قل هذه سبيلي ادعو الى الله بصيرتي انا ومن اتبعني. وسبحان الله وما انا من المشركين الله وما انا من المشركين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه باب قوله عز وجل ان زلزلة الساعة شيء عظيم قال حدثني يوسف بن موسى حدثنا جرير عن الاعمش عن ابي صالح عن ابي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله يا ادم فيقول لبيك وسعديك لبيك اي اجابة لك يا ربي بعد اجابة والخير في يديك لبيك وسعديك والخير في يديك من قوله يقول الله يا ادم استدلوا على ان الله يقول كما قال والله يقول الحق وهو يهدي السبيل فالله يقول ويتكلم وينادي وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه يقول اخرج بعث النار قال وما بعث النار قال من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعين فذاك حين يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد فاشتد ذلك عليهم فقالوا يا رسول الله اينا ذلك الرجل قال ابشروا فان من يأجوج ومأجوج الفا ومنكم رجل ثم قال والذي نفسي بيده اني لاطمع ان تكونوا ثلث اهل الجنة قال فحمدنا الله وكبرنا. سم قال والذي نفسي بيده اني لاطمع ان تكونوا شطر اهل الجنة ان مثلكم في الامم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الاسود او كالرقمة في ذراع الحمار هذا الحديث اورده البخاري في كتاب الرقائق او كتاب الرقاق ذلك لان تذكر الاخرة يفترض انه يرقق القلب وليد كما تقدم ان الله سبحانه لما قال في شأن انبيائه عليهم السلام ويذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولي الايدي والابصار يعني الاقوياء العلماء اولو الايدي القوة والانعام والابصار البصائر لما ذكر الله سبحانه وتعالى هؤلاء القوم قال انا اخلصناهم بخالصة ميزناهم بميزة ما الميزة زكرى الدار انا اخلصناهم بخالصة اي اختصصناهم بخاصية وميزناهم بميزة وهي كثرة تذكرهم للدار الاخرة فهم في دنياهم لكن كأن الاخرة امام اعينهم كانهم يرون الناس خرجوا من القبور وبرزوا للنشور ودنت الشمس من رؤوس الخلائق كانهم يرون اهل النار في النار يتضاغون ويسترخون ويرون اهل الجنة في الجنة ينعمون ويكرمون فهذا هون عليهم كل شاق. بازن الله ويسر عليهم كل عسير فحملهم على الصبر والتصبر ولذا وكما سلف كانت رحلة الاسراء والمعراج برسول الله صلى الله عليه وسلم تسري عنه ويذهب الله بها عنه الغموم والهموم التي يلاقيها ويعاني منها قال تعالى لنريه من اياتنا الكبرى فيفترض ان الحوادث العظام تهون على الشخص ما هو فيه من حوادث زائلة وفانية في ان حوادث الدنيا مهما بلغ امرها فانها ستزول وتنتهي اما العذاب المقيم فهذا الذي يحزر وهذا الذي يخشى فلذلك اورد البخاري باب قول الله تعالى ان زلزلة الساعة شيء عظيم ليس كما تتصورون من زلازل الدنيا الخفيفة التي تمر بالناس فتسقط لها بيوت او يموت بسببها مئات الالاف او الملايين. كلا بل زلزلة الساعة اشد من كل ذلك يدمر الله بها الارض ومن عليها قال تعالى يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. فعليه المسلم اذا اراد ان يرق قلبه فلينظر في ايات الجنة وايات النار فالقلب يرق بسبب ذلك. فاذا قرأت مثلا ايات من سورة فاطر فيها وهم يسترخون فيها والاصطراخ اشد من الصراخ فدخول الحرف على الكلمة يزيدها قوة في بابها كما قال تعالى وكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر دخلت الدال لتقوية بان شدة الزجر الذي صنعوه بنوح صلى الله عليه وسلم. اه فهكذا دوما تهون اذا ذكرت الاخرة كلها تهون ولذا ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بانعم رجل كان في الدنيا فيصبغ صبغة في الجنة فيقع فيصبغ صبغة في النار انعم رجل في الدنيا يصبغ صبغة في النار ثم يقال له يا ابن ادم هل وجدت نعيما في حياتك قط؟ قل لا والله يا ربي ما وجدت نعيما في حياتي قط ويؤتى بابئس رجل كان في الدنيا فيصبغ صبغة في الجنة ويقال له هل وجدت بؤسا في حياتك قط قل والله ما وجدت بؤسا في حياتي قط فعذاب الاخرة اشد وابقى ونعيم عزاب الاخرة اشد وابقى ونعيم الاخرة لا يزول ولا يتحول بفضل الله اذا من مرققات القلوب كثرة القراءة في ايات الوعد والوعيد ايات التبشير والانزار قال حدثنا باب قول الله تعالى الا يظن اولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين البخاري سيودع ابواب البعث والنشور ومواقف القيامة داخل الباب الرقاق داخل كتاب الرقاق نوم تقدم ان البخاري زكر عرضا من اشياء يسيرة تحت باب زكر الجنة وذكر النار في ابواب بدء الخلق لكنها ابواب يسيرة تتناسب مع كتاب بدء الخلق لكن لم يفرد البخاري كتابا لذكر الجنة ولم يفرد كتابا لذكر النار ولم يفرد كتابا للقيامة عكس غيره من العلماء. الترمذي مثلا افرد لكل واحدة من هذه الاشياء تابا كتاب الجنة ووصف الجنة ونعيمها. كتاب وصف النار كتاب القيامة الترمذي والنسائي في الكبرى افرضوا ابوابا لذلك. مسلم كذلك افرد بابا لوصف الجنة والنار لكن البخاري ضمنها كتاب الرقاق اودعها في كتاب الرقاق لانه امور ترق بها القلب. قال باب قول الله تعالى الا يظن اليك انهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين اي لو ظنوا انهم مبعوثون ليوم عظيم ما طففوا الكيل ولا الميزان فالاية فيها ويل للمطففين الذين اذا اكتلوا على الناس يستوفون فاذا كالوهم او وزنوهم يخسرون الا يظن اولئك انهم مبعوثون فلو ظنوا بالبعث وايقنوا به الظن في معنى اليقين ما طففوا كيلا ولا ميزان فلو علمت انك ستعاقب على فعل عقابا شديدا تركت هذا الفعل من اصله فهذا الذي يبين ارتباط العمل بالعقيدة لو زنوا انهم مبعوثون ما طففوا كيلا ولا ميزانا قال وتقطع قال ابن عباس فتقطعت بهم الاسباب قال الوصلات في الدنيا يعني انا وانت الان نتواصل لاننا تقوى في الله وفي المسجد هذه احدى الوصلات ما الذي يصلني بك اخوتي لك في الله والتقاؤنا في المساجد طوال دروس العلم فنرجو ان تكون هذه وصلات تواصلات باقية هناك وصلات اخر تتقطع انت ابن عم لفلان. وصلة ما الذي يصلك به النسب انت متزوج اخت فلان وصلة وصلة المصاهرة انت زميل لفلان في العمل او في المدرسة وصلة صحوبة وصداقة العمل انت جار لشخص وصلة ووصلة الجيرة فهناك وصلات كثيرة كلها تتقطع يوم القيامة ولا يبقى الا وصلة واحدة اذا كانت موجودة فهي موجودة في الاخرة وهي وصلة الايمان قال تعالى عموما وتقطعت بهم الاسباب اسباب التواصل التي كانوا يتواصلون بها كلها قطعت كلها قطعت ايضا قال تعالى الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين. فمعرفتك بالشخص الان انظر. هل هي لله او لغير الله؟ ان كانت لغير الله ايقن ان ستتقطع ان كانت لله ايقن الناس تبقى للاية الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين. الا المتقين ويوم يعض الظالم على يديه قولوا يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتي ليتني لم اتخز فلانا خليلا لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا قال حدثنا اسماعيل ابن ابان قال حدثنا عيسى ابن يونس حدثنا ابن عون عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم يقوم الناس لرب العالمين يعني في تفسير الاية قال يقوم احدهم في رشحه الى انصاف اذنيه يعني انك تغرق في بحر من عرق. العرق حولك يصل ارتفاعه الى نص الاذن من الارض الى نصف الاذن من شدة الموقف حدسنا عبدالعزيز بن عبدالله حدثنا سليمان عن ثور بن زيد عن ابي الغيث عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعرق يعرق الناس يوم القيامة. حتى يذهب عرقهم في الارض سبعين ذراعا. ويلجمهم حتى اذانهم نعوذ بالله من ذلك لكن هذا في اهل الكفر اما اهل الايمان الناس يتفاوتون في العرق منهم من يبلغ العرق الى كعبيه منهم من يبلغ العرق الى ركبتيه منهم من يبلغ العرق الى حقويه منهم من يلجمه العرق الجاما شدة العرق يغرق في عرقه فهذا تصوير لشيء مما يحدث في القيامة واهوالها وليت اخا كريما اتاه الله فهما وعلما بالحديث وتخريجات وتصحيحاته وكذا اتاه الله لغة طيبة وادبا رفيعا يأتي بالايات والاحاديث في هذا الصدد يصطبغ هو نفسه بصبغتها ويشرحها شرحا مؤثرا بالغا القلوب لان الله قال وقل لهم في انفسهم قولا بليغا. ما معنى القول البليغ؟ القول الذي يبلغ القلب فهناك اسلوب طيب يؤثر فاذا كان النبي قال ان من البيان لسحرا. ان من البيان لسحرا فالسحر الحلال هو السحر الذي يجعل الشخص يرجع الى الله السحر الحلال ذلكم السحر الذي يجعل الشخص بعد ان كان عاصيا فاجرا يرد الى الله متضرعا قائما وساجدا فليت شخص كريم اوتي هذا وتخفف من الزنوب والاوزار وهو يكتب لان الزنوب والاوزار تحول بينك وبين كتابة الاشياء الطيبة النافعة فيجمع بين هذا وذاك فاتي كلامه نورا على نور يهدي الله لنوره من يشاء هذا وصل اللهم على نبينا محمد وسلم واذا كان لي احد سؤال فليتفضل. هل الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله ينجون من العرق تقول وبالله تعالى التوفيق اولا كما سمعت انفا ان العرق درجته متفاوتة فليس الناس كلهم في العرق سواء ينقز الجواب على سؤالك وهو مندرج تحت اصل اوسع وهو الان الايمان عموما ينالوهم من الفزع والكرب ما ينال الاخرين هذا السؤال هل ينالون ما ينال الاخرين قال بعض العلماء ان الناس كلهم يوم القيامة تعتريهم امور تعتريهم امور واحوال كل يخافها ويرهبها وكل يقول نفسي نفسي باستسناء الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وبعد ذلك يذهب الله هذا عن اهل الايمان ويبقى على اهل الاجرام قال الرسول في حديث المطول في الشفاعة ما حاصله ان الناس يأتون ادم فيقول نفسي نفسي ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله. ولن يغضب بعده مثله وكذلك يعني يقوله نوح وابراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام فالحاصل من ذلك انه قد يعتريهم من الهم ما لا يحتملون ولا يطيقون حتى يقول قائلهم ترون بمن نستشفع فاستشفى بمن استشفى بمن يقولون استشفى بابينا ادم بعد دنو الشمس من رؤوس الخلائق فيذهبون الى ادم الم يعتذر بقوله نفسي نفسي فهذا وجه ان الخوف قد يعتري الجميع ثم يكشفه الله عن اهل الايمان والتقى والله اعلم اتفضل يا استاز سيد العرق كائن لكن الالجام الالجام العرق متفاوت يبلغ تدنو الشمس من رؤوس الخلائق يوم القيامة كمقدار ميل فيبلغوا بالناس من الهم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون ما لا يطيقون ولا يحتملون في الاحاديث الاخر تفيد ان المسلم او عفوا ان الاشخاص منهم من العرق الى الى كعبيه فمفاده والله اعلم ان هذا الكفر كلما ازداد الشخص بعدا كلما ازداد كلما ازداد هما زكرنا انفا ان الهم يبلغ بالجميع. حتى ادم يقول نفسي نفسي نعم اختلاف المواطن لا يحزنهم الفزع الاكبر لا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون. فاقبل بعضهم على بعض يتسائلون. يتسائلون في موطن ولا يتسالون في موطن. فيجيب العلماء على مثل هذا بان مواقف القيامة تتعدد هذا وبارك الله فيكم وحفظكم الله