الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين. ولا اله الا الله اله الاولين والاخرين وقيوم السماوات والاراضين الذي لا عز الا في طاعته ولا فوز الا في التذلل لعظمته ولا غنى الا في الافتقار اليه ولا هدى الا في قربه ولا صلاح للقلب ولا فلاح الا في الاخلاص له وتوحيده. الذي اذا اطيع شكر واذا عصي تاب وغفر. واذا دعي اجاب وسبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد ففي هذه الليلة ايها الاحبة نعود في بداية هذا العام الى مجالسنا التي كنا نتحدث فيها عن اسماء الله الحسنى وفي ليلتنا هذه ايها الاحبة سيكون حديثنا عن اسم عظيم كريم من هذه الاسماء وهو اسمه الحكيم كما ان هذا الحديث سينتظم ست قضايا الاولى في بيان معنى هذا الاسم الكريم. من جهة اللغة وفيما يتصل بمعناه بحق الله تبارك وتعالى واما الثاني ففي وروده في الكتاب والسنة واما الثالث ففي ذكر ما يدل عليه هذا الاسم الكريم واما الرابع ففي انواع حكمة الله جل جلاله واما الخامس ففي بيان اثار هذا الاسم الكريم وما تضمنه من صفة الحكمة في الخلق والامر بنوعيه. الامر الكوني والامر الشرعي وهكذا ما يتصل باقداره بهذا الخلق واما السادس ففي اثار الايمان بهذا الاسم الكريم على المؤمن وساحاول في هذه الليلة ان شاء الله ان اتحدث عن الجوانب الاربعة التي ذكرتها في اول ما ذكرت من القضايا المتصلة بموضوعنا هذا اما اولا وفي بيان معنى هذا الاسم الكريم الحكيم في لغة العرب وفي كلامهم ما المراد به؟ الحكيم على وزن فعيل فهو من ابنية المبالغة يأتي بمعنى فاعل اي حاكم ويأتي بمعنى مفعل وهو الذي يحكم الاشياء ويتقنها وتجد الكثيرين ممن يتحدثون ويكتبون عن اسماء الله الحسنى حينما يتحدثون عن هذا الاسم يضمون اليه اسما اخر وهو الحكم وذلك للارتباط في اصل المادة وقد رأيت ان اجعل الحديث عن الحكيم بمجلس مستقل وافرد الحديث عن الحكم في مجلس اخر. كما ان الحديث عن هذا الاسم الكريم يقودنا ولابد الى الحديث عن اسمه العليم وما يتفرع منه. وما يتصل به كالخبير واللطيف ولذلك ساتبع هذا الاسم بالكلام على هذه الاسماء ان شاء الله تعالى. واسأل الله ان ييسر ذلك المقصود ايها الاحبة ان هذه المادة في اصلها الحاء والكاف والميم حكما ترجع في استعمالاتها الى معنى واحد هذا الذي عليه عامة المحققين من اهل العلم. وهذا المعنى هو المنع. فاذا نظرت سائر الاستعمالات تقول حكم الشيء واحكمه بمعنى منعه منعه من ماذا منعه من الفساد احكم الصنع بمعنى اتقنه فلم يتطرق اليه الخلل وكل من منعته من شيء فقد حكمته واحكمته كما يقول الامام الازهر رحمه الله تعالى. ولهذا يقال للحديدة التي توضع بفم الدابة يقال لها حكمة لانها تمنعها من الانفلات وهكذا ايضا يقال الحكمة لانها تمنع من الجهل والخطل والتخبط والعلماء رحمهم الله حينما يفسرون الحكمة والحكيم يقولون الحكيم احيانا هو العالم يطلق على العالم انه حكيم ويطلقونه ايضا على من يمتنع من فعل القبائح ويمنع نفسه منها وهذه اطلاقات على بعض معناه او ما يلزم منه والا فان حقيقة الحكمة هي الاصابة بالقول والعمل وبعضهم يقول هي معرفة افضل الاشياء بافضل العلوم ثم يفرع بعضهم على هذا كلاما يقول ان اعز الاشياء واعظم الاشياء واجل الاشياء هو الله جل جلاله وافضل العلوم هي علوم الوحي. ومن ثم فان من لم يعرف ربه تبارك وتعالى فانه بمنأى عن حكمة هو ابعد ما يكون عنها مهما اوتي من علوم الدنيا ومن الحزق فيها وصناعاتها ومكاسبها وما الى ذلك فان هذا يعلم ظاهرا من الحياة الدنيا ولكنه اجهل الجاهلية في اهم المطالب واعظمها واجلها واعلاها من اهل العلم من يقول بان الحكيم في كلام العرب هو من احكم الافعال واتقنها فلا تفاوت فيها ولا اضطراب قلم بناء محكم يعني متقن والله تبارك وتعالى حكيم بمعنى انه محكم فافعاله وما يصدر عنه وفي غاية الصواب والدقة والاحكام بعضها يتعلق ببعض ويتسق معه وهذا المعنى في الحكيم صحيح ولكنه لا يختص او لا يقتصر عليه في تفسير هذا الاسم الكريم لانه كما قلنا بان هذه المادة حكم تدل على المنع ففي الصنع ان يأتي على سبيل الاتقان والاجادة فلا يتطرق اليه الفساد والخلل من الاحكام اذا كان في الكلام فلا يتطرق اليه غلط ولا خطل ولا تناقض ولا ضعف لا في الفاظه ولا في معانيه ولهذا كان كلامه تبارك وتعالى محكما والقرآن حكيم بهذا الاعتبار كما ان هذه المادة تدل ايضا على الاصابة في العلم والحكم والفعل بل حكيم من تأتي احكامه على وجه الصواب وتأتي اقواله على وجه الصواب وتأتي افعاله على وجه الصواب مراعا في ذلك كله الحال والمآل ولهذا كان هذا الاسم الكريم يرتبط كل الارتباط بالعليم وما يتصل به ولا يمكن ان تتحقق الحكمة الا مع العلم لا يمكن وسيأتي مزيد ايضاح لهذا المعنى ان شاء الله تعالى لا سيما عند الكلام على ما يؤثره الايمان بهذا الاسم في المؤمن قد يقول قائل اذا كان من معاني الحكيم الاتقان بالصنع والفعل وما شابه ذلك تقول بناء محكم فهناك بعض المخلوقات ضعيفة كالبقة والذرة فهل هذا يشكل على ما سبق؟ الجواب لا هذه المخلوقات وان لم تكن مشدودة البنية ولا قوية الابعاض والاعضاء ولكنها محكمة الخلق بمعنى ان الله تبارك وتعالى قد اتقن التدبير فيها واحسن التقدير لها فهي دالة على دقة الصنع وعلى الخالق وعلمه وقدرته واحكامه الذي يخلق الاجرام الهائلة والافلاك العظيمة يخلق السماوات والارض والنجوم يخلق الشمس قمر الافلاك وايضا يخلق الذرة والبعوضة ودقائق المخلوقات التي لا ترى بالعين المجردة. قد يستطيع الانسان ان يصنع جهازا كبيرا. ولكنه يعجز ان يصنع مثله في حجم صغير ولذلك تجد العلماء في هذا العصر مع التقدم الشديد والتسارع في المكتشفات والمخترعات يتسابقون ويتنافسون تون في هذا المجال جهاز الكمبيوتر مثلا اول ما بدأ ماذا كان حجمه؟ غرفة كاملة غرفة هذا الجهاز اللي الان نحمله بقدر صغير جدا قدر الكف او اصغر كان حجمه بحجم غرفة ثم بعد ذلك بدأ العمل على تحجيمه وتصغيره حتى وصلوا الى ما وصلوا اليه وهم يأملون ان يصلوا الى ما هو ادق من ذلك يعني ان يكون بحجم صغير بقدر ظفر الانسان لكن هل يستطيعون الوصول الى ما هو اقل من هذا هذه الانامل وسيأتي في الكلام على ما يؤثره هذا الاسم. لكن اريد ان انبه لهذه القضية في معنى الاحكام وانه لا يشكل عليك ما ذكرت هذه الانامل دقيقة بلى قادرين على ان نسوي بنانه مع تقدم العلم فانهم يقولون ويعلنون انهم لو استطاعوا ان يجعلوا ما يصنعونه مما يسمى بالرجل الالي يستطيع ان يربط خيوط الحذاء اعزكم الله فانهم يكونون قد وصلوا الى امر من العلم بغاية التقدم. هم يراهنون الان على هذه القضية يحاولون الوصول اليها انه يربط فقط الحذاء قيوط الحذاء هذه الانامل ماذا تصنع يقظ فيها الانسان الاشياء الدقيقة جدا ويتصرف فيها ويحركها كما يشاء بكل يسر وسهولة شد الله عز وجل هذه المفاصل والسلامى وجعلها بهذه الهيئة غير مستوية لتقوم بها حاجات الانسان على اكمل الوجوه واحسنها هذا من الاحكام في الصنع. فصناعة الاشياء الدقيقة من الاحكام وصناعة الاشياء والاجرام الهائلة من الاحكام ولك ان تسرح ذهنك وطرفك في ان واحد لترى اشياء في هذا الباب كثيرة جدا يغني عنها الاشارة التي ذكرتها وهكذا في قوله تبارك وتعالى والحديث يجر بعضه بعضا الذي احسن كل شيء خلقه. احسن كل شيء خلقه. بعض الناس قد يقول القرد والخنزير غير مستساغ في شكله وصورته كيف قال الله عز وجل الذي احسن كل شيء خلقه فمن اهل العلم كالخطابي من يقول ان المراد بذلك ليس الصورة الرائقة وانما ينصرف المعنى الى حسن التدبير في انشاء هذه المخلوقات كل ما خلق تبارك وتعالى على ما احب سبحانه وتعالى ان ينشأه عليه فيبرز بالصورة التي ارادها الله تبارك وتعالى كما قال وخلق كل شيء فقدره تقديرا. احسن كل شيء خلقه اتقنه وجود خلقه حتى جاء على الصورة التي قدرها الله تبارك وتعالى له من غير زيادة ولا نقصان ويمكن ان يضاف الى هذا المعنى في هذه الاية وان لم تكن تتصل بموضوعنا اتصالا مباشرا ولكن الحديث يرتبط بعضه ببعض. فيقال ان الحسن اذا اريد به الجمال فان الحسن في كل شيء بحسبه فهو امر نسبي. اما ترى الطاووس هو في غاية الحسن يستهوي الناظر اليه. ولكن تصور لو ان الانسان قيل له نجعل لك رأس طاووس. من يقبل بهذا؟ ولو كان اقبح صورة احد يقبل بهذا ما احد يقبل بهذا سيكون في غاية البشاعة لكن صورة الطاووس تناسبه فهو في غاية الجمال باعتبار انه طاووس وانظر ايضا الى المخلوقات الاخرى الجميلة من الطيور ذات الالوان والاشكال الجميلة. لو قيل لانسان تخير اجمل هذه الطيور او لامرأة تخيري اجمل هذه الطيور وليكن رأسك رأس طير منها. من يقبل بهذا؟ ما احد يقبل بهذا؟ طيب والجمال الذي فيها؟ لا يمل ناظر اليها يقال هو جمال حينما ينضاف الى هذا النوع من المخلوقات لكن بالنسبة للانسان لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم لا يقاربه ولا يدانيه شيء من المخلوقات. الاخرى مهما كان جمالها فتبقى هذه القضايا اعتبارية نسبية الله احسن كل شيء خلقه. فالقرد حينما تنظر اليه باعتبار انه قرد هو حسن الخلق بهذا الاعتبار اضافة الى كونه متقنا. ولذلك تجد الناس في الطريق اذا رأوا القرود توقفوا وتركوا ما قصدوه من الاشتغال بالسير في اسفارهم. وجعلوا ينظرون اليه ويستملحون ما يصدر منه من الافعى عال ويبذلون له ما معهم من الطعام ويؤثرونه على انفسهم كما قال الشاعر قد يكرم القرد اعجابا بخسته وقد يهان لفرط النخوة الاسد الاسد اذا رأوه الناس القبيلة او الناس او هجموا عليه كل واحد معه سلاح وكل واحد يبحث هنا وهناك ليقتله. لكن اذا رأوا القرد وقفوا هذا يعطيه موزة وهذا يعطيه فاكهة اخرى وهذا يستملحونه ولا ينفره منفر منهم. ينظرون اليه وهم واقفون في غاية التأدب معه. فالمسألة نسبية اذا ليست هذه الصفة لو نظرنا اليها باعتبار المخلوق. المخلوق الحكيم الانسان الحكيم من متى يكون الانسان حكيما؟ الحكيم هو الذي لا يقول ولا يفعل الا الصواب والله تبارك وتعالى اولى بهذا الوصف وهو صادق عليه. كما انه لا يدخل تدبيره خلل ولا زلل كما انه ايضا لا يفعل شيئا على سبيل العبث ولا لغير معنى ولا مصلحة وانما افعاله على وفق الحكمة لها غايات وحكم بالغات ولهذا كان من لوازم هذا الاسم ثبوت الغايات المحمودة المقصودة لله تبارك وتعالى بافعاله. فهو يضع الاشياء في مواضعها ويوقعها في مواقعها فله الحكمة العليا في خلقه وامره احسن كل شيء خلقه ولا يشرع شيئا سدى ولا يخلق شيئا على سبيل العبث فلا يتوجه على شيء من فعله او شرعه استدراك او نقص وقد يقول قائل اذا كان الامر كذلك فكيف نجمع بين هذا وبين ما نراه من خلق الله تبارك وتعالى ابليس والشرور والافات والهوام والدواب المؤذية والسباع وما اشبه هذا مما ضرروا منه بنو ادم. فالجواب عن ذلك ان يقال بان حكمته تبارك وتعالى تقتضي ان يضع كل شيء موضعه فاقتضت حكمته خلق المتضادات وجعل لكل واحد منها خصائصه واحواله واوصافه فوجود هذا النوع من تمام حكمته جل جلاله بل هو من تمام قدرته. فهو باهر الحكمة يحصل احب الامرين اليه. باحتمال المكروه الذي يبغضه ويسخطه اذا كان ذلك طريقا الى المحبوب ولا يمكن وجود الملزوم الا بوجود لازمه. فابليس مثلا يحصل بخلقه شرور وافات واثام وكفر ومعاصي ويحصل على يد جنده على مر الازمان من الافتتان والتضليل وتزيين والمنكر والمعصية والشرك بالله جل جلاله فهنا تحصل بسبب ذلك طاعات هي احب الى الله جل جلاله وارظى من جهاد اعداء الله عز وجل من بلادهم بالقرآن ومن جهادهم بالسيف ويحصل بسبب ذلك المدافعة بين الحق والباطل والابتلاء والامتحان والاختبار وتظهر معاني اسمائه وصفاته فينتقم من اقوام ويعذب اخرين وينجي اولياءه وتحصل الوان الهدايات ويقع من العبد التوبة اوبة بعد الانحراف بعد ان كان ابقا على ربه تبارك وتعالى يرجع اليه ويتوب فالله يقلب الخلق باحوال ويبتليهم بهذه الامور جميعا. كما يبتليهم بالحر والقر ويبتليهم بالعافية والمرض والغنى والفقر فتظهر بسبب ذلك الوان العبوديات ويرتقي من نجح في هذا الابتلاء الى الدرجات العالية في سلم العبودية ويوصل الله بعض عباده الى منازل في الجنة لا يصلون اليها بطاعاتهم واعمالهم. فاما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن فان الجنة هي المأوى فوجود هذه الامور المكروهة تظهر فيها معاني الاسماء الحسنى ويحصل فيها الابتلاء ويظهر فيها من الوان العبوديات ما لا يقادر قدره الله حكيم لو كان الناس على ما يحبون دائما تغدق عليهم الخيرات والارزاق ولا يجدون الما ولا فقرا ولا مرضا ولا ما يضاد ارادتهم فان الناس جميعا قد ينساقون في طريق واحد ولكن الله عز وجل يبتليهم ويمتحنهم بهذه الامور. فينقسم الناس الى فريقين وكل فريق يكون في غاية التفاوت ثم يصيرون بعد هذه الحياة القصيرة الى الدار الاخرة فينتقل من وفقه الله عز وجل وهداه الى دار كرامته. وهم على مراتب. وينتقل من ارتكس بالكفر والنفاق الى دار الجحيم وهم في ذلك ايضا على مراتب يعذبون بحسب مراتبهم في الكفر والنفاق فهذا كله في الدنيا والاخرة من مقتضيات معنى هذا الاسم الكريم فكل هذه الامور مما يتصوره الانسان انه مضر ومؤذ ونحو ذلك ذلك قد يتساءل لماذا خلقه الله عز وجل قل ان لم يعلم الحكمة في خلقه بعينه فانه يرجع الى الاصل العام وهو ان الله حكيم لا يخلق الا لحكمة ولهذا لما قيل لاحد العلماء ما الحكمة من خلق الذباب؟ قال ليذل الله به انوف الجبابرة والعلماء في هذه الحيوانات الدقيقة او الحشرات او يذكرون اشياء عجيبة بفوائدها ومنافعها. وساذكر باذن الله عز وجل طرفا من هذا في الكلام على ما يؤثره هذا الاسم الكريم في الخلق. على كل حال حكيم من الناس من ينظر الى العواقب ويربط المقدمات بالنتائج ويحاول ان يتعرف على سنن الله عز وجل في الخلق طريق الاستقراء في نصوص الكتاب والسنة والاستقراء ايضا استقراء التاريخ النظر بالانفس والافاق ثانيا ورود هذا الاسم الكريم في الكتاب والسنة. ورد في القرآن فيما يقرب من اثنين وتسعين موضعا وجاء هذا الاسم في كتاب الله تبارك وتعالى مقترنا بغيره من الاسماء فجاء مقترنا بالعزيز وهذا في نحو ستة واربعين موضعا في القرآن. كقوله تبارك وتعالى سبح لله ما في السماوات وما في الارض وهو العزيز الحكيم فما وجه هذا الاقتران بين العزيز وبين الحكيم. العزة تتضمن كمال القوة والقدرة والقهر والحكمة تتضمن كمال العلم والخبرة وانه امر ونهى وخلق وله في ذلك كله من الحكم والغايات الحميدة التي يستحق عليها كمال الحمد فاسمه العزيز يتضمن كمال الملك والحكيم يتضمن كمال الحمد وبهاتين الصفتين كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله يقضي ما يشاء ويأمر وينهى ويثيب ويعاقب فهما مصدر الخلق والامر. العزة والحكمة ونستطيع ان نقول على سبيل الاجمال والاختصار بان ذلك يدل على ان عزته منوطة بالحكمة العزة من غير حكمة قد تحمل صاحبها على الطيش والطغيان والافساد فيكون ذلك ضياعا عزة من غير حكمة ولذلك قد تجد من من المخلوقين من يكون عنده عزة لقوته وتسلطه جبروته ولكن ليس عنده حكمة فتتحول هذه العزة الى حالة بهيمية كالانياب خالد الحيوان المفترس غير مزمومة ولا ممنوعة ولا محكومة مما لا يليق ولا يحسن ولا يجمل. السبع يفرق ويراعي ابدا فاقتران العزة بالحكمة يعطي وصفا ثالثا وهو ان عزته تبارك وتعالى منوطة بالحكمة العزة وحدها قد تحمل على الطيش والطغيان والافساد كما لا يخفى وغالب المواضع التي اقترن فيها العزيز بالحكيم نجد ان العزيز متقدم فيها على الحكيم. فما السر في هذا اهل العلم ذكروا لذلك وجوها. وهي متقاربة ولا اشكال فيها اذكر منها اربعة لماذا يتقدم العزيز على الحكيم في كثير من المواضع حيث يقترنان. من هذه الاوجه ان متعلق القدرة مشاهد بالنسبة للمخلوقين ما هو متعلق بالقدرة؟ الخلق مثلا ايجادنا هذا من متعلقات قدرته اليس كذلك فهذا امر مشاهد. اما الحكمة فمتعلقها بالفكر والنظر والتأمل فقدم ما يدرك ويعرف بالمشاهدة على ما يحتاج الى نظر وتأمل لماذا وجد هذا؟ ولماذا كان بهذه صفة لماذا كان مساحة البحر اكبر من مساحة اليابسة مثلا بماذا كانت العين في هذا الموضع؟ لماذا كانت الاذن بهذا التصميم والتجاويف هذا يحتاج الى شيء من التفكير والتأمل. بينما متعلق القدرة مشاهد غالبا فقدم المشاهد وهي هذه المفعولات والمخلوقات على ما كان متأخرا. تأخر ما هو؟ الحكمة والغاية من وجوده بهذه الصفة الوجه الثاني ان النظر في الحكمة بعد النظر في المفعول والعلم به سينتقل منه الى النظر فيما اودعه من الحكم والمعاني ان نظرك في هذا يقودك الى امر اخر لما تجده في مضامينه من العجائب والغرائب طيب فتتعرف بهذا المشهود على امر غائب عنك ووجه ثالث ان الحكمة هي غاية الفعل فهي متأخرة تأخر الغاية على الوسيلة والقدرة تتعلق بالايجاد والحكمة تتعلق بالغاية فقدم الوسيلة على الغاية لانها اسبق من حيث الترتيب الخارجي انهم باب تقديم الوسيلة على الغاية حتى تتحقق الحكمة اوجد الشيء الفلاني. فهذا يتعلق بالعزة لان متعلقها القدرة وذاك هو المقصود فكانت هذه الوسيلة لتحقيق وتحصيل ذلك المقصود لماذا هزم هؤلاء؟ لماذا انتصر هؤلاء؟ لماذا خلق الله عز وجل الارض بهذه الطريقة كل ذلك يتعرف به على الغايات والامر الرابع هو ما اشرت اليه في وجه الاقتران مطلقا بين العزة والحكمة. وذلك انه حينما يذكر عزته يذكر الحكمة بعدها ليفهم من ذلك انه مع عزته حكيم. وهذا كمال ثالث عزيز وحكيم وهي عزة منوطة بالحكمة بعض الناس قد يكون عنده حكمة ولكن ليس عنده عزة فلا يستطيع ان يفعل شيئا وكما قيل لا رأي لمن لا يطاع قد يكون حكيما عنده نظر صحيح في قومه ولكن لا حياة لمن تنادي. لا يسمع له احد فالذين يعقدون الامور لا يلتفتون اليه وقد طاروا بعزتهم في اودية السفه ولم ينتفعوا بهذه الحكمة فالحكمة لابد لها من عزة يحصل الكمال والعزة لابد لها من حكمة ليحصل الكمال لكن حينما يفقد احدهما بالنسبة للمخلوق فلا شك ان فقد العزة اسهل من فقد الحكمة لانه ان حصلت له العزة ولم تحصل له حكمة فسيكون قوة مدمرة بيد الشيطان وسيعود تدمير ذلك ولو في المآل عليه فيهدم ما بناه ويكون فعله وما يبذله في هدم ما شيده من قوة وجبروت عظمة وسلطان من اللطائف المتعلقة بهذين الاسمين ما ذكره الاصمعي رحمه الله قال كنت اقرأ والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله غفور رحيم. يقول وكان معي اعرابي فقال اعد فاعدت ثم قال اعد فاعدت على وجه الصواب. والله عزيز حكيم. قال نعم. فقلت كيف عرفت؟ قال عز فحكم قطع هنا لا يناسبه غفور رحيم. وانما يناسبه العزيز الحكيم. فالاعرابي ما كان يحفظ هذا ولكنه ادرك ذلك بفطرته لكن قد يرد سؤال في بعض المواضع عن سر الاقتران بين العزة والحكمة في التعقيب على ذلك الموضع. وهو قول عيسى عليه الصلاة والسلام ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك قال الغفور الرحيم ولا قال العزيز الحكيم؟ قال وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم. فلماذا لم يقل فانك انت الغفور الرحيم؟ ما السر في هذا؟ من يجيب نعم الاخ يقول لان ذلك في الاخرة ولا يرجى لهؤلاء توبة ولا مغفرة فقال وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم. لكن يرد عليه انه قال وان تغفر لهم. لكن يمكن ان يقال ان الله في ذلك اليوم يغضب غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله فعيسى صلى الله عليه وسلم لم يرد ان يقف كانه يعتذر لهم او يلتمس لهم المغفرة وقد نسبوا له الصاحبة والولد وكأنه يشفع لهم ويدافع عنهم ويلتمس لهم المغفرة. لا وانما سلم الامر لله عز وجل. عبادك بين يديك ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم. وليفهم ايضا انه حينما يغفر فان ذلك ليس عن ضعف وعجز عن المؤاخذة وانما عن عزة وحكمة. بعض الناس يقول انا عفوت لكن متى؟ عفا لانه عاجز عن الانتقام فهذا عفو ناقص انما العفو التام الذي يكون مع القدرة فعيسى عليه الصلاة والسلام اشار الى هذا المعنى تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فان ذلك لا يكون عن عجز عن الاخذ والانتقام والعقوبة فانك انت العزيز الحكيم فهذا وهذا في الجواب يمكن ان يقال بهذا المقام والله تعالى اعلم ومن مواضع الاقتران ما جاء من اقتران هذا الاسم الكريم الحكيم بالعليم. وهذا فيما يقرب من سبعة وثلاثين موضعا فما وجه هذا الاقتران؟ بين العزيز وبين العليم. احنا عرفنا ان العزة من جنس القدرة. تتعلق بالقدرة والقوة. وان القدرة والقوة ان لم يكن معها حكمة ولا نظر في العواقب فانها تكون فسادا ودمارا فاذا كان صاحبها من اهل الشهوات فانه ينغمس في ذلك بكل ما اوتي من قوة وقدرة. على تحقيق شهواته ونزواته ورغائبه وهكذا ايضا العدوان بجميع انواعه والظلم وهكذا بالنسبة للعلم اذا كان العلم بلا حكمة فانه قد يسخر بالفساد والافساد. ولهذا ذكرت في بعض المناسبات وفي الكلام على العلم والطريق اليه في مجلسين. قلت بان العلم قد يضر احيانا يضر صاحبه فهذا العلم ان كان علما ماديا فانه ان لم يكن بحكمة فانه يمكن ان يسخر بانواع الحيل المحرمة سلب الناس الاموال كان عنده معرفة في الالكترونيات عنده معرفة بالكيميا ويستطيع من خلالها ان يخدع الناس في اشياء كثيرة جدا وان يموه عنده علم بالطب يمكن ان يستخدم هذا العلم في الاجرام وهذا معروف وتفاصيله لا تحصى. ولذلك تجد من لا خلاق لهم يوظفون هذه العلوم المادية فيما يدمر ويضر. وينتجون من انواع الاسلحة الفتاكة. ويستعينون في ذلك بمختلف التخصصات وقد صرح كبير من كبار هؤلاء المفسدين في العصر الحاضر بان التكنولوجيا التي استعملوها في بعض حروبهم الكبرى في هذا العصر انما اعتمدت على التكنولوجيا اليابانية لاحظ ويسخر العلم في التدمير بهدم المدن على اهلها في تحويلها تحويل الممالك والبلاد الى بلاد اشباح يعمها الخراب والدمار والقتل. وهو ما نشاهده في عصرنا هذا. سخر العلم في هذا وعلى كل حال العلم لابد له من حكمة حتى العلوم الشرعية حتى العالم قد يسأل اذا ما كان عنده حكمة وتأتي الاجابات مدفع مثل السهام يرشق ويقتل في هذه السهام صوب من هنا ومن هنا فيستغله اولئك الذين لا خلاق لهم من ليبراليين والمنافقين والزنادقة يتلاعبون به ان لم يكن عنده حكمة ما تقول في كذا وكذا ويأتيك الجواب ويوضع في قط العريظ الصفحة الاولى الناس يضعون ايديهم على رؤوسهم. كيف تلاعبوا به؟ وكيف وصلوا الى هذا كيف اجابهم بهذا الجواب فان لم يكن عنده حكمة فانه يحتاج الى ان يستعين بغيره ممن يتصف بالحكمة وحسن النظر في الامور فيشاور قبل ان يدخل قبل قبل ان يتكلم ولا يورط نفسه. احيانا اللقاءات المباشرة في القنوات الفضائية. سواء في الاجابة على الاسئلة او كان في حوار مباشر فقد يتحول هذا اللقاء او هذا الحوار او هذا المجلس في الفتية المباشر الى ويله ووبال على صاحبه. وذلك انه يتكلم في امور تهدم الدين وتفسد ويستغله هؤلاء الذين لا خلاق لهم ويتضاحكون به ويتلاعبون ثم يأتون باجاباته احيانا ان كان في صحيفة محورة تطيعون منها ويبترون الكلام بترا ثم يضعونه في الخط العريض فمن الناس من لا يصلح بمثل هذه الاشياء ولو كان عالما. اذا كان هؤلاء قد يبذلون جهدهم مع من يضبط كلام غاية الضبط ويتمالؤون كما نشاهد في هذه الايام ويفتكون ويشنعون غاية الشناعة باقلام مأجورة وكتابات فاجرة فكيف بمن لا يضبط كلامه بخطام ولا امام ما حكم قيادة المرأة للسيارة؟ الاصل في ذلك الجواز والمرأة كانت تقود الجمل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرد دليل في الكتاب والسنة على المنع هذا كلام ما يقال لهم يقال لهم حرام اللي قلبها من هنا طلعت حرام. اذا قلبها من هنا طلعت حرام. واذا انقلبها من هنا طلعت حرام. اذا قلبها من هنا طلعت حرام. بس لان فرق تتحدث مع صاحب هوى لا يريد الحق وبين ان تتكلم مع طالب علم يفهم ويقدر الجواب وينزل الكلام منازله فحتى العلم ايها الاحبة سواء كان من العلوم المادية او العلوم الشرعية يحتاج الى حكمة العلم وحده لا يكفي والله عليم حكيم. اكثر المواضع التي يقترن فيها هذان الاسمان الحكيم والعليم يتقدم فيها اسمه العليم على الحكيم كقوله تبارك وتعالى يا ايها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين ان الله كان عليما حكيما واتبع ما يوحى اليك من ربك. ان الله كان بما تعملون خبيرا. وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا. هذه الاسماء بعد هذه الجمل والتوجيهات الربانية في غاية المناسبة واذا اردنا ان نتحدث عن وجه تقديم العليم على الحكيم وغاية ما هنالك انه محاولة التعرف على ذلك وتوجيهه وان كنا لا نجزم بهذا. لكن هذا يحتاج الى نظر في تلك الايات قد يكون المقام مقام اعتراف بالعجز والقصور في العلم. فيتقدم العليم على الحكيم قالوا سبحانك الملائكة لما اذعنوا واقروا بالعجز سبحانك لاعلم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم ووجه تقديم العليم هنا ظاهر اقرار الله عز وجل بالعلم وذلك مقام يقتضيه وهكذا حينما يكون المقام مقام التصبر وانتظار الفرج بقول يعقوب عليه الصلاة والسلام بل سولت لكم انفسكم امرا فصبر جميل. عسى الله ان يأتيني بهم جميعا انه هو العليم الحكيم عليم بحالهم وما دبروه وما كان منهم من تضييع يوسف عليه الصلاة والسلام وما اختلقوه من الكذب من قيلهم اكله الذئب وهكذا ايضا عليم بحالهم ثانيا حينما اخبروه عن ابنه الاخر. وما حصل له وما حصل منهم وما كان. وهو عليم بحاله ايظا وضعفه ومحبته لولده اليه امره لا يخفى عليه من ذلك شيء. ثم انه يضع الامور في مواضعها ويوقعها في مواقعها. فحينما سلب منه حب ابناءه اليه يوسف عليه الصلاة والسلام لم يكن ذلك خارجا عن وجه الحكمة حينما يلقى مثل هذا الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم في البئر ثم يباع ويسترق ثم بعد ذلك تراودهم امرأة العزيز ويعرض لفتنة كبرى لا يقف امامها الا من ثبته الله عز وجل وعصمه. ثم بعد ذلك يدخل السجن بتهمة قذرة يتنزه وعنها عليه الصلاة والسلام بل يتنزه عنها فضلاء الناس فضلا عن عن من اختارهم الله عز وجل للنبوة يدخل بهذه التهمة يراود امرأته العزيز كل هذا جعل وفق العلم وذلك ايضا لم يخرج عن الحكمة قليلا ولا كثيرا انظر هذا التدبير وما حصل بعده من الرفعة ليوسف صلى الله عليه وسلم فالعبرة ليست بنقص البدايات وانما بكمال النهايات. وضع في السجن في الجب ثم خرج الى الرق ثم دخل الى السجن ليخرج الى الملك ثم بعد ذلك يأتيه اخوته الذين كادوا له وفعلوا ما فعلوا يأتونه في مقام المفتقر الملتمس حاجته الطالب للعطف والاحسان كل هذا الذي حصل وفق علم الله عز وجل وتقديره وحكمته فالله تبارك وتعالى حينما يحرمك من الدنيا مهما حاولت وبذلت وفتحت من المشروعات او بذلت من الافكار كيف تصير غني؟ الله ما نسيك وذكر فلان. تعالى الله وتقدس عن هذا. لا ولكنه فطم من الدنيا عن علم ان ذلك ليس من مصلحتك قد يبتليك بالفقر عن علم وهذا العلم مرتبط بالحكمة فلا تجزع ولا تتسخط ولا يصدر منك ما تنحط به مرتبتك من الحسد لمن اغناهم الله عز وجل لا الله ما ناسيه والله تبارك وتعالى قد فاوت بين هذا الخلق نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا. رحمة ربك خير مما يجمعون. ولولا ان يكون الناس امة واحدة لجعلنا لمن يكفر رفق بهم ايضا. فهذا كله عن علم. الكفار حينما يعطيهم الله عز وجل. جبابرة الكفار حينما يمدهم وتزيد قوتهم يبطشون باوليائه كل هذا عن علم وحكمة يمهلهم قليلا ويملي لهم ليزدادوا اثما. فاذا اخذهم كانت جريمتهم قد استحكمت وتعاظمت فيكون اخذه اليما شديدا. ان اخذه اليم شديد. جل جلاله وتقدست اسماؤه فتفطن لهذا المعنى دائما اذا شعرت بالحرمان او جالت الخواطر في ذهنك عند عارض المرض دلال الصحة تذكر هذا المعاني الله يعلم بك ويعلم كل حركة ويعلم عن هذا المرض هو الذي قدره هو الذي خلقه ويعلم ما هو ادق من ذلك والشفاء بيده فهو عليم يعلم مقامك ويعلم دعاءك ويعلم حالك وما يجول في خاطرك ويعلم صبرك ويعلم احتسابك ورضاك عن الله عز وجل اختاره وساقه ليرفعك وينظر كيف تفعل فلا يرى منك الا ما يجمل ويحسن فهو ناظر اليك عالم بك وحينما ابتلاك بما ابتلاك به هو حكيم هذه معاني عظيمة هذه التربية الايمانية هذه التربية التي تصلح القلوب والاعمال تعرف بالله جل جلاله معرفة والعلم الشامل كما هو معلوم هو من روافد الحكمة. فاذا تقدم عليها فلا غرابة في مقام المعجزات قوارق العادات هذا يرجع الى ماذا؟ يرجع الى القوة والقدرة والمشيئة المطلقة التي تعلو على سنن الكون التي وضعها سبحانه وتعالى. فهنا حيث القوة والقدرة فاذا اقترنت بالحكمة انتظمت الامور. ولم يتحول ذلك الى نوع من الافساد والعبث الذي يفضي الى اختلال سنن الله عز وجل في الكون من غير طائل. وانما يرجع ذلك الى علم الله عز وجل. وحكمته فحينما يخرق الناموس بهذا الكون وسنته في هذا الخلق بمعجزة بخارق من خوارق العادات هذا كله يرتبط بقدرته. كما انه يرتبط بعلمه وحكمته كيف يحصل ذلك؟ ومتى يحصل؟ ولهذا كانوا يقترحون الايات اعني المعجزات ويطلبونها والنبي صلى الله عليه وسلم يعلمه ربه ان ذلك ليس اليه ليس الى النبي صلى الله عليه وسلم انما هو بيد الله جل جلاله. وابن القيم رحمه الله يذكر ان العلم والحكمة متضمنان لجميع صفات الكمال. فالعلم يتضمن كما سيأتي الحياة ولوازم كمالها القيومية والقدرة والبقاء والسمع والبصر وسائر الصفات التي يستلزمها العلم التام والحكمة تتضمن كمال الارادة والعدل والرحمة والاحسان والجود والبر ووضع الاشياء في مواضعها على احسن وجوهها ويتضمن ذلك ايضا ارسال الرسل وانزال الكتب ذات الثواب والعقاب جنة النار فالحكمة اخص من العلم فهي اجراء العلم على نحو خاص يحقق اسمى الغايات هذا كلام الحافظ ابن القيم. فاذا تقدم العلم عليها فان ذلك يمكن ان يفسر بهذا وعلى كل حال بقي في هذا بقية ويتصل بالاقتران فاسأل الله تبارك وتعالى ان ينفعنا واياكم بما سمعنا يجعلنا واياكم هداة مهتدين والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه