الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فأرحب بكم معاشر الاخوان والاخوات. واسأل الله تبارك وتعالى ان يجعل هذا المجلس نافعا ومباركا وخالصا لوجهه الكريم وان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته لا زال الحديث ايها الاحبة ان اثر هذا الاسم الكريم الحكيم في الخلق والشرع والقدر. شرعنا نتحدث عن اثاره في خلق الانسان وبقي من الحديث بقية وهذا المجلس ان شاء الله وهو المجلس الرابع في الكلام على هذا الاسم هو المجلس الاخير الذي اختم به حديثي عن هذا الاسم العظيم. وهو استثناء في الحديث عن هذه الاسماء الحسنى اذ ان كل واحد منها سيكون الحديث عنه منحصرا في مجلس واحد كما عودتكم ولكن هذا الاسم رأيت ان من المصلحة والفائدة ان ابسط الحديث عنه بعض الشيء ايها الاحبة ذكرت جملة من الامور الشاهدة في خلقنا على حكمة الله جل جلاله في هذا الخلق ولا بأس ان اضيف وتأملوا معي ايها الاحبة في خلق الانسان. هذه العظام جعلها الله تبارك وتعالى قواما للبدن. لو لم تكن لكان قطعة من اللحم. عاجزة عن الانتقال والحركة والتصرف والتقلب في المنافع والدفع لا يستطيع ان يدفع عن نفسه قليلا ولا كثيرا لانه قطعة من اللحم ملقاة لا قوة فيها ولا تستطيع ان تتنقل من مكان لاخر او ان تتصرف في شيء من مصالحها او تدفع شيئا من المضار عنها. لا يستطيع ان يقوم ولا يستطيع ان يعمل ثم انظروا الى خلقها بهذه المقادير والاشكال المختلفة ومنها الصغير ومنها الكبير ومنها الدقيق ومنها الجليل ومنها المنحني ومنها المستقيم ومنها المستدير ومنها العريض ومنها المصمت ومنها المجوف. كل واحد خلقه الله تبارك وتعالى على هيئة تتناسب مع وظيفته فاختلفت اشكالها باختلاف منافعها كالاضراس وهي عظام فلما كانت الة للطحن كانت عريضة ولما كانت الاسنان الة للقطع كانت دقيقة لا تجد الناس منهم من يولد وله اضراس في الامام واسنان في الخلف وانما جعلهم الله عز وجل على هذه الهيئة بينما تجد بالحيوان ما هو من ذوات الانياب نظرا لحاجته وطبيعته ومنها ما له اسنان الى غير ذلك مما هو معلوم ولما كان الانسان بحاجة الى الانتقال والحركة والتصرف ببدنه وببعض اعضائه لم يجعله الله عز وجل عظما واحدا صبة واحدة لو كان كذلك نصارى متصلبا لا يستطيع ان يخطو ولا يقوم ولا يقعد ايضا ولا يأخذ ولا يعطي بل جعله عظاما متعددة ثم انظروا الى هذه العظام ايها الاحبة قارن بين الاسافل والاعالي الاطراف السفلية الاقدام ارجل قارن ذلك بالايدي. لما كانت الاطراف السفلية هي قوامنا لانها تحملنا كانت قوية غليظة ولما كانت عظام الاعالي محمولة لا حامل لم تكن بتلك المثابة في الصلابة والغلظ والثخانة وهكذا جعل الله عز وجل بين هذه العظام مفاصل من اجل ان تتيسر الحركة وقدر كل مفصل من هذه المفاصل على حسب حاجته والوظيفة المناطة به وشد اسرها وربط بعضها ببعض باوتار ورباطات تتصل بهذه العظام وتنبثق منها وجعل في هذه المفاصل في العظم الاول نتوءات. وجعل في العظم الاخر الذي يقابله تجويفا. من اجل ان يتصل هذا بهذا فلا ينفرط ثم يتصرف الانسان بناء على ذلك ويتحرك وهذه التجاويف مع تلك الزوائد والنتوءات متناسبة غاية التناسب فالنتوء يقابله التجويف لا تجدوا في ذلك خطأ ولا خللا ولا تفاوتا كل ذلك لان الخالق جل جلاله حكيم لا يخلق عبثا ولا يكون في هذه العظام شيء من تجويف او ميل او انحناء او غلظ او دقة الا لمعنى وحكمة بالغة فلولا ان الله تبارك وتعالى جعل لنا هذه المفاصل لم نتمكن من التحرك بجملتنا ولم نتمكن ايضا من التحرك ببعض هذه الاعضاء. انظروا مثلا ايها الاحبة اختلاف هذه المفاصل بحسب وظائفها مفصل الورك جعله الله عز وجل مستديرا ليتمكن الفخذ من الحركة في عدة اتجاهات. تستطيع ان تحرك الرجل من هنا ومن هنا وامام وخلف وتقف بطرق متعددة وتحرك رجليك وانت واقف وتستطيع ان تجري وتتمايل في جريك ومن الناس من يستعمل ذلك في غير طاعة او في معصية كالتي ترقص مثلا حيث لا يباح لها الرقص انظروا ايها الاحبة كيف جعله الله عز وجل بهذه الصفة بينما تجد المفصل الذي يكون في الركبة يختلف عن المفصل الذي يكون في اعلى الفخذ. المفصل الذي في الركبة لا يتيح لك الحركة الا باتجاهين الامام والخلف ولو كان يتيح لك الحركة في الاتجاهات الاربع لسقط الانسان. واضطرب في حركته ومشيته. لكنه يتحرك تبي المصلحة التي يقوم بها تتحقق بها الوظيفة المطلوبة منه. تصور لو كانت الركب تتحرك يمين وشمال اصل فيها تجد الانسان يسقط يقع اذا اراد ان يمشي افترض وهكذا ايها الاحبة اذا تأملت مفاصل العظم المفصل املس بخلاف سائر العظام فان فيها خشونة فجعله بهذه من اجل ان لا يكون هناك احتكاك وهكذا ايضا وضع بينها مادة لزجة لتسهل الحركة بمنزلة ما يوضع في الالات في مفاصلها الحديد والمعادن من الشحوم التي تمنع الاحتكاك. لكنه منع مؤقت ما يلبث ان يتلاشى ويضمحل ويحصل الاحتكاك في تلك كالالات ولو بعد حين. اما الانسان ينشأ صغيرا الى ان يشب ثم يشيب ومفاصله تتحرك لا يجد في ذلك عنة حينما يتصرف فيها. وجعل قوة محركة لهذه العظام وهي العضلات وهي مربوطة بالعظام وكاسية لها. وكل عظم قد زود بعضلات تناسبه وتأمل اي عضو من اعضائك ولا داعي للاسترسال تأمل اي عضو وانظر الى الوظيفة المناطة به تجد انه قد ركب بما يناسب تماما ما يحتاج الى الغضاريف فقط وضع له او الغضاريف فالاذن ما تحتاج الى عظم ووضعت في المكان المناسب ووزعت من اجل ان يسمع الانسان الاصوات. بينما جعل الرأس في الاعلى كالبرج وجعل فيه الحواس الخمس وجعل البصر في الاعلى وجعل حول هذه العين هذا التجويف العظمي من اجل الحماية واسال في هذا العين عينا ملحا من اجل الا تنتن ومن اجل ان يحصل الصقل والتنظيف الدائم. قناة دمعية فاذا حصل شيء من التراب زاد الافراز وهكذا جعل حول هذه العين هذه الاهداب وزينها بها. وكان ذلك ايضا حماية للعين وجعل الانف بهذه الصفة وجعل الى اسفل من اجل الا يتلقى الهواء والغبار وما الى ذلك مباشرة فلم يجعله مفتوحا الى الامام وانظر الى الفم كيف زين بهذه الاضراس والاسنان وجعلت الشفة كاسية له كما انها مبدية للبيان والنطق التبسم الى غير ذلك من مشاعر الانسان. العضو الواحد في وظائف وانظر الى الاظفار كيف كانت زينة للاصابع؟ وكيف كانت الاصابع دقيقة؟ بحيث يستطيع الانسان ان يتصرف فيها وهكذا ايها الاحبة الحديث يطول عن تفاصيل هذه القضايا. لكن انظر تأمل وستجد اشياء كثيرة جدا انظروا الرقبة كيف ركبت بحيث يستطيع الانسان ان يحركها ويلتفت في اتجاهات مختلفة. وانظر الى الظهر كيف جعل على هذه الفقار من اجل ان ينحني الانسان ويقوم ولم يجعله عظما واحدا صبا لا يستطيع ان ينحني ولا يميل. وانظروا الى حكمة الله عز وجل البالغة حينما يكون الانسان مستلقيا ويريد النهوض مباشرة الى اعلى فان المظنون ان الدم ينزل مباشرة من الرأس الى اسفل البدن ثم يصيب الانسان الدوار والاغماء. لكن الله تبارك وتعالى لا جعل فيه خاصية عن طريق الشوارد التي تأتي مع الدم فتصدر الاوامر فتضيق الشرايين فيبقى الدم متماسكا في اعالي الانسان والا لكان الانسان يخلو رأسه من الدم حينما يقوم فجأة واذا ضعف الانسان وتقدم به العمر وضعفت تلك الوظيفة صار الانسان لا يستطيع ان ينهض مباشرة فينصحه الاطباء بالمكث والجلوس السرير بعض الوقت ثم بعد ذلك ينهض واذا انتقلنا للحديث عن خلق الله تبارك وتعالى في هذا الكون الفسيح فاننا نجد قضايا يعجز الانسان ان يعبر عنها من مظاهر حكمة الله جل جلاله في التوازن في هذا الخلق البديع العجيب. اهل الفلك يقولون لو كانت الارض في حجم الشمس مع احتفاظها بكثافتها لتضاعفت جاذبيتها للاجسام التي عليها خمسة عشر ضعفا. ولنقص ارتفاع الغلاف الجوي الى اربعة اميال ولاصبح تبخر الماء مستحيلا. ولا ارتفع الضغط الجوي الى ما يزيد على مئة وخمسين جرام على السنتيمتر المربع الواحد ولوصل وزن الحيوان الذي يزن حاليا بطلا واحدا الى مئة وخمسين رطل. ولتضائل حجم الانسان حتى صار في حجم سنجاب صغير بهذا الحجم. ولتعذرت الحياة وتعطل العقل الانسان اذا كان بهذا الحجم فماذا عسى ان يكون له من العقل وهكذا لو ان هذه الارض ابتعدت عن الشمس لنقصت كمية الحرارة على الارض وعندئذ يحصل خلل في حركة هذه الافلاك وفي مدد سيرها فيطول فصل الشتاء وتتجمد الكائنات الحية على سطح الارض فقط لو اختل التوازن الابعاد وهكذا لو اقتربت الارض من الشمس لارتفعت الحرارة وتضاعفت واختلت الفصول وصارت على وجه الارض مستحيلة وانظروا الى هذا الغلاف الجوي الذي يحيط بالارض. يمتد الى ارتفاع خمسمائة ميل وهو بهذا المقدار والحجم الذي قدره الله تبارك وتعالى يبتلع ملايين الشهب فتضمحل قبل ان تصل الى الارض. ولو كان اقل من ذلك لوصلت هذه الشهب الى الارض واحرقتها وهكذا ايضا جعل الله عز وجل هذا الغلاف بهذا المقدار بهذا الحجم سببا لحفظ درجة حرارة الارض بالحدود الملائمة للحياة ويحمل بخار الماء من المحيطات الى مسافات بعيدة داخل القارات. يصير مطرا يحيي الله به الارض بعد موتها وجعله الله عز وجل موضعا لحفظ الاكسجين الذي لا يمكن ان تكون الحياة حياة الانسان والنبات الا به. وجعل الله هذا اكسجين مقدرا بنسبة محدودة واحد وعشرين بالمئة من الهواء. يقولون لو زادت هذه النسبة الى اربعين بالمئة مثلا لاحترق فقط كل المواد القابلة للاحتراق ولما استطاع الانسان ان يطفئ حريقا ولو قلت هذه النسبة الى عشرة بالمئة لانتهت الحياة يموت الناس لذلك تجد الانسان اذا ارتفع الى اماكن شاهقة تقل نسبة الاكسجين فيحصل له شيء من ضيق النفس وانظر الى الماء وما جعل الله عز وجل فيه من الخواص فهو مادة الحياة واجعلنا من الماء كل شيء حي. وجعل الله عز وجل له درجة ذوبان مرتفعة. ويكون سائلا لمدة طويلة وله درجة حرارة له حرارة تصعيد بالغة في الارتفاع. وهو يساعد على بقاء درجة الحرارة فوق سطح الارض عند معدل ثابت كما يقول المختصون بذلك ولولا ان الله عز وجل هيأه وجعله سببا لذلك لما كانت الارض صالحة للحياة. واذا نظرت في تصميم هذا الماء وتركيبه وطبيعته التي اودعها الله عز وجل فيه. حيث جعل هذا الماء فيه خاصية. هو المادة الوحيدة كما يقولون المعروفة التي تقل كثافتها عندما تتجمد. الاشياء الاخرى اذا تجمدت زادت كثافتها. الماء تقل كثافته ولهذا يطفو الى الاعلى المتوقع المظنون بادئ الرأي ان الماء اذا تجمد فانه يثقل فينزل لكن الله جعل في هذه الخاصية من اجل ان يطفو فيكون في الاعلى. فاذا وقع الجليد في الاماكن الباردة فان هذه الطبقة تكون في الاعلى في البحار. وكما تشاهدون في بعض البلاد الناس يتزلجون عليها لربما نقروا فيها وصاروا يصطادون السمك من تحتها يمشون على البحر. لو كان من طبيعته انه يزداد في وزنه اذا تجمد لنزلت تلج والجليد الى قعر البحار. ثم بعد ذلك قضى على الحياة حياة النبات والحيوان ولم يستطع ان يعيش في داخله لكن جعله في الاعلى كالقشرة يطفو وتحته عالم من الحيوانات السارحة التي تنتقل وتتصرف وتتكاثر وتتوالد هذا من حكمة الله تبارك وتعالى. وهكذا ايها الاحبة لو نظر الانسان الى التربة يجد انها بيئة ثابتة لحياة من الكائنات فهي تحتوي على العناصر التي يمتصها النبات ثم تتحول الى الوان من الثمار ذات الطعوم المختلفة. تضع الحبة فتخرج لك شجرة ذات ثمر من اي اين تأخذ مثل هذا الغذاء؟ من اين تأخذ هذا النمو؟ من اين وهي حبة؟ جعل الله في هذه التربة هذه الخواص وهكذا ايضا جعل فيها اودع فيها الوان المعادن وجعلها قريبة في متناول الانسان. لا يحتاج الى ان يصل الى ما تحت القشرة الارضية اما ما يحفر شيئا يسيرا في المناجم او في الجبال ثم يستخرج الوان المعادن التي يتخذ منها حليته والته ويحصل منها الوان المصنوعات والمنافع من المراكب والاثاث والمساكن كل ذلك مشتق في اصله من التربة كما نشاهد هذا البناء من اين جاء في اصله الاحجار الحديد المعادن التي تزينه اصل ذلك مشتق من الارض. مأخوذ هذه المعادن مأخوذة من الارض مما اودع الله عز وجل فيها وبهذا تقوم الحضارة المادية. ويحصل العمران وتأتلف المصالح والمنافع لبني الانسان. ويجد فيها اسباب قوة وجعلها ممهدة مفروشة للانسان. والارض فرشناها فنعم الماهدون. لو كانت قشرة الارض اسمك مما هي عليه بمقدار بضعة اقدام يقولون لامتص ثاني اكسيد الكربون الاكسجين. ولما بقيت الحياة. الشمس لو اعطت نصف الاشعاع الموجود حاليا لتجمدنا ولو زادت النصف لاحترقنا. القمر لو ابتعد عنا عشرين الف ميل بدلا من البعد الحالي لحصل المد في البحار وغمرت اليابسة. لو زاد الليل على ما هو عليه الان عشر مرات يقولون لاحرقت شمس الصيف الحارة كل النباتات بالنهار وفي الليل يتجمد كل ما على وجه الارض ولو جعل الله الماء لا يتبخر لم يجعل فيه هذه الخاصية لربما انعدم المطر واستحالت الحياة الارض قاحلة ولو كانت مياه المحيطات عذبة لتعفنت لكن الله جعلها ملحا وذلك يبعد العفن عنها وهكذا محور الارض جعل الله عز وجل فيه ميلا فلو انه اختل يقولون لتجمدت قطرات المياه المتبخرة من المحيطات والبحار. ونزلت في مكانين محدودين في الشمال والجنوب. يقولون لو كانت الارض مثل عطارد لا تقبل الشمس الا من وجه واحد من جهة واحدة فقط. لصار جزء من الارض صار النهار عليهم سرمدا. والجزء الاخر يصير الليل عليهم مسرمدة والحياة لا يمكن ان تكون بمثل هذا وانما يقلب الله الليل والنهار بحركة دائبة يطلبه حثيثة. بانتظام ودقة لا يسبق هذا هذا. ولا هذا هذا. وهكذا لو ان الله الم يجعل قانون الجاذبية يقولون لم تلتقي الذرات ولم تتكون المجرات وانهارت العمارة في هذا الكون. تصوروا ما في جاذبية. كيف يمشي الانسان كيف يتحرك وكيف؟ واذا القيت الاشياء كيف تقع الى الاسفل يقولون لو كانت الارض صغيرة بحجم القمر مثلا لعجزت عن احتفاظها بالغلافين الهوائي والمائي وصارت درجة الحرارة بالغة حتى الموت اما الحيوان ايها الاحبة في خلقه تدبير الله عز وجل له فشأنه عجب. ذكر اهل العلم اشياء من هذا الحافظ ابن القيم ذكر جملا من ذلك وساذكر بعضه في الكلام على اسماء الله العليم والخبير واللطيف وساتحدث عن اشياء عجيبة من هذا في الكلام على اسم الله الهادي. لكن هنا اذكر بعض ما يناسب المقام. السمك ومن اكثر الحيوان نسلا. وذلك والله تعالى اعلم انه مادة للغذاء لحيوانات البحر على كثرتها تطوعها وهو مادة لغذاء الانسان وهو مادة ايضا لبعض الحيوان الذي يعيش في البر حتى السباع. اذا جاعت جاءت الى البحر ورصدت على حتى تصطاد ما تظفر به من حيوانات البحر. انظر الى هذا الجراد دويبة الضعيفة سلطه الله عز وجل على فرعون وقومه ارسلنا عليهم الطوفان والجراد اذا جاء فانه يسد الافق ويحجب الشمس واذا نزل في مكان فان الناس اضعف من ان يدفعوه على ضعفه دويبة صغيرة لا تستطيع ان تدفع عن نفسها شيئا. يعجز الانسان بما اوتي من قوة تعجز الجيوش الجرارة عن دفع هذه الدواب فاذا نزلت في ليلة في ارض انقشعت عنها وهي جرداء. حتى النخيل يصبح الناس ويجدون مزارعهم ونخيلهم عسبا بلا جريد اسيد في ليلة واحدة تأكل بلا توقف وتملأ ما على وجه الارض وتصبح النباتات مكسوة بالجراد. يرسله الله عز وجل على من يشاء من عباده ليري العباد ضعفهم باظعف خلقه وهكذا اذا نظرت الى الحشرات مثلا فهي تتكاثر بصورة عجيبة ولكن الله عز وجل وضع لها ضوابط لا تستطيع ان تتجاوزها. فتقف عند حد ثم تموت لم يجعل لهذه الحشرات رئة ومن ثم لم تكن قابلة للنمو اكثر من القدر الذي حدده الله عز وجل لها. انما جعل لها ابيب تتنفس عن طريقها فاذا نمت هذه الحشرات لم تستطع تلك الانابيب ان تتمدد اكثر وتتسع ومن ثم فانها تقف عند حد ثم تموت لو كانت تتسع وكانت لها رئة فصارت هذه الحشرات تنمو لصارت البعوضة كالنسر. وصارت الجعلان بقدر الافيال فما استطاع الانسان ان يعيش على وجه الارض وهكذا ايضا انظر الى هذا التوازن في هذا الخلق في استراليا قبل سنين زرع نوع من الصبار تعرفون نبات الصبار كسياج وقائي فصار هذا الصبار ينتشر بطريقة سريعة عجيبة. حتى غطى مساحة تقرب من مساحة انجلترا وزاحم الناس واتلف مزارعهم. ولم يجد الناس وسيلة الى صد هذا الجيش الكاسح من النبات. ما هو جراد؟ الان نبات فهو يغزوهم ويمتد على اراضيهم بصمت فطاف علماء الحشرات في العالم يبحثون عن حشرة تقاومه فوجدوا حشرة ما تعيش الا على الصبار لا يريدون ان يأتوا بحشرة تكاثر فتأكل باقي النباتات فيجتمع الصبار مع حشرات لا وجدوا حشرة تقاوم الصبار فقط. تأكل الصبار تتغذى عليه فاتوا بها. وهي سريعة الانتشار ايضا. فتغلبت عليه. فلما بقيت منه بقية محدودة تلاشت وتراجعت هذه الحشرة. فلم يبق منها الا القليل حكمة الله عز وجل في هذه المخلوقات وانظروا الى هذا المثل او المثال العجيب ايضا ببعض الجهات الجنوبية الغربية من الولايات المتحدة كان يعيش نوع من الايل يقال له ايل البعن يتغذى على نوع من الورد البري وكان في تلك الناحية اسد الجبل الذي يتغذى على هذا الايد. فكانت نسبة هذه الاسود معا نسبة هذا الايل. فتدخل الانسان. قاموا بقتل كثير من تلك الاسود. فما الذي حصل؟ تكاثر ذلك النوع من الايم جدا ثم لم يجد ما يأكله من تلك الورود. افناها واكلها ثم بعد ذلك صار يأكل تحول الى بعض الاشجار الصغيرة حتى افناها ثم بعد ذلك مات بكميات كبيرة ادفع انفه من الجوع بالسابق ما كان يموت كانت تأكله تلك الاسود وبقيت المعادلة متناسبة ولكن لما اختلت حصل هذا الموت الجماعي لهذا النوع من الحيوان وهكذا انظر الى حال هذه الحيوانات الحيوانات المفترسة تجد الفم تتشكل فيه الانياب والارجل قد زودت بعضلات قوية ومخالب حادة من اجل الهجوم وهي مستعدة للجري. واما المعدة ففيها احماض ومواد هاظمة للحوم. ما توجد في الكرش مثلا الذي يكون للحيوان الذي يتغذى على النبات الحيوانات التي تأكل في المرعى صممت بما يتناسب مع حالها الفم واسع نسبيا ليس فيها انياب كالسباع انما اسنان للقطع لانها تأكل النباتات والحشائش فتنزل الى جهاز الهضم تنزل الى الكرش مستودع من اجل ان لا يبقى هذه الحشائش تحتاج الى وقت لتتخمر ويفرز عليها بعض المواد من اجل ان يسهل هضمها. والحيوان يحتاج الى وقت في هذه العملية فيتعطل عن المرعى لكن الله عز وجل قد هيأه يذهب ويلتهم من هذه النباتات. ثم ما الذي يحصل؟ اذا رجع هذا الكرش هو عبارة عن مخزن فاذا رجع الى موضعه بعد الرعي صار يجتر ما اكله في النهار ويلوكه ثانية حتى يصير مهيأ صالحا للهضم. انظر كيف الله عز وجل قد جعلها بهذه المثابة. تخرج الى المرأة تسرح وتأكل اكبر قدر تستطيعه ثم تتفرغ له في المساء فتعيده ثانية فهذا كله من حكمة الله تبارك وتعالى. يقولون لان الاعشاب من النباتات عسرة الهظم. لانها تحتوي على الياف تحتاج الى مضغ شديد وهذا سيتطلب وقتا طويلا تفوت مصلحة الرعي يمضي النهار وهي لم تأكل شيئا يذكر وانظر الى ارجلها ارجل هذه الحيوانات التي تكون مهيئة للجري تجد قوائمها دقيقة. الغزال مثلا والتي قد هيأت للحمل تجد لها حوافر قوية وقوائم قوية في غاية الصلابة البقر الجاموس قوائمها قصيرة غليظة لها اظلاف في غاية الصلابة مشقوقة لتساعدها على السير في الاراضي الزراعية تجر المحراث ونحو ذلك بينما تجد الجمل لانه يسير في الرمال لم تجعل له هذه الحوافر بالا تغوص اقدامه فيصعب عليه الحركة والمشي وانما جعل له الخف وجعلت تحته وسادة لينة من التي يقال لها اسفل الخف جلد واللحم فلا يغوص في الرمال وجعلت لي هذه الاطراف اربطة قوية مشدودة من جلد خشن تحميه من الحصى والرمال عندما يبرك انظر الى الطيور ايضا التي تتغذى على اللحوم الصقور والنسور الى اخره تجد لها مخالب حادة منحنية تساعد على القبض على الفريسة. اما التي تتغذى على الحبوب كالدجاج مثلا الحمام فاقدامها لها اظافر مدببة تصلح للنبش في الارظ لا لصيد الفرائس الطيور التي تحتاج الى البحث في الماء عن غذائها جعلت لها اغشية بين الاصابع من اجل ان تطفو الجدافات وهذا لا يكون لغيرها مما لا يعيش او لا يزاول عمله في الماء. وهكذا ايضا تجد الحيوانات الثدية لها حاسة شم قوية جدا لانها تعرف غذائها وطعامها وشرابها عن طريق حاسة الشم. اما البصر فلا يوازي الشم وجرب هذا الان الذين يصيدون يعرفون الصيد يصيدون الظبا ونحو ذلك هم يدركون ان الظبي يدرك ان احدا من الناس عند الماء الموجود هناك بعيد ولو كان مختبئا. يدرك هذا. ولذلك يضللونه احيانا بوضع اثار من الانسان مما لبس او غترة مثلا او نحو ذلك في نواحي اخرى للتضليل لانها تجد الرائحة وهكذا الحيوانات المفترسة تتبع حاسة الشم حتى تقع على فريستها. ايضا انظر الى الجمال مثلا اذا كانت في حال من العطش لو انك بكأس الماء هذا من بعيد بينك وبينها كيلوات اربعة كيلو متر او نحو ذلك. تراها من بعيد امثال الذر مع كأس من الماء. لجاءت اليك تعدو في غاية الاسراع لانها وجدت الماء الله عز وجل هيأها وركبها وعلمها فهو الحكيم سبحانه وتعالى. احدهم يمشي على حافة جبل جبل به حافة منحوتة على فرس ثم بعد ذلك وصل الى مكان مسدود والمكان ضيق جدا وتحته هو سحيقة. ولا يستطيع ان يميل بالفرس ليرجع ولا يستطيع الفرس ان يرجع الى الوراء فتحير ماذا يصنع؟ فهداه الله عز وجل الى مخرج فترك للفرس لجامه وليتصرف بنفسه. يقول فجمع قوائمه في نقطة واحدة هذا واقع حصل ثم بعد ذلك بدأ يلتف بطريقة والقوائم لم تنتقل. يلتف حتى استطاع ان يستدير ورجع من نفسه والناس الذين كانوا يسافرون على الجمال لو سألتم كبار السن الرجل اذا ادركه العطش الشديد او الجوع او تاه في الصحراء وخاف الهلكة او فني ما معه من الطعام ماذا يفعل؟ كانوا يربطون انفسهم على الجمال ثم يتركونها فترد بهم احياء او اموات هي تذهب وترد ولو بعد حين بحسب بعد المسافة اذا ترك لها المجال عرفت اين تتجه لكن الذي ربما يربكها هو الانسان. يحملها على السير في طريق قد لا يكون هو الصحيح على كل حال انظروا الى ايضا ما ذكره بعض اهل العلم في الحشرات اجرت تتكاثر جدا تظهر في اواخر الربيع من كل عام طقس البيض الذي كان من السابق او من شرنقة كانت تضمها في الشتاء مثل القش عليها او نسيج فتخرج كن كثيرة وفي الوقت نفسه تكون صغار الطيور قد خرجت من بيضها واحتاجت الى الغذاء. فيقوم ابواها بجمع الحشرات لها لتتغذى عليها ويحصل التوازن. تكثر الحشرات في هذا الوقت الذي يحتاج فيه صغار الطيور الى الغذاء فتتغذى على الحشرات فهذا خلق الله جل جلاله وحكمته البديعة في هذا الخلق بعد ذلك انتقل الى المحور الاخير في الكلام على اسم الله الحكيم وهو اثر الايمان بهذا الاسم على المؤمن. نحن في كل مرة نقول ان المؤمن يتعبد لربه بهذه الاسماء الكريمة ويدعوه استجابة لقوله تبارك وتعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وهذا الدعاء دعاء مسألة ودعاء عبادة دعاء المسألة كما جاء في حديث سعد رضي الله عنه قال جاء اعرابي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال علمني كلاما اقوله. قال قل لا اله الا الله وحده لا شريك له الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا سبحان الله رب العالمين. لا حول ولا قوة الا بالله العزيز الحكيم. قال فهؤلاء فما لي قال قل اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني اما دعاء العبادة فيدخل تحته تفاصيل كثيرة. عبادة القلب واللسان والجوارح ولو اردنا ان نقسم هذا بحسب متعلقات الحكمة اذا شهد العبد حكمة الرب جل جلاله في الخلق الصنع فان ذلك يثمر محبته واجلاله وتعظيمه. هذه الاشياء الامثلة التي ذكرناها قبل قليل. ما الذي يحصل بالنسبة الينا اذا عرفنا هذه الاشياء هذا الخلق بعد الشمس وبعد القمر وحجم الشمس والهواء والاكسجين الى اخره هذا التوازن العجيب. هذه الارض التي هيأها الله لمصالح الانسان ليثمر محبة الله تعظيم الله اجلاله وان يستعمل الانسان هذه النعم سواء كان ذلك في بدنه او كان فيما حوله بما اعده الله عز وجل له. فلا يتخذ ذلك سبيلا الى الافساد في الارض ومعصية الله جل جلاله. والله يقول ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس. وهذا الفساد يشمل الذنوب والمعاصي ويشمل ايضا ما يحصل من النقص والتلف والتغيرات التي تضر بعافية الانسان والحيوان بسبب ما كسبت ايدي الناس بسبب تصرفاتهم ومزاولاتهم الخاطئة وبسبب ذنوبهم ايضا وهكذا ايها الاحبة اذا شهد العبد اثار هذه الحكمة بالتشريع والامر والنهي الديني. هذه الشريعة التي جاءت لحفظ مصالح الانسان المتنوعة الضروريات الدين والنفس والعقل والعرض والمال شرع الله له ما يحفظ هذه المصالح من جانب الوجود باقامة اركانها ودعائمها ومن جانب العدم بحفظها من كل ما يعتورها ويؤثر عليها بنقص او تلف وانظروا الى الحدود جميعا كلها جاءت لحفظ الضروريات من جانب العدم. يعتدي على الدين من بدل دينه فاقتلوه ادى المرتد الذي يعتدي على النفوس القصاص الذي يعتدي على العقول حد المسكر. وقل مثل ذلك في من يعتدي على المال تقطع يده السرقة ثم يلي ذلك الحاجيات وهي سياج على الضرورات وهي ما لو عدم للحق الناس الحرج. واما الضروريات فلو عدمت لصارت حياة الناس في تهارج ثم التحسينيات وهي ما يقيم للناس مروءاتهم وكرامتهم ويحفظ ماء وجوههم ويحملهم على الاليق والارفع والاشرف والاحسن والاجمل على مكارم الاخلاق وعلى احسن الاحوال انظر ما يتصل بالاعراض مثلا الذي يواقع الفجور يقام عليه الحد الذي يتهم المحصنات في اعراضهن مثلا او المحصنين يقام عليه الحد تبقى الاعراض مصونة وجعل تصريف هذه الغرائز التي اودعها في الانسان لبقاء النسل بطريق مشروع النكاح وجعل هذا النكاح بطريقة تحفظ للمرأة ماء وجهها وكرامتها بحيث لا تبدو انها متطلعة للرجال. فيلي ذلك نيابة عنها وليها وتبقى في حفظ وصيانة بعيدا عما يخدش وتعطى المهر كما يكون ذلك في مقابل ما استحل من بضعها وينفق عليها لزوما. وقبل ذلك ينفق عليها وليها من اب او اخ او نحو ذلك. فلا تضيع واذا طلقها فانه يعطيها متعة جبرا لخاطرها بحسب ما هو فيه من حال غنى او فقر وامر بالمعاشرة بالمعروف الى اخر ذلك اذا نظرت الى جانب واحد فانك تستغرق اوقاتا في توصيفه هذه الامور اذا نظر اليها الانسان واعتبر فانه يحب الله ويعظمه ويعظم شرعه ولا يعترض على شيء من ذلك وان خفيت عليه حكمته فليسلم لماذا؟ لانه يطمئن ان الله حكيم. الذي شرع وقال للمرأة بان قوامتها تكون للرجل وان الرجل هو الذي يصونها ويحوطها ويحفظها ويكلأها ويرعاها ويحميها اللي امر بهذا حكيم لان ذلك يصونها لان هذا هو الطريق للحفظ والصيانة والعفاف نهاها ان تسافر من غير محرم نهاها عن الخلوة نهاها عن الاختلاط بالرجال. كل هذا من اجل حفظ المرأة وصيانة المرأة الشارع حكيم لا احد يعترظ ويقول لماذا؟ لماذا الرجل يتزوج اربع والمرأة ما تتزوج اربع؟ سؤال بارد لان الشارع حكيم وهكذا ايضا لماذا لا تكون القوامة للمرأة على الرجل من اجل ان لا يحصل خراب العمران والبوار والدمار على جنس البشرية. وهكذا ايها الاحبة الله حكيم. واذا خفيت على الانسان الحكمة فانه يذعن ويسلم وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. ولهذا تجد كثيرا من الاحكام تختم بهذا الاسم الكريم. وغالبا ما يكون مقرونا مع العلم. يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل مثل حظ الانثيين فان كن نساء الى ان قال فريضة من الله ان الله كان عليما حكيما. لما قال المرأة لها نصف الميراث عن علم لماذا نقول مما يبدو لنا من هذا العلم وهذه الحكمة المرأة هي اخذة دائما والرجل يدفع دائما هل من العدل ان يسوى بين هذا وهذا؟ الرجل هو الذي يدفع المهر والمرأة تأخذ المهر الرجل هو الذي يجب عليه النفقة. المرأة هي التي تتلقى النفقة. ولو كانت غنية يجب عليه ان ينفق عليها. لو كان راتبه خمس الاف وهي تملك خمسة مليارات يجب عليه ان ينفق عليها وهكذا ايضا اذا مات ورثته فهي اخذة دائما تجمع وليس عليها مسؤوليات كالرجل. الرجل يحتاج ان يجمع من اجل ان يتزوج يدفع المهر. ويحتاج من اجل النفقة ويراعي ويحاسب فهو يبذل والمرأة تأخذ فهل من العدل ان يسوى بين هذا وهذا ابدا. ان الله كان عليما حكيمة. وهكذا في قوله والمحصنات من النساء في المحرمات من النساء لما ذكروا المحصنات حرمت عليكم امهاتكم الى اخره ثم قال والمحصنات يعني مما حرم عليكم ذوات زواج الا ما ملكت ايمانكم كتاب الله عليكم واحل لكم ما وراء ذلكم ان تبتغوا باموالكم محسنين غير مسافحين ولا متخذي اخدان الى ان قال ان الله كان عليما حكيما وهكذا في القتل الخطأ وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة الى اهله الا ان يتصدقوا الى ان قال وكان الله عليما حكيما وهكذا بالشقاق بين الزوجين وسوء العلاقة والطلاق وان يتفرقا يغني الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما. ما تضيع المرأة اذا طلقت الرزق بيد الله عز وجل بيده خزائن السماوات والارض ليرزق الحيتان في وسط البحر يعلم مكانها ويرزقها وهكذا قد فرض الله لكم تحلة ايمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم تختم هذه الايات بهذه الاسماء بمعنى فشرعه تبارك وتعالى مبني على الحكمة. فيجب ان يقابل بالرضا والتسليم الكامل ولهذا يقول يذكر الحافظ ابن القيم هذا المعنى ويشرحه ويبين ان مبنى العبودية والايمان بالله وكتبه رسله على التسليم وعدم الاسئلة عن تفاصيل الحكمة في الاوامر والنواهي والشرائع كل شيء يريد ان يعرف ليه شو ادب مع الله عز وجل كل قضية يريد ان يعرف لماذا؟ فاين التسليم واين الثقة بالله جل جلاله لهذا يذكر ابن القيم رحمه الله بان الله لم يحكي لنا عن نبي من الانبياء وان امة صدقته وامنت به انها سألته عن تفاصيل الحكمة في كل ما امرها قبل ما قال لهم شاي قالوا ليه السبب. لازم نعرف هذا انما يوجه السؤال فيه لمن لا يوثق به تخشى انه مخطئ انه غلطان ان القرار في غير محله انه حصل سهو انه حصل حسابات غير صحيحة اما الله تبارك وتعالى فهو عليم حكيم ولو فعلت ذلك صارت تنقر في كل قضية تقف ما الحكمة في هذا؟ لماذا؟ لم تكن مؤمنة وانما اذعن وسلموا فما عرف من الحكمة اخذ وما لم يعرف فلا يتوقف الانسان في الاستسلام والانقياد الينقاد ويرضى ويسلم ولا يتوقف ذلك على معرفته تفاصيل الحكم في كل الاشياء كانت تلك الامم من اهل الايمان الذين قص الله قصصهم هم في غاية الاستجابة والتسليم والرضا والاذعان وينقل من الانجيل. يا بني اسرائيل لا تقولوا لما امر ربنا. ولكن قولوا بما امر ربنا اتقل لماذا؟ قل بماذا امر بس علشان من اجل ان نعمل ونمتثل ونطبق وهذه الامة هي اكمل الامم عقولا ومعارف ولم تسأل نبيها صلى الله عليه وسلم عن تفاصيل الحكم هل رأيتم الصحابة رضي الله عنهم يقفون في كل قضية ويقول لماذا يا رسول الله هذا؟ وانما استسلموا وامنوا انقادوا واوجب لهم ذلك تعظيم الله جل جلاله التعظيم اللائق وهذا لا يمكن الا بتعظيم امره وشرعه فعلى قدر تعظيم العبد لله سبحانه وتعالى يكون تعظيمه لتشريعه ودينه وامره ونهيه واذا ضعف تعظيم الله عز وجل ضعف تعظيم الامر حينما يصدر الان الامر من اعلى سلطة يكون له من المهابة والمنزلة ما لا يكون حينما يصدر من سلطة لا يعتبرها من وجه ذلك اليه قد ذكر الحافظ ابن القيم رحمه الله ان اول مراتب تعظيم الامر التصديق به ثم العزم الجازم على امتثاله ثم المسارعة اليه والمبادرة به ثم بذل الجهد والنصح في الاتيان به على اكمل الوجوه ثم فعله لكونه مأمورا به بحيث يتوقف الانسان يعني الذي يتوقف من اجل ان يعرف الحكمة لا يكون معظما على الحقيقة ان ظهرت له امتثل وان خفيت عليه عطله فهذا يقول من عدم عظمته في صدره بل يسلم لامر الله وحكمته. ممتثلا ما امره به. ظهرت الحكمة او لم تظهر وايضا مما يورثه شهود اثار الحكمة في الاقدار الرضا بالقضاء والتسليم والاذعان لما يجريه الله عز وجل على الانسان من الاقدار ولو كانت مؤلمة. ولا يعترض ولا يقول لماذا يا رب ولا يصدر منه ما ينبئ عن سوء ظن بربه لماذا كان فقيرا؟ او لماذا ابتلاه بهذا المرض؟ او لماذا ابتلى اولاده بكذا؟ فالله حكيم اليم فيورثه ذلك فوق الرضا شكرا اضافة الى الصبر الانسان لا يعلم العواقب ايها الاحبة وقد يكره شيئا وهو عين الخير له. وقد يحب شيئا وهو عين الشر له فاذا كان الانسان يعترف ان نظره قصير وان علمه محدود وانه لا يعلم الا شيئا قليلا يسيرا مما حوله. والله علمه محيط بكل شيء ولا يقضي قضاء الا كان خيرا للمؤمن فانه يرضى لان الله اختار له ذلك عن علم به وعن حكمة يضع الامور في مواضعها ويوقعها في مواقعها تصور لو انك كنت في مكان في الارض مثال في الاشياء المحسوسة هبت رياح هب غبار تظن ان الكون بهذه الطريقة بينما لو احد يمشي بطائرة من اعلى ربما يجد ان هذا الغبار وهذه العواصف هي فقط في محيط قليل قصير الذي انت فيه الانسان احيانا يصادف مكان في طريق في سيارات في على اقدامه زحام لا يستطيع ان يتحرك. ولربما يكون المخرج من الزحام قريب جدا وان الزحام فقط في المكان الذي هو فيه وهو لا يعلم يظن ان هذا هو نهاية المطاف وان الدنيا اغلقت في عينه لكن من ينظر من اعلى؟ يجد انه يغرق كما يقال في فقاعة او في فنجان انسان يعيش في مكان هذا المكان فيه جبال وفيه وفيه يظن ان كل ما حوله هكذا لكن الذي ينظر من اعلى او يمر بطائرة من مكان انا مرتفع جدا او ينظر الى الكرة الارضية من الان ما تيسر للناس النظر اليه عن طريق قوقل مثلا او يرى هذا النقطة التي لا تظهر في الخريطة هل يعيش فيها؟ بينما ما حولها اشياء تختلف هنا سهول وهنا بحار وهنا وهو لا يعرف الا هذه البيئة التي نشأ فيها وفتح عينيه على هذه التضاريس الانسان نظره محدود فكيف بما هو فوق ذلك مما يجريه الله من الاقدار ويحصل للانسان وينوب؟ لا نعرف مصالحنا والله تبارك وتعالى اعلم منا. فكل ما ساقه اليك حتى تستريح ونستريح ايها الاحبة. تذكر هذا المعنى انه ما ساقه اليك الا وهو يعلم اختاره لك وهو حكيم في هذا الاختيار. ولهذا كما قلت لكم في مناسبة سابقة ان اولئك الذين لربما يتبرمون من حالهم او من مصيبة وقعت بهم او اظلمت الدنيا في اعينهم. وجه لهم بالعادة سؤال يسير قصير. هل تظن ان اختيارك خير من اختيار الله لك كلهم يجيب لا. حاشا وكلا. طيب اذا لماذا لم ترظى؟ والله قد اختار لك هذا. ارضى به. الله تبارك وتعالى عليم حكيم. وبهذا ايظا يستريح الانسان من كثير من المشكلات الحسد والغل والشحناء والى اخره. هذا غني وهذا فقير هذا يحسد هذا. هذا اعطاه الله عز وجل عقلا وهذا لم يعطه عقلا هذا اعطاه او علما وهذا لم يعطه علما فهذا يحسد هذا احيانا هذا علم ان الله هو الذي قدر هذه الامور وقلب الخلق فيها ليبتليهم بما اعطاهم ولا يحاسبهم باكثر مما اعطاهم فان او يرضى ويسلم ويستريح قلبه من هذه الخواطر والامور التي تعتلج فيه لماذا انا اعيش في حرمان؟ لماذا انا لا استطيع ان ادخر شيئا اجد منه ما يكفي لسكن دار او بنائها او نحو ذلك. واخرون لربما بمكالمة واحدة تأتيه الملايين الله عز وجل عليم حكيم يعلم مكانك وقدر لك ما قدره عن علم تام وحكمة تامة فهل عندك اختيار افضل من اختيار الله عز وجل لك اذا ما عليك الا ان ترضى وتسلم ولا تنظر الى زيد وعمرو لماذا هم افضل مني وفلان يعيش في قصر وانا اعيش في شقة وفلان كذا وفلان كذا وفلان معافى وفلان زوجته افضل من زوجته فلان دعك من فلان وعلان اشتغل بما انت بصدده من عبادة الله عز وجل والله يبتليك ليرى عبودية الرضا وانت مشغول عنها بزيد وعمرو هذا غفلة وخروج عن المقصود لكننا في كثير من الاحيان ايها الاحبة لا نفكر بطريقة صحيحة نفكر لكن في الطريق غير الصحيح يشغل الانسان تفكيره في امور تعود عليه بالالم وحسرات لكن لو وجه تفكيره الى ما ينفعه يعني حتى في الاشياء العادية احيانا التفكير في المشكلة بطريقة سلبية هذا خروج عن الموضوع. التفكير بالمشكلات لحلها هذا جيد لكن بعض الناس لا يفكرها ليجتر المشكلة. مثل ما ذكرت لكم عن البهيمة التي تجتر الطعام من اجل ان تهضمه. فهذا يجتر الام والمصائب والمشكلات ليعود على نفسه بالكآبة فيكتئب. وكل ما سلا ونسي بدأ يعاود التفكير ليستعيد شريط الذكريات المؤلمة. فتتنغص عليه حياته ويتكدر عيشه وتنقلب راحته ولذته وسروره الى الام واحزان خطأ والله المستعان والحياة قصيرة جدا يحتاج الانسان ان يعرف فيها ان ما ليس بيده ولا يملك مدافعته من الاقدار ان الذي يصرفه عليم حكيم وان هذا التشريع قد وضعه العالمين واحكم الحكماء. فما عليك الا ان تعمل به وتترك الاقدار التي لا تستطيع ان تدافعها تترك ذلك وتسلم وترضى ويرى الله جل جلاله منك السرور بمعرفته والاقبال على طاعته هذا والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه