تثبيتا من انفسهم يعني تصديقا صادرا من انفسهم. يفعلون ذلك تصديقا ويقينا صادرا من داخل نفوسهم كما قال قتادة تثبيتا من انفسهم احتسابا من انفسهم. الشعبي يقينا وتصديقا من انفسهم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها الاخوة والاخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته في هذه الليلة سنتحدث عن مثل جديد من امثال القرآن في هذه السورة الكريمة سورة البقرة وهو قوله تبارك وتعالى ومثل الذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من انفسهم كمثل جنة بربوة اصابها وابل فاتت اكلها ضعفين. فان لم يصبها وابل فطل. والله بما تعملون بصير. وفي البداية ساتحدث عن بعض الجزئيات ومعاني المفردات التي يحتاج الى بيانها. من اجل ان نتوصل بذلك الى معنى هذا المثل المضروب فاول ذلك في ذكر العلاقة بين هذا المثل والذي قبله. وهو ما تحدثنا عنه قبل ليلتين ذلك في قوله تبارك وتعالى يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ما له رئاء ولا يؤمن بالله واليوم الاخر. فمثله كمثل صفوان عليه تراب. فاصابه وابل فتركه له صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا فما العلاقة؟ ما المناسبة؟ ما وجه الارتباط بين هذا المثل وذاك المثل هناك ضرب الله المثل للمنافقين والكافرين والمراءين الذين ينفقون النفقات ولا يريدون بها وجه الله تبارك وتعالى فعطف عليه هذا المثل ليتبين ما بينهما من البون الشاسع والفرق الكبير فيكون ذلك بيانا لحقائق شرعية ومقامات في مراتب العبودية. وفي هذا المثل ثناء على المخلصين الصادقين في بذلهم وانفاقهم. كما ان ذلك المثل تضمن الذم والكافرين الذين ينفقون اموالهم لا يريدون بها وجه الله تبارك وتعالى فلا يحصل لهم بذلك اجر ولا ثواب عند الله جل جلاله فالمثل الاول ايها الاحبة هو الصفوان الذي لا يؤثر فيه المطر ولا ينبت الزرع ولا يزكو فيه الشجر ولا يحصل معه ثمر. اما الربوة فهي بخلاف ذلك تنبت بل يتضاعف ذلك بحسب ما يقع عليها. فهي ارض صالحة للانبات. صفوان نزل وابل فتركه صلى واما الرضوة اصابها وابل فاتت اكلها ضعفين فان لم يصبها وابل فقل فهذا عكس الاول تماما. وانظر لما وصف الله تبارك وتعالى صاحب النفقة بوصفين هناك قابله هنا بوصفين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضات الله هنا وهناك اه الناس هنا وتثبيتا من انفسهم. كما سيأتي انهم يطلبون بذلك ما عند الله يخلصون في هذه النفقة تسبون الاجر عند الله جل جلاله اما هناك ولا يؤمن بالله واليوم الاخر ولهذا قال الله تبارك وتعالى عن الاعراب من المنافقين ومن الاعراب من يتخذ ما ينفق مغرما. ويتربص بكم الدوائر. نسأل الله العافية. هي مقطوعة من قلبه هذه النفقة اخرجها كارها لكنه يرى انه لابد من اخراجها سترا لنفاقه ودفعا للتهمة عن نفسه. لكنه يتخذ ذلك مغرما. هو يشعر ان ذلك اخذ منه وانه لا عائدة فيه. ولا جزاء لانه لا يؤمن بالله ولا باليوم الاخر بخلاف الصنف الثاني من الاعراب المؤمنين. ومن الاعراب من يؤمن بالله واليوم الاخر. ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول الا انها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته فهاتان طائفتان وذاك المثل لطائفة وهذا المثل طائفة وعلى كل حال هذا وجه الارتباط بين هذا المثل وبين ما قبله ومثل الذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من انفسهم ابتغاء مرضات الله يعني طلبا للاجر والثواب واحتسابا لذلك عند الله تبارك وتعالى ولكن ما معنى التثبيت؟ تثبيتا من انفسهم. ونحن لا نستطيع ان نتكلم على المثل لاول وهلة بكلام يبينه ويجلي حقيقته الا ان نتبين هذه المعاني التي لربما تخفى على الكثيرين وتحتمل تفسيرات عدة تثبيتا من انفسهم. التثبيت اصله تحقيق الشيء وترسيخه تقول ثبت دعائمه ثبت هذا البناء وعبارة ابن كثير اوضح يقول هم متحققون متثبتون ان الله سيجزيهم على ذلك اوفر الجزاء وهم يخرجونها طيبة بها نفوسهم يعلمون ان ما اخرجوه خير لهم مما تركوه. المعنى الثالث ثبت هذه القضية ثبت موقفي او رأيي ثبت فلانا بمعنى جعلته ثابتا راسخا لا يتزعزع ولا يتضعضع وهنا يحتمل قوله تبارك وتعالى وتثبيتا من انفسهم يحتمل عدة معاني وفي النهاية يمكن ان نجمع بعض هذه المعاني فتكون داخلة تحت هذه الاية تثبيتا من انفسهم بعضهم يقول بمعنى انه يكبح النفس عن التشكك والتردد والاضطراب حينما يريد الانفاق في وجوه البر فهم لا يتركون مجالا لخواطر الشح تقول ثبتت قدمه اي لم يتردد. وذلك ان ارادة النفوس على ما يشق عليها له اثر في رسوخ الاعمال حتى تعتاد الفضائل وتصير لها ديدنا المال كما قيل شقيق الروح فاذا اراد الانسان ان يخرجه شق ذلك عليه. فتبدأ النفس ترد عليها الواردات ويحسب الحسابات كم سيبقى عنده وهل هذا الذي سيخرجه قليل او كثير؟ يقلل منه قليلا لا داعي لهذا كله فيحصل تلج واضطراب في النفس وحركة قلق طاولة يثبتون انفسهم ينفقون اموالهم ابتغاء وجه الله هذا واحد وتثبيتا من انفسهم يثبتونها على النفقة يروضونها على ذلك. النفس تروض بعدة امور. من اعظمها النفقة بذل المال لانه شاق ولهذا بعض السلف تعرفون انه جعل على نفسه اذا اغتاب احدا ان يصوم يوما فكان لا يترك الغيبة فجعل على نفسه انه اذا اغتاب احدا ان يتصدق بصدقة بدرهم. فكثرت عليه الدراهم فترك الغيبة فالمال عزيز على النفوس لكن قد يقول اذا اغتبت احد اصلي ركعتين الامر في ذلك يسير وسهل فانفاق الاموال من اعظم ما تروض به النفوس وهو برهان على الصدق صدق الايمان ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم والصدقة برهان تثبت صح الدعوة الايمان وعلى هذا المعنى تثبيتا منه تكون من هنا تبعيضية تثبيتا من انفسهم. يعني تثبيتا لبعض احوال النفس. لان النفس تثبت بامور عدة من ذلك بذل المال تثبيتا من انفسهم. وسيتضح هذا اكثر باذن الله وهذا بمعنى قولي بعضهم وان جعلها بعضهم اقوالا وهي في الواقع ليست اقوال. في بعض ما يذكره المفسرون ويمكن ان اذكر لك ثلاثة مما يذكرونه على انه اقوال والواقع انه راجع الى هذا المعنى الذي ذكرته لكن لانها فيها معان جميلة ترجع الى هذا وتلتف حوله فتلتئم معه تحت معمل واحد تفسير واحد يحصل التنبيه عليها ولا كان بالامكان ان اكتفي بما ذكرته واتجاوز هذه القضية. فالحاصل ان هذا يدخل فيه قول بعضهم بان النفس لا ثبات لها في موقف العبودية الا اذا صارت مقهورة بالمجاهدة قالوا بان معشوقها امران. الحياة النفس بقاء حياة عزيزة على الانسان والامر الثاني هو المال. فاذا كلفت بانفاق المال فقد صارت مقهورة من بعظ الوجوه. واذا كلفت ببذل الروح والمهجة صارت مقهورة ايضا من بعض الوجوه فاذا بذل الانسان وتصدق في سبيل الله فقد ثبت نفسه من بعض الوجوه تثبيتا من انفسهم من تبعيضية. على هذا المعنى. والمعنى ان من بذل ماله لوجه الله فقد ثبت بعض نفسه ومن بذل ماله وروحه معا فهو الذي ثبتها كلها. ببذل النفيسين وهو المال والنفس كما قال الشاعر وان كان كلامه غير صحيح. لولا المشقة ساد الناس كلهم. الجود يفقر والاقدام قتال يقول بان الانسان يسود بهذين الامرين بذل الاموال وهذا يحصل له به الفقر والثاني الاقدام والشجاعة وهذا قتال طبعا نحن نقول غير صحيح لان البذل لا يورثه الفقر والاقدام لن يموت معه قبل يومه ولهذا قال الاخر لو ان عبدا مدرك الفلاح يعني البقاء لناله ملاعب الرماح. فلن تموت نفس لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم. فهذا معنى يدخل فيما ذكرت ويدخل فيه ايضا قول بعضهم بان ثبات القلب لا يحصل الا بذكر الله تعالى كما قال الا بذكر الله اطمئنوا القلوب. فمن انفق ما له في سبيل الله لم يحصل له اطمئنان القلب الا اذا كان لتحقيق العبودية بقصد وجه الله تبارك وتعالى ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من انفسهم. فبهذين تحصل طمأنينة النفس فاذا كان انفاق العبد لاجل عبودية الحق لا لاجل غرض النفس وطلب حظوظها. فهناك يطمئن القلب وتستقر ولا يحصل منازعة في قلبه تتنازعه اشياء ايرادات سيئة خلى الناس يعرفون بهذه النفقة اكتبها في اعلان اكتب على هذا المشروع المحسن الكبير من اجل ان ينوه الناس بك وبذكرك وما اشبه ذلك لكنه يريد ما عند الله وتثبيتا من انفسهم. ويدخل فيه ايضا قول من قال انه من المدرك المعلوم في الواقع والتجارب والعلوم العقلية. ان تكرير الافعال سبب لحصول الملكات. ولهذا فقيل كثرة المزاولات تورث الملكات تثبيتا من انفسهم فكيف يحصل التثبيت للنفس ايضا بكثرة المزاولة ولهذا قال ينفقون والفعل المضارع يدل على التجدد. ما هو ينفق مرة؟ انفق ما له ابتغاء مرضاة الله قال ينفقون فاذا اعتاد ذلك صار ذلك ملكة للنفس واطمأنت به ولهذا كان بعضهم يستوحش ويضيق جدا اذا لم يجد احدا يأكل معه غداءه او طعامه. ما يأكل لوحده ابدا لانه معتاد على هذا بينما الذي لم يعتد يستوحش اذا جاءه احد وينقبض ويضيق بذلك ذرعا فالمواظبة ايها الاحبة على العمل تورث الاعتياد وترويض النفوس فيكون ذلك سجية وطبيعة راسخة للنفس فالنفس على ما عودت ان عودت الخير درجت عليه وان عودت الشر درجت عليه هنا تأتي اهمية التربية من الصغر اللي اعتاد على الصلاة لا يتركها البنت التي تعتاد على اللباس المحتشم لا يمكن ان يظهر منها شيء. فاذا ظهر ساقها او رأت ساق امها او نحو ذلك انكشف من غير قصد قالت عيب بل تجد الاحراجات احيانا اذا احرم ابوها او اخوها فرأت منكبه قد خرج؟ قالت عيب. بينما التي ربيت على غير ذلك على الالبسة التي لا تليق فهي تستغرب وتستهجن ما يكون من اللباس محتشما. فالحاصل ان هذا الانفاق والخير اذا اعتادته ان صار ملكة مستقرة فيها حتى يصير القلب بحيث لو صدر عنه فعل على سبيل الغفلة والاتفاق رجع القلب في الحال الى اصله ومعهوده وهو النية الصالحة في ذلك ارادت ما عند الله تبارك وتعالى فتطمئن نفسه بذلك كله فهذا داخل في هذا المعنى الذي ذكرناه على كل حال فالمراد التثبيت هو توطين النفس على المحافظة على العمل والبقاء عليه والثبات فلا يحصل له تضعضع ولا تزعزع وهنا معنى تربوي اشرت اليه في مضامين الكلام السابق وهو ان تكرار الافعال هو الذي يوجب حصول الملكات الفاضلة في النفوس بحيث تنساق عقب ذلك الى تحصيل الكمالات من غير مشقة لكن في البداية في مشقة في مشقة الذي ما اعتاد حضور مجالس العلم يقلق اذا حضر دورة او درس او كأنه على ملة لكن الذي اعتاد على هذا هو يجد انه مثل السمكة في الماء روضة من رياض الجنة وهكذا في اشياء كثيرة الان انظروا الى هالقناتهم قناة القرآن وقناة السنة كذا اظن ولا لا احداهما تعرض المسجد الحرام على الهواء اربعة وعشرين ساعة اليس كذلك والثانية تعرض المسجد النبوي. انظر الى كثير من الناس معهم مصاحفهم ويقرأون ويتأثرون ويبكون وفي الصلاة يبكون وخاشعين فيرجع الانسان الى نفسه فيكتشف احيانا ضعفا كثيرا عنده. قد لا يحتمل البقاء نصف ساعة بعد الصلاة ويجد هؤلاء في سائر الاوقات في الليل والنهار بين قائم وطائف وذاكر ومصلي فيحقر العبد نفسه ويكتشف تقصيره وضعفه وعجزه فهذا هو المعنى الاول تثبيتا من انفسهم بحيث ما يحصل له شيء من الاضطراب وانما يثبت فيخرج هذه الصدقة. المعنى الثاني تثبيتا من انفسهم اي تصديقا لوعد الله. وانه لا يضيع اجر من احسن عملا. فهم يحتسبون في ذلك ما عنده بخلاف حال المنافقين كما ذكرت في قوله تعالى ان يتخذوا ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر فامتثال الاحكام الشاقة والعبادات التي فيها كلفة زائدة على النفوس لا يحصل ولا يتحقق الا عن تصديق للامر بها. تصديق بوعد الله جل جلاله ويقين تام بذلك الان بذل الاموال اذا اراد الانسان ان يبذل حصل تردد كما سوى لكن دقي المساهمة مساهمة وهذه مساهمة رابحة في مقاييس التجار وانه ينتظر فيها ارباح عالية والله يسمع الانسان احيانا اشياء يستحي منها يستحي منها لكن حينما يدعى الناس للنفقة في سبيل الله تبارك وتعالى وبذل المال في مرضاته تجده الكثيرين يعتذر ويتراجع ويحسب لذلك الف حساب. السبب هو ضعف اليقين. على كل حال هذا المعنى الذي ذكرته انفا. المعنى الثاني لقوله تثبيتا من انفسهم اي تصديقا بوعد الله هذا الذي قاله اكثر اهل العلم من السلف فمن بعدهم الشعبي وابن زيد والسدي وقتادة وابو صالح واختاره كبير المفسرين بن جرير رحمه الله وابن كثير والزجاج وشيخ ابن تيمية كلهم فسروها بهذا تثبيتا من انفسهم. وعلى هذا تكون من ابتدائية وليست تبعيضية كالسابق. واضح الفرق انهم تثبيتا من انفسهم يتثبتون اين يضعونها ويبحثون عن الاحوج والاحق من اجل ان يكون ذلك انفع واجدى واعظم عائدة عليه لانهم تعلمون ان العمل الصالح بما فيه الصدقة يعظم بحسبه. متعلقه وبحسب الحاجة اليه وبحسب امور واعتبارات متنوعة. فهذا قال به الحسن ومجاهد وعطاء تثبيتا كيف التثبيت صار بمعنى التثبت والتحري؟ يقولون لا اشكال لانهم ثبتوا انفسهم في المستحق جلسوا يتثبتون يتحرون. وهذا لا شك انه اهم في الزكاة الواجبة لان الله تولى قسمتها. فما يعطي الانسان كل من قال انا محتاج اعطوني زكاة او بعض الناس يعطي قرابته وزوجات اولاده وابناء عمه وابناء خاله يوزع عليهم الزكاة هذا عشرة الاف وهذا عشر الاف وهم يقولون نحن اغنياء وان ابينا صارت مشكلة وان اخذنا ماذا نصنع بهذا؟ فهذا لا يجوز ولا تجزئه هذه الزكاة وكأنه ما اخرجها. هذي مهيب هدية عيد واضح فهذا امر يحتاج الى مزيد من التحري الذي هو الزكاة. لكن بالنسبة للصدقة ارجعوا الى ما قاله المفسرون في قوله تعالى في سورة البقرة ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلانفسكم وما تنفقون الا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوفى اليكم وانتم لا تظلمون. تجد كثير من المفسرين من السلف فمن بعدهم يقول ليس عليك هداهم لا شأن لك بهذا الانسان هو صالح او طالح تقول والله كما في الحديث تصدق اليوم على غني تصدق اليوم على زانية تصدق اليوم على سارق لكنها وقعت عند الله عز وجل في محل القبول فكون هذا الانسان غير جيد هذا الانسان غير تقي غير صالح غير ما ترد هنا قضية ما يستاهل يعني حتى هذا الفقير الذي لا يصدق حينما يسأل الناس. ويقول لهم بانه يتعلل بعلل عليه كذا او عليه التزامات او ديون او ديات او غيرها انت ان اعطيته فاجرك على الله تبارك وتعالى المعنى الرابع انهم يوطنون انفسهم على حفظ هذه الطاعة وترك ما يفسدها كاتباعها بالمن والاذى قال الحسن كان الرجل اذا هم بصدقة تثبت. فاذا كان لله اعطى وان خالطه يعني قصد فاسد امسك معنى هذا الكلام الاخير تثبيتا من انفسهم انه اذا اعطى النفقة بدأت بعض الخواطر والدواعي السيئة لربما تعرض له لربما يحصل منه من او عجب فيثبت نفسه لا يمن ولا يذكر هذا لاحد ولا يطلع عليه احد ولا يعجب بشيء من عمله وصدقته فيتم له عمله. ولهذا كان على هذا المعنى قالوا توطين النفس على المحافظة عليه وترك ما يفسده لا تفعل شيئا يبطل عليك هالنفقة هذي تثبيتا من انفسهم وبعضهم يقول هو الخامس تثبيتا من انفسهم عند المؤمنين انها صادقة في الايمان مخلصة فيه. وهذا قد يقول قائل هو اضعف هذه المعاني. وقد يقول اخر هذا فيه شيء من المقاصد الفاسدة رياء. طبعا اقول ليس بالضرورة العلماء حينما ذكر بعضهم هذا المعنى تعرف الرياء لكنهم ارادوا معنى اخر ذكره الشاطبي ليس في هذه الاية في كتاب الموافقات. وهو ان الانسان قد تاج الى ملاحظة امر يشركه في النية والقصد في العبادة. فيكون ذلك صحيحا مثل حضور الجمع والجماعات لاثبات عدالته ولقبول شهادته هو لا يقصد هذا بالقصد الاول. هو يريد ما عند الله لكن ايضا هذه امور الذي لا يحضر لا يصلي مع الناس في الجماعة ولا الجمعة ولا يرونه الناس في المساجد لا تقبل شهادته ولا تثبت عدالته. والمؤمن كما يقول الشاطبي رحمه الله مأمور باثبات عدالته. فبماذا تثبت عدالته تثبت بجملة امور فلا يكون القصد من حضور الجمع والجماعات من اجل ان يثبت عدالته لا لكن ايضا هذا امر يحصل على سبيل اتبع فالتشريك بالنية في امر كهذا لا اشكال فيه فهؤلاء قصدوا هذا المعنى انه ينفق كذا يخرج الزكاة ليدفع عن نفسه ايضا التهمة. ولهذا قال كثير من اهل العلم بان اظهار الزكاة واعلانها افظل من الاخفاء. قالوا لانه اظهار لشعيرة ومن اجل ان يقتدي به الناس. ولانه لا فضل له بذلك بك ولدفع التهمة عنه اربعة اشياء قالوا اما الصدقة فهو مأمور باخفائها. لكن هذا يملك مليارات والناس ما يرون شيء يخرج فقد يسيئون الظن بهم والواقع ان هذا يتفاوت ويختلف باختلاف باختلاف الناس وبحسب الاحوال اسأل الله تبارك وتعالى ان ينفعنا واياكم ما سمعنا ويجعلنا واياكم هداة مهتدين