بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذا هو الدرس الثالث والاربعون من دروس الايضاح لتلخيص المفتاح للخطيب القزويني رحمه الله تعالى. وفيه نتمم فنون البديع من المحسنات المعنوية وكنا في الدرسين السالفين. آآ اشرنا الى آآ جملة منها ونتابع هذه الفنون في هذا الدرس. وقد وصلنا الى الفن الثامن عشر وهو وهو فن التجريد فقال ومنه التجريد. وهذا الفن قد ذكر قديما فاورده ابن جني في الخصائص ونقل ان شيخه ابا علي الفارسي آآ كان به غنيا وكان معنيا به وآآ فصل فيه تفصيلا وكذلك اشار اليه الشيخ عبدالقاهر في اسرار البلاغة وقال المصنف ومنه التجريد وهو ان ينتزع من امر ذي صفة امر اخر مثله في تلك الصفة مبالغة في كمالها فيه. اذا نأتي الى شيء له صفة كصفة الشجاعة او صفة الكرم او غيرها من الصفات. فننتزع منه امرا اخر مثله في تلك الصفة ايذانا منا في هذا الانتزاع بان هذا الشيء قد وصل في هذه الصفة الى حد صار يستطاع ان يؤخذ منه او ان ينتزع منه امر اخر فيه تلك الصفة ايضا وهذا التعريف الذي اورده المصنف ورد في المصباح للبدر بن مالك الاخوة اقسام. اذا التجريد سيذكر له المصنف عدة اقسام. قال منها نحو قولهم لي من فلان صديق حميم. لي من فلان صديق حميم. والحميم هو القريب الذي اه تهتم لامره وهذا النوع الاول الذي اورده هو الذي يكون بمن التجريدية. اذا من انواع التجريد ان يكون بمن التي تسمى من كان اقول لي من فلان فكأنني انتزعت منه آآ شخصا اخر فيه هذه الصفة اي بلغ قال المصنف اي بلغ من الصداقة مبلغا صح منه ان يستخلص منه صديق اخر اذا صار في هذه الصفة الى حد يصلح معه ان يستخرج او ان يستخلص منه صديق اخر. قال ومنها يعني من انواع التجريد. وهذا النوع الثاني هو الذي يكون التجريدية التجريدية التي تدخل على المنتزع منه. نحو قولهم اذا ومنها نحو قولهم لان سألت فلانا لتسألن به البحر لان سألت فلانا لتسألن به البحر. اذا بالغ في اتصافه بالكرم والسماحة حتى انتزع منه بحرا في السماح اذا لان سألت فلانا لتسألن به البحر فادخلنا الباء هذه الباء التجريدية على المنتزع منه. قال ومنها ايضا من انواع التجريد هذا النوع الثالث آآ وهو الذي يكون بدخول آآ باء المعية والمصاحبة في المنتزه. نحو قول الشاعر وهو ذو الرمة وشوهاء تعدو بي الى صارخ الوغى بمستلئم مثل الفريق المرحل. اذا وشوهاء يقصد فرسا شوهاء فوصفها بانها شوهاء اه هذه الصفة هي صفة محمودة في الفرس اه يراد بها سعة اشداقها واه تكون للمؤنث ما يقال المذكر اشواه وبعضهم قال الشوهاء الطويلة وبعض اهل اللغة قالوا آآ الحديدة النفس الذكية اه وهم اه يذكرون اه ذلك يعني الشوهة الفرنسي لأنها صفة تحمد في الحرب بمعنى انها مستكرهة او انها من كثرة ما خاضت من الحروب ظهر ذلك في وجوهها من الجراحات وغيره. ذلك اه قال وشوهاء تعدو بي الى صارخي الوغى يعني الى الحرب بمستلئم. المستلئم هو الرجل الذي عليه اللأمة واللأمة هي الدرع آآ وآآ قال وشوهاء تعدو بي الى صارخ الوغى والوغى قلنا الحرب والصارخ هو المستغيث في الحرب اه يعني بلابس مثل الفنيق المرحل. والفنيق هو الفحل المكرم الذي لا يؤذى ولا يركب كرامته على اهله والمرحل من رحلت البعيرة اذا ضعنته من مكانه وارسلته فالآن آآ هذه الباء آآ التي سميناها باء المعية او المصاحبة تدخل على المنتزع قال اي تعدو بي الان شرح موضع الاستشهادي بهذا البيت في قضية التجريد اي تعدو بي ومعي من نفسي لكمال استعدادها للحرب مستلزمون. اذا وشوهاء تعدو بي الى صارخ الوغى بمستلئم يعني تعدو بي وقال تعدو بمستلئم مني كأنه استخرج من نفسه مستعدا ولشدة استعداده للحرب بانه قد آآ لبس ما ينبغي ان يلبس في الحرب آآ لشدة استعداده صار آآ الى صار الى حد يمكن ان يستخرج منه مستلئم اخر لذلك قال اي تعدو بي يعني الفرس تعدو بي ومعي من نفسي لكمال استعدادها للحرب مستلئم اي لابس لأمة واللأمة كما والكلام هذا على البيت مذكور بنصه في المصباح لبدر بن مالك فاذا هو بالغ في اتصافه كما قلت بالاستعداد للحرب حتى انتزع منهم مستعد اخر لا آآ لابس درعا ومنها يعني من انواع التجريد. هذا النوع الرابع آآ هو ما يكون بدخولي فيه على في المنتزع منه. اذا يكون باستعمال او بادخال في في المنتزع منه. نحو قوله تعالى لهم فيها دار الخلد. لهم فيها دار الخلد اه فان جهنم اعاذنا الله منها هي دار الخلد. لكن انتزع منها مثلها لهم في هذا. اذا هي دار الخلد. هذا الاصل. لكن انتزع منها دار اخرى فيها لكن انتزع منها مثلها وجعل مع آآ معدا فيها للكفار تهويلا لامرها. اذا صارت الى حد انتزع من هذا قارون اخرى هي فيها وهذا الكلام ايضا على الاية في المصباح ومنها من انواع التجريد الان هذا النوع آآ لا يكون بتوسط حرف يعني بمعنى لا يكون بميم تجريدية ولا بالباء التجريدية. ولا يكون كذلك ببباء المعية والمصاحبة ولا باستعمال وانما يكون من غير توسط حرف قال نحو قول الحماسي وهذا النوع الخامس من الانواع التي ذكرها ها هنا اه اذا اه ذكر في اه فيما مضى اربعة انواع وهذا الخامس قال نحوه قول الحماسي وهو قتادة بن مسلم حنفي فلان بقيت لارحلن بغزوة تحوي الغنائم او يموت كريم. اذا فلئن بقيت لارحلن بغزوة تحوي الغنائم وفي رواية المرزوق نحو الغنائم لارحلن بغزوة نحو الغنائم او يموت كريم فإذا تحوي بمعنى تجمع عناب الكريم نفسه او يموت كريم يعني او اموت انا فانتزع من نفسه كريما آآ مبالغة في كرمه اذا لم يقل او اموت. وانما قال او يموت كريم بمعنى انه انتزع منه كريم اخر وعليه قراءة من قرأ فاذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان. فكانت وردة كالدهان بالرفع لذلك نبه على هذه القراءة لانها هي التي يعني مثل بها على هذا الموضع. وهي قراءة شاذة مروية عن آآ عن عبيد ابن عمير فمعنى الان المعنى معنى التجريد في الاية. بمعنى قال بمعنى فحصلت سماء وردة. اذا فكانت وردة يعني فحصلت سماء وردة كالدهان. فهذا الكلام ايضا شرح الشرح على هذه الاية وعلى هذا الموضع من او على هذا منها في هذه القراءة مذكور في الكشاف واشار الى ما فيه من معنى التجريد آآ وقيل تقدير الاول يعني البيت او يموت مني كريم. اذا تقدير او يموت كريم يعني او يموت مني الكريم فيكون باستعمال من التجريدية. يكون من النوع الاول اذا والثاني فكانت منه وردة كالدهان. اذا فاذا انشقت السماء فكانت وردة يعني فحصلت. وحصلت في السماء سماء وردة كدهان قال آآ فكانت منه وردة فيكون من النوع يعني فيكونان من القسم الاول على هذا التقدير بمعنى يكونان من اه التجريد باستعمال من التجريدية. قال وفيه نظر وفسروا وجه النظر الذي اورده المصنف بانه لا حاجة الى هذا التقدير لحصول التجريد من دونه لا حاجة الى تقدير منه ولا قرينة عليه ليس هناك قرينة تدل على من اه ومنها يعني وانما من قدره ومن قدره لتقليل الاقسام لتقليل الاقسام. ومنها اه هذا النوع يكون بطريق الكناية يكون بطريق الكناية اذا من انواع التجديد وهذا النوع السادس منها. آآ نحو قوله وهو قول الاعشاء يا خير من المطية ولا يركب ولا يشرب كأسا بكف من بخلا. يا خير من يركب المطي ولا يشرب كأسا بكف من بخل. الان اه معنى التجريد فيه انه يشرب الكأس بكف جواد. فهو قال يعني انتزع من الممدوح جوادا يشرب هو الكأس بكفه على طريق الكناية. كيف كيف حصل يعني هذا المعنى؟ قال لا يشرب كأسا بكف من بخل اذا هو يشرب اذا كان لا يشرب بك في من بخل فاذا هو يشرب بكفي من كرم ومن المعلوم انه لا يشرب الا بكف نفسه اذا هو كريم فاثبت له الكرم بطريقة غير مباشرة وهي طريقة الكناية. اذا نفى عنه ان يكون يشرب بكف من بخل. وبذلك اثبت له بانه يشرب بكفي كريم لانه من المعروف ان هذا الرجل يشرب بكف نفسه. فاذا اذا هو يشرب بكف كريما اذا يشرب بكف نفسه. ونفسه هذه او هو كريم. فتوصلنا الى انه كريم بهذه الطريقة. ففيها كما رأينا اثبات الامر بالدليل كما مر بنا في يعني فوائد الكناية ونحوه قول الاخر وهو ارطاط بن سهيل انطلقني لا ترى غيري بناظرة تنسى السلاح وتعرف جبهة الاسد. اذا ان تلقني لا ترى قالوا هنا قوله لا ترى في محل نصب على الحال. يعني ان تلقني غير راء غيري بناظرة ان رأيتني انطلقني غير راء احدا غيري تنسى السلاح وتعرف جبهة الاسد. بمعنى ترى فيني طرفية جبهة الاسدي فهذا ايضا بمعنى انك تتملكك الحيرة والدهش من رؤيتي فتنسى السلاح. وتعرف من رؤيتي جبهة بمعنى انني اشابه الاسد فحين يعني اثبت لنفسه انه اسد من خلال ذكر هذه هذا اه هذه الصورة من ان من يراه غير راء غيره يعرف منه جبهة الاسد ومنها وهذا النوع السابع وهو النوع الاخير الاخير من انواع التجريد مخاطبة الانسان نفسه. وهذا مشهور جدا. لذلك يقولون جرد من نفسه انسانا يخاطبه. وهذا كثير في خطابات الشعراء من انهم آآ يوجهون الخطاب الى غير آآ الى آآ الى غير الحاضر آآ او يعني يدرك من كلامهم او تفهم من كلامهم من خطابهم انهم انما يخاطبون انفسهم. بمعنى انهم يجردون من انفسهم انسانا يخاطبونه. المخاطبة الانسان نفسه وبيان التجريد فيه آآ ان ينتزع فيها من نفسه شخصا اخر مثله في التي سيق لها الكلام. بمعنى انه من شدة حزنه صار الى حد يستطيع ان يستخرج من نفسه انسانا اخر يخاطبه بما يشعر فيه او ينفث اليه همه وهكذا لقول الاعشى ودع هريرة. اذا ودع لمن الخطاب؟ قالوا الخطاب لنفسه. فاستخرج من نفسه انسانا خاطبه بقوله ودع هريرة ودع هريرة ان الركب مرتحل واكد ذلك بقوله وهل تطيق وداعا ايها الرجل هذا يؤكد قوله ايها الرجل انه يخاطب ماذا؟ نفسه. فقال وهل تطيق وداعا ايها الرجل فاستخرج من نفسه انسانا يخاطب وقول ابي الطيب لا خيل عندك تهديها ولا مال فليسعد النطق ان لم تسعد الحال وقصد بالحال الغناء. اذا لا عندك خير وما عندك مال ما عندك غنى تهديه فلتهدي الكلمة الطيبة. اذا وهذا البيت من الابيات التي يتمثل بها الناس انها جرت مجرى الامثال. اذا فهو كانه انتزع من نفسه شخصا اخر مثله في فقد الخيل والمال والحالي اذا لا خيل عندك تهديها ولا مال فليسعد النطق. ان لم تسعدي الحال الان فرغنا من هذا النوع آآ من المحسنات المعنوية وهو النوع آآ الثامن عشر. الان سينتقل الى النوع التاسع عشر وهو المبالغة المقبولة. المبالغة المقبولة. قال ومنه المبالغة المقبولة وقيد المبالغة بان تكون مقولة لانه سيذكر آآ بعد قليل ان آآ من المبالغة بان من المبالغة مبالغة غير مقبولة اه او ان من المبالغة مبالغة غير مقبولة. فلذلك او سيقسم المبالغة الى مقبولة وغير مقبولة. فغير ليست من المحسنات اما المبالغة المقبولة فهي من المحسنات لذلك نص على هذا القيد. نص على هذا القيد وهو ذهب في هذا مذهبا وسطا كما قالوا لي ان هناك من قبل المبالغة كيفما جاءت اه وهناك من رد المبالغة كيفما جاءت والحق انها يعني اه تقسم الى ما هو مقبول مستحسن وما هو على خلاف ذلك قال والمبالغة الان ومنه المبالغة المقبولة الان ادخل المبالغة المقبولة في المحسنات. ثم لم يقل وهي وانما اعاد ذكرها فقالوا انما اعاد ذكرها لانه الان اراد بالمبالغة في المرة الثانية المبالغة عامة اذا المبالغة المقبولة وغير المقبولة لانه سيقسمها. قال والمبالغة ان يدعى. اذا هذه المبالغة المذكورة في المرة الثانية هي المبالغة المقبولة غير المقبولة مبالغة عامة. فسيقول بعد ذلك انها تنقسم الى ما الى المقبول والى غيره او سننقسم الى ثلاثة اقسام. اثنان من آآ هذه الاقسام آآ مقبولان والقسم الثالث مردود الا في بعض المواضع كما سيأتي قال ان يدعى لوصف هذا هو تعريف المبالغة ان يدعى لوصف اذا ان يدعى لوصف بلوغه في الشدة او الضعف. اذا اما ان يقال انه في شدته او في ضعفه. في الشدة او الضعف حدا مستحيلا او مستبعدا لئلا يظن انه غير متناه في الشدة او الضعف. اذا انا اريد ان اؤكد بلوغ هذا الشيء الى هذا الحد من هذه الصفة فاوصله الى حد مستبعد او مستحيل. لان لا يظن انه لم يبلغ ذلك الحد. وهذا تعريف يعني ورد في المصباح البدري بن مالك خلوة حصر الان المبالغة. بصرف النظر عن انها مقبولة او غير مقبولة. قال تنحصر في التبليغ والاغراق والغلو. اذا هي تنقسم الى ثلاثة اقسام التبليغ والاغراق والغلو وسيذكر ان التبليغ والاغراق آآ مقبولان. وان الغلو مردود الا في مواضع سيذكرها اه وهناك من قسمها الى غير هذه التقسيمات لكن هذا هو التقسيم تقسيم المصنف هو التقسيم المشهور عند من جاء بعده. لان المدعى في الان وجه التقسيم قال لان المدعى للوصف من الشدة او الضعف. اذا ما ندعيه اه ما ندعيه من الوصف من بلوغه شدة او ضعفا اما ان يكون ممكنا في نفسه او لا. اذا هذا الشيء اما ان يكون ممكنا او لا. الثاني هو يعني غير الممكن آآ الغلو. اذا ان اوصل هذا الوصف الى حد غير ممكن. فهذا غلو والاول الان الممكن آآ ينقسم الى قسمين قال والاول اما ان يكون ممكنا في العادة ايضا او لا. يعني اما ان يكون ممكنا في العقل وفي العادة اولى بمعنى انه ممكن في ممكن في العقل اه فحسب اه وليس ممكنا في العادة. قال الاول التبليغ التبليغ الاخوة الممكن في العقل وفي العادة. بمعنى يمكن تصوره وهو في عادات الناس يقع والثاني الاغراق والاغراق هو الذي يمكن في العقل يعني يمكن تصوره لكن في العادات لا يقع كما سيأتي التمثيل عليه قال اما التبليغ فكقول امرئ القيس. اذا التبليغ هو يعني الذي يمكن في العقل وفي العادة قال اه اما التبليغ فكقول امرئ القيس فعاد عداء بين ثور ونعجة. دراكا ولم ينضح بماء فيغسل اذا فعاد عداء بين ثور ونعجة والعداء الموالاة بين الصيدين يصرع احدهما في اثر الاخر في طلق واحد اه النعجة هي البقرة الوحشية والثور هنا المراد به ايضا. يعني الذكر من بقر الوحش. ودراك بمعنى وقال وصف هذا الفرس بانه ادرك ثورا وبقرة وحشيين في مضمار واحد ولم يعرق وذلك غير ممتنع عقلا ولا عادة. اذا هذا ان يكون الفرس مما يدرك صيدين في طلق واحد آآ ويعني يسرعوا هذه السرعة ويصادوا يعني ياتي الفارس ويكون على متنه يصيد به في طلق واحد ثورة وبقرة وحشية وثورا وحشيا. ثم ينزل عنه وكأنه لم يجري هذا الجرية. بمعنى انه لا يعرق قال هذا غير ممتنع في العقل ولا في العادة بمعنى ان هناك انواعا آآ من الجياد آآ يتفق لها مثل ذلك الصفة في العادات وكذلك في العقل يمتنع ان يكون الفرس قد درب واوصل الى هذا الحد. قال ومثله يعني في التبليغ قول ابي الطيب واسرع اي هي الوحش قفيته به. واسرع اي الوحش قفيته به. يعني اي اه اه اي حيوان وحشي اريد ان اصيده بهذا على ظهري هذا او على متن هذا الفرس استطيع ذلك واصرع اي الوحش قفيته به عنه مثله حين اركبه حتى قالوا ان يعني ابا الطيب قد اخذ هذا المعنى سرق هذا المعنى واخذ هذا المعنى من آآ بيت امرء القيس اذا واسرع اي الوحش يريد ان يبين صفات هذا الفرس وانه من الاصالة ومن الدربة على الجري واعتياده على ذلك انه قد وصل الى حد آآ تصيد به ما شئت من الوحش من حيوانات الحيوانات البرية وتنزل عنه كانك لم تركب كانك لم تركبه اه واما الاغراق والان النوع الاول للتبليغ هو الممكن في العقل وفي العادة غير ممتنع في العقل ولا في العادة. واما الاغراق الاغراق كما ذكرنا اه ممكن في العقل لكنه ممتنع في العالم بمعنى ما احد يفعله لكن العقل يتصوره. واما الاغراق فكقول الاخر وهو عمرو ابن الاهتمي التغليبي قال جارنا ما دام فينا ممكن في العقل والعادات لا شك. وكثير ونتبعه الكرامة حيث ما لا. قالوا هذا العقل يتصوره. يعني يمكن ان يكون ان يكون هؤلاء ممن يعني يتبعوا الجار الكرامة حيثما ذهب. لكنه في العادات لا يقع مع احد يعني اه كلفوا ذلك ان فيه من التكلف ما ما فيه فانه ادعى ان جاره لا يميل عنه الى جهة الا وهو يتبعه الكرامة وهذا ممتنع عادة بمعنى انه ما يقع ما سمع آآ ذلك آآ يعني قد يفعله فاعل مرة او آآ في موضع او في موضعين لكنه لا يفعل ذلك كما يدعي الشاعر ان ذلك يقع منهم دائما ونتبعه الكرامة حيث ما لا قال وهذا ممتنع عادة وان كان غير ممتنع عقلا. يتصور ذلك لكن فيه من التكلف ما يجعل الناس يعني في عاداتهم سكونه او لا يلتزمونه. وهما مقبولان اذا الاغراق والتبليغ والاغراق كلاهما مقبول فلذلك قالوا هما مقبولا. واما الغلو فالان هو كانه قسم. بدأ قسم المبالغة عامة الى ثلاثة اقسام الى التبليغ والاغراق والغلو فبدأ بالنوعين بالنوعين الاولين بدأ بالتبليغ والاغراق فقال هذان نوعان هما المقبول من المبالغة. والمبالغة المقبولة هي واحد هي احد المحسنات المعنوية. الان النوع الثالث وهو الغلو ففي الغالب انه غير مقبول. فاذا هو لا يدخل في المحسنات لكن ذكره لامرين. الامر الاول لانه ثالث اقسام المبالغة. الامر الثاني ان من الغلو ما هو مقبول كما سيأتي. وهذا المقبول من الغلو لا شك انه يدخل تحت المحسنات المعنوية لكن هو اراد بقوله وهما مقبولان يعني عن التبليغ والاغراق بمعنى انهما مقولان من غير شرط يعني آآ حيثما جاء حيثما جاء الاغراق والتبليغ على الصورة التي ذكرناها فهو من المحسنات وهو مقبول. اما الغلو وفي الأصل غير مقبولا لكن قد يطرأ عليه ما يجعله مقبولا واما الغلو اه يعني بمعنى ان الغلو مردود هذا يفهم من فحوى الكلام. فكقول ابي نواس واخفت اهل الشرك حتى انه لتخافون وكان نطفه التي لم تخلق فهذا ما يتصور لا في العقل ولا في العادات هذا يعني وصل الى حد ممتنع لا يمكن فلذلك قال هذا غير مقبول والحقيقة ان هذا البيت هذا البيتا بيت ابي نواس معيب عند الجمهور لكن قدامى بن جعفر وهو يعني ممن يميلون الى قبول المبالغة كيفما وقعت آآ استحسنه اخطأ من انكر على ابن واسم اه وكما قلنا لانه يستحسن الغلو في الشعر. والحقيقة ان الامدية الامام النقاد آآ وجهه توجيها حسنا. فقال يعني هو يريد لا تكاد تخافك يريد ان هناك تكاد مقدرة. قال والشعراء هذا كلامه. والشعراء تسقط تكاد في الشعر وهي تريدها. قال هذا معروف من استعماله حالاتهم انهم يريدون تكادها يحدفونها وجاء في القرآن مثل ذلك. قال الله عز وجل وان كان مكرهم لتزول منه الجبال. اي تكاد تزول فهذا مذهب لكن جمهور النقاد والبلاغيين على آآ ان هذا البيت او هذه الطريقة في قال والمقبول منه اصناف. اذا عرفنا لماذا اورد الغلو تحت المبالغة المقبولة؟ لان جزءا من الغلو يدخل تحت المقبول. اذا يدخل تحت محسنات بل والمقبول منه اصناف احدها ما ادخل عليه ما يقربه الى الصحة. اذا قد يدخل على الغلو او يدخل الشاعر على موضع الغلو ما يقربه من الصحة. يكون مردودا فيجعله بلفظ ما مقبولا كما اول الامني انفا بيت ابي نواس. قال لا تكاد لفظ تكاد يقرب المبالغة المردودة الى الصحة نحو قول يكاد في قوله تعالى يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار وفي قول الشاعر يصف فرسا وهو ابن حمديس الصقلي شاعر اندلسي ويكاد يخرج سرعة عن ظله عن الفرس. كيف يخرج عن ظله؟ ليس هناك شيء يخرج عن ظله لا الفرس ولا غيره لكن آآ هذا الشاعر لم يدعي لو انه قال يخرج سرعة عن ظله لكان من المبالغة المردودة لان هذا الامر مستحيل في العقل وفي العالم لكنه لما قال يكاد قربه الى الصحة وصار من المقبول. قال ويكاد يخرج سرعة عن ظله لو كان يرغب في فراقه اذا هو لم يرغب في فراق الظل. لو رغب في ذلك لخرج او لكاد فهذا اللفظ هو الذي قرب المبالغة الى الصحة. والثاني يعني الثاني من الطرائق التي تقرب المبالغة المردودة الى الصحة فتجعلها مقبولة. والثاني ما تضمن نوعا حسنا من التخييل. يعني اذا كان التخييل الوارد في البيت فيه شيء جديد فيه ابداع فيه اه شيء مبتكر. وقلنا يعني البديع الحديث. فكل ما هو مستحدث او كل ما هو جديد او كل ما هو مما لم يؤلف في التصوير وفي البعد وفي المبالغة اهذا الجديد الذي فيه يجعله مقبولا. يعني يشفع للشاعر انه جاء بشيء جديد. جاء بتخييل حسن آآ تألفه او تقبله النفوس ويقبله اصحاب الذوق. كقول ابي الطيب عقدت سنابكها عليها عسيرا. اذا عقدت سنابل وان كان هذا البيت حتى يعني هذا بيت ابي الطيب. يعني في الغالب النقاد اوردوه على وجه الاستحسان. لكن بعضهم كالمرزوقي مثلا عابه. وقال انه قد بلغ في الافراط حدا مستشنعا اه اذا عقدت سنابقها والهاء عائدة على الجياد. اذا الجياد وهي تسير تحرك التراب. تحرك الغبار فهذا غبار يرتفع يتكاثف فيعقد منه طريق هذه المبالغة. اذا ابو الطيب قال ان هذا الغبار الذي ارتفع من تحت اقدام الخيل قد تكاثف حتى انه عقد او بني منه طريق في آآ في اعلاها تستطيع الخيل ان تسير عليه من تكاسفه مبالغة كما نرى من حيث يعني اه الظاهر غير مقبولة لانها بلغت حدا مستشنعا كما قال المرزوقي لكن هذا التخييل الحسن شفع للشاعر في ذلك فقبل وجعل من والسنابك هي طرف اه مقدم الحافر. اذا عقدت سنابكها عليها على الخيل يعني عسيرا والعسر الغبار قالوا العثر الغبار ولا تفتح فيه العين ولا تفتح فيه العين ودنيا التوريات اللطيفة. يعني لا تفتح العين في الغبار الحقيقي. ولا تفتح عين عسير. يعني ما نقول عسير مثلا نقول طيب اذا والعسر الغبار كما قلنا ولو تبتغي عنقا والعنق ضرب من السير. لو تبتغي عنقا عليه امكنا. في بعض الروايات ما امكن اذا لا نقود من السير وهذا كما نرى ممتنع عقلا وعادة لكنه تخييل حسن صورة بديعة جدا انه بجهة يعني كثير من الشعراء هذا الغبار وانه حجب عين الشمس وان الدنيا قد اظلمت من كثرة الغبار وانه تعالى فملأ الفضاء وغير ذلك من الصور. لكن ان تقول ان هذا الغبار قد حتى انه قد صار طريقا يمكن للخيل ان تسير عليه هذا شيء بديع وقد جمع القاضي الرجاني وكما قلنا هذا من الشعراء المحببين الى المؤلف الى القزويني رحمه الله تعالى اه حتى انه اه الف يعني اختار من شعره والف كتابا الشذر المرجاني اه لكن هذا الكتاب اه في حدود علمنا لم ينتهي الينا اذا وقد جمع القاضي الرجاني بينهما في قوله يصف الليل بالطول. يعني جمع بين اللفظ الذي يقرب المبالغة الى الصحة بين المجيء بالتخيير الحسن قد يخيل لي يعني يوقع في خيالي يخيل لي ان سمر الشهب في الدجى اذا يريد ان يصف الليل بالطول يقول يعني النجوم ما تتحرك؟ فيخيل الي انها قد دقت بمسامير وثبتت في الفضاء فما تتحرك وزاد عليها قال وشدت باهدابي. كذلك آآ اجفاني ما تنطبق؟ وما تنام اه الصحو يأتيني من كل جانب فكان اجفاني هذه قد ربطت كذلك وشدت الى تلك النجوم بالحبال قال وشدت باهدابي اليهن اجفاني او شدت بالاهداب يعني شدت اجفاني بالاهداب الى تلك النجوم المسمرة في الفضاء. تخيل بديع جدا اه يشفع للشاعر اه امام هذه المبالغة التي هي في الاصل مردودة لان هذا لا يمكن ان تثمر النجوم المسامير وان يعني تثبت هكذا. وكذلك لا يمكن للاجفان ان تشد بالاهداف الى تلك النجوم. آآ الرفيعة لذلك آآ قلنا هذا امر ممتنع في العقل والعادة لكنه تخييل حسن في هذه الصورة وكذلك استعمل لفظ لفظا هذه المبالغة الى الصحة ما هو اللفظ؟ يخيل يخيل لي فيعني قدم بين يدي مبالغته لفظا يدل على انه انما يريد التخييل والثالث يعني من الطرق التي تقرب المبالغة المردودة الى المقبولة ما هي ما هي الطريقة الثالثة؟ اذا الطريقة الاولى هي استعمال لفظ يقرب المبالغة الى الصحة الثاني التخييل الحسن قال ما اخرج مخرج الهزل والخلع كقول الاخر يعني في مقامات الهزل يتجوز في ان يعني يأتي الشاعر او المتكلم باشياء يعني لا تقبل في العقد والعادة. لان المقام مقام الهزل ومقام الخلاعة يتسع لذلك. لذلك في يعني الطرائف وفي النكات وما الى ذلك يأتي الناس باشياء يعني غريبة عجيبة يريدون هم يريدون من ذلك التعجيب يعني الاصل في هذه الاشياء التعجيب وحمل النفوس حمل السامع على ان يتعجب لما يريده المتكلم. فلذلك يقبل في مثل هذه المبالغات كقولي الاخر وهو ابن المحتسب اسكر بالامس ان عزمت على الشرب غدا يعني اذا عزم على ان يشرب في اليوم التالي يسكر قبل يوم عجيب هاظا يعني هذا لا لا يمكن لا في العقد ولا في العادة. لكن هو اخرجه مخرج الهسد والخلاعة اراد ان يبالغ بتأثره اذا نوى شيئا في المستقبل يقع اثره قبل يوم. فهذا شيء من العجيب. قال اسكروا بالامس ان عزمت على الشرب غدا ان العشبي هو تعجب من كلامه ايضا قبل ان يتعجب منه السامع الان نوع العشرون من المحسنات المعنوية فرغ من الحديث عن المبالغة المقبولة سينتقل الى نوع اخر وهو المذهب الكلامي. اذا النوع العشرون من المحسنات المعنوية المذهب الكلامي. قال ومنه يعني من المعنوي المذهب الكلامي آآ هذا النوع اورده ابن المعتز في البديع بمعنى انه من الانواع القديمة المذكورة في اوائل كتب البديع وابن المعتز نسبه الى الجاحظ كذلك وهو ما نوع ما تعرفه قال وهو ان يورد المتكلم حجة لما يدعيه على طريقة اهل الكلام اذا يأتي بالحجج على طريقة اهل الكلام على طريقة البراهين وعادة شعراء ما يسلكون. هذه الطريقة يسلكون الطرق الخطابية التي لا تحتاج الى الادلة. لكن ان يسلك الشاعر طريقة الحجج والبراهين فهذا صار شيئا مستحدثا بديعا غريبا عن ساحة الشعر لذلك ادخل في المحسنات وهذا التعريف مذكور في المصباح لبدر ابن مالك. وابن ابي الاصبع في تحرير التحرير عرفه بقوله قال مأخوذ من علم الكلام الذي هو عبارة عن اثبات اصول الدين بالبراهين العقلية. اذا اذا استعمل الشاعر والمتكلم البراهين العقلية في كلامه سمي ذلك بالمذهب الكلامي. قال كقوله تعالى ويعني قالوا اراد بهذا المثال ان يرد على من قال ان المذهب الكلامي غير وارد في القرآن الكريم. يريد ان يقول ان هذا الفن ورد في القرآن الكريم وورد في الشعر ايضا اه كقوله تعالى لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا. فلم تفسدا اذا ليس فيهما الهة هذا يعني استدلال واضح سهل. آآ لكن هو على طريقة استدلاله آآ آآ على طريقة استدلال اهل الكلام وقوله وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه. يعني الاعادة اهون كذلك يعني من يخلق الخلق ويعيده لان من يخلق الاصعب يخلق الاسهل والاهون اي والاعادة اهون عليه من البدء والاهون من البدء ادخل في الامكان من البدء فالاعادة ادخل في الامكان من البدء وهو المطلوب وقوله تعالى فلما افل قال لا لا احب الافلين ما وجه الاستدلال فيه؟ قال اي القمر افل وربي ليس بافل فالقمر ليس بربي. استدلال واضح جدا يسير جدا لكنه على طريقة يعني على طريقة قياس المعروف عند اهل الكلام وقوله قل فلم يعذبكم بذنوبكم؟ اي يعني انتم تعذبون؟ انتم تقولون انتم ابناء الله وانتم تعذبون والبنون لا يعذبون فانتم لستم ببنين. فلستم ببنين لغو ومنه قول النابغة يعتذر الى النعمان. اذا هل يستعمله الشعراء؟ هل يستعملون هذه الطريقة من البرهان؟ قال نعم يستعملونها في بعض المواضع فنعمان ابن المنذر وجد على النابغة الذبياني لانه مدح الغساسنة. ونحن نعرف ان النعمان هي المنابرة والمناذرة كانوا على خلاف مع الغساسنة فهو ذهب الى اعدائه فمدحهم. كان يمدح النعمان ابن المنذر وكان نديما له ذهب فمدح اناسا او مدح آآ مدح من الملوك منهم على آآ خلاف او عداء مع النعمان بن المنذر فالان هو يريد ان يعتذر الى النعمان ابن المنذر عن ذلك. ويريد ان يبين بالاستدلال العقلي انه لا حرج فعليه في مدحهم يريد ان يقول هم اكرموه فمدحهم كما ان من يمدح الملك من يمدح النعمان ابن المنذر آآ هو يكرمه. فهو يفعل ذلك مقابل ما فعلوه. فلذلك قال حلفت فلم اترك لنفسي وليس وراء الله للمرء مذهب. وفي رواية مطلب. وهذا من الابيات التي تدل على مكانة الحلف والقتل سميع عند الجاهليين ما كانوا يحلفون الا على الصدق وكانوا مما يعظمون القسم لذلك قالوا وليسوا وراء الله يعني ليس وراء القسم شيء يمكن ان يذهب اليه الانسان في دفع الكذب عن دفع التهمة عن نفسه وما الى ذلك لان كنت قد بلغت عني جناية وفي رواية خيانة لمبلغك الواشي غش يعني يريد ان يقول انا ما ذهبت اليهم كرها لك وعداء لك وانما فعلت ذلك بمقتضى المروءة لان كنت قد بلغت عني جناية لمبلغك الواشي اغشوكي. اذا حلفت فلم اترك لنفسي كليبة. يعني شكا آآ وكذلك آآ قوله لان كنت قد بلغت عني جناية لمبلغك الواشي اغش واكذب ولكنني آآ ولكنني كنت امرأ لي جانب من الارض فيه مستراد ومذهب. اذا لي جانب آآ قالوا اراد بالجانب كانوا يقيمون هناك ومستراد يعني موضع يتردد فيه لطلب رزقي ومنتجع. من اراد الكلأ وارتاده. قال ولكنني كنت امرأ لي جانب. يعني ذهبت الى ذلك المكان وآآ ارتدته آآ طلبا للرزق وما الى ذلك. ملوك واخوان بقيت هناك ملوكا واخوانا ملوك واخوان اذا ما مدحتهم وفي رواية اذا ما لقيتهم احكم في اموالهم واقرب بفعلك اذا انا فعلت مع اولئك الصحب والاخوان اسديت اليهم احسانا طوقتهم احسانا بكلامها ومدحي مقابل ما يقدمون لي من الاموال والهدايا. قال فعلك في قوم اراك اصطنعتهم فلم ترهم في مدحهم لك اذنبوا. كذلك كما تفعل انت حين اه تكرم اناسا فيمدحونك مقابل ذلك الاكرام وانا كذلك اكرمت من جانبهم فمدحتهم. فهذا مثل ذاك يقول الان يشرح المصنف يعني طريقة المذهب الكلامي في هذه الابيات. يقول انت احسنت الى قوم فمدحوك. وانا احسن الي قوم فمدحتهم. فكما ان مدح اولئك لك لا يعد ذنبا فكذلك مدحي لمن احسن الي لا يعد ذنبا لا يعد ذنبا. وهذا الشرح بلفظه مذكور في المصباح للبدر بن مالك اذا كما نراه هي على طريقة القياس لكن القياس الليسير الذي يعني يفهمه كل احد وما ينكره احد. هذا النوع من القياس ما ينكره احد الان سينتقل الى نوع اخر انتهى من من المذهب الكلامي سينتقل الى نوع اخر وهو حسن التعليل. اذا النوع الان الحادي والعشرون من المحسنات المعنوية حسن التعليل. قال ومنه حسن التعليل. ما هو حسن التعليل؟ قالوا هو ان يدعى لوصف علة مناسبة له. ان يدعى لوصف علة مناسبة يعني شيء له وصف. هذا احمر ليس له عيد له الدم احمر مثلا. لم يكن عندهم علة لذلك. ما العلة؟ فيأتي شاعر ويقول هو احمر لكذا يذكر علة ليست حقيقية لكنها لطيفة الثلج ابيض لماذا يأتي احد يعني يذكر علة هذا الورد لماذا لونه اصفر؟ هذا الورد لماذا لونه كذا؟ لما لونه كذا او لما يميل الى هذا اه الشمس لما اه تشرق من هنا او تغرب من هناك. مثل هذه الاشياء ليس لها علة. فيأتي الشاعر بعلة لها غير حقيقية لكنها مقبولة فيها بديع فيها شيء محدث فيها شيء جديد مقبول في النفوس واو يكون لها علة احيانا لكن يأتي شاعر بعلة اخرى مخالفة للعلة المعتادة. ايضا بطريق مقبول. لذلك قال ان يدعى لوصف علة مناسبة له باعتبار لطيف غير حقيقي. اذا ما يذكر من العلل ليس علة حقيقية لكنه لطيف اه وهو اربعة اقسام اذا حسن التعليل اربعة اقسام لان الوصفة اما ثابت قصد بيان علته او غير ثابت اريد اثباته. اذا هناك وصف ثابت لكن ما بينت علته فيبين الشاعر علته او غير ثابت وصف غير ثابت اريد اثباته. والاول الذي هو الوصف الثابت آآ قصد بيان علته. اما ان لا تظهر له في العادة علة بل ليس له علة اه او ان تظهر له علة غير المذكورة اما ليس له علة فيخترع له الشعر علة او له علة فيخترع الشاعر له علة مغايرة. والثاني يعني الذي فيه الوصف او الوصف فيه غير ثابت اما ممكن او غير ممكنة. يعني اما هذا الوصف ممكن او غير ممكن. هذه الانواع الاربعة. قال اما الاول سرائي يشرحها واحدا واحدا. ويمثل لكل واحد منها. قال اما الاول ما هو الاول؟ يعني ما فيه وصف ثابت لكن لا تظهر له في العادة علة فكقول ابي الطيب لم تحكنا الك السحاب وانما اذا الان لماذا السحاب يمطر عندهم لم تكن علة معروفة في ذاك الوقت اه وان قال فالسحاب لم تقلدك في عطائك مثل هذه الصورة مذكورة عندهم ان بعضهم يدعي يقول السحاب انما يمطر لانه يحاكي فلان لانه يقلد فلان. قال لم تحكينا الك السحاب وانما حمت به اصابتها الحمى. لما رأت كرمك آآ غارت غيرة شديدة واصابتها الحمى من شدة الغيرة لانها رأت من يعني ينفق ويجود اكثر مما قال فصبيبها الرحداء. يعني هذا المطر الذي نراه هذا الماء الذي نراه هو ليس الماء الذي نعرفه او ليست علته الماء وانما ما علة انها ان السحابة قد اصيبت بالحمى وهي الان تنفض عنها ما آآ او تصب عنها هذا الماء يكونوا في اثر الحمى المحموم نعرف انه بعد ذلك يعرق عرقا شديدا فهذا الذي نراه من الماء انما هو العرق الذي يكون بعد الحمى. عرق المحموم او يكون في اثر الحمى فان نزول المطر لا تظهر له في العادة علة يعني في زمانهم وكقول ابي تمام ايضا من امثلة هذا النوع الاول قال لا تنكري عطلة الكريم من الغنى. قال الكريم لا تنكري ان يعني يعرى من الغناء هنا قليل المال. ومثل هذا يعني ليس له علة في الغالب. لماذا فلان فقير؟ ولماذا فلان غني من الله سبحانه وتعالى هو الذي قسم الارزاق وقسم هذه الاشياء بين العبادان آآ قال آآ لكن الشاعر هنا آآ جاء لهذا الامر بعلة. قال فالسيل حرب للمكان العالي. اذا السيل لا يصل الى الاماكن المرتفعة وكذلك الكريم هو في مكان مرتفع فما يصل اليه الغنى لذلك قال آآ والعطل لا تنكري عطلة العطل هو الخلو. يقولون يعني يجيد عاطل بمعنى انه يخلو من الزينة او يخلو من عقد وما الى ذلك وامرأة عاطل يقولون بمعنى انها غير متزينة اه علل عدم اصابة الغنى الكريم بالقياس على عدم اصابة السيل المكانة العالية كالطود العظيم اذا كما ان الجبل المرتفع لا يصل اليه الماء وكذلك الكريم المشابه في ارتفاع مكانته لذلك الطول لا يصل اليه الغنى والغناء يعني يقابل الماء. من جهة ان الكريم لاتصافه بعلو القدر كالمكان العالي. والغنى لحاجة الخلق اليه السيل. اذا فهو كذلك يعني الغنى كالسيل. والغني كالمكان العالي كالجبل لا يصل الى اعلى الجبل وكذلك المال لا يصل الى الكريم ومن لطيف هذا الضرب قول ابي هلال عسكري وهو من البلاغيين والنقاد الكبار صاحب كتاب الصناعتين وديوان المعاني وغيرها وهو شاعر ايضا قال زعم البنفسج انه كعذاره. يريد ان ان يصف الهنت النادرة تحتوي وورق ورقة البنفس. اجتحت ورقة البنفسج. هناك هان ناتئة اه تظهر فاراد ان يصفها قال زعم فهو يقول ما سبب هذه الهنا التي تظهر من تحت ورق البنفسج؟ من اين جاءت ما علتها؟ قال علتها ما سيذكره. وقال هو يعني قدم لهذا البيت بقوله وقلت في الهنة النادرة تحت ورقة البنفسجي ولا اسمع فيها من الشعر العربي شيئا. قال زعم البنفسج هذا هو السبب. زعم البنفسج انه كعذاره والعذار الشعر النابت على جانب اذا زعم البنفسج انه في حسنه كعذاره المحبوب. قال زعم البنفسج انه كعيداره حسنا فسلوا من قفاه لسانه. اذا هذه الهنة هي لسان البنفسج. لما ادعى هذه الدعوة سلوا لسانه فخرج. ليست علة حقيقية لكنه اعتبار او شيء لطيف قدره الشاعر وتخيله وقول يعني من ذلك ايضا آآ ومن لطيف ذلك وقول ابن نباتة في صفة فرس يعني فرس اغر محجب يعني كأن ننظر الى فرس اغر محجل بمعنى انه وفيه بياض بين عينيه في جبهته وبياض في يعني آآ اقدامه آآ او قوائمه فقد يسأل سائل ما سبب هذا البياض؟ من اين جاء هذا البياض؟ مثل هذا يجاب عنه الله سبحانه وتعالى خلقه كذلك. معنى ليس هناك علة ظاهرة لهذا الامر لكن هنا الشاعر اخترع له علة قال وادهم فرس اسود يستمد الليل منه الادهم يستمد يعني في سواده يفوق سواد الليل وادهم يستمد الليل منه ويطلع بين عينيه ثريا. اذا هذا البياض الذي في جبهته قال ويطلع بين عينيه الثريا من اين جاء الان سيبدأ بالتعليق؟ قال سرى خلف الصباح يطير مشيا. السبب انه في مرة من المرات اراد ان يلحق بالصباح هذا الفرس. سرى خلف الصباح يطير مشيا ويطوي خلفه الافلاك طيا. فلما خاف وشك الفوت منه لما خشي ان يفوته ادراك الصباح تشبث بالقوائم والمحيا. اذا امسك بالصباح بقوائمه ومحياه فبقي اه فيه اثارة من ذلك الصباح. فما فيه من البياض في جبهته وقوائمه هي من اثر ذلك الصباح الذي تمسك به يوما ما كما نرى علة غير حقيقية وهذا الوصف ليس له علة لكن الشاعر ابتدع له تلك العلة على هذا الاسلوب اللطيف واما الثاني اه اذا الان النوع الثاني من حسن التعليل. ما هو النوع الثاني؟ الوصف ثابت تظهر له علة غير المذكورة. اذا عندي وصف له علة لكن الشاعر يأتي له بعلة اخرى. فيما مضى لم يكن لتلك الاوصاف علة فاخترع لها الشاعر علة. الان الشاعر نأتي الى وصف له علة فيخترع له علة مغايرة او مختلفتان. فكقول ابي الطيب ما به قتل اعاديه ولكن. اذا اه هذا الرجل بدر ابن عمار يمدحه يقول هو لا يقتل اعداءه ليضعفهم ويفتك بهم. وهذه علة القتل. يعني هذا الوصف لماذا يقتل القائد اعداءه ليضعفهم يكسر شوكتهم. ويسخن لماذا يسخن فيهم من اجل اضعافهم؟ هذه هي العلة حقيقية. لكن قال هذا الممدوح لا يفعل ذلك في تلك العلة وانما يقتلهم لعلة اخرى. ما هي هذه العلة؟ قال ما به؟ قتل ولكن يتقي اخلاف ما ترجوا ذياب. قال للذئاب اعتادت ان هذا الرجل اذا ما غزا كثر قتلاه فكثرت كثر طعامها من لحوم القتلى فاملت او صارت تؤمل في كل غزوة له الطعام. فهو يقتل اعداءه لان لا يخلف ما رجت منهم فقال ما به؟ قتل اعاديه ولكن يتقي اخلاف ما ترجوا ثيابه. كما نرى هذه العلة غير حقيقية. وهي غير العلة الاصلية التي يعني المعروفة للوصف اخترعها الشاعر للمبالغة للمبالغة بهذا الاسلوب اللطيف للمبالغة في وصف الممدوح. الان سيشرحها والكلام الذي سيأتي به المصنع في الشرح آآ التعليل في هذا البيت هو من كلام الشيخ عبد القاهر في اسرار البلاغة. تصرف فيه تصرفا يسيرا فان قتل الملوك اعداؤهم في العادة لارادة اهلاكهم وان يدفعوا مضارهم عن انفسهم حتى يصفوا لهم ملكهم من منازعتهم. اذا ليضعفوهم كما قلنا ويكسروا شوكتهم. لا لما ادعاه يعني من ان طبيعة الكرم قد غلبت عليه انه صار كريما حتى ان يعني كرمه تعدى من العقلاء الى اه العجماوات اذا لا لما ادعاه من ان طبيعة الكرم قد غلبت عليه ومحبته ان ان يصدق آآ رجاء الراجين بعثته على قتل اعدائه. ليست هذه العلب حقيقية. لما علم آآ انه لما غدا للحرب غدت الذئاب تتوقع ان يتسع عليها الرزق من قتلاهم كانت ترجيه ذئاب دائما وهذه مبالغة في وصفه بالجود. اذا هو اراد ان يبالغ في وصفه بالجود فجاء بهذه الطريقة وبهذه الصفة ويتضمن المبالغة في وصفه بالشجاعة على وجه تخييلي. اي تناهى كيف من اين تأتي المبالغة في وصفه بالشجاعة؟ قال اي تناهت الشجاعة حتى ظهر ذلك للحيوانات العجمى. اذا اه شجاعته والصلاة الى حد يعرفه كل من يعقل بل ان غير العاقل كذلك ادرك انه شجاع. وانه اذا ما غزى فتك وان قتلاه يكثرون وان الطعام يكثر بتلك الذئاب من هنا لاحظوا كيف عبر عن هذا المعنى بطريقة آآ لطيفة فاذا غدا للحرب رجت الذئاب ان تنال من لحوم اعدائه. وفيه نوع اخر من المدح وهو انه ليس ممن يسرف في القتل طاعة للغيظ والحنق. ايضا يعني في هذه الفائدة وكقول ابي طالب المأموني في بعض الوزراء ببخارى ايضا من هذا النوع الذي يعني الوصف فيه له علة معروفة لكن الشاعر ذكر له علة اخرى المغرم بالثناء صب بكسبي اذا هو مولع بالسناء لكثرة ما يأتي به من الافعال الحميدة. اذا مغرم بالثناء يعني مولع به. صب بكسب المجد يعني عاشق يهتز للسماح ارتياحا. يهتز لي الكرم. والعطاء لا يذوق الاغفاء قال هو لا يغفوا ولا يريد ذلك عادة الناس انما تغفو اذ تذهب عن يعني نفسها التعب وما الى ذلك. هذه علة النوم والاغفاء. قال لا يذوق الاغفاء الا رجاء ان يرى كيف مستميح رواحا؟ والمستميح هو السائل. طالب العطاء. والرواح نقيض الصباح بمعنى ان السائلين يكثرون في الصباح لكنهم يقلون عند الرواح فيشتاق من شدة كرمه يشتاق الى هويتهم لانهم قلوا فيغفي لعله او في نيته اذا اغفى ان يرى طيفهم بشوقه اليهم واراد ان يعبر بهذا عن يعني غاية كرمه. وانه يسعد بلقاء اولئك السائلين وبمجيئهم ووفادتهم وكأن تقييده بالرواحي ليشير الى ان العفاة انما يحضرونه في صدر النهار. يعني يكسر مجيئهم في صدر النهار على عادة الملوك. فاذا فكان الرواح قلوا كما شرحنا انفا. فهو يشتاق اليهم فينام ليأنس برؤية طيفهم. وقال واصله من نحو قول الاخر واني استغشي. اذا استغشى وتغشى بمعنى تغطى بثوبه طلبا للنوم. واني لاستغشي وما بي نعسة ينسب البيت المجنون ولغيره. واني لاستغشي وما بي نعسة لعل خيالا منك يلقى خياليا. اذا هو يقول انا لا انام ريح جسدي وانما انام او اطلب غفوة ما من اجل او يعني اؤمل فيها ان ارى خيالك وهذا غير بعيد. يعني قال هذا المثال قد لا يندرج تحت هذا النوع لان المحب قد يريد ذلك يعني قد تكون هذه علة حقيقية بمعنى انه لان المحبين عادة يدعون انهم لا ينامون اه وانهم اذا اغفوا يأتيهم يعني يطمحون في هذا الاغفاء وفي هذا النوم ان يأتيهم طيف المحبوب في نومهم فهذا قد يكون علة حقيقية. قالوا هذا غير بعيد ان يكون ايضا من هذا الضرب يعني يمكن ان يندرج تحته الا انه لا يبلغ في والبعد عن العادة ذلك المبلغ. الذي ذكره في الممدوح. يعني عادة الممدوح لا يخطر في في باله هذا بانه يخفي ليرى لكن المحب نعم يحب يطلب ذلك على وجه الحقيقة. فانه قد يتصور ان يريد المغرم المتيم اذا بعد عهده بحبيبه ان يراه في المنام. نعم اطلبه وهذا كثير فيريد النوم لذلك خاصة. يعني قد يقول المحبوب انا لا اشتهي النوم الا لشيء واحد هو ان ارى طيف المحبوب. قد يريد ذلك حقيقة ومن لطيف هذا الضرب قول ابن المعتز. ايضا من هذا الضرب الذي فيه الوصف ثابت وله علة لكن الشاعر يذكر له علة اخرى قالوا اشتكت عينه فقلت لهم من كثرة القتل نالها الوصب. والوصب المرض. قالوا اشتكت عينه من الرمد او شيئا ما فقلت لهم من كثرة القتل نالها الوصف. قال المرض نالها لا بسبب الرمد وانما بسبب كثرة القتل. حمرة من دماء من قتلت. اذا هذه العين يعني قتلت كثيرا من المغرمين بها انما مرضت واصابها ما اصابها من كثرة القتل الحمرتها ما نراه من حمرة ليس بسبب هذا المرض الذي تدعون. وانما حمرتها من دماء من قتلت والدم في النص شاهد. عجب اذا يعني نصل للقاتل ترى فيه الدم وهو شاهد على ذلك. وكذلك العين القاتلة الدم فيها شاهد وقول الاخر يعني من لطيف ذلك ايضا قول الاخر اتتني تؤنبني بالبكاء. يعني تؤنبني على البكاء فاهلا بها وبتأنيبها. تقول وفي قولها حشمة والحشمة الاستحياء وفي يعني قول بعض اللغويين الغضب اه وتقول وفي قولها حشمة اتبكي بعين تراني بها؟ يعني كيف تبكي بعين تراني بها؟ فقلت اذا استحسنت غيركم امرت الدموع بتأنيبها. فاذا جاء للبكاء بعلة غير حقيقية لكنها مستحسنة في هذا الموقف. وذلك ان العادة في دمع العين ان يكون السبب فيه اعراض الحبيب او اعتراض الرحم طيب يعني اما ان يبكي المحب من اعراض الحبيب واما ان يبكي من تتبع الواشي له هذا هذان هما السببان المشهوران. ونحو ذلك من الاسباب الموجبة للاكتئاب. لا ما جعله من التأديب على الاساءة باستحسان غير الحبيب هادي علة غير حقيقية ان يقول انما تبكي عيني لانني اؤنب هذه العين لاستحسانها غيركم وهذا الكلام في التعليق على هذا البيت مع الاستشهاد بهذا البيت على حسن التعليل اورده الشيخ عبدالقاهر في اسرار البلاغة. وقد ذكرت لكم غير ما مرة ان الايضاح في كثير من المواضع يوشك ان يكون تلخيصا لكتابي الشيخ عبدالقاهر. الدلائل والاسرار واما الثالث الان انتقل الى النوع الثالث من حسن التعليل. ما هو النوع الثالث؟ الوصف غير ثابت اريد اثباته وهو ممكن. اذا الوصف في الاصل غير ثابت نريد ان نثبت للشيء وصفا وهذا الوصف ممكن فكقول مسلم ابن الوليد وهو المسمى بصريع الغواني وهو من يعني مشهوري شعراء العصر العباسي ومن مشهوري مدرسة البديع الذي حذا حذوه وازهد عليه ابو تمام فيما بعد يا وشيا حسنت فينا اساءته الواشي عادة لا يوصف بالاحسان كما قال القائل وذاك الشاهد يعني واضح جدا. جزى الله الشدائد كل خير الشدائد لا توصف لا يقال جزاها الله خيرا. لا تحمد. جزى الله الشدائد كل خير وان كانت تغصصني بريقي وما مدحي لها حبا ولكن بها عدوي من صديقي اذا اثبت هناك للشدائد وصفا. وهو انها محسنة. وهذا الوصف عادة لا يكون لها لكنه ممكن علله الشاعر كذلك يا واشيا حسنت فينا اساءته كيف الواشي دائما مذموم عند المحبين فكيف يعني تحسن اساءته قال نجح حذارك انساني من الغرق. يعني انسان عيني وانسان العين هو المثال الذي يرى في سواد العين. قال فان استحسان اساءة الواشي ممكن ممكن للانسان ان يستحسن شيئا في العادة لا يستحسن كأن يستحسن الشدائد او ان يستحسن الصعاب او ان يستحسن شيئا مرا طيب فان استحسان اساءة الواشي ممكن لكن لما خالف الناس فيه عقبه بذكر سببه وهو ان حذاره من الواشي منعه من البكاء. منعه من البكاء فسلم انسان عينه من الغرق في الدموع وما حصل ذلك فهو حسن من هذه الاوصاف. واما الرابع والان انتقل الى النوع الرابع. ما هو النوع الرابع من حسن التعليل؟ الوصف غير ثابت يعني الشيء ليس الوصف المذكور كما رأينا انفا. يعني الشدائد لا توصف بانها حسنة الوصف غير ثابتا اريد اثباته. نريد ان نثبت لشيء وصفا ليس له او ليس ثابتا له لكن ذلك الوصف غير ممكن هذا هو النوع الرابع وهو يعني يختلف عن الاول عن الثالث في هذا فانه ذاك ممكن وهذا غير ممكن. كمعنى بيت فارسي اه ترجمته وليس ترجمته لان هذا البيت اورده الشيخ عبدالقاهر في اسرار البلاغة ونقله القزوين يعني لم يترجمه القزويني وانما آآ وانما آآ نقله من الشيخ عبدالقاهر لذلك يعني هذا مما آآ سهى فيه بعض شراح التلخيص فاظن ان المصنف هو من ترجم هذا البيت ما ترجمة هذا البيت الفارسي لو لم تكن نية الجوزاء خدمته لما رأيت عليها عقد منتطقي والجوزاء اه كوكب حولها اه حولها مجموعة من الكواكب برج الجوزاء حوله مجموعة من الكواكب. هذه الكواكب المحيطة به تسمى نطاق الجوزاء وهو الآن النظر فرأى ان الجوزاء يحيط بها احاطة النطاق اه احاطة النطاق بما يحيط به. وجد حول هذه الكواكب تحيط محيطة بها. وهذا ليس له اه علة قال هذه الكواكب انما احاطت بها على انها وهي تسمى نطاق الجوزاء تشبيها لها بالنطاق. قال الجوزاء انما احيطت بذلك لانها ارادت خدمة هذا الممدوح فنسب اليها وصفا هذا الوصف غير موجود وغير ممكن. لا يمكن للجوزاء ان تخدم هذا الرجل على الاطلاق لكن ادعى انها تريد خدمته بين سبب ذلك او الدليل على ذلك بانها قد انتطقت بان من يريد ان يقوم بالعمل عادة عندهم ينتطق فلذلك قال فان نية الجوزاء خدمته ممتنعة. كما قلنا هذا ممتنع لكن الشاعر ادحى الان سيذكر شيئا يلحق او يلحق يلحق او يلحق بالتعديل قال ومما يلحق بالتعليل وليس به لبناء الامر فيه على الشك. اذا لماذا لا يكون من حسن التعليل؟ قال لانه مبني على الشك. اما هناك فيدعي الشاعر الوصفة او يدعي العلة ادعاء يعني من حيث الظاهر كأنه دعاء حقيقي ليس فيه شك. نحو نحو قول ابي تمام لذلك ما جرى اه يعني ما جيء فيه بالوصف او العلة على سبيل الشك يكون ملحقا بالتعليم نحو قول ابي تمام ربما شفعت ريح الصبا لرياحها. اذا الربى الاماكن المرتفعة شفعت ريح الصبا لرياضها. الى المزني ازا ساقتها الرياح ساقت الرياح المزنقة فجعل سوق الرياح المزنى اليها كأنها الشفاعة. يعني هذه الرباع شفعت الرياح لها عند المزن فجاءت المزن فماذا فعل يعني القت اه فيها اه خيرها وماءها. اذا ربا ان شفعت ريح الصبا لرياضها الى المزن حتى جادها وهو هامعون اذا حتى جادها وجاد هنا من الجود وهو المطر العظيم والهامع السائل. حتى جادها وهو هامع. اذا امطرت فيها النزن مطرا عظيما او غيثا عظيما. قال كأن السحاب الغر يعني ما سبب هذا المطر؟ قال كأن السحاب الغرة والغر جمع اغر مراد السحاب الماطرة الغزيرة الماء. قال كأن السحاب الغر غيبنا تحتها حبيبا فما ترقى. ترقى يعني ترقى فخفف الهمزة ويعني بمعنى رقأ بمعنى سكنا دمعها الجاري كما قال المتنبي في قصيدته في رساء جدته عن موتها بقوله رقى دمعها الجاري. بمعنى رقأ او يعني خفف الهمزة ومعنى رق دمعها يعني سكن توقف بمعنى انها ماتت فاذا قال كان السحاب. اذا هذا السحاب يمطر مطرا غزيرا. لم؟ ما سبب ذلك؟ قال كأن السحاب له حبيب في هذه الرابية او في هذه الرباع. فهو يبكي على هذا الحبيب عرفنا اذا ما الذي جعل هذا الشاهد من الملحق والتعليل ان ان الشاعر جاء به على طريقة الشك قال كأن السحاب لو انه قال السحاب الغر غيبنا كان من التعليم. كأن السحاب الغر غيبنا تحتها حبيبا فما ترقى. لهن مدامع وقول ابي الطيب يعني ايضا من الملحق رحل العزاء برحلتي اذا حين رحلت عن المحبوب رحل العزاء برحلتي فكأنني اتبعته الانفاس للتشييع. اذا رحل العزاء برحلتي. اذا حين رحلت رحل العزاء كذلك. فجعل قال علة تصعيد الانفاس في العادة هي التحسر والتأسف لا ما جوز ان يكون اياه. والمعنى رحل عني العزاء بارتحال عنك. اذا حين ارتحلت عنك ارتحلا ارتحل العزاء. اي معه او بسببه فكأنه لما كان الصدر محل الصبر وكانت الانفاس تتصعد منه ايضا صار العزاء والنفس الصعداء كانهما نزيلان. فلما رحل ذاك كان حقا على هذا ان يشيعه قضاء بحق الصحبة. وهذا الكلام ايضا في التعليق على البيت من آآ مأخوذ من كلام الشيخ عبد القاهر في اسرار البلاغ. الان ما الذي جعله من الملحق بحسن التعليل قوله فكأنني اتبعته وكأنني اتبعته الانفاس. لو انه قال اتبعته لكان من حسن التعديل الان سينتقل الى نوع اخر اه وهو النوع الاخير الذي نتناوله في هذا الدرس. اه وهو نوع الثاني والعشرون من المحسنات المعنوية. قال ومنه التفريغ. اذا النوع الثاني والعشرون من المحسنات التفريق ومنه التفريع وهو ان يثبت لمتعلق امر حكم بعد اثباته لمتعلق له اخر اذا ان يثبت لمتعلق امر حكم بعد اثباته لمتعلق له اخر كما سيأتي في الامثلة طبعا لابد من ان يكون على يشعر بالتفريع والتعقيب. ما يعني يخرج من هذا قولنا مثلا غلام زيد راكب وابوه رجل يعني لما ذكر الركوب ذكر مقابله فر عليه ماذا؟ انه راجل. لكن لابد من ان يكون هذا على سبيل التفريع التعقيم كقول الكوميد احلى احلامكم لسقام الجهل شافية. اذا احلامكم والحلم عكس الجهل. احلامكم الجهل شافية من يرى حلمكم يشفى من داءه الجهل. بمعنى يتعلم منكم ويتربى من اخلاقكم. احلامكم لسقام الجهل شافية كما دماؤكم تشفي من الكلب. اذا فرع الان على ذكر ان الاحلام لسقام الجهل شافية او انها يعني حلمهم هذا يحمل الجاهل على ان على الحلم بمعناه انهم يعني يذهبون ما في نفسه لما يرى من حلمهم كما دماؤكم تشفي من الكلب وهم يدعون ان يعني من عضه كلب كلب فانه لا دواء له انجع من شرب دم شريف يعني يدعون انها تشرط الاصبع اه او يقولون يعني تشرط الاصبع اليسرى من رجله وتؤخذ من دمه قطرة على تمرة وتطعم فيبرأ. لذلك هم يقولون يعني دم الاشراف آآ يبرئ من الكلب فهو دواء. فلما ذكر ان الاحلام دواء من الجهل فالراء على ذلك ان يقول ان يعني كما ان او لما كان هناك شيء ثابت وهو ان الدماء دماء الملوك شفاء من الكلب جعل ذلك سبيلا لان يقول ان احلامكم تشفي من الجهل. قال فرع من وصفهم بشفاء احلام لسقام الجهل وصفهم بشفاء دمائهم من داء الكلب. يعني لا شك فرع الثاني على الاول لكن انا ذكرت ان الاول يعني كان الاول فرع من حيس المعنى لان الثاني ثابت ومعروف. فكأنه اصل بصرف النظر عن هذا فقال اذا فرع من وصفهم بشفاء احلامهم لسقام الجهل وصفهم بشفاء دمائهم من داء الكلب. اه نقف عند هذا هذا النوع في هذا الدرس ونتابع ان شاء الله بقية انواع المحسنات المعنوية في الدرس القادم. والحمد لله رب العالمين