يقول فان هذه الاسماء باطلة ما انزل الله بها من سلطان وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا في الاثار المعروفة عن سلف الامة لا شك الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد بنواصل الحديث عن هذا الجانب من اسباب الاختلاف والتمزق والتفرق والتطاحن وهو البغي هذا البغي قد يقودنا اليه ويوقعنا فيه بعض من نقتدي به من المتبوعين من امثلة ذلك في بغداد قديما كان رجل من اهل العلم يقال له ابو جعفر الهاشمي القرن الخامس الهجري. كان شديدا على المبتدعة وكما يقول الذهبي كان منقطعا الى العبادة وخشونة العيش والصلابة في مذهبه حتى افضى ذلك الى مسارعة العوام الى ايذاء الناس واقامة الفتن وسفك الدماء وسب العلماء فحبس فهذا الاندفاع غير الموزون تجاه المخالفين قد يورث الفتن قد يحصل شيء من البغي ولذلك على الانسان ان يتقي ربه تبارك وتعالى وان يحاسب نفسه على كل ما يقول وما يفعل ولا يغتر بان شيخه يسارع في مثل هذه الامور ويطلق لسانه في من اختلف معه ويرميه بالعظائم هذا لا يجوز قد ذكر ايضا ابن الجوزي رحمه الله واقعة مشابهة لبعض ما يجري من بعض طلاب العلم انه في سنة خمس وخمسين وخمسمائة يقول منع المحدثون من قراءة الحديث بجامع القصر ما السبب؟ يعني هذه المفسدة التي وقعت يقول ان صبيانا من الجهلة قرأوا شيئا من اخبار الصفات ثم اتبع ذلك بذم المتأولين وكتبوا على جزء من تصانيف ابي نعيم اللعنة لهو السب وبلغ ذلك استاذ الدار فمنعهم من القراءة يعني هذا التصرف لعن هذا العالم وكتابة ذلك على بعض كتبه عبارات شخمطة يلعنون ابا نعيم صاحب الحلية وصاحب يلعنونه ويسبونه فادى ذلك الى ايقاف قراءة الحديث بسبب هذا التصرف الذي هو من جملة البغي وشيخ الاسلام رحمه الله يذكر بان هذا الاختلاف الكثير الذي وقع وخلف فيه الاصل الكبير وهو الجماعة والمحافظة عليها فاوقع بالفرقة والتقاتل والتكفير والتلاعن والتباغض وغير ذلك يقول هذا الباب اصله المحرم فيه من البغي. فان الانسان ظلوم جهول كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا به وما اختلف فيه الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينات باغيا بينهم بغيا بينهم هذا البغي قد يكون لمنافسة لحسد بين اقران قد يكون لحسد من غير الاقران كون هذا الانسان تميز. كون هذا الانسان صار له ملكة في العلم في الفقه في الحديث في غير ذلك صار له اتباع وطلاب كثير او نحو هذا فهو يحسده على ان يتابعه مثلا هذا العدد بتويتر او في هذا لا ينظر اليه من اراد الله والدار الاخرة فانه لا يلتفت الى مثل هذه الامور بل يفرح اذا انتشر الخير على يده او على يد غيره وهذا الانسان الذي قد تشن عليه الغارة يقول شيخ الاسلام قد يكون ذلك الخطأ الذي وقع فيه من باب التأويل والاجتهاد الذي يكون الانسان فيه مستفرغا وسعه علما وعملا والله المستعان والله عز وجل يقول ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا. يقول واذا كان كذلك فينبغي ان يعلم ان للقلوب قدرة في باب العلم والاعتقاد العلمي وفي باب الارادة والقصد وفي الحركة البدنية ايضا يعني يقول الانسان له طاقة عقلية قدرات عقلية وقدرات علمية وقدرات بدنية فما خرج عن طاقته وقدرته فهو وهو معذور لا يكلف الله نفسا الا ما اتاها الا وسعها ما جعل عليكم في الدين من حرج يقول فالخطأ والنسيان هو من باب العلم يكون اما مع تعذر العلم عليه او تعسره عليه مثل هذا كما قال الله عز وجل يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر فلا يكلفه فوق ما يطيق وهكذا ايها الاحبة فيما يتعلق بالمدارك العقلية والامكانات بالفهم والتحصيل فقد لا يفهم ما فهمت وقد لا يبلغ ذلك ولا يصل اليه فهذا يكون معذورا ولا يلام ولكن البغي هو الذي يحمل على الاساءة والظلم والتجني والعدوان يقول شيخ الاسلام ثم انه من مسائل الخلاف ما يتضمن ان اعتقاد احدهما يجب عليه بغض الاخر لعنه. يقول احيانا يظن انه يلزمه وشرعا ان يبغض هذا المخالف وان يفسقه او ان يكفره او نحو ذلك اتخذ منه موقفا يقول وهذه حال البغاة المتأولين مع اهل العدل سواء كان ذلك بين اهل اليد والقتال من الامراء ونحوهم او بين اهل اللسان والعمل من العلماء والعباد ونحوهم وبين من يجمع الامرين ولكن الاجتهاد السائغ لا يبلغ مبلغ الفتنة والفرقة الا مع البغي. لا لمجرد الاجتهاد هذه الاختلافات الموجودة بين المنتسبين الى السنة اليوم اي اختلافات من باب الاجتهاد فما الذي حول ذلك الى حروب طاحنة هو البغي والا فانه لا يوجد ما يوجب ذلك. والله المستعان يقول وكل ما اوجب فتنة وفرقة فليس من الدين سواء كان قولا او فعلا ولكن المصيب العادل عليه ان يصبر عن الفتنة ويصبر على جهل الجهول وظلمه. لان المشكلة ايضا كما سيأتي ردود الافعال يعني قد يتوهم الانسان انه وقع عليه ظلم اساءة تجني فيحمله ذلك على ركوب الشطط نسأل الله العافية يعني هذا الانسان الذي لربما ينحرف ويضل ويركب المراكب الصعبة احيانا قد يكون منشأ هذا انه يستشعر انه وقع عليه ظلم. ظلم طيب هذا الظلم يوجب عليك الصبر لا ان تركب طريقا في الانحراف لتنتقم لنفسك وتفعل ما يكون نكاية بهذا الذي تعتقد انه ظلمك هذا لا يجوز. ومن اصعب الاشياء ايها الاحبة ان الانسان لربما يقع عليه الاذى وهو على ضلال الا ينبغي للانسان ان يفتك بنفسه وان يسيء اليها مثل طفل الشقي الذي اذا اراد ان يبدي سخطه على اهله او ونحو ذلك ذهب وجلس في الشمس وفي الحر وفي الرطوبة يعذب نفسه ويؤذيها فيكون الاذى والانتقام واقعا عليه هو الذي يتأذى هو الذي يحصل له الالم فيجلس على الارض في وقت الحرفي وقت الظهيرة في الشمس حافي القدمين ويمرغ ثيابه ويصر على هذا من باب العقوبة لهؤلاء الاهل الذين لم يعطوه او يشعر انهم اساءوا اليه او ظلموه الانسان الكبير احيانا يفعل ما هو اكثر من هذا. يستشعر انه وقع عليه جناية ثم بعد ذلك يحمله ذلك على ركوب الضلالات والانحرافات نسأل الله العافية وهذا قد يقع كثيرا ان لم تزم تصرفات الانسان بالتقوى والصبر وارادة ما عند الله عز وجل. والا فكفى به. نسأل الله العافية اذى ان يكون منحرفا ضالا وهذا ايضا في التاريخ كثير هذا في التاريخ كثير نزعت انتقام تجعل هذا الانسان يتجنى ويحصل منه البغي على هؤلاء الذين يشعر انهم اساءوا اليه ولربما ايضا يتصرف تصرفات تذهب بدنياه وباخرته وانما المؤمن هو الذي يضبط عمله وقوله بزمام الشرع فلا يتجاوز ذلك ويكون على هدى وصراط مستقيم البغظ والكراهية احيانا يحمل الانسان ايظا على البغي والتجني على الناس والله عز وجل يقول ولا يجرمنكم شنئان يعني عداوة بغض قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى فنهى ان يحمل المؤمنين بغضهم للكفار على الا يعدلوا عليهم فكيف اذا كان البغض لفاسق او مبتدع متأول من اهل الايمان كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يقول فهو اولى ان يجب عليه الا يحمله ذلك على الا يعدل الا مؤمن وان كان ظالما له. يقول فهذا موظع عظيم المنفعة في الدين والدنيا فان الشيطان موكل ببني ادم. وهو يعرض للجميع ولا يسلم احد من مثل هذه الامور ودع ما سواها من نوع تقصير في مأمور او فعل محظور باجتهاد او غير اجتهاد وان كان هو الحق ثم ذكر قول الله عز وجل فاصبر ان وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والابكار هذا هو الطريق فامره بالصبر واخبره ان وعد الله حق وامره ان يستغفر لذنبه. يقول ولا تقع فتنة الا من ترك ما امر الله به فانه سبحانه امر بالحق وامر بالصبر. فالفتنة اما من ترك الحق واما من ترك الصبر فالمظلوم المحق الذي لا يقصر في علمه يؤمر بالصبر فاذا لم يصبر فقد ترك المأمور وان كان مجتهدا في معرفة الحق. ولم يصبر فليس هذا بوجه الحق مطلقا ولكنه هذا وجه نوع حق فيما اصابه فينبغي ان يصبر عليه. هذا كلام يكتب بماء الذهب. يقول وان كان مقصرا في معرفة الحق فصارت ثلاثة ذنوب انه لم يجتهد في معرفة الحق وانه لم يصبه يعني ما اصاب الحق وما عرفه وانه لم يصبر وقد يكون مصيبا فيما عرفه من الحق فيما يتعلق بنفسه ولم يكن مصيبا في معرفة حكم الله في غيره. فيحكم عليهم باحكام ظالمة يقول وذلك بان يكون قد علم الحق في اصل يختلف فيه بسماع وخبر او بقياس ونظر او بمعرفة وبصر. ويظن مع ذلك ان ذلك الغير التارك للاقرار بذلك الحق عاص او فاسق او كافر ولا يكون الامر كذلك لان ذلك الغير يكون مجتهدا قد استفرغ وسعه ولا يقدر على معرفة الاول لعدم المقتضى ووجود المانع يقول امر القلوب لها اسباب كثيرة يعني لست مأمورا ان تنقر عن هؤلاء وان تشتغل بهم هل عرفوا فعلا الحق وحادوا عنه او لم يحيدوا عنه او تركوه عمدا او لم يتركوه عمدا؟ دع امر هؤلاء الى الله تبارك وتعالى فمثل هذا كثيرا ما يكون ما يحمل ما يقع في الصدور من الغل والاستشعار الاساءة والظلم يحمل صاحبه على البغي بالقول والفعل وهذه قضية نحن بحاجة كبيرة الى تأملها في مثل هذه الاوقات اياك ان تركب مركبا من مراكب الضلالة بسبب انك ناقم اياك اصبر والاجر على الله عز وجل لكن لا تؤذي نفسك بركوب هذه المراكب الصعبة تظلم ويحصل البغي والعدوان شيخ الاسلام ايها الاحبة يقول ان الانسان قد يكون ظالما بالدعاء يظلم فيدعو على ظالمه بدعاء اعظم من المظلمة فيكون ظالما بالدعاء فكيف بما هو اكبر من الدعاء اذا حكم بكفره او سعى في اراقة دمه او نحو ذلك شيخ الاسلام يقول اذا تأملت ما يقع من الاختلاف بين هذه الامة علمائها وعبادها وامرائها ورؤسائها وجدت اكثره من هذا الضرب الذي هو البغي بتأويل او بغير تأويل يقول فان كل طائفة بغت على الاخرى فلم تعرف حقها الذي بايديها ولم تكف عن العدوان عليها ثم بعد ذلك يصير هذا الباغي نسأل الله العافية كما قال شيخ الاسلام في موضع اخر بان الجاهل في كلامه على الاشخاص والطوائف والمقالات بمنزلة الذباب الذي لا يقع الا على العقير يعني المكان المصاب ولا يقع على الصحيح يقول والعاقل يزن الامور جميعا. هذا وهذا. كن احكامه موزونة. مواقفه موزونة. تصرفاته موزونة سواء كان الناس يحسنون اليه او يسيئون اليه يستشعر انه ظلموه غمطوه حقه او لا فعليه ان يتقي الله تبارك وتعالى. وقد ذكر الامام ابن عبد البر رحمه الله ما جاء عن ما لك قال كان ابو بكر محمد ابن عمرو ابن حزم يقول اذا وجدت اهل المدينة مجتمعين على امر فلا تشك انه الحق ليس هذا هو الشاهد الشاهد تعليق ابن عبد البر امام اهل المغرب والاندلس بل امام من ائمة اهل السنة امامان في وقت واحد توفي في سنة واحدة اربع مئة وثلاث وستين ابن عبد البر المغرب والخطيب البغدادي بالمشرق صاحب تاريخ بغداد يقول ابن عبدالبر اذا وجدت اهل المدينة مجتمعين على امر فلا تشك انه الحق. يقول ابن عبد البر فرواية هذا وشبهه وكتابه يعني كتابته اولى من الرواية انطلاق الالسنة في اعراض اهل الديانة والفضل يقول ولكن اولو الفهم قليل والله المستعان والاشتغال بالقيل والقال والوقيعة باعراض اهل الفضل هذا والله تبارك وتعالى يقول يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون التي قلتها الله خبير الخبير هو الذي يعلم بواطن خفايا الاشياء هذي ما منطلق هذه الكلمة. وقد تكون الكلمة في ظاهرها من قبيل المدح ولكنه يقصد بها التنقيص والاساءة. يعلم تبارك وتعالى هذه المزاولات والتصرفات ما منشأها فنحن نتعامل مع من لا يخفى عليه خافية ولا ينبغي لاحد ان يؤذي نفسه. ان نرفق بانفسنا فنحن الذين سنتحمل الحساب والتبعة والجزاء يقول شيخ الاسلام اذا كان قد نهى عباده ان يحملهم بغضهم لاعدائه على الا يعدلوا عليهم مع ظهور عداوتهم ومخالفتهم وتكذيبهم لله ورسوله فكيف يسوغ لمن يدعي الايمان ان يحمله بغضه لطائفة منتسبة الى الرسول تصيب وتخطئ على ان لا يعدل فيهم بل يجرد لهم العداوة وانواع الاذى ولعله لا يدري انهم اولى بالله ورسوله وما جاء به منه علما وعملا ودعوة الى الله على بصيرة. وصبرا من قومهم على الاذى في الله للحجة لله ومعذرة لمن خالفهم بالجهل لا كمن نصب مع يعني معالم او نحو ذلك صادرة عن اراء الرجال فدعا اليها وعاقب عليها وعاد من خالفها بالعصبية وحمية الجاهلية من البغي ايضا ايها الاحبة وهو الخامس امتحان الناس بما لم يأمر به ربنا تبارك وتعالى وما امر به رسوله صلى الله عليه واله وسلم. امتحان الناس بامور ما انزل الله بها من سلطان كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يقول وكذلك التفريق بين الامة وامتحانها بما لم يأمر الله به ولرسوله مثل ان يقال للرجل انت شكيلي ولا قرفندي الي ولا قرفندي والواجب على المسلم اذا سئل عن ذلك ان يقول لا انا شكي لي ولا قرفندي بل انا مسلم متبع لكتاب الله وسنة رسوله وذكر عن معاوية رضي الله عنه انه سأل ابن عباس رضي الله عنهما قال له انت على ملة علي او على ملة عثمان فقال لست على ملة علي ولا على ملة عثمان بل انا على ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كل من السلف يقولون كل هذه الاهواء في النار. ويقول احدهم ما ابالي اي النعمتين اعظم علي. ان هداني للاسلام او ان جنبني هذه الاهواء. والله تعالى قد سمانا في القرآن المسلمين المؤمنين عباد الله. فلا نعدل عن الاسماء التي سمانا الله بها الى اسماء احدثها قوم وسموها هم واباؤهم ما انزل الله بها من سلطان بل الاسماء التي قد يصوغ التسمي بها يعني مثلا انتساب المذاهب الفقهية ونحو ذلك كما ذكر او الامصار والبلدان ونحو وهذا يقول فلا يجوز لاحد ان يمتحن الناس بها ولا يوالي بهذه الاسماء ولا يعادي عليها بل اكرم الخلق عند الله اتقاهم من اي طائفة كان ليست العبرة بالاسماء. نحن لا نقر غير الاسماء الشرعية. ولكن في الوقت نفسه نحن نتعامل مع الناس بحسب ما هم عليه من لزوم الكتاب والسنة الاستقامة على الصراط المستقيم. هذا هو المعيار مع انكار الاسماء غير الشرعية والانتساب اليها. يقول اولياء الله الذين هم اولياؤه هم الذين امنوا وكانوا يتقون ويقول ذكر صفة هؤلاء المتقين ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا صابرين في البأساء والضراء وحين البأس. اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون. هذا هو المعول يقول والتقوى هي فعل ما امر الله به وترك ما نهى عنه. وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن حال اولياء الله وما صاروا به اولياء كما في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى من عاد لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وما تقرب الي عبدي بمثلي اداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها فب يسمع بيبصر وبيبطش وبيمشي ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه ها الى اخر الحديث يقول شيخ الاسلام فكل من امن بالله ورسوله واتقى الله فهو من اولياء الله والله قد اوجب موالاة المؤمنين. بعضهم لبعض واوجب عليهم معاداة الكافرين. لا يمتحن الناس بغير هذا. انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا. والله كما سبق يقول وان طائفتان من منين اقتتلوا فاصلحوا بينهما الى ان قال انما المؤمنون اخوة وهكذا الاحاديث التي اوردناها والنصوص في هذا الباب المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. هل نحن حققنا هذا؟ وراعينا حقوق اخواننا المسلمين وان حصل منهم ما حصل تجاهنا وان اساءوا الينا وان ظلمونا فنحن على الاخوة الايمانية. فالله مع القتال يقول انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم وكذلك ايضا من الاسباب وهي من ردود الافعال ايضا مقابلة البدعة بالبدعة والانحراف بالانحراف والضلالة بالضلالة والجناية بالجناية والخطأ بالخطأ وكمان سبق اهل البدع المرجئة والخوارج وهكذا ايضا الممثلة في الصفات والمعطلة هذي كلها ردود افعال. واذا نظرت الى حال كثير من المخالفات وجدت انها من قبيل ردود الافعال. ردود فعل عنيفة هذا يبالغ في هذا الجانب ويأتي اخرون ويبالغون في الجانب المقابل تماما وهذا خطأ والانسان عليه ان يلزم الحق ولا يعتبر بمن ضل عنه وحاج. هذا امر لابد من ان نعرفه وان نستحضره دائما. وتجد الناس في كثير الاحيان على طرفين وانظر في واقعك تجد من هذا شيئا كثيرا تجد هذا فيما يتبناه الانسان من الاراء وتجد ذلك ايضا فيما يقال عن الاشخاص هذا يجعله في حال من التقديس تنزيه والاطراء والثناء ولربما رفعه فوق منزلتي والاخر يجعله شيطانا رجيما هكذا يكون العاقل فضلا عن المؤمن فضلا عن طالب العلم هذا لا يسوغ بحال من الاحوال. احيانا لربما تكون مبالغة في مدح انسان من قبل المحبين تحمل اخرين على الوقوف في الطرف الاخر وهكذا ايضا من الاسباب ايها الاحبة الخوف في امور قد حجب عن الخلق الاحاطة بها. فلماذا هذا الاشتغال الشوكاني رحمه الله في تفسيره فتح القدير في الكلام على الروح يقول حكى بعض المحققين ان اقوال المختلفين في الروح بلغت الى ثمانية عشر ومئة قول مئة وثمنطعشر قول بحقيقة الروح والله عز وجل يقول قل الروح من امري. ربي. اذا هي قضية غيبية مئة وثمنطعشر قول على اي اساس انهم يتكلمون في امر لا سبيل الى الاحاطة به وقد استأثر الله تبارك وتعالى بعلمه فهذا من الاشتغال بما لا ينفع. الاشتغال بالفضول وكذلك ايضا وهو الثامن الاخذ بالشاذ بعض الناس قد يكون ذلك طبيعة له يميل الى الشذوذ في كل شيء. يعني تجده في لباسه يميل الى الاشياء الغريبة القلم الذي معه غريب السيارة غريبة الادوات غريبة لون المنزل غريب هي طبيعة فاراء مثل هذا الانسان تجدها شاذة وغريبة الناس هنا وهو هناك تجد بعض الناس على سبيل المثال ورأيتنا من هذا يثني على الحجاج ويعظم الحجاج ويقول الحجاج مظلوم ويمدحه شعرا ونثرا وما حاجتك الى هذا ما وجدت احد تتبناه الا الحجاج. افضى الى ربه لا داعي لمثل هذا المدح والرجل معروفة مظالمه وتجد هذا الرجل مولع بالحجاج اذا جلس في مجلس فاتحهم بذلك وابتدأهم وابتدرهم بالثناء عليه وترى بعض من يبدي اعجابه الشديد بمثل ابي العلاء المعري الشاعر المعروف الذي رمي بالزندقة تدافع عنه وتتبناه وتحبه وتعجب به لماذا؟ ويخالف الاخرين. ماذا يقول الناس تجد هذا الانسان في الطرف الاخر وهذا مشاهد احيانا اذا عرفت حال هذا الانسان وما عنده من الخلل في الميزان مباشرة تعرف رأيه قبل ان تسمعه. حينما يرسل لك مقطع او نحو ذلك لفلان ما تحتاج ان تسمع. انت ستعرف الناس هنا اذا هو سيكون في الجهة الاخرى يأتي بالغرائب والعجائب وهذا داء علة ومرض يحتاج الانسان ان يتعالج منه وقد لا يكون كذلك قد تكون هذه جرأة عند الانسان او قد يكون ذلك من باب حب المعرفة والظهور والشهرة خالف تذكر فيأتي بفتاوى غريبة فتاوى شاذة كثيرا ما يتبنى الاقوال التي لم يعهدها الناس وما تبناها العلماء وانما قالف هؤلاء جميعا فيطير الناس بفتواه وتبلغ الافاق وينشرها الناس ويتحدثون عنها في المجالس فتوى غريبة مثل هذا قد يكون قد يكون نحن لا نعمم لكن قد يكون الدافع احيانا هو طلب الشهرة. تعرفون خبر ذاك الذي بال في بئر زمزم فلما سئل عن هذا واخذ قال اردت ان اشتهر ان يعرفه الناس ولو بالبول ببئر زمزم. فمن الناس من يكون بهذه الطريقة. بل مثل هذا نسأل الله العافية. بعض هؤلاء لربما سب العلماء الائمة من المتقدمين والمتأخرين فان لم يجد بغيته لربما سب الصحابة بل بعضهم لربما اجترأ على سب رب العالمين ويضع ذلك في تغريدة وهذا حصل فتجد هذا للاسف الشديد يبحث عن هذه الشهرة بكل طريق. يقول ابن مهدي رحمه الله لا يكون اماما في العلم من اخذ الشاذ من العلم او روى عن كل احد او روى كل ما سمع. ومن اعظم الاسباب لهذا التفرق والانقسام التعصب. وهو التاسع التعصب للمذاهب التعصب للطوائف التعصب للمقالات التعصب للاشخاص كل ذلك يقول شيخ الاسلام رحمه الله من نصب شخصا كائنا من كان فوالى وعاد على موافقته في القول والفعل فهو من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا نصب شخص كائنا من كان لا تقل شيخي صاحب سنة لا تتعصب فاذا نصبت او جعلته ميزانا يقول شيخ الاسلام فهذا من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا. يقول واذا تفقه الرجل وتأدب بطريقة قوم من المؤمنين. مثل اتباع الائمة والمشايخ فليس ان يجعل قدوته واصحابه هم المعيار. فيوالي من وافقهم ويعادي من خالفهم. نحن نقع في هذا كثيرا. نجعل هؤلاء هم المعيار توافقهم؟ اذا انت بمنزلة ويكان لك المدح والثناء حثوا بل لا يكال بل يقال حثوا بلا كيل ولا ميزان. وان كنت تخالفهم في شيء فهنا يقال فيه كل عظيمة وتكال له التهم والسباب والشتائم حثوا لا هي لا تكال بل تقال حثوا الى كيل ولا ميزان. يقول شيخ الاسلام وليس لاحد ان يدعو الى مقالة او يعتقدها لكونها قول اصحابه ولا يناجز عليها بل لاجل انها مما امر الله به ورسوله او اخبر الله به ورسوله لكون ذلك طاعة لله ورسوله القضية اننا احيانا كما سيأتي لشدة تعصبنا قد نرد الحق لانها عرفت به الطائفة الفلانية التي نكرهها. يا اخي هذا حق هذا حق لا الحق لكن التعصب يحمل الانسان على هذا التعصب يحمل الانسان احيانا على رد الايات. احد العلماء من المعاصرين توفي رحمه الله سمعت له شريطا قبل اكثر من خمسة وعشرين سنة ما رأيت لكن سمعت ذاك الشريط الوحيد واحببته. صاحب توحيد وصاحب سنة احسبه والله حسيبه. دروس في التوحيد والعقيدة. يذكر مناظرة بعض غلاة الصوفية من القبوريين. يقول فاوردت عليه الايات ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض الى اخره. قال يا ابني هذه اية وهابية نسأل الله العافية هو يسمع ذاك ترداد هذا من قبل علماء يتهمهم بهذه التهم فقال هذه اية وهابية الى هذا الحد يرد القرآن ولا يحب ان يسمع هذه الايات في التوحيد لبغضه لهؤلاء وتعصبه باطله. فمثل هذا نسأل الله العافية قد يقع بامور عظيمة قد تذهب بدينه يقول شيخ الاسلام وهذا يبتلى به كثير من المنتسبين الى طائفة معينة في العلم او الدين او الى رئيس معظم عندهم. كل واحد ينبغي ان يراجع نفسه. لا تذهب اذهاننا الى زيد وعمر. لا نحن هل سلمنا من مثل هذه القضايا؟ هل عالجنا المشكلات كما قلنا منذ البداية ايها الاحبة ليس المقصود الكلام هنا لا بالتصريح ولا بالتعريض الكلام على قوم او اخرين وليس هذا من اخلاقنا وما عهد لا في الدروس الخاصة ولا في العامة ولا في المجالس الخاصة ولا في المجالس العامة اذا احد في احد قلنا له سبح. اشتغل بما ينفع. اذكر الله عز وجل. واذا جاء بعض الشباب هنا يسأل عن الطائفة الفلانية او الطائفة الفلانية. اقول ما عندك غير هذا؟ اشتغل بما ينفع اشتغل بذكر الله عز وجل دع اهل العلم يختلفون ويعرفون كيف يتفقون. فليس المقصود ان نعالج انفسنا نحن ان نتبصر عندنا نقص وعندنا عيوب وعندنا تقصير لابد من المحاسبة والمراجعة هل نحن متعصبون هل عندنا شيء من التعصب لشخص او لطائفة او نحو ذلك قد تكون هذه التعصبات لنزعة لميول معين لاهتمامات معينة في امور عملية او علمية تخصص علمي او تخصص عملي شيخ الاسلام رحمه الله يقول تجد كثيرا من المتفقهة اذا رأى المتصوفة او المتعبدة يعني اصحاب التعبد دعنا من من التصوف يقصد اللي يهتمون بالعبادة يقول لا يراهم شيئا هذا المهتم بالفقه يقول ولا يعدهم الا جهالا ضلالا ولا يعتقد في طريقهم من العلم والهدى شيئا. يقول وترى كثيرا من والمتفقرة يعني الفقراء يقصد الصوفية. لا يرى الشريعة ولا العلم شيئا. يرى ان هذولا يشتغلون ان يتفقهون ويشتغلون بالعلم انهم يضيعون الاوقات والزمان وكان ينبغي عليهم ان يعنوا العبادة البدنية والخلوة وما الى ذلك يقول شيخ الاسلام بل يرى ان المتمسك بها منقطع عن الله. يعني هذا الصوفي او المشتغل بالعبادات البدنية يرى ان المشتغل بالعلم والتفقه منقطع عن الله وانه ليس عند اهلها يعني اهل الفقه والعلم مما ينفع عند الله شيئا. يقول وانما الصواب ان ما جاء به الكتاب والسنة من هذا وهذا حق وما خالف الكتاب والسنة من هذا وهذا باطل قد يكون انا عندي اهتمامات القيام على الفقراء والارامل والمساكين والايتام والجوعى هذا عمل صالح اخر عنده اهتمامات بالعلم انا لا احتقر عمل ذاك وذاك لا يحتقر عملي انا قد يكون الاهتمام عندي هو جوانب الدعوية للشباب او نحو ذلك وهذا الانسان يهتم جوانب اخرى من الدين لا يصح ان احتقر عمله ولا يصح ان يحتقر ايضا عملي فقد يتعصب كل طرف لعمله ولاهتمامه او تخصصه او نحو ذلك فيقع الذنب هكذا التعصب للمذاهب الفقهية. قديما كان الناس ولا زال يتعصب هذا لمذهبه من كان ذلك من اتباع ابي حنيفة او مالك او الشافعي او احمد رحم الله الجميع واليوم قد يكون هذا التعصب غير ذلك يتعصب الانسان لطائفة او نحو هذا تنتسب الى الدين او الدعوة او نحو ذلك. هذا لا يجوز وانما يكون الانسان دائما مع الحق كن مع الحق دائما فالمصيب يعان والمخطئ يسدد اذا لقيت الله عز وجل بهذا وبقلب سليم للمسلمين ولزوم الكتاب والسنة والاعتصام بهما فابشر انت على الطريق ينبغي ان نتواصى ان نلقى الله بهذا. ان نلقى الله بهذا دون اي اعتبار اخر هذا هو الطريق ايها الاحبة هذا هو الطريق تعصب التعصب للمذاهب انظر كيف بلغ باصحابه؟ اعطيكم نماذج من العبارات التي جعلت قواعد عند هؤلاء المتعصبين. هذا يقول الاصل ان كل اية تخالف قول اصحابنا فانها تحمل على النسخ او على الترجيح والاولى ان تحمل على التأويل من جهة التوفيق اخر يقول الاصل ان كل خبر يجيء بخلاف قول اصحابنا فانه يحمل على النسخ او على انه معارض بمثله ثم صار الى دليل اخر او ترجيح فيه بما يحتج به الاصحاب من وجوه الترجيح او يحمل على التوفيق وانما يفعل ذلك على حساب قيام الدليل فان قامت دلالة النسخ يحمل عليه. وان قامت الدلالة على غيره صرنا اليه ما شاء الله ما شاء الله هكذا يتعامل مع الادلة. اخر يقول الاصل ان الحديث اذا ورد عن الصحابي مخالفا لقول اصحابنا فان كان لا يصح كفينا مؤونة جوابه. وان كان صحيحا في مورده فقد سبق ذكر اقسامه الا ان احسن الوجوه وابعدها عن الشبه انه اذا ورد حديث الصحابي في غير موضع الاجماع ان يحمل على التأويل او المعارضة بينه وبين الصحابي مثله. نصوص الكتاب والسنة اقوال الصحابة كل ما خالف المذهب عنده ينبغي ان يتعامل معه بتأويل او دعوة نسخ او غير ذلك هذا الانسان ايها الاحبة الذي يقع عنده التعصب للاسف لا تكون احكامه صائبة ولا عادلة ولا مسددة بل يكيل تجد انه حينما يتحدث عن المذاهب او الاراء او الاشخاص او الكتب او غير ذلك لربما يستنكر تصرفا او سلوكا او خطأ او قولا او فتوى او نحو ذلك صدرت ممن يختلف معه او لا يحبه فقام عليه الشناعة وجرده من كل فضيلة. ثم بعد ذلك يقع تصرف شبيه بل مثيل في موقف اخر من بعض اصحابه او من يحبهم او يعظمهم وتجد هذا يحمل على انه حسن نظر في الامور وبعد نظر وتصرف صحيح ومسدد فيذكر يقال له نسيت كيف كنت اتصرف؟ كيف كنت تقول حينما صدر نفس التصرف ممن لا تحبه؟ هذا لا يجوز التعصب يجعلنا نقع في مثل هذه تعسفات فلا نكون عادلين ونبالغ كما سبق في مواقفنا تجاه المخالفين. كما يقول ابن عبد البر رحمه الله يصف بعض طلاب العلم في زمانه. يقول كلهم تجاوز الحد في الذنب وعند كل واحد من الطائفتين خير كثير وعلم كبير لكن المشكلة التعصب التعصب وذكر الذهبي رحمه الله في ترجمة تقي الدين المقدسي اسمه عبد الساتر ابن عبد الحميد يقول قل من سمع منه لانه كان فيه زعارة وكان فيه غلو في السنة يقول وعني بالسنة وجمع فيها وناظر الخصوم وكفرهم وكان صاحب حزبية وتحرك على الاشعرية فرموه بالتجسيم. ثم كان منابذا لاصحابه الحنابلة وفيه شراسة في اخلاقه مع صلاح ودين يابس يعني هذه المواقف المتصلبة بهذه الطريقة التي يتجاوز فيها الانسان الحد المشروع لا يقر عليها فتأتي الاحكام بسبب هذا التعصب ظالمة جائرة انظر هذا المثال العجيب الذي ذكره الشوكاني رحمه الله يذكر انه ادرك في اول زمان الطلب شيخا يشتغل بالفقه يقال له صالح النهمي يقول قد اشتهر في الناس بالعلم والزهد وطلب علوم الاجتهاد طلبا قويا فادركها ادراكا جيدا يقول فرفع يديه في بعض الصلوات يعني في التكبير ورآه يفعل ذلك بعض المدرسين في علم الفقه فماذا قال هذا المدرس قال اليوم ارتد الفقيه صالح من اجل ماذا نرتد لانه رفع يده التكبير. ارتد ارتد نسأل الله العافية ابن العربي ذكر مثالا اخر وقع امامه مع ابي بكر الطرطوشي رحمه الله وهذا من العلماء المشاهير وذلك انه جاء الى المسجد الجامع في صلاة الظهر وجعل يتنفل يصلي ويرفع يديه عند الركوع يعني ليس فقط في تكبيرة الاحرام بل عند الركوع عند الرفع من الركوع يقول ابن العربي وهو مذهب ما لك والشافعي يقول فحضر عندي يوما يعني يفعل هذا الطرطوشي وشاهده رجل يعتبر في ذلك الوقت ربما نقول قائد البحرية في تلك الناحية في الاندلس ومعه بعض الاعوان فرأوا هذا العالم وما يعرفونه يعني ابا بكر الطرطوشي يقول فلما نظروا اليه ورفع يديه في الصلاة قالوا الا ترون الى هذا المشرق كيف دخل مسجدنا؟ مشرقي من المشرق اللي يرفعون يدهم عند الركوع وعند الرفع منه قوموا اليه فاقتلوه هذا قائد البحرية قوموا اليه فاقتلوه وارموا به في البحر. فلا يراكم احد يقتل ويرمى في البحر الامام الطرطوشي رجل معروف في نصر السنة وقمع البدعة ومحاربتها واقواله في هذا مشهورة وكلامه يقول ابو بكر ابن العربي فطار قلبي من بين جوانحي وقلت سبحان الله هذا الطرطوشي فقيه الوقت؟ فقالوا لي ولم يرفع يديه فقلت كذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل وهو مذهب مالك في رواية اهل المدينة عنه وجعلت اسكنهم واسكتهم حتى فرغ من صلاته يروحون يريدون قتله وهو يصلي ويرمى في البحر المسجد كان على البحر يقول ابن عربي كنت في الظهيرة في شدة الحر آآ استنشق النسيم يعني عند النافذة نافذة المسجد وهؤلاء جلوس فلما رأوه قالوا ما قالوا فيريدون ان يلقوه في البحر يتخلصون منها فهؤلاء اذا رأوا ما يخالفهم وهم بحال من التعصب اجترأوا على القتل او على الحكم بردته كما سبق من قول ذلك المدرس وكما يقول الشوكاني ايضا بذكر هذه الجهالات وما يحصل من هؤلاء من المعاداة يقول اعظم من معاداة اليهود والنصارى. وظنوا انه على شريعة اخرى وعلى دين غير دين الاسلام. واوقعوا في اذهان العوام انه ناصبي. يقول فانظر هذا الصنيع الشنيع الذي هو شبيه بلعب الصبيان. شو كان يتكلم عن التعصب؟ كيف يفعل باصحابه؟ وشيخ الاسلام رحمه الله يتكلم عن العمل وما يصدر من انسان يقول فصاحبه اما معتد ظالم واما سفيه عابث يقول وما اكثر ما يصور الشيطان ذلك بصورة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله ويكون من باب الظلم والعدوان وعند نفسه انه ما شاء الله ينصر الدين والواقع انه ظالم ومعتدي وهكذا لربما يلصق بهذا من باب التعصب يلصق به تهم هو بريء منها. يعني قد لا يتورع هذا المتعصب من الكذب على هذا الذي خالفه. الذهبي رحمه الله ذكر عن شيخ القراء محمد ابن عتيق القيرواني يقول كان يتعصب مذهب الاشعري. وقعت بينه وبين الحنابلة فتن. يقول قال ابن ناصر وجماعة كان اصحاب القيروان يشهدون عليه انه لا يصلي يعني هو يريد ان يدين هذا بقول اصحابه يقول كانوا يشهدون عليه انه لا يصلي ولا يغتسل من الجنابة في اكثر احواله ويرمى بالفسق مع المرض واشتهر بذلك كيف هذا يقول الذهبي قلت هذا كلام بهوى يعني هذا رجل من القراء لكن لانه كان قد انحرف في باب الاعتقاد ان هذا لا يعني ان يظلم ان يرمى بمثل هذه الامور رجل لا يصلي لا يغتسل من الجنابة ويتهم بالفواحش لاننا اختلفنا معه وذكر ابن كثير رحمه الله اشياء ايضا من هذا القبيل وذكر سببا لهذا البغي او احد اسباب هذا البغي وهو التنافس على الدنيا. وان هذا البغي هو من اعظم اسباب التفرق والاختلاف وهو سبب ذهاب الريح وتسلط الاعداء. وهذا للاسف كما قلت قد يورث رد الحق الذي يكون مع المخالف كما ذكر شيخ الاسلام رحمه الله امثلة من ذلك. يعني يقول الفلاسفة احيانا يقولون بعض الاشياء الصحيحة فيردها خصومهم لان الفلاسفة قالوها وهي حق. فيبالغون في ردها ولا يصدقون بها. وهكذا ايضا مع غير الفلاسفة بل ذكر شيخ الاسلام اشياء غريبة وعجيبة ذكر ان بعض الجهال اذا سمع الرافضة يسبون ويشتمون ابا بكر وعمر اشتغل بشتم علي رضي الله عنه وان بعض الجهال من المسلمين يقول اذا كان في الصف يعني صف القتال وسمع النصارى يشتمون النبي صلى الله عليه وسلم يقول شرع في عيسى عليه الصلاة والسلام مثل هذا نسأل الله العافية والانسان يقبل الحق ويقر به ولا يقع في شيء من الباطل يقول كما قد يصير بعض جهال المتسننة في اعراضه عن بعض فضائل علي واهل البيت اذا رأى اهل البدعة يغلون فيها. يقول بل بعض المسلمين يصير في الاعراض عن فضائل موسى وعيسى بسبب اليهود والنصارى وذكر شتم المسيح عليه الصلاة والسلام من قبل بعض الجهال وذكر خبر ابي هريرة مع الشيطان وان النبي صلى الله عليه وسلم قال صدقك وهو كذوب هو شيطان وهكذا في قوله عن ملكة سبأ ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا اعزة اهلها اذلة. قال الله وكذلك يفعلون فقال ذلك تصديقا لقولها. طبعا هذا على القول بان هذا من الموصول لفظا المفصول معنى وذكرنا لكم عبارة ابن مسعود رضي الله عنه لما قال له رجل اوصني فكان مما ذكر ومن اتاك بحق فاقبل منه وان كان بعيدا بغيضا ومن هنا لا يصح بحال من الاحوال ان نرد الحق لانه جاء على يد من نكرهه ونبغضه والمعلمي رحمه الله في كتابه التنكيل الذي افرد جزء منه بعنوان القائد الى تصحيح العقائد هذا عنوان داخل الكتاب لكن افرد بالطباعة ذكر امورا دقيقة جميلة مهمة مفيدة في سبب رد الحق من ضمن هذه الاشياء انه يأتي هذا الحق على يد من يبغضه او يشنؤه او يخالفه وذكر كيف هؤلاء الكفار ردوا دعوة النبي صلى الله عليه واله وسلم منهم من فعل ذلك احتقارا له ومنهم من فعل ذلك حسدا ومنهم من فعل ذلك لئلا يقال بانه كان على باطل هذا العمر المديد او ان ان طائفته على باطل وذكر جملة من الامور يمكن ان تراجع والمشكلة ان مثل هذا التعصب ايها الاحبة والمواقف الحادة تجعل الطرف الاخر احيانا يتترس في باطله ويغوص في ضلالته. كانت البداية لربما محدودة. فنقعد له في كل مرصد. هو يمكن يقول انا اخطأت انا لا انا ما قلت الكلام اعوذ بالله انا ما يصدر مني هذا المفروض اني اقول كثر الله خيرك هذا هو الظن بك جزاك الله خير مثلك ما يقول هذا احيانا لا عندنا الشاهد مجلس له ونأخذ بالحنك. فلا يبقى له مجال ولربما نشن الغارة عليه. ثم بعد ذلك هذا الانسان اللي كان الخطأ في البداية بسيط لربما ترتمي باحضان كما ذكرت بالامس الشياطين. فيتلقفونه يتلقف شياطين الانس والجن. بعض هؤلاء الذين لربما يشككون في اصول الاسلام وفي ثوابته. ويطعنون فيها ويمعنون في هذا الطعن كانوا في يوم من الايام لربما كانت القضية هي بعض الخطأ او بعض الانحراف ثم واجهوا حملة شرسة فجعلت هؤلاء يضلون. وهذا الضلال ايها الاحبة مركب مثل هذا المركب المطاطي اللي تراه في البحر في البداية قريب منك ثم بعد ذلك ما يلبث ان يبتعد شيئا فشيئا حتى بعد ذلك يبعد صاحبه حتى لا تراه يذهب بعيدا فنحتاج الى اننا نحاول ان نحتوي هذا الانسان ان نرده الى الحق باقرب طريق لا نكون سببا في ضلاله وغوايته وبعده وانحرافه بسبب مواقفنا الصارمة تجاهه كما يقول بعض اهل العلم بان اكثر الجهالة انما رسخت في قلوب العوام بتعصب جماعة من جهال اهل الحق اظهروا الحق في معرض التحدي والادلاع ونظروا الى ضعفاء الخصوم بعين التحقير والازدراء فثارت من بواطنهم دواعي المعاندة والمخالفة ورسخت في قلوبهم الاعتقادات الباطلة وتعذر على العلماء المتلطفين نحو ذلك مع ظهورها وفسادها يعني هذه الانحرافات ويذكر هذا ايضا بانه اذا اشتد تعصبهم وقع اليأس منهم فالتعصب سبب يرسخ العقائد في النفوس وهو من افات علماء السوء فانهم يبالغون في التعصب للحق ويظهرون ينظرون للمخالفين بعين الازدراء والاحتقار ثم يذكر ما يؤثره ذلك وينتجه يقول تتوفر بواعثهم بعد ذلك على طلب نصرة الباطل ويقوى غرضهم في التمسك بما نسبوا اليه ولو جاءوا من جانب اللطف والرحمة والنصح في الخلوة لا في معرض التعصب والتحقير لنجحوا في ذلك يقول هؤلاء لربما الذين يعني تكون عندهم مثل هذه الغلظة والصرامة يقول لربما يعتبرون ذلك من قبيل الذب عن الدين والنضال عن المسلمين والواقع ان هذا يكون فيه هلاك الخلق ورسوخ البدعة في النفوس اذا نحن اذا اخطأ انسان اذا انحرف انسان نحاول ان ان نحتويه. ان نرده الى الحق ان نتلطف بتفهيمه وتعليمه ان نتحاور معه كما سيأتي لا ان نتسلط عليه وكاننا ظفرنا ظفر فرصة الان عندنا شخص جديد اخطأ شخص جديد اصدر قولا او رأيا خالفنا فيه افتح له هاشتاق. وتعال هذا ما يصح يا اخوان. ليست الامور بهذه الطريقة لا تكون المعالجة بهذا الاسلوب وانما يكون ذلك بطرق حكيمة يراعى فيها امور تكون من شأنها استجلاب هؤلاء للحق هؤلاء للحق وقد نوقش بعض هؤلاء الذين نسأل الله العافية ان ركبوا مراكب صعبة وصاروا يشككون في اصول الدين ويثيرون الشبهات ويحكي لي احد المشايخ انه كتب لاحدهم نصيحة تلطف بها فقال لو ان هذه النصيحة جاءتني في البداية او لو اني عملت من البداية بمثل هذا لما وصلت الى هذه الحال ثم ذكر له محتفظ بعبارات له. يقول فارسل مجموعة من العبارات التي رشق بها في اول مخالفته نسأل الله العافية طبعا هو لا يجوز له هذا كما قلنا الانسان لا يركب المراكب الصعبة بسبب جناية الاخرين عليه في زعمه او ظنه او توهمه. لكن نحن ايضا لا نعين الشيطان على هذا. والله المستعان وشيخ الاسلام يذكر ان من اسباب انتقاص بعض المبتدعة للسلف يقول ما حصل في المنتسبين اليهم يعني الى السلف من نوع تقصير وعدوان وما كان من بعضهم من امور اجتهادي الصواب في خلافها فان ما حصل من ذلك فتنة للمخالف لهم ضل به ضلالا كبيرا وهكذا احيانا تكون طريقة المناقشة احيانا المناظرة امام الاخرين احيانا في القناة الفضائية احيانا في كذا تحمل هذا الانسان كما يقول بعض اهل العلم ان يأتي بالمتردية والنطيحة يعني من الدلائل من اجل ان يتشبث بباطله وان يخرج في النتيجة منتصرا فان لم يستطع ان يورد من الدلائل والحجج فانه يستعيظ ذلك برفع الصوت فان لم يجدي ذلك مع تحريك اليد فان لم يجدي هذا فانه يستعيذ بالسباب والشتائم بل قد يصل الامر الى مد الايدي ولربما رأينا في بعض المقاطع في قنوات ونحو ذلك بعض من يتحاورون يشتبكون بالايدي في حال مزرية يخجل منها العاقل وهو يشاهد العلماء رحمهم الله ذكروا بعض المناظرات قديما كما ذكر ابن قدامة رحمه الله يقول يصل الامر الى القيد يتناظرون في المسجد في مسائل علمية او فقهية يصل الامر الى قذف العرض يقول ولربما مد يده فجذب لحيته اذا اعيته الحجج فهنا يلجأ الى السباب والشتائم فان اعياه ذلك مبدأ يده المهم ان ينتصر وان يخرج غالبا نسأل الله العافية والعلم يفترض ان يكون رحم بين اهله كما يقول الشافعي رحم متصل يقول لا ادري كيف يعني يتحول ذلك الى عداوات قاطعة بين اهل العلم فيتحول هذا التعصب الى نوع من التحزب كما يقول شيخ الاسلام اما رأس الحزب فانه رأس الطائفة التي تتحزم اي تصوير حزبا فان كانوا مجتمعين على ما امر الله به الى اخره. هكذا يعني تتحول القضية الى مناصرة وكل شخص يقوي الاخر ويؤازره وينابذ الاخرين وهذا لا يصح ولا يصوغ بحال من الاحوال والمشكلة حينما ينشأ جيل في بيئة كهذه جيل ينشأ في بيئة متعصبة بيئة يكثر فيها مثل هذا التراشق والتحزب والعصبيات الذهبي رحمه الله يذكر نموذجا من هذا يصف زمن معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه وحب الناس له ومغالاة هؤلاء في تفضيله يقول لما رأوا من احسانه ولنشأتهم في الشام على حبه. فنشأ اولادهم على ذلك. كما انه في الطرف الاخر في العراق نشأ جيل على بعلي رضي الله عنه كون منهم جيشه وكانوا يبغضون من بغى عليه ويتبرأون منهم وغلا خلق منهم في التشيع يختم الذهبي هذا بقوله فبالله كيف يكون حال من نشأ في اقليم لا يكاد يشاهد فيه الا غاليا في الحب مفرطا في البغض ومن اين يقع له الانصاف والاعتدال؟ فنحمد الله على العافية ان اوجدنا في زمان قد انمحص فيه الحق واتضح من الطرفين وعرفنا مآخذ كل واحد من الطائفتين وتبصرنا الى اخره. يعني هذا فيما سبق ولكن في زماننا وفي كل زمان يقع مثل هذا وينشأ جيل ولا يشاهد الا هذا الانقسام والتعصب يتقمص ذلك ويتلقف هذه الامور ثم بعد ذلك يكون نبتا جديدا يواصل هذه المسيرة الظالمة فهذا ينبغي للعاقل ان يتجرد منه وان يفكر وان ينظر فيما يقدم عليه والطبع لص الطبع سراق فاذا استرسل الانسان مع اهل زمانه فانه يتأثر بذلك ولا بد وقد يكون البعث على هذا كما سبق امور اخرى يعني هذا التعصب التجني بهذه الطريقة وهو السبب العاشر الذي حدث عنه ان شاء الله تعالى في الليلة الاتية نسأل الله عز وجل ان يهدي قلوبنا ويسدد السنتنا وان يرينا الحق حقا وان يرزقنا اتباعه وان يرينا الباطل باطلا وان يرزقنا اجتنابه. وان لا يجعله ملتبسا علينا فنضل والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه