السلام عليكم من الافكار التي ابتدعها الخليل فكرة تقليب الحروف من اجل استقصاء جميع الاحتمالات الممكنة فاذا كانت الاحرف ثلاثة فالاحتمالات الممكنة عند تقليبها ستة. تأملوا معي هذا المثال الباء والقاف والراء. ان بدأنا نتج بقرة وبرق وان بدأنا بالقاف نتج قبر وقرب. وان بدأنا بالراء نتج ربق ورقبة فهذه فكرة التقليب وهي للخليل. ثم جاء ابن جني فخطى خطوة كبرى الى الامام. حين ابتدع فكرة الاشتقاق وهو ان نجمع المقاليب الستة حول معنى واحد وقد ظرب لذلك عددا من الامثلة واذا تأملنا هذه المقاليب الستة في هذا المثال وجدنا في كل منها معنى الشق والاحاطة. بقر الارض شقها بقر البطن شقه ليخرج ما فيه. ففي هذا معنى الشق ومعنى الاحاطة. والبرق يشق الظلام وسناه يحيط المكان الذي يبرق فيه هو القبر فيه شق لدفن الميت واحاطة من القبر بالمقبور وقراب السيف هو غمده ففيه شق واحاطة والقرابة هم الذين تشققوا عن جد واحد يحيطون به ابق هي الحلقة او عروة الحبل التي تربط بها صغار الغنم حتى لا ترضع ففيها احاطة وفيها شق عن امهاتها والرقبة تشق الجسد وتقسمه نصفين وبها تحيط القلادة والعقد حبل فهذا هو معنى الاشتقاق الاكبر وهو باب لم يزل بكرا للمتدبرين والمتأملين. فتأملوا عظمة ابداع الخالق جل وعلا في هذه اللغة الشريفة الكريمة