وعلى واحسن كما احسن الله اليك. فقد احسن الله تبارك وتعالى الينا اذ جعلنا من دون الناس من اهل القرآن والسنة. من حملة العقيدة دعاة التوحيد والسنة احسن الله الينا ايما احسان الحمد لله الحمد لله الرحمن الرحيم. احمده سبحانه وهو الغفور الكريم. واشهد ان لا اله الا الله لا شريك له السميع العليم واشهد ان محمدا عبده ورسوله خير المعلمين صلى الله عليه وعلى اله واصحابه الغر الميامين. وعلى من تبعهم باحسان الى يوم الدين. وبعد فعنوان هذه المحاضرة الاحتساب في التعليم. مما لا يشك في عاقل سواء كان معلما ومعلمة او لم يكن كذلك الا ويدرك ان الاحتساب له منزلة عظيمة عند الله عز وجل. وكثير من اعمالنا سبب تفاوته فيما بيننا في تحصيل اجورها راجع الى النيات والاحتساب فيها. والله عز وجل امرنا ان نخلص في جميع اعمالنا وان نبتغي من وراء ذلك وجهه تبارك وتعالى. وهذا هو الاحتساب ان الانسان يعمل عمل يحتسب من وراء ذلك الاجر عند الله تبارك وتعالى الاحتساب معناه ان الانسان يعمل العمل مخلصا لله تبارك وتعالى. لا يراعي نظرا ناس ولا مراقبتهم ولا مشاهداتهم ولا غيابهم. وانما يراقب السميع العليم البصير جل في علاه القدير الشهيد الذي يرى كل شيء الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين انه هو السميع العليم. فالاحتساب له منزلة عظيمة. ولهذا نحن ندرك كيف فاق من فاق مع ان اعماله مع ان اعماله نفس اعمال الاخرين لكنه فاق الاقران لاحتساب فيما عند الرحمن جل في علاه. الذي يريد وجه الله تبارك وتعالى يخلص في عمله الذي يريد رضوان الله يكون محسنا في عمله. الذي يريد المراتب علي عند الله لابد ان يكون محتسبا في اعماله كلها ومن اعظمها واجلها من اعظم الاعمال واجل الاعمال التعليم. كيف اذا كان هذا التعليم متعلقا بتعليم كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبيان العقيدة الصحيحة وبيان الطريق الموصل الى الله تبارك وتعالى. يجب على الانسان يدرك ان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كان من اهم وظائفه صلوات ربي وسلامه عليه وعلى اله وصحبه كان من اهم وظائفه عليه الصلاة والسلام التعليم. كما قال الله عز وجل عنه ويعلمه الكتاب والحكمة. وقال كما ارسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم اياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة. الكتاب القرآني باتفاق والحكمة السنة على الصحيح من اقوال المفسرين رحمهم الله تعالى. بل ان النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم قال انما بعثت معلما. ونحن ندرك من حيث اللغة العربية يدرك المعلم والمعلمة ان كلمة انما تفيد الحصر فكأن النبي صلى الله عليه وسلم ما بعث الا معلما مرشدا. وهذا المعنى يؤكده قوله تبارك وتعالى في سورة الغاشية ما انت عليهم بمسيطر ان عليك الا البلاغ. فالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم ليس عليه الا البلاء والحساب على الله عز وجل. الاحتساب في التعليم فوائده عظيمة جدا هذه الفوائد منها راجعة الى النفس ومنها ما هو راجع الى المال ومنها ما هو راجع الى العاجلة ومنها ما هو راجع الى الاخرة. ومنها ما هو راجع الى المتعلمين والمتعلمات الانسان مأمور في نفسه بالاحسان. ولا يتأتى هذا الاحسان الا بالاحتساب. يقول الله جل اذ جعلنا من المصطفين من اهل الاسلام. ورزقنا اتباعه فالسنة الغرة من دون البدع والاهواء. فاذا استشعر العبد احسان الله اليه الى الناس كما قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا. ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا. كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم. فمن استشعر حال نفسه ايه؟ اتى بالعمل على الوجه الشرعي المرضي عند الله تبارك وتعالى. وما من معلم ولا الا وقد اعطاه الله عز وجل كمالات بشرية ليست موجودة في غيره. فالمعلم اكثرهم وجلهم رزقهم الله تبارك وتعالى عقولا فتميزوا عن من سواه. هذه نعمة بحاجة الى رعاية وشكر لا يتأتى الا باداء ما عقلنا الى من لم يدرك او لم يعقل والبصر واللسان والقدم واليد هذه من احسانات الله الينا. فكيف نقابل هذه الاحسانات الا بالاحسان بها. الاحسان بهذه الالات ومن اعظم ذلك ان تخدم هذه الالات في تعليم الناس دين الله تبارك وتعالى وعلى رأس الدين اصله ومصدره واساسه ومنبعه القرآن الكريم والسنة النبوية الانسان الذي يراقب الكاميرات والبصمات هذا الرجل ليس محسنا ولا محتسبا. الذي يراقب الله عز وجل هذا هو المحسن. هذا هو المحتسب اذا كان الناس يعملون يريدون من وراء اعمالهم اجورا عاجلة. يحتسبون الاجور العاجلة فان المعلم عليه ان يعلم لدين الله تبارك وتعالى يعلم دين الله لله فلا يصح لاحد ان يعلم لاجل الدينار والدرهم فان العلم عبادة العلم الشرع وتعليم الناس هذا العلم الشرعي لاجل المال نوع من انواع العمل للدنيا من كان يريد عرض الحياة الدنيا نؤته منها. الله عز وجل له الدنيا والاخرة. فماذا نريد؟ ينبغي لنا ان ندرك في اعمالنا المباحة ينبغي ان نعمل نريد بها الاخرة اما الاعمال التعبدية وعلى رأسها تعليم الناس دين الله تعليم الناس كتاب الله تعليم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم العقيدة الصحيحة الفقه يجب ان نكون مخلصين لله عز وجل. من عمل عملا مما يبتغى به وجه الله لا يريد به الى الدنيا فعلا رأي راح رائحة الجنة. او كما قال صلى الله عليه واله وسلم وينبغي علينا ان ندرك ان تعليم الناس بصورة الاحتساب يكون سببا من اسباب البركة في البدن نفسا وفي المال حس ومشاة ربما يكون انسان يحتسب الاجر عند الله عز وجل في تعليمه. ويأتيه ما يأتيه من الجعلاء. او من بيت مال يمين ولاجل احتسابه يكون هذا الكم والقدر القليل مباركا واخر ربما يأخذ كما كبيرا بالنسبة اليك واليك ولكنه لا يجد البركة فمن اعظم اثار الاحتساب بالتعليم البركة في المال. كذلك من اعظم منافع الاحتساب في التعليم البركة في الاولاد. فان من اهتم بالقرآن الكريم بارك الله له في ذريته. ومن اهتم بالسنة الغراء رفع الله قدره في العلياء ولم يجعل شأنه امترا. بل رفع ذكره ذكرا حسنا. وجاء هذا ايضا واقعيا وقد ذكر الله عز وجل عن ذاك الولد الذي جاء موسى ومعه الخضر وبنيا له جدارا او الخضر له جدارا. لماذا بنى الخضر له جدارا؟ سأله موسى عليه السلام عن ذلك فقال واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان ابوهما صالحا لابد من الاحتساب في التعليم حتى نجد بركة زلك في انفسنا في في اموالنا في عاجل امرنا وفي اجل امرنا. واما العاقبة الحميدة للمحتسبين فهذا جاء فيه احاديث كثيرة وايات كثيرة. من الايات في ذلك ان الله عز وجل قال مبينا للمخلصين انهم ينفقون ويعملون ما يعملون ماذا يريدون الا ابتغاء وجه ربه بعد ولسوف الا هنا استثناء منقطع بمعنى لكن اي لكن يعملون هذه الاعمال تعبدية الانفاق في سبيل الله وغير ذلك من الاعمال لماذا يبتؤون وجه الله عز وجل النتيجة الاجلة ولسوف يرضى. يجعله الله تبارك وتعالى مرضيا. وهذا معناه انه يعطيه ويمنحه حتى يرضى عن ربه تبارك وتعالى. وايضا الله سبحانه وتعالى ذكر لنا في ايات كثيرة نسفه وعدم قبوله للاعمال وذلك لانها لم تكن خالصة له. قال جل وعلا وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ولو تأملنا في احوال هؤلاء لوجدنا ان سبب ذلك عدم الاخلاص او انتفاؤه والله سبحانه وتعالى قال لنبيه صلى الله عليه واله وسلم وما تكون في شأنها ولا تتلو منه من قرآن. ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك اذا الله جل وعلا يعلم هذه الاعمال فيجازي فان كان المعلم او المعلمة محسنا فالله يقول هل جزاء الاحسان الا الاحسان وهذا عام في الدنيا والاخرة ومن اتقن العمل واحتسب الاجر فيه عند الله عز وجل فانه يجد المحبة من الله. لانه جل في علاه يحب المحسنين. والمحسن مع الله هو الذي يراقبه طيب والمحسن مع العباد؟ المحسن مع المتعلمين ما علامته؟ يعني لو كان الانسان يريد ان يعرف ما هو ميزان الاحسان الى المتعلمين الظرب وشتمه وسبه النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم وضع لنا قاعدة تبين لنا حقيقة الاحسان مع الخلق. فقال عليه الصلاة والسلام في حديثين عظيمين قال واتي للناس الذي تحب ان تؤتى. يسأل المعلم او المعلمة نفسه. لو كنت في هذا السن صغيرا كيف اريد ان يتعامل معي معلمي او ومعلمتي يسأل المعلم او المعلمة نفسه كيف لو كنت صغيرا يريد خلق معلمه او معلمته وهكذا دواليك والحديث الثاني قوله صلى الله عليه واله وسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه فهذه علامة الاحسان ظاهرا اتي للناس الذي تحب ان تؤتى. وباطنا احب للناس ما تحبه لنفسك اما الاثار العظيمة للاحتساب على المجتمع وعلى المتعلمين فهي ايضا كثيرة متعددة. لكن اهمها صلاح المجتمعات فمتى ما وجد المصلحون فمتى ما وجد المصلحون وجد الصلاح ومتى ما عدم المصلحون انتشر الفساد. ومن علامات المصلحين كونهم في تعليمهم مخلصين كونهم في تعليمهم محتسبين. هذه من علامات المحتسبين. فاذا اذا اردنا صلاح مجتمعنا فان مبدأ ذلك من عند المعلمين والمعلمات كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في عهده عين اناسا من اصحابه يعلمون الناس القرآن وكانوا يسمون القراء. ويعلمونهم دينهم الله عز وجل. اذا اسلم احد جديدا قد لا يكون النبي الكريم صلى الله عليه وسلم له متفرغا ويكون عنده من الاعمال ما هو اعم نفعا واكثر انتشارا فيدفع هذا المسلم الجديد الى القراء هؤلاء. فيعلمونهم جاء احد الصحابة الى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم اخبره انه علم فلانا اية او ايتين من كتاب الله عز وجل واشترط لذلك اجرا فدفع اليه الرجل اجره فقال النبي صلى الله عليه وسلم جمرة او جمرتان من النار او كما قال عليه الصلاة والسلام. فهذا الحديث بمجموعه يدل على ان صلاح المجتمعات بصلاح الاصلاح في التعليم. الاحتساب في قد يقول قائل او قائلة يجوز اخذ الاجرة على تعليم الناس القرآن؟ الجواب نعم يجوز اذا كان جعانة او من بيت مال المسلمين ولكن لا يقولن معلم او معلمة لا اعلم الا اذا دفع الي المتعلم اجره اما اذا دفع له اجر من جهة اخرى فهذا الامر فيه واسع ان شاء الله تبارك وتعالى اذا من اعظم منافع الاحتساب في التعليم اصلاح المجتمعات. ومن منافع الاحتساب في اصلاح الافراد. فان الاجيال القادمة مبناهم على هؤلاء الذين نعلمهم سواء كانوا في رياض الاطفال او كانوا في الابتدائية او في اي مرحلة من المراحل وهنا انبه نفسي واياكم واياكن الى امر ينبغي لنا فيه ان نفرح به. وان نزداد سرورا وان نزداد جدا ونشاطا الى الله تبارك وتعالى بسببه الا وهو يتأمل احدنا وتامن يا امة الله وانت تعلمين الطفل في رياض الاطفال حرفا. ثم يتعلم القراءة فلا يقرأ حديثا واية الا وهو في ميزانك. هذا امر عظيم. والله لو لم يكن من منافع الاحتساب في التعليم الا هذا اذا كان حريا بالانسان ان يزيد من عدد لديه وان يجتهد في ان يعلم اكبر قدر ممكن جاء في صحيح الامام البخاري ومسلم من حديث عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه. النبي صلى الله عليه وسلم ربط هذه الخيرية بتعليم القرآن وبتعلم القرآن وذلك لان هذه خير الوظائف. قال انما بعثت معلما. لكن هنا ننتبه خيركم من تعلم القرآن قال وعلم قال راوي الحديث عن عثمان وهو ابو سلمة ابن عبد الرحمن ابن عوف ابو عبد الرحمن ابو عبد الرحمن ايش؟ لا ابو ابن عبد الرحمن ابن عوف قال ما اجلسني في هذا المسجد منذ ثلاثين سنة الا هذا الحديث. نتأمل الان ثلاثين سنة وهو يجلس في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وهو احد الفقهاء السبعة على احد الاقوال يعلم الناس القرآن. شيء عجيب سبحان الله العظيم. لماذا؟ لانه يزيد من حسنات نفسه من قرأ حرفا من كتاب الله فله به عشر حسنات. طيب اذا علمنا انسانا يقرأ القرآن. علمتي طالبة استطاعت قراءة القرآن فلا يقرأ قرآنا الا وهو في ميزانك. هذا شيء عجيب سبحان الله العظيم ولهذا لو تأملنا لماذا كان العلماء العاملون خير الناس عند الله؟ لان لهم من حسنات ما لا يمكن ان يكون لغيرهم فكم استفادت الامة من درر كلامهم ومن عظيم افهامهم ومن جميل استنباطاتهم وكان ذلك له الاثر الكبير في في تعلم دين الله تبارك وتعالى. اذا نظرنا الى هؤلاء الاجيال الذين نعلمهم فهم شباب وهم عماد المستقبل. فاذا احتسبنا الاجور في تعليمهم فنحن والله نوجد مجتمع صالح واعمدة صالحة في المجتمعات القادمة القائمة. اما اذا اهملنا او امهلنا او سوفنا او كسلنا فان وبال ذلك يرجع الينا فيرجع المجتمعات ويرجعوا الى الاجيال القادمة وهنا اذكر قصة نقله لي احد مشايخي رحمه الله ان رجلا من اهل العلم كان جالسا في مجلسه فقال لمن حوله من الطلاب مثل من تريدون ان تكونوا فقال بعضهم مثل فلان وبعضهم قال مثل فلان فقال ابنه الذي كان يجلس قريبا منه اريد ان اكون مثلك فقال اخسأ لا تعدو قدرك ورفسه برجل فتعجب الطلاب من حال هذا الشيخ لما يعامل ابنه هذه المعاملة فسأله احد الطلاب يا شيخنا لماذا عاملت ابنك هذه المعاملة قال لاني لما كنت في سنه كنت اريد ان اكون مثل الحافظ بريحته. وما بلغت الا هذا المبلغ البسيط. وهو يريد ان يكون مثلي فلن يكون شيئا وهذا يعني اننا يجب ان نرفع همم الذين ندرسه وان نعلمهم النشاط والجن والاجتهاد وقدوتنا في ذلك محمد صلى الله عليه وسلم. مع مشاغله الكثيرة واعماله المتعددة في الامة ومع ذلك لا ينسى تعليم الصبيان والغلمان والرجال والصغار والكبار والنساء. بوب البخاري رحمه الله في كتاب العلم باب تخصيص النساء في التعليم. وذكر العلماء حديث الترمذي من رواية ابن عباس يا غلام اني اعلمك كلمات. النبي صلى الله عليه وسلم يعلم العقيدة لهذا الصبي الصغير من الصحابة لانه غدا سيكون له شأن هكذا ينبغي لنا ان نقتدي برسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ان ننظر الى اطفال اليوم ان انهم شباب الغد والى شباب اليوم انهم كهول الغد فحينئذ نخلص ونجد ونجتهد ان شاء الله في اصلاح الاجيال النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم لما وجد ما وجد من شدة المشركين عليه وجاءه ملك الجبال كما تعلمون ليطبق الاخشبين على اهل مكة الجبلين العظيمين المحيطين بمكة ما نظر النبي صلى الله عليه وسلم الى هؤلاء الذين اضروه ولا الى هؤلاء الذين ظلموه ولا الى هؤلاء المشركين من قبل. وانما نظر الى الاجيال القادمة فقال لا لعل الله ان يخرج من اصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا اذا لابد للانسان في تعليمه ان يكون مدركا لهذا الامر ان ابناءنا اليوم هم المعلمون غدا ان كيف نزرع نحصد ومن زرع حبا فانه يحصد سبع مئة حبة ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربه لا يقول انسان والله انا اعلم القاعدة النورانية انا اعلم الحروف الابجدية لا هذا الذي لهؤلاء هو الاس والاساس واذا كان قويا متينا راسخا كان ما بني عليه قويا متينا رأسه وهذا المعنى ادركه حتى الغرب فاصبحوا يضعون في رياض الاطفال والمدارس الابتدائية المتخصصين الكبار. ثم في المتوسطة والثانوية المعلمين المعتادين واليوم نرى نحن هروب كثير من المعلمين والمعلمات من رياض الاطفال او من الابتدائية لا شك ان هذا العمل شاق وفيه صعوبة على النفس فربما يكون فيه شيء من الضجر ولكن الاحتساب هو الذي يرفع هذا كله. الاحتساب في التعليم يرفع عن الانسان النصب والتعب يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ما يصيب المسلم من وصف ولا نصب ولا شوكة يشاكها الا كان كفارة اذا هذه قد تفوت على من يعلم في المراحل العليا. لكنها ملازمة لمن يعلم في المراحل الاولى في المراحل ايضا حتى نكون محتسبين بالتعليم فان لابد ان نجد فان الاجر على قدر النصب. قال النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم لام المؤمنين رضي الله تعالى عنها اجرك على قدر نصبك طبعا ليس المقصود ان الانسان يتعب نفسه قصدا وانما المقصود ان الانسان اذا سلك المسلك المباح المتاح شرعي ثم نصب في سبيل الوصول الى التعبد فانه يعظم له الاجر عند الله فمثلا انسان بيته بعيد عن المسجد واخر بيته قريب من المسجد ليس البعيد كالقريب. وهذا جاء مصرحا به في الصحيحين ان رجلا كان يسكن في طرف من اطراف المدينة. قيل في جهة بني سلمة وقيل في جهة وقيل غير ذلك فقال له رجل من الانصار لو انك انت قلت وجاورت المسجد فقال ما احب ان بيتي يكون طنابه بطناب بيت رسول الله صلى الله عليه عليه واله وسلم فظن ذاك الرجل انه فيه نوع النفاق فقال لاشتكينك الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فلما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بمقالته قال لما قلت ذا؟ قال يا رسول الله اني احتسب ذهابي وايابي. ممشاي الى المسجد فتأملنا هذا الحديث العظيم الذي يدل على ان الذي ينصب في التعليم ليس الذي لا ينصب يعني مثلا قد يكون انسان مدير في مدرسة تعليمية او يكون الانسان موجه في مدرسة يعني لا يتعب كما يتعب المدرس. لا يكونان عند الله تبارك وتعالى سواء وايضا وبه ان شاء الله تبارك وتعالى اختم الحديث ان ندرك ان ما عند الله عز وجل ما عند الله الجنة غالية. وهذه لا تدرك الا بالاخلاص لله عز وجل والمتابعة للنبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم واعظم علامات الاخلاص الاحتساب. واعظم علامات المتابعة ان نتابع النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم في التعليم والتزكية والتربية. فما اغفل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم العلم والعمل جمع بينهم. لهذا قال تعالى يعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيه اذا لابد المعلم والمعلمة وهما محتسبان الاجر عند الله ان لا يغفلا التربية مع التعليم. وهذا يعني انه ربما يضطر المعلم او المعلم معلمه الى شيء من الذكي ونوع من الغلظة في مكانه بحسبه واحيانا بالترغيب والترهيب واحيانا بالحب وهو اعظم انواع التعليم اقول ايها المعلمون والمعلمات متى ما اقتدينا برسول الله صلى الله عليه وسلم انتج تعليمنا شيئا عظيما. كان تعليمه عليه الصلاة والسلام بالحب. يجعل المتعلمين والمحب لمن يحب مطيع فاذا احبوه تعلموا منه بيسر وسهولة. ولهذا لو ننظر الى تعليم النبي صلى الله عليه وسلم نجد انه عليه الصلاة والسلام لم يستخدم الضرب في التعليم مثلا. اي نعم تخدم التعنيف. استخدم الشدة بالقول والعقاب. ولكن لم يستخدم لانه عليه الصلاة والسلام استخدم اعظم وسيلة تعليمية وهي الحب. متى ما جعل والمعلمة جعلوا المتعلمين يحبونهم كانوا من افرح الناس بوجودهم. ومن الناس بملاحظاتهم ولهذا ينبغي علينا ان نحرص جدا على ان نكون متبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبذلك نحصل الاجور العظيمة التي تؤهلنا ونحن في سلك التعليم ان نصل الى مرتبة المجاهد في سبيل الله. الى مرتبة المجاهد في سبيل الله لان المقصود من الجهاد نشر دين الله عز وجل وصد عدوان المعتدين والتعليم من اعظم الوسائل المؤدية الى نشر دين الله تبارك وتعالى. اسأل الله جل وعلا ان يرزقني واياكم واياكن الاخلاص في القول والعمل والاحتساب في التعليم وصل اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الحمد لله رب العالمين