وكنت ناصحا لهم بعد مماتك اذ قلت يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين قال باب قول الله تعالى ذكر رحمة ربك عبده زكريا اذ نادى ربه نداء خفيا قل هذه سبيلي. ادعو الى الله. على بصيرة انا ومن من اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين انا من المشركين عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب احاديث الانبياء من صحيحه باب قول الله تعالى ولقد اتينا لقمان الحكمة ان اشكر لله الى قوله ان الله لا يحب كل مختال فخور قال ولا تصعر الاعراض بالوجه يعني معنى كلمة ولا تصعر خدك للناس على طارد بوجهك عن الناس وانت تحدثهم فاذا كنت تكلم الناس وتخاطبهم خاطبهم وانت مقبل عليهم لا تكلمهم وانت معرض هكذا بمعنى كلمة تصاعر تعرض بوجهك تميل بوجهك عنهم بل اذا حدثتهم حدثهم وانت مقبل عليهم. فهذا من الادب في خطاب الناس اما اللقمان فلم يرد له اي ذكر في خبر ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم الا ما سيرده البخاري من حديث ورد في تفسير بعض ايات سورة لقمان اما عن لقمان نفسه عن بلده عن صفته عن زمانه عن مكانه فلم يرد في ذلك اي شيء ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وان كان بعض اهل العلم اورد طائفة من الاسرائيليات موداها ان لقمان من الحبشة او من السودان والسودان والحبشة كانتا شيئا واحدا فبعضهم اورد حديثا ضعيفا في سابق الحبشة اربعة بلال بن ابي رباح وما جاء ولقمان وذكر والنجاشي والنجاشي لكن الخبر بيده الالفاظ غير ثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام وقد ذكروا في ترجمة لقمان وفي وصف لقمان اقوالا كثيرة من الاسرائيليات نفادها انه كان اسود شديد السواد زاد الشعر افطس الانف واسع الفم آآ ناتي الاسنان ذكروا صفاتا اقرب الى الذم منها الى المدح في شأن الجمال بل تكاد كلها ان تكون ذما في باب الجمال لكن في المقابل في باب المنطق والحديث اذا تكلم نطق باحسن الكلمات واجمل الكلمات واحكم الكلمات ترى شكله لا يعجبك لكن تستمع الى كلامه الملوك يستمعون الى كلامه الوزراء يستمعون الى كلامه كلامه حكمة كما قال تعالى ولقد اتينا لقمانا الحكمة قال حدثنا ابو الوليد قال حدثنا شعبة اني لا مشي وعن الانمشي ايضا الاعمش هو سليمان ابن مهران رحمه الله تعالى ابو محمد الكوفي وكان ايضا دميما. كان دميما وكان يقول لو كنت بقالا ما اشترى مني احد اي ما اشترى مني احد لدمامتي اي ان الناس سينفرون عني ولكنه كان خفيفا خفيفا على القلب ومزاحا ومداعبا مع انه كان تميما لكن كان حافظا ثبتا متقن ورعا قارئا لكتاب الله ومقرئا عالما محدثا وهكذا فقد كان فقيها رحمة الله تعالى عليه الاعمش كان على او على غرانه قريب دميم الخلقة ولكنه عالم يجله العلماء يجله العلماء ويوقره العلماء عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله قال وعبدالله وهو ابن مسعود لما نزلت الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اينا لم يظلم نفسه؟ آآ عفوا اينا لم يلبس ايمانه بظلم فنزلت ان الشرك لظلم عظيم قال حدثنا اسحاق واخبرنا عيسى ابن يونس قال حدثنا الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن عبدالله رضي الله عنه قال لما نزلت الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم شق ذلك على المسلمين فقالوا يا رسول الله اينا لا يظلم نفسه؟ قال ليس ذلك انما هو الشرك الم تسمعوا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم استفيد من ذلك ان الظلم مراتب فمنه ظلم بمعنى الكفر الشرك ومنه ظلم دون ذلك فاذا سلبت شخصا ما له زلمته لكن ليس هذا بالمخلد لك في النار قد تعذب على ذلك لكن لا تخلد في النار. اما اذا اشركت بالله الشرك يخلد صاحبه في النار والعياذ بالله. فلذا قال اهل العلم ظلم دون ظلم زلم دون ظلم ونفاق عمل ونفاق اعتقاد وكفر دون كفر وفسق دون فسق وشرك اكبر وشرك اصغر وهذه الاصطلاحات لابد ان تفهمها جيدا حتى لا تخدع وحتى لا تضلل من فئات الخوارج على وجه الخصوص هناك كفر اكبر وكفر اصغر هناك ظلم بمعنى الشرك وظلم دون ذلك هناك فسق دون فسق فسق بمعنى الكفر وفسق اقل من ذلك. جزاك الله خيرا هناك نفاق عمل ونفاق اعتقاد ولا يخفى عليكم ان قول الرسول عليه الصلاة والسلام سباب المسلم فسوق وصف بانه فسوق ليس كقوله تعالى في شأن قوم فرعون فاستخف قومه فاطاعوه انهم كانوا قوما فاسقين فلم يكن امرهم واقفا على انهم يسبوا بعضهم بعضا انما فاسقون خارجون عن طاعة الله وعن توحيده هذا هو الذي ينبغي ان يتقن ينبغي ان يتقن ان كلمة الفسق احيانا تأتي بمعنى الكفر احيانا تأتي بمعنى اخر والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا باربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا. اولئك هم الفاسقون الذي يقول عن امرأة او عن رجل انه زنا ولم يأتي باربعة شهداء فاسق لكن هل فسقه يخلده في النار امنها كبيرة قد تغفر وقد يعاقب عليها الاخير هو الذي عليه جماهير علماء اهل السنة بارك الله فيكم فالصحابة لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل على الرسول عليه الصلاة والسلام الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون قالوا اينا لم يظلم نفسه يا رسول الله فقال ليس بالظلم الذي تذهبون اليه الذي يشغل بالكم الم تقرأوا قول لقمان ان الشرك لظلم عظيم واصل معنى الظلم ماذا اصل معنى الظلم بخس الحقوق بخس الحق اشتغل عندك واتفق معك على اجر مثلا فتعطيني الاجر اقل فتكون قد ظلمتني تكون قد ظلمتني حقي ان اخذ ان اخذ حقي مستوفا حق الله علينا ان نوحده ان نوحده حق انفسنا علينا ان نفحص لها عن اكرم المنازل يوم القيامة حق نفسي علي ان ابحس لها عن مكان امن تنزل فيه فاذا انا انزلتها الجحيم او تسببت لها في ان تنزل الجحيم لقد ظلمتها اشد الظلم وانكاها لانها ستخلد في الجحيم حق الله على العباد ان يوحدوه اذا لم يوحدوا فقد ظلموا انفسهم بخسوها حقها من الامان قال باب واضرب لهم مثلا اصحاب القرية تعززنا قال مجاهد شددنا وقال ابن عباس طائركم طيركم معكم اي مصائبكم معكم اي مصائبكم المقدرة عليكم معكم واضرب لهم مثلا اصحاب القرية اي قرية هذه التي ذكرت في سورة ياسين وفي اي زمان كان اهلها فايضا هذا لم يرد به خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وان كان جمهور المفسرين قالوا انها بلدة يقال لها انطاكية يقال لا انطاكيا قال ايضا عدد من المفسرين وكانوا في زمن عيسى عليه السلام قالوا ايضا ليس عن رسولنا عليه الصلاة والسلام انما هي اقوال من الاسرائيليات. قالوا ارسل عيسى عليه السلام رسولين الى اهل هذه القرية فكذبوهما تعزز بثالث فايضا كذبوهم الى ان ال من امرهم ما ال والله اعلم ومن اعظم الفوائد من قصة اصحاب القرية التي جاءها المرسلون المذكورة في سورة ياسين ما ذكره قتادة لما قال الرجل الصالح الذي جاء من اقصى المدينة يسعى يا قومي اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم اجرا وهم مهتدون وبعدها قال وما لي لا اعبد الذي فطرني واليه ترجعون ثم بعد ذلك قال اني امنت بربكم فاسمعون فجاء مؤازرا للرسل من اطراف القرية جاء يسعى لا لتقاضي اجر انما جاء يسعى لنصرة دينه لتعزيز امر المرسلين الثلاثة ولنصح قومه قال يا قومي اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم اجرا وهم مهتدون. بعدها قال اني امنت بربكم فاسمعوني اعلن عن ايمانه فماذا كان قال جمهور المفسرين انهالوا عليه ضربا ووطؤوه بالاقدام داسوا بطنه باقدامهم حتى تفجرت بطنه وخرجت امعاؤه فمات فقتل لكن قتل شهيدا فقال لما قتل وهذا وجه الاستشهاد يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين قال قتادة رحمة الله عليك ايها الرجل الصالح كنت ناصحا لقومك في حياتك وبعد مماتك نقل الله لنا كلامه بعد ان مات لم يقل اللهم العنهم وانتقم منهم لكونهم قتلوني لم يقل اللهم شتت شملهم وفرق جمعهم لانهم قتلوني انما تمنى قال لو اطلعوا على ما هو فيه من النعيم كي يسلموا فلم يحب عذابهم انما احب لهم الهداية فقال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين اي حتى يسلموا فقال قتادة رحمه الله رحمة الله عليك ورضي الله عنك قد كنت ناصحا لقومك في حياتك اذ قلت يا قومي اتبعوا المرسلين نادى ربه في الخفاء بعيدا عن اعين الناس زكريا عليه السلام نادى ربه نداء خفيا بعيدا عن اعين الناس لعلل لماذا نادى زكريا ربه نداء خفيا لماذا دعا ربه دعاء في الخفاء اولا الله يحب منا ذلك ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين الله يحب منا ان نجتهد في اخفاء الدعاء الا الادعية الجماعية التي يدعوها المسلمون كلهم معا اما سائر ذلك في حب الله الدعاء الخفي. هذا اولا فاولا الدعاء الخفي امتثال لامر الله ادعوا ربكم تضرعا وخفية السبب الثاني ان الدعاء الخفي دليل على معرفتك بان الله قريب منك فاذا قلت يا رب نجني وخلوت في غرفة ودعوت ربي هذا اقرار مني لان الله يسمعني اذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعاني لم يقل فقل اني قريب حتى بل قال اني قريب وكما قال علماؤنا ما من سؤال في كتاب الله الا وفي الاجابة عليها قل في الاجابة عليه قل الا الدعاء يسألونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير يسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وهكذا كل جواب فيه قل يسألونك عن الخمر والميسر قل فيما اسم كبير لكن في القرب اذا سألك عبادي عني فلم يقل فقل اني قريب بل قال فاني قريب للدلالات على عظم القرب. فاذا دعوت الله سرا دل ذلك على علمك بان الله قريب وعلمك بصفات الله تؤجر عليه علمك بالله تؤجر عليه من الفوائد ايضا ان كل نعمة لها حاسد على قدرها وكلما زادت نعم الله عليك كلما ازداد الحساد لك من المسلمات فلما كانت اعظم نعم الله على الانبياء بالنبوة كان اعدائهم من؟ وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين كذلك جعلنا في كل قرية اكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون الا بانفسهم وما يشعرون فكل نعمة الله حاسد فاذا وفقت للدعاء فقلت يا رب ارزقني وسع علي يا رب انجح واتفوق بجوارك حاسد قد تراه الان تعرفه وقد لا تعرفه. قل يا رب ما يطلع الاول في نفسه يحسدك على هذه النعمة فلذا كان القوم حريصين على اخفاء النعم الا عن من يحبونهم وقد قال قائلهم من سارروه فافدى السر مجتهدا لم يأمنوه على الاسرار ما عاشا وابعدوه فلم يظفر بقربهم وابدلوه مكان الانس ايحاشا لا يأمنون مزيعا بعض سرهم حاشا اداديهم من ذلكم حاشا فكانوا يكرهون اظهار اعمالهم ومن اجل الفوائد الدعوية في اخفاء زكريا الدعاء عدم فتنة الناس عدم فتنة الناس كيف ذلك اذا قلت وانت رجل كبير طاعن في السن شهرك كله ابيض وعظمك متفتت او كاد ان يتفتت وانت تمشي منحني لحيتك بيضاء زوجتك طول عمرها عاقر وبلغت من الكبر عتيا بلغت تسعين او مئة سنة يعني خلاص انت منتهي وتقول يا رب ارزقني بولد صالح قد يأتي سفيه ويقول هذا الرجل مجنون. رجل الخايب المجنون زوجته عاقر طول حياته والان عجوز في الثمانين او التسعين من عمرها وانقطع عنها الحيض منز سلاسين سنة اربعين سنة ويقول يا رب ارزقني بولد صالح فقد يطعن فيك طاعن. فاذا طعن شخص في في الانبياء اقترف جرما كبيرا فاخفى الدعاء حتى لا يفتن القوم اخفى الدعاء حتى لا يفتن القوم قد يسبه شخص فيكون سب نبيا اذا سب نبيا اثم وارتكب كبيرة او كفرا بحسب توصيفاته بل هو كفر بلا شك بل هو كفر بلا شك فلم يرضى ان يفتن قومه لم يرضى ان يفتن الناس ولا يخفى عليكم ان اهل الايمان يقولون في ادعيتهم قولا طيبا ويدعون بدعاء طيب قل من يتفطن له هو دعاء متضمن لفوائد عظيمة اهل الايمان يقولون ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ما معناها من معانيها معاني جليلة. يا رب لا تجعلني اعمل اعمالا سيئة فاذا عملت اعمالا سيئة الرجل الذي كان سيسلم ينفر عن الدين بسبب فاحفظني يا ربي حتى لا اعمل اعمالا تشينني فيرتد قوم عن الدين بسببي فهذا وجه وجه اخر يا رب لا تنصروا الكفار علينا لانك يا ربي اذا نصرتهم علينا ظنوا انهم على الحق فانصرفوا عن دينك يا رب يقولون هؤلاء مهزومون فينصرفوا عن دينك يا رب فهي وجوه متعددة فالشخص لا ينبغي ابدا ان يتسبب في فتنة الناس وصرفهم عن الحق ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له لم لم تقتل اهل النفاق قال لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه انهم اذا علي اذا قالوا ذلك انصرفوا عن الدين. ما فائدة ارتباطنا؟ به اذا اذا كان يقتل اصحابه فقال لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه قال ايضا يا عائشة لولا ان قومك حديث عاد بكفر لنقضت الكعبة وبنيتها على قواعد ابراهيم ولكني اخشى ان تنكر قلوبهم فالشخص لا يتسبب في فتنة شخص لا يتسبب في فتنة شخص الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فلاخفاء الدعاء جملة من الفوائد ذكر بعضها ومحل تمامها في ابواب الدعاء ان شاء الله قال فخرج على قومه من المحراب فاوحى اليهم ان سبحوا بكرة وعشيا معنى اوحى اليهم اشار اليهم يا الى ان قال يا يحيى خذ الكتاب بقوة واتيناه الحكم صبيا الايات يحيى بن زكريا عليه الصلاة والسلام اوتي الفهم في صباه هو صغير اتاه الله ايمانا وذكاء عظيما وفهما عظيما وقيل ايضا اصبح نبيا وهو صغير والذي في كتاب الله واتاه واتيناه الحكم صبي ورزق الحنان كان في قلبه رقة لابويه ولاهل الايمان قال تعالى وحنانا من لدن في هذا رد عارض على الملاحدة فترى يا ملحد الطفلين صغيرين هذا يسرق ما في يد اخته وهذا يشتري من ماله ويعطي لاخته من الذي رزق هذا الحنان ومن الذي حرم ذاك انه الله ومهما بذلت من مال حتى تغير هذا ما تستطيع هذا شيء محله القلب ذكروا في ترجمة يحيى عليه السلام باتفاق اهل السنة لا اعلم مخالفا لا اعلم مخالفا في ان يحيى عليه السلام قتل يحيى عليه السلام قتل قتل في زمان وابن خالة عيسى عليه السلام وذكروا في قتله امورا وصورا تثير الاحزان ومفادها انه قتل بسبب امرأة بسبب ثباته على كلمة الحق وفتواه بالحق في شأنها فعلى ما قالوه وليس في ذلك خبر عن الرسول عليه الصلاة والسلام ان نمي من الاسرائيليات قد قال النبي حدثه عن بني اسرائيل ولا حرج قال لا تصدقوهم ولا تكذبوهم فمن باب الاباحة اباحة التحديس بالاسرائيليات ان ملك زمانه اراد ان يتزوج فتاة حسناء وكانت هذه الفتاة الحسناء بنت زوجته بنت زوجته فقال له انها محرمة عليك اغتاضت البنت واغتاظ الملك فرتبوا لقتل يحيى عليه السلام وقيل في زلك قول اخر ان امرأة كان يحيى افتى في شأنها ايضا فتوى حق ترضي ربه واراد الملك ان يتزوج تلك المرأة فقالت ماري رأس يحيى ابن زكريا فاتي به فقتل قتلة بشعة. مؤلمة وفصل رأسه عن جسده واتي به في طست فما زال دمه يفور عليه الصلاة والسلام قالوا وبعدها بقليل بزمن قليل سلط على هذه البلاد بوقتناصر البابلي بعد ان رفع رفع عيسى عليه السلام فقتل من هؤلاء القوم الذين كان منهم هذا الملك ما يقارب سبعين الفا الله اعلم فالشاهد ان الاقوال فيها اطباق على ان يحيى عليه السلام قتل بسبب كلمة حق في شأن زواج ملك له نزوات وله شهوات وكانت الفتوى مصادمة لنزواته وشهواته وقتل ابوه ايضا وقال فريق من الرواة ان يحيى لما قتل طلبوا اباه ايضا لقتله طلبوا اباه لقتله ذكرت روايات اسرائيلية لا يعول عليها كثيرا مفادها انه هرب وامعن في الهرب زكريا عليه السلام الى ان دخل شجرة وبقي ثوبه في خارج الشجرة فارشدهم ابليس الى مكانه فنشروا الشجرة ونشروه عليه الصلاة والسلام. الله اعلم بذلك لكن اطباق ايضا على ان زكريا عليه الصلاة والسلام قتل صلى الله عليه وسلم ففي هذا ما يدل على ان اهل الحق قد يقتل وان كانوا انبياء وذلك لرفعة درجاتهم في الاخرة قال تعالى في شأن بني اسرائيل اهل الظلم اهل العدوان منهم افكلما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا وفريقا تقتلون فقتلوا عددا من الرسل وكذبوا فريقا منهم فقال تعالى ايضا في شأنهم وكانوا يقتلون النبيين بغير حق ذلك بانهم كانوا يقتلونه الانبياء بغير حق كانوا ايضا يقتلون الامرين بالقسط من الناس فلا تستغرب ان تجد في زمان من الازمنة تسلطا للاشرار على الابرار تسلطا للاشقياء على الاتقياء فهذا وارد والايام يداولها الله بين الناس والله يريد ان يتخذ من اهل الايمان شهداء يرفع درجاتهم يكرمهم بعليين ينزلهم منازل الشهداء هؤلاء المستمسكون بكتاب الله وسنة رسول الله المتبعون للانبياء والمرسلين اذا قتلوا فيا هنيئا لهم بالقتل في سبيل الله وهم على طاعة الله لكن ناس ولا اسف على شخص يقتل او يحبس من اجل ديمقراطية او من اجل اشتراكية او من اجل ليبرالية او من اجل اي باطل كان هذا الذي نأساه عليه فجدير بنا ان نعتصم بالله حتى اذا جاءنا قضاء الله وقدر الله سبحانه نكون على طاعة لا نكون على باطل والعياذ بالله نسأل الله ان يسلمنا واياكم من شرور الشريرين وان يختم لنا ولكم بخير اللهم امين