وهكذا ايها الاحبة امر ثالث وهو الترغيب في امر بتزيينه وتحسينه او التنفير عن امر بابراز جوانب القبح فيه مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اما بعد ففي هذه الليلة ان شاء الله تعالى اختم الكلام على هذه المقدمات وحديثنا في هذه الليلة ان شاء الله ابتدأه في الكلام على الامر التاسع وهو الامور التي تلد الامثال في القرآن لبيانها وتقريرها وقد ذكرت في الليلة الماضية جملة من المعاني والاهداف التربوية التي ترد الامثال لتقريرها وتهدف الى تحقيقها وحديثنا اليوم له نوع اتصال بذاك الحديث فاول هذه الامور التي ترد هذه الامثال لتقريرها هو تقريب صورة الممثل له الى الاذهان الله تبارك وتعالى يصور حال المؤمنين والكافرين. صور حال المهتدين والضالين. فيقول مثل الفريقين كالاعمى والاصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا افلا تذكرون واتل عليهم نبأ الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد الى الارض واتبع هواه. فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث الامر الثاني وهو الاقناع امر من الامور فالله تبارك وتعالى يقول ضرب لكم مثلا من انفسكم هل لكم مما ملكت ايمانكم من شركاء فيما رزقناكم فانتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم انفسكم كذلك نفسر الايات لقوم يعقلون فاذا نظر الانسان الى هذا المعنى فان ذلك لا شك انه يكون حجة عليه وفيه من البيان والايضاح والتقرير والاقناع ما لا يخفى اذا كان الانسان يأنف من مثل هذا فكيف يضيف ذلك الى الله جل جلاله ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا؟ الحمد لله بل اكثرهم لا يعلمون اذى انسان مملوك قد ملكه شخصان بينهما اختلاف ومنازعة. ومضادة فهذا يقول له افعل كذا وهذا يقول لا تفعل كذا هذا يقول اذهب الى هذا الاتجاه وهذا يقول لا تذهب الى هذا الاتجاه وكلهم يملكه فكيف يستطيع التصرف وكيف يستطيع ان يرضي ضميره وان يرضي مالكه. فاذا ارضى هذا اسقط هذا فتبقى نفسه موزعة مشتتة يبقى متحيرا مفرق القلب وهكذا من يعبد ربا واحدا فانه يكون له من الطمأنينة والراحة ما لا يكون لذلك الذي يعبد اربابا يحاول ان يرضي هذا وان يعبد هذا فكل رب يأخذ شعبة من قلبه وان اوهن البيوت الى بيت العنكبوت لو كانوا يعلمون الى ان قال الله عز وجل وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون فحينما يصور الله عز وجل حال هؤلاء في عبادتهم لغير الله عز وجل ببيت العنكبوت فان هذا يصور ضعف هذه الالهة وضعف المتعلق وهشاشة ذاك المعبود الذي ركنوا اليه واعتمدوا عليه فتنفر النفوس من ذلك وهكذا تحريك دواعي الرغبة في الانسان او اثارة دواعي الخوف في نفسه مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم. يرغبهم في الانفاق فالمثل جيء به من اجل هذا. دعوة للانفاق لكن بهذه الصيغة. بصيغة المثل وهكذا ايضا ذاك الذي لربما يتصدق او ينفق ولكنه يحصل له منة او اذى فهو حينما يعطي يزجر ذلك المعطى ويقول له اذهب لا تأتي بعد اليوم اشغلتنا اذيتنا بترددك بالحاحك بالحافك فمثل هذا حتى لو تصدق فان هذه الاذية تبطل هذه الصدقة وهكذا اذا حصل المن كان يعطيه ويذكر هذا الانسان بهذه العطية حينا بعد حين ويقول من الذي وقف معك؟ من الذي ساعدك من الذي رفدك من الذي فرج عنك كربتك ويذكره بمثل هذه الاشياء فيؤذيه فيكون ذلك سببا للابطال الله عز وجل يقول الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما انفقوا منا ولا اذى لهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها اذى قول معروف ومغفرة قول معروف تقول له الكلام الطيب الذي يجبر قلبه وان جاءنا شيء اعطيناك ان وسع الله عز وجل ساعدناك نسأل الله عز وجل ان يرزقك ان يوسع عليك ان يفرج عنك قول معروف ومغفرة قد يبدر منه اذية هذا الانسان اللي يسأل الحاح او نحو ذلك يغفر له يأتي بوقت غير مناسب يأتي في وسط الظهيرة يطرق ابواب الناس والناس في راحتهم وسكونهم ومغفرة خير من صدقة يتبعها اذى والله غني حليم يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ما له رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الاخر فمثل كمثل صفوان عليه تراب فاصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين ومثل الذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من انفسهم. كمثل جنة بربوة اصابها وابل فاتت اكلها ضعفين لطيب ارضها فلما جاءها المطر اتت اكلها ضعفين فان لم يصبها وابل فطل يعني فطل يكفيها طل هو المطر اليسير فطل يكفيها لجودتها كما هو معروف السباخ لو نزلت عليه امطار كمياه البحار. فان ذلك لا لا ينفع ولا يجدي ولا تنبت قال والله بما تعملون بصير. ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل واعناب؟ تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات. واصاب الكبر وله ذرية ضعفاء فاصابها اعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون. وهكذا واضرب لهم مثل الرجلين جعلنا لاحدهما جنتين من من اعنابي وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا كلتا الجنتين اتت اكلها الى اخر ما ذكر الله عز وجل فهذه امثال يقص الله عز وجل فيها قصصا للاعتبار الخامس وهو ان يأتي المثل للثناء والمدح او للتعظيم او للتحقير والذنب الله عز وجل يقول محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطأه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار فهذا للثناء والمدح وهكذا لتحقير ونحو ذلك الدنيا والامثال التي جاءت فيها كثيرة واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض فاصبح هشيما تدروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا اعلموا انما الحياة الدنيا لعبوا وله وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد. كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم تهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما. وفي الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان. وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور امر سادس وهو تحريك الفكر من اجل ان يعمله الانسان فيتبصر بامر من الامور الله عز وجل يقول لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون. اي من اجل ان يتفكروا فاذا كان الجبل الصلب لو نزل عليه هذا القرآن لخشع وتصدع وقلب ابن ادم يعرض عليه القرآن من اوله الى اخره وقد لا يخشع ولا يتأثر فهذا يعني ان القلوب قد تصل الى حال من الصلابة والقسوة اعظم من قسوة الحجارة الصماء والصخور التي هي في غاية الصلابة كما قال الله عز وجل عن بني اسرائيل ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة او اشد وان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار وان منها لما يشقق فيخرج منه الماء وان منها لما يهبط من خشية الله امر سابع وهو ان المثل قد يرد لتقرير بعض المعاني العظيمة بعبارات وجيزة مثل تشبيه الكافر بالاعمى تحته من المعاني ما الله به عليم الاعمى يتخبط على غير اهتداء. يضرب بالجدار يقصد امرا من الامور فيصل الى غيره لا يستطيع ان يتحصل او يتوصل الى مطلوباته بنفسه لربما لو قيل له القبلة من هنا صلى او القبلة من هنا صلى. وفي ادنى حاجاته لا يستطيع ان يستقل بنفسه فهو يتخبط في مشيته ولربما يقع في البئر يقع الحية وهكذا حال الانسان الضال عن صراط الله المستقيم وهكذا حينما يمثل الله عز وجل اعمال الكفار بالصراط فهم يأملون عليها ويرجون الثواب ثم اذا قدموا على الله جل جلاله لم يجدوا شيئا الامر العاشر وهو بذكر مواقف الناس ازاء الامثال القرآنية فالله تبارك وتعالى ذكر حال الناس ان الله لا يستحي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فاما الذين امنوا فيعلمون انه الحق من ربهم واما الذين كفروا فيقولون ماذا اراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به الا الفاسقين. فهناك فريق يعقل هذه الامثال كما قال الله عز وجل وما يعقلها الا العالمون. وهناك قوم يحصل لهم بسبب ذلك كفر مضاعف. وآآ وتزيدهم عمى على عماهم نسأل الله العافية فهؤلاء استنكفوا وانكروا ان الله تبارك وتعالى يضرب الامثال بالمخلوقات الضعيفة يسيرة كالبعوضة والذباب ماذا اراد الله بهذا مثلا مع ان الله تبارك وتعالى هو خالق الخلق اجمعين خالق المخلوقات الصغيرة والكبيرة وما يوجد من الاعجاز في الخلق حاصل في الصغير وفي الكبير هذه المخلوقات فيها من الدقة في خلقها والاعجاز في وجودها حية متحركة قد سخرت وصرفت تعرف مصالحها وطرائق عيشها فهذا امر لا يستطيعه البشر ولو اجتمعوا من اولهم الى اخرهم. يخلق ادنى المخلوقات هذه هؤلاء الذين استنكفوا؟ هل جاؤوا من كوكب اخر جاؤوا من بيئة تضرب بها الامثال باحناش الارض وبالبهائم والطيور والحشرات والهوام فهي هذه الامثال موجودة بين ايديهم ويرددونها العرب تمثلوا باحقر الاشياء يقولون اجمع من ذرة واجرأ من الذباب واسمع من قراد واسرد من جرادة واضعف من فراشه واكل من السوس وقالوا في البعوضة اضعف من بعوضة وقالوا واعز من مخ البعوضة ويقولون كلفتني مخ البعوضة اذا طلب منه شيئا لا يقدر عليه وهكذا الامثال في الكتب السابقة في الانجيل مثلا جاء امثال بحب الخردل والحصاة والارضة والدود والزنابير وما شابه ذلك الله رب الصغير والكبير وخالق البعوضة والفيل. فالمعجزة في الفيل هي المعجزة في البعوضة والعبرة في المثل ليست في الحجم حجم ممثل به ولا في شكله وصورته وانما الامثال ترد فلا تضربوا لله الامثال المتضمنة للتسوية بينه وبين خلقه وهذا يرجع الى الى ما سبق وهكذا كلام الشيخ محمد الامين الشنقيطي قال نهى الله جل وعلا في هذه الاية الكريمة خلقه ان يضربوا له الامثال ان يجعلوا له اشوا من اجل التبصير والتنوير وفتق الاذهان عن المعاني المبثوثة في مضامينها. وليتحقق الاعتبار والاتعاظ اما لماذا يضرب الله عز وجل المثل البعوضة؟ فان هذا ليس بشأنهم وربك يخلق ما يشاء ويختار ومن اختياره تبارك وتعالى ان يضرب من الامثال ما شاء ليس لاحد ان يتحكم في مثل هذه الامور فالله جل جلاله يمتحن النفوس بهذه الامثال فاما الذين امنوا فيعلمون انه الحق من ربهم واما الذين كفروا فيقولون ماذا اراد الله بهذا مثلا الحادي عشر والاخير وهو ما جاء من النهي عن ضرب الامثال لله عز وجل. فربنا جل جلاله يقول فلا اضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. ما المقصود بها؟ من الناس من يفهم ان المراد لا تضربوا لله الامثال يعني حينما نتحدث نقرر مسألة من المسائل نتحدث مثلا عن شكر الله عز وجل وان هذا الشكر حق لله وانه حتم على العباد فنقول مثلا لو ان احدا ولله المثل الاعلى اعطاك واولاك فهذه الثياب التي تلبسها منه والسيارة التي تركبها منه. والمسكن الذي تسكنه منه والاموال التي تصرفها كلها منه. واذا مرضت عالجك واذا طلبت الراحة هيأ لك ما تستريح فيه وكل ما تأخذه من المطعومات والمشروبات فهو منه يقدم لك هذا ما حالك معه؟ تستحي لا تستطيع ان ترفع رأسك وتنظر اليه. اليس كذلك اليس الذي يحسن الينا بالكلام الطيب نحرج ويأسرنا بهذا الكلام ونستحي منه اليس كذلك من قدم لنا معروفا في شيء من الاشياء فانه يأسرنا بهذا المعروف. فنفكر دائما كيف نرد له هذا الجميل كيف نكافئه على هذا المعروف؟ فكيف بالله عز وجل الذي كل ما نتقلب به حتى الامور المكروهة هي منح في حقيقة الامر لو تأملها الانسان. يسوق له هذه المكروهات ليخلصه فهي كير خلصه من الشوائب وليرفعه ويبلغه المنازل التي لا يبلغها لا بصيام ولا بقيام فلو بقي الانسان ساجدا لله عز وجل على الامور التي يكرهها فقط لما ادى شكره فنقول هذا الذي يليك ويعطيك وكذا وكذا لا يمكن ان تقابله بما يكره وان تجحد ذلك وان توجه الشكر الى اخرين. فكيف بالله عز وجل. بعض الناس قد يقف هنا ويقول لا لا تضربوا لله الامثال ولو قلتم في اثناء هذا في جملة اعتراضية نقول نضرب لكم مثلا ولله المثل الاعلى يقول لا لا هذه لا تغني لا تضربوا لله الامثال هل هذا هو المراد؟ هل هذا هو الفهم الصحيح في معنى قوله فلا تضربوا لله الامثال من اهل العلم من قال كالالوسي قال بان معنى الضرب يعني الجعل فكأنه قيل فلا تجعلوا لله تعالى الامثال والاكفاء. مثل فلا تجعلوا لله اندادا وابتدأت بعبارة الالوسي لانها اوضح وما سأذكره من اقوال السلف والائمة من المحققين من المفسرين كابي جعفر ابن جليل ومن قبله ومن بعده يرجع الى هذا المعنى بمجمله لكن عبارته اوضح يقول لا تضربوا لله الامثال قال الضرب هنا من الجعل لا تجعلوا له الامثال وذكر اثر ابن عباس قال يقول سبحانه لا تجعلوا معي الها غيري فانه لا اله غيري لتضرب لله الامثال لا تجعل له نظراء ولا تجعل معبودين تعبدونهم اجعلوا لله اندادا يتقربون اليهم وتعبدونهم من دون الله عز وجل. هذا معنى فلا تضربوا لله الامثال الله تبارك وتعالى جعل المشرك به الذي يشبهه بخلقه بمنزلة ضارب المثل عبارات المفسرين ابن جرير مثلا يقول في الاية فلا تمثلوا لله الامثال ولا تشبهوا له الاشباه فانه لا مثل له ولا شبه يعني لا تجعل انداد نظراء لا تشبه الله عز وجل باحد من خلقه ولا ترفع احدا من المخلوقين الى مرتبة الالوهية ويقدس ويعظم ويعبد من دون الله عز وجل ونقل ابن جرير رحمه الله عن ابن عباس يعني اتخاذهم الاصنام. هذي عبارات ابن عباس رضي الله عنهم لا تضربوا لله الامثال يعني اتخاذهم الاصنام جعلوها نظراء لله عز وجل جعلوها الهة وهكذا في قول قتادة في قوله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والارض شيئا ولا يستطيعون. قال هذه الاوثان التي تعبد لله ثم قال وقوله فلا تضربوا لله الامثال فانه احد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وهكذا قال ابن كثير رحمه الله اي لا تجعلوا لله اندادا واشباها وامثالا. نفس معنى كلام ابن جرير وهو معنى كلام ابن عباس شيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله ونظراء من خلقه وابن عاشور ايضا يقول لا تجعلوا له مماثلا من خلقه والقرطبي يقول اي الامثال التي توجب الاشباه والنقائص اي فلا تضربوا لله مثلا يقتضي نقصا وتشبيها بالخلق هذي كلها ترجع الى معنى واحد وبهذا يتبين ان ما قد يفهمه بعض الناس فلا تضربوا لله الامثال ان ان ان المراد هو ما ذكرته اولا حينما نمثل نقرب الصورة بمعنى صحيح فالمثال الذي ذكرته يقولون هذا هو المنهي. والصحيح ان هذا ليس ممنوع وانما لا تضرب لله الامثال لا تعبدوا غيره لا تجعلوا له الاشباه والنظراء والانداد وما اشبه ذلك وبعضهم جوز ان يكون المراد النهي عن قياس الله تعالى على غيره بجعل ضرب المثل استعارة للقياس وهذا يشبه ما سبق وبعضهم ايضا جوز ان يكون المراد النهي عن ضرب الامثال لله تعالى حقيقة بمعنى ان الامثال تضرب للتعليم كما اتفقنا اليس كذلك؟ فيقول لا تضربوا لله الامثال الله هو الذي يعلمنا ولسنا نعلم ربنا تبارك وتعالى فنتأدب معه فلا يجوز لنا ان ان ان نخاطب الله تبارك وتعالى او ان نضرب له امثالا لما نريد او ما نطلب فنقول مثلا يا رب مثلنا كمثل من كذا كأنك تعلم ربك بعضهم قال فلا تضربوا لله الامثال هذا هو المراد بها لان المقصود التفهيم والتعليم والله عز وجل التعليم يكون من الاعلم الى الى المتعلم واما ان يكون العبد الضعيف يعلم ربه ويفهم ربه فهذا لا يليق فبعضهم قال فلا تضربوا لله الامثال كانكم تعلمونه وتقربون له المعنى فالله اجل واعظم شأنا من ذلك لكن عبارات السلف بغير هذا كما سمعتم وهكذا ايضا يمكن ان يقال بان الاية تشمل النهي عن ضرب الامثال المتعلقة بالله سبحانه لتقريب اسمائه وصفاته الحسنى للناس بتسويته بخلقه يعني حينما تصف صفات الله عز وجل السمع والبصر ثم تمثل بالمخلوقين فان مثل هذا يدخل في هذا المعنى فان الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير مما ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وهو من الاشياء المفيدة في موضوع الامثال وهو طريقة القرآن بضرب الامثال فهو يرى ان طريقة القرآن موجزة وهذا صحيح طريقة القرآن طريقة مختصرة موجزة فالقرآن لا يطول بتقرير المقدمات الواضحة الجلية وانما ينتقل منها الى ما يحتاج الى البيان فحسب يقول بان الاقيس عموما يقول فيها شيء خفي يعني هي الحق فرع باصل. لنصل الى نتيجة فيقول هناك شيء واضح وهناك شيء خفي. فنحن نريد ان نعرف معنى الخفي بالحاقه الاصل الواضح فاحدى القظيتين جلية معلومة يقول وضارب المثل انما يحتاج ان يبين تلك القضية الخفية وبهذا يبين عن المراد والمقصود يقول ان الشيء كلما كان اعم كان اعرف بالعقل. لكثرة مرور مفرداته في العقل وخير الكلام ما قل ودل يقول ولهذا كانت الامثال المضروبة في القرآن تحذف منها القضية الجلية. لان في ذكرها تطويلا وعيا وكذلك ذكر النتيجة المقصودة بعد ذكر المقدمتين يعد تطويلا يقول اعتبر هذا بقوله تعالى لو كان فيهما الهة الا الله لفسدت يقول ما طول النتائج معروفة. يعني لو اردنا ان نطول على طريقة المناطق لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا. لكنهما لم تفسد اذا ليس فيهما الهة غير الله يقول الله ما قال هذا صارا لان ذلك معلوم مدرك فهو يرى ان هذا من كمال القرآن ومن طريقته الراقية البليغة في امثاله المضروبة واقيسته المنصوبة وهو يذكر ما يحتاج الى بيان دون تطويل واشغال للسامع بامور يستنتجها او يدركها فهمه او لا تخفى عليه ايضا يقول بان من الناس من يستشكل يعني يرى ان الامثال المضروبة هي قضايا خبرية فاحيانا تأتي بصيغة الاستفهام. فيستشكل بعض الناس يقول الاستفهام امر انشائي نقول اين زيد؟ هل اعطيته خبرا؟ لا لكن حينما تقول سافر زيد فهذا خبر فالامثال الاصل انها تفيد معاني كما يقولون معاني تصديقية او معاني تصورية كما عبد الوهاب الاستفهام هذه قضية طلبية تقول اين زيد فيقول بعضهم يستشكل هذا كيف توجد امثال بصيغة الاستفهام فشيخ الاسلام يقول هذا ليس بمشكل وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يوحي العظام وهي رميم من يحيي العظام هذا هو المثل الذي ضربه ضرب لكم مثلا من انفسكم هل لكم مما ملكت ايمانكم من شركاء فيما رزقناكم فشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يرى هذا الاستفهام هو استفهام وانكار احيانا يكون فيحصل به المعنى هل لكم مما ملكت ايمانكم من شركاء فيما رزقناكم؟ يعني ليس كذلك كانه يقول ليس لكم مما ملكت ايمانكم شركاء فكيف تجعلون لله شركاء؟ وانتم تأنفون من مشاركة الارقاء لكم قل هذا المعنى ولو جاء بصيغة استفهامية هذا ما اردت ذكره في هذه المقدمات وقد تركت بعض الاشياء التي اه اشرت اليها في اول درس اني ساذكرها واتحدث عنها فقد يغني عنها بعض ما ذكرت ومن الغد ان شاء الله تعالى سنبدأ في الكلام على الامثال القرآنية. اسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بالقرآن العظيم. يجعلنا واياكم هداة مهتدين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولاخواننا المسلمين الله ان محمد وال