اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. واتموا الحج والعمرة لله فان احصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله. فمن كان منكم مريضا او به اذى من رأسه ففدية من صيام او فمن لم يجد فصيام ايام في الحج وسبعة اذا رجعتم. تلك عشرة ذلك لمن لم يكن اهله حاضر المسجد الحرام واتقوا الله واعلموا ان الله شديد العقاب بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه واتموا الحج والعمرة لله. الاية استدلوا بقوله واتموا الحج والعمرة على امور. احدها وجوب الحج والعمرة وفرضيتهما. الثاني وجوب اتمامهما باركانهما وواجباتهما التي قد دل عليها فعل النبي فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله خذوا عني مناسككم الثالث ان فيه حجة لمن قال بوجوب العمرة. الرابع ان الحج والعمرة يجب اتمامهما بالشروع فيهما ولو كانت لا. الخامس الامر اتقانهما واحسانهما. وهذا قدر زائد على فعل ما يلزم لهما. السادس وفيه الامر باخلاصهما لله تعالى السابع انه لا يخرج المحرم بهما بشيء من الاشياء حتى يكملهما. الا بما استثناه الله وهو الحصر. فلهذا قال اي منعتم من الوصول الى البيت لتكميلهما بمرض او ضلالة او عدو. ونحو ذلك من انواع الحصر الذي هو المنع. فما استيسر من هدي لتذبحوا ما استيسر من الهدي وهو سبع بدنة او سبع بقرة او شاة يذبحها المحصر ويحلق ويحل من احرامه بسبب الحصر. كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه لما صد المشركون عام الحديبية فان لم يجد الهدي فليصم بدله عشرة ايام كما في المتمتع ثم يحل. ثم قال تعالى ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله وهذا من محظورات احرام ازالة الشعر بحلق او غيره. لان المعنى واحد من الرأس او من البدن لان المقصود من ذلك حصول الشعر والمنع من الترقي بازالته وهو موجود في بقية الشعر. وقاس كثير من العلماء على ازالة الشعر تقليم اظفار. بجامع الترفه ويستمر المنع مما ذكر حتى لغى الهدي محله وهو يوم النحر الافضل ان يكون الحلق بعد النهر كما تدل عليه الاية. يستدل بهذه الاية على ان المتمتع اذا ساق الهدي لم يتحلل من عمرته قبل يوم النحر اذا طاف وسعى للعمرة احرى بالحج ولم يكن له احلال بسبب سوق الهدي انما منع تبارك وتعالى من ذلك لما فيه من الذل والخضوع لله والانكسار له والتواضع الذي هو عين مصلحة العبد وليس عليه في ذلك من ضرر اذا حصل الضرر بان كان باذى من مرض ينتفع بحلق رأسي له او قروح او قمل ونحو ذلك فانه يحل له ان يحنق رأسه ولكن يكون عليه فدية. من صيام ثلاثة ايام او اطعام ستة مساكين. او نسك ما يجزي في اضحية فهو مخير. والنسك افضل فالصدقة في الصيام. مثل هذا كل ما كان في معنى ذلك من تقليم الاظفار او تغطية الرأس او لبس المخيط او الطيب فانه يجوز عند الضرورة مع وجوب الفدية المذكورة لان القصد من الجميع ازالة ما به يترفه. ثم قال تعالى فاذا امنتم اي بان قدرتم على البيت من غير مانع من غير مانع عدو وغيره فمن تمتع بالعمرة للحج بان بان توصل بها اليه وانتفع بتمتعه بعد الفراغ منها فما استيسر من الهدي اي فعليه ما تيسر من الهدي وهو ما يجزي في اضحية. وهذا دم نسك مقابلة لحصول النسكين له في سفرة واحدة من عام الله عليه بحصول الانتفاع بالمتعة. بعد فراغ العمرة وقبل الشروع في الحج. ومثلها القران ليحصل ومثلها القران حصول النسكين له ويدل مفهوم الاية على ان مفرد للحج ليس عليه يدي ودلت الاية على جواز بل فضيلة المتعة وعلى جواز فعلها في اشهر الحق. في اشهر الحج من لم يجد اي الهدي او ثمنه فصيام ثلاثة ايام في الحج. اول جوازها من حين احرام العمرة واخرها ثلاثة ايام من بعد النحر ايام رمي الجمار والمبيت بمنى. ولكن افضل منها ان يصوم السابع والثامن والتاسع. وسبعة اذا رجعتم اي فرغتم من اعمال الحج فيجوز فعلها في مكة وفي الطريق وعند وصوله الى اهله ذلك المذكور من وجوب الهدي على المتمتع لمن لم يكن اهله حاضرا المسجد الحرام. لان كان عند مسافة قصر فاكثر او بعيدا عن عن عرفات فهذا الذي يجب عليه الهدي في الحصول النسكين لهم في سفر واحد. واما من كان من حاضر المسجد الحرام ليس عليه يدي لعدم الموج بذلك. واتقوا الله اي في جميع اموركم بامتثال اوامره واجتناب نواهيه. ومن ذلك امتثالكم لهذه المأمورات واجتناب هذه المحظورات المذكورة في هذه الاية واعلموا ان الله شديد العقاب. اي لمن عصى. وهذا هو المجبي التقوى. فان من خاف عقاب الله ان كف عما يوجب العقاب. كما ان من رجا ثواب الله عمل لما يوصله الى الثواب. ومن لم يخف العقاب ولم يرجو الثواب اقتحم المحارم. وتجرأ على ترك الواجبات وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. من الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته