من الاحوال ان يوجد عند المؤمن تردد او تخير او ان يبقى في صدره حرج مجرد الحرج عن القبول والاذعان. فقوا هكذا الى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. استمرت الحال الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد نواصل الحديث ايها الاحبة وما زال الكلام فيما ورد في صلاح ذات البين. قد قال النبي صلى الله عليه واله وسلم دب اليكم داء الامم قبلكم. الحسد والبغضاء وهي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا افلا انبئكم بشيء اذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم دب اليكم داء الامم يعني سار اليكم داء الامم قبلكم يعني عادت الامم الماضية لاختلاف والتفرق الشحماء البغضاء فان الشحناء والبغضاء هي من اثار الاختلاف كما سيأتي كما انها ايضا تورثه وتسببه في بعض الحالات وهنا سماه داء دب اليكم داء الامم هذا مرض اعله يحتاج الى معالجة فهذه يقول عنها النبي صلى الله عليه وسلم الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر يعني الخصلة التي من شأنها اي ان تحلق دين المرء ان تأتي على دينه وعمله وحسناته يحصل منه الفجور في الخصومة وما لا يحل في حق اخوانه المسلمين مما يتصل بقلبه او لسانه او جوارحه ولاحظ هنا في نفس هذا الحديث والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا هل نحن كذلك ان نحن في حال من التحاب الذي ادركنا عليه الناس ايها الاحبة قبل اكثر من عشرين سنة. ان الانسان اذا رأى من على سيماه الصلاح والخير احبه وهو لا يعرفه. هكذا كان الناس بمجرد ما يرى من سماه الصلاح والخير ينجذب اليه ويشعر انه يكمله وانه جزء منه ولكن تبدلت الاحوال لدى الكثيرين حتى نشأ جيل لم يعرف الا هذا الشقاق والنزاع والتدابر والتناحر والتقاطع فظنوا ان هذا هو الاصل وان هذا هو الامر الطبيعي وهذا غير صحيح اطلاقا فصار الواحد يطلب السلامة لنفسه لا يؤثر الخلطة بالاخرين وما ذلك الا لتغير القلوب ما كان الناس هكذا ابدا هذه من نتائج هذا الاختلاف وفي بعض الالفاظ من حديث ابي هريرة رضي الله عنه اياكم وسوء ذات البين سوء ذات البين فانها الحالقة هذا عند الترمذي وغيره وفسر الترمذي رحمه الله سوء ذات البين بالعداوة والبغضاء وان الحالق هي التي تحلق الدين. فهذا كله ايها الاحبة فيه ما فيه من الترغيب في اصلاح ذات البين واجتناب كل ما يؤثر في ذلك سلبا فيكون اهل الايمان على حال من الترابط والتواد والمحبة والعمل على تلافي كل ما يورث الشر وفساد ذات البين والتفرق فهذه ثلمة في الدين. لا يصح ابدا ان تقر فمن نال هذه المرتبة وهو تعاطي الاصلاح بين المسلمين ورفع الفساد والشر عنهم فانه يكون قد نال تلك المرتبة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما يناله من الاجر اعظم مما يكون لدرجة اهل الصيام و الصلاة والصدقة والمقصود بذلك ما زاد عن الفرائض ما زاد عن الفرائض سفيان الثوري رحمه الله قرأ على ابن الحسن وجاء في ذلك وهو كلام طويل لكن الشاهد منه واياك والشحناء فانها لا تقبل توبة عبد يكون بينه وبين اخيه شحناء واياك والبغضاء فانما هي الحالقة وعليك بالسلام لكل مسلم يخرج الغل والغش من قلبك وعليك بالمصافحة تكن محبوبا الى الناس الى اخر ما جاء فيها السلف رضي الله عنهم اخلاق ويتواصون بهذا وسيأتي مزيد ايضاح لهذه القضية كما جاء النهي ايها الاحبة عن كل الذرائع المخطية الى العداوة والتفرق والبغضاء بين المسلمين حتى في الامور المادية والتعاملات الدنيوية لها الشارع عن خطبة الرجل على خطبة اخيه خطب امرأة ما يأتي اخر يخطب هذه المرأة لماذا؟ لان ذلك يوغر صدره. فمنع من هذا ليبقى التصافي لماذا حرم ان يجمع الرجل بين المرأة واختها والمرأة وعمتها والمرأة وخالتها؟ ما هي العلة لما يقع من الشحناء فيودي بذلك الى قطيعة الرحم فحرم. هل نحن صوم الرجل على صوم اخيه؟ قل له كم تبيع هذه الساعة؟ تبيعها بعشرة يقول الاخر اشتريها منك خمسة عشر لا يجوز صوم الرجل على سوم اخيه بيع الرجل على بيع اخيه يقول له ابيعك هذا بكذا من يقول البائع الاخر انا ابيعك بكذا باقل من ذلك فتقع الشحناء فهذا حرام لاحظ بين اثنين من الباعة ليحفظ الود والصفاء بين المسلمين فكيف بهذا الذي يحمل قلما ناريا شهابا يحرق فيه المودة والاخاء بين المسلمين في كتابات يرسلها عبر حسابه في تويتر او في غير ذلك هذا كما قلت ايها الاحبة خط احمر لا يجوز ان يصدر من الانسان ما يكون سببا للشر بين اهل الايمان جاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه هذه الاحاديث هي من اول ما درسنا ومن اول ما تعلمنا ولكني اراجع نفسي فيها كثيرا طويلا مليا انظر فيها واقول هل نحن فعلا؟ نطبق هذه المبادئ التي تعلمناها ولربما ندرس من نهايات علوم ومن دقائقها في ابواب مختلفة في الاصول وفي غيرها ونترك هذه المبادئ. كلنا درس هذا الحديث. لا تحاسدوا والنهي للتحريم ولا تناجشوا النجش معروف يأتي هذا يعرض سلعة من يزيد يحرج عليها ثم يأتي اخرون يتواطؤون معه فيرفعون السعر ليغر احد الحضور فيشتريها بسعر اعلى لا تناجشوا ولا تباغضوا قد يقول قائل البغضاء تقع في القلب من غير ارادة يقال القاعدة في هذا ان خطاب الشارع اذا توجه الى المكلف فيما لا يدخل تحت طوقه فانه ينصرف الى سببه او الى اثره البغضاء ينظر في الاسباب التي تورث البغضاء فيتجنبها. وينظر فيما تورثه هذه البغضاء من الوقيعة في الاعراظ فيتقي الله ويمسك لسانه وما تورثه هذه البغضاء من سوء الظن ان بعض الظن اثم وما تورثه هذه البغضاء من العدوان بانواعه على المسلمين ولا تدابروا دابر يلقى هذا اخاه فيوليه دبره. الاصل ان الانسان حينما يلقى صاحبه يلقاه بالبشر والطلاق بوجهه والتدابر هو ان يوليه دبره وظهره بمعنى انه يهجر اخاه ويعرض عنه فهذا لا يجوز هذا حرام هذا حرام ولا يبع بعضكم على بيع بعض وهذا فقط لا وكونوا عباد الله اخوانا قد يقول انا ما ابيع على بيعة ولا اسوم على سومة. واذا لقيته لن اوليه ظهري ساسلم عليه لا ما يكفي. وكونوا عباد الله اخوانه تكون الاخوة الايمانية قائمة وثابتة ثم قال انظر المسلم اخو المسلم لا يظلمه وهذا الظلم قد يكون باللسان قد يكون بالقلب الظن قد يكون بالجوارح قد يكون بالنظر اليه بعين الاحتقار بالبهتان بما يكتب عنه بما يرميه به من الالقاب القبيحة التي لا يرضاها او نسبته الى ما لا يرضى بالانتساب اليه هذا كله من الظلم بخس الناس اذا اختلفنا مع شخص قبل مدة كان من اعلم اهل الارض عندنا. مجرد ما اختلفنا معه صار هذا الانسان ليس من العلم في قليل ولا كثير ليس بشيء ما عنده علم جاهل كيف تحول الى جاهل بعد ما اختلفنا وقبل ذلك كان من الفطاحل العلماء المحققين العلامة البحر الفهامة تحول الى شيطان رجيم اجاهل تبخر العلم قبل ذلك هل كانت احكامنا كنا مبالغين في هذه الاحكام ونقول كذبا وزورا ونعطي الناس الالقاب التي لا يستحقونها فنقول فلان عالم وليس بعالم. فلان علامة وليس بعلامة. ثم حينما اختلفنا معه تحول الى جاهل ففي اي الحالتين كنا جاهلين او ظالمين اولا او اخرا كيف يتحول العلم ويتبخر العلم بعد ما نختلف؟ هذا لا يجوز والله عز وجل نهانا ان نبخس الناس اشياءهم. ومن البخس البخس في مثل هذه الاحكام ولا يجرمنكم شنآن قوم يعني العداوة على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى. الذي يبخس الناس اشياءهم يدخل في التطفيف الذي توعد الله اصحابه. ويل للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون واذا كالوهم او وزنوهم يخسرون يطفف يبخس الناس حقهم وما يليق بهم من المراتب وكونوا عباد الله اخوانا المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه يكون صادقا معه ولا يحقره التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم. فلان جاهل فلان كذا فلان كذا هذا كله من التحقير انظر الى اللمس والهمز والغمز الذي تجده على تلك الحسابات وتلك الصفحات في مواقع ومدونات. انظر الى التعليقات. لاحظ هنا يقول النبي صلى الله عليه وسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه والحديث مخرج في صحيح مسلم. نسأل احيانا عن اشياء دقيقة في العلم ونترك هذه الاشياء الواضحة ولا نلقي لها بالا هذا الكلام كما قلت ايها الاحبة اوجهه لنفسي قبل ان اوجهه الى من يستمع اليه وانما الدين النصيحة ولو كان ما يتكلم الا من كمل نفسه فمن يتكلم بعد النبي صلى الله عليه واله وسلم لكني احتسب عند الله عز وجل ان مثل هذا الحديث هو من اعظم ما يتقرب به الى الله في مثل هذه الاوقات وينبغي ان نشيع الحديث في مثل هذه القضايا. اصلاح ذات البين النهي عن الشر والتفرق والاختلاف والتشرذم. وقالت السوء والعداوة بين المسلمين فهنا لا تباغضوا يقول ابن رجب رحمه الله نهي عن التباغض في غير الله بل على اهواء النفوس المشكلة حينما يقول لك قائل ان هذا التباغض في الله ولله لكن على ماذا على ماذا اختلطت الاهواء بالاراء قد يحصل هذا التباغض على اهواء النفوس ويلبس بلبوس الدين. وقد يكون ذلك بعيدا عن اهواء النفوس. وميلها ولكن مبناه على الجهل بامور لا توجب هذا التباغظ والتفرق كما سيأتي في الكلام على الاسباب ان شاء الله تعالى وهنا على المسلمين ان يكونوا كما امر الله اخوة والاخوة يتحابون فيما بينهم ولا يتباغضون لا يتباغضون والله عز وجل يقول انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون؟ وهكذا في النصوص التي قد مضى الكلام عليها. ولهذا حرم الله عز وجل علينا المشي بالنميمة لما فيها من ايقاع العداوة والبغضاء. وهي تشبه السحر بايحاش النفوس وتغييرها وتنكرها لبعضها والله المستعان. يقول ابن رجب رحمه الله لما كثر اختلاف الناس في مسائل الدين وكثر تفرقهم كثر بسبب لك تباغضهم وتلاعنهم وكل منهم يظهر انه يبغض لله وقد يكون في نفس الامر معذورا وقد لا يكون معذورا بل يكون متبعا لهواه مقصرا في البحث عن معرفة ما يبغض عليه فان كثيرا من البغض كذلك انما يقع لمخالفة متبوع يظن انه لا يقول الا الحق وهذا الظن خطأ قطعا. يعني هو خالف فلان. شيخنا يقول كذا شيخنا يقول خلاف ذلك. شيخنا يرى غير هذا وهل شيخك نبي مرسل يا اخي يخطئ كغيره من الناس شيخك يقابله قول شيخ اخر وانما العبرة بقال الله قال رسوله وما كل ما قال شيخك يطابق ما قاله الله ورسوله. فهو يخطئ ويصيب. وان اخطأ فان كان مجتهدا فهو معذور. يغفر له خطأه. وان كان مصيبا له اجران يقول وان اريد انه لا يقول الا الحق فيما خلق فيه فهذا الظن قد يخطئ ويصيب وقد يكون الحامل على الميل مجرد الهوى او العادة وكل هذا يقدح في ان يكون هذا البغض لله فالواجب على المؤمن ان ينصح نفسه ويتحرز في هذا غاية التحرز وما اشكل منه فلا يدخل نفسه فيه خشية ان يقع فيما نهي عنه من البغض المحرم. هذا كلام ابن رجب رحمه الله ثم يذكر امرا خفيا وانه التفطن له. يقول وهو ان كثيرا من ائمة الدين قد يقول قولا مرجوحا. ويكون مجتهدا فيه مأجورا على اجتهاده فيه موضوعا عنه خطأ فيه ولا يكون المنتصر لمقالته تلك بمنزلته في هذه الدرجة يعني الذي ينتصر لمقالته ينتصر لها على سبيل مثلا التعصب والحمية فلا يكون معذورا وانما يكون ذلك لهواه وهكذا في النهي عن التدابر وانما قيل للاعراض تدابر لان من ابغضته فانك تعرض عنه ومن اعرضت عنه فقد وليته الدبر وكذلك هو يصنع كما قال الحافظ بن عبدالبر رحمه الله وفي بعض الروايات سيصيب امتي داء الامم قالوا يا نبي الله ما داء الامم قال الاشر والبطر والتكاثر والتنافس في الدنيا والتباغض والتحاسد حتى يكون البغي ثم الهرج والهرج هو القتل يقع التباغض تحاسد ثم بعد ذلك نسأل الله العافية يكون البغي العدوان على الناس فيكون الهرج وفي بعض الالفاظ والذي نفسي بيده لا تدخل الجنة حتى تسلموا ولا تسلموا حتى تحابوا وافشوا السلام تحابوا واياكم والبغضة فانها الحالقة لا اقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين. في بعض الالفاظ تدخل الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا. ثم قال الا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم وعن واثلة ابن الاسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله. المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله والتقوى ها هنا واومأ بيده الى القلب وحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم وفي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه وفي لفظ المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره. وبحسب المرء من الشر ان يحقر اخاه المسلم. في حديث انس في الصحيحين لا تباغظوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا. هذي من المحكمات ايها الاحبة وفي حديث ثوبان عند الامام احمد وغيره لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ولا تطلبوا عوراتهم فان من طلب عورة اخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته. وفي حديث ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ان احبكم الي احاسنكم اخلاقا. من هم قال الموطؤون اكنافا الذين يألفون ويؤلفون يألف يؤلف ليس بهماز عياب قتات اذا جالسه جليسه لا يدري ما الذي يصل اليه منه من الاذى والشر والهمز والغمز واللمز هنا قال ان احبكم الي احاسنكم اخلاقا. الموطؤون اكنافا الذين يألفون ويؤلفون وان ابغضكم الي المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الاحبة الملتمسون للبراء العيب. هذي كلها احاديث ثابتة. وفي حديث عبدالرحمن بن غنم رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم خيار عباد الله الذين اذا رؤوا ذكر الله وشرار عباد الله المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الاحبة الباغون للبراء العيب يبحثون عن العيوب يبحثون عن النقائص يبحثون عن الزلات فهي عندهم فضايح يبشرون بها الناس اين نحن من هذا ايها الاحبة عمر ابن عبد العزيز رحمه الله في ايام خلافته جاءه رجل ونصحه بنصيحة جاء فيها اجعل كبير المسلمين عندك ابا نصيحة نوجهها ايضا الى انفسنا اجعل كبير المسلمين عندك ابا وصغيرهم ابنا. واوسطهم اخا فاي اولئك تحب ان تسيء اليه ضع نفسك مكان هؤلاء وفي كلام يحيى ابن معاذ الرازي ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة ان لم تنفعه فلا تضره وان لم تفرحوا فلا تغمه وان لم تمدحه فلا تذمه كف الاذى صدقة كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم. المقصود ايها الاحبة ان هذه النصوص استخلص منها العلماء رحمهم الله ان الجماعة والالفة اصل من اصول الدين. يضحى في سبيله حينما نختلف عليها. يقول شيخ الاسلام رحمه الله الاعتصام بالجماعة والالفة اصل من اصول الدين. والفرع المتنازع من الخفية فكيف يقدح في الاصل بحفظ الفرع نبي الله هارون عليه الصلاة والسلام لما خلفه موسى صلى الله عليه وسلم في بني اسرائيل وذهب الى ميقات ربه فعبدوا العجل فرجع غاضبا والقى الالواح واخذ برأس اخيه يجره اليه ماذا قال هارون عليه الصلاة والسلام معتذرا قال بعد ان سأله موسى يا هارون ما منعك اذ رأيتهم ضلوا الا تتبعني افعصيت امري؟ ماذا قال هارون صلى الله عليه وسلم؟ قال يا ابن امه لا خذ بلحيتي ولا برأسي اني خشيت ان تقول فرقت بين بني اسرائيل ولم ترقب قولي قال له اصلح ولا تتبع سبيل المفسدين. قال خشيت ان اتخذ قرارا او موقفا ينتج عنه انقسام فيلحقني اللوم بعد ذلك وتقول فرقت بين بني اسرائيل هذه قضية تراعى شيخ الاسلام له عبارة قريبة ايضا مما سبق يقول وهذا الاصل العظيم وهو الاعتصام بحبل الله جميعا والا يتفرق الناس فيه هو من اعظم اصول الاسلام يقولوا ما عظمت. وصية الله تعالى به في كتابه. ومما عظم ذمه لمن تركه من اهل الكتاب وغيرهم ومما عظمت به وصية النبي صلى الله عليه وسلم في مواطن عامة وخاصة لاحظ يقول هذا الاصل العظيم هو من اعظم اصول الاسلام من اعظم اصول الاسلام فهل اعطينا هذا الاصل حقه؟ وهل راعينا هذا الجانب بحثت عن الاديان في الارض كلها. وجبت بلاد الله غربا ومشرقا فلم ار كالاسلام ادعى لالفة ولا مثل اهله اشد تفرقا للاسف مع كثرة هذه النصوص الا ان الانقسام والتفرق على اشده على اشده بما يوجب الانقسام والتفرق وما لا يوجب ذلك. اصبحنا نختلف على اشياء احيانا امور لربما مواقف تجاه احداث يمكن ان تقوم على انها مواقف سياسية في احداث معينة ثم بعد ذلك يحصل التطاحن والتفرق والتشرذم ثم يرمى هؤلاء الذين اختلفنا معهم بعد ذلك بكل قبيح ابتداء بالعمالة وانتهاء بالمروق من الدين على موقف هذا الموقف يمكن ان نقول انه خطأ. ما كنا نود ان هؤلاء وضعوا انفسهم في مثل هذا الموقف انهم تصرفوا بهذه الطريقة لكن ان يصير الحال الى ان يرمى هؤلاء بالقبائح والا نتورع من رميهم بالضلال وان نسميهم باسماء تنسب الى الشياطين والى الظلام وما الى ذلك لاننا اختلفنا معهم في موقف او موقفين او ثلاثة او عشرة ما الموقف من القضية الفلانية؟ ما الموقف من الحدث الفلاني في البلد الفلاني هؤلاء كان لهم رأي. قل هذا الرأي خطأ اخطأوا في خطأ كبيرا ازروا بانفسهم لا اشكال. لكن ان يجعل هؤلاء من الشياطين وان ينسبوا الى الضلال والظلام وان تهدر كل تلك الجهود التي بذلوها من قبل في الدعوة الى التوحيد ولزوم الكتاب والسنة مثلا ان كانوا يدعون الى هذا العقيدة الصحيحة ولزومها لموقف سياسي هذا خطأ ما يجوز يا اخي اخطأوا ازروا بانفسهم لكنه يتحول هذا الى عداوة ومنابذة وتراشق بهذه الطريقة هذا لا يجوز هذا حرام بل هو من اعظم المحرمات اذا سمعه المؤمن ينبغي ان يتأدب بما جاء في سورة النور مما ادبنا الله به سبحانك هذا بهتان عظيم ما يكون لنا ان نتكلم بهذا ينأى الانسان بنفسه ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيرا يرجع الى نفسه يقول انا يمكن ان اكون خائنا وان اكون الجواب لا لا يمكن ان ابيع مصالح الامة وان اخونها طيب هؤلاء ايضا نظن بهم هذا الظن انهم اجتهدوا اخطأوا لكن خونة هذا ما يجوز ولا يغضب احد منكم من مثل هذا الكلام حينما يسمعه ايها الاحبة لان الاهواء حاضرة في قلوبنا نحتاج الى تجرد كبير منها والفريق الاخر ايضا كذلك لا يجوز ان ينظر الى من خالفه ويرميهم بالالقاب القبيحة الامور العظيمة وان هؤلاء كذا وكذا وكذا ومعاول هدم للاسلام معه الهدم للاسلام هذا ما يجوز هذا حرام قل يا اخي اخطأوا قل هذا غلط لكن يتحول الى هذه الحال عن رمي الضلالة وكل واحد يتهم الاخر العمالة لاعداء الله عز وجل فما يجوز وليس هذا من اداب الاختلاف ابدا يبقى هؤلاء واخوان لك هم مسلمون يجب ان تراعى فيهم حقوق المسلمين وان اختلفت معهم الخطأ خطأ لا يقر وتبقى هنا قضايا لربما تكون اجتهادية وكل شيء يوضع بنصابه بموقعه الصحيح على كل حال اصبحنا نختلف اقول حتى على المواقف التي ليس الاختلاف فيها باختلاف على اصل الدين. يعني احنا نتفق على العقيدة الصحيحة. نتفق على التوحيد نتفق على لزوم الكتاب والسنة لكن نختلف في تقويم موقف اللي حصل في مكان كذا هل هو صحيح ولا لا؟ هل تؤيد او ما تؤيد والويل الويل لمن خالفنا سياط من نار لا نبقي ولا نذر هذا لا يحل وهذا من الانغماس في اتباع الاهواء. كونوا عباد الله اخوانا القوة الايمانية حسن الظن بالمسلمين هذا اجتهاده تنصحهم قدم لهم نصيحة ذكرهم اما ان من مكان بعيد هذا الرمي بالتهم جزافا هذا لا يجوز. لا يجوز لاي فئة كانت انا لا اتحدث عن فئة معينة. انا اتكلم عن جميع الاطراف هذا التراشق بهذه الطريقة هذا حرام سوء الظن حرام. حينما نختلف على تقويم موقف من المواقف ثم يتحول ذلك الى تظليل هذا لا يجوز هذا حرام اجتهدوا فاخطوا اجتهدوا فاخطأوا نسأل الله ان يغفر لهم ننصحهم نسددهم انصر اخاك ظالما او مظلوما نكفه عن هذا الظلم عن هذه الاساءة عن هذه المواقف غير المشرفة حتى لا يستمر لكن المشكلة كما سيأتي في اسباب الاختلاف انه حينما يقع احد طائفة او احد الاشخاص في خطأ في موقف نصوب اليه السهام نرميه عن قوس واحدة وبعبارات قوية جدا وعنيفة فما الذي يحصل ان لم يتقي لا هو يكون عنده من الدين ما يردعه لربما يرتمي باحضان الشياطين الانس والجن ويتلقفونه ويقولون اعمد الينا نواسك الي الي ما جعلك الله في دار مذلة ومهانة ومضيعة. الحق بنا نواسك هذا من قديم ارادوا ان يتلقفوا كعب بن مالك رضي الله تعالى عنه لما امر النبي صلى الله عليه وسلم اي يهجر وهو موقف حق بوحي فكيف اذا كان هذا باجتهادات معها لربما كثير من البغي بين الاعداء سينشطون اكثر في احتواء مثل هؤلاء الذين لم نخفي عداوتنا وبغضنا وحنقنا عليهم بعد هذا ايها الاحبة بعد هذه النصوص ننتقل الى السؤال الاخر هل حققت الامة ذلك الامة هل امتثلت وصارت امة واحدة غير متفرقة ولا منقسمة ولا يوجد بينها هذا الاختلاف المذموم؟ هل كانوا كذلك حينما نستعرض التاريخ ايها الاحبة خلافات التي وقعت نعرف الجواب عن ذلك بقي الوحي قرآن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا وعشرين سنة او عشرين سنة على الاختلاف في المدة التي بقيها النبي صلى الله عليه وسلم بعد بعثته والنبي صلى الله عليه وسلم يبلغ الدين للناس حتى اتم الله النعمة. اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. الصحابة كانوا يتلقون اهل العلمية والعملية بالاذعان والانقياد والتسليم بان ذلك هو القاعدة والاصل والاساس الذي ينبغي ان يكون عليه المؤمن. وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا. فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بين ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. هذا هو شأن المؤمنين ولا يصح بحال على استقامة وصلاح الى اواخر عهد عثمان رضي الله تعالى عنه وعن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم الا من اظهر وفاقا واضمر نفاقا فهؤلاء يعاملون بحسب ما يظهرون كما هو معلوم. نعم وقعت هناك مواقف لكنها عولجت في حينها. وقضي على دابر الشر في وقتها وانا دائما اتأمل مثل هذا اقول لو كان في زماننا في وقتنا في ايامنا ما الذي يحصل كيف ستكون النتائج؟ خذ على سبيل المثال في حديث الافك الطويل وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قام على المنبر لاحظ في وقت كرب وشدة يرمى اطهر عرض عرض النبي صلى الله عليه وسلم عرض عائشة عرظ ابي بكر قام على المنبر فاستعذر من عبد الله ابن ابي ابن سلول قال وهو على المنبر يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني اذاه في اهل بيتي فوالله ما علمت على اهلي الا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه الا خيرا. وما كان يدخل على اهلي الا معي جاء في هذه الرواية انه قام سعد بن معاذ الانصاري. رضي الله عنه سيد الاوس. وهذا فيه اشكال لان سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه كان قد توفي قبل ذلك استشهد كما هو معلوم بعد ان حكم في بني قريظة. وقد اصيب يوم الاحزاب. فما ادرك هذا لكنه لعله قام بعض سادات الاوس فقال انا اعذرك منه يا رسول الله ان كان من الاوس ضربنا عنقه وان كان من اخواننا من الخزرج امرتنا ففعلنا امرك هنا اخذت الحمية سعد بن عبادة رضي الله عنه وهو سيد الخزرج تقول عائشة رضي الله عنها وكان رجلا صالحا يعني غير متهم لاحظ نحن الان لو حصلت مواقف انظر الى التهم التي ستوجه وما سيكون من مغبة ذلك تقول وكان رجلا صالحا لكن احتملته الحمية بينهم منافسات ومنافرات في الجاهلية ومعلوم ان عبد الله ابن ابي الذي تولى كبره كبر هذا الافك كان من الخزرج وام حسان ابن ثابت كانت من الخزرج فقال فقال سعد الرواية لسعد ابن معاذ لكن كما قلت قال لعمر الله لا تقتله ولا تقدروا على قتله فقام اسيد بن حضير وهو ابن عم سعد بن معاذ فقال لسعد ابن عبادة كذبت لعمرو الله لنقتلنه فانك منافق تجادل عن المنافقين النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فتثاور الحيان الاوس والخزرج حتى هموا ان يقتتلوا. موقف ما يحتمل النبي صلى الله عليه وسلم يريد ان يؤدب هذا المنافق ثم تتحول القضية الى مشكلة بين الاوس والخزرج حتى هم هؤلاء ان يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا. وسكت رسول الله صلى الله عليه اله وسلم. تقول عائشة وبكيت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا اكتحل بنوم. وابواي يظن ان البكاء فالق قو كبدي لاحظ كيف تحولت القضية لو كان في مثل ايامنا هذه ما الذي يحصل نسأل الله العافية هذا موقف هناك موقف اخر وهو ان شاس ابن قيس وكان شيخا قد عسى عظيم الكفر شديد الضغن على المسلمين شديد الحسد لهم. مر على نفر من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الاوس والخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه على المحبة وبينهم الالفة تغاضه ما رأى من الفتهم وجماعتهم وصلاح ذات بينهم على الاسلام بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية فقال قد اجتمع ملأ بني قيلة بهذه البلاد يعني الانصار لا والله ما لنا معهم اذا اجتمع ملأهم بها من قرار فامرا فتى شابا من يهود كان معهم فقال اعمد اليهم فاجلس معهم ثم اذكر يوم بعاث لاحظ يوم بعث هذا يوم اقتتلت فيه الاوس والخزرج وكان الظفر فيه يومئذ الاوس على الخزرج وكان القائد قائد الاوس هو حظير ابن سماك الاشهلي حضير الكتائب لقب لشدة شجاعته وقوته وبأسه. والد اسيد ابن حضير رضي الله عنه. وسيدهم وعلى الخزرج عمرو بن النعمان البياظي فقتل حضير وقتل عمرو بن النعمان في هذه المعركة التي انتصر فيها الاوس. فجاء هذا اليهودي وبدأ يردد بعض الاشعار في المجلس التي قالها الفريقان في يوم بعث فتكلم القوم عند ذلك وتنازعوا وتفاخروا. حضرت الان الحمية حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب. كل واحد جثى على ركبته اوس ابن قيظي من الاوس وجبار بن صخر من الخزرج فتقولا ثم قال احدهما لصاحبه ان شئتم رددناها الان جدعة نسأل الله العافية يعني الحرب يقولون فعلنا وفعلنا الان فغضب الفريقان جميعا وقالوا قد فعلنا موعدكم الظاهرة السلاح السلاح اعوذ بالله الظاهرة يعني الحرة توعدوا للقتال هناك فخرجوا اليها فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فخرج اليهم في من معه من اصحابه المهاجرين حتى جاءهم فقال يا معشر المسلمين الله الله ابدعوى الجاهلية وانا بين اظهركم بعد ان هداكم الله للاسلام واكرمكم به وقطع به عنكم امر الجاهلية واستنقذكم به من الكفر والف به بين قلوبكم فعرف القوم انها نزغة من الشيطان وكيد من عدوهم فبكوا وعانق بعضهم بعضا عانق الرجال من الاوس والخزرج بعضهم بعضا ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين قد اطفأ الله عنهم كيدا عدو الله قيس هذا موقف وأد لكن لو كان هذا في عصرنا الذي نعيشه ماذا يمكن ان يقع؟ لا سيما حينما نستصحب ايها الاحبة الحالة التي صرنا اليها وهي حال خطيرة ان القامات تدمر وتكسر ما في كبير ما في كبير والمعول الكبير في هذا نسأل الله العافية في هذه الوسائل الجديدة في الاعلام تويتر وغير ذلك من المواقع والمدونات ما يجد تدمر القامات هذا الذي كان الناس يتمنون انهم يرونه ويجلسون اليه من اهل العلم والفضل والصلاح يقال عنه نسأل الله العافية ما كنا نظن انه نعيش حتى نسمع مثل هذا الكلام. قال ابو جهل ابو جهل هذا الرجل الذي شهدت له الامة بالصلاح والاصلاح والاستقامة والعلم والدين المتين يقال عنه هذا اذا كان هذا بهذه المثابة فماذا يقال عمن دونه الاخيار طلاب العلم الدعاة الى الله عز وجل ماذا ينشر؟ ماذا يقال عنهم مقاطع صوتية واشياء مكتوبة وتغريدات وغير ذلك فما يبقى كبير احقر واحد واصغر واحد ممن لا علم ولا عمل ولا عقل ولا رأي ولا ادب ولا خلق يتكلم في قامات يتكلم في اهل الخير والعلم والفضل والصلاح والله ما ندري احيانا والله ما ندري والله ما ندري الكاتب هذا هو يهودي هو نصراني هو منافق هو احمق ما تدري ما تدري ما تدري اطلقت او بيضة او ابو فلان الفلاني ابو شاس ولا ابو هيزبر ولا ابو فلان ويتكلم ويطعن الطعون العظيمة اطلعت على حساب لاحد الاشخاص اسم اول مرة اسمع به ما كنت اظن انها احد من اهل الايمان يكتب هذا الكلام ابدا. قلت هذا هذا اعداء الاسلام يكتبون مثل هذه القضايا للايقاع بين المسلمين فوجئت ان الاسم حقيقي تكلم بقضايا كبار هل يعقل هذا اسم حقيقي ويتكلم بهذه الطريقة لا يكاد يذكر احد الا وكفره من الاخيار والصلحاء والرمي بالعظائم والضلال ونحو ذلك هل يعقل هذا فحينما تكسر هذه القامات الناس يرجعون الى من لما تحصل قضية مثل هذي النبي صلى الله عليه وسلم موجود بعد النبي صلى الله عليه وسلم كما سترون يوجد ابو بكر عمر هؤلاء تنهى القضية في ساعتها لكن الان يأتي من؟ الكل متهم هذا الطرف يلغي الطرف الاخر تماما او يلغي كل من خالفه من الاطراف ومن الرؤوس ومن علماء والاخيار والصلحاء والدعاة الى الله عز وجل ومن لهم قدم صدق في اي ميدان من ميادين الصلاح والاصلاح والخير والبر والمعروف وصلنا الى حال لا ادري هل هي مقصودة او غير مقصودة هل نحن نعي ما نفعل؟ او لا نعي نتصرف بدون وعي حينما نهدم كل هذا البناء والاساس والاصل ثم بعد ذلك ما يبقى عند الناس من يرجعون اليه. ما الذي يحصل لا يبقى فيها الا غراب نسأل الله العافية ينهب وينهق ابدا. لا يبقى الا مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة ولا ناعم الا ببين غرابها تصير الى حال خلاص لا يوجد احد يرجع اليه ولا يقبل كلامه مجرد ما يكتب كلمتين نصيحة ولا توجيه ولا عظة ولا كذا يرشق عن قوس واحدة بالسب والشتم والقبائح هل يعقل؟ الناس يرجعون الى من؟ الناس كانوا يرجعون الى علمائهم لكن حينما نسقط هؤلاء العلماء من يقود الناس غير الجهال والجاهل لا يمكن ان يقود نفسه. الاعمى لا يمكن ان يقود الناس. والا فانه سيقودهم الى حتوفهم. ولابد خذ هذا الموقف الاخر الذي يذكره جابر بن عبدالله رضي الله عنه في غزوة المصطلق يقول كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بغزات فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الانصار كسعه يعني انه هذا الرجل كان فيه دعابة وما راح كسعة بمعنى انه ضربه بظهر قدمه على مؤخرته هذا يقال له كسع والعرب تكره اشياء منها هذا ومنها الضرب على القفا قد كنت ارى زيدا كما قيل سيدا. اذا قيل عبد القفا واللهازم هذه اشياء تكرهها العرب الضرب من هنا او الكسع بهذه الطريقة فهذا رجل عنده دعابة وضحك ومزاح كثير فكسعه وفي بعض الروايات انهم استبقوا الى الماء في غزوة المصطلق فهذا الذي هو من موالي المهاجرين من غفار وهو مولى لعمر ابن الخطاب رضي الله عنه لطم هذا الرجل الذي هو من موالي الانصار من جهينة وهو مولى لابي بن كعب لطمه على وجهه فماذا حصل قال الانصاري او هذا المولى للانصار يا للانصار وقال المهاجر يا للمهاجرين فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم؟ ما بال دعوى الجاهلية دعوها فانها ممتنة لاحظ يمكن ان هنا ان تحصل قضية تحصل مشكلة تحصل حرب فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما بال دعوى الجاهلية؟ لاحظ ماذا قالوا؟ هذا قال يا معشر المهاجرين وهذا قال يا معشر الانصار اسماء شرعية ذكرها الله في القرآن السابقون الاولون من المهاجرين والانصار للفقراء المهاجرين والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ثناء على المهاجرين والانصار. اسماء شرعية يحبها الله عز وجل لما استعملت على سبيل العصبية والحمية كان ذلك من دعوى الجاهلية بمعنى اننا حينما نستعمل الاسماء الشرعية ايضا على سبيل العصبية والحمية فان هذا يكون من دعوى الجاهلية. اذا كان استعمال هذا تم يكون سببا لي الحمية والتعصب والبغي والظلم فانه لا يجوز ويكون ذلك من قبيلي دعوة الجاهلية الاسم الشرعي الاسم الشرعي ولذلك قد ننتسب احيانا الى بعض الاسماء الصحيحة لكن نستعمل ذلك على وجه الحمية قصبية فنكون بذلك قد اسأنا الى هذا الاسم الذي ننتسب اليه كثيرا وكما قلت ليست العبرة بما ندعيه ولكن العبرة بما نحن عليه من العمل والحال والتقوى والايمان والصلاح والاصلاح. العبرة بهذا ولا باب الدعوة؟ واسع قد تجد الرجل من اكثر الناس تحذيرا من التحزب وينبغي ان يحذر من التحزب صحيح التعزب لا يجوز حرام. ولكنك تجده من اكثر الناس انغماسا بهذا الذي يحذر الناس من خالفه لا يرقب فيه الا ولا ذمة. ولا يرى له حرمة ولا حق من حقوق المسلمين ويستحل عرظه بل لربما يستحل دمه لربما يحارب بعضنا التعصب او التقليد ولكن اذا نظرت تجد انه منغمس في التقليد والتعصب الى النخاع. هو يتعصب لشيخه الذي يقرأ كتبه وينشرها ويذيعها. وعند نفسه انه انه متبع وليس طيب الذي يقلد الامام احمد او يقرأ كتب الامام احمد او الروايات عن الامام احمد الامام احمد عالم بالحديث وعالم بالسنة وعالم بالعقيدة وعالم بالفقه وعالم بالتفسير والقرآن وغير ذلك امام من ائمة المسلمين الشافعي مالك هذا مقلد وانت غير مقلد. فتجد الجمع من الناس صبة واحدة في هيئتهم وعملهم وصلاتهم وحركاتهم في الصلاة كل هؤلاء. درسوا كل قضية من هذه القضايا وكل جزئية من هذه الجزئيات على حدة وخرجوا بنفس النتيجة هذا لا يمكن غاية ما هنالك انهم قرأوا كتب هذا العالم الامام وتأثروا بها وصاروا يطبقون ما فيها بحذافيره وقد يخالفه علماء اخرون فصار هؤلاء بهذا الاعتبار مقلدين له شاؤوا ام ابوا. هذا الواقع. فاذا حصل مع هذا تعصب ووحشة ممن؟ لا يوافقهم فهذا هو التحزب الحزب ما هو ايها الاحبة؟ في كلام اهل اللغة طرق اللغوية للعسكري وما تجدونه في بعض كتب اللغة وكتب التفسير في قوله كل حزب بما لديهم فرحون مثلا احزاب ونحو ذلك جماعة فيها غلظ واضح؟ جماعة فيها غلظ يعني ناس يجتمعون لبعظهم ويتناصرون فيما بينهم مع من يوافقهم ومن لا يوافقهم يستوحشون منه ينقبضون منه لهم لربما مواقف سلبية تجاهه. هذا هو الحزب. هؤلاء لهم شيوخهم يعني في الاصطلاح المعاصر قيادة واتباع هذا في الاصطلاح المعاصر. فقد يكون الانسان ممن يحارب ذلك. نحن نقول التحزب لا يجوز ولا يجوز للانسان ان ينتسب الى غيري الاسماء الشرعية. انا مسلم وكفى. انا من اهل السنة والجماعة وكفى. لكن قد يكون الواقع على خلاف ذلك بمعنى ان الانسان تجد انه لربما يوالي من يوافقه في الاجتهادات او في محبة شيخه ومتبوعه ويستوحش ممن خالفه هذا الصنيع هو التحزب. ما له معنى غير هذا حاربت التحزب او دعوت اليه اقررته اجزته بس ينبغي ان تعرف هذا القدر فقط هذا القدر ينبغي ان يعرف حتى يعرف الانسان موطئ قدميه. فقد يملأ الدنيا كلاما في التحذير من التحزب وهو واقع فيه قد يملأ الدنيا نهيا عن التقليد والتعصب وما الى ذلك وهو منغمس فيه وهو لا يشعر. هو لا يشعر ويظن ان الاخرين هم الذين يقعون في التعصب والبلا والتحزب والمشاكل هذي. وهو يقع فيه فنحتاج لا ان نفتش انفسنا ان نراجع انفسنا ان نكون متجردين لرب العالمين لا نلتفت الى شيء اخر يكون الحق هو رائد الانسان فلاحظ هذه الاسماء الشرعية ما بال دعوى الجاهلية؟ الانصار والمهاجرين مذكورة في القرآن ما بال دعوى الجاهلية انا بين اظهركم هناك ايضا اثارة بعض القضايا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وجدت هناك من الصحابة رضي الله عنهم حصل بينهم حوار نقاش في القدر غضب النبي صلى الله عليه وسلم ونهاهم كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج وهم يتنازعون في القدر هذا ينزع اية وهذا ينزع اية فكأنما وقع في وجهه حظ الرمان فقال بهذا امرتم او بهذا وكلتم ان تضربوا كتاب الله بعضا ببعض انظروا الى ما امرتم به فاتبعوه وما نهيتم عنه فاجتنبوه. دعوا عنكم هذا الخوف. قطع هذا الطريق. لكن هذا لو وقع لمن؟ لبعض المتأخرين كما سترون ان شاء الله تعالى في التاريخ عجائب وغرائب كلمة تقال تتحول الطائفة الى طائفتين اشياء ما تدري هي محزنة مظحكة ناس هذي عقولهم او انهم يعني ما تعرف وهكذا هكذا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وعند وفاته في مرضه ايضا الصحابة اختلفوا في بعض الاشياء لكن لم يورث ذلك التفرق اترك الكلام في هذه القضية ان شاء الله تعالى في الليلة الاتية. واسأل الله عز وجل ان ينفعنا واياكم بما سمعنا وان يجعلنا واياكم هداة مهتدين اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا وعافي مبتلانا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه