السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله ولي المتقين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صادق الوعد الامين عليه افضل صلاة واتم التسليم قال الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة من صحيحه باب الحجة على من قال ان احكام النبي صلى الله عليه وسلم كانت ظاهرة وما كان يغيب بعضهم عن مشاهد النبي صلى الله عليه وسلم وامور الاسلام يعني ان هناك من يقولون ان كل احكام النبي كانت معروفة والصحابة لا يغيب عنهم شيء من ذلك فيريد ان يبين لهم ان بعض الاحكام كانت خافية على عدد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيكون ما سيورده دليلا ايضا لمن قال بالعذر بالجهل قال حدثنا مسدد وهو مسدد بن مسرهد قال حدثنا يحيى وهو يحيى ابن سعيد القطان عن ابن جريج وعبد الملك بن عبدالعزيز حدثني عطاء عن عبيد بن عمير قال استأذن ابو موسى ال عمر ابو موسى الاشعري هو عبدالله ابن قيس فكأنه وجده مشغولا فرجع قال عمر الم اسمع صوت عبدالله ابن قيس ائذنوا له فدعي له فقال ما حملك على ما صنعت؟ يعني ما الذي جعلك تنصرف قال انا كنا نؤمر بهذا هذا اجمال والا فالرواية مطولة ان ابا موسى استأذن ثلاثا فلم يرجع فقال له عمر ما انا ما منعك ان تثبت قال اني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لتأتيني من استأذن ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع. قال عمر في رواية اخرى لتأتيني على هذا ببينة او لاوجعتك ضربا قال انا كنا نؤمر بهذا اي نؤمر اذا استأذنا ثلاثا فلم يؤذن لنا ان نرجع فقال فاتني على هذا ببينة او لافعلن بك اي لاضربنك فانطلق الى مجلس من الانصار فقالوا لا يشهد الا اصاغرنا فقام ابو سعيد ابو سعيد الخدري فقام ابو سعيد الخدري والذي قال له قم يا ابا سعيد هو ابي ابن كعب ابي وقال والله لا اقوم معك الا اصغرنا يعني اصغر واحد من الانصار. قم يا ابا سعيد. قال فقام ابو سعيد فقال يعني زهب الى عمر فقال كنا نؤمر بهذا فقال عمر خفي علي هذا من امر النبي صلى الله عليه وسلم الهاني الصفق بالاسواق فافاد ان عمر ومع انه صحابي جليل من المقربين الى رسول الله صلى الله عليه وسلم خفي عليه بعض امره وهو امر مشهور وهو الاستئذان ثلاثا خفي على ذلك على عمر رضي الله عنه اذا كان عمر وهو صحابي كبير خفي عليه شيء فغيره من باب اولى ففي دليل ايضا على ان يقول ان قول الصحابي حجة يقول قد يخفى على الصحابي بعض الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثنا علي وعلي بن عبدالله بن المديني شيخ البخاري قال البخاري ما استصغرت نفسي امام احد ما استصغرتها امام علي ابن المديني حدثنا سفيان وهو ابن عيينة تحدثنا الزهري ومحمد بن مسلم انه سمع من الاعرج وهو عبدالرحمن بن هرمز الاعرج يقول اخبرني ابو هريرة قال انكم تزعمون ان ابا هريرة يكثر الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله الموعد اي بيني وبينكم الله يوم يجمعنا ان كنت امرأ مسكينا يصف نفسه كنت امرأ مسكينا الزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني يعني لا اشتغل كثيرا في الدنيا انما اجتزئ على اكلي اكلي وشربي فقط مع الرسول وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالاسواق وكانت الانصار يشغلهم القيام على اموالهم. عن الانصار زراع عملوا لنا فيه حدايق التمور يا بساتين التمور ونحو ذلك اما المهاجرون فكانوا تجارا وكان الانصار يشغلهم القيام على اموالهم فشهدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وقال من يبسط رداءه حتى اقضي مقالته ثم يقبضه فلم ينس شيئا سمعه مني. فبسطت البردة كانت علي فهو الذي بعثه بالحق ما نسيت شيئا سمعته منه عليه الصلاة والسلام هذا في دليل على ان ابا هريرة حفظ ما لم يحفظه وعلى ان المهاجرين والانصار كانوا مشغولين عن الدراسة مع رسول الله عليه الصلاة والسلام فكان ابو هريرة يحفظ ما لا يحفظون ففيه من ثم دليل على ان الصحابي قد تخفى عليه بعض امور النبي صلى الله عليه وسلم وبعض احاديثه والله اعلم وهذا ايضا في هذا الباب احاديث كثيرة جدا جاء قوم الى عبد الله ابن مسعود فقالوا يا ابن مسعود يا ابا عبدالرحمن ابنتنا تزوجت فلانا عقد عليها ولم يسم لها صداقا ولم يبني بها فمات فقال ابن مسعود او ما بقي فيه احد غيري؟ اسأله غيري فذهبوا وبحسوا وفتشوا فلم يجدوا غير ابن مسعود اعلم فرجعوا اليه قالوا يا ابا عبدالرحمن ما وجدنا احدا اعلم منك من اصحاب الرسول اصحاب الرسول كانوا قد مات عدد ابن مسعود عالم وكان مكثر من الدخول على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اقول فيها برأيي فان كان لصوابا فمن الله وان كان خطأ فمن نفسي ومن الشيطان اقول لها مهر مثلها من غير وجه ولا شطة وعليها العدة ولها الميراث فقال ناقل ابن سنان قام فقال والله اشهد ان النبي قضى بمثل هذا القضاء في بروعة بنت واشق فكبر ابن مسعود لكونه وافق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ويخفى على ابن مسعود ايضا مسألة التطبيق في الصلاة فابن مسعود كان في الصلاة يطبق هكذا في الركوع وهو راكع ويضع اليدين بين الركبتين ليست كل يد على ركبة يضع اليدين هكذا بين الركبتين اسناء الركوع بلغ ذلك سعد بن ابي وقاص قال يرحم الله ابا عبدالرحمن كنا نفعل ذلك مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم نهينا عنه والله اعلم