اذا كان المؤمن يدرك هذا فانه يخاف ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو اهدى الامة واثبت الامة واعظم الامة يقينا يكثر من هذا الدعاء. ثبت قلبي على دينك ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئة اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته مرحبا بكم جميعا ايها الاحبة واسأل الله تبارك وتعالى ان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته نواصل الحديث ايها الاحبة في هذه الليلة في الكلام على الاسباب التي اودت الى التفرق والاختلاف وقد ذكرنا من جملة هذه الاسباب البغي والتعصب واشرت هناك الى ان الحسد ربما يكون من اسباب البغي او التعصب ولذلك فان العاشر من اسباب الاختلاف او الحسد فقد يظهر المخالفة والمباينة من يكون دافعه وباعثه الى هذه المخالفة والحسد اذا كان دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام قد ردها اقوام بسبب الحسد. وهكذا نجد في التاريخ الممتد اقواما قد خالفوا بباعثي ودافعي الحسد. ولهذا اشار بعض اهل العلم الى ان الواحد من هؤلاء لربما يزعم ان غرضه اصلاح الخلق يقول وفي المقابل لو انه ظهر من اقرانه من اقبل عليه الخلق وحصل الصلاح على يديه لمات غما وحسدا يقول ولو اثنى احد من المترددين اليه على بعض اقرانه لكان ابغض خلق الله اليه ولذلك ذكروا في المعيار فيما يتصل بالتجرد ان المخلص المتجرد لا يبالي اذا كان الصلاح والاصلاح يجري على يديه او على بيد غيره وانه اذا جاء غيره من المصلحين فاقبل الناس بوجوههم اليه فانه يفرح بذلك. ويسعد لان الخير ينتشر. بخلاف غير المخلص فانه يتخذ ذلك اصما وعدوا ومن ثم فهو يبحث عن اخطائه وزلاته. ويفرح بمن جاء يبشره بشيء من هذه الاخطاء او الزلات ولربما يكون ذلك ظاهرا وكثيرا حينما تكون المخالفة مع اقوام نتفق معهم ليس بيننا وبينهم اختلاف واذا نظرت بما يذكره هذا المتحدث الذي يظهر المخالفة فانك لا تجد شيئا. اللهم الا ان كان المخالف لا يحمل عقلا يسعفه فهو يعد الاوهام والزلات اليسيرة مما يوجب المباينة والمفاصلة والمخالفة وقد ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان هذا الحسد يقع كثيرا بين المتشاركين برئاسة او مال اذا اخذ بعضهم قسطا من ذلك وفاة الاخر وهكذا ايضا بين المنتسبين للعلم او الدعوة يقول ويكون بين النظراء لكراهة احدهما ان يفضل الاخر عليه كحسد اخوة يوسف وكحسد ابني ادم احدهما لاخيه فانه حسده لكون ان الله تقبل قربانه ولم يتقبل قربان الاخر فحسده على هذا التفضيل وكحسد اليهود للمسلمين وهكذا ايها الاحبة بامثلة كثيرة ولهذا قيل ان اول ذنب عصي الله تبارك وتعالى به ثلاثة الحرص وهذا ذنب ادم عليه السلام والكبر وهذا ذنب ابليس والحسد وهذا ذنب ابن ادم الذي قتل اخاه ولربما امتنع الرجل كما اشرنا وكما ذكر الحافظ ابن القيم رحمه الله من الدخول في دين الاسلام حسدا اما حسدا للداعي وهو النبي صلى الله عليه وسلم او حسدا للاتباع كون هؤلاء تقدموا عليه وسبقوه وهم من الاعبد في نظره فيرى هذا الشريف العظيم في قومه انه جاء متأخرا وان هؤلاء سيكون لهم السبق والتفضيل وقد نالوا من العلم والعمل ما لم يناله. فيترك دين الله تبارك وتعالى حسدا لئلا يكون مسبوقا يفضل عليه من كان دونه في جاهليته. والله تبارك وتعالى جعل بعض الخلق فتنة لبعض. وجعلنا بعضكم لبعض ان فتنة الكبراء ومن دونهم. هؤلاء يفتنون بهؤلاء وهؤلاء يفتنون بهؤلاء الاغنياء والفقراء العلماء والعامة هؤلاء يمتحنون بهؤلاء ويفتنون بهم وهؤلاء يفتنون بهؤلاء اتصبرون يعني اتصبرون على البلاء؟ جعل الله ذلك امتحانا فهو يختبر صبر العباد وهذا الفتن هو كير القلوب. هذا الامتحان هو الذي يحصل به التمييز وينقسم الناس بين صادق كذب في التاريخ ايها الاحبة امثلة مؤلمة وجراح وقعت لاقوام نحسبهم من الاخيار الابرار انما حل بهم محل من البلاء بسبب الحسد من قوم موافقين. الامام البخاري ما تقولون به؟ لا زال كتابه عند المسلمين وسيبقى اصح كتاب بعد كتاب الله تبارك وتعالى ومن من المسلمين من لا يعرف البخاري ولكن احد العلماء المعاصرين للبخاري ممن كان يعظم البخاري ويحبه ويبشر تلامذته بقدوم الامام البخاري الى بلده ولا حاجة لذكر الاسماء لان هذا من اهل السنة. فلما قدم البخاري ان جفل الطلاب والتلاميذ على الامام البخاري وذاك هو الذي كان يطريه ويزكيه ويثني عليه ويعد بقدومه فلما رأى ذلك وقع في قلبه ما وقع وحصل بسبب ذلك فتنة في مسألة طرحت فادى ذلك الى شناعة وبلاء حل بالبخاري رحمه الله حتى جاءه احد اصحابه وقال يا ابا عبد الله هذا رجل مقبول بخراسان خصوصا في هذه المدينة. قد لج في هذا الحديث يعني تصدى هذه الفتنة حتى لا يقدر احد منا ان يكلمه فيه. فما ترى فقبض على لحيته يعني الامام البخاري ثم قال وافوض امري الى الله افوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد اللهم انك تعلم لاحظ اني لم ارد المقام بنيسابور اشرا ولا بطرا افينيسا بور التي كان فيها وحصل فيها ما حصل ولا طلبا للرئاسة وانما ابت علي نفسي في الرجوع الى وطني لغلبة المخالفين. البخاري ما يستطيع ان يذهب الى موطنه الاصلي وقد نصحه الامام احمد رحمه الله الا يسافر فابت عليه نفسه ان يذهب الى وطنه لغلبة المخالفين يعني هناك اعداء للبخاري. هناك من يخالفه في الاعتقاد من الجهمية ونحوهم فذهب الى نيسابور عند عالم من علماء اهل السنة ولكنه ابتلي يقول وقد قصدني هذا الرجل حسدا لما اتاني الله لا غير. هو يشكو الى الله الان قل اللهم انك تعلم يقول حسدني هذا الرجل لما اتاني الله لا غير ثم قال لهذا الرجل اسمه احمد يا احمد اني خارج غدا لتتخلصوا من حديثه لاجلي فتستريحون ساخرج امام البخاري فرج رحمه الله ومات في غربة وفي سفر ما توفي في مدينة ولا توفي في مستشفى الامام البخاري وكان حينما يأتون اليه ويقولون يقولون كذا ويقولون كذا يعني من الكيد ما كان لا يرد الا بايات من القرآن ولا يحيق المكر السيء الا باهله ومن يتوكل على الله فهو حسبه. هذا الامام البخاري في ذلك الزمان القرن الثالث الهجري فلا تستغرب ان تجد من الاختلاف والتفرق والشر في زماننا هذا قرب قيام الساعة والنبي صلى الله عليه وسلم كما اسلفنا في الحديث دب اليكم داء الامم الحسد والبغضاء وهي الحالقة. رأيتم كيف تحلق الدين؟ اذا اختلف هؤلاء ماذا يصنع بهم هذا الاختلاف فالنبي صلى الله عليه وسلم سماه داء. هذا الاختلاف ايها الاحبة قد يكون بسبب طلب الرئاسة والتقديم على الناس والشهرة وهذا قرين للحسد وانما يقع الحسد عند من لم تزكو نفسه وتتطهر كل انسان لا يخلو ولكن كما قال شيخ الاسلام رحمه الله ما خلا جسد من حسد ولكن الكريم يخفيه يعني لا تظهر اثاره يمسك لسانه وجوارحه ولا ايه يبديه لكن هذا الظهور او هذا الابداع قد يكون بلا بؤس اخر بلبوس الغيرة على الدين بلبوس الرد والمصارمة للمخالف والواقع انه يتفق معه على لزوم الكتاب والسنة واتباع السلف الصالح رضي الله عنهم لكن اختلفنا في اجتهادات ويحملنا احيانا الحسد او طلب الرئاسة والشهرة والاتباع على المصارمة فنعارك ونظهر المخالفة على ما لا يوجب المخالفة وهنا لربما يتحرك الانسان من منطلق حمية لنفسه ودفاعا عن جاهه ورياسته فهؤلاء كما قال شيخ الاسلام لا يقصدون ان تكون كلمة الله هي العليا وان يكون الدين كله لله بل يغضبون على من خالفهم وان كان مجتهدا معذورا لا يغضب الله عليه ويرضون عمن يوافقهم وان كان جاهلا سيء القصد ليس له علم ولا حسن قصد فيفضي هذا الى ان يحمدوا من لم يحمده الله ورسوله ويذم من لم يذمه الله ورسوله وتصير موالاتهم ومعاداتهم على اهواء انفسهم. لا على دين الله ورسوله صلى الله عليه واله وسلم وان كان هذا بلابوس الدين ولذلك كما ذكر اهل العلم حتى في القيام بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ان الرجل قد لا يكون قيامه لله فيخذل ويسلط عليه من يؤذيه ويذكر شيخ الاسلام ان بعض هؤلاء لربما اعطي من الدنيا فيتحول الى نصير ومعين لذاك الذي كان ينكر عليه ويذكره بمثالبه ومعايبه ولربما كان له شيء من الطمع عند هذا او ذاك ممن يذكره ويعيبه في المجالس وفي وسائل التواصل وما الى ذلك فاذا كانت له الحاجة فانه لربما يواجهه او يكاتبه ويخاطبه بانواع الاطراء والثناء والمدح وذكر المناقب وما الى ذلك واين الكلام الذي كنت تقوله اليس هذا من النفاق انما يكون قيام الانسان ايها الاحبة لله وفي الله وينظر ما الذي يوجب الاختلاف وما الذي لا يوجبه وما الذي يوجب الرد وما الذي لا يوجبه ومتى يحسن الكلام ومتى لا يحسن؟ متى يحسن السكوت متى يحسن غض الطرف متى يحسن تأليف القلوب ينظر الانسان في نيته ينظر في واقعه ينظر في حال امته انظر الى احوال البلاد الاسلامية انظر الى كثرة التفرق والاختلاف بين الدعاة الى الله وغيرهم من اهل العلم وغير اهل العلم تفرق وتمزق والعدو يحيط بهم ومع ذلك لا نعقل ونمعن بهذا الطريق تفوها وكتابة وتصرفات ومزاولات من شأنها ان تزيد التمزق والفرقة والاختلاف في وقت نحن احوج ما نكون الى جمع القلوب بين اهل السنة والجماعة ان يتناسى الناس الاختلافات التي بينهم وهم جميعا ممن يتبعون الكتاب والسنة ويلتزمون الاصول المعتبرة عند السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم ولكن قد يكون الحامل على ذلك كما سبق اتباع رئاسة سواء كان ذلك في ميدان دعوة او في ميدان قتال او غير ذلك والله عز وجل يقول واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا اننا بهذا الواقع ايها الاحبة لا يمكن ان ننتصر ولا ننتظر الانتصار ولو استطعنا ان نغلب عدونا مع حالنا هذه المتعثرة فاننا لن نستطيع ان نجتمع ونحن نفكر بهذه الطريقة والنفوس حاضرة فسيشتغل بعضنا ببعض تحتاج الى عقلاء الى حكماء الى من يخافون الله عز وجل يفكرون مصالح الامة ويكون الشعار الكبير لهم. كما كان شيخ الاسلام رحمه الله يقول ما مني شيء ولا لي شيء انا المكد وابن المكدأ ويقول انا وعندي رصيد من الاتباع وعندي رصيد من المكتسبات والاعمال لرصيد ولا مكتسبات ولا اعمال هذا تلقاه عند الله عز وجل لكن الذي نعرف في الدنيا من حال المخلص انه ان كان في الساقة كان فيها وان كان في الميمنة كان فيها وان كان في اي موقع فانه لا يتردد طالما ان المصلحة تتحقق بذلك مصلحة الامة وليست مصلحة النفس ونحن لا نعيب غيرنا ولا نتكلم عن غيرنا حنتكلم عن انفسنا نحن جزء من هذه الامة حتى الكتابات التي نكتبها ايها الاحبة التغريدات التي نغردها هل نريد بها اعزاز الدين؟ او اعزاز النفوس ورفع هذه النفس؟ وتحقيق الذات كما يقال وكثرة المعجبين والمتابعين والذين يهتفون بالثناء علينا وترديد عباراتنا وكلامنا هذا الكلام الحكيم الذي كانه قد خرج من مشكاة النبوة بزعمنا نحتاج الى قناة امر اخر ايها الاحبة هو الثاني عشر من اسباب هذا التفرق والاختلاف وهو تفاوت العقول والمدارك وقد جاء عن مطرف ابن الشخير رحمه الله انه كان يقول عقول الناس على قدر زمانهم وهناك اشياء ايها الاحبة في المخالفة او الطوائف التي تظهر او الاتباع الذين يتبعون اولئك قد لا يمكن ان تفسر الا ان الله قسم العقول كما قسم الارزاق الله قسم العقول كما قسم الارزاق فهناك ايها الاحبة من لا عقول لهم ليس لهم عقول تسعفهم ولهذا نقل عن الامام احمد رحمه الله انه لما ناظره بعضهم بفتنة خلق القرآن قال له ان كان هذا عقلك فقد استرحت وهي عبارة بليغة ذات دلالة ومغزى واضح انظروا الى العجايب والغرائب في التاريخ مما لا يمكن ان يفسر الا هذا المعنى من اجل ان نحمد الله عز وجل على نعمة العقل. الشاطبي رحمه الله ذكر في كتابه الاعتصام يقول كان في الزمان القريب يعني من عصره رجل يقال له الفازازي ادعى النبوة واستظهر عليها بامور موهمة للكرامات هذا في الاندلس والاخبار بالمغيبات ومخيلة لخوارق العادات يقول تبعه على ذلك من العوام جملة يقول ولقد سمعت ان بعض طلبة ذلك البلد طلبة العلم الذي احتله هذا البائس سيطر على البلد وهي بلد مالكة في الاندلس. يقول اخذ ينظر هذا هذا طالب العلم. اخذ ينظر في قوله تعالى وخاتم النبيين. هل يمكن تأويله؟ وجعل الاحتمالات ليسوغ امكان بعث نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم طبعا هذا المتنبئ الكذاب كان مقتله على يد الغرناطي رحمه الله اعني ابا جعفر ابن الزبير صاحب الكتب المعروفة ملاك التأويل وغير ذلك شيخ شيوخ الشاطبي هذا الذي ادعى النبوة وبعض طلبة العلم صار يبحث عن احتمالات لهذه الاية انه يمكن بعث نبي هذا ماذا يمكن ان يقال عنه وعن عقله وعن علمه ولا تذهب بعيدا في عصرنا يوجد من يتبع القاضياني القاضيان بعد ما عرف هذا التوحيد الخالص يقفز هذه القفزة ثم يسقط على رأسه ويتبع القاضياني القاضياني مرة واحدة هل عند القاضياني ادنى شيء يمكن ان يجذب الانظار او يمكن ان يقبل حتى يتبع من اجله ولكنها ذهاب العقول وعمل بصائر نسأل الله العافية. في بعض البلاد المشرقية في هذه الايام يأتي من يدعي رأيت مجلات ورأيت صور واخبرني بعض الدعاة واروني ما كتبوا وما ردوا وما نشر في المجلات هناك وبالصور يوجد هناك من يدعي الربوبية ويتبعه ملايين. يدعي الربوبية الالهية والربوبية يتبعه ملايين ملايين ممن ينتسب الى الاسلام ثم يمرق منه فيؤمن بهذا البائس اللي يدعي انه اله واخر يدعي النبوة ويتبعه الملايين سألت بعض الدعاة قلت كم يقدر قالوا ما نعرف ما في احصائيات لكن نحن نتوقع يقولون من طلاب الجامعات نحو ستة ملايين ما هذا شيء هائل فاين العقول؟ ان لم يوجد علم واين العقول كيف يمكن ان يقبل من مثل هذا؟ الذهبي رحمه الله ذكر مقالة جميلة للحسن ابن ابي الحسن يقول كلما نعق بهم ناعق اتبعوه وذكر الشاطبي رحمه الله انه وجد رجل في اعلى صعيد مصر رجل من القبط ممن يظهر دين النصرانية ورأي اليعقوبية يقول كان يشار اليه بالعلم والفهم انظر انظر الى العقول فبلغ خبره احمد بن طولون فاحضره واحضر عنده بعض اهل العلم ليوجهوا اليه السؤالات فسئل وجهوا اليه سؤالا يطلبون فيه الدليل على صحة دين النصرانية هذا رجل الان يوصف بالفهم والعلم ماذا قال؟ حتى تحمد الله عز وجل على نعمة العقل فقال دليلي على صحتها وجودي اياها متناقضة متنافية تدفعها العقول وتنفر منها النفوس لتباينها وتضادها لا نظر يقويها ولا جدل يصححها ولا برهان يعضدها من العقل والحس عند اهل التأمل فيها. والفحص عنها والان يصفها بوصف بليغ ودقيق هذا الدليل على صحتها الان من اي وجه يقول ورأيت مع ذلك امما كثيرة وملوكا عظيمة ذوي معرفة وحسن سياسة وعقول راجحة قد انقادوا اليها وتدينوا بها مع ما ذكرت من تناقضها في العقل فعلمت انهم لم يقبلوها ولا تدينوا بها الا لدلائل شاهدوها وايات علموها ومعجزات عرفوها اوجب انقيادهم اليها والتدين بها هذا هذا يصلح في سلب نعمة العقل هذا رجل لا عقل له الغى عقله تماما ويستدل على صحتها مع معرفته بفسادها وتناقضها وبطلانها قل رأيت قلقا من العقلاء ومن الملوك ومن الكبراء ومن الوجهاء يتبعونها مع تناقضها ويصلح هذا ان يكون شاهدا فيما يتصل باتباع الاباء وتقليد الاخرين من غير برهان. خذ مثالا اخر على هذا تهافت العقول طائفة ربما لم تسمعوا بها. يقال لها البرغواطية هذه الطائفة وجدت بالقرن الثاني الهجري ببلاد المغرب وصار لها شوكة ودولة فهؤلاء بعضهم يقول انهم سموا بذلك لانه هؤلاء كانوا من الاخلاط من البربر وغيرهم اجتمعوا على شخص يهودي الاصل ادعى النبوة اسمه صالح ابن طريف ابن شمعون البرباطي نسبة الى وادي البرباط في جنوب الاندلس فصارت كلمة برباطي تطلق على كل من اعتنق ديانته ثم حرفت الى برغواتي هذا اقام دولة تمتد من الرباط في المغرب الى ناحية البحر واقام اسطولا وجيشا ودولة وله اتباع هذا اليهودي ولهذا ينقلنا ايها الاحبة الى السبب الثالث عشر وهو ازاغة القلوب ازاغة القلوب عائشة رضي الله عنها كانت تروي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك تقول فقلت يا رسول الله سألته عن هذا الدعاء فقال انه ليس من عبد الا وقلبه بين اصبعين من اصابع الله فاذا شاء ان يقيمه اقامه واذا شاء ان يزيغه ازاغه وفي قوله تبارك وتعالى ونذرهم في طغيانهم يعمهون. يقول ابن عباس اخذلهم وادعهم في ضلالهم يتمادون نسأل الله العافية فهناك ايضا في سورة الانعام ونقلب افئدتهم وابصارهم يعني وبصائرهم كما لم يؤمنوا به اول مرة. جزاء وفاقا لما ردوا الحق اول مرة عاقبهم بتقليب القلوب والابصار فلا ترى الحق ولا تعرفه نسأل الله العافية جزاء وفاقا اذا جاءك الحق فاقبل عليه وتمسك به ولا تتردد ولا تؤجل فان الله عز وجل يقول واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه يحول بين المرء وقلبه يريد ان يتوب ما يستطيع يريد ان يؤمن ما يستطيع يريد ان يهتدي ما يستطيع ويبادر ويبحث دائما عن الهدى ويفرح بنصح الناصحين ويخشى على قلبه ان يزيغ. هذا عالم ذكره الشاطبي رحمه الله في الاعتصام ولن اسميه لانه يقال انه تاب لكن خبره عجيب في غاية العجب يقول كان من ثقات اهل الحديث ومن كبار العلماء العارفين بالسنة الا ان الناس رموه بالبدعة بسبب قول حكي عنه من انه كان يقول بان كل مجتهد من اهل الاديان مصيبة يهودي نصراني بوذي مصيب قل حتى كفره القاضي ابو بكر وغيره وذكر ان ابن قتيبة حكى عنه انه كان يقول ان القرآن يدل على الاختلاف فالقول بالقدر صحيح وله اصل من الكتاب. والقول بالاجبار صحيح وله اصل من الكتاب. ومن قال بهذا فهو مصيب ومن قال بذاك فهو مصيب. يقولون سئل يوما عن اهل القدر واهل الاجبار فقال كل مصيب. هؤلاء قوم عظموا الله وهؤلاء قوم نزهوا الله. وكذلك قال في الاسماء يقول كل من سمى الزاني مؤمنا فقد اصاب. ومن سماه كافرا فقد اصاب ومن قال فاسقا وليس بمؤمن ولا كافر فقد اصاب. ومن قال هو كافر وليس بمشرك فقد اصاب. لان القرآن يدل على كل هذه المعاني يقول وكذلك السنن المختلفة يعني القول بالقرعة وخلافه القول بالسعاية وخلافه قتل المؤمن بالكافر يقول لك من قال بهذا او هذا فهو مصيب يقول ولو قال قائل ان القاتل في النار كان مصيبا ولو قال في الجنة كان مصيبا ولو وقف فيه وارجأ امره كان كان مصيبا لاحظ يقول ان كان يريد بقوله يعني ان الله تعبده بذلك وليس عليه علم الغيب انظر يصحح اجتهادات هؤلاء من اهل الاديان في اختيار الدين والمعبود وهكذا في اقوال اهل الضلال والبدع يصحح القولين المتناقضين يعقل هذا هذا لو صدر عن عامي لكان مستشنعا فكيف يصدر ذلك عن رجل ينتسب الى العلم ولكن ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة خذ مثالا اخر هذا من اقران القاضي رياض الامام المالكي المعروف كلنا نعرف القاضي عياض رحمه الله هذا من اقرانه رجل مشهور كان من الاشاعرة يقال له ابن تومرت. هذا طلب العلم كما طلبه القاضي عياض وزامله في الطلب وهما في بلد واحد لكن هذا الرجل نسأل الله العافية فتن وفتن الناس فهنا هذا الرجل ايها الاحبة كان يحتال على الناس تولى زعامة قام دولة بنى ذلك على الحيل والاكاذيب والبطش والاسراف بسفك الدماء وللاسف اذا كنت تستغرب من هذا فاعجب اكثر من ذاك الذي اغواه طلب من عبد الله الونشريسي له كتاب مطبوع في القواعد الفقهية مختصر يدرسه طلاب العلم فقيه مالكي طلب منه ان يخفي علمه وفصاحته ويتظاهر بالجهل واللكم مدة وانه لا يحسن ركوب الخيل ولا يحسن الكلام والكن وانه عامي قح فما الذي حصل يقول الذهبي فلما كان عام تسعة وخمسمئة خرج يوما فقال تعلمون ان البشير يقصد الونشريسي رجل امي ولا يثبت على دابة فقد جعله الله مبشرا لكم مطلعا على اسراركم يعني يعلم ما في قلوبكم وخفاياكم وما تضمرون في غيبتكم. يقول وهو اية لكم قد حفظ القرآن وتعلم الركوب وقال اقرأ وقرأ عليهم ختمة كاملة في اربعة ايام وركب فرسا وساقه فبهتوا فعدوا ذلك اية يقول الذهبي لغباوتهم فقام خطيبا وقرأ ليميز الله الخبيث من الطيب وقرأ منهم المؤمنون واكثرهم الفاسقون فهذا البشير مطلع على الانفس ملهم ونبيكم صلى الله عليه وسلم يقول ان في هذه الامة محدثين وان عمر منهم وقد صحبنا اقوام اطلعه الله على سرهم ولابد من النظر في امرهم ويتيمم العدل فيهم ثم نودي في جبال المصامدة هذه الجبال التي فيها البربر من كان مطيعا للامام فليأتي الامام يعني ابن تومرت فاقبلوا يهرعون فكانوا يعرضون على البشير فيخرج قوما على يمينه ويعدهم من اهل الجنة اللي هو لون شريسي. وقوما على يساره فيقول هؤلاء شاكون في الامر. وكان يؤتى بالرجل منهم يقول هذا تائب ردوه على اليمين وتاب البارحة فيعترف بما قال يقول الذهبي واتفقت له فيهم عجائب حتى كان يطلق اهل اليسار وهم يعلمون ان مآلهم الى القتل فلا يفر منهم احد. واذا تجمع منهم عدة قتلهم قراباتهم حتى يقتل الاخ اخاه طاعة عمياء امام انسان يعلم الغيب يعلم ما تكن الانفس وما تخفي الصدور هكذا زعموا. يقول وكان في وصيته الى قومه اذا ظفر بمرابط او تلمسان ان يحرقوه يقول فالذي صح عندي انه قتل منهم سبعون الفا على هذه الصفة احراق ويسمونه التمييز. يقول ابن خليكان وقد بلغني ان ابن تومرت اخفى رجالا في قبور دوارس يعني قديمة. وجاء في جماعة ليريهم اية فصاح ايها الموتى اجيبوا فاجابوا انت المهدي المعصوم وانت وانت ثم انه خاف من انتشار الحيلة فخسف فوقهم القبور فماتوا. يعني خشي ان يتحدث منهم احد فيما بعد ويكتشف ذلك فخسف عليهم القبور تصور هذا رجل الان كان يطلب العلم وينسب الى العلم وهذا الذي يعضده كان ينسب الى العلم فاذا وقفنا امام مثل هذه الامثلة ايها الاحبة فما يسعنا الا ان نقول ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ بيتنا فهؤلاء الذين يقعون احيانا في التفرق والاختلاف احيانا لا تجد ما يفسر صنيعهم الا ازاغة القلب. يركب ضلالة واضحة لا خفاء فيها ولا تجد الا ان تقول يا مقلب القلوب يا مقلب القلوب يطلعني بعض الاخوان احيانا على حساب رجل لا يعرف عنه الا الصلاح والخير والاستقامة لما تقرأ فيما يكتب اقول لا يمكن لعل هذا يكتب على لسانه لكن هذه المدة الطويلة لا يبين ولا يذكر هذا ولا يقول هذا مختطف هذا الحساب كلام لا يمكن ان يصدر عن عاقل. فضلا عن انسان فيه خير ودين وصلاح او انسان ينتسب الى العلم مصادرة تامة للعقل قل هذا سحر هذا جن لا تدري لكننا نقول يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك فالانسان يخاف على نفسه هذا ما يرجع الى الناظر بالادلة ونحو ذلك وما يظهره من المخالفة ثالثا من اسباب الاختلاف ما يرجع الى بعض المزاولات والتصرفات التي نفعلها احيانا. فمن ذلك اولا تنزيل النصوص على غير المراد بها. وهذا يحصل كثيرا حينما تقع الفتن والحروب فيشتط كثير من الناس لتحميل النصوص ما لا تحتمل وانه يقصد به كذا وربما حملت مجموعة النصوص الواردة في لزوم الجماعة او الطائفة المنصورة على طائفة بعينها دون اهل السنة والجماعة بعمومهم ومجموعهم ينسب ذلك الى طائفته وهذا غير صحيح وهو ما يسبب الاختلاف والشر بين الناس. يعني معنى ذلك ان من لم يدخل معهم فانه يكون قد خرج عن الجماعة وان احسن احواله انه من البغاة هذا احسن الاحوال اذا ما رمي بما هو اعظم من ذلك من مزاولاتنا التي توقعنا في هذا التمزق والاختلاف للاسف ان يقوم وجود البعض على اساس تقويض جهود الاخرين. كأن هذا الفضاء الواسع الذي الامة بحاجة الى جهود الجميع. من المصلحين الاخيار المتبعين للسنة يحتاج الى اصلاح هذا الواقع تلك المجتمعات دعوة غير المسلمين الى الاسلام لكن البعض يضيق عطنه فيشعر انه لا يمكن ان يتقدم ولا يمكن ان يعمل الا اذا قوض جهود الاخرين. فيستشعر ان هؤلاء هم العقبة في الطريق وانه يجب التخلص منهم والقضاء عليهم بينما نحن في فضاء واسع هذا تجده يقع بين الطوائف فيقع الصراعات ويقع ذلك بين الافراد الاشخاص. ليس له ديدن وليس له شأن الا زيد عمرو لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها واجلها لن يأكل احد شيئا من رزقك ابدا ولن يأخذ شيئا من اجلك فاطمئن واذا نظرت الى التاريخ الطويل ونظرت في سير العلماء في تراجمهم في العصر الواحد وجدت خلقا لا يحصيهم الا الله وانما الرصيد الحقيقي لكل واحد من هؤلاء بما حصله من العلم والعمل والصدق والاخلاص والبذل فلا ينبغي ان يضيق عطن الانسان يشعر انه لا يمكن انه يدرك ولا يحصل ولا يكون له القبول عند الله او في الارض الا اذا هشم كل ناصية وقمة واسقطها من اجل ان يصعد هو انما يصعد الانسان باخلاصه وصدقه وعمله وعلمه وقدر كل انسان بما يحسنه وليس بالشتم والسب الوقيعة واللمز والطعن وما الى ذلك. الفضاء واسع اقرأ تراجم العلماء في العصر الواحد وانا دائما تتطلع نفسي الى جمع الوفيات المتقاربة يعني كم مات في السنة الواحدة من العلماء في التراجم؟ علماء الاعلام او في خلال خمس سنوات او كم تعاصر في الطبقة الواحدة من العلماء مختلف الفنون ائمة رؤوس والتاريخ لا ينظر الى انه وجد في هذا في عصر فلان او في عصر فلان. انما ينظر ماذا قدم؟ ماذا بذل؟ ماذا حصل اما اذا كانت بضاعته الشتائم والسباب والوقيعة فهذه بئست البضاعة وبئس الزاد الى المعاد الوقيعة في اعراض العباد هذا لا يصلح ان يكون زادا نتزود به. ومن ذلك ايضا الاجتماع على معان خاصة او فروع اجتهادية وتضخيم ذلك ليتحول الى اصول كلية من قبلها فهو معنا ومن ردها نبذناه بهداة اجتهادات ليس عندنا غير اصول الايمان اركان الايمان واصول الاسلام ليس عندنا اصول خاصة ليس هناك شيء يخصنا هذه شريعة الله عز وجل ومحفوظة في الكتاب والسنة وكلام السلف الصالح يشرح ذلك وشروح اهل العلم وكلام اهل العلم ننهل منها ونتعلمها وكفى كفى لا يوجد شيء اخر. نختص به. فان اختصت طائفة بشيء دون باقي الامة وهنا يقع الاختلاف هنا يقع على اختلاف وقد ذكر شيخ الاسلام رحمه الله ان نسيان اهل الكتاب حظا مما ذكروا به هو ترك العمل ببعض ما امروا به. هذا يأخذ بعض الدين وبعض القضايا ويركز عليها وهذا يأخذ بعض القضايا ويركز عليها وقد ينسب الى ذلك الذي ركز عليه ينسب الى هذا العمل فهذا غلط يقول شيخ الاسلام فكان ذلك سببا لاغراء العداوة والبغضاء بينهم يقول وهذا هو الواقع في هذه الامة فنجده بين طوائفها المتنازعة كالعلماء والعباد ممن يغلب عليهم الموساوية والعيسوية وقالت اليهود ليست النصارى على شيء. وقالت النصارى ليست اليهود على شيء. يقول فالمتفقه يعنى بالاعمال الظاهرة وعكسه المتصوف وكل منه ما ينفي طريقة الاخر. فظهر ان سبب الاجتماع والالفة جمع الدين والعمل به كله وهو عبادة الله تعالى ظاهرا وباطنا. نعنى باعمال القلوب التوحيد العقيدة ونعنى ايضا في العبادات ونعنا بالعلم ونعنا بالدعوة الى الله واغاثة الملهوف ونعنى ايضا بجانب الاخلاق والسلوك فالدين شامل ولا يصح التركيز على جانب اغفال الجوانب الاخرى ثم بعد ذلك نقع بما نهانا الله تبارك وتعالى عنه يقول وسبب الفرقة ترك حظ مما امر به العبد والبغي بينهم ويذكر في موضع اخر هذا التفرق اللي حصل بين الامة بين علمائها ومشايخها وامرائها وكبرائها يقول هذا هو الذي اوجب تسلط الاعداء عليها. وذلك بتركهم العمل بطاعة الله ورسوله كما قال تعالى ومن الذين قالوا انا نصارى اخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به لاحظ نسيان هذا القدر مما ذكروا به. ترك العمل ببعض ما جاء في الشرع. فاغرينا بينهم العداوة والبغضاء. الفاء هذه تدل على وهي تدل على التعقيب المباشر اذا تركت الامة بعض ما امرت به فان هذا يكون سببا فاغرينا بينهم العداوة والبغضاء هذا الذي يسميه الاصوليون دلالة الايماء والتنبيه يقرن الحكم بوصف لو لم يكن علة له لكان ذلك معيبا عند العقلاء يقول واذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا واذا اجتمعوا صلحوا وملكوا فان الجماعة رحمة والفرقة عذاب ويقول في موضع اخر علينا ان نؤمن بكل ما جاء من عند الله ونقر بالحق كله ولا يكون لنا هوى ولا نتكلم بغير علم بل تسلك سبل العلم والعدل وذلك هو اتباع الكتاب والسنة. فاما من تمسك ببعض الحق دون بعض فهذا منشأ الفرقة والاختلاف وتبقى كل طائفة فرحة بما عندها معجبة بما عندها. ترى انها على الحق كما يقول الذهبي كله فرقة تتعجب من الاخرى يقول نرجو لكل من بذل جهده في تطلب الحق ان يغفر الله له من هذه الامة المرحومة يلحق بهذا النوع ان يكون الانسان معه بعض الحق لكن ينفي الحق الذي مع غيره وهذا كثيرا ما يقع في الاختلاف وشيخ الاسلام رحمه الله ذكر هذا النوع وان اكثر الاختلاف بين الامة الذي يورث الاهواء يقول تجده من هذا الظرب وهو ان كل واحد من المختلفين مصيبا فيما يثبته او في بعضه مخطئا في نفي ما عليه الاخر. كما ان القارئين الى اخره يعني في انواع القراءات الصحيحة وما الى ذلك فهنا يقع الشر بسبب كونه ينفي الحق الذي عند الاخر وهذا غلط خذ الدين بكامله قله ولا تأخذ بعضا وتترك بعضا فتدفع النصوص التي لربما يحتج بها غيره قد لا يؤمن بها وقد ذكرت لكم امثلة في مناسبات سابقة على هذا فيكون ممن يؤمن ببعض ويكفر ببعض فهذه حال اهل الاهواء فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب متفقون على مخالفة الكتاب قد تركوا كلهم بعض النصوص وهو ما يجمع تلك الاقوال فصاروا كما قال الله عن اهل الكتاب ومن الذين قالوا انا نصارى اخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فاغرينا ما بينهم الاية هذا كلام شيخ الاسلام رحمه الله ويذكر كلاما من هذا القبيل يشبه ما مضى من ان الناس اذا تركوا بعض ما انزل الله وقعت بينهم العداوة والبغضاء. يقول لانه لا يبقى هناك بعد ذلك جامع يشتركون فيه فيكونون فتقطعوا امرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون. يقول هؤلاء كلهم ليس معهم من الحق الا ما وافقوا فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ما تمسكوا به من شرعه مما اخبر به وما امر به واما ما ابتدعوه فكله ضلالة كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. ويقول في موضع اخر امرنا بالعدل والقسط فلا يجوز لنا اذا اليهودي او نصراني فضلا عن الرافضي قولا فيه حق ان نتركه وان نرده هذا يمثل عليه بعض العلماء يعني الاخذ بالبعظ او تصور الدين بتصور ناقص باخذ بعظ جوانبه وترك الباقي. يصور بعظ العلما هذا مثال ان مجموعة من العميان سمعوا بالفيل. يقول فجاءوا اليه جاء مجموعة منهم و دخلوا هذه البلدة التي حمل اليها هذا الفيل. وهم ما شاهدوه ولا عرفوه ولا يستطيعون مشاهدته الا باللمس بمعنى يتحسسون فيتصورون حاله. فلما وصلوه لمسوه فوقع يد بعض العميان على رجليه. وقعت يد الاخر على الناب ووقعت يد الثالث على الاذن فرجعوا الى اصحابهم فسألوهم عن الفيل فقالوا قد عرفناه ثم بعد ذلك بدأوا في وصفه فقال الذي لمس الرجل الفيل كالاسطوانة لكنه خشن الظاهر الا انه الين من الاسطوانة يعني العمود وقال الذي لمس الناب ليس كما يقول بل هو صلب لا لين فيه واملس لا خشونة فيه وليس فيه غلظ الاسطوانة اصلا بل هو مثل العمود وقال الذي لمس الاذن لعمري هو لين وفيه خشونة لاحظ فكل واحد ذكر صفة لكن هذه الصفة هي لجزء فترك الباقي فهؤلاء لا يكون احدهم قد وصفه بصورة صحيحة فهكذا من اخذ بجزء من الدين جهلا منه او غير ذلك فهذا يتحدث على عن الدين باعتبار انه كذا وكذا وكذا. والاخر يتحدث عن الدين باعتبار انه كذا وكذا وكذا. وكل واحد يصور الدين بحسب الجانب الذي اعتنى به فهذا غلط والصحيح ان يجمع ذلك جميعا. اقول ايها الاحبة وهكذا في المسائل التي قد نختلف فيها قد يقول الانسان فيها قولا يكون معه بعض الحق. ولكنه فاته بعضه. ثم بعد ذلك لا يحتمل المخالفة. ولربما رمى من خالفه بالضلال او الكفر خذ من المسائل التي قد نختلف عليها احيانا مسألة الاكراه على الكفر هل يختص بالاقوال؟ او ان ذلك ايضا يكون بالافعال. فقد يقول بعضنا انه لا يعذر بالفعل وانما يعذر بالقول فقط. القرطبي رحم انه الله نقل اجماع اهل العلم على ان من اكره على الكفر حتى خشي على نفسه القتل انه لا اثم عليه. ان كفر وقلبه مطمئن بالايمان. ثم تكلم على مسألة الفعل وذكر كلاما لاهل العلم ثم قال والصحيح يعني مثلا في من اكره على السجود لصنم قال والصحيح انه او يسجد يعني بعض اهل العلم كمحمد ابن الحسن من الحنفية قال يسجد اذا كان الصنم الى القبلة. وينوي السجود لله. فالقرطبي يقول الصحيح انه يسجد وان كان لغير القبلة يقول لانه ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو مقبل من مكة الى المدينة على راحلته حيث كان يعني مسألة الاستقبال اذا كان في حال اختيار في السفر تسقط بالنافلة على الراحلة فكيف في حال قتل واكراه يريد ان يقول بان الاكراه في الفعل كالاكراه في القول الى اخر ما قال ثم يذكر وقالت طائفة الاكراه في الفعل والقول سواء اذا اسر الايمان وروي ذلك عن عمر بن الخطاب ومكحول وهو قول مالك وطائفة من اهل العراق روى ابن القاسم عن مالك ان من اكره على شرب الخمر وترك الصلاة او الافطار في رمضان ان الاثم عنه مرفوع. فهذا الذي لربما لا يحتمل المخالفة في هذه القضية ويقول من عذر هذا الذي قد وقع منه الكفر بالفعل فهو كافر. طيب هؤلاء العمر ابن الخطاب وهؤلاء الائمة الامام مالك ومكحول الدمشقي ما تقول فيها هذا رأيك وخالفك فيه الاخرون وقد يكون هذا القائل من طلاب العلم المبتدئين فيه ويتمسك برأي في هذه القضية ويشيعه اجادل عنه ويوالي عليه ويعادي. هذا لا يجوز. هذا غلط وعرف بعض الحق في المسألة وفاته بعضه وليس المقصود هنا ان اتحدث عن هذه المسألة ما هو الراجح فيها؟ لكن اقول حينما نشتط ونرمي المخالف بالعظائم انظر الى كلام هؤلاء من اهل العلم هذا هو المقصود هنا ايضا من المسائل المسائل التي تتعلق بالعذر بالجهل تجد كثير من الكتابات في هذا الموضوع يأخذ بعض الادلة والاخر يأخذ بعض الادلة هذا ينقل بعض العبارات لبعض الائمة لبعض العلماء عبارات واضحة وذاك ينقل بعظ العبارات واضحة لبعض العلماء فالذي ليس عنده معرفة وبصر بكلام اهل العلم يقرأ الكلام لذاك ما بعد هذا والذي يقرأ كلام الاخر يقول ما بعد هذا كلام واضح نصوص واضحة على هذا القول وفي كثير من الاحيان تجد نفس هذا العالم الذي نقل عنه له كلام اخر لو جمع هذا وهذا لاعتدل النظر في القضية هذا جانب الجانب الاخر انه يوجد كلام هؤلاء احيانا في مقام التنظير واحيانا يقولون ذلك بمقام الفتيا في واقعة خاصة يعني فتوى لها ملابسات معينة ومن الخطأ ان يعمم الحكم فيها فتجد للعالم هذا وهذا وكثير من النصوص المنقولة عن اهل العلم التي قد يتشبث بها هذا او ذاك قد تكون عبارة عن فتاوى قيلت في وقائع معينة وهو لا يعرف الملابسات التي قيلت بها انظر الى كلام شيخ الاسلام رحمه الله. شيخ الاسلام يقول كنت دائما اذكر الحديث الذي في الصحيحين في الرجل الذي قال اذا انا مت فاحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في اليم. فوالله لان قدر الله علي ليعذبني عذابا ما عذبه احدا من العالمين ففعلوا به ذلك فقال الله له ما حملك على ما فعلت؟ قال خشيتك فغفر له انظر ماذا يقول شيخ الاسلام يقول فهذا رجل شك في قدرة الله لاحظ هذا امر معلوم من الدين؟ بالضرورة شك في قدرة الله وفي اعادته اذا ذري. بل اعتقد انه لا يعاد. يقول وهذا كفر باتفاق المسلمين. لكن كان جاهلا لا يعلم ذلك وكان مؤمنا يخاف الله ان يعاقبه فغفر له بذلك. الحديث المخرج في الصحيحين يقول بهذا معلوم من الدين بالضرورة اذا هذه القظايا نستريح ونترك هذا للعلماء الراسخين يتكلمون فيه ويعرفون كلام اهل العلم ويجمعونه وينزلون بتنزيل صحيح ويعرفون الادلة ويجمعون بينها لكن نحن قد نقف على دليل واحد او دليلين او ثلاثة في جانب فنبدأ ندور حول هذه الادلة ونسيعها ونسينا الادلة الاخرى وفي موضع اخر يعقب شيخ الاسلام على هذه الواقعة على هذا الحديث يقول وكثير من المؤمنين قد يجهل مثل ذلك فلا يكون كافرا مثل ذلك يعني ايش معلوم من الدين بالضرورة ولا يكون كافرا تجد جدل كثير من الذي يعذر ومن الذي لا يعذر؟ والكتابات كثير منها هذا في هذه الناحية وهذا في هذه من ناحية حديث الجارية جارية ان كانت في بيت النبي صلى الله عليه وسلم ما كانت في رأس جبل ولا في غابة او بادية بعيدة. بيت الرسول صلى الله عليه وسلم وكان مما تردد وهي تضرب بالدف وفينا نبي يعلم ما في غد النبي صلى الله عليه وسلم ما كفرها وامرها ان ترجع الى قولها الاول اتيناكم اتيناكم فحيونا نحييكم ولولا الحبة السمراء ما جئنا بواديكم واضح جاهلة فعذرت بهذا علم الغيب فينا نبي يعلم ما في غد لا يعلم ما في الغد الا الله وهذا باتفاق المسلمين وهذا من المعلوم من الدين بالضرورة استعجال بالرمي بالكفر وان هذا يعذر فيه او لا يعذر فيه هذا لا يتكلم بها ارباع المتعلمين ولا انصاف المتعلمين ولا استاس المتعلمين ولا اثمان المتعلمين من امثالي نتركها للعلماء للائمة الراسخين والا يقع بسبب ذلك فساد كبير وعظيم لكن من الذي يقر انه لم يرسخ في العلم وان من انصاف المتعلمين من؟ هي دي المشكلة ويعتقد انه منظر ويضلل العلماء ويرميهم بالاوصاف القبيحة لاحظ كذلك في غزوة الطائف ما لك بن عوف النصري راجعوا في السيرة لما راسله النبي صلى الله عليه وسلم وخرج من حصن الطائف بعد ان انهزموا فمدح النبي صلى الله عليه وسلم بقصيدة بعد ما دخل في الاسلام وذكر فيها ابيات مثل هذا اضافة علم الغيب للنبي صلى الله عليه وسلم ما كفره ما كفره وهنا كذلك ايضا في هذا الموضع. الرجل الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت كذلك علمه ان يقول ما شاء الله ثم شئت يقول شيخ الاسلام ولهذا كان الصواب ان الجهل ببعض اسماء الله وصفاته لا يكون صاحبه كافرا يقول ومن امثلة ذلك عدم تكفير الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة بجهلها ان الله يعلم كل ما يكتم الناس كانت تجهل هذا فعلمها هذا كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى في المجلد السابع صفحة خمس مئة وثمان وثلاثين في مناظرة شيخ الاسلام للجهمية في زمانه ينفون علو الله واستواءه وما الى ذلك كان يقول انا لو وافقتكم كنت كافرا لاني اعلم ان قولكم كفر وانتم عندي لا تكفرون لانكم جهال وكان يخاطب بهذا من؟ يخاطب علماء الجهمية وقظاتهم حينما كانوا يناظرونه كلمهم في مقام المناظرة علماء وقضاة يقول لو قلت بقولكم كفرت لكنكم لا تكفرون لانكم جهال يقول بان اصل جهل هؤلاء شبهات عقلية ظنوا انها حق وانها دين وانها علم صحيح وما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في اخر الزمان عن جهل الناس وما يصيرون اليه كما جاء عن حذيفة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يدرس الاسلام كما يدرس وجه الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا ولا صدقة ولا يسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الارض منه اية وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون ادركنا اباءنا على هذه الكلمة لا اله الا الله. فنحن نقولها يقود صلة ابن زفر لحذيفة ما تغني عنهم لا اله الا الله وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صلاة ما يعرفونها. يعني ليست القضية انهم يقرون بها مثلا ولا يؤدونها ما يعرفونها. قال حذيفة يا صلة تنجيهم من النار. يا صلة تنجيهم من النار. يا صلة تنجيهم من النار الجيش الذين يغزون الكعبة وذكر النبي صلى الله عليه وسلم يخسف باولهم واخرهم ولما سألته عائشة عن حال هؤلاء وفيهم وفيهم وفيهم قد يبعثون على نياتهم يعني معناها ان بعضهم قد ينجو ذهبوا وين يغزون الكعبة لاحظ فالمشكلة اننا نأخذ بعض كلام اهل العلم نأخذ بعض الادلة ونتشبث به وتكون طائفة وتبني مبادئها على هذا فمن دخل معهم فهو منهم ومن خالفهم فهو منحرف وضال الى اخره هذا لا يجوز هذا لا يجوز وهكذا من عجز عن القيام ببعض شرائع الاسلام شيخ الاسلام رحمه الله ضرب امثلة لذلك النجاشي يقول وكذلك النجاشي وهو وان كان ملك النصارى لاحظ ملك يقول فلم يطعه قومه في الدخول في الاسلام بل انما دخل معه نفر منهم. ولهذا لما مات لم يكن هناك احد يصلي عليه فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وقال ان اخا لكم صالحا من اهل الحبشة مات يقول وكثير من شرائع الاسلام او اكثرها لم يكن دخل فيها لعجزه عن ذلك فلم يهاجر ولم يجاهد ولا حج. الى اخر ما قال يقول نحن نعلم قطعا انه لم يكن يمكنه ان يحكم بينهم بحكم القرآن ان ما حكم بينهم بالشرع في الحبشة وهو ملك الكفر بهذا يقول فالنجاشي وامثاله سعداء في الجنة وان كانوا لم يلتزموا من شرائع الاسلام ما لا يقدرون على التزامه ويقول كذلك كما كان مؤمن ال فرعون مع قوم فرعون وكما كانت امرأة فرعون بل وكما كان يوسف الصديق عليه السلام مع اهل مصر فانهم كانوا كفارا ولم كنه ان يفعل معهم كل ما يعرفه من دين الاسلام. فانه دعاهم الى التوحيد والايمان فلم يجيبوه. يقول وكثيرا ما يتولى الرجل لاحظ بين المسلمين والتتار قاضيا بل واماما وفي نفسه امور من العدل يريد ان يعمل بها فلا يمكنه ذلك بل هناك من يمنعه ذلك ولا يكلف الله نفسا الا وسعها قاضي بين المسلمين والتتار ما قال شيخ الاسلام هذا يمرق من الدين ويكفر اطلاقا نحتاج اننا نتبصر نجمع كلام اهل العلم نترك هذا للراسخين في العلم ليس مقصودي الان ان اتكلم في مسألة العذر بالجهل واقرر كلام فيها وما هو الحكم الى اخره لا لا اتحدث عن هذا وما تحدثت عنه قط ولست معنيا بالتتبع هذا والقراءة فيه نترك هذا للراسخين في العلم لكن اتيت به كمثال على اخذ بعض النصوص وترك البعض الاخر. اخذ بعض كلام اهل العلم وترك البعض الاخر. يوجد كلام شيخ الاسلام قد يوافق هذا كلام اخر قد يوافق ذاك اجمع هذا افرق بين ما قيل في مقام الفتوى وما قيل في مقام التقرير والتنظير والله المستعان نصلي