الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس وفي الاقتتال بين طوائف المسلمين هؤلاء الذين يتنازعون على شيء من الدماء او يتنازعون على شيء من الارض او الاموال او القمار او المخدرات وهذه اثام تتفاوت وجرائم ليست على حد سواء ولكن ان يركب المراكب الصعبة بتدينه يبتغي ما عند الله عز وجل ثم بعد ذلك يلغ في الدماء وفي رمي اخوانه بالكفر فلربما اقرب الناس اليه فهذه اعظم مما سبق اعظم من هذه المعاصي التي سبقت من الزنا وشرب الخمر يعني لو بقي في تلك الاوحال ده كان اهون وهذا يعني ب الجهاد في سبيل الله وهذا يعني بالعلم فهذا كله من قبيل اختلاف التنوع الاختلاف في العمل المشروع ولكن للاسف الشديد حتى هذا النوع صرنا فيه الى حال ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم يعني قوتكم وجماعتكم ونصركم شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك الى ان قال الله عز وجل ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ومرحبا بكم جميعا ايها الاخوة والاخوات واسأل الله تبارك وتعالى ان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته في البداية اقول ايها الاحبة لا جديد بما يتعلق بموقفي من التصوير لا جديد ولكن كما كنت اذكر بعدد من المناسبات بان تعليم الناس والخروج في هذه الفضائيات من فروض الكفايات فيرتكب اخف الضررين لدفع اعلاهما واما توسع الناس بهذا التصوير فهذا من المنكر والذي ينبغي ان يراجع الانسان فيه نفسه الاخوان اكثروا علي في هذا وما زلت استخير الى بعد صلاة العصر من هذا اليوم على كل حال حديثنا ايها الاحبة بهذه الليالي عن الاختلاف وموقفنا منه وسيجيب هذا الحديث ان شاء الله عن تساؤلات متعددة فاول ذلك لماذا نطرح هذا الموضوع والثاني من المخاطب لذلك ثم نتحدث عما ورد من النصوص بالامر بالاجتماع والنهي عن التفرق والاختلاف ثم بعد ذلك يرد الكلام على السؤال الاخر هل حققت الامة ذلك وامتثلت تجانبت الاختلاف واجتمعت على الحق ثم بعد ذلك يأتي الكلام على نتيجة ما يذكر في الجواب عن هذا السؤال بعد ان نستعرض التاريخ ونرى ما الت اليه احوال الامة فيكون الكلام بعد ذلك عن العلة والسبب او الاسباب التي ادت الى التفرق والاختلاف ثم بعد ذلك يأتي الكلام على سؤال اخر مع جوابه وهو عن كيفية التعامل مع الاختلاف. كيف نتعامل معه ثم بعد ذلك يأتي الكلام على سؤال اخر وجوابه وهو الطريق الى الاجتماع ما الطريق؟ ما السبيل الى ذلك هذه مجامع هذه القضايا التي نتحدث عنها في هذه الليالي وساذكر في مضامين هذا الحديث ان شاء الله اشياء من كلام اهل العلم واشياء اخرى من التاريخ فيها من العبر والعظات ما الله به عليم نبدأ اولا ايها الاحبة بي السؤال الذي اشرت اليه انفا لماذا نتحدث عن الاختلاف نتحدث عن الاختلاف ايها الاحبة لما وصلنا اليه وصارت حالنا عليه مما يعرفه العدو والصديق من كثرة التفرق والانقسام والتشرذم والاختلاف والتنازع والتناحر على جميع المستويات تجد ذلك في المنتسبين الى العلم على قدم وساق وتجد ذلك في المنتسبين الى الدعوة الى الله تبارك وتعالى وتجد ذلك ايضا في المشتغلين بالجهاد وتجد ذلك في طوائف الامة على اختلاف اهتماماتهم واعمالهم واحوالهم الا من رحم الله تبارك وتعالى. هذا بالاضافة الى امر اخر وهو هذا الاعلام بانواعه لا سيما الاعلام الجديد الامر الذي ادى الى زيادة التنازع والشر وكثرة الاختلاف والتفرق والتشرذم وذلك من جهتين الاولى ان ذلك صار بيد كل احد قديما لربما او قبل سنين لا يستطيع الكثيرون بل لا يستطيع الاكثرون ان يعتلوا المنابر ولا ان يخرج منهم الواحد في قناة فضائية لانه لا يجد ما يؤهله لهذا التصدر فيبقى منطويا على نفسه او متحدثا بين زملائه وماذا عسى ان يبلغ هذا الحديث واما اليوم فقد وجد منبر من لا منبر له فصارت هذه الالات والوسائط والوسائل بيد الصغار حيث يتمهرون بها اكثر من الكبر وصار كل احد لا يمنعه من الكلام الذي يلقيه ويسجله بصورته وصوته او الكلام الذي يكتبه لا يمنعه سوى نفسه لا يحجبه ولا يحجزه عن ذلك احد كل احد صار يكتب ما شاء ويقول ما شاء يتفوه بما شاء نريد ان يبدي رأيا في كل قضية تقع وان ينظر واذا تكلم كل احد وبهذه الطريقة من غير شرط ولا قيد لا بقيد علم ولا بقيد ورع ولا بقيد عقل ولا بقيد حكمة يراعي فيها المصالح والمفاسد ولا بقيد نية وقصد صالح. فلربما كان الدافع لدى بعضنا ان يثبت الواحد حضورا وان يسجل هذا الحضور بتعليق هش ركيك ينبأ عن ضحالة في التفكير وضحالة في العلم وضحالة في الرأي وضحالة في الثقافة وضع حاله في معرفة الواقع المهم ان نكتب المهم ان نتحدث المهم ان نبدي رأيا بكل واقعة تقع المشكلة الاخرى ايها الاحبة ان ذلك صار يبلغ الافاق وبمجرد ما يكتب ثم يرسله بعد ذلك يقرأه من باقطارها والمشكلة الاخرى ايضا ان العدو والصديق العاقل وغير العاقل كل هؤلاء يكتبون تحت اسماء حقيقية او اسماء مستعارة او يخفي الاسم الذي يكتب تحته بالكلية فلا يدرى هل هذا من اهل الاسلام هل هذا الذي يكتب من اهل السنة هل هذا من اعداء المسلمين لقد صرنا الى حال ايها الاحبة لا نميز معها بين المعتوه والمدسوس لا نميز لا ندري هذه الكتابة كتبها عدو مندس من اعداء الاسلام يريد الافساد والايقاع بين المسلمين او ان الذي كتبها رجل من المسلمين لكنه لم يسعفه عقله ولا رأيه ولا دينه وورعه وتقواه. فجاءت كتابته مدمرة مفسدة وهذا امر ايها الاحبة نشاهده جميعا فصار ذلك سببا الى مزيد من التفرق والانقسام والتشرذم والاختلاف حتى صرنا الى الحال التي نعرفها جميعا ولا تحتاج الى مزيد من التوصيف ومن ثم يأتي الكلام ايها الاحبة على السؤال الاخر وهو من المعني بهذا الحديث في هذا الحديث ايها الاحبة لا اخاطب شخصا بعينه ولا اعني به طائفة بعينها وانما المقصود به اولا وقد احضرت هذا ليالي واياما في نفسي ان اول من يقصد بهذا الحديث هو نفسي ان اعظ به نفسي وان اذكر بذلك نفسي ويستحضر الوقوف بين يدي الله عز وجل فيما اقول ان الله سيحاسب الانسان على ما يقول ويعرض عمله على قوله كلنا سنحاسب بهذه الطريقة ايها الاحبة الخطب والكلام كثير والكتابات كثيرة جدا. لكن هذه نصيحة ايها الاحبة انصح بها نفسي وانصح بها من شاء الله ان ينتفع بها وان تبلغه لعل ذلك يكون سببا للمراجعة والمحاسبة وعن نفكر مليا في حالنا واعمالنا واقوالنا وكتاباتنا وما صرنا اليه ان نراجع مواقفنا وكل واحد منا ايها الاحبة معني بذلك ومخاطب به فلا يصح بحال من الاحوال ان يتوجه الذهن الى قوم اخرين يفرق عليهم اجزاء هذا الحديث فيقال هذه الجمل يقصد بها الطائفة الفلانية وهذه الجمل يقصد بها فلان وهذه الجمل يقصد بها فلان ليس هذا هو المراد وانما هذا الحديث متوجه الى كل واحد منا بعينه واول ذلك انه متوجه الى المتحدث به فهي نصيحة نصيحة مشفق نصيحة محب ليس هذا بكلامي متحامل ولا حالق ولا شامت وانما هو كلام محب مشفق تحب الخير لاخوانه المسلمين جميعا وينصح لهم بما ينصح به لنفسه ولا يزكي نفسه بحال من الاحوال كلنا نخطئ ويقع منا الزلة والعثرة ولكن العاقل المسدد هو الذي يراجع نفسه دائما يراجع مواقفه حتى يلقى الله عز وجل على حال مرضية هي نفس واحدة ايها الاحبة كما قال بعض السلف فاذا ذهبت فلا سبيل الى الاستدراك والرجوع بنفس اخرى ولا يصح بحال من الاحوال ايها الاحبة ان يجعل الانسان نفسه بمنأى عن هذا كله وان ينزه نفسه ويرى البلاء والخطأ والانحراف بغيره بهذه الطريقة لا يمكن ان يصل الانسان الى حق ولا ان يصحح الخطأ والزلل كلنا يقصر وكلنا يخطئ وكلنا يذنب وكلنا يقع منه ما يقع في قلبه او في لسانه او في جوارحه ولكن اسأل الله تبارك وتعالى ان يحفظنا واياكم بالسنة والاعتصام بها وان يميتنا على ذلك وان يعيذنا ويجنبنا مضلات الفتن الشياطين ايها الاحبة تتخطف الناس منذ القدم ولكن في هذا العصر صار هذا التخطف اعظم واكبر وصار الشر والفتنة اقرب الى الواحد منا من اليد للفم فتن الشهوات ويكفي في ذلك هذه الاجهزة التي يصل بها الى انواع الشرور في الدنيا بباب الشهوات بعد ان كان ذلك يتعذر على من طلبه واراده قبل سنين قريبة وكذلك فتن الشبهات يستطيع الواحد وهو في بيته ان يقرأ في مذاهب الارض من الكفار بطوائفهم من المشركين ومذاهب اهل الكتاب والملاحدة ويقرأ في مذاهب اهل البدع والاهواء بانواعهم وان يلج في كل مدونة وموقع يلبس ويشكك ويثير الشبهات الشياطين كثر وابواب جهنم مشرعة وعلى كل باب شيطان يدعو اليه فمن له ميل الى العلم والثقافة يجد من الشياطين من يقول الي الي ومن يكون في طبعه نوع غلظة وشدة يجد من الشياطين من يقول الي الي ومن يكون في طبعه شيء من اللين يجد من الشياطين من يوافق ذلك ويجذبه الى باب من ابواب جهنم من يميل الى الشهوات باي نوع منها فهناك ابواب وشياطين قد تخصصوا في هذه الابواب وهكذا ايها الاحبة المقصود اما هذا الاختلاف ايها الاحبة الذي تعاني منه الامة منذ القدم اذى الشر الذي قد استفحل لا يخفى على احد منكم ان الاختلاف منه ما يكون من قبيل اختلاف التنوع ومنه ما يكون من قبيل اختلاف التضاد وهذه جملة لا تحتاج الى شرح ولكن للاسف الشديد اصبحنا نختلف الاختلاف المذموم الذي يحصل معه التدابر والتقاطع والتهاجر العداوة والبغضاء بامور هي من قبيل اختلاف التنوع التي لا يجوز الافتراق عليها هذا فتح له ابواب من الخير والعمل الصالح وهذا فتح له ابواب من الخير والعمل الصالح بعد الفرائض فهو يعنى بها هذا يعني بالدعوة الى الله يحصل بسببها التنازع المذموم خلاف التنوع مثل صيغ العبادات المشروعة انواع القراءات الصحيحة الثابتة فهذا لا اشكال فيه كله حق انواع الاذكار المشروعة فاذا تحول هذا الى نوع من الاختلاف المذموم فماذا عسى ان تصير اليه الحال في اختلاف التضاد خلاف التضاج الذي يوجد فيه الراجح والمرجوح الصواب والخطأ. واختلاف التضاد هذا في اصله كما هو معلوم منه ما لا يوجب العداوة والبغضاء لان له من المسوغات والاسباب ما يبرره وقد كتب فيه العلماء كما هو معلوم ومن ابرز هذه الكتب ما كتبه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه رفع الملام عن الائمة الاعلام ذكر اسباب اختلاف العلماء لماذا يختلفون والصحابة رضي الله تعالى عنهم اختلفوا ولم يوجب ذلك بينهم العداوة والبغضاء ولكن هذا الاختلاف اذا اختلط مع الاهواء فانه يتحول الى شيء اخر يتحول الى اختلاف مذموم يحصل بسببه التدابر الذي نهانا الله عز وجل عنه التقاطع تغير القلوب تحصل معه العصبيات والحمية الجاهلية وهذا امر مشاهد للاسف على نطاق واسع بين طوائف الامة تحصل العداوات بسبب اختلاف في الاجتهادات اجتهادات لا توجب التفرق والاختلاف ثم بعد ذلك تتحول الى نزاع لا يرضاه الله عز وجل ولا يرضاه رسوله صلى الله عليه واله وسلم اما الاختلاف غير السائغ في اصله وهو اختلاف اهل الاهواء فهذا باب واسع الذي يبنى على اصول منحرفة على قواعد غير صحيحة تحاكم اليها النصوص من الكتاب والسنة الذي يبنى على غير اصل الذي لا يكون قائله منطلقا من قاعدة صحيحة في العلم والفهم والنظر والاستدلال هذا خلاف اهل البدع والاهواء وهو الخلاف الذي لا يعتد به. بهذا انحرفت الطوائف منذ وقت طويل هذا الذي اوجب الاختلاف الحقيقي بين طوائف الامة. لكننا في هذا العصر اصبحنا نختلف على الاجتهادات اصبحت الطائفة الواحدة تنقسم على نفسها وتتشرذم على امور اجتهادية سواء كان ذلك في مسائل العلم او في قضايا العمل والتطبيق او تحقيق المناط او كان ذلك في امور اخرى كالكلام في توثيق زيد او عمر او تجريحه نختلف على قضايا مثل هذه كان ينبغي ان يكون الاجتهاد في مثل هذه القضايا سائغا وهذا له رأيه وهذا له رأيه وهذا له نظره وهذا له نظره ثم ماذا لكن تحولت الحال الى شيء اخر. نريد من الاخرين ان يوافقون على كل شيء واذا وافقت هذا لم توافق هذا وسيأتيكم في التاريخ عجائب وغرائب وللاسف نحن كثيرا ما نترك الاعتبار بالتاريخ والنظر بما مضى وكان فان ذلك يتكرر في واقعنا حتى انه لربما يشبهه تماما ولم يبقى الا الاسماء الاسماء فقط تتغير وساورد لكم في مضامين هذا الحديث ايها الاحبة من العجائب والغرائب ما يعجب منه العاقل كيف يوجد بين البشر فضلا عن اهل الايمان ستجد في التاريخ اشياء ستجد اقواما كانهم خلقوا للاختلاف وستجد من الافكار والاراء والانحرافات والضلالات ما لا يمكن ان يتابع عليه صاحبه الا ان ذلك يذكر بان لكل ناعق تبع وتجد مصداق ذلك فعلا بهذا التاريخ الطويل ننتقل بعد ذلك ايها الاحبة الى الكلام على النصوص الواردة بالامر بالاجتماع والنهي عن الاختلاف وهي نصوص كثيرة فالشارع تارة يذكرنا بنعمة الله عز وجل علينا بالاجتماع واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا تذكير بهذه النعمة من اجل ان تحفظ من اجل ان نحافظ عليها لانه اذا حصلت العداوة بين الناس والشر تفرقت القلوب وتلاشت القوى واشتغل الناس ببعضهم الى غير ذلك من الاثار التي سنذكرها بعد ذلك وتارة يأمرنا في الاجتماع كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بالجماعة يعني الزموا الجماعة فان يد الله على الجماعة بمعنى ان الناس اذا تفرقوا وتشرذموا فان يد الله لا تكون معهم وفي الحديث الاخر فان الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين ابعد وفي الحديث فانه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه اذا شبر فكيف بالذي يخالف ويفارق اميالا وفراسخ وتارة ينهانا عن التفرق صراحة واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا كبر على المشركين ما تدعوهم اليه الله يجتبي اليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب وما تفرقوا الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه هذا الذي شرعه لنا من الدين على لسان نبينا صلى الله عليه وسلم وما اوحى به الى الانبياء من لدن نوح صلى الله عليه واله وسلم وعلى سائر الانبياء عليهم الصلاة والسلام وفي الحديث ان الله يرضى لكم ثلاثا وذكر منها ان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. والمقصود ايها الاحبة ان الاختلاف مناف لما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم وقد جاء عن عمر رضي الله تعالى عنه الخليفة الراشد المحدث انه قال لا تختلفوا فانكم ان اختلفتم كان من بعدكم اشد اختلافا يخاطب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وانظر الى هذا الموقف منه رضي الله تعالى عنه وارضاه لما سمع ابي بن كعب وابن مسعود يختلفان في صلاة الرجل في الثوب الواحد او الثوبين. مسألة فقهية الرجل يلبس الازار فهل يطالب بان يلبس الرداء فيستر عاتقيه او منكبيه حال الصلاة اختلف ابي وابن مسعود وهما من علماء الصحابة رضي الله عنهم في مسألة سائغة الاختلاف فيها مسألة فرعية كما يقال فماذا كان موقفه رضي الله تعالى عنه صعد المنبر وقال رجلان من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اختلف فعن اي شيء فعن اي فتياكم يصدر المسلمون لا اسمع اثنين اختلفا بعد مقامي هذا الا صنعت وصنعت مسألة فقهية بين اثنين من علماء الصحابة الكبار ابي بن مسعود ويقف عمر رضي الله عنه على المنبر ويتوعد ولا يستثني احدا لا عالما ولا متعلما يتوعد من يختلفون فكيف لو رأى عمر رضي الله تعالى عنه الحالة التي نحن عليها وكيف لو اطلع على ما نكتب في هذه الوسائط والوسائل الجديدة كل واحد يريد ان يبدي رأيه وان يتكلم بما شاء. علي رضي الله تعالى عنه في ايام خلافته قال لقضاته وكانت له اراء في بعض المسائل خالف فيها من قبله مسائل فقهية يصوغ الخلاف فيها وهو الخليفة فماذا قال للقضاة هؤلاء؟ قال اقضوا كما كنتم تقضون فاني اكره الخلاف. وارجو ان اموت كما مات اصحابي. لاحظ ما قال انا الخليفة وانا مسؤول عن هذا. ولا يمكن ان يقضى بين الناس الا بما اتبناه وادين الله عز وجل به مع انه من علماء الصحابة ومن قضاتهم. وهو الخليفة امام مجتهد وهو ايضا من اهل القضاء ومع ذلك يقول مثل هذا الكلام اقضوا كما كنتم تقضون. فاني اكره الى اختلاف ما قال انا ادين الله عز وجل بهذا ولا يمكن ان يمضي في هذا العهد بايام خلافة الا ما ادينوا الله به. ما قال هذا. اشياء ويرى انها غير صحيحة. ومع ذلك يأمرهم ان يقضوا بما كانوا يقضون به منها كل ذلك كراهية للاختلاف انظر الى هؤلاء الائمة الكبار من اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم وتارة ينهانا الشارع عن مشابهة اولئك الذين تفرقوا واختلفوا ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا فنحن منهيون عن التشبه بهم وشيخ الاسلام رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة اصحاب الجحيم ذكر انواعا من التشبه التي ضاهت فيها هذه الامة وشابهت من كان قبلها مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة فذكر شيخ الاسلام رحمه الله من هذه القضايا التي تابعت فيها هذه الامة للامم قبلها التفرق والاختلاف التنازع وتارة يذم اهل التفرق ذلك بان الله نزل الكتاب بالحق وان الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد يذمهم من اجل الا نقع فيما وقعوا فيه من اجل الا يصدر عنا ما حصل منهم والله تبارك وتعالى يقول عن اولئك فتقطعوا امرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله الزبر الكتب يقول اي كل فرقة صنفوا كتبا اخذوا بها وعملوا بها ودعوا اليها دون كتاب او دون كتب الاخرين كما هو الواقع الذي نعيشه الان. يعني هذا الذم الذي ذكره الله عز وجل لهؤلاء الذين تقطعوا امرهم بينهم زبرا ان يختص باولئك من اهل الكتاب او من المشركين ممن ذمهم الله تبارك وتعالى الجواب ايها الاحبة ان هذا الذنب يلحق من وقع في ذلك من هذه الامة وذلك انه كما قيل على قدر المقام يكون الملام هذه الامة اشرف ونبيها اكمل وكتابها اعظم فاذا وقع منهم هذا التفرق والاختلاف كان الذنب الذي يلحقهم اعظم من الذنب الذي يلحق من قبلهم ولا يجوز للامة بحال من الاحوال ان تتقطع امرها بينها زبرا. هؤلاء لهم شيوخ وهؤلاء لهم شيوخ او لا لهم مواقع وهؤلاء لهم مواقع هؤلاء لهم مصنفات وكتب يرجعون اليها ويتتلمذون ويتربون عليها يتلقون عنها وهؤلاء لهم مصنفات وكتب يتلقون عنها. هذا لا يجوز. هذا مما ذمه الله تبارك وتعالى وحذر منه. والله تبارك وتعالى يقول يوم تبيض وجوه وتسود وجوه. يقول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما تبيض وجوه اهل السنة والائتلاف وتسود وجوه اهل الفرقة والاختلاف لاحظ تبيض وجوه وتسود وجوه. المعنى اعم من ذلك لان الله تبارك وتعالى قال فاما الذين اسودت وجوههم اكفرتم بعد ايمانكم قال في من وقعوا في الكفر لكن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وجماعة من السلف حملوا ذلك على ما يشبهه فادخلوه تحته لاحظ ان الكثيرين ايها الاحبة يدعون بخاصة انفسهم او في ما هم عليه بانهم اهل السنة والجماعة وان من خالفهم فليس كذلك فحينما يرد مثل هذا النص عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فان السامع قد يقول نعم نحن اهل السنة والائتلاف وهو يمزق الصف ويشتت الشمل ويعادي اخوانه المسلمين على قضايا اجتهادية اهل السنة والائتلاف فهل نحن من اهل الائتلاف ام اننا من اهل الاختلاف ان نعرف ايها الاحبة ما هي الامور التي ينبغي ان نختلف عليها وما هي الامور التي ينبغي ان نجتمع عليها المسألة ايها الاحبة ليست بالدعاوى الكل يدعي انه على هدى جميع الطوائف حتى اولئك الذين عدهم العلماء من الخارجين عن الثنتين والسبعين فرقة يقولون انهم على الحق والهدى وان من عاداهم فهو على الضلالة العبرة بماذا هل العبرة بالاسماء والالقاب العبرة بالدعاوى العريضة ليست العبرة بذلك ايها الاحبة فقد يتسمى الانسان بالاسماء الشريفة الشرعية ولكن واقعه ابعد ما يكون عن هذا العبرة بما يكون عليه الانسان من الاستقامة ولزوم الكتاب والسنة والصراط المستقيم نعم نحن لا نقر غير الاسماء الشرعية. ولا يجوز لاحد ان ينتسب الى اسم غير شرعي تسب الى الاسلام هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا انتسب الى الاسلام او سماكم المسلمين على القولين للسلف ان الذي سمانا هو الله او ان الذي سمناه ابراهيم صلى الله عليه وسلم ننتسب الى السنة اهل السنة والجماعة ولا ننتسب الى غير ذلك ولكننا ايضا في الوقت نفسه لا نتعامل مع الناس انطلاقا من تلك الاسماء التي نسميهم بها او التي يسمون انفسهم بها مع اننا لا نقر غير الاسماء الشرعية وانما ننظر في حقيقة ما هم عليه من الاعتصام بالكتاب والسنة ولزوم الصراط المستقيم قولا وعملا المعول على هذا الله خلق الموت والحياة. لماذا ليبلوكم ايكم احسن عملا ليست العبرة باعمال كثيرة على غير الوجه المشروع وليست العبرة باسماء والقاب او دعاوى طويلة ندعيها العبرة بلزوم الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم خاطبنا بقوله لا تختلفوا فتختلف قلوبكم الاحظ هذا في اي سياق تسوية الصفوف في الصلاة اذا كان مثل هذا الاختلاف في الوقوف في الصف يورث اختلافا في القلوب فكيف بما هو اعظم من ذلك هي فيما هو اعظم من هذا ماذا عسى ان يورث من الشر والعداوات فالقلوب امور يسيرة كان يراعيها النبي صلى الله عليه وسلم لجمع الكلمة ودفع اسباب الشر والاختلاف وكان صلى الله عليه وسلم يقول اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فاذا اختلفتم فقوموا خرج صلى الله عليه وسلم على اصحابه وهم يتنازعون في ايات من كتاب الله تبارك وتعالى يتنازعون في مسائل وقضايا فماذا قال صلى الله عليه وسلم ابي هذا امرت غضب حتى كأنما فقأ في وجهه حب الرمان عليه الصلاة والسلام نقاش وجدال بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيكون موقفه صلى الله عليه وسلم هو الزجر عن ذلك والغضب والنهي عنه فكيف مجادلاتنا من يحسن ومن لا يحسن عبر هذه الوسائل والوسائط وما يتلو ذلك من التراشق وتبادل التهم والتضليل بل والتكفير وتارة يرغبنا في الصلح لا خير في كثير من نجواهم او نحو ذلك وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله فان فات فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا لا تقف مع هذا دون هذا لا بكلمة ولا بممارسة او محاباة او غير ذلك هذا خط احمر جمع الكلمة ترك اسباب الشر والتنازع والتفرق انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم. جاء بهذه الصيغة التي هي من اقوى صيغ الحصر انما المؤمنون اخوة ولا يصح ان يكون حالهم على غير هذا الاخوة الايمانية يجب ان تكون متحققة. وهذه الاخوة لها مقتضيات من النصرة والمحبة لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه هل نحن كذلك حينما نختلف على هذه الاخوة الايمانية وحفظ مقتضيات هذه الاخوة واقعة ومتحققة او اننا ننسى جميع هذه الحقوق وندير ظهورنا نحوها فلا يبقى الا القطيعة والتربص كل طائفة تتربص بالاخرى الدوائر بل اكثر من هذا لربما صار ذلك الى حال من الاقتتال بل لربما صار الى حال من التكفير الرمي بالكفر من اجل ماذا من اجل اننا اختلفنا في اجتهاداتنا ببعض الامور والله عز وجل يقول فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم. قدم التقوى الامر بالتقوى لان القلوب ان لم تكن متحققة بالتقوى ايها الاحبة ومعنى ذلك انها لا تصغي لنصح ناصح ولا يؤثر ذلك فيها والقلوب قد اعتراها ما اعتراها وحصل لها من انواع القسوة ما نعلمه جميعا واذا اردتم ان اقرب لكم هذا بمثال يوضحه فهذا الانسان الغافل المعرض الذي قد انغمس في شهواته وسكر في لذاته حينما يصنع نصح الناصحين وبعض الواعظين فان ذلك قد لا يؤثر فيه يدخل ويسمع خطيب الجمعة ويخرج كما دخل واذا قيل له اتق الله لربما يأنف ويغضب والاخر لربما يسمع الكلمة والاية والموعظة فيرق قلبه ويلين ويبكي ويتأثر ويستجيب وينتصح ما الفرق بين هذا وهذا الفرق ان هذا قد وجد في قلبه من التقوى ما يحمله على القبول والامتثال والاخر الاخر لم يوجد في قلبه من تقوى الله عز وجل ما يدعوه الى قبول نصح الناصحين ووعظ الواعظين والتذكر بايات الله تبارك وتعالى ننتقل من هذه الصورة الى حالنا التي الفنا فيها هذا الاختلاف والشقاق والنزاع فما عاد مثل هذا الكلام يؤثر فينا فاصبح بعضنا ايها الاحبة حينما يسمع مثل هذه النصوص وهذه الايات لربما يوجه ذلك الى غيره وانه ليس بحاجة الى مثل هذا الكلام هو ليس بحاجة الى ان يسمع منك ولا ان يقضي لحظة في الوقوف مع حديثك هذا ما الذي حصل ما الذي اعترى القلوب؟ ما الذي غيرها ما الذي يجعل ذلك المنغمس في شهواته يصير في تلك الحال فلا ينتفع بنصح الناصحين وهذا الانسان الذي ظاهره الاستقامة ايضا في هذا الباب لا يقبل من عادل ولا ناصح ولا مشفق ولا محب انما يريد من الاخرين ان يوافقوه بغير استثناء الا يستثنوا ان يكون معه على طول الطريق في كل اجتهاداته وارائه وفهمه واحكامه هل هذا هو المراد من الذي يدعي لنفسه العصبة اتقوا الله واصلحوا ذات بينكم. الانسان يتهم نفسه دائما يقول ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تبارك وتعالى فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم. في هذه الاية يقول هذا تحريج من الله على المؤمنين ان يتقوا الله وان يصلحوا ذات بينهم تحريج والله تبارك وتعالى يقول والصلح خير وهذا عام وان كان هذا السياق في قضية معينة لكن اللفظ عام مطلق كما يقول القرطبي رحمه الله يقتضي ان الصلح الحقيقي الذي تسكن اليه النفوس ويزول به الخلاف انه خير على الاطلاق والصلح خير الصلح خير ويدخل في هذا ماذا جاء السياق فيه الصلح بين الرجل وامرأته فهذا خير من الفرقة فالتمادي على الخلاف والشحناء والمباغضة يقول هي قواعد الشر وسيأتي في الحديث بالبغضة انها الحالقة الصلح نبذ اسباب الشر خير لاحظ هنا ما قال خير في الدنيا خير في العاجل او خير في الاخرة خير في الباب الفلاني وانما اطلق ذلك والاصل ان مثل هذا يحمل فيه المقتضى يعني المقدر المحذوف على اعم معانيه فان حذف المقتضى يعني المقدر المحذوف يحمل على اعم معانيه المناسبة له. الصلح خير ولم يقيد ذلك بباب من الابواب ولم يقيد ذلك في الدنيا او في الاخرة بل قال النبي صلى الله عليه وسلم ما عمل ابن ادم شيئا افضل من الصلاة وصلاح ذات البين وخلق حسن. هذا حديث صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. لاحظ ما عمل ابن ادم شيئا افضل من الصلاة وذكر مع الصلاة التي هي الركن الثاني من اركان الاسلام. صلاح ذات البين والخلق الحسن كتاباتنا ومزاولاتنا وممارساتنا بهذا الشقاق والنزاع في تويتر وفي غيره تويتر هل هذا من الاصلاح اصلاح ذات البين؟ وهل نسعى في هذا وكذلك ايضا الخلق الحسن هل نحن نحمل اخلاق اسلامية كريمة فيما نكتب وما نقول وما نعلق سباب وشتائم والله يا اخوان قبل هذه الوسائل والوسائط الجديدة ما كنت اظن ان الحال بلغت هذا الحضيض كنت اظن ان من عنده شيء من التدين انه يحمل اخلاقا صالحة حتى رأينا اخلاق الشبيحة كما يقال في هذا التراشق في هذا الاختلاف والتنازع فصار الواحد منا يكتب لربما في بعض اهل العلم بعض اهل الفضل بعض اهل الدين عبارات لا تليق ان تقال في مسلم ولو كان فاسقا يرمى بالعظائم من اجل اننا اختلفنا معه في وجهة نظر في قضية من القضايا؟ هل يجوز هذا؟ هل يسوء؟ النبي صلى الله عليه وسلم يقول اياكم والبغضاء فانها الحالقة الا اخبركم بخير من كثير من الصلاة والصدقة قالوا بلى يا رسول الله قال صلاح ذات البين. هذا من حديث ابي الدرداء في بعض الفاظه الا اخبركم بافضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال صلاح ذات البين. وفساد ذات البين. الحالقة والذي نفسي بيده لا تدخل الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا النبي صلى الله عليه واله وسلم بهذا الحديث يقول الا اخبركم بافضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا بلى يا رسول الله قال اصلاح ذات البين وفساد ذات البين هي الحالقة اصلاح ذات البين في بعض الفاظه صلاح ذات البين يعني صلاح الحال التي تكون بين الناس اصلاح احوال البين حتى تكون احوالكم احوال صحة والفة ومحبة واجتماع وبعضهم يقول صلاح ذات البين يعني صلاح واصلاح الافساد والفتنة التي تكون بين الناس بما في ذلك من عموم المنافع الدينية والدنيوية من التعاون والتناصر والتآلف والاجتماع على الخير حتى ابيح فيه الكذب كما هو معلوم في الاصلاح بين المتخاصمين يقول فلان يثني عليك فلان يذكرك بالخير لجمع القلوب مع ان الكذب حرام فأبيح في هذه الحال بين اثنين فكيف يكون الشأن ايها الاحبة اذا كان هذا التنازع بين طوائف من المسلمين لا شك ان السعي في ذلك لدفع الشرور والمضار الدينية والدنيوية لا شك انه اعظم واكد وهذا امر لا ينبغي ان يختلف عليه اثنان يقول صلى الله عليه وسلم معللا ذلك فان فساد ذات البين هي الحالقة لماذا كان اصلاح ذات البين افضل من الصلاة والصيام والصدقة باعتبار ان فساد ذات البين تأتي على الاخضر واليابس فساد ذات البين الشر الذي يقع بين الناس سوء ذات البين قاصمة مشاجرة المشاحنة فرقة الاختلاف هذه الخصلة هي الحالقة سوء ذات البين يدخل فيها التسبب في المخاصمات والمعارك الكلامية والجدلية والفكرية والحربية كل هذا يدخل فيه مما يورث الفساد والفرقة والتشرذم هذا كله من فساد ذات البين فهذه هي الحالقة ايها الاحبة هكذا سماها النبي صلى الله عليه واله وسلم الحالقة تحلق ماذا؟ الحالقة فسرت بالماحية للثواب المؤدية الى العقاب المهلكة يقولون مأخوذة من قولهم حلق بعضهم بعضا نسأل الله العافية يعني استأصل بعضهم بعضا كما يستأصل الشعر كما يحلق فهذه تأتي على الدين اتذهبه تذهب حسنات الانسان تذهب اعماله الصالحة فقد فسرت في الحديث بانها تحلق الدين باي اعتبار تحلق الدين باعتبار ان الناس اذا حصل بينهم التنازع والشر والاختلاف ايها الاحبة فان ذلك يؤدي الى تنافر القلوب والتباغض والغل والقلب اذا امتلأ بالغل اشتغل عما هو بصدده من ذكر الله وطاعته واظلم فيتبعه بعد ذلك ظلمة الوجه الوجه اسود بسبب الظلمة التي تغشى القلب. وجهه اسود لما في قلبه من الغل على اخوانه به المسلمين ينبغي على الواحد منا ايها الاحبة ان يكرر ويعيد في كل يوم النظر الى المرآة ينظر في وجهه كان بعض السلف يخشى ان يكون وجهه قد فانما يوجد في القلب يظهر على الوجه والوجه مرآة تعكس بحقيقة ما في القلب فصاحب القلب المليء بالغل على اخوانه المسلمين يظلم وجهه. لا اعني سواد البشرة الذي خلقه الله عز وجل عليها فهذا قد يكون الوجه مشعا منيرا مشرقا تشرق فيه انوار السنة وانوار الطاعة والاستقامة ولكن قد يكون القلب مليئا بظلمة المعصية او ظلمة البدعة او ظلمة الغل في ظهر هذا في وجه صاحبه ثم بعد ذلك يظهر في جوارحه فتظلم هذه الجوارح فاشتغل هذا اللسان نسأل الله العافية بالوقيعة ليس له شغل الا الوقيعة في اخوانه فهو يحذر من هذا ويقع في هذا ويضلل هذا ويرمي هذا بالعظائم ومجالسه دامرة وليست عامرة بقالة السوء بزيد وعمرو ومن صلحاء الامة وخيارها وفضلائها ولو قيل له هات ما يكون لك عند الله فيه برهان من قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم بما تضلل به هذا او ترمي هذا بالكفر او البدعة او الزندقة او الضلالة هات قال الله قال رسوله اختلفت معه على زيد يزكيه او يذمه او يحسن الظن به هذا يترتب عليه تضليل ورمي بالعظائم لو قابلك الناس بمثل هذا لرموك بمثل ما رميتهم به لو جار الناس بعضهم بعضا بالسفه لاستحل كل احد من الاخر ما استحل منه فما يراه الانسان في زيد وعمرو ويخالفه عليه الاخرون لو قابلوه بمثل هذا التضليل لا ما بقي شيء فمثل هذا ايها الاحبة لا يحل بحال من الاحوال فهذه الحالقة بدلا من ان يشتغل اللسان بالذكر وقراءة القرآن والطاعة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر بشتغل بقالة السوء وما يشتت ويفرق والعجيب اننا صرنا الى هذه الحال ايها الاحبة بوقت قد احدق بنا العدو جميع الاعداء اجتمعوا كما تجتمع الاكلة او تتداعى الاكلة الى قصعتها في كل ناحية اولى الاعداء يتداعون ويتآمرون ويتضاحكون بنا ونحن نشتغل ببعضنا في اسوأ الظروف واحلكها واشدها واصعبها اذا كنا لا نجتمع في وقت الشدائد والعدو قد اخذ بخناقنا فمتى سنجتمع اذا كان بعضنا يعادي بعضا باصعب المواقف العدو امام نحورنا الاعداء من اليهود والنصارى وطوائف المشركين والباطنية وغير هؤلاء ويفعلون الافاعيل لا يرقبون في مؤمن الا ولا ذمة نحن نشتغل ببعضنا تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى قالها الله عز وجل عن المنافقين واليهود على قول مشهور لعله الاقرب في تفسير الاية وعلى القول الاخر انها قيلت في اليهود لكن ذلك علل في النهاية سواء كان هؤلاء وهؤلاء بانهم قوم لا يعقلون هؤلاء الذين يتفرقون هذا التفرق لا يعقلون لو كانوا يعقلون لو كان عندهم من العقل المعيشي ما يسعفهم لاجتمعوا من اجل دنياهم من اجل الدنيا من اجل حفظ بيضتهم من اجل حفظ اعراضهم وحرماتهم ودمائهم واموالهم فاذا اختلفوا هذا الاختلاف تشرذموا بهذه الطريقة والعدو قد احتنكهم فما ظنكم؟ هل سيجتمعون على الغنيمة وفي الرخاء؟ صرنا الى حال ايها الاحبة ان بعض المسلمين يقاتلون اليهود مهما اختلفت مع اخوانك المسلمين هؤلاء مهما اختلفت معهم لا يجوز ان تشمت بهم وان تفرح لمصابهم وان تكون في صف واحد مع هؤلاء اليهود اين ما امرنا الله عز وجل به من التناصر والتعاضد والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض والموالاة النصرة ثم بعد ذلك نكون عونا على اخواننا مهما بلغ الخلاف كيف يصل الى هذه الحال؟ فهنا ايها الاحبة تكون الحالقة فيبدأ اللسان يشتغل تارة يرمي بالفسق وتارة بالتهم الكاذبة الافك تحسبونه هينا وهو عند الله عظيم التنابز بالالقاب تراشق بالتهم وهكذا ايضا تشتغل الجوارح يبدأ اللسان الاخر القلم يكتب وتبدأ هذه الجوارح تعمل في اشعال هذا الخلاف والانتصار من المخالفين الامر الذي قد يصل الى الاحتراب والقتال كما هو واقع وليس بمتوقع هذا الشيء يشاهده الجميع عدو لا يقف عند حد وفي المقابل يشتغل بعضنا ببعض في الاختلاف والوقيعة بالاعراض والقتل هذا كله هذه هي الحالقة فاذا وصل الامر الى الرمي بالكفر او الى القتل استحلال الدماء فماذا بقي من دين الانسان ماذا بقي من دينه انسان ايها الاحبة لربما يكون في حال من سكر الشهوة فيشتغل ببعض الشهوات مما حرم الله عز وجل عليه من الزنا وشرب الخمر ولربما يكون مشتغلا بالوان اللهو والمعازف واسهل من ان يركب هذه المراكب الصعبة. رأيتم كيف الشيطان يصل بكيده لنا حيث يوقعنا بهذه النهايات والاعمال التي لربما لم تخطر لنا على بال قبل سنوات يتوب الانسان من ذنوب يتوب من معاصي يتوب من فسق يتوب من غفلة من تقصير ثم بعد ذلك يتحول الى معول هدم بالامة يشتت شملها ويفرق جمعها ويقع في خيارها ويضللهم وليس له شغل الا في هذا هل هذا تدين هل هذا تقوى لله عز وجل هل هذا صلاح؟ هل هذه استقامة هل هل يقال عن هذا الانسان بانه مستقيم وصالح ومتدين وملتزم كما يقال الجواب ابدا ابدا لا يمكن ليس هذا هو الدين الذي امرنا الله عز وجل به وجاء به رسوله صلى الله عليه وسلم. الدين طهارة للقلب وزكاة الدين اخلاق تطهر اللسان والجوارح والبصر الدين فضائل يتحلى بها المؤمن الدين تقوى وخشية واخبات وخشوع الدين محبة الخير للمسلمين كما يحب لنفسه لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه هذا هو الدين وهذا هو التدين الحقيقي. قلبه نظيف لاخوانها المسلمين قلبه طاهر يشفق عليهم ويحبهم يحب لهم الخير يحب لهم الصلاح يحزن لحزنهم يتألم لالامهم قد يختلف معهم فطالما اختلف الناس ثم ماذا يمكن ان يتحول التدين الى شيء اخر حول هذا الانسان بدل من ان يكون او من ان كان خاملا لا ينتفع به في عمل دنيا ولا في عمل اخرة يتحول الى مارد يهدم ولا يبني معول هدم في المجتمع واعداؤه هم اهل الصلاح والخير هذا لا يصح ان نفعله ايها الاحبة. فهذا حال للاسف لا يرضاها الله عز وجل وانما يفرح بها الشيطان. ويفرح بها شياطين الانس والجن ويطربون ويرقصون على جراحنا ويضحكون من عقولنا وهذه الحال التي صرنا اليها والله المستعان