اي بانه اله واحد موصوف بكل صفة كمال منزه عن كل نقص واليوم الاخر وهو كل ما اخبر الله به في كتابه او اخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ليس البر وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن ان البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه والمساكين واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائبين وفي الرقاب والموفون بعهدهم اذا اولئك الذين صدقوا هم المتقون. بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول الله سبحانه ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب الايات اليس هذا هو البر المقصود اليس هذا هو البر المقصود من من العباد؟ فيكون كثرة البحث فيه والجدال من العماء الذي ليس تحتوي الا الشقاق والخلاف وهذا نظير قوله صلى الله عليه وسلم ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند غضب ونحو ذلك ولكن البر من امن الملائكة الذين وصفهم الله لنا في كتابه ووصفهم رسوله صلى الله عليه وسلم والكتاب اي جنس الكتب التي انزلها الله على رسوله واعظمها القرآن. فينوي بما تضمنه من اخبار والاحكام والنبيين عموما خصوصا خاتمهم وافضلهم محمد صلى الله عليه وسلم واتى المال وهو كل ما يتمول الانسان من مال قليلا كان او كثيرا. اي اعطى المال على حبه اي حب المال. بين به ان المال محبوب فلا يكاد يخرجه العبد فمن اخرجه مع حبه له تقربا الى الله تعالى كان هذا برهانا لايمانه ومن ايتاء ما لي على حبه ان يتصدق وهو صحيح شحيح. يأمل الغنى ويخشى الفقر. وكذلك اذا كانت الصدقة عن قلة. كان افضل لانه في هذه الحال يحب امساكه لما يتوهمه من العجم والفقر وكذلك اخراج النفيس من المال وما يحب من ما له كما قال تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وكل هؤلاء ممن اتى ممن اتى المال على حبه. ثم ذكر المنفق عليهم وهم اولى الناس ببرك واحسانك من ذوي القربى الذين تتوجع لمصابهم وتفرح بسرورهم الذين يتناصرون ويتعاقلون فمن احسن البر وانفقه تعاهد بالاحسان المالي والقولي على حسب قربهم وحاجتهم واليتامى الذين لا كاسب لهم وليس لهم قوة يستغرون بها وهذا من رحمته تعالى بالعباد الدالة على انه تعالى ارحم من الوالد بولده. الله قد اوصى العباد وفرض عليهم في اموالهم الاحسان الى من فقد اباؤهم ليصيروا كمن لم يفقد والدي ولان الجزاء من جنس العمل فمن رحم يتيم غيره رحم يتيمه. والمساكين وهم الذين اسكنتهم الحاجة اذلهم الفقر فلهم حق على الاغنياء بما يدفع مسكنتهم او يخففها فيما يقدرون عليه وبما يتيسر وابن السبيل وهو الغريب المنقطع به في المنقطع به في غير بلده حث الله عباده على اعطائه من المال ما يعينه على سفره لكونه مظنة الحاجة وكثرة المصارف فعلى من انعم الله عليه بوطنه وراحته وخوله من نعمته ان يرحم اخاه الغريب الذي بهذه الصفة على حسب استطاعته او بتزويده او اعطائه الة لسفره او دفع ما ينوب من مظالم وغيرها والسائلين اي الذين تعرض لهم حاجة من الحوائج توجب السؤال كما ابتلي بارش جناية او ضريبة عليه من من ولاة الامور او يسأل الناس تعمير المصالح العامة كالمساجد والمدارس قناطري ونحوها فهذا له الحق ان كان غنيا وفي الرقاب فيدخل فيه العتق والاعانة عليه. وبذل مال للمكاتب كي يوفي ليوفي سيده وفداء الاسرى عند الكفار او عند الظلمة. واقام الصلاة واتى الزكاة. قد تقدم مرارا ان الله تعالى يقرن بين الصلاة والزكاة لكونهما افضل العبادات واكمل القربات عبادات قلبية وبدنية ومالية. وبهما يوزن الايمان ويعرف مع صاحبي معي قال والموفون بعاديم اذا عاهدوا والعهد والالتزام بالزام الله او الزام العبد لنفسه فدخل في ذلك حقوق والله كلها لكون الله الزم بها عباده والتزموها ودخلوا تحت عهدتها ووجب عليهم اداؤها وحقوق العباد التي الله عليهم والحقوق التي التزمها العبد كالايمان والنذور ونحو ذلك الصابرين في البأساء اي الفقر لان الفقير يحتاج الى الصبر من وجوه كثيرة. لكونه يحصل له من الالام القلبية والبدنية عن ما لا يحصل لغيره فان فان تنعم الاغنياء بما نقدر عليه تألم. وان جاء اوجاعت عياله تألم. وان اكل طعاما غير موافق لهواه تأمل وان علي او كاد تألم فان نظر الى ما بين يديه وما يتوهم من مستقبل يستعد له تألم. وان اصابه البرد الذي لا ودفعي تألم فكل هذه ونحوها مصائب يؤمر بها الصبر عليها والاحتساب ورجاء الثواب من الله عليها والضراء اي المرض على اختلاف انواعه من حمى وقروح ورياح ووجع عضو حتى الضرس واصبع ونحو ذلك فانه يحتاج يصطبي على ذلك. لان النفس تضعف والبدن يألم. وذلك في غاية المشقة على النفوس. خصوصا مع تطاول ذلك. فان يؤمر بالصبر احتسابا لثواب الله تعالى. وحين البأس اي وقت القتال للاعداء للمأمور بقتالهم. لان الجلادة تشق غاية المشقات على النفس فيجزع الانسان من القتل او الجراح او الاسر فاحتيج الى الصبر في ذلك احتسابا ورجاء لثواب الله تعالى الذي منه النصر والمعونة التي وعدها الصابرين. اولئك المتصفون بما ذكر من عقائد الحسنة والاعمال التي هي اثار الايمان وهذا هو نوره والاخلاق التي هي جمال الانسان وحقيقة الانسانية فاولئك الذين صدقوا في ايمانهم بان اعمالهم صدقت ايمانهم واولئك هم المتقون. لانهم تركوا المحظور وفعلوا المأمور. لان هذه امور مشتملة على كل خصال الخير. تضمنا ولزوما لان الوفاء بالعهد يدخل فيه الدين كله. ومن قام بها كان بما سواها اقوم. فهؤلاء الابرار الصادقون متقون. قد وقد علم رتب الله على هذه الامور الثلاثة من الثواب الدنيوي والاخروي مما لا يمكن تفصيله في مثل هذا الموضع وصلى الله سلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته