اعوذ بالله من الشيطان الرجيم كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان فإن امن بعضكم بعضا فليؤدي الذي اؤتمن امانته وليتقه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه اثم قلبه والله بما تعملون عليم بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول الله سبحانه فان كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة فان من بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن امانته وليتق الا ربه ولا تكتم الشاة ومن يكتمها فانه اثم قلبه والله بما تعملون عليم مستمعي الكريم في الحلقة الماضية ذكر بعض فوائد الدين وفي هذه الحلقة نذكر بقيتها ومنها ان الشاهد لو نسي شهادته تذكره الشاهد الاخر فذكر انه لا يضر ذلك النسيان اذا زال بالتذكير لقوله ان تضل احداهما فتذكر احداهما الاخرى من باب اولى اذا نسي الشاهد ثم ذكر من دون تذكير فان الشهادة مدارها على العلم واليقين منها ان الشهادة لا بد ان تكون عن علم ويقين. لا عن شك متى صار عند الشاهد ريب في شهادته ولو غلب على ظنه لم يحل له ان يشهد الا بما يعلم منها ان نشاهد ليس له ان يمتنع اذا دعي للشهادة سواء دعي للتحمل او للاداء القيام بالشهادة نفظ الاعمال الصالحة كما امر الله بها واخبر عن نفعها ومصالحها منها انه لا يحل الاضرار بالكاتب ولا بالشهيد يدعي في وقت او حالة تضرهما وكما انه نهي لاهل الحقوق والمتعاملين وان يضاروا الشهود والكتاب فانه ايضا نهي للكاتب والشهيد ان يضار المتعاملين او احدهما وفي هذا ايضا ان الشاهد والكاتب اذا حصل عليهما ضرر في الكتابة والشهادة انه يسقط عنهما الوجوب وفيها وفيها التنبيه على ان جميع المحسنين الفاعلين المعروف لا يحل ضررهم وتحميلهم ما لا يطيقون. فهل جزاء الاحسان الا الاحسان وكذلك على من احسن وفعل معروفا ان يتمم احسانه بترك بترك الاضرار القولي والفعلي بمن بمن اوقع به المعروف فان الاحسان لا يتم الا بذلك منها انه لا يجوز اخذ الاجرة على الكتابة والشهادة. حيث وجبت لانه حق اوجبه الله على الكاتب والشهيد ولانه من ضارة المتعاملين منها التنبيه على المصالح والفوائد المترتبة على العمل بهذه ارشادات جليلة وان فيها حفظ الحقوق والعدل وقطع التنازع والسلامة من النسيان والذهول ولهذا قال ذلكم اقسط عند الله. فاقوم للشهادة وادنى الا ترتابوا. وهذه مصالح ضرورية للعباد منها ان تعلم كتابة الدينية لانها وسيلة الى حفظ الدين والدنيا وسبب للاحسان ومنها ان من خصه الله بنعمة من نعم يحتاج الناس اليها فمن تمام شكر هذه النعمة ان يعود بها على عباد الله وان يقضي بها حاجتهم لتعليل الله النهي عن الامتناع عن كتابه قوله كما علمه الله. ومع هذا فمن كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته من اضراب الشهود والكتاب فسوق بالانسان. فان الفسوق هو الخروج عن طاعة الله الى معصيته. وهو يزيد وينقص ويتبعظ. ولهذا لم يقول فانتم فساق او فاسقون. بل قال فانه فسوق بكم بقدر خروج العبد عن طاعة ربه فانه يحصل به من الفسوق بحسب ذلك بقوله واتقوا الله ويعلمكم الله ان تقوى الله وسيلة الى حصول العلم. واوضح من هذا قوله تعالى يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله اجعل لكم فرقانا اي علما تفرقون به بين حقائق والحق والحق والباطل من انه كما انه من علم نافع. تعليم الامور الدينية المتعلقة بالعبادات. فمنها فمنه ايضا تعليم الامور الدنيوية. المتعلقة بالمعاملات فان الله تعالى حفظ على العباد المراد بهم ودنياهم وكتابه عظيم فيه تبيان كل شيء ومن فيها تبيان كل شيء ومنها مشروعية الوثيقة الحقوق هي الرهون والضمانات التي تكفل للعبد حصوله على حقه سواء عمل برا او فاجرا امينا او خائنا فكل فكم في الوثائق من حفظ الحقوق وانقطاع المنازعات منها ان تمام الوثيقة في الرهن ان يكون مقبوضا. ولا يدل ذلك على انه لا يصح الرهن الا بالقبض اتقيدوا بكون الرحم مقبوضا يدل على انه قد يكون مقبوضا تحصل به الثقة التامة وقد لا يكون مقبوضا فيكون ناقصا منها انه استدل بقوله فرهان مقبوضة انه اذا اختلف الراهن المرتهن في مقدار الدين الذي به الرهن ان القول قول مرتهن صاحب الحق لان الله جعل الرهن وثيقة به فلولا انه يقبل قوله يقبل قوله في ذلك لم تحصل به الوثيقة لعدم الكتابة والشهود ومنها انه يجوز التعامل بغير وثيقة ولا شهود لقولي فان من بعضكم بعضا فليؤد ليؤتمن امانته. ولكن في هذه الحال يحتاج الى التقوى والخوف من الله. والا فصاحب الحق مخاطر في حقه ولهذا امر الله بهذه الحال من عليه الحق ان يتقي الله ويؤدي امانته ومنها ان من ائتمنه معامله فقد عمل معه معروفا عظيما. ورضي بدينه وامانته. فيتأكد على منعه الحق واداء الامانة من الجهتين بدءا لحق الله وامتثالا لامره ووفاء بحق صاحبه الذي رضي بامانته ووثق به منها تحريم كتم الشهادة وان كاتمها قد اثم قلبه تذيه ملك الاعضاء وذلك لان كتمها كالشهادة بالباطل والزور فيها ضياع الحقوق فساد المعاملات اسم متكرر في حقه وحق ما عليه الحق اما تقييد الرهن بالسفر مع انه يجوز حظرا وسفرا فلحاجة اليه لعدم الكاتب والشهيد. وختم الاية بانه عليم بكل ما يعمله العباد كالترغيب لهم في المعاملات الحسنة والترهيب من المعاملات السيئة. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته