اية وهابية لانه يسمع ان هؤلاء اللي يلمزون بهذا دائما يحتجون بمثل هذه الاية في الرد على عباد القبور وعلى كل حال هؤلاء الذين لم يهتدوا بنور القرآن يقع في نفوسهم شيء من الحرج والضيق والقلق الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله اما بعد ففي هذه الليلة ونتحدث عن المثل الثاني من هذه الامثال القرآنية وهو المذكور في قوله تبارك وتعالى في سورة البقرة او كصيد من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون اصابعهم في اذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين يكاد البرق يخطف ابصارهم كلما اضاء لهم مشوا فيه واذا اظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وابصارهم ان الله على كل شيء قدير عرفنا ان المثل الاول المذكور في قوله تبارك وتعالى او كصيد من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق في المنافقين وانه يصور حالهم في ذلك الايمان المدعى المزعوم. وما حصل لهم به من المنافع القريبة باستظاءة ذلك المستوقد المستعير لتلك النار من غيره ثم بعد ذلك لم يلبث ان انطفأت تلك النار وصار الى ظلمات. او انطفأ ذلك النور وبقيت الحرام والاحراق وما فيها من دخان ومؤذي وهذا المثل الثاني ايضا يتحدث يصور حال المنافقين كذلك وسيكون هذا الحديث منتظما قضايا عدة. فاول ما ساتحدث عنه هو المعنى العام للمثل. وسيجيب هذا الحديث عن سؤالات متعددة هل المضروب له المثل الاول؟ هو نفس الطائفة التي ضرب لها المثل الثاني او ان المثل وليصوروا حال طائفة معينة من المنافقين. والمثل الثاني يصور حال طائفة اخرى منه ومن ثم فاو او كصيد هل هي للتخيير او التسوية بمعنى انك مخير ان شئت ضربت لهم بالمثل الاول كمثل الذي استوقد نارا او بالمثل الثاني او طيب من السماء او انها اثبات احد الامرين بمعنى ان الطائفة الاولى ذاك مثلهم وهذه الطائفة الاخرى هذا مثلهم. وهكذا ايضا سيجيب هذا الحديث ان شاء الله عن هذا المثل هل هو مركب بمعنى ان المقصود هو تصوير الحال بمجموع ما ذكر دون اعتبار للتفاصيل والجزئيات فلا نحتاج الى ان نتعرف على كل مفردة ماذا اريد بها ما المراد بالصيب؟ هنا في المثل وما المراد بالظلمات هنا؟ وما المراد بالرعد والبرق هل الرعد هو زواجر القرآن؟ البرق ما هو حججه مثلا؟ او ان المقصود هو عموم المثل يصور حال هؤلاء كما سيأتي ومن ثم ينقلنا هذا الحديث الى قضية اخيرة وهي ان كان ذلك من قبيل المثل المفرق فمعنى ذلك اننا سنحاول ان نأتي لكل مفردة ونبين كلام اهل العلم في معناها ليس معنى البرق وانما ما المراد بالبرق ما الذي ضرب له المثل هنا بالبرق؟ هل هو حجج القرآن الرعد ما هو؟ هل هو زواجل القرآن او انه ما يتلجلج في نفوسهم من كفريات وشبهات هذا باعتبار التفريق على كل حال في هذه الليلة اتحدث عن القضية الاولى وهو المعنى العام لهذا المثل. ما المراد به اهل العلم لم تتفق عبارتهم فيه وان كان كما سابين ان شاء الله فكلامهم فيه ليس بمتنافر يعني يمكن ان نلم اطرافه وشعثه وينتظم ذلك تحت معنى كلي متحد باذن الله عز وجل لكن لا بأس ان اذكره اولا بشيء من البيان والتفصيل لتعرف تلك الانحاء التي نحوها او المناحي التي قالوها او ذهبوا اليها فمنهم من يقول بان هذا المثل ضرب للمنافقين يصور حالهم مع القرآن. مع قرآن او كصيد من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق فالقرآن ايها الاحبة وصفه الله تبارك وتعالى بمثل هذه الاوصاف بانه تصور الوحي النازل من السماء بمثل هذه الاوصاف بالمطر وهكذا صوره النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي اذا حال المنافقين مع القرآن الذي به حياة القلوب كالمطر الذي به حياة الارض والنبات والحيوان فالمؤمنون ادركوا منه هذا وعرفوه وان الحياة انما تقوم به فلم يمنعهم ما فيه من هذا المطر مثلا الذي صور مثل به القرآن لم يمنعهم ما فيه من برق ورعد وما يحصل من عوارض مكدرة من منغصات على المسافرين والمارة وما يحصل معه من ظلمات وما يحصل معه من برد يصاحبه او رياح او نحو ذلك لم يمنعهم من ادراك نفعه ونظروا الى عواقبه الحميدة. ولم ينظروا الى هذه الجوانب المكدرة التي تثقل على من لابسها او تضرر بها وهكذا القرآن لم يمنعهم ما فيه من التهديد والوعيد والعقوبات والمثلات التي حذر الله عز وجل بها من خالف امره واخبر انه منزلها على من كذب رسوله صلى الله عليه وسلم وهكذا ما فيه من الاوامر الشاقة والعبادات التي تثقل على كثير من النفوس وما فيه من المطالب التي تقتضي مفارقة لاهوائها وفطامها عن شهواتها ورغباتها فهذه مثل التي في هذا الصيف والرعد والبرق لكن من عرف نفع الغيث لم يفرد النظر بهذه الامور المصاحبة ويزهد فيه ويعتقد انه ضرر محض لكنه يستأنس بما يعلم من المنافع ويفرح بالمطر ينتشي بذلك ويسعد لما يرجو من الخصب والحياة والنبات وما الى ذلك مما يحصل من المنافع اما المنافق نسأل الله العافية فانه اعمى قد عمي قلبه فلم يجاوز نظره وبصره الظلمة. موضع النظر هو تلك الظلمات المصاحبة ولم يرى الا ذلك البرق الذي يكاد يتخطى في الابصار ولا يكاد يسمع الى الرعد والظلمة. فيستوحش من ذلك ويخاف فهو كذلك الذي يضع اصبعيه في اذنيه لئلا يسمع صوت الرعد ويضطرب من شدة لمعان البرق فهو خائف ان يختطف بصره لان بصره اضعف من ان يحتمل ذلك فهو في ظلمة يسمع صوت الرعد القاصف ويرى ذلك البرق الخاطف فان حصل له اضاءة فيما بين يديه مشى خطوات فاذا ذهب ذلك الضوء وقف متحيرا في الظلمة. لا يدري اين يذهب وهو لجهله المطبق لا يعلم ان ذلك من لوازم المطر الذي به تلك الحياة العظيمة المتنوعة فهذا الوحي النازل به حياة القلب به الحياة الحقيقية للانسان يرسم السعادة وطريق النجاة ويبين للانسان ما يحصل به كرامته ورفعته وما يغتبط به في الدنيا والاخرة لكن المنافق لا يدرك شيئا من ذلك هو لا يتذكر فقط الا الرعد والبرق الظلمات ولا يشعر بما وراء هذه الامور. فالوحشة لازمة له والرعب والفزع والهلع لا يفارقه بخلاف من صارت نفسه تأنس بهذا الصيد وان كان لا بد معه من رعود وبروق فانه لا يستوحش ولا يقطعه ذلك عن اخذ نصيبه من ذلك الصيف الطيب والاقبال عليه والانتفاع به فهذا مثل لما انزله الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم من الوحي اقتضت حكمة الله عز وجل ان يقارنه من الغيم والرعد والبرق ما يقارن الصيد من الماء فهذه لله فيها حكم بالغة فصار حظ المؤمن الانتفاع بهذا الوحي واما المنافق فلم يرى فيه الا ما يحصل به خوفه وهلعه ووجله من وعيد وتهديد والاوامر والتكاليف الشاقة على النفوس فيكون ذلك سببا لارتيابه وعدم الانتفاع به فهذا حال هؤلاء وهذا تصوير الله عز وجل لوقع القرآن عليهم فان حصل مع ذلك امور زائدة من شبهات مضللة يلقونها وجهد ينشرون به باطلهم فان فتنتهم تكون مستطيرة الحافظ ابن القيم رحمه الله يذكر حال هؤلاء وما يحصل بسببهم من الشر العظيم حيث ينخرون في جسد هذه الامة ولهذا كثر الحديث عنهم في القرآن الكريم هذا حاصل هذا القول بمعنى هذا المثل من اهل العلم من يتوسع فيه قليلا تجد ابن القيم رحمه الله في بعض كتبه مثل اعلام الموقعين يخرج من ذلك الى احوال اناس ينتسبون الى اهل الايمان وكيف انهم لما ضلوا وانحرفوا عن الصراط المستقيم طوائف من اهل الكلام مثلا من الجهمية وغيرهم. كيف ان الاستدلال بنصوص الوحي يزعجهم جدا وانهم يضيقون ذرعا بذلك وانما يريدون الجدالات العقيمة وكلام الفلاسفة الذي هو مظلم كله من من اوله الى اخره. ولذلك تجد الذي يقرأ في تلك الكتب في كتب هؤلاء يظلم قلبه كتب الفلسفة فيضيقون ذرعا بحجج القرآن ونصوصه. يقول وهكذا ايضا تجد الذين يعادون اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اذا ذكرت لهم النصوص في فضلهم فان ذلك يزعجهم غاية الازعاج وتجد اهل الاشراك من القبوريين الوثنيين وعباد الاضرحة وما اشبه ذلك اذا جيء لهم بنصوص التوحيد وانه لا ينفع ولا يضر الا الله تبارك وتعالى فان ذلك يزعجهم جدا. واذكر ان احد الشيوخ كان على هذه الطريقة ثم هداه الله تبارك وتعالى فالشاهد انه كان يناظر احد شيوخ الصوفية فلما ذكر له اية من القرآن في انه لا ينفع ولا يضر الا الله عز وجل رد عليه ذاك ردا بادره فيه قال يا ابني هذه اية وهابية سبب ما يجدونه في القرآن مما يخالف اهواءهم وذاك لضعف بصائرهم. عن احتمال ما في هذا الصيب. من الرعود والبروق والانوار والضياء وتعجز اسماعهم عن احتمال تلك الاصوات التي تفزعها فيبقون في حال من التيه والحيرة يمشون ويقفون ويترددون لا يهتدون سبيلا ويظنون انهم حينما يضعون اصابعهم في اذانهم ان النجاة تحصل لهم بسبب ذلك والله المستعان هذا المعنى الذي ذكرته ذكر طائفة من اهل العلم منهم الحافظ ابن القيم في عدد من كتبه كمدارج السالكين واعلام الموقعين والوابل الصيب وذكره البغوي ايضا بتفسيره الشيخ عبدالرحمن ابن سعدي ايضا والطاهر ابن عاشور في التحرير والتنوير كلهم يصور هذا المعنى وان الله تبارك وتعالى قال كمثل غيث اعجب الكفار نباته هذا في القرآن وكذلك ايضا مثل ما بعثني الله به من الهدى كمثل الغيث اصاب ارضا فكان منها نقية الى اخر ما ورد بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبارات هؤلاء العلماء وان كان فيها شيء من التفاوت لكنه لا يؤثر الذين نحوا هذا المنحى لانه يبقى ما يتصل بالرعد والبرق والظلمات ما المراد بها؟ وان قال هؤلاء بان المراد بالصيب هو القرآن مثل الوحي والقرآن بهذا لكن عبارتهم تتفاوت فبعضهم يقول كما سيأتي ان شاء الله في موضعه بان الرعد والبرق الى اخره هو ما فيه من زوال اجر والتكاليف الشاقة على نفوسهم وما يقتضي مفارقة الشهوات ومألوفات النفوس المخالفة او المحرمة الى غير ذلك وعلى كل حال يمكن ان نقول بان مثل هذا التمثيل هو يصور حال المنافقين مع القرآن على هذا القول وان البرق والرعد المذكور فيه والظلمات هي تلك الامور المزعجات التي يحصل لهم بها ضيق ويتأذون بسبب ذلك. ما هذه الامور؟ غير محددة. ما الذي يزعجهم؟ يزعجهم انهم يحسبون كل صيحة عليهم ولهذا ذكر بعض اهل العلم ان ذاك ما يحصل لهم من التخويف من اهل الايمان او التخوف منه لا اشكال وكذلك ايضا التكاليف الشاقة وهكذا ايضا ما يحصل لهم من التوقف في الفهم فانهم يسمعون ما ينزل من الوحي واذا خرجوا قالوا ماذا قال؟ انفا وما يحصل لهم من عدم الانتفاع. ايكم زادته هذه؟ ايمانا. ولربما يستشكلون بعض ما يذكر من امثال وغيرها واعداء وقضايا ماذا اراد الله بهذا مثلا فهم عمي ولهذا مثلهم الله تبارك وتعالى مثل حالهم كما سيأتي ان شاء الله شبههم بالخشب المسندة يحسبون كل صيحة عليهم. والبليد يقال له لوح للبعيد ما يفهمون جالس حاجز مكان في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه بليد وجوده كعدمه. لا ينتفع بما يسمع وما ينزل ولكنه يستشكل بعظ القظايا ايش المقصود بكذا؟ ماذا قال قبل قليل ما المراد بهذا المثل؟ لماذا ذكر الامر الفلاني يحسبون كل صيحة عليهم. فيصور ما في نفوسهم من القلق والانزعاج ما زلت تحسب كل شيء بعدهم خيلا تكر عليهم ورجالا. يصور حال انسان خائف المهزوم في المعركة يظن كل شيء يراه يراه او غير ذلك يظن انه فرس او انسان يطارده يعيش في رعب فهكذا حال المنافقين. ويقرب من هذا ما ذكره بعض اهل العلم من ان المراد بذلك او كصيد هو الهدى هو الاسلام هو هذا الدين الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فنصيبهم منه كما في المثل الاول كذاك الذي استوقد نارا ثم انطفأت انوارها احوج ما يكون اليها وبقي في الظلمات وهكذا ايضا اصحاب الصيد فهذا الهدى وهذا النور وهذا الايمان هو حياة الارواح وحياة النفوس هو الحياة الحقيقية اومن كان ميتا فاحييناه فمن كان على الكفر فهو ميت وان كان في الضلالة فهو اعمى ومن حصلت له الهداية فهو على نور من ربه الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات فنصيب اهل الايمان هو الحياة الكاملة والانتفاع بهذا الدين في العاجل والاجل ونصيب هؤلاء من المنافقين هو كنصيب ذلك في المثل الذي لم يعرف حقيقة الغيث لم يدرك منه الا الرعد والبرق والظلمات فهذا قريب مما قبله. ابن القيم رحمه الله يقول هذه حال اكثر الخلق الا من صحت بصيرته هذا تجده ظاهرا احيانا قد يحضر الانسان درسا او محاضرة او نحو ذلك. ولا يأخذ منها شيئا الا انه حينما قال كذا ماذا قصد؟ لماذا قال كذا ما اعجبني كذا العبارة الفلانية قاسية اذنت محاضرة طويلة خطبة طويلة الحصيلة انه خرج بهذه فهذا ما ينتفع ودائما اذا وعد واذا ذكر واذا يبقى مع هذه الجوانب التي يعتقد انها موضع اشكال او نحو ذلك وهكذا في العبادات المتنوعة الحج لا يعرف منه الا مفارقة الاوطان ومشقة السفر وما يحصل فيه من انواع المتاعب والزحام والتعرض للحر والشمس لا يدرك منها الا هذا ولربما اذا رجع لا يتحدث الا عن هذه القضايا ولا يعرف من الجهاد الا ازهاق النفوس والجراح والالام وبعد السفر وقل مثل ذلك في سائر العبادات كحال ذلك المنافق ابن القيم رحمه الله يقول بان ذلك بمنزلة يعني ما في القرآن من الامر بترك المحرمات وفطام النفوس عن الشهوات يقول كفطام الصبي فهو اصعب شيء عليه والناس كلهم صبيان العقول الا من بلغ مبالغ الرجال العقلاء الاباء. وادرك الحق علما وعملا ومعرفة. فهو الذي ينظر ما وراء الصيب وينتفع هذا القول بان المراد به ما سبق ذكره الحافظ ابن القيم رحمه الله ان المقصود به الهدى الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم عموما والشيخ محمد الامين الشنقيطي وهو ملازم للقول الذي قبله. فان الهدى والنور جاء في القرآن. فالقولان متلازمان لا قال ولا نحتاج الى الجمع او التوفيق او الترجيح بينهما وبعضهم يقول هذا وصف لحال المنافقين وصف لضلالهم وكفرهم. كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه قال اي هم من ظلمات ما هم فيه من الكفر والحذر من القتل على الذي هم عليه من الخلاف والتخويف منكم على مثل ما وصف من الذي هو في ظلمة الصيد فجعل اصابعه في اذنيه من الصواعق حذر الموت يكاد البرق يخطف ابصارهم الى اخر ما قال انا ان هذا المثل يصور القلق الواقع في نفوس المنافقين. المخاوف التي في صدورهم من القتل من الفضيحة من انكشاف امرهم من البطش بهم من انزال العقوبات من الله بهم او انزال العقوبات منكم لانه يصدر منهم ما يستوجب العقوبة حينما يقول قائلهم لان رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل هذه ردة فهم على خوف ووجل دائم ويقرب من هذا قول من قال بان الظلمات مثل لما يعتقدونه من الكفر والرعد والبرق مثل لما يخوفون به هذا ذكره القرطبي يعني فسر به الاية وذكر القول بان المراد بالتمثيل في القرآن حال هؤلاء مع القرآن ذكره قولا اخر وبعضهم يقول هذا مثل استطاعة المنافقين بضوء اقرارهم بالاسلام مع استسرارهم بالكفر مثل الاول ذاك استوقد نارا فانطفأت انوارها وبقيت حرارتها وهؤلاء في انتفاعهم مثل الذي في هذا المطر يستظيء بضوء البرق قليلا ثم ينحبس عنه النور ويتوقف ويبقى في الظلمات وهكذا هناك اقوال مقاربة يكفي ما ذكرت وهذا القول الذي ذكرته انه يصور نفوسهم وما فيها من الظلمات والكفر قول ابن عباس قبله ذكره ابن جرير ولو قال قائل بان هذه الاقاويل غير متخالفة وانها متقاربة غاية التقارب يمكن ان تجتمع فهذا المثل يصور حال المنافقين وما يحصل في نفوسهم من الانزعاج والقلق من امور شتى من قوارع القرآن ومن زواجره ومن التخوف الدائم من الاخذ والعقوبة التي تحل بهم من اهل الايمان او من الله جل جلاله وهكذا ايضا ما يطالبون به من التكاليف الشاقة التي تنفر عنها نفوسهم التي ما ارتاظت اصلا بالايمان فهم يمكن ان يمثل الواحد منهم في عبادة لا تشق عليه اما في العبادات الشاقة فان ذلك يكون في غاية الايلام ولهذا قال الله عز وجل ولا يأتون البأس الا قليلا وذكر حالهم حينما قال واذ قالت طائفة منهم يا اهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذنوا فريق منهم النبي يقولون ان بيوتنا عورة وما هي هي بعورة ان يريدون الا فرارا وقل مثل ذلك ايضا فيما جاء في سورة براءة ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني الى غير ذلك من اعذارهم الكاذبة هذا فيما يتصل بالمعنى العام لهذا المثل وفي الغد وبعد غد اتحدث عن بعض القضايا المتعلقة به والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه