الذين لم يظهروا عداوة للاسلام واهله هم مستعملون او في البلاد التي فيها هم اهل ائمة فيعاملون بقول الله جل وعلا لا ينهاكم الله عن الذين لم لا ينهاكم الله عن الذين لم هل يحبب له الاسلام؟ هؤلاء كثير منهم مغفور عنه يكون للمرء معه في عمله معه في شركته في مؤسسته يقال في زمالة يكون معه من هؤلاء ولا يدعوهم الى الله جل وعلا ولا يتقرب اليهم بتحفيظ الاسلام اليهم واذا نظرت الى الجاليات المنتشرة وجدت ان كثيرا من من الجاليات هذه النصرانية او غير المسلمة اسلمت دين الله جل وعلا لاجل ما لما لهم من الدعوة ما قدم اليه من الخير وتحديد الاسلام الى نفوسهم بالقول وبالعمل. فهؤلاء ينبغي لهم ان يعاملوا بذلك ان حقهم وان يكون يكون المرء معهم فيما يجد من امتثال امر الله جل وعلا. ومن امتثال امر الله جل وعلا ما فيهم؟ الا يكون مهادلا لهم وان لا يكون مستأنسا معهم ان يدعوهم ويضحك معهم ويستأنس بغير غرض شرعي و من ذلك احكام السلام واحكام التحية واحسن من فصل في احكام التحية مع هؤلاء مثل الاسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال ان التي يحرم ابتداء هؤلاء بها انما هي لابتداء السلام. لان النبي صلى الله عليه وسلم خص ذلك بالسلام فقال تبدأ اليهود والنصارى بالسلام واذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم الى حظيته. معنى لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام يعني لا تلقوا عليهم سلامة اوله. واذا لقيتموه في طريق يعني وانت ماشي في الطريق يعني على رجليك كما قيد ذلك قيد الحديث بذلك الشيخ عبدالعزيز بن باز يعني بين معنى الحديث في ذلك ان المراد بالمشي على الرجلين ونحو ذلك ان تضطر ذلك الكافر الى اضيق الطريق ليس معناها ان تضايقه ولكن معناه ان يكون للمسلم لاجل ما معه من الاسلام والتوحيد ان يكون له صدر الطريق ووسط الطريق فبعض الناس اذا اتى مثلا في بعض الاماكن التي فيها هؤلاء فيها كثرة كفرة كمستشفيات وبعض الشركات الى متى وجدت انه يسير كانه دليل على حافة القرين على حافة الطريق الطويل او الشيب او نحو ذلك ملتصقا بالجدار هنا وهناك. وهذا مما لا يسوغ لان النبي صلى الله عليه وسلم قال واذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم الى اضيقه يعني ان يكون للمسلم وسط الطريق ويكون لاولئك في حساس وهي اضيق الطريق. كذلك هؤلاء لا يعاملون بالتكريم. يكرمهم المسلم واذا اتوا دش فيهم وكرم وقابلهم انواعا من المقابلة قد لا يعملها لمسلم هذا مما لا يسوغ لان معاملة اولئك بالبر القسط يعني بالعدل لا يعني ان يكرموا فوق ما اعطاهم الشرف بل يعاملون بالقسط يعني بالعدل ان تعطيه حقه وان تأخذ منه حقه وان تبره بنحو اهداء او نحو اجابة دعوة او معاملة بالحسنى ونحو ذلك. قد قال الله جل وعلا ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى قد دخل في هذه الاية جميع انواع التعامل. الصنف الثاني من الكفار ان يكون ذلك الكافر ممن يظهر منه بغض للاسلام او استهزاء باركان الاسلام واستهزاء ببعض مبادئ الدين او نسر لاشياء مما يخالف بها ما جاء من اجله. فهذا لا يجوز ان يعامل بالبر وانما يعامل بالعدل ثم يعني ان يعطى حقه يجب في حقه ان يبلغ عنه وان يسعى في امره حتى يترك هذه الارض ارض الاسلام لانه لم يستقدم على هذا وانما استخدم بشروط واذا اظهر غير ما يجب من من اعجاز الاسلام واظهر شيئا من النطق في الاسلام اسلامي او المسلمين او فعل بعض الافعال التي لا يجوز له فعلها في دار الاسلام فانه يجب عليك ان تقوم بما يجب بهذا وان تبلغ عنه وحتى يترك هذه الدار. فهو مستأمن لا يجوز اذلاله. مضايقته لكن يجب ان يسعى في ان وان يقاطع وان يبين امره حتى لا يعود الى مثل ذلك وحتى تسلم البلاد من شره. المقصود من ذلك ان هذه الفئة ها وهم الذين ظهر من منهم هذا الصنف الذي ظهر منهم شيء من البغض او في فلتات اللسان او الاعمال شيء من الكي للاسلام ولاهله هذا يجب ان يعاملوا بالحزم وان يعاملوا بالقسوة حتى لا يظهر ضعف الاسلام والمسلمين عندهم ويسعى في امرهم حتى يتركوه هذه الدار. النوع الحادي عشر من التعامل تعامل مع ولاة الامر. والله جل وعلا اوجب لولاة الامر في الاسلام. اوجب لهم حقا اوجب لهم الطاعة. قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. قال ابن القيم رحمه الله وغيره من اهل العلم ايد الله جل وعلا طاعة ولاة الامر بما فيه طاعة لله جل وعلا ولرسوله يعني بالمعروف ذلك انه فيقال اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم ولم يكرر فعل الطاعة لولاة الامر لان ولاة الامر يطاعون غير معصية يطاعون في المعروف يطاعون في ما ليس فيه معصية لله جل وعلا. وحق ولاة الامر عظيم حق ولاة الامر مسلمين عظيم وكما قال ابن المبارك لولا الخلافة لم تأمن لنا سبل وكان اضعفنا نهبا لاقوام. وهذا ظاهر في من تأمن. فحق ولاة الامر السمع والطاعة في المعروف. واما اذا امر العبد بمعصية فلا سمع ولا طاعة. لان حق الله اعظم ولان حق الله مقدم وتعامل مع ولاة الامور يكون بان يكون المرء معهم داعيا لما فيه صلاح الجماعة داعيا لما فيه صلاحهم لما فيه صلاحهم وصلاح المسلمين. نعم. لان طاعة ولاة الامر وعدم الخروج عليهم وعدم بغضهم او عدم اظهار الشناء عليهم هذا فيه مصالح عظيمة للاسلام وللمسلمين كما بين ذلك اهل العلم فطاعتهم الو وقد جاء وقد يعني طاعتهم في المعروف فرض وقد جاء عن جمع من السلف انهم كانوا يدعون الله جل وعلا سرا للسلطان كثيرا. وقال الفضيل بن عياض والامام احمد وجماعة لو اعلم ان لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان من خلع بيعة السلطان او بيعة ولي الامر وقد خلع قد خلع رفقة الاسلام من عنقه. وقد قال عليه الصلاة والسلام من مات وليس وفي عنقه بيعة مات ميسة جاهلية ذلك لان اهل الجاهلية يعتقدون ان العزة والكرامة والشرف الا يطيعوا احد عدن وان يكون كل واحد منهم مطيعا لنفسه غير جان في الطاعة بغيره. فاتى الاسلام بخلاف ذلك كما بين ذلك امام هذه الدعوة في كتابه مسائل الجاهلية في المسألة الثالثة فقال من ان من مسائل من المسائل التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم اهل الجاهلية علي طاعة ولاة الامر قال رحمه الله فغلظ في ذلك وابدى واعاد وهذا ظاهر اذا تأملت النصوص بالكتاب والسنة في بيان حقهم. ولاة الامر حقهم ان تسعى في نصيحتهم. لان نصيحتهم واجبة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولرسوله ولكتابه ولائمة وفي المسلمين ولعامتهم. فائمة المسلمين من ولاة الامور لهم حق. لهم حق في ان ينصحوا. ولاة الامور اذا اطلقت فانه يعنى بها ولي الامر العام امام المسلمين الملك سلطان الوالي ويعنى بها من كان له ولاية من نواب السلطان لانه كل واحد له ولاية بحسبه. فولي الامر يجب عليك ان تعامله بالطريقة الشرعية. ان تعامله مخرجا للهوى عن نفسك في نوع امري معه. فاذا عملته بهواك كنت غير سائل في التعامل معه على ما اوجب الله جل وعلا. فاذا عاملته بما يوافق الشرع عاملته بما اوجب الله جل وعلا عليك فكنت في التعامل معه في عبادة ممتزلا الامر مجتنبا النهي. من انواع التعامل مع ولاة الامر هل يسعى المرء في النصيحة؟ في نصيحة ولاة الامر من المتحرر عند علمائنا ومما دلت عليه النصوص النصوص ان النصيحة لولي ولي الامر تكون سرا لان النصيحة له لاي امر مما يدخل تحت ولايته السلف فيها ان تكون سرا. وقد جاء صحيح البخاري ان جماعة قالوا لاسامة بن زيد لما حصل من عثمان رضي الله عنه ما حصل من بعض ما لم يفهم انواع تصرفاته قيل لاسامة الا تنصح لعثمان؟ فقال اما اني قد بذلته له سرا ولن ابذله له علانية اخونا اول فاتح باب شر بينهم. وهذا ظاهر من ان الاصل في النصيحة ان تكون سرا. واما الانكار ان الاصل فيه ان يكون عملا. لان الانكار منوط بالرؤية. قال عليه الصلاة والسلام من رأى منكم منكرا فليغيره بيده. فمن لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه. وذلك اضعف الايمان. علق النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لرؤية المنكر فقال من رأى منكم منكرا يعني من رآه بعينه قد الحق اهل العلم ذلك من سمع المنكر سماء محققا يعني سمعه هو. فاذا رأيت انت المنكر او سمعته انت بنفسك سماء محققة كنت مخاطبا بالانكار. اما من لم يره ومن لم يسمعه فان المجال في حقه او الواجب في حقه يكون واجب نصيحة وليس بواجب انكار. لان النبي صلى الله عليه وسلم ايد ذلك الرؤيا فقال من رأى منكم منكرا. واما الواقع في المنكر فليس له ذكر في هذا الحديث فاذا كان من ولاة الامر او كان من عامة الناس فان الواقع في المنكر له بحث اخر ليس كل انكار للمنكر انكار للواقع فيه. فان النصيحة هي لمن وقع في شيء ينصح فيه. فتوجه اليه النصيحة بشخصه. واما المنكر فان المنكر هو الذي يمكر. فما كان تحت ولاية ولاة الامر مما يحصل من المنكرات في الزمن الاول كما رأينا في زمن عثمان مما قيل لاسامة او فيما بعده في زمن خلفاء بني امية او في زمن العباسيين الى زمن يا هذا المسألة منقسمة الى قسمين. اذا فعل الامر يعني فعل المنكر بحضرة الناس فان الانكار هنا يتوجه سواء كان على هذا يعني على اي فئة من الناس لان النبي صلى الله عليه وسلم قال من رأى منكم منكرا فليغيره بيده وهذا فيه عموم من رأى منكم منكرا لان المنكر هنا نكرة في سياق الشرط فتعم جميع المنكرات. فاذا رؤي المنكر فانه ينكر. وعلى هذا يحمل فعل السلف خلف هيجح حيث انهم انكروا على بعض الولاة ما يحصل منهم ذلك لانهم انكروا لشيء فعله الوالي بحضرته. فعله الامير بحضرته فاذا فعل الامير شيئا من المنكر بحضرة العالم او بحضرة طالب العلم او بحضرة من عنده علم لان هذا منكر فانه ينكر عليه لانه فعل بحضرته وقد رآه. اما اذا لم يفعل بحضرته وانما كان مأذونا به في ولايته فالباب باب نصيحة ليس ذاك انكار. فهذا الخيب وهذا الضابط في التعامل مع ولاة الامور قيد مهم وفيه التفريق ما بين غلو الغالين وما بين نجفاء الجافين في في ذلك لان من الناس من سار في ذلك وفق هواه لا على وفق الحكم الشرعي فاضاع وضيع ربما اضاع كثير من الواجبات الشرعية في انه ظن ان عدم الانكار يسوء ان عدم الانكار في هذه المسائل يعني ان لا انشر منكرا للبث وهذا باطل بل الواجب ان ينكر المرء المنكر لكن دون ان يذكر الواقع فيه. فاذا كان المنكر جاريا تحتوي ولاية الامام تحت ولاية الوالي فانه يذكر المنكر دون ذكر للواقع فيه او دون ذكر للجهة التي تمارسه لان هذا فيه الصلاح وهذا هو الذي بينه علماؤنا وهو الذي تقتضيه النصوص وتقتضيه دلالات كلام اهل العلم المتقدمين. اخر نوع من انواع التعامل فلعل نرجى الى وقت اخر هو التعامل مع العلماء. واسأل الله جل وعلا ان ينفع بما ذكرناه وان يجعل هذه الكلمات فاتحة باب لكثير منكم في ان تتعرف على الاحكام الشرعية في هذه المسائل فانما اردت بها تذكرة لان هذا المقام مقام اصيل عن ان تفصل فيه احكام اولئك وهذه الدروس العامة خرجنا كما بها عن ان تكون العبارة فيها عبارة فقهية محددة وفيها نقول عن اهل العلم المدققة كما هي عادة الدروس علمية الخاصة وانما اردنا بها ذكر عام وبيان عام ليشمل كثير مما يحتاجه الناس اسأل الله جل وعلا ان ان يوفقني واياكم وان يلهمنا الرشد والسداد وان يقينا الشر والفساد وان يجعلنا ممن يتعاونون على البر والتقوى ونعوذ لا من التعاون على الاثم والعدوان. واسأل الله لي ولكم التوفيق ولعلمائنا ولولاة امورنا. وان يجعلنا واياهم من المتعاونين على الحق الداعين اليه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. مع تحيات مركز الوسائل بوزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد للمملكة العربية السعودية