الحمد لله سبب عدم الاستقرار النفسي والهم الدائم والحزن والغم والقلق والخوف الذي ينتاب اكثر الناس هو امران اساسيان الحرص على تحصيل الشيء والخوف من عدم تحصيله هذا هو الامر الاول ثم اذا حصلوه يخافون من مفارقته. يخافون من فواته من ضياعه يحرص الانسان على الولد فاذا جاءه الولد وشب بين يديه خاف ان يفارقه بمرض له او لولده او بموت لاحدهما يحرص الانسان على المال والثروة ويقلق هل سيحصل مالا يقيم به حياته فاذا لم يحصله بقي على هذه الحال من من القلق. ثم اذا حصله تولد قلق جديد من تبدد هذا المال قوم مفارقة الاملاك والعقارات الى قبر ضيق وهكذا لا ينفك الانسان مين خوف من مستقبل مجهول او خوف وحزن على تضييع شيء حازه ولا حل لهذا الاضطراب ولا حل لهذه الهواجس التي تعصف بكل نفس بشرية الا بان يجعل العبد الدار الاخرة نصب عينيه الكدار التي فيها التجارة رابحة والتحصيل بقدر العمل بل باضعاف مضاعفة تلك الدار التي لا يخاف فيها من فقد لشيء حسته من فراق لمن اجتمعت فيه من ترك في مأوى اويت اليه ولذلك فان الله تعالى كلما اراد ان يطمئن عباده المؤمنين الى ما ينتظرهم رفع عنهم هذين الامرين الذين هما سبب الاضطراب والقلق في هذه في هذه الدار فما اكثر ان يقال فلا خوف عليهم. يعني مما ينتظر ولا هم يحزنون على ما مضى فان اردت الاستقرار النفسي في الدنيا فان اردت الحياة الطيبة فان اردت العيشة الهنية فليكن همك الله وليكن عملك بالدار الحقيقية وان الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون