بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب التمني من صحيحه بسم الله الرحمن الرحيم كتاب التمني باب ما جاء في التمني ومن تمنى الشهادة قال حدسنا سعيد بن نفير هو سعيد بن كثير بن عفير حدثني الليث وهو ابن سعد حدسني عبدالرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن ابي سلمة وسعيد بن المسيب ان ابا هريرة رضي الله وان يقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والذي نفسي بيده لولا ان رجالا يكرهون ان يتخلفوا بعدي ولا اجد ما احملهم ما تخلفت لوددت اني اقتل في سبيل الله ثم احيا ثم اقتل ثم احيا ثم اقتل ثم احيا ثم اقتل فهنا اتمنى القتل في سبيل الله. واسرح من ذلك ما ورد في صحيح مسلم لان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وان مات على فراشه الباب نسأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وان مات على فراشه قال حدثنا عبدالله بن يوسف فاخبرنا ما لك عن ابي الزناد عن الاعرج ابو الزناد هو عبدالله بن زكوان والاعرج هو عبدالرحمن بن هرمز عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده وددت اني اقاتل في سبيل الله فاقتل ثم احيا ثم اقتل ثم احيا ثم اقتل فكان ابو هريرة يقول هن ثلاثا اشهد بالله فكان ابو هريرة يقولهن ثلاثا اشهد بالله يعني قالوا لنا اربعا او ثلاثا في هذه الرواية ثلاثا في الرواية التي قبلها في الرواية التي قبلها اربعا اربع مرات يقول وددت اني اقتل في سبيل الله ثم احيا ثم اقتل ثم احيا ثم اقتل ثم احيا ثم اقتل لكن هذه الرواية فيها ثلاث مرات في الحديث جواز تمني الشهادة في سبيل الله وكما اسلفت في صحيح مسلم ما هو اصرح قال النبي صلى الله عليه وسلم من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وان مات على فراشه من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وان مات على فراشه نام النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم عند ام حرام بنت ملحان زوجة عبادة ابن الصامت رضي الله عنها وعنه فاستيقظ وهو يضحك قالوا ما اضحكك يا رسول الله قال اناس من امتي عرضوا علي غزاة في هذا البحر. ملوكا على الاسرة اهو كالملوك على الاسرة مغفور لهم او كما قال قالت ام حرام وهذا وجه الاستشهاد ادع الله ان يجعلني منهم يا رسول الله قال اللهم اجعلها منهم اللهم اجعلها منهم فيه جواز تمني المرأة الشهادة في سبيل الله ايضا هذا ويبدو هنا تساؤل كيف يجمع بين تمني الشهادة في سبيل الله وبين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتمنوا لقاء العدو فاذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا ان الجنة تحت ظلال السيوف كيف يجمع بين هذا وذاك اقول وبالله تعالى التوفيق وجه الجمع ان يقال ان تمني الشهادة في سبيل الله يختلف عن تمني لقاء العدو تمني لقاء العدو قد يتمنى الشخص لقاء العدو فاذا التقى بالعدو فر فهرب فيبوء بقول الله تعالى تبوء عفوا بكبيرة الفرار اذ الله قال ومن يوليهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال او متحيزا الى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير فالتمني تمني الشهادة شيء وتمني لقاء العدو شيئا اخر ثمرة لقاء العدو هي الشهادة الواحد يتمناها قد ينالها دون ان يفتن قد ينالها وهو على فراشه. اما ان تتمنى لقاء العدو قد تتمنى وتفشل وتفر فهذا دفع الاشكال والله تعالى اعلى واعلم اما قوله لولا ان رجالا يكرهون ان يتخلفوا بعدي ولا اجد ما احملهم معنى ولا اجد ما احملهم لا اجد دوابا تحملهم لاماكن الجهاد في سبيل الله لا اجد دوابا تحملهم ابلا تحملهم او خيل تحملهم الى المواطن التي يجاهدون فيها ومنه قوله تعالى ولا على الذين اذا ما اتوك لتحملهم قلت لا اجد ما احملكم عليه ان جئت لتحمل هم على دواب يجاهدون بها في سبيل الله قلت لا اجد ما احملكم عليه لا اجد دوابا احملكم عليها تولوا واعينهم تفيض من الدم حزنا الا يجدوا ما ينفقون فالشاهد من الاحاديث المذكورة جواز تمني الخير جواز تمني الخير من غير اعتراض على قدر الله سبحانه والله اعلم