هذه الامانة التي حملها الانسان هي مذكورة في الاية بصيغة التعريف ان عرضنا الامانة فهو اسم جنس يدخل تحته عامة الامانات. فالوضوء امانة والغسل امانة والصلاة امانة وفي الصوم امانة وفي الزكاة امانة قال الامام مالك رحمه الله في موطئه وهو يتحدث عن الزكاة في الاموال فانما على اهلها فيها الامانة يؤدون زكاتها. ومن غسل ميتا فليؤدي الامانة فيه. يستر عورته. ويكتم شينه وقالت عائشة رضي الله عنها يغسل الميت ادنى اهله اليه ان علم. فان لم يعلم فاهل الامانة واهل الورع. ولو تأملنا نجد ان الامانات كثيرة. ولهذا جاء في حديث ابي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس من جاء بهن مع ايمان دخل الجنة. خمس من جاء بهن الرجاء اغلاق الهواتف. خمس من جاء بهن مع ايمان دخل الجنة. ما هي هذه الامور الخمس؟ قال صلى الله عليه وسلم من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن. هذه الاولى. وصام رمضان وهذه الثانية. وحج البيت ان استطاع اليه سبيلا هذه الثالثة. او واعطى الزكاة طيبة بها نفسه هذه الرابعة وادى الامانة. قالوا يا ابا الدرداء وما اداء الامانة؟ فسرها رضي الله عنه احد مفرداتها فقال الغسل من الجنابة. رواه ابو داوود وهو حديث حسن كما قاله الالباني رحمه الله قال جويبر قلت للظحاك ما الامانة اي في قوله تعالى انا عرضنا الامانة قلت للظحاك ما الامانة؟ قال الفرائظ على كل مؤمن وحق على كل مؤمن الا يغش مؤمنا ولا معاهدا في قليل ولا كثير. فمن انتقص شيئا من الفرائض فقد خان امانته كذلك رواه ابن عساكر في تاريخه. ورواه غير واحد من المفسرين في تفسير هذه الاية. وتبليغ السلام امانة. ورد السلام امانة. وهكذا فجميع العبادات التي لا يبطل لا يطلع عليه الا الله تعالى يكون امانة فعلها. وعلى صورتها وعلى تمامها. ومن ذلك الحقوق التي تكون بين العباد. قال الله تعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها. واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ان الله نعم ما يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا. ولنتأمل رعاكن الله الجمع بين الامر باداء الامانة وبين الامر باقامة العدل. لان من لم يؤدي الامانة لا يستطيع اقامة ومن لم يقم العدل لا يستطيع اداء الامانة. فهما متلازمان. ولما كان اكثر الناس ولما كان اكثر الناس مبتلون بالامانات قدموا. وقليل من الناس من يبتلى بالحكم بين الناس ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها. فالمرأة مؤتمنة في بيت زوجها ومؤتمنة على عرضها. والرجل مؤتمن في بيته وهو راع ومسئول عن ذلك. والرجل والمرأة راعيان في عملهما والامير راع في دولته وامارته وهكذا فالكل رعاة والكل عليهم امانات واذا جمع الله على عبد ابتلاءين امانة وحكما بين الناس فعليه ان يتقي الله عز وجل