هذه الحقوق متنوعة ونذكر بعضا منها فالحق الاول من تلك الحقوق حقوق الاخوة ان يحب اخاه لله لا لغرض من الدنيا وهو الاخلاص في هذه العبودية التي هي ان يعاشر اخاه وان يكون ما بينه وبين اخيه المسلم بينه وبين هذا الصاحب الخاص ان يكون بينه وبينه محبة لله لا لغرض من الدنيا فاذا فكانت المحبة لله بقي اما اذا كانت لغرض من اغراض الدنيا فانها تذهب وتضمحل. فالاخلاص في المحبة لا خطيبتي في معاملة الاخوة ان يكون المرء يحب المرء لله جل جلاله. كما ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما يحب المرء لا يحبه الا لله. وان يكره ان يعود في الكفر بعد اذ انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار فبين ان هذه الثلاث من كن فيه ذاق بهن حلاوة الايمان. ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان. منها ان يحب المرء لا يحبه الا لا اذا فليس الشأن ان تكون محبا لاخيك وانما الشأن في هذه العبودية التي تمتثل فيها ما امر الله لو على به ان تكون محبتك لهذا الخاص من الناس او محبتك لاخوانك ان تكون لله لا لغرض من الدنيا اذا احببته فلما في قلبه من محبة الله لما في قلبه من التوحيد لما في قلبه من تعظيم الله جل جلاله لما في قلبه من متابعة النبي صلى الله عليه وسلم لما عمل بذلك من اظهار التوحيد على نفسه وجوارحه واظهار السنة على نفسه وجوارحه هذه هي حقيقة المحبة التي هي اول الحقوق. ومعنى كون ذلك حقا ان يخالط المرء اذا خالط ان يخالطه اذا خالطه وهو يريد من هذه المخالطة ان تكون العلاقة بينهما لله. اذا خالطه على ان هذه لله وهو يضمر شيئا من امور الدنيا فانه في الحقيقة قد غثه لان اخاه لا يعلم ما في قلبه فيظن ان مؤاخاة لان لله جل وعلا ومحبة لله جل جلاله وفي الحقيقة انما اخاه لغرض من اغراض دنيا يصيبها