وهي قاعدة عظيمة مهمة وادينوا الله عز وجل بها. لا تحفظ ضرورات الدين الا بامام والله لو لم يكن في الدولة امام لما استطاع الشعب من عند انفسهم ان يحفظوا شيئا من ضرورات الدين التي هي والنفس والدين والعرض والمال. فهذه الضرورات الدينية الخمسة لا يمكن ابدا ان تحفظ الا بوجود امام يرى بجيوشه وقواته ويحمي حدودها بحراسه وقوته وسلطانه. ولا يجعل الناس يعتدي بعضهم على بعض في شيء منها. فان من اعظم مقاصد تنصيب السلطان وتولية الولاة هي ان تحفظ ضرورات الدين. فان حفظ الدين وسياسة الدنيا من اعظم مقاصد الولاة كما سيأتينا ان شاء الله عز وجل. فاذا لا تتصور ان الامر ستحفظه انت او يحفظه اهل بيتك او ان الشعب سوف يكون مؤدبا محترما يحب بعضه بعضا ويقدر بعضه بعضا اذا لم يكن ثمة امام يدير الامر وشؤون البلد. والله لا تتصور ان الشعوب سوف تكون عادلة فيما تأخذه او تذره من الحقوق. بل والله انتشروا الظلم والعدوان وسينتشر وسينتشر الخوف. وسوف ترى الدماء تزهق والاموال تنهب والاعراض تنتهك ولا اقول ذلك مبالغة بل نظرة بسيطة في البلاد المجاورة لنا لتطلعك على صدق كلامي هذا. فالبلاد بلا ولي هي غابة. القوي فيها يأكل الضعيف. ولذلك رضي الشريعة بحاكم ولو كان ظالما. فاننا نتحمل ظالما واحدا ولا نتحمل ظلم شعب كامل. بعظه على بعظ كما قلت لكم ان اهل السنة اذا قرروا وجوب السمع والطاعة للحاكم الظالم او وجوب الجهاد واقامة الجمع والجماعات خلفه ابرارا كانوا او فليس ذلك تطبيلا للحكام كما يقوله الاخوان المسلمون. ومن نحى نحوهم في فهم العقائد. لا وانما لجلب اعلى الصلاحين الامة هو لدفع اعلى الفسادين عنها. هذا الذي ندين الله عز وجل به وهو الذي انطقه بلساني واعتقده بقلبي في السر والعلانية وادرسه لطلابي في الخفاء والعلن