السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الايمان والنزول من صحيحه باب اليمين الغموس والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعض الاخوة اليمين الغموس قيل عنها غموس لأنها تغمس صاحبها في الاثم ثم تغمسه في النار عياذا بالله اليمين الغموس عاقبتها انها تغمز صاحبها في النار وصورتها وتوصيفها هي اليمين الكاذبة التي يحلفها الشخص لاقتطاع مال امرئ مسلم بغير حق هذه تغمز صاحبها في النار وقيل هي اليمين الكاذبة مطلقا لانها تغمز صاحبها في النار ويدخل فيها الايمان الكاذبة التي يدلي بها الاشخاص عند القضاة وفي مجالس الحكم فهي ايضا تغمز صاحبها في النار وسبق البيان عن ان الايمان تنقسم الى ثلاثة اقسام لغوا يمين لقول الرجل لا والله وبلى والله دون ان يعقد العزم والقلب على ذلك وهذه معفو عنها ويلحق بها يمين المخطئ والناسي كما سبق بيانه واليمين الثانية هي اليمين على فعل شيء او ترك شيء وعقد القلب او العزم على ذلك اي تكفر بكفارة يمين وسبق بيانها واليمين الثالثة وهي اليمين الغموس الكاذبة التي تتسبب في غمس صاحبها في النار كالغموس هي الكاذبة ومن صورها الحلف كاذبا لاقتطاع مال امرئ مسلم وكفارتها ليس لها الكفارة التي هي اطعام عشرة مساكين لانها اعظم من ذلك انما كفارتها اولا ان ترد المزالم الى اهلها ثم ان تعمل عملا صالحا كبيرا من باب ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين قال البخاري قال الله تعالى ولا تتخذوا ايمانكم دخلا بينكم ولا تتخذوا ايمانكم دخلا بينكم اي غشا وخديعة وغدرا بينكم والمراد منها الايمان المصاحبة للعهود فانت تأتي تعاهد شخصا وقضى يدك في يده وتحلف بالله تعاهده بالله الا تفعل به مكروها مثلا ثم بعد تخدعوه بهذا اليمين اذ هو يطمئن اليك والى يمينك فبعد تغشه وتخدعه فتزل قدم بعد ثبوتها اي ينحرف ويترك الدين بعد ان كاد ان يستقيم وانتم ما مصيركم وتذوق السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم قال دخلا اي مكرا وخيانة ووضح بشيء من الايضاح قد يكون هناك شخص ظاهر امره الصلاح من البيت الى المسجد ويلبس الثوب الابيض وملتحي وسمته طيب فيأتي رجل يقول له انا عندي مال اريد تزميره ويقول الرجل صاحب المال لا اقبل ان اضع مالي في البنوك لانها حرام تخش شغله معك ويتعاهدان بالله على الحق يتعهدان بالله ان يقول الحق وان يعدل في هذا الباب يعطيه في الشهر الاول ربحا كبيرا بالثانية ربحا كبيرا وفي الثالث المال فقد او المال ضاع يغش ويكذب كان صاحب المال بعد ان كاد ان يقترب من السنة والصلاح ترك طريق الاستقامة وانت المتسبب في ذلك انه سيكره طريق الصلاح بسببك فمن ثم تزل قدم بعد ثبوتها هذا على مستوى الافراد وقد يكون على مستوى الجماعات كذلك والدول دولة تعاهد دولة او قبيلة تعاهد قبيلة لا خديعة والحرب متوقفة بيننا شهرا مثلا او سنة لا يعتدي احد على احد وتعطيها الايمان فبعد قال اطمأنت القبيلة الثانية الى ايمان القبيلة الاولى تغدر القبيلة الاولى فالقبيلة الزانية تكره الدين الذي عليه القبيلة الاولى وتنصرف عنه ويتحمل افراد القبيلة الناقدة للعهود الناكفة للمواسيق اثما انصراف هؤلاء عن الدين فهذا قول فتزل قدم بعد ثبوتها الرجل ينظر اليك انك دين ويوشك ان يقترب في الدين ويدخل فيه فاذا بك تلدغ لدغا يكره الدين ويبتعد عنه وانت المتسبب في هذا يا ماكر يا مخادع يا من حلفت وغششت الناس بيمينك فهذا قول وتذوق السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم ولكم عذاب عظيم قال حدثنا محمد بن مقاتله وهو المروذي قال اخبرنا النضر وهو ابن شميل برنا شعبة وهو شعبة ابن الحجاج امير المؤمنين في الحديث واول من فتش عن الحديث بالعراق فان قال قائل لقد قيل عن البخاري انه امير المؤمنين في الحديث وقيل عن سفيان الثوري انه امير المؤمنين في الحديث وقيل ذلك عن اشخاص اخرين كثيرين فكيف الجمع الجم يتنزل منزلة الاختصاص فيقول امير المؤمنين في زمانه او في مكانه ولا تعارض ابدا قال حدثنا فراس قال سمعت الشعبي الشعبي هو عامر بن شراحين رحمه الله وهو من علماء التابعين من علماء التابعين وكان يعمل قاضيا ولكنه استقال من القضاء وتفرغ للعلم وذكروا من اسباب استقالته من القضاء انه تحاكم اليه رجل اعرابي مع زوجته وكانت زوجته حسناء فوافق القضاء ان يكون للمرأة لكونها محقا ففي المجلس هزاء الاعرابي بابيات شعر فقال فتن الشعبي لما رفع الطرف اليها فكيف لو رأى معصميها ويديها الى اخر ما قال فقام الشعبي اليه وضربه واستقال من القضاء فكان الامير انذاك كلما التقى به يداعبه ويقول له فتن الشعبي ولما ويترك المقالة قال عن عبدالله بن عمرو وهو عبدالله بن عمرو بن العاص رجل صالح عابد واخطأ الزمخشري المعتزلي صاحب تفسير الكشاف المعتزلي اذ هاجم عبدالله بن عمرو فقال ومن انت يا عبدالله بن عمرو حتى تخرج شهيرا سيفك في وجه امير المؤمنين علي وظلم الزمخشري نفسه وكذب على عبد الله بن عمرو عبدالله بن عمرو نعم خرج لكن ما قاتل ولا باشر قتالا بل انكر على ابيه وانكر على معاوية لما قتل عمار حدث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عمار في صفوف علي حدث عبدالله بن عمرو بالحديث تقتل عمارا الفئة الباغية فقال معاوية لعمرو بن العاص اصرف عنا مجنونك يا مصفر اسيتي انحن قتلناه انما قتله الذين اخرجوه كذا قال معاوية الشاهد ان ابن عمرو ما شعر سيفا على علي بل امتسل امر النبي لما كان بينه وبين ابيه خلاف في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام وقال له الرسول اطع اباك وقال انا امتثل قول الرسول اطع اباك لكني لست اقاتل لست اقاتل رحمه الله ورضي عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكبائر الاشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس هذه بلا شك من الكبائر ولكنها لا تنفي ما سواها هنالك كبائر كثيرة مثل السحر واكبرها الشرك بالله كما سلف السحر قذف المحصنات الغافلات المؤمنات تولي يوم الزحف كبائر كثيرة وما ضابط الكبيرة تجسم قوم القول بان قالوا الكبيرة هي التي نص عليها في القرآن او في السنة انها كبيرة وهذا القول وان كان ظاهره فيه الرحمة الصواب الا انه خطأ لماذا خطأ لان هناك عدة كبائر مجمع عليها انها من الكبائر ولم تذكر بانها كبيرة بالاسم بالتنصيص كالزنا مثلا كبيرة ولكن لم يرد تنصيص في القرآن على انه كبيرة مع اجماع العلماء على انه كبيرة لكن الله قال انه كان فاحشة وساء سبيلا ولم يأتي الزنا الا في حديث ان تزاني حليلة بحليلة جارك. او حليلة جارك فالذي اختاره عدد من العلماء هم الجمهور في تعريف الكبيرة انها التي توعد على فعلها بنار او بغضب من الله او بلعن او بطرد من رحمة الله عز وجل او بان الله لا يكلم فاعلها ولا ينظر اليه ولا يزكيه او التي عليها حد من الحدود في الدنيا فهذا ضابط الكبيرة باختصار الذي سار عليها الجمهور وسار عليه الجمهور ولذا يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال هي الى السبعين اقرب منه الى السبع هناك حديث يجتنب السبع الموبقات قيل وما هن يا رسول الله قال الشرك بالله والسحر قتل النفس التي حرم الله الا بالحق وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات والتولي يوم الزحف عقوق الوالدين عقوق الوالدين لم يذكر في السبع المهلكات الشرك بالله والسحر قتل النفس التي حرم الله الا بالحق اكل الربا اكل مال اليتيم تولي يوم الزحف قذف المحصنات الغافلات المؤمنات فالشاهد اننا اذا رمنا جمع الكبائر نجمعها من عدة احاديث ليس من حديث واحد فالغيبة من الكبائر ولم ينص على ذلك في الحديث الطويل الغيبة من الكبائر والنميمة من الكبائر وثم كتب صنفت في الكبائر من امثالها كتاب الامام الذهبي رحمه الله تعالى الحديث اشاد ان الذنوب متفاوتة في عظمها فثم ذنب كبير وثم دون ذلك قال تعالى ان تجتنبوا ما تنهون عنه ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وان يدخلكم مدخلا كريما يعني اذا اجتنبتم الكبائر كفرنا عنكم الصغائر. والله اعلم هذا كما ان الذنوب بينها تفاوت فاعمال البر بينها تفاوت شعب الايمان بينها تفاوت الايمان بضع وسبعون شعبة اعلى لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان هذا وبالله تعالى التوفيق وصل اللهم على نبينا محمد وسلم