قال باب لا تقوم الساعة حتى يغبط اهل القبور والله اعلم. هذا وصل اللهم على نبينا محمد وسلم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد الامين وعلى اله وصحبه ومن دعا بدعوته الى يوم الدين وبعد. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الفتن من صحيحه. باب لا تقوم الساعة حتى يغبط اهل القبور. يعني ان الرجل يغبط اهل القبور يتمنى ان لو كان مكانهم. قال حدثني اسماعيل وحدثنا مالك عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله بانهو اما اسماعيل فهو اسماعيل ابن ابي اويس وهو من رجال البخاري المتكلم فيهم فان قيل لماذا اخرج البخاري حديثه وقد تكلم فيه. فجوابه ان البخاري رحمه الله انتقى احاديثه. اي انتقى الاحاديث التي صاحت من احاديثه. هذا وهو ابن اخت الامام ما لك رحمه الله تعالى. فالامام ما لك رحمه الله قال خاله وقد اعتمد البخاري عليه كثيرا في النقل عن الامام مالك في صحيح البخاري. حدثني مالك وهو الامام ما لك بن انس امام دار الهجرة رحمه الله تعالى. وهو الذي يقال عنه لا يفتى وهو مالك في المدينة. قال عن ابي زناد وهو عبدالله بن زكوان ابو الزناد عن الاعرج وهو عبدالرحمن بن هرمز الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه وقد اختلف باسم على نحو من ثلاثين قولا اقربها وان كان فيه مقال عبدالرحمن بن صخر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكان يا ليتني مكانة. هكذا يتمنى الشخص في اخر الزمان ان يكون قد مات قبل ان يفتن في دينه. وهنا ترد مسألة حكم تمني الموت هل للشخص ان يتمنى الموت او لا ليس له ذلك؟ اولا قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتمنين احدكم الموت لضر نزل به. ان كان محسنا لعله ان يزداد. وان كان مسيئا لعله ان استعاتب لا يتمنين احدكم الموت لضر نزل به اما مسيئا فيزداد واما محسنا فيستعتب وقد دخل على خباب بن الارت رضي الله عنه وقد اكتوى في بطنه سبع كيات. اكتوى سبع كيات في بطنه فقال لولا اني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ينهانا عن تمني الموت لدعوت به. هذا على وجه الاجماع لا يشرع للشخص ان يتمنى الموت. اما اذا خيف عليه او خاف على نفسه ان يفتن في دينه وان يرتد حينئذ له ان يتمنى الموت. ومن الدليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم وبعلمك الغيب وقدرتك على الخلق. احييني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني ما علمت الوفاة خيرا لي تدل عليه ايضا هذا الحديث لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر ما به الدين الا البلاء. ومن هذا الباب لما خشية مريم عليها السلام من امر الفضيحة. قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا وسحرة فرعون قالوا ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين. هذا وهو احد الوجوه في يوسف صلى الله عليه وسلم ربي قد اتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الاحاديث فاطر السماوات والارض انت ولي في الدنيا والاخرة توفني مسلما والحقني بالصالحين. اي توفني اذا توفيتني على توفني على الاسلام والله اعلم. فالحاصل انه لا يجوز للشخص ان يتمنى الموت لضر نزل به اما محسنا فيزداد احسانا واما مسيئا فيستعتب. فاذا كنت رجلا صالحا. لماذا تتمنى الموت؟ وصحيفتك كل يوم تثبت فيها اعمال بر. اذا كنت فاسق اذا وتعمل اعمالا فاسدة فلعل اذا مت على العمل مت على العمل الفاسد فهو ضرر عليك. اما اذا خشيت الفتنة في دينك وان ترتد كافرا فلك ان تتمنى الموت حينئذ وهذا وجه قبل قول البخاري رحمه الله