السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد الامين وعلى اله وصحبه. ومن دعا بدعوته الى يوم الدين وبعد. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب كم من صحيح كتاب الاحكام من صحيحه. انتهى كتاب الفتن انفا وهذه او هذا كتاب الاحكام والاحكام جمع حكم. والمراد به الاحكام الشرعية وبيان شروطها يا واد بها وكذلك ما يتعلق بالحاكم والقاضي وما في معناهما وبالله التوفيق. قال قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. هو حذف كلمة يا ايها الذين امنوا انا قرأتها زيادة من عندي لتتميم الاية. قال حدثنا عبدان وهو عبد الله بن عثمان بن جبلة قال اخبرنا عبدالله وعبدالله وابن المبارك وباتراض عبدالله اذا كان هو في السند عند البخاري شيخ شيخ البخاري فهو عبدالله بن المبارك وهو عالم خراسان ومفتيا في زمانه كان يحج عاما ويجاهد عاما. قال بعض العلماء ما سبقه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بشيء الا برؤيتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وجهادهم معه. عبدالله بن المبارك كان وكان ينفق على عدد من العلماء. قال حدثنا عبدان قال اخبرنا عبد الله كما اسلفته عبدالله ابن عالم خراسان ومفتيها في زمانه. كان في ذاك الزمان ما لك بن انس عالم المدينة ومفتيها بن سعد عالم مصر ومفتيها والاوزاعي وعبدالرحمن بن عمرو الاوزاعي وعالم الشام ومفتيها في ذلك الزمان قال عن يونس وابن يزيد الليل عن الزهري محمد ابن مسلم ابن شهاب الزهري اخبرني ابو سلمة ابن عبدالرحمن اي ابن عوف وابو سلمة ابن عبدالرحمن لم يسمع من ابيه عبدالرحمن ابن عوف. انه اي ابو سلمة يا ابا هريرة رضي الله عنه يقول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اطاعني فقد اطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله. ونطاه اميري فقد اطاعني ومن عصى اميري فقد عصاني. هذا مصير من البخاري الى انه فسر اولي الامر منكم بالامراء. وفي هذه الاية خلاف مشهور بين العلماء هل المراد بقوله تعالى اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. الامراء ام العلماء فالذين قالوا الامراء قالوا لا يتقدمها ما يفيد ذلك ففي ايات التي قبلها ان الله يأمركم ان تعدوا الامانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل هذا خطاب وجه للامراء ان الله ان يعم يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا. وبعد ان وجه الامر امراء وجه للرعية يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول والامر منكم. وبعد ذلك جاءت الاية ايضا وهي قول الله تعالوا يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي امر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله ورسوله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا. الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان حكموا الى الطاغوت. هذه شجعت بعض العلماء على ان يقولوا ان المراد بولي الامر في قوله اطيعوا الله واطيعوا الرسول وولي الامر منكم انهم الامراء. لكن قال بعض اهل العلم انهم العلماء لان الله قال ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم. فهو لم يكن مع الرسول انذاك امير. لا عفوا لم يكن مع الرسول عليه الصلاة والسلام كان الرسول هو الحاكم فاطيعوا الله. عفوا قول الله تعالى ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم يقولوا اولي العلم منهم. لعلمه الذين يستنبطونه منهم. على اية حال اولي الامر في الاية الكريمة تنازع العلماء فيها فريق قال الامراء وفريق قال العلماء وان كان في هذا المقام الازهر ان اولي الامر هم الامراء الذين يقومون على البلاد كن مقيدة كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ قال انما الطاعة في المعروف اعني ان طاعة اولي الامر ليست طاعة مطلقة. بدليل قوله تعالى في ان تنازعتم في شيء يعني انتم والامراء فردوه الى الله ايه؟ والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر فطاعة اولي الامر انما هي في المعروف وليست بالطاعة المطلقة في المعروف والمعصية بل في المعروف فقط. اما في المعصية فلا. تقدم ان النبي صلى الله عليه وسلم ارسل صحابيا اميرا على سرية ويذكر انه عبدالله بن حذيفة السامي. وامر هابت بطاعته امر افراد السرية بطاعته. فلما كان ببعض الطريق اغضبوه فقال لهم الم يأمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم بطاعته؟ قالوا بلى. قال اذا اجمعوا حطبا. فاجمعوا حطبا. قال فيه نارا فيشعلوا فيه النار قال ادخلوها قد ندخلها فانقسم فريقه قال ان الرسول اوصانا بطاعته ندخل وفريقه قال والله ما اتبعنا الرسول الا فرارا من النار فكيف ندخلها؟ فتنازعوا فسكن عن الرجل غضب فلما رجعوا الى وامر باخماد النار فلما رجعوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لو دخلتموها ما خرجتم منها الى يوم القيامة انما الطاعة في المعروف انما الطاعة في المعروف وهكذا كل من ولاه الله امرا على قوم سواء كان اميرا عاما او كان اماما اعظم او كان رب بيت او كان زوج قيم على زوجته وكان مديرا لمدرسة او وزيرا في وزارته. كل هؤلاء طاعتهم مقيدة بان تكون بالمعروف ان تكون بالمعروف وليس لنا ان نطيع احدا اذا امرنا ان نعصي الله لان الله قال في كتابه الكريم وهو اصدق القايدين ولا تطيعوا امر المسرفين. الذين يفسدون في الارض ولا يصلحون ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا. فاذا امر الولد آآ عفوا الوالد ولده بمعصية الله لا طاعة اذا امر الزوج زوجته بمعصية الله لا طاعة في المعصية. وهكذا سائر الامور. فالطاعة مقيدة بالمعروف قال حدثنا اسماعيل هو ابن ابي اويس وابن اخت الامام ما لك رجال البخاري المتكلم فيهم فاذا قيل لماذا اخرج له البخاري وقد تكلم فيه؟ قال المجيب ان البخاري انتقى احاديثه اي انتقى من احاديثه الاحاديث التي صحت. فاذا روى اسماعيل ابن ابي اويس شيء في غير البخاري فلا يقبل منه ما يرويه في غير البخاري. حدثني مالك عن عبد الله ابن دينار مالك هو خاله كما اسلفت. عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا كلكم راع كلكم مسؤول عن رعيته. فالامام الاعظم الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته. والرجل راع على اهل بيته ومسئول عن رعيته والمرأة راعية على اهل بيت زوجها وولده وهي مسؤولة والمرأة راعية على اهل بيت زوجها وولده وهي مسئولة عنهم. وعبد الرجل راع يا مال سيدي وهو مسئول عن رعيته. الا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. فكل شخص مسئول عن رعي الذين تحت يديه. هذا باختصار شديد وقد ورد في هذا الباب آآ اثر في ان بعض آآ امراء بني امية والوليد بن عبدالملك دخل عليه الزهري فقال يسأل الزهرية عن هذا الحديث ان الله اذا اشترى عبدا الخلافة كتب له الحسنات ولم يكتب له السيئات الوليد بن عبدالملك يسأل الزهري يقول له يا زهري زهري عالم. ما صحة هذا الخبر ان الله اذا اشترى عبدا كتب له الحسنات ولم يكتب له السيئات. فاجاب الزهري رحمة الله تعالى عليه بالحق قال هذا كذب. ان الله قال يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس الحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله. ان الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم والحساب في هذا الصدد ايضا ما لا يخفى عليكم ان الوليد بن عبدالملك هذا دخل عليه رجل ايضا عالم من العلماء في زمانه قال له عظني. قال اعظك؟ قال نعم. قال وانا في مأمن؟ قال وانت في مأمن. قال انت خير ام داوود عليه السلام قال بل داود عليه السلام نبي خير مني نبي وخليفة. قال فان الله قال لداود يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله. ان الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب. هذا وقد قال عبدالملك بن الوليد بن عبدالملك للزهري لما اجابه ان الحديس في حديس ان الله يأمر الملائكة ان تكتب الحسنات فقط للعبد اذا استرعاه الله رعية ولا تكتب السيئات قال ان الناس ليغروننا عن ديننا. دايما فئة ملاصقة بالحكام. فيها دائما فيها نفاق فيها الشفاء تدليس قل اعمل ما شئت السيئات مرفوعة ان كانت خليفة. فيحاولون ان يذكروا ما يوافق الامراء والعلماء والرؤساء والملوك. حتى انه كان في بعض بني العباس رجل يحب الحمام ويحب مسابقات الحمام فالحديس معروف عن الرسول لا سبق الا في خف او حافر او نصل. خف يعني الجمال او حافر الفرس الحمار او البغلة او نصل السهم يضرب بها. فرأى الخليفة يحب الحمام. فقال لا سبق الا في خفه من او حافر او نصل او جناح. يعني ادخل ماذا؟ ادخل فكان احد الجلوس قال هذا هذا كذاب على رسول الله وكان وضاعا يضع الاحاديث ارضاءا للملوك والرؤساء للملوك والامراء. عياذا بالله من ذلك. فهناك كقوم على هذه الوتيرة يضعون الاحاديث المكذوبة ويستعملون الاحاديث المكذوبة من اجل بعض الدراهم التي يتناولونها من الامراء والرؤساء وغير هؤلاء في ازمنتهم والله اعلم