بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فتحدثنا في الليلة الماضية عن اصل لفظة المثل. وذكرت بان من اهل العلم من ارجعها الى معنى واحد. وهو الشبه فالمثل والمثل والمثيل قالوا يساوي الشبه والشبه والشبيه وهذا المنحى هو الذي مشى عليه ابن فارس رحمه الله وحاول ان يرجع جميع الوان الاستعمال لهذه اللفظة ان يرجعه الى هذا المعنى وان يربطه به مع انه اقر بوجود شيء من التوسع عند العرب في استعمال هذه اللفظة وكان مما ذكرت ان هذا قد يتأتى في عدد من المواضع في كتاب الله عز وجل ولكنه يصعب ان نفسر كلمة المثل الشبه وان نربطها به في جميع المواضع. يصعب هذا وانما يحتاج الى لون من التكلف. والتكلف غير محمود ولا ارى حاجة ولا ضرورة تدعو الى ذلك ومعلوم ان العرب كما قال الشاطبي رحمه الله يلقون الكلام على عواهمه بمعنى انهم لا ينقرون ولا يدققون في الالفاظ وان القرآن نزل بلغة العرب. ولذلك تجد المفسرين من المتقدمين يفسرون الفاظ والقرآن واياته بما يقارب المعنى. دون ان يدقق على كل حال ينبغي ان نعرف ان المثل مهما قلنا في اصل معناه فانه يأتي ويراد به عند كل قوم معنا بمعنى اننا لا نستطيع ان نعرف المثل بتعريف اصطلاحي مثلا او بتعريف عرفي موحد فنجري عليه في كل الحالات لا نستطيع هذا فنحن اولا حتى ننتقل الى الامثال التي في القرآن ونحدد المراد من اجل ان نتخير ما نشرحه منها نريد ان نعرف ان هذه الكلمة كلمة المثل اذا اطلقها الادباء فانهم يقصدون بها معنى واذا اطلقها البلاغيون قصدوا بها معنى اخر وهكذا فالمثل عند الادباء يطلق على ما نفهمه من الامثال لاول وهلة حينما نقول مثل او حينما نقول قال المثل يقول المثل كما قال المثل كما في المثل الذي يتبادر الى اذهاننا عند هذا الاطلاق هو معناه عند الادباء فهو قول محكي محكي. يعني لست انت الذي انشأته لا انما تحكيه قيل قول محكي سائر بمعنى لابد ان يكون فيه ظيوع وانتشار مشهور يقصد به تشبيه حال الذي حكي فيه بحال الذي قيل لاجله فكما مثلت بالامس اذا قلت لانسان لم يحقق لك مطلوبا في وقت من الاوقات ثم جاء اليك محتاجا تقل له الصيف ضيعت اللبن فهذا قول محكي لست انت الذي انشأته هذا قاله رجل. في مناسبة معينة وهو السائر بمعنى مشهور متداول يتناقله الناس ويحفظونه ويقولونه في المناسبات يقصد به تشبيه حال الذي حكي فيه بحال الذي قيل لاجله. الذي قيل لاجله هو تلك المرأة التي احتاجت كما ذكرنا فيقصد به التشبيه الذي قيل فيه قلته لزيد لصاحبك يشبح حاله بحال ذاك فتقول الصيف ضيعت اللبن وهو ما يحتاج عند هذا ان يقول اي صيف واي لبن لا مباشرة يفهم المراد انك تشبه حاله بحال ذاك الذي خطب المرأة فامتنعت ثم احتاجت وجاءت تسأل المعونة فقال لها ما قال وهكذا رب رمية من غير رام هذي قيلت في مناسبة معينة فصار الانسان يقولها حينما يرى من وقع على الصواب من غير ان يأتي ذلك من وجهه وقع على الصواب مصادفة من غير معرفة رب رمية من غير رمية فيقال مثل هذا الكلام هل انت الذي انشأته؟ لا محكي. سائر رب رمية من غير رامي مشهور وهذا نحتاج اليه بعد قليل في الفرق بين الحكمة والمثل على كل حال هذا يقال له الامثال السائرة اذا المثل لو قال واحد ما معنى المثل؟ نقول ماذا تريد قال اقصد هذه الامثال التي نرددها ونقولها نقول نعم هذه الامثال عند الادباء المراد بها قول محكي سائر الى اخره واضح طيب هل يوجد في القرآن شيء من هذا؟ قطعا؟ لا هل امثال القرآن مرتبطة بهذا؟ قطعا؟ لا. ليست هذه الامثال وكما ذكرت بالامس الله اعظم واجل شأنا من ان يتمثل بقول زيد من الناس الذي قاله في مناسبة معينة فالله ينقل كلامه في مناسبة تشبهها هل هذا يعقل لا يعقل فاذا قيل الامثال في القرآن الامثال التي لا يعقلها الا العالمون فليس المراد بها هذا الذي يتبادر الى اذهاننا اذا هل للمثل معنى اخر نقول نعم عند البلاغيين عند علماء البيان له معنى اخر يقولون بانه مجاز مركب هذا اصحاب المجاز مجاز مركب يعني ليس بمجاز مفرد. مجاز مفرد تقول رأيت اسدا يقاتل شبهت الرجل الشجاع بايش؟ بالاسد بدل ما تقول رجل قلت اسد كلمة واحدة هي اللي حصل فيها التجوز. اما المجاز المركب فهو في كل تركيب ما هو في لفظة واحدة التركيب بكامله بناء الالفاظ على بعضها حتى كونت هذا الكلام او هذه الجملة فهو عندهم مجاز مركب تكون على المشابهة متى فشى استعماله؟ اذا هو مجاز علاقته المشابهة مجالس مركب ولابد من انتشاره وذيوره هذا غير المثل عند الادباء لكن في تشبيه وفي تصوير لمعنى بامر محسوس. تقول لانسان متردد يذهب ما يذهب يدرس في هذه الكلية او ما يدرس. يقدم على هذا المشروع او ما يقدم. ماذا نقول له؟ ما لي اراك تقدم رجلا وتؤخر اخرى تقدم رجلا؟ هل هو الان جالس يقدم رجل ويؤخر اخرى حسا لا لكنك شبهته بالذي يقدم رجلا ويؤخر اخرى. شبهت التردد وهو معنى بامر محسوس وهو تقديم رجل وتأخير اخرى فهذا يقال للانسان المتردد هل هذا قيل في مناسبة معينة كما يقول الادباء قول محكي او انها جملة مركبة قيلت في تصوير حال معينة للانسان المتردد هي كذلك جملة معينة هذا يقال له مجاز مركب ليه؟ لانه ما في كلمة واحدة مثل كلمة اسد يقال هي المجاز. الان لو قلت ما لي اراك تقدم رجلا وتؤخر اخرى؟ هل جلس في لفظة اراك لا هل هي في كلمة رجل لا اذا هو في نفس التركيب بكامله يقدم رجلا وتؤخر اخرى. هذا التركيب يقولون تركيب مجازي. غير حقيقي لان هذا الانسان ما جالس يقدم رجلا ويؤخر اخرى وبعضهم يقول المثل ولكل قوم وجهة يعني الان الذي يقول قول محكي سائر نسلم له في اي نوع في الامثال عند الادباء نقول لا مشاح في الاصطلاح هذي امثالكم وهي التي ذاعت وانتشرت عندنا وصرنا اذا اطلقنا المثل تبادر اليها هذا اشكال. لا نعارضكم لكن ليست هذه امثال القرآن الامثال عند البلاغيين عند علماء البيان مجاز مركب علاقته المشابهة ولابد فيه من الضيوع والانتشار هل امثال القرآن مرتبطة بهذا كل امثال القرآن مجاز مركب علاقته المشابهة؟ الجواب لا يوجد شيء من هذا يصدق هذا على بعض امثال القرآن لكنه لا يصدق على جميعها فلا نستطيع ان نقول بان الامثال في القرآن هي هذا النوع الذي هو المجاز المركب الذي علاقته المشابهة ابدا لاننا سنخرج جملة من امثال القرآن ليس هذا كله عناية بالتعريف. لا لكن من اجل ان نعرف ماذا نريد بامثال القرآن؟ انا مضطر الى هذا الكلام من اجل ان يكون الاختيار بعد ذلك بناء على مقياس على معيار معين لاني امام اشياء كثيرة جدا ما الذي سنريده هنا؟ هل القضية تحتاج الى تحريك كل من يتكلم عن الامثال لابد ان يحرر هذه القضية تحريرا جيدا. ثم بعد ذلك يتكلم بعضهم حاول ان يوسع قليلا ولا يرتبط بهذه القوالب الضيقة التي تخرج بعض امثال القرآن فقالوا المثل هو ابراز المعنى في صورة حسية تكسبه روعة وجمالا فما يشترط بهذا الاعتبار كله مورد او يكون مجازا مركبا ما يشترط معنى يقدم بصورة حسية تجليه وتوضحه وتكشف عنه فيحصل بذلك الوعظ تذكير او الزجر او البيان والايضاح او غير ذلك من المعاني قالوا هذا اوسع من معنى المثل عند البياني وعند الادباء ولا شك ان هذا سيستوعب مواضع كثيرة من الامثال بالقرآن هذا فيه تشبيه معقول بمحسوس هذا المحسوس اكثر وضوحا من المعقول. كيف؟ تبين للانسان هذه الهداية او هذا المعنى تبرز له هذه القضية تصورها له بشيء محسوس ولاحظوا لابد ان يوجد هنا قدر بهذا الاعتبار قدر ومشابه ولهذا يسمونه الوصف وصف قياسي من اجل ان يقيس هذا المحسوس على ذاك المعقول ويفهم المراد تتجلى له الصورة وتتضح الفكرة وهذا الذي يسميه البلاغيون بالتمثيل المركب فهذا يحصل به التقريب للمعاني فتشبه محسوسا بمحسوس او معقولا بمحسوس مثلهم كمثل الذي استوقد نارا حال هؤلاء المنافقين مع الهدايات القرآنية ومع دعواهم للايمان كما سيأتي ايضاحه ان شاء الله مثل انسان اقتبس النار من غيره. ليست عنده استوقت سين التاء للطلب طلبها. خذها كانه استعارها ما عندهم ايمان حقيقي لكنهم حصل لهم الامن وحقن الدم واحراز المال بسبب هذه الدعوة التي دعوها فحمتهم جيوش المسلمين واجنادهم وصار يأتيهم من الغنيمة اذا شاركوا والفي وامنوا على انفسهم. استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم فاستمتعوا قليلا بدعوى الايمان مثل الذي استوقد نار استعار نار من غيره ثم اضاءت له في الليل الاظلم فاستأنس بها واستفاد وانتفع بعض الشيء ثم انطفأ النور. فبقي في الظلمة ذهب النور وبقي الاحراق فلما اضاءت ما حوله فرح بها ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون فذهب نورها وبقي احراقها. النار اذا ذهب نورها بقيت جمرا فبقي الاحراق او كصيد من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق سيأتي الكلام على هذه الامثلة. يصور حالهم حينما يسمعون قوارع القرآن وزواجره الحجج تكاد تخطف البصر في البرق هذي حجج القرآن والصواعق هذه زواجر القرآن يكاد البرق يخطف ابصارهم. كلما اضاء لهم مشوا فيه واذا اظلم عليهم قاموا وقفوا. ولو شاء الله لدى بسمعهم وابصار فهذا تصوير قضية معنوية بامر بامر محسوس انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها فاحتمل السيل زادا رابيا ومما يوقظون عليه في النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق هو الباطل لاحظ ما ما ذكرنا كلمة مثلا لكن هذا مثل من اجل الامثال في القرآن هذا لا تردد في انه مثل في امثلة يحصل فيها تردد هل هذا من امثال القرآن او لا؟ مع التصريح فيها بلفظ المثل فهذا المطر الوحي العلم الهداية التي نزلت من السماء انزل من السماء ماء فسالت اوديرا. اخذ كل بحسبه كما قال بعض اصحاب ابن مسعود رضي الله عنه ادركت اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كالايخاف وكان الذي يجتمع فيه الماء فالاخاذ يسع الرجل الاخاذ يسع الرجلين والاخاذ يسع والاخاذ لو نزل به اهل الارض لوسعهم العلم فسالت اودية بقدرها واحتمل السيل زبدا رابيا هذا الغثاء الذي لا قيمة له يذهب سمعت الكلام ان شاء الله بشيء من التفصيل عنها فهذه امثال فهذه فيها تشبيه مثل هذا بهذا في قضية معينة واحيانا لا يكون التشبيه ظاهرا واضحا فيه مصرحا ولكنه في ضمنه يلمح لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله. وتلك الامثال نضربها للناس تلك الامثال نضربها للناس ما ذكر هنا تشبيه لكنه يذكر صلابة هذا القلب فتلمح قضية وهو ان هذا الحجر لربما يكون اخف صلابة من القلوب من بعض قلوب بني ادم التي لا تخشع ولا تلين ولا تستكين فالتمثيل والتشبيه موجود ضمنا في هذا النوع فعلى هذا اذا قلنا ان هذا هو معنى المثل مثلا وسعناه عن قول الادباء وعلماء البيان نقول هو كما قال بعض اهل العلم اذا اخراج الاغمض الى الى الاظهار مثلا وهذا الاخراج انواع احيانا نخرج ما لا يقع عليه الحس الى ما يقع عليه او نخرج احيانا ما لا يعلم ببديهة الى ما يعلم بالبديهة او نخرج ما لم تجري به العادة الى ما جرت به العادة وهكذا وهناك نوع اخر سماه بعضهم بالامثال التاريخية تشبيه واقع قائم بوقائع تاريخية وقصص واقعية قصها القرآن وما الت اليه وصار اليه حالها وامرها لوجود قدر من المشابهة وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله فافاقها الله لباس الجوع والخوف ما كانوا يصنعون واضرب لهم مثلا اصحاب القرية اذ جاءها المرسلون مثلا وهكذا واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لاحدهما جنتين من اعناب. ضربه الله مثلا وذكرنا بالامس عند من يقول ان هناك قدر من المشابهة لابد من هذا الرابط يقول جعلهم الله عز وجل عبرة فينتقل الانسان من هذا الى هذا. فحال هذا تشبه حال هذا ويحصل بذلك المقصود من الزجر او الوعظ او نحو ذلك والله عز وجل يقول اولم تكونوا اقسمتم من قبل ما لكم من زوال وسكنتم في مساكن الذين ظلموا انفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الامثال اخبر الله عز وجل عما وقع لهم من المثلات. العقوبات التي استأصلهم الله عز وجل بها من اجل ان يعتبر هؤلاء ويتعظوا اذا هذا الذي ذكروه من ابراز المعنى الذي فيه شيء من الخفاء. بصورة جلية حسية اوسع بلا شك من قول الادباء في تعريفه ومن قول البيانيين مع ان هؤلاء لهم اصطلاحهم ونحن لا نعارضهم في الاصطلاح لا مشاحة في الاصطلاح اذا تبين المعنى لكن امثال القرآن لا يوجد فيها شيء من النوع اللي عند الادباء ويوجد فيها شيء من الامثال عند البيانيين والمعنى الثالث الذي ذكر اوسع من هذا فيستوعب كثيرا من امثال القرآن وان كان سيشكل عليه باب النماذج على كل حال يمكن ان نقول ان ابراز المعنى في صورة موجزة واضحة لها وقعها في النفس يمكن ان يكون هذا المراد بكثير من الامثال في القرآن ولكن هذا قد لا يكون في جميع المواضع والحافظ ابن القيم رحمه الله يقول بانه تشبيه شيء بشيء في حكمه وتقريب المعقول من او احد المحسوسين من الاخر واعتبار احدهما بالاخر وساق امثلة على هذا انما مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض الى اخره. هذا كلام يجري على كثير لكننا سنبقى نستشكل هذا في بعض الامثلة كما سيأتي ان شاء الله لا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه هنا لم يذكر تشبيها صريحا ولم يذكر لفظ المثل لكنه في ظنه تنفيذ وتشبيه يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له. ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له. وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنفذوه ومنه ضعف الطالب والمطلوب هنا لم يذكر تشبيها ولا مشبها به مع ان من من اهل العلم الذين يصرون على قظية التشبيه هنا نقول التشبيه موجود كما سيأتي ان شاء الله. موجود اذا كانوا يعجزون عن ايجاد ذباب فما هو اعلى منه من باب اولى ولا نقول فما هو من جنسه او ما كان في قدره او مثله لا لا يستطيعون خلق ذباب واذا سلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوا منه فننتقل منها الى الصورة الاخرى كيف يستطيعون هؤلاء خلق السماوات والارض وخلق الناس واجعلوهم الهة وعبدوهم من دون الله تبارك وتعالى على كل حال بقي اشياء سنتحدث عن اطلاقات المثل في القرآن نأخذ جولة مع الالفاظ التي ورد فيها جملة من الالفاظ ننظر بما هو المعنى في بعض هذه المواضع اسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا يجعلنا واياكم هداة مهتدين اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا. اللهم بارك لنا في شهرنا هذا واعنا فيه على الصيام والقيام والعمل الصالح الذي يرضيك عنا وتقبل منا انك انت السميع العليم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه