الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واختفى اثره واتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد ما يشيع بين بعض الناس من تعيين ليلة القدر بليلة من الليالي هو نوع من الاجتهاد الذي قد يستند الى رؤيا او يستند الى شيء مما يجعلهم يذهبون الى تلك التعيينات والتحديدات لكن ينبغي الا يكون هذا مقعدا عن العمل والجد والاجتهاد في جميع العشر. فان جميع العشر محل لادراك هذه الفظيلة. وذلك ان من قام العشر فسيدرك ليلة القدر بلا شك كان منه ايمانا واحتساب. فان ليلة القدر لا تخرج عن هذه العشر. واما تعيينها بليلة من الليالي فهذا ان فتح للانسان فيه شيء بان رأى رؤية او صدق الواقع رؤياه او رجح قولا من الاقوال بتعيينها فانه يجتهد في هذه الليلة ولا يمنع ذلك ان يجتهد في غيرها من الليالي ذلك ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اعتكف العشر الاول كما في صحيح الامام مسلم من حديث ابي سعيد ثم اعتكف العشر الاوسط كل ذلك يطلب ليلة القدر. وفي يوم العشرين من رمضان قال لاصحابه لما هموا بالخروج من اعتكف معنا فليعتكف. فاني اريد ان اني اسجد في صبيحتها فيما يطيل. فدل هذا على ان ليلة القدر وان علم الانسان بعلامتها في ليلة من الليالي فانه لا انتصر في العمل على تلك الليلة بل يجد في كل الليالي ولذلك لم ينقل ان النبي صلى الله عليه وسلم ولا ان اصحابه الذين رأوا ما بهم العلامة انه يسجد في صبيحتها في ماء لم ينقل انهم بعد ليلة واحد وعشرين خرجوا من المعتكف او لم يكن لهم نشاط في الطاعة والعبادة فينبغي ان يكون المؤمن على جد واجتهاد وبذل وصبر وتحري للفضل وان يري الله تعالى من نفسه خيرا فان اعتكاف هذه هذه الايام وصلاة القيام في هذه الليالي فيه خير تعظيم وفضل كبير ينبغي للمؤمن ان يحرص عليه. فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم الا يحرمنا فضله. وان يبلغنا في مولانا وان يعيننا على الطاعة والاحسان وان يستعملنا فيما يحب ويرضى في السر والاعلان وان يعفو وان يتجاوز عن عن الخطأ والغفلة والتقصير. وان يعيننا على الطاعة في السر والعلن. وصلى الله وسلم على نبينا محمد