بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قبل الدخول في موضوع هذه المحاضرة اسأل الله عز وجل ان يبارك لنا اجمعين في شهرنا الكريم وموسمنا العظيم شهر رمضان المبارك هذا الشهر الذي خصه الله تبارك وتعالى بخصائص عظيمة وميزات كريمة تميز بها عن غيره من الشهور وقد جاء في مسند الامام احمد من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا كان اول ليلة من رمظان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت ابواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت ابواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة والاحاديث الواردة بفضل هذا الشهر وبيان مكانته العظيمة كثيرة وهو يعد فرصة عظيمة لتجديد الايمان وتقوية الاسلام وتزكية القلوب واصلاح النفوس وتهذيب الاخلاق والبعد عن سيئها وسفسافها والنهوض بالنفس لمعالي الامور ورفيعها وهذا كله من المقاصد والغايات التي شرع صيام رمضان لاجلها كما قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون فنسأل الله عز وجل ان يغنمنا اجمعين خيرات هذا الشهر وبركاته وان يجعله لنا اجمعين مغنما والى الخيرات والمعالي مرتقا وسلما والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب معاشر الكرام حديثنا في هذا اللقاء عن الاستجابة لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام والحديث عن هذه الاستجابة هو حديث عن الحياة الحقيقية التي يتميز بها المرء عن بهيمة الانعام واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير طيب والموتى راحة لنا من كل شر ثم ايها الاخ الكريم اذ ان الحياة نوعان حياة حقيقية وحياة بهيمية وانما تكون الحياة حياة حقيقية بالاستجابة لله والاستجابة لرسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ولهذا قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه وانه اليه ترجعون فالحياة الحقيقية انما هي في هذه الاستجابة لله عز وجل وكلما قويت هذه الاستجابة قويت هذه الحياة فالنبي عليه الصلاة والسلام جاء يحمل وحيا عظيما وذكرا كريما به تحيا القلوب وتتحقق لها السلامة من موتها فان النفوس موتى الا اذا وصل اليها وحي الله تبارك وتعالى فانها تحيا به ولا حياة الا ولا حياة لها الا به ولهذا سمى الله تبارك وتعالى وحيه وتنزيله روحا كما قال سبحانه وتعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا فسمى الله تبارك وتعالى الوحي روحا وسمى من ينزل به وهو جبريل روحا نزل به الروح الامين لان القلوب لا تحيى الا بهذا الوحي وهي بدونه في في عداد الاموات ولهذا قال الله سبحانه وتعالى او من كان ميتا فاحييناه اي احيانه بهذا الوحي وقد ضرب الله سبحانه وتعالى لعباده مثلا القرآن الكريم يبين كيف ان القلوب لا تحيا الا بالوحي نظير النبات الذي في الارض لا يحيى الا بالماء فضرب الله سبحانه وتعالى مثلا لحياة النبات بالماء ليستفيد منه العباد في معرفة حقيقة حياة القلوب بوحي الله سبحانه وتعالى وتأمل ذلك لقول الله عز وجل في سورة الحديد الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها قد بينا لكم الايات لعلكم تعقلون فهذه اية اية عظيمة جدا ضربها الله سبحانه وتعالى لندرك من خلالها كيف ان القلوب لا تحيا الا بالوحي كما ان الارظ الميتة لا تحيى الا بالماء والارض الميتة كما هو مشاهد ومعروف تكون جفافا مقحطة لا زرع فيها ولا نبات فاذا انزل الله عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج فكذلك القلب مثلها تماما اذا وصل اليه هذا الوحي وتزكى بهذا الوحي انبت من كل خير عبادات فاضلة اخلاق كريمة اداب عالية معاملات طيبة الى غير ذلك من الامور التي تنبت من هذا القلب على اثر حياته بالوحي والقلب تغرس فيه شجرة الايمان فتزداد حياتها بهذا الوحي فكلما عظم حظها من وحي الله سبحانه وتعالى عظم النماء لهذه الشجرة كما قال الله عز وجل في سورة إبراهيم الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين. باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون وحقيقة معاشر الكرام ينبغي فليتأكد على كل واحد منا عندما نسمع هذه الامثال المضروبة في كتاب الله تبارك وتعالى ان نحرص على ان نعيها وان نفهم مدلولها حتى يكون لها الاثر المبارك علينا والنفع الكبير وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون فينبغي على من سمع هذه الامثال العظيمة التي ضربها الله سبحانه وتعالى لعباده في كتابه ان يحرص تماما على ان يعيها وان يفهمها حتى تتحقق له الفائدة وها انت قد تأملت بهذا المثل العظيم الذي ضربه لك رب العالمين سبحانه وتعالى. لتدرك من خلاله اهمية حياة القلوب وان هذه الحياة لها انما تكون بوحي الله سبحانه وتعالى اما بدون الوحي فان المرء يكون منه اكل وشرب ونوم ويقظة وحركة وسكون لكنه لا يتميز في شيء من ذلك عن بهيمة الانعام الا اذا اكرمه الله سبحانه وتعالى بهذا الوحي الذي لا يحيا قلبه ولا تزكو حياته ولا تطيب اعماله ولا يستقيم امره الا به فينبغي على المرء ان يدرك اهمية هذا الامر اعني الاستجابة لله سبحانه وتعالى ولرسوله عليه الصلاة والسلام فيما يدعونا اليه مما فيه حياة قلوبنا وزكاة نفوسنا واطابة اخلاقنا وادابنا وتعاملاتنا وصلاح امرنا بتمامه فانه لا صلاح لي الامر الا بدين الله تبارك وتعالى وفي الدعاء المأثور اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا تأمل مرة اخرى في هذه الاية وهي خطاب لاهل الايمان. يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وانت تعلم ان المرء لا يوصف بالايمان الا اذا كان عنده حق ونصيب من الاستجابة لله تبارك وتعالى فهذا خطاب للمستجيب بان يستجيبوا هذا خطاب للمستجيب لله ان يستجيب لله مثله تماما قول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا امنوا بالله وبرسوله وقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله. يؤتكم كفلين من رحمته يخاطب المؤمن بوصف الايمان وفي الوقت نفسه يأمره بماذا بالايمان وهنا ايضا يخاطبه بوصف الايمان وهو يتضمن الاستجابة لله عز وجل ويأمره بماذا؟ بالاستجابة. استجيبوا لله وهذا نستفيد منه ان الاستجابة يؤمر بها من هو مؤمن بالله مستجيب لامر الله عز وجل ليزداد استجابة وامتثالا وطواعية وثباتا على الحق والهدى وفي الوقت نفسه يؤمر بها من ليس مستجيبا لله يدخل في دين الله ليدخل في دين الله مثل الايمان. الايمان يؤمر به من هو مؤمن ليزداد ايمانا ويؤمر به من ليس بمؤمن ليدخل في هذا الدين وليكون من اهله فقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله هو امر لاهل الايمان ان يزدادوا استجابة واستمساكا بهذا الدين وثباتا عليه وهل يصح في اللغة ان يؤمر بالشيء من هو فاعل له؟ نعم بل بكثرة تجد الشخص مثلا يمشي مع صاحبه فيلتفت اليه ويقول امشي يا فلان او يرى صاحبه يأكل معه لكنه يقل في الاكل فيقول كل يا فلان او اشرب يا فلان وهو يشرب امرا بالزيادة ولهذا العلماء رحمهم الله تعالى قالوا الامر بالشيء تارة يكون لمن هو داخل فيه وامر بالزيادة وتارة لمن هو ليس بداخل فيه فهو امر بالدخول فاذا دلت هذه الاية الكريمة على ان المسلم ينبغي له ان يعمل حياته كلها على تحقيق هذه الاستجابة الاستجابة لله تبارك وتعالى ليست مرحلة وقتية او اياما معدودة ولنضرب مثالا موسم رمضان من الناس من يتحرك باستجابته لله سبحانه وتعالى في رمضان حتى ان بعض الناس لا يعرف المساجد الا في رمضان واذا خرج رمضان تركوا المساجد او ضعف اتيانهم اليها حتى قال بعض السلف في هؤلاء بئس القوم لا يعرفون الله الا في رمضان ورب رمضان هو رب شوال ورب الشهور كلها ومطلوب من المسلم ان يكون مستجيبا لله تبارك وتعالى في الشهور كلها وحياته كلها واعبد ربك حتى يأتيك اليقين يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون اي داوموا على عبادة الله داوموا على طاعة الله الى ان يتوفاكم الله تبارك وتعالى وانتم على هذه الحال من الاستقامة والاستجابة والامتثال لامر الله تبارك وتعالى وايضا قول الله عز وجل استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم ينبغي ان يحدث هذا في قلوبنا يقظة مهمة في هذا الباب وهو انه ثم ارتباط بين امرين وتلازم قوي بينهما الا وهما الاستجابة والحياة الاستجابة لله وللرسول والحياة الحقيقية التي يتميز بها المرء عن الحياة البهيمية استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم ولا يعمق المرء في نفسه اثر هذه الاستجابة بقوة هذه الحياة وكمالها وانه كلما عظم حظه من الاستجابة لله وللرسول عليه الصلاة والسلام عظم حظه من هذه الحياة الحياة الدنيا فيها مذاق جميل وحلاوة وطعم ولذة وهناءة لكنها لا تحصل الا بالايمان لا تحصل الا بالاستجابة لله وللرسول عليه الصلاة والسلام قال صلى الله عليه وسلم ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وقال عليه الصلاة والسلام ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر بعد اذ انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار فالحياة فيها حلاوة وفيها لذة وفيها هناءة وفيها قرة عين وفيها راحة بال وكل هذه المعاني لا يمكن ان تنال الا بالايمان وتأمل في ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام وجعلت قرة عيني في الصلاة وكان يقول ارحنا بالصلاة يا بلال فهذا فهذه الاستجابة تحقق هذه الحياة حياة الراحة حياة قرة العين حياة هناءة العيش حياة هدوء البال زوال القلق والكدر حياة السعادة الحقيقية يقول الله عز وجل من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون فانظر هذه الحياة الطيبة الحياة الموصوفة بهذا الوصف الجميل الطيب لا تكون الا بالايمان بالاستجابة لله وللرسول بالطاعة لله سبحانه وتعالى لا يمكن ان يحيا المرء هذه الحياة الجميلة الهنيئة السعيدة الا بالاستجابة لله تبارك وتعالى ولرسوله الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وتأمل ايضا في هذا المعنى قول الله سبحانه وتعالى ان الابرار لفي نعيم قال اهل التفسير في دورهم الثلاثة ان الابرار لفي نعيم في دورهم الثلاثة. يعني في نعيم في الدنيا وفي نعيم في البرزخ وفي نعيم يوم يلقون الله سبحانه وتعالى فالدنيا فيها نعيم فيها حياة جميلة حياة طيبة حياة لذيذة كريمة لكنها لا تنال الا بهذه الاستجابة الاستجابة لله تبارك وتعالى ولرسوله الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ثم تأمل رعاك الله في تمام هذا السياق في هذه الاية الكريمة قال واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه انتبه تيقظ اعلموا ان ان الله يحول بين المرء وقلبه وهذا تنبيه وايقاظ للقلوب اذا اقبل عليك الخير اقبلت عليك مواسمه فاغتنمها اذا وجدت من صدرك شيء من الانشراح للطاعة والاقبال على العبادة اياك ثم اياك ان تسوف او ان تؤجل او ان تؤخر عمل اليوم الى الغد احذر اشد الحذر من ذلك فهذه النفس التي قد تقبل حينا من الدهر على الخير فتسوف انت يا صاحبها وتؤجل قد لا تقبل مرة اخرى ان الله يحول بين المرء وقلبه قد لا تقبل مرة اخرى وكم من انسان اقبلت نفسه فاعرض عن اقبالها واجل في الطاعة وسوف ثم بقيت مدبرة الى ان مات ثم بقيت معرضة الى ان مات واعلموا ان المرء واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه ليس كل وقت تقبل النفس ليس كل وقت ينشرح الصدر فاذا وجد الانسان من نفسه شيء من الانشراح الاقبال فليغتنم ذلك وليبادر وليسارع الى الاستجابة لله تبارك وتعالى والنفس لها اقبال وادبار تقبل وتدبر والعاقل يغتنم يغتنم اقبال نفسه ويحرص على اغتنام ذلك في مواسم الخيرات وخاصة رمظان تتهيج النفوس وتتحرك ويحصل منها اقبال هذا ينبغي ان يغتنم في تحقيق الاستجابة لله تبارك وتعالى بموسم الحج كم في الحج من المعاني العظيمة التي تعمق الاستجابة لله تبارك وتعالى لو لم يكن فيه الا كلمة لبيك التي يرددها الحجيج ما هي هذه الكلمة؟ لبيك اللهم لبيك ماذا تعني هذه الكلمة على اي شيء تدل لبيك اللهم لبيك معناها انا مستجيب لك يا الله انا منقاد لامرك دعوتني الى حج بيتك فقلت لبيك لبيك اللهم لبيك استجابة من بعد استجابة وطواعية يتبعها طواعية وامتثال يعقبه امتثال. لبيك اللهم لبيك. هذا هو معناها وتجد الحاج يرددها عشرات وربما مئات المرات عند بيت الله الحرام وفي فجاج منى وعرفات والمزدلفة يرددها عشرات المرات هذه الكلمة لو وعاها الحاج وعقل مدلولها لعمقت في نفسه بشكل عظيم الاستجابة لله والطواعية والامتثال لامر الله والله لو كان يعي الحاج معنى هذه الكلمة لا يتخلف يوما عن الصلاة عندما ينادى حي على الصلاة حي على الفلاح لا يتخلف والله لا يتخلى كيف يتخلف وهو في منى وعرفات وفي المزدلفة وحول بيت الله الحرام يردد ويرفع صوته عشرات المرات لبيك اللهم لبيك ثم ينادى للصلاة التي اعظم من من الحج ويتأخر اين لبيك اين هذه الاستجابة وهذا الامتثال لامر الله سبحانه وتعالى هذه المواسم العظيمة رمظان وحج بيت الله الحرام مواسم تفعل في قلوب المؤمنين هذه الاستجابة وهذه الطواعية وهذا الامتثال قرأنا في اية الصيام كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم من اجل ماذا لعلكم تتقون وفي الحج قال الله سبحانه وتعالى واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ظامر يأتين من كل فج عميق من اجل لماذا ليشهدوا منافع لهم. اذن فيهم بالحج من اجل ان يشهدوا منافع الحج والحج مليء بالمنافع مليء بالدروس مليء بالعبر مليء بالعظات التي توقظ القلوب الغافلة والنفوس المعرضة وتدفع المرء دفعا قويا الى الاحسان في الاستجابة لله والامتثال لامره سبحانه وتعالى ثم تأمل ايضا كيف ختم الله سبحانه وتعالى هذا السياق المبارك بقوله وانه اليه تحشرون انتبه انتبه يا عبد الله وانه اليه تحشرون مصيرك الى هذا الحشر وهذا الوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى وهناك يحصل التمايز بين الفريقين فريق الاستجابة لله وللرسول عليه الصلاة والسلام وفريق الصدود والاعراض عن هذه الاستجابة ليجزي الله سبحانه وتعالى ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى. من هم اهل الحسنى؟ اهل الاستجابة مثل ما قال الله سبحانه وتعالى في سورة الرعد للذين استجابوا لربهم الحسنى للذين استجابوا لربهم الحسنى. فاهل الاستجابة هم اهل الحسنى هل جزاء الاحسان الا الاحسان للذين احسنوا الحسنى والزيادة ولهذا ينبغي على العبد ان يتفكر في هذا اليوم الذي يحشر فيه الى الله ويقف فيه بين يديه جل في علاه ويعد لذلك اليوم عدته كما قال علي رضي الله عنه اقبلت قال ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الاخرة مقبلة ولكل منهما بنون هناك من الناس منهم ابناء الدنيا ليس لهم حظ في الاخرة وهناك من الناس من هم ابناء الاخرة وعملهم للاخرة ولكل منهما بنون فكونوا من ابناء الاخرة ولا تكونوا من ابناء الدنيا فان اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل ففرصة المرء عظيمة هو يعيش في هذه الحياة الدنيا ان يحقق هذه الاستجابة لله تبارك وتعالى ولرسوله عليه صلوات الله وسلامه وبركاته حتى يغنم خير الدنيا والاخرة حتى يغنم نعيم الدنيا والاخرة حتى يغنم قرة العين في الدنيا والاخرة حتى يكون من اهل قوله جل في علاه من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون واعظم ما يكون في هذا الباب باب الاستجابة لله وللرسول عليه الصلاة والسلام تحقيق التوحيد واخلاص الدين لله تبارك وتعالى فان هذا اصل الدين الذي عليه يبنى واساسه الذي عليه يقوم فانه لا قيام للدين ولا تحقق للاستجابة لرب العالمين الا بتوحيده واخلاص الدين له فان مثل التوحيد مع الاعمال مثل الاصول في الاشجار فكما ان الاشجار لا تقوم الا على اصولها فان الدين لا يقوم الا على توحيد الله سبحانه وتعالى فالاساس الذي تبنى عليه الاستجابة لله وعليه تقوم هو توحيد الله تبارك وتعالى واخلاص الدين له ومن لم يكن موحدا لا يكون مستجيبا لله وان عمل ما عمل وان عمل ما عمل ما عمل لا يكون مستجيبا لله. لان اساس الاستجابة لله ان يكون العبد موحدا لله مخلصا دينه له تبارك وتعالى محققا ما تدل عليه كلمة التوحيد التي هي احسن الحسنات وقد جاء في المسند ان ابا ذر رضي الله عنه قال للنبي عليه الصلاة والسلام افمن الحسنات لا اله الا الله؟ قال هي احسن الحسنات هي احسن الحسنات. لا اله الا الله هي كلمة التوحيد. هي كلمة التوحيد لا اله الا الله كلمة استجابة لله بتوحيده واخلاصه في الدين له وافراده تبارك وتعالى وحده من عباده بان لا يدعو العبد الى الله ولا يستغيث الا بالله ولا يتوكل الا على الله ولا يذبح الا لله ولا يذكر الا لله ولا من العبادة الا لله. قل الا صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي. لله رب العالمين لا شريك كده وبذلك امرت وانا اول المسلمين فهذا فهذا اساس الاستجابة لله تبارك وتعالى ان يكون المرء موحدا مخلصا دينه لله مفردا ربه تبارك وتعالى بالعبادة لا يصرف شيئا من العبادة الا لله سبحانه وتعالى ثم يأتي من بعد آآ التوحيد في حقيقة وتحقيق الاستجابة لله سبحانه وتعالى يأتي من بعد التوحيد الصلاة المفروضة التي افترضها الله سبحانه وتعالى على عباده في اليوم والليلة خمس صلوات فهذه الصلاة هي اعظم الدين بعد التوحيد هي اعظم اركان الدين بعد التوحيد وقد قال عليه الصلاة والسلام بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة فهذه الاقامة للصلاة هي اعظم اركان الاسلام بعد توحيد الله تبارك وتعالى والله عز وجل افترظ على عباده هذه الصلوات الخمس في اليوم والليلة وجعل فيها خيرا عظيما ونفعا كبيرا للعباد وصلاحا وفلاحا وسعادة لهم في دنياهم واخراهم وقد ذكرت الصلاة يوما عند نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام فقال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهانا ولا نجاة يوم القيامة وحشر مع فرعون وهامان وقارون وامية بن خلف اي انه ان لم يحافظ على الصلاة يحشر يوم القيامة مع صناديد الكفر واعمدة الباطل ومن هذا الذي يرظى لنفسه ان يكون يوم القيامة جنبا الى جنب مع فرعون وهامان اه اه قارون وامية بن خلف ما الذي يرظى لنفسه ذلك؟ ومن لم يحافظ على الصلوات فقد رظي لنفسه ذلك شاء ام ابى والصلاة شأنها عظيم في باب الاستجابة لله وللرسول عليه الصلاة والسلام بل قال النبي صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر والصلاة المفروضة شأنها عظيم جدا ثم يأتي من بعد ذلك ايتاء الزكاة وصيام رمضان وحج البيت الحرام وهذه الخمسة هي مباني الاسلام كما قال عليه الصلاة والسلام بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام وتأمل في هذا المقام هذا الحديث العجيب وهو في صحيح مسلم ان رجلا اتى النبي عليه الصلاة والسلام وصرح في باسمه في بعض الروايات النعماني بن قوقل رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ارأيت اذا صليت المكتوبات واحللت الحلال وحرمت الحرام ولم ازد على ذلك شيئا اادخل الجنة قال نعم قال والله لا ازيد على ذلك شيئا يقول هذا الصحابي هنا نستفيد فائدة في باب الاستجابة لله عز وجل وللرسول عليه الصلاة والسلام ان اعظم ما يكون في هذه الاستجابة ان تعنى بفرائض الدين وواجباته فان الله سبحانه وتعالى يقول كما في الحديث القدسي ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه فاعظم ما يكون في هذا الباب باب الاستجابة لله وللرسول عليه الصلاة والسلام ان نعنى بفرائض الاسلام واجبات الدين المتحتمة المتعينة على كل مسلم ومسلمة الصلوات الخمس ايتاء الزكاة صوم رمضان حج حج البيت الحرام هذه هذه الفرائض التي افترضها الله سبحانه وتعالى على عباده. ثم من بعد ذلك ان نحل الحلال ونحرم الحرام فمن كان كذلك محققا هذه الاستجابة فانه يدخل يوم القيامة الجنة بدون حساب ولا عذاب نعم هناك من هو اعلى منه وارفع منه درجة وهم السابقون بالخيرات لكن من كان في هذه الدرجة التي اشرت اليها وهي درجة الاقتصاد ومنهم مقتصد وهو من يفعل الواجب ويترك المحرم هذا يدخل الجنة يوم القيامة بدون حساب ولا عذاب لانه ادى ما اوجب الله عليه قام بما افترظه الله سبحانه وتعالى عليه وتجنب المحرمات التي حرمها الله سبحانه وتعالى عليه الحاصل معاشر الكرام ان هذه الاستجابة لله وللرسول عليه الصلاة والسلام هي حياة المرء الحقيقية وهي سعادته في دنياه واخراه وثمة صواد في هذه الحياة الدنيا كثيرة جدا تصرف المرء عن هذه الاستجابة ينبغي على العبد ان يكون على حذر منها فهناك النفس الامارة بالسوء وهناك الشيطان اعاذنا الله واياكم منه وهناك قرناء السوء وهناك ايضا الوسائل الحديثة التي انفتحت الان على الناس انفتاحا واسعا كبيرا فالهت قلوبهم واشغلت نفوسهم القنوات الفضائية وما ادراك ما القنوات الفضائية ومواقع الانترنت كم جرت من بلاء وسرورا عظيمة على الناس كم اوقعت في القلوب من غفلة وكم جعلت في النفوس من اعراظ وبعد وكم حركت وهيجت في فعل الذنوب وارتكاب الموبقات وكم وكم اعني قنوات الفساد وقنوات الشر ومواقع الشر كم اضرت بالناس كما ظرت بالشباب كم ابعدت عن الاستجابة لله تبارك وتعالى وللرسول عليه الصلاة والسلام بل انها جرت كثيرا من الناس الى ان اصبحوا مستجيبين للشيطان لا لله ولا للرسول عليه الصلاة والسلام فينبغي على المسلم ان يتيقظ وان يدرك حقيقة الامر وان يغنم حياته ان يسارع وان يبادر الى الخيرات وان يغتنم حياته وشبابه كما قال عليه الصلاة والسلام اغتنم خمسا قبل خمس حياتك قبل موتك وشبابك قبل مرضك وغناك قبل فقرك وصحتك قبل مرضك يغتنم هذه وان لم يغتنم فاتت عليه وضاعت وذهبت ايامه سدى وحياته هبى والله سبحانه وتعالى وحده الموفق والمعين لا شريك له نسأله تبارك وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان يوفقنا اجمعين لما يحبه ويرضاه من سديد الاقوال وصالح الاعمال وان يعيننا اجمعين على تحقيق هذه الاستجابة. لله تبارك وتعالى وللرسول صلى الله عليه وسلم وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها. انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه