عليك وقد قال الله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا. ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وان من امة الا خلا فيها نذير الامر الثالث تصديق ما صح من اخبارهم فهؤلاء يجب ان نؤمن بهم باسمائهم. وربما وردت السنة ذكر نبي او نبيين آآ يضاف على هذا العدد ولكن لله تعالى رسل كثر سوى من ذكر في القرآن بدليل قوله تعالى منهم من قصصنا عليك ومنهم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذا هو المجلس الثاني من مجالس التعليق على رسالتي او على مقدمة الرسالة لابن ابي زيد القيرواني رحمه الله وكنا قد تناولنا في المجلس السابق الحديث عن اهم المهمات وهو امر التوحيد بانواعه الثلاثة ثم ثنينا بالحديث عن القذر وها نحن الان بين يدي الحديث عن النبوة والرسالة وما يتلوها من الحديث عن الايمان باليوم الاخر فقال رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اما بعد يقول المصنف رحمه الله تعالى ولشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين. ثم ختم الرسالة والنذارة والنذارة والنبوة محمد نبيه صلى الله عليه وسلم فجعله اخر المرسلين بشيرا ونذيرا. وداعيا الى الله باذنه وسراجا وانزل عليه كتابه الحكيم وشرح به دينه القويم. وهدى به الصراط المستقيم. الحمد لله حسبك. الحمد لله لله رب العالمين كان الشيخ رحمه الله قد بين في اخر جملة تتعلق بموضوع القدر آآ قوله الباعث الرسل اليهم لاقامة الحجة عليهم ثم اتبعها بالحديث عن رسالة نبينا صلى الله عليه وسلم وينبغي لنا ان نضبط العلاقة بين الشرع بين الشرع والقدر وذلك ان الناس حيال هذه القضية انقسموا الى اربعة اقسام في العلاقة بين الشرع والقدر قسمهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الى مشركية ومجوسيه وابليسية واهل الحق وهم اهل الاسلام والسنة تأمل مشركية فهم الذين اثبتوا القدر وانكروا الشرع واما المجوسية فهم الذين اثبتوا الشرع وانكروا القدر واما الابليسية فهم الذين اثبتوا الشرع والقدر لكن زعموا ان بينهما تناقضا واما اهل الاسلام والسنة فهم الذين اثبتوا الشرع والقدر على وجه لا تناقض فيه وبيان ذلك اما المشركية فسموا بهذا الاسم نسبة الى المشركين الذين قال قائلهم لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء الذين يثبتون قدر الله السابق ويحتجون بالقدر على الشرع ويقول قائلهم انطعم من لو يشاء الله اطعمه فهؤلاء يثبتون القدر السابق لكنهم يتنصلون من مستلزمات الشرع ويقابلهم في هذه الامة الجبرية فان الجبرية الذين يقولون العبد مجبور على فعله. يثبتون القدر وينكرون الشرع الفرقة الثانية هم المجوسية الذين يثبتون الشرع وينكرون القدر وانما سموا بهذا الاسم تشبيها لهم بالمجوس الذين يثبتون خالقين اله النور يخلق الخير واله الظلمة يخلق الشر فيقول قائلهم العبد يخلق فعل نفسه. فيزعمون ان كل انسان برأسه يخلق طاعاته ومعاصيه دون الله عز وجل ويشاء مشيئة مستقلة عن عن مشيئة الله عز وجل ولهذا شبهوا بالمجوس فيقابلهم في هذه الامة القدرية الذين منهم المعتزلة اما الابليسية فنسبة الى شيخهم ابليس ذلك ان ابليس كان مقرا بالشرع والقدر فقد اقر بالشرع والقدر فقد كان يعبد الله عز وجل في مبدأ امره. وحين امر الله تعالى بالسجود لادم امتنع لا لانه لا يرى ان لله ان يأمر وينهى ولكن لزعمه ان في ذلك تناقض وانه خلاف العدل فاستخفه الكبر فابى ان ينصاع لامر ربه وتأملوا في قوله فبعزتك لاغوينهم اجمعين فهو يقسم بعزة الله ويثبت ايضا قدره وشرعه حين قال قال ارأيتك هذا الذي كرمت علي لئن اخرتني الى يوم القيامة لاعتنكن ذريته الا قليلا فقد كان مقرا بالشرع ومقرا بالقدر لكنه والعياذ بالله ابت نفسه الخبيثة ان اه تنصاع للشرع ورأى ان في ذلك تناقضا. ااسجد لمن خلقت طينا ونحو تلك العبارات الاعتراضية ويقابلهم في هذه الامة اولئك الذين لم تطب نفوسهم بشرع الله لسبب من الاسباب كالرجل الذي انشد وقال يد بخمس مئين عسج قطعت ما بالها بوديت؟ ما بالها قطعت في ربع دينار رد عليه بعض اهل السنة قائلا عز الامانة اغلاها وانقصها ذل الخيانة فافهم حكمة الباري. على نسق قوله ما الذي يزعم ان بين الشرع والقدر تعارضا وتناقضا ينتمي الى هذه الطائفة الابليسية اما اهل الحق فانهم اقروا بالشرع والقدر ولم يروا ان بينهما تناقضا وتنازعا. ذلك ان الله عز وجل قد قدر المقادير منذ الازل واخفى ذلك عن عباده واظهر لهم الشرع واعطاهم الادوات والالات والقدرات التي بها يتمكنون من الفعل او الترك. وقال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني دخل النار من هلك هلك عن بينة. ومن نجى فبفظل الله ورحمته هذه اقسام الناس حيال هذه القضية والايمان بالشرع حق وضرورة ولا يمكن تحقق ايمان الا به. قال الله عز وجل فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموا فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ولا سبيل لنا للعلم بشرع الله عز وجل الا بالايمان برسله. اذ هم الواسطة بيننا وبين ربنا عز وجل في ابلاغ رسالاته قال الله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين. لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا. ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان. ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم فقد افترض الله تعالى على عباده تصديق الرسل وطاعتهم. ولهذا كان شق الشهادة اشهد ان محمدا رسول الله يعني تصديقه فيما اخبر وطاعته فيما امر. واجتناب ما عنه نهى وزجر. والا يعبد الله الا بما شرى فلا سبيل لطاعة الله تعالى الا بعبادته وفق مراده. وهذا لا يتحقق الا بالايمان بالرسل ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن. فاسلام الوجه لله هو الاخلاص. والاحسان هو المتابعة للنبي فلا بد من الانبياء برسل الله جميعا واعلموا ان ذلك لا يتم يا كرام الا بان نؤمن بان رسالتهم من عند الله حقا وان هذه الرسالة او هذه النبوة لمحض اصطفاء من الله واختيار عن علم وحكمة ذلك ان بعض الزائغين زعم بان النبوة يمكن ان تنال بالرياضة يمكن ان تنال بالرياضة. يقول يعني ان الانسان اذا هذب نفسه وجاهدها يتسامى ويتسامى حتى يصل الى درجة النبوة وقال ذلك بعض الزنادقة الصوفية كابن الفارظ وابن سبعين والتلمساني والعياذ بالله. ولذلك لما ايسوا ان يصلوا الى درجة النبوة اخترعوا اه دعوى الولاية وزعموا بان الولاية افضل من النبوة حتى قال قائلهم مقام النبوة في برزخ. فوق الرسول ودون الولي. سبحان الله. يعني قلبوا السلم. جعلوا اعلى المراتب الولاية ثم النبوة ثم الرسالة. وحقيقة الامر عكس ذلك فان الرسالة اعلى المراتب ثم تليها النبوة. واما الولاية فدون ذلك بكثير هذا اذا كانت ولاية حقيقية والولاية الحقيقية سيأتي الحديث عنها في اخر الرسالة وايضا وجد من بعض الفلاسفة كابن سينا من يزعم بان النبوة تنال بتوافر ثلاث قوى سماها القوة القدسية او الحدسية والقوة التأثيرية والقوة التخييلية هذا من اصطناع ابن سينا الفيلسوف القوة القدسية او الحدسية كما يسميها هو ان يعرف الانسان الحد الاوسط بسرعة يقول هذا شرط في النبوة ان يعرف الانسان الحد الاوسط بسرعة. كيف؟ يعني حينما اقول لك ما نصف الاثنين؟ تقول واحد هذا امر يسير ما نصف العشرة؟ خمسة لكن لو قلت لك ما نصف ثلاثة ثلاثمائة واربع وثلاثة الاف واربعمائة خمس وستين لا لا تتمكن من معرفة ذلك مباشرة. يقول من شأن النبي ان يعرف الحد الاوسط بسرعة اصطنع هذه الدعوة القوة التخييلية عنده هو ان يتمكن المرء خياله ان يتصور اجساما نورانية تخاطبه يزعم ان هذه الاجسام النورانية هي التي تسمونها انتم ملائكة. وان هذا الخطاب هو الذي تسمونه وحيا فهذه القوة التخيلية في زعمه توفرت لدى هؤلاء الذين تسمونهم انبياء القوة التأثيرية قوة يزعم انها تتوفر في ذلك النبي فيتمكن بها من قلب ذوات الاشياء في قلب العصا الى حية ويجعل البحر ينفلق اثني عشر طودا. والقمر ينفلق نسمي هذه القوة التأثيرية. بمعنى انه يحيل جميع هذه القوى الى ذات الشخص لا الى مدد خارجي من عند الله عز وكل هذا وهذا ما يدعيه الفلاسفة وما يدعيه الصوفية باطل ساقط والحق ان النبوة اصطفاء من الله عن علم وحكمة. الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس الله اعلم حيث يجعل رسالته وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم اهم يقسمون رحمة ربك؟ نحن ما بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا الامر الثاني الذي لا يتم الايمان بالانبياء او برسل الله الا به هو الايمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه ومن لم نعلم اسمه فاننا نؤمن به اجمالا. وقد سمى الله لنا في كتابه خمسة وعشرين نبيا رسولا تصديق ما صح من اخبارهم. ونحن لا نقطع بصحة خبر منسوب الى انبياء الله الا ما جاءنا من كتاب الله او سنة رسول الله. اذ الاسانيد بيننا وبين الانبياء السابقين منقطعة فلا يمكن ان نقطع بان موسى او عيسى او نوح او ابراهيم او غيرهم من انبياء الله قالوا كذا وكذا الا بان نجد ذلك في كتاب ربي او في سنة نبينا صلى الله عليه وسلم كقول النبي صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم فاصنع ما شئت الامر الرابع العمل بشريعة من ارسل الينا منهم. وهو محمد صلى الله عليه وسلم فانه النبي الخاتم ولا يجوز التدين بغير ما بعث به ذلك ان الله تعالى في سورة المائدة ذكر التوراة ثم ثنى بالانجيل ثم ثلث فقال وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم عما جاءك من الحق الى اخر الايات وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم وقد رأى في يد عمر بن الخطاب صحيفة استنسخها من التوراة وطفق يقرأها يقرأها على النبي صلى الله عليه وسلم. فجعل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلون من الغضب. فقال له ابو بكر اكلتك التواكل يا ابن الخطاب الا ترى ما في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فالتفت فرأى ما فيه من الغضب. قال اعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله. قال ابو تهوكون فيها يا ابن الخطاب. والله لقد جئتكم بها بيضاء نقية. ولو كان موسى بن عمران بين ظهرانينا ما وسعه الى الا اتباعي وامر الله نبيه ان يعلن هذه آآ هذا الاعلان العالمي فقال قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا الذي له ملك السماوات والارض. لا اله الا هو يحيي ويميت. فامنوا بالله ورسوله النبي الامي. الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون. لا بد من اتباعه لا يكفي ان يقول انسان ما محمد نبي محمد صادق ثم لا يتبعه. لا بد من اتباع والا لم يكن مؤمنا به وفي صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار وبهذا يا اخوة يتبين لكم بطلان دعوة من يسوغ جميع الاديان ويصوبها ويزعم ان جميع الطرق تؤدي الى الله. فهذه دعوة باطلة ساقطة. ان الدين عند الله الاسلام. ولا يعلم قائلا بذلك ولا يعلم ان قائلا قال بذلك فيما مضى الا زنادقة الصوفية كقول ابن عربي في ابياته لقد كنت قبل اليوم انكر صاحبي. اذا لم يكن ديني الى دينه داني. فقط صار قلبي قابلا كل صورة. فمرعى ودير لرهبان والواح توراة وكعبة طائف وانجيل رهبان ومصحف قرآن ادين بدين الحب بان توجهت ركائبه فالحب ديني وايماني. هكذا يقول ويقول عقد الخلائق في الاله عقائد وانا اعتقدت اعتقدوه هذه عين الزندقة وهي فرع من الشجرة الخبيثة. شجرة القول بوحدة الوجود بهذا الذي بهذه المراتب الاربع يتم الايمان بالرسل ومن اخل بواحدة منها فليس ممن امن بالله ورسله ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله. ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض. ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا. اولئك وهم الكافرون حقا اذن لابد من الايمان برسل الله جميعا لان رسالتهم واحدة ليس لله تعالى عدة اديان كما يتوهم البعض يظن ان لله دينا اسمه النصرانية ودين اسمه اليهودية كلا دين الله في واحد هو الاسلام بعث الله به جميع انبيائه ورسله. فان قال قائل فما اليهودية اليهودية هي مآل اليه دين موسى عليه السلام بعد تحريف الاحبار والنصرانية هي ما ال اليه دين عيسى عليه السلام بعد تحريف الرهبان ولهذا برأ الله تعالى إبراهيم منهما فقال ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما ونعى عليهم دعواهم فقال ام تقولون ان ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط كانوا هودا او نصارى. قل اانتم اعلم ام الله فتبين بذلك ان الدين الحق الواجب الاتباع هو دين الاسلام وهو الذي بعث الله به انبيائه جميعا. لكن الاسلام بالمعنى العام هو الاستسلام لله بالتوحيد. والانقياد له بالطاعة والخلاص من الشرك. وهذا دين الانبياء جميعا واما الاسلام بالمعنى الخاص فهو ما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم من العقائد الصحيحة المصدقة لما بين يديه والشرائع العادلة المهيمنة على ما سبق والاخلاق الكريمة والاداب العالية فهو الذي امتن الله تعالى به على الامة وقال اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وقد كان خاتمة الانبياء والمرسلين قد كان خاتم الانبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم كما قال الشيخ ثم ختم الرسالة والنذارة والنبوة بمحمد نبيه صلى الله عليه وسلم. ما الدليل على ذلك؟ قال الله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وقال صلى الله عليه وسلم انه سيكون بعد ثلاثون كذابون. كلهم يزعم يزعم انه نبي. ولا نبي بعدي ولا نبي بعدي. فكل دعوة للنبوة بعده صلى الله عليه وسلم فدعوا باطلة وفرية وافك وقد وقع بعض ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فوجد متنبئون كذابون على مر التاريخ منهم من ظهر في اخر عهده صلى الله عليه وسلم كمسيلمة الكذاب. ومنهم من ظهر بعد وفاته كشجاح تميمية وطليحة ابن خويلد الاسدي والاسود العنسي. وجرد لهم الصديق الحملات حتى آآ انهى اه دعواهم وفي مطاوي التاريخ امثلة اخرى. ولعل من اشهر المتنبئين الكذابين الذين بقي اثرهم في هذا الزمان ميرزا غلام احمد القاضياني الذي تنتسب اليه فرقة القاضيانية في شبه القارة الهندية وفروعها في العالم. ويسمون انفسهم الاحمدية ولهم نشاط مكثف عبر القنوات الفضائية والكتابات وغير ذلك. وهم ليسوا من اهل الاسلام كما صدرت بذلك الفتاوى من المجامع الفقهية الاسلامية العالمية فهم خارجون من الدين لانكارهم ختم النبوة قال فجعله اخر المرسلين بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا كما قال تعالى انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا. وداعيا الى الله باذنه. وسراجا منيرا بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم نبلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين. ولما خطب الناس يوم عرفة قال لهم وانتم تسألون عني فما انتم قائلون قالوا نشهد انك قد بلغت رسالات ربك واديت الذي عليك رفع اصبعه الى السماء قال اللهم اشهد ونكت بها على الناس ثلاثا يرفع اصبعه الى السماء وينكت بها على الناس. ونحن نشهد بما شهد به اصحابه صلى الله عليه وسلم فنشهد انه قد بلغ الرسالة وادى الامانة وما ترك من شادة ولا فادة. كما قال ابو ذر لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما طائر يقلب جناحيه في السماء الا ترك لنا منه علما بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم قال وشرح به دينه القويم وهدى به الصراط المستقيم. اي والله. تأملوا قول الله تعالى لم يكن الذين من اهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة. يعني انهم كانوا عالقين في التيه والضلال والاختلافات ما كان يمكن ان يخرجوا من هذا العلوق وهذه الشبكة حتى تأتيهم البينة. ما البينة؟ رسول من الله يتلو صحفا مطهرة. فيها كتب قيمة امتن الله تعالى علينا ونحن معترفون والله بهذه بهذه المنة. لقد من الله على المؤمنين. اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين حصل به النور المبين واستنقظ الله تعالى به فئاما من النار هذا ما يتعلق بهذه الاشارات في موضوع النبوة. والعلماء يذكرون عند الحديث عن النبوة ثلاثة امور دلائل النبوة آآ خصائص النبوة وشمائل النبوة. وفرق بين الدلائل والخصائص والشمائل فان الدلائل يراد بها الادلة التي تثبت انهم رسل من عند الله والخصائص تتعلق بما اختصهم الله تعالى به من احكام شرعية او قدرية. والشمائل ما يتعلق باخلاقهم وسجاياهم الكريمة واهم شيء هو ما يتعلق بالدلائل دلائل النبوة كثيرة جدا بحمد الله. ويظن بعض الناس انها منحصرة في الايات والمعجزات. لا دلائل النبوة اكثر من ان تحصى فمن ذلك الايات لا ريب ان الامر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من نبي بعثه الله الا واتاه من الايات ما على يؤمن البشر. وقد كان الذي اوتيته قرآنا يتلى الى يوم القيامة لكن من دلائل النبوة ايضا النظر في سيرته العطرة. فان من تأمل سيرته وآآ طريقته علم انه صادق حتى كان بعض من يلقاه يقول فلما رأيت وجهه قلت ما هذا بوجه كذاب بمجرد النظر فما بالك بمن خبر سيرته كذلك من دلائل النبوة بشارة الانبياء السابقين به فعيسى عليه السلام قال ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد. وهناك بشارات اخرى في كتب اهل الكتاب لكنهم تمالوا على طمسها واخفائها حسدا من عند انفسهم ومن دلائل النبوة دلالة لطيفة مستمدة من قول الله تعالى ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فعلا لو تأملت في هذا هل يعقل ان ينتصب رجل من بني ادم ويقول للناس يا ايها الناس انا رسول من عند الله. اوحى الي بكذا وكذا. وامرني ان اقول كذا وكذا. امركم بكذا وانهاكم عن كذا. ثم يمهله الله ثم ينقله من هزيمة الى نصر ومن نصر الى نصر ويفتح له القلوب ويأتي اليه الناس لا يمكن الا ان يكون مؤيدا من عند الله ولو كان خلاف ذلك لكان كما قال الله ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فلما لم يقع هذا الوعيد علمنا بانه صادق فهذا من دلائل النبوة وهكذا فان دلائل النبوة كثيرة ومن اعظم دلائل النبوة ايها الكرام ويا ايتها الكريمات ومن بلغ النظر فيما يدعو اليه وفي مقاصد شريعته ومحاسن دينه ولما خرج ابو سفيان في المدة التي ماد فيها النبي صلى الله عليه وسلم قريشا بعد الحديبية. وبعث النبي صلى الله عليه وسلم بكتبه الى ملوك الارض ومن ضمنهم هرقل استدعى هرقل من كان موجودا في ارض الشام من العرب وكان منهم ابو سفيان واعد لهم استبانة كما نقول في لغة العصر. عبارة عن عشرة اسئلة القاها عليهم ثم قام بتحليل الاستبانة وخلص منها الى انه النبي الحق سألهم عن سيرته وماذا يأمرهم به وكذا ثم استخلص من هذه الاسئلة قال والله لان كان ما تحقق ليملكن موضع قدمي هاتين. ولو اعلم اني استطيع ان اخلص اليه لغسلت عن قدميه عجبا يعني آآ استدل بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته على صدقه. لهذا نقول ان دلائل النبوة اكثر من ان تحصر خلافا للمعتز والمتكلمين الذين يحصرونها فقط في الايات والمعجزات ثم قال قال رحمه الله تعالى وان الساعة اتية لا ريب فيها وان الله يبعث من يموت كما بدأهم يعودون. وان الله سبحانه ضعف لعباده المؤمنين الحسنات. وصفح لهم بالتوبة عن كبائر السيئات. وغفر لهم الصغائر باجتناب الكبائر. وجعل من لم يتب من الكبائر صائرا الى مشيته. فقال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ومن ومن ومن عاقبه بناره اخرجه منها بايمانه. فادخله به جنته. فمن يعمل مثقال ذرة خير يره. ويخرج منها بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم من شفع له من اهل الكبائر من امته. وان الله سبحانه حسبك اه سنرجأ الحديث عما يتعلق بالساعة واليوم الاخر ليتصل اه بعض الكلام ببعض ونتحدث عن هذه القطعة التي تكلم فيها المؤلف عن حكم مرتكب الكبيرة اي الحكم الاخروي المتعلق بمرتكب الكبيرة فبعد ان بين رحمه الله ان الله سبحانه وتعالى يضاعف لعباده المؤمنين الحسنات كما دل على ذلك اه ايات كثر. من جاء بالحسنة فله عشر امثالها قال وصفح لهم بالتوبة عن كبائر السيئات ما الكبائر الكبائر جمع كبيرة واحسن ما قيل في تعريفها هو ما ترتب عليه حد في الدنيا او وعيد في الاخرة او اقترن به لعن او غضب او براءة بمعنى ان الكبائر لا تنحصر في ثلاث او سبع او اكثر من ذلك بل هي محدودة بحد لا معدودة بعد فهذه الكبائر اجارنا الله واياكم وعافانا واياكم هي ما ترتب عليه حد في الدنيا كالزنا والسرقة والقتل او وعيد في الاخرة. فقد توعد الله تعالى على بعض الخطايا والسيئات بوعيد اخروي ان يعذبه الله في النار او اقترن به لعن او غضب لعن لعن الله اكل الربا وموكله لعن الله من غير منار الارض. لعن الله من انتسب الى غير والديه او الى غير ابيه او براءة انا بريء ممن يبيت بين ظهراني المشركين. وهكذا فهناك نصوص تفهم بان هذا الامر كبيرة هذه هي الكبائر من تاب من هذه الكبائر في هذه الدنيا فان الله يتوب عليه فان الله يتوب عليه اه ومن اصر عليها ومات عليها فهو ما بينه اه لاحقا من انه يكون يوم القيامة تحت المشيئة ارادة ان شاء عفا عنه بفضله ورحمته وان شاء عذبه بقدر ذنبه ومآله الى الجنة. هذا ما يعتقده اهل السنة والجماعة في مرتكب الكبيرة وخالفهم في ذلك طائفتان طائفة الوعيدية وطائفة المرجعة تأمل وعيدية فهم قسمان الخوارج والمعتزلة. لماذا سموا وعيدية؟ لانهم قالوا بانفاذ الوعيد يعني قالوا كل من توعده الله تعالى بعذاب اخروي فلا بد ان ينفذ الله فيه وعيدا. ولا يجوز على الله ان يتخلف كانما اوجبوا على الله تعالى ان ينفذ فيه وعيدا هؤلاء يقال لهم وعيدية لقولهم بانفاذ الوعيد وقد اتفقوا على ان مرتكب الكبيرة مخلد في النار. وهم صنفان. الخوارج والمعتزلة على النقيض منهم تماما المرجئة الذين يقولون لا يضر مع الايمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة فيزعمون ان من صدق بقلبه فقد سلم ونجا وسيكون من من اهل الجنة ويحرم على النار. وان زنا وان سرق وان اكل الربا وان فر يوم الزحف وان قذف المحصنات الغافلات عندهم انه يسلم وينجو ولا يقولون باستحقاقه للوعيد اما اهل السنة والجماعة فقالوا ان مرتكب الكبيرة اذا مات مصرا عليها ولم يطهر منها اذا كانت اذا كان عليها حد في الدنيا فانه يوم القيامة مستحق للوعيد لكن ان شاء الله تعالى عفا عنه بفضله ورحمته او بشفاعة الشافعين وان شاء عذبه بقدر ذنبه والدليل على ذلك قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء هذا اصل مقالتهم انه تحت المشيئة والارادة وهو دليل صريح واضح الذي لا يغفره الله هو الشرك الشرك لا يغفره الله تعالى. واما الكبائر فانها قابلة للغفران قال رحمه الله وغفر لهم الصغائر باجتناب الكبائر ما الدليل قال الله تعالى ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما قال في موضع اخر الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمع فكأن اللمم داخل تحت رحمة الله فهذا من رحمة الله غفر لهم الصغائر باجتناب الكبائر. وجعل من لم يتب من الكبائر صائرا الى مشيئته كما اسلفنا ثم استدل بالاية المحكمة ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قال ومن عاقبه الله بناره اخرجه منها بايمانه فادخله به جنته. ذلك ان حسنة التوحيد تنجي صاحبها حتى وان طاله عذاب اخروي وذلك انه يوجد من عصاة الموحدين من يعذبه الله في النار قال الله تعالى وان منكم الا واردها. يعني ما منكم من احد الا سيرد النار. والورود غير الدخول على القول الصحيح وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا يعني بعبورهم الصراط ونذر الظالمين فيها جثيا وسيأتينا ذكر الصراط لاحقا. فيقع بعض عصاة الموحدين في النار ويعذبون ما شاء الله ثم يخرجون منها قد انتحشوا. قد تفحموا يحملون ضبائر ضبائر. يعني جماعات جماعات حتى يلقون في نهر في الجنة يقال له نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ما ينشئهم الله خلقا جديدا. ويبدل جلودهم المحترقة بجلود جديدة. هؤلاء هم الجهنميون الذين نالوا قسطهم من العذاب وعوقبوا بكبائرهم التي لم تغفر لهم قال الله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ثم ذكر مسألة الشفاعة قال ويخرج منها بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم من شفع له من اهل الكبائر من امته الشفاعة ايها الكرام. ويا ايتها الكريمات مشتقة من الشفع والشفع بمعنى الزوج ضد الوتر يعني ضد الفرد ولماذا سميت الشفاعة الشفاعة لما انضم الشافع الى المشفوع له صار شفعا يعني زوجا بعد ان كان المشفوع له وترا فردا هذا هو سبب تسميتها بهذا الاسم. ولهذا نحن نقول في صلاتنا شفع ووتر لان الشفع ركعتان والوتر ركعة واحدة واقرب معانيها في استعمالنا الدارج الواسطة الواسطة الشفاعة تنقسم الى قسمين. شفاعة مثبتة وشفاعة منفية. فالشفاعة المثبتة هي التي تطلب من الله عز وجل ولها شرطات اذن الله للشافعي ان يشفع ورضاه عن المشفوع له الشفاعة لله جميعا كما قال الله تعالى قل لله الشفاعة جميعا. ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له وقال سبحانه من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه؟ وقال ولا يشفعون الا لمن ارتضى. وقال وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى. نقول هذا لمشركي زماننا الذين يتعلقون بشفاعة الاولياء والمقبورين ويطلبونها منهم من دون الله اين هم من هذه الايات الصريحة؟ قل لله الشفاعة جميعا من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه لابد من اذن الله للشافع ورضاه عن المشفوع له هذان هما شرط الشفاعة المثبتة. واما الشفاعة المنفية فالتي دل عليها قول الله تعالى فما تنفعهم شفاعة الشافعين لنبينا صلى الله عليه وسلم شفاعات متعددة يوم القيامة الاها واشرفها المقام المحمود الذي دل عليه قوله تعالى ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا ما المقام المحمود هو الشفاعة العظمى وهي الشفاعة لاهل الموقف ان يقضى بينهم وذلك ان البشر اذا طال بهم المقام يوم القيامة شكى بعضهم الى بعض فقالوا هلموا الى ابينا ادم فنسأله ان يشفع لنا عند ربنا. فيأتون ادم ويثنون عليه بما هو اهله. ويقول اشفع لنا عند ربك اعتذر بانه اكل من الشجرة ويحيلهم الى نوح بوصفه اول رسول ارسله الله الى الناس فيأتون نوحا ويثنون عليه بما هو اهله فيعتذر بانه قال ان ابني من اهلي ويحيلهم الى موسى الى ابراهيم وذلك انه خليل الرحمن. يأتي الناس الى ابراهيم فيثنون عليه بما هو اهله ويطلبون منه ان يشفع لهم عند ربهم فيقول اني قد كذبت ثلاث كذبات اثنتان منهما في ذات الله ثم يحيلهم الى موسى بوصفه كليم الرحمن سيأتون موسى فيثنون عليه بما هو اهله. فيقول اني قتلت نفسا فيحيلهم الى عيسى ويذكر من اوصافه فيأتون الى عيسى فيثنون عليه بما هو اهله يعتذر ولا يذكر ذنبا ثم يحيلهم الى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فتنجثل البشرية باكملها الى نبينا صلى الله عليه وسلم ويطلبون منه الشفاعة عند الله عز وجل ان يقضى بينهم فيقول الا لها انا لها قال فاتي فاسجد تحت العرش ويفتح علي بمحامد لا احسنها الان فيقال يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع فاقول يا ربي امتي امتي فاول من يقضى بينهم يوم القيامة امة محمد صلى الله عليه وسلم الشفاعة الثانية له صلى الله عليه وسلم الشفاعة لاهل الجنة ان يدخلوا الجنة فقد قال اتي باب الجنة فاستفتح. فيقول الخازن من؟ فاقول محمد. فيقول بك امرت الا افتح لاحد قبلك الشفاعة الخاصة الثالثة بنبينا صلى الله عليه وسلم شفاعته لعمه ابي طالب ان يخفف عنه العذاب فقد سأل العباس عمه نبينا صلى الله عليه وسلم قال ان عمك ابا طالب قد كان يحطك في الدنيا فهل نفعته بشيء؟ قال نعم. وجدته في الدرك الاسفل من النار. فاخرجته الى ضحضاح من نار تحت قدميه نعلان يغلي منهما دماغه وانه لاهون اهل النار عذابا وانه ليرى انه اشدهم عذابا عياذا بالله. هذه الشفاعات الثلاث خاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم وثم شفاعات خمس يشترك فيها صلى الله عليه وسلم والنبيون والشهداء والملائكة حتى يشفع لوالديه. فمن ذلك الشفاعة في من استحق النار من عصاة الموحدين الا يدخلها والشفاعة فيمن دخل النار من عصاة الموحدين ان يخرج منها والشفاعة في من تساوت حسناتهم وسيئاتهم وهم اهل الاعراف ان يدخلوا الجنة والشفاعة في رفع درجات بعض اهل الجنة فهذه الشفاعات شفاعات ثابتة لنبينا صلى الله عليه وسلم ولعموم الانبياء والمرسلين وللشهداء وللسقط يشفع في والديه. فهذه يثبتها اهل السنة والجماعة وينكرها المعتزلة والخوارج وقد تواترت الاحاديث على اثبات الشفاعة. وانه يخرج من النار. من كان في قلبه مثقال ذرة. مثقال ذرة. مثقال شعيرة ادنى ادنى مثقال ذرة مثقال ذرة مثقال شعيرة من ايمان صحت بذلك الاحاديث وانكرها المعتزلة. وقد بلغت احاديث الشفاعة مبلغ التواتر حتى انشد آآ ابن حجر رحمه الله بيتيه في ذكر الاحاديث المتواترة فقال مما تواتر حديث من كذب ومن بنى لله بيتا واقترب ورؤية شفاعة والحوض ومسح خفين وهذي بعض اه ثم قال رحمه الله قال رحمه الله وان الله سبحانه قد خلق الجنة فاعدها دار خلود لاوليائه. واكرمهم فيها بالنظر الى وجهه الكريم. وهي اهبط منها ادم نبيه وخليفته الى ارضه. بما سبق في سابق علمه وخلق النار فاعدها دار خلود لمن كفر به والحد في اياته وكتبه ورسله وجعلهم محجوبين عن رؤيته. نعم تقدم ذكر الساعة والساعة ايها الكرام ويا ايتها الكريمات ومن بلغ هي الاجل الذي جعله الله منتها لهذا العالم والساعة تقع بغتة وتكون سريعة وما امر الساعة الا كلمح البصر او هو اقرب لا تأتيكم الا بغتة وقد اخفى الله علمها. فلا يعلم احد متى الساعة. حتى قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم متى الساعة؟ قال ما المسؤول باعلم من من السائل لا يجليها لوقتها الا هو. يسألونك عن الساعة ايان مرساها. قل انما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها الا هو. ثقلت في السماوات والارض لا تأتيكم الا بغتة هذه الساعة يقع بها خراب العالم وانتثار الكون كما وصف الله عز وجل اذا الشمس كورت واذا النجوم انكدرت اذا السماء ام فطرت واذا الكواكب انتثرت الى غير ذلك من الايات التي تصف ذلك الحدث المدوي المجلجل الذي يقع به خراب العالم. هذه هي الساعة ويجب الايمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وان الساعة حق وان الساعة اتية لا ريب فيها كما قال ربنا عز وجل وان الله يبعث من في القبور. وان الله يبعث من يموت كما بدأهم يعودون ايها الكرام الايمان باليوم الاخر من اصول الايمان المذكورة في جميع كتب الانبياء والدليل على ذلك ان الله تعالى قال ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين. من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا. هذه الثلاث متلازمة في كل رسالة نبوية الايمان بالله واليوم الاخر هو العمل الصالح لابد ان تكون موجودة في جميع الرسالات عند من سبقنا من اليهود والنصارى والصابئة وهي كذلك ايضا في كتابنا ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين الايمان باليوم الاخر من اصول الايمان وبه ينضبط الانسان فلولا الامام باليوم الاخر لا اتبع المرء نفسه هواها وما رعى لله حرمة لكن حينما يعلم الانسان ان من ورائه يوم يجازى المحسن على احسانه والمسيء على اساءته يوجب له ذلك توقفا وتحسبا اعني ذلك آآ اللبيب الحازم العاقل قال الله عز وجل واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى بخلاف من اتبع نفسه هواها لم يرعى لله تعالى حرمة هذا والعياذ بالله يلقى ما توعده الله تعالى به. ولا يتم الايمان باليوم الاخر ايها الكرام الا بالايمان باربعة اولها الايمان بما يكون في القبر الايمان بما يكون في القبر لان حقيقة بداية اليوم الاخر الموت. ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قال ولما ذكر في الواسطية عقيدة اهل السنة والجماعة قال ومن ومن اصول اهل السنة والجماعة الايمان بما يكون بعد الموت فهذا او قال ومن الامام باليوم الاخر الايمان بما يكون بعد الموت ما الذي يكون في القبر امران احدهما فتنة القبر والثاني عذاب القبر او نعيمه فاما فتنة القبر فالمقصود بها سؤال الملكين للميت عن ربه ودينه ونبيه كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم وجاء مبسوطا في حديث البراء ابن عازب في مسند الامام احمد. فاما المؤمن فيقول ربي الله والاسلام ديني نبيي محمد واما الكافر او الشاك او المرتاب فيقول ها ها لا ادري سمعت الناس يقولون قولا فقلته فيضرب بمرزبة من حديد فيصيح صيحة يسمعه كل شيء الا الثقلان ويتلو هذه الفتنة اما نعيم واما عذاب والنعيم يكون للمؤمنين والعذاب نوعان. عذاب دائم مستمر والعياذ بالله وهو الذي يلحق المشركين فانهم لا يزالون في عذاب الى ان تقوم الساعة. قال الله عز وجل عن ال فرعون النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب وكذلك ايضا كما جاء في احاديث كثر كقول النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع جلبة قال هذه يهود تعذب في قبورها وخرج النبي صلى الله عليه وسلم يوما راكبا بغلة ومعه بعض اصحابه فمر بستة او سبعة اقبر فحادث به بغلته تكاد ان تطرحه فالتفت فاذا ستة او سبعة اقبر فقال قبور من؟ هذه. فذكروا اناسا ماتوا في الجاهلية. قال لولا ان لا تدافنوا الله ان يسمعكم من اصوات اهل القبور ما اسمع يعني لو سمعنا الاصوات المعذبين في قبورهم ما دفن احد احدا فعذاب القبر ونعيمه ثابت قطعا وفي هذا رد على بعض المتهوكين المعاصرين الذين انكروا عذاب القبر ونعيمه هذه النصوص الصريحة الثابتة في حلوقهم اين يذهبون ينكرون عذاب القبر ونعيمه وقد دلت عليه هذه النصوص الصحيحة الصريحة وها هو النبي صلى الله عليه وسلم يجد هذا في بغلته بل قد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قال وقد كان المسلمون في بلاد الشام اذا اصاب دواب المغلو وهداء يصيب البغال والحمير والخيول تمسك ما في بطنها ذهبوا بدوابهم الى قبور النصيرية قبور النصيرية عليهم من الله ما يستحقون. فما هي الا ان تسمع اصوات المعذبين فتهر ما في بطونها عياذا بالله لما تسمع هذه الدواب من اصوات المعذبين وهناك عذاب في القبر منقطع يصيب بعض بعض عصاة الموحدين. ففي حديث عبدالله بن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال فانهما لا يعذبان وما يعذبان في كبير. بلى انه لكبير. يعني قوله وما يعذبان في كبير يعني ليس بالامر الشاق عليهما ان يجتنباه لكنه في حقيقته عند الله كبير اما احدهما فكان لا يستبرئ من البول. واما الاخر فكان يمشي بالنميمة عياذا بالله ثم اخذ جريدة فشقها شقين وجعل على كل قبر شقا وقال ارجو ان يخفف عنهما ما لم تيبسه فهذا عذاب منقطع قد ينقطع دعوتي قريب بعمل صالح اجراه قبل ان يموت برحمة الله فهذا من عذاب القبر الذي ينقطع واما المؤمن فانه لا يزال في نعيم حتى تقوم الساعة الامر الثاني الايمان بالبعث كما اشار المؤلف ومعنى البعث اخراج الناس من قبورهم احياء يوم القيامة. الله اكبر. كل من عليها فان جميع هؤلاء الادميين يتحللون حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يبقى من ابن ادم الا عجب الذنب العصعص فمنه يركب الخلق يوم القيامة كل من عليها فان كما قال الشاعر رب قبر قد صار قبرا مرارا. ضاحك من تزاحم الاضداد. سر ان اسطعت في الهواء رويدا لا اختيالا على رفات العباد فقبيح بنا وان قدم العهد هو ان الاباء والاجداد يعني كانما يصور آآ الشاعر يقول ما اظن اديم الارض الا من هذه الاجساد الناس الذين تفرقت لحومهم في حواصل الطير وبطون السباع. واجواف الحيتان يعيدهم الله خلقا جديدا يوم القيامة كما بدأنا اول خلق نعيده نعيده. فاذا نفخ في الصور النفخة الثانية انشقت الارض عن ساكنيها وقام الناس في مشهد مهيب رهيب ينقطع الخيال عند تصوره. ارض ليست كالارض يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات ارض مدت كمد الاديم ليس فيها معلم لاحد. لا جبل يرتقى ولا واد يهبط اليه. كالخبزة كالاديب فحينئذ تنشق القبور عن ساكنيها يخرجون من الاجداد كأنهم جراد منتشر. هل رأيت الجراد منتشرا ربما رأيته في بعض المقاطع التلفزيونية يملأ ساحة الارض وهو يدب هكذا الناس يوم القيامة يقومون من هذا الاديم من هذا التراب. شاخصين منهم من في طول ادم. ستون ذراعا في السماء. ومنهم من هم في مقاسمه ومنهم من قد يكون دون ذلك يسيرون كما قال الله عز وجل يوم يدعو الداعي الى شيء نكر خش عن ابصارهم يخرجون من الاجداث كأنهم جراد منتشر الى الداء يقول الكافرون هذا يوم العسل. يا له من مشهد! مشهد عجيب! قال نبينا صلى الله عليه وسلم يحشر يبعث الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا وفي لفظ بهما عائشة واسوا اتاه يا رسول الله. الرجال والنساء ينظر بعضهم الى بعض. قال يا عائشة الامر اعظم من ان ينظر الرجال الى النساء حفاة غير منتعلين. عراة غير مكتسين. غرلا غير مختونين يعني القلفة التي تكون على رأس الذكر وتقص في الختام تعود مع صاحبها. كما بدأنا اول خلق نعيده. بهما يعني ليس معهم شيء. لا شيء يحملونه. حقيبة اه الى اخره لا لا شيء معهم. كما يعني ولدتهم امهاتهم. يسيرون الى ارض المحشر. هذا هو البعث ومن انكره فقد كفر زعم الذين كفروا الا يبعثوا. قل بلى وربي لتبعثون ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير الامر الثالث الايمان بالحساب لا يتم الايمان باليوم الاخر الا بالايمان بالحساب وحساب الخلائق نوعان حساب للكافرين وحساب للمؤمنين تم حساب الكافرين فانه فانهم يقررون بذنوبهم. يوم القيامة فيعترفون بها فيقذفون في النار لا يحاسبون محاسبة وزن الحسنات والسيئات لماذا؟ لانه لا حسنات لهم قال الله عن المشركين وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا لكن من باب اقامة العدل فان الله سبحانه وتعالى يقررهم بذنوبهم ويعترفون بها فتغل ايديهم الى ارجلهم الى اعناقهم ثم يقذفون في النار واما حساب المؤمنين فعلى نوعين. عرض ومناقشة تأمل عرظ وهو للذين سبقت لهم من الله الحسنى ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون كيف ذاك فسره حديث عبد الله ابن عمر قال يدني الله قال صلى الله عليه وسلم يدني الله تعالى عبده المؤمن يوم القيامة فيضع عليه كنفه ويستره عن الخلائق ويقول اتعرف ذنب كذا يوم كذا اتعرف ذنب كذا يوم كذا؟ فيقول اي ربي اي ربي حتى يظن انه قد هلك فيقول له الرب اني قد سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم. نسأل الله من فضله ما احنا ما اسعده حين يقرع سمعه هذه البشارة من الله. حين يقول له ربه جعلني الله واياكم ممن يقال له ذلك. اني قد سترتها عليك في الدنيا وانا الله اكبر انتهت معاناته. خلاص زحزح عن النار. ادخل الجنة. انتهت المعاناة هذا هو العرض واما المناقشة فهي التي تكون لمن اراد الله ان يعذبه من عصاة الموحدين ويدل على ذلك حديث عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس احد يحاسب يوم القيامة الا هلاك فقلت يا رسول الله اليس الله تعالى يقول فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا. قال يا ذاك العرض ومن نوقش الحساب عدد اذا من نوقش فهذا دليل على انه سيعذب حسابا عد فهذا هو الحساب الامر الرابع الذي لا يتم الايمان باليوم الاخر الا به الايمان بالجزاء بالجزاء وهو ما ذكره الشيخ رحمه الله بذكر الجنة والنار. فقال وان الله سبحانه قد خلق الجنة فاعدها دار لاولياءه واكرمهم فيها بالنظر الى وجهه الكريم اذا لا يتم الامام باليوم الاخر الا بالايمان بالجنة والنار. فالجنة هي الدار التي اعدها الله لاولياءه. فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر هي نور ورب الكعبة نور كلها يتلألأ. وريحانة تهتز وقصر مشيب ونهر مطرد وثمرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة. في حلل كرامة ومغفرة ورضوان من الله هذه الجنة التي يشتاق اليها المؤمنون هذه الجنة. قال الشيخ وهي التي اهبط اهبط منها ال وهي التي اهبط منها ادم نبيه وخليفته الى بما سبق في سابق علمه. هنا الشيخ رحمه الله اراد ان يرجح قولا ذلك ان اهل العلم قد اختلفوا هل الجنة التي اسكنها ادم هي الجنة التي يدخلها المؤمنون ام هي سواها فقال بعضهم الجنة التي سكنها ادم واخرج منها غير الجنة التي ذكرها الله في القرآن ووعد بها اولياءه المؤمنين. ولهم في ذلك ادلة توجيهات وقال اخرون بل هي هي وهذا هو الراجح ان الجنة التي اخرج منها ادم واهبط منها هي التي يرجع اليها ادم والمؤمنون ولهذا جعل الله تعالى في قلوب المؤمنين هذا التوق والشوق الى الجنة يقول ابن القيم في ميميته الرقيقة يقول فحي على جنات عدن فانها منازلك الاولى وفيها المخيم وقد زعموا ان الغريب اذا نأى وشطت به اوطانه فهو مغرم. وان اغتراب فوق غربتنا التي لها اضحت الاعداء فينا تحكموا. وقال قبل ذلك ولكننا سبي العدو فهل ترى من العدو الذي سبانا واخرجنا من الجنة ابليس قال ولكننا سبي العدو فهل ترى نرد الى اوطاننا ونسلم؟ وقد زعموا ان الغريب اذا نأى وشطت به فهو مغرم. واي اغتراب فوق غربتنا التي لها اضحت الاعداء فينا تحكموا. فحي على جنات عدن فانها الاولى وفيها المخيم ولهذا يجد المؤمن في نفسه هذا الشوق الى الموطن الاول كم منزل في الارض يألفه الفتى وحنينه ابدا لاول منزل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب الا للحبيب الاول فنسأل الله ان يردنا اليها قال وخلق النار فاعدها دار خلود لمن كفر به والحد في اياته وكتبه ورسله وجعلهم محجوبين عن رؤيته عياذا بالله النار هي التي اعدها الله لاعدائه وفيها من صنوف العذاب الحسي والمعنوي ما تقشعر له الابدان. فيها مخامع من حديد اهلها يسترخون فيها ربنا اخرجنا مصالحا غير الذي كنا نعمل عياذا بالله فيها من صنوف العذاب ما تقشعر له الابدان اجارنا الله واياكم منها فهذه اعدها الله لاعدائه وقد ذكر الشيخ نعيمين نعيم وعذاب مصاحبين لهاتين الدارين اما النعيم المصاحب للجنة وهو اعلى النعيم فهو النظر الى وجه الله الكريم وهذا مما يعتقده اهل السنة والجماعة ويسمونها مسألة الرؤية اهل السنة والجماعة خلافا للمعتزلة والرافضة والاباضية والزيدية يعتقدون بان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة حيانا بابصارهم كما نطق بذلك الكتاب وصحت به السنة ما الدليل قال الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة وجوه يومئذ ناضرة من النظرة وهو البهاء والرونق. الى ربها ناظرة من النظر ونظر اذا تعدت به الى فانها قطعا تدل على نظر العين لان نظر في لغة العرب تأتي على ثلاثة انحاء اما ان تأتي مطلقة فتدل على التريث والانتظار او تأتي معدات بفي فتدل على النظر والاستبصار او تأتي معدات بإيلاء فتدل على النظر والمعاينة بالابصار هكذا جاءت لغة العرب اذا جاءت نظر معداتا فهي تدل على التبصر الاستبصار كقولك نظرت في الامر يعني تأملتوا واذا جاءت معدات بالى فانها تدل على المعاينة في الابصار. نظرت الى القمر نظرت الى الرجل واذا جاءت نظر غير معدات فهي بمعنى الترقب والانتظار اذا الاية الصريحة في النظر الى وجه الله الكريم. الى ربها ناظرة لهذا قال ابن القيم فيا نظرة اهدت الى الوجه نظرة فمن بعدها يسلو المحب المتيم ومن جلائل القرآن قول الله عز وجل لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد. وقوله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة ما الزيادة؟ فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بالنظر الى وجه الله الكريم من ادلة السنة المتواترة قول النبي صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته. او لا تضامون في رؤيته. يعني لا ينضم بعضكم الى البعض وتتزاحمون فشبه الرؤية بالرؤية لا المرء بالمرئ. وهو حديث متواتر فهذه ادلة اهل السنة او بعض ادلة اهل السنة اما الكفار فانهم يحجبون. قال الله عز وجل كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون وقد استدل الامام الشافعي وغيره من قول الله تعالى بعد ذلك على الارائك ينظرون انهم ينظرون الى وجه الله الكريم. قال لما حجب اولئك كيف السخط نظر هؤلاء في الرضا هذا من اصول اهل السنة والجماعة. اما المبتدعة ممن سميت لكم كالرافظة والزيدية والمعتزلة والاباظية فانهم انكروا الرؤيا واستدلوا بقول الله تعالى لموسى لن تراني لما قال ربي ارني انظر اليك قال لن تراني اجيب عن ذلك بان لن تراني اي في الدنيا ولو كان سؤاله فاسدا لعاتبه الله على سؤاله كما عاتب نوحا حينما قال ان ابني من اهلي. فقال له ربه انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم اني اعظك ان تكون من الجاهلين لكنه لم يعتب على موسى لان السؤال في اصله صحيح. لكن قال لن تراني اي في الدنيا. ولهذا قال ابن مالك رحمه الله ومن رأى الناس يبيلان مؤبدا فقوله اردد وسواه فاعدد. فلن لا تفيد النفي المؤبد بالضرورة قد تفيد نفيا مؤقتا او مقيدا كما استدلوا ايضا بقول الله تعالى لا تدركه الابصار واجاب اهل السنة عن ذلك بمثل الجواب السابق قالوا لا تدركوه الابصار يعني في الدنيا واجابوا بجواب اخر ان معنى لا تدركه اي لا تحيط به وقد تحصل الرؤية دون احاطة. مثل لو تنظر انت الى القمر تحصل الرؤية لكنك لا تحيط بتفاصيله. تنظر الى الجبل ولا تحيط بتفاصيله. وما يتضمنه لا تعارض بين الرؤية والادراك وقد تقع الرؤية ولا يقع الادراك. الم يقل الله في قصة موسى مع فرعون فلم ترى الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون قال كلا حصلت رؤية ام لا؟ حصلت ترى الجمعان حصل ادراك ام لا لم يقع ادراك؟ قال كلا فلا يلزم من الرؤية ادراك وهذا ماخذ لطيف اه اذا يجب الايمان بالجنة والنار وانهما موجودتان الان. ما الدليل اعدت للمتقين اعدت للكافرين كلمة اعدت يعني هيأت. فهذا يدل على انهما موجودتان الان. ومما يدل على وجودهما حديث صلاة الكسوف ان النبي صلى الله عليه وسلم تقدم وتأخر. وسأله اصحابه قال ما رأيت منظرا كاليوم رأيت الجنة فهممت ان اخذ قطفا منها. فذلك حينما رأيتموني تقدمت ولو اخذته لبقيتم تأكلون منه ما بقيت الدنيا ورأيت الناس يحطم بعضها بعضا. وذلك حينما رأيتموني تأخرت ورأى فيها عمرو بن لحي الخزاعي يجر قصبه في النار وهو اول من ادخل عبادة الاصنام الى جزيرة الى العرب ورأى فيها المرأة التي حبست الهرة فلا هي اطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الارض الى اخر ذلك. فهذا يدل على انهما موجودتان. ايضا هما باقيتان لا تفنيان لان الله حكم بالخلود على اهل كل منهما فهما باقيتان لا تفنيان ثم قال المؤلف الله منكم. قال رحمه الله تعالى وان الله تبارك وتعالى يجيء يوم القيامة والملك صفا صفا لعرض الامم وحساب وعقوبتها وثوابها. وتوضع الموازين لوزن اعمال العباد. فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ويؤتون صحائفهم باعمالهم. فمن اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا. ومن اوتي كتابه وراء ظهره فاولئك فاولئك يصلون سعيرا وان الصراط حق يجوزه العباد بقدر اعمالهم فناجون متفاوتون في سرعة النجاة عليهم النار جهنم وقوم اوبقتهم فيها اعمالهم والايمان بحوظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ترده امته لا يظمأ من شرب منه ويذاد عنه من بدل وغير اه في هذا في هذه القطعة من كلام المؤلف مزيد بيان وتفصيل لما يقع في القيامة الكبرى. فمن ذلك مجيء الرب سبحانه وتعالى مجيئا حقيقيا يليق بجلاله وعظمته. والدليل على ذلك قوله تعالى وجاء ربك والملك صفا اسند الله المجيء الى نفسه. فالله تعالى يجيء يوم القيامة بفصل القضاء بين عباده. قال تعالى ويوم تشقق السماء بالغمام. ونزل الملائكة تنزيلا. الملك يومئذ الحق للرحمن. وكان يوما على الكافرين عسيرا الله تعالى يجيء مجيئا حقيقيا وهي من صفة من صفاته الفعلية التي يثبتها اهل السنة على الوجه اللائق به سبحانه لعرض الامم وحسابها وعقوبتها وثوابها كما تقدم تفصيله. وتوضع الموازين الموازين جمع ميزان. قال الله تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة وهو ميزان حقيقي له لسان. وكفتان ويدل على ذلك حديث آآ صاحب البطاقة. قال فوضعت السجلات في كفة والبطاقة في في كفة قال فطاش في السجلات وثقلت البطاقة وهو ميزان حقيقي لا كما تزعم المعتزلة من انه كناية عن العدل اه فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون. وما الذي يوزن العمل والعامل وصحائف الاعمال بهذا نطقت النصوص لكن العبرة بوزن الاعمال فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. وانما يوزن العامل لاظهار فضله فلما صعد عبدالله بن مسعود رضي الله عنه لاصلاح شيء في المسجد بدت ساقاه كأنهما قصبتان دقيقتان فجعل الصحابة يتعجبون من دقة ساقيه. قال اتعجبون من دقة ساقيه؟ فوالله لهما في ميزان الله اثقل من جبل احد الله اكبر رضي الله عنه وقال يؤتى بالرجل الكبير يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة ومما يدل على وزن صحائف الاعمال ما سمعتم من حديث صاحب البطاقة. لكن العبرة بوزن الاعمال فهي التي يحصل بها دخول الجنة وخروجها حسب مشيئته سبحانه دخول الجنة او دخول النار قال رحمه الله وان الصراط حق. يجوزه العباد بقدر اعمالهم فناجون متفاوتون في سرعة النجاة عليه من نار جهنم وقوم اوبقتهم فيها اعمالهم الصراط ايها الكرام من اصعب مواقف القيامة. وهو الجسر المنصوب على متن جهنم يفضي من الجهة الاخرى الى موضع يقال له القنطرة وبعد القنطرة الجنة لا يؤمر بالعبور على الصراط الا المؤمنون لان الكافرين كما تقدم يقذفون في النار. لا يمرون اصلا على الصراط. من الذي يمر على الصراط؟ المؤمنون يعني صالحهم وعاصيهم فحينئذ يمر الصالحون ويجوزون عليه على قدر اعمالهم وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم مراتب متفاوتة. فقال فمنهم من يمر كلمح البصر الله اكبر يعني سرعة الضوء كلمح البصر ومنهم من يمر كشعشعة البرق ومنهم من يمر كالريح المرسلة ومنهم من يمر كالجواد المدمر ومنهم من يمر كركاب الابل ومنهم من يعدو عدوى ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا. يعني يمشي على مقعدته. ما هو يحبو يمشي على مقعدته قال وعلى جنبتي الصراط كلاليب وهي الحديدة المعقوفة. وعلى جنبتي الصراط كلاليب تتهاوى فتخطف الناس فمخدوش ناج ومكردس في النار يعني ربما اصابه الكلوب فخدشه ونجا وربما امسكه الكلوب فالقاه في النار وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا. ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جتيا فهذا هو الصراط ويجب الايمان به على ما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم. كذلك يجب الايمان بالحوض. والحوظ في اللغة هو مجمع الماء لكن المقصود بالحوض موضع يصب فيه ميزابان من نهر الكوثر. طوله شهر وعرضه شهر عدد نجوم السماء طعمه احلى من العسل وابرد من الثلج اه تفد الامة امة محمد على نبيها صلى الله عليه وسلم فمن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا. يصبح عنده مناعة من العطش لان الناس اذا بعثوا من قبورهم ادنيت منهم الشمس ربيب فيعرقون عرقا شديدا حتى ان العرق ليسيخ في الارض سبعين ذراعا ويطفو بقدر اعمالهم. فمنهم من يبلغ العرق كعبين. ومنهم من يبلغ ركبتيه. ومنهم من يبلغ حقويه. ومنهم من يبلغ ثديي. ومنهم من يبلغ ترقوته ومنهم من يلجمه العرق الجاما والعياذ بالله هذا مما نؤمن به من علم الغيب. هذا يقع يوم القيامة. فلذلك يصبح الناس عطاشى ويقول النبي صلى الله عليه وسلم انا فرطكم على يعني سابقكم اليه لا يدادن اقوام من امتي يعني يمنعون من آآ الورود على الحوض فيقول وصيحابي وصيحابي. فيقال انك لا تدري ما احدثوا بعدك فاقول فبعدا لمن احدث بعدي وسحقا فيجب الايمان بالحظ الحوض وقد يعني بلغت الاحاديث فيه مبلغ التواتر. لهذا قال الشيخ رحمه الله ترده لا يظمأ من شرب منه ويذاد عنه من بدل وغير. وفي هذا وعيد شديد على اهل البدع الذين احدثوا من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ثم انتقل بعد ذلك الى مسألة شريفة عظيمة فقال الله اليكم. قال رحمه الله تعالى وان الايمان قول باللسان واخلاص بالقلب وعمل بالجوارح يزيد بزيادة الاعمال ينقص بنقصها فيكون فيها النقص وبها الزيادة. ولا يكمل قول الايمان الا بالعمل. ولا قول ولا عمل الا بنية. ولا قول وعمل ونية الا بموافقة السنة. وانه لا هذه المسألة ايها الكرام كما قلت لكم مسألة مهمة وهي مسألة الايمان اي حقيقة الايمان لانه اذا قيل الامام فاما ان يراد به المؤمن به وهي اركان الايمان الستة. واما ان يراد به حقيقة الايمان ما هي حقيقة الايمان؟ يعتقد اهل السنة والجماعة ان الايمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالاركان. يزيد الطاعة وينقص بالعصيان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الايمان له حقيقة مركبة من القول والعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح ولا يخرجون العمل عن مسمى الايمان من الذي يخرج العمل عن مسمى الايمان؟ المرجئة فكل من اخرج العمل عن مسمى الامام فهو مرجع اما اهل السنة والجماعة فيقولون الايمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح وبيان ذلك كالتالي قول القلب اعتقاده وتصديقه عمل القلب ارادته ونيته قول اللسان الاستعلان بالشهادتين عمل اللسان الكلم الطيب من الذكر تهليل تحميد تسبيح تلاوة القرآن امر بمعروف نهي عن منكر دعوة الى الله عمل الجوارح ما تتحرك به الجوارح من الطاعات كالقيام والقعود والركوع والسجود والطواف والسعي واماطة الاذى عن الطريق وبهذا يتبين ان مفهوم الايمان عند اهل السنة والجماعة شامل لجميع امور الدين القولية والعملية القلبية واللسانية والمالية فمفهوم الامام عند اهل السنة والجماعة يشمل ذلك كله. وهذا هو الحق والدليل على ذلك كثير من ذلك قول الله عز وجل انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم هذا عمل قلب. واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا. هذا دليل على زيادته وعلى ربهم يتوكلون التوكل عمل القلب. الذين يقيمون الصلاة عمل جوارح وقول لسان. ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا. وقال في موضع انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله. هذا دليل على ان عمل الجوارح داخل في مسمى الايمان وحقيقته وتعريفه وماهيته وقال الله عز وجل في حادث تحويل القبلة لما قال بعض الصحابة ما بال اخوان لنا ماتوا وهم يصلون الى القبلة الاولى حبط حبط ذهبت صلاتهم فقال الله تعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم. فسمى الصلاة ايمانا وقال نبينا صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة فاعلاها قول لا اله الا الله وهذا يشمل قول اللسان واعتقاد القلب وادناها اماطة الاذى عن الطريق. وهذا دليل على ان عمل الجوارح من الايمان والحياء شعبة من الايمان. وهذا دليل على ان عمل القلب من الايمان هذه ادلة واضحة بينة صريحة على ان الايمان قول وعمل كما قرر الشيخ رحمه الله وان الامام قول باللسان واخلاص بالقلب وعمل بالجوارح يزيد بزيادة الاعمال وينقص بنقصها فيكون فيها النقص وبها الزيادة. قال ولا يكمل قول الايمان يعني اعتقاده الا بالعمل. ولا قول وعمل الا بنية ولا قول وعمل ونية الا بموافقة السنة وهذه يعني امور احترازية حتى لا يدعي مدع ان الايمان يحصل بالامر المبتدع فهذا القول الذي قرره رحمه الله هو قول اهل السنة قول اهل السنة وقد خالف في هذه المسألة صنفان او طرفان احدهما المرجعة والثاني الوعيدية المرجئة لقب يطلق على كل من ارجأ العمل عن مسمى الايمان. كل من اخرج العمل عن مسمى الايمان فانه يسمى مرجعا وهم ثلاث طبقات فاشد المرجئة ارجاء هم الجهبية المنسوبون الى الجهم بن سطوان السمرقندي ماذا يقولون؟ يقولون الايمان هو مجرد معرفة القلب. من عرف في قلبه فهو مؤمن. ولا يظر مع الايمان ذنب ولا ريب ان هذا القول قول ساقط لو كان مجرد معرفة القلب ايمانا لكان مشركوا العرب مؤمنين لانه يعرفون الله ولا انسانتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله. لكان ابو طالب مؤمنا حيث قال ولقد علمت بان دين محمد من خير اديان البرية دينا. لولا الملامة او مخافة سبة لرأيتني سمحا بذلك او مع ذاك مات على دين عبد المطلب لو كان الايمان مجرد المعرفة لكان اليهود والنصارى مؤمنين. لان الله تعالى قال عنهم يعرفونه كما يعرفون ابناءهم لو كان الايمان هو مجرد معرفة القلب لكان فرعون وملأه مؤمنين لان الله قال عنهم وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم اليس كذلك؟ بل لو كان الايمان هو مجرد معرفة القلب لك هذا ابليس مؤمنا لانه قال فبعزتك لاغوينهم اجمعين ارأيتك هذا الذي كرمت علي فهو يعرف ربه لكن هذه المعرفة لا تكفي لوصف الايمان. فتبين ان قول مرجعة الجهمية قول ساقط يليهم فرقة يقال لها الكرامية. ينسبون الى محمد بن كرام السجستاني قالوا قولا عجبا قالوا ان الايمان هو هو قول اللسان حتى وان كان القلب منكرا ومجرد تصور هذا القول كاف في ابطاله. لان الله تعالى قال عن المنافقين اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله. والله يشهد انك لرسوله. والله يعلم ان المنافقين لكاذبون فاي ايمان وادعاء لمن اكذبهم الله في دعواهم بقينا الفرقة الثالثة من المرجئة وهم مرجئة الفقهاء اصحاب ابي حنيفة رحمه الله. ومن قبله حماد بن سليمان مرجئة الفقهاء رحمهم الله اخرجوا العمل عن مسمى الايمان لكنهم لم يذهبوا بعيدا. قالوا الايمان قول باللسان واعتقاد بالجنان واما الاعمال فهي من لوازم الايمان وثمراته والعبد مأمور بفعل الاوامر منهي عن فعل المناهي والمطيع محمود في الدنيا. مثاب في الاخرة. والعاصي مذموم في الدنيا. مستحق للعقوبة في الاخرة وقالوا ايقاع الحدود والتعزيرات ووافقوا جمهور اهل السنة ان مرتكب الكبيرة لا يخرج عن مسمى الايمان لكنهم خالفوا جمهور اهل السنة من الحنابلة والشافعية والمالكية في انهم اخرجوا العمل عن مسمى الايمان وقالوا انه من لوازمه وثمراته وليس داخلا في حده وتعريفه حتى قال بعض العلماء ان الخلاف بين مرجئة الفقهاء اصحاب ابي حنيفة ومن قبله شيخه شيخه محمد بن سليمان خلاف صوري لفظي لانه خلاف في الالفاظ لا في الاحكام. اذ هم متفقون في الاحكام والصحيح انه ان بعضهم خلاف صوري وبعضه خلاف حقيقي يعني معنوي ولكن الخطب معهم سهل. ليس كبقية المرجئة واما في الجانب الاخر الوعيدية وهم الخوارج والمعتزلة. ماذا قالوا قالوا نعم الايمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالاركان. ممتاز. هذا قول اهل السنة. لكنهم افسدوه ايما افساد. حينما قالوا ان كان يذهب كله بالاخلال بواجب من الواجبات او فعل كبيرة من الكبائر فعندهم ان من ارتكب كبيرة فقد حبط عمله بالكلية. وصار وخرج عن مسمى الايمان اما الخوارج فتقول خرج من الايمان ودخل في الكفر واما المعتزلة فتقول خرج من الايمان ولم يدخل في الكفر. فاين ذهب اذا؟ قالوا في منزلة بين منزلتين. لا مؤمن ولا طيب وماذا في الاخرة؟ اتفقوا جميعا كما ذكرنا انفا انه مخلد في النار اذا اهل السنة والجماعة في باب اسماء الدين والايمان يعني كافر مسلم وسط بين طرفين بين قوم تساهلوا وفرطوا وهم المرجئة وبين قوم شددوا وافرطوا وهم الوعيدية فقالوا كلا مرتكب الكبيرة مؤمن لكنه مؤمن ناقص الايمان. مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته لا نخرجه عن مسمى الايمان وهو في الاخرة تحت المشيئة والارادة ان شاء الله عذبه وان شاء عفا عنه هذه مقالته ومما يدل على ان مرتكب الكبيرة لا يخرج عن مسمى الايمان ان الله سبحانه وتعالى سمى الطائفتين المقتتلتين مؤمنين فقال وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما مع ان الاقتتال بين المؤمنين محرم. وقال انما المؤمنون يا اخوة ومما يدل فاتنة الاخوة الايمانية مع وجود الكبيرة. وكذلك قال في اية القاتل فمن عفي له من اخيه شيء فاتباعه معروف فسمى القاتل اخا للمقتول. مع ان القتل من اعظم الكبائر ومن ادلة ذلك ايضا قول الله تعالى في الكفارات فتحرير رقبة مؤمنة. وقد اجمع المسلمون على ان من كان عليه كفارة بعتق رقبة مؤمنة فاعتق عبدا زانيا سارقا مغتابا نماما انها تبرأ ذمته اهل السنة والجماعة يميزون بين الايمان المطلق ومطلق الايمان الايمان المطلق هو الايمان الكامل. ومطلق الايمان الحد الادنى منه وهذا التفاضل اثبته الله تعالى. فقال سبحانه ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا منهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات الظالم لنفسه هو الذي ترك بعظ الواجبات او فعل بعظ المحرمات هو المقتصد هو لفعل الواجبات فقط وترك المحرمات فقط والسابق بالخيرات هو الذي فعل الواجبات والمستحبات والمروءات وترك المحرمات والمكروهات وخوارم المروءات. فهذا دليل على تفاضل المؤمنين ودليل على ان الايمان يزيد وينقص كما قرر الشيخ. ومما يدل على زيادة الايمان ونقصانه نحو ست او سبع ايات في القرآن لقول الله تعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا تاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وقوله تعالى واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وقول الله تعالى وما زادهم الا ايمانا وتسليما وقوله تعالى ويزداد الذين امنوا ايمانا نحو ستة وسبع ايات في القرآن كلها تدل على زيادة الايمان. واي شيء يزيد ينقص لان الزيادة والنقصان امران متلازمان قال رحمه الله تعالى وانه قال رحمه الله تعالى وانه لا يكفر احد بذنب من اهل القبلة. نعم في هذا رد على الخوارج الذين يكفرون بمطلق الذنوب. فنقول انه لا يكفر احد بالذنوب المعلومة كالزنا والسرقة والقتل وغير ذلك فان قالت الخوارج ماذا تصنعون بقول النبي صلى الله عليه وسلم؟ لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس فيه اليها ابصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن ارأيتم نفى النبي صلى الله عليه وسلم الايمان عن السارق والزاني والشارب والناهب فكيف نجيب عن هذا؟ يقول ان الايمان الذي نفاه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث هو الايمان الواجب وليس اصل الايمان. لو كان المنفي اصل الايمان لما اكتفينا بجلد الزاني ولا بقطع يد السارق لكان حقهما القتل المنفي ها هنا هو الايمان الواجب. وقد يعبر بعض العلماء فيقولون الايمان الكامل ان المنفي هو اصل الايمان. لو كان المنفي اصل الايمان لاستتيب ثلاثا فان تاب والا قتل وهذا غير واقع فهذا رد عليهم. ثم قال قال رحمه الله تعالى وان الشهداء احياء عند ربهم يرزقون. وارواح اهل السعادة باقية ناعمة الى يوم يبعثون. وارواح اهل اهل الشقاوة معذبة الى يوم الدين. وان المؤمنين يفتنون في قبورهم ويسألون يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. نعم. الشهداء احياء عند ربهم يرزقون. لكنها حياة برزخية. خصهم الله تعالى بها وهم كما قال ربنا عز وجل ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا. وفي اخر اية اموات فهم عند ربهم يرزقون اه فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم لهم منزلة علية وفضل كبير. والمقصود بالشهيد هو من قتل لتكون كلمة الله هي العليا هذا هو الشهيد ربما توسع الناس في اطلاق الشهيد. حتى ربما قالوا شهيد الفن وشهيد كذا وشهيد كذا. لكن الشهادة التي نزلوا عليها النصوص هي الشهادة لمن جاهد لتكون كلمة الله هي العليا فمات في سبيل ذلك وبين ان ارواح اهل السعادة باقية منعمة فهي لا تفنى كما هي قد يدعيه البعض بل هي باقية وتنعم وعذاب القبر ونعيمه يقع تارة على الروح وحدها وتارة على الروح والجسد. ولهذا قال وارواح اهل الشقاوة معذبة الى يوم الدين فهذا اشارة الى ما سبق ان قررناه من عذاب القبر ونعيمه. فعذاب القبر ونعيمه تارة يقع على الروح والجسد وتارة على الروح وحدها والسادة وان المؤمنين يفتنون في قبورهم ويسألون وهو ما اشرنا اليه من فتنة الملكين بسؤالهما للمقبور عن دينه وعن نبيه وعن آآ عن ربه وعن دينه وعن نبيه. فالمؤمن يثبت بالقول الثابت والشاك والمرتاب والامعة يقول سمعت الناس يقول شيئا فقلته ثم ذكر مسألة الملائكة فقال الله اليكم. قال رحمه الله تعالى وان على العباد حفظة يكتبون اعمالهم ولا يسقط شيء من ذلك عن علم ربهم. وان ملك كالموت يقبض الارواح باذن ربه. نعم الايمان بالملائكة من اصول الايمان. بل ان الله تعالى يقرنه بالايمان به في مواضع كما قال تعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون. كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله فلا بد من الايمان بالملائكة والملائكة يا كرام عالم غيبي خلقهم الله من نور منحهم القوة على طاعته فهم يسبحون الليل والنهار لا يفترون. لا يسأمون لا يستحسرون ولا يتم الايمان بالملائكة الا بالايمان باربعة امور. اولا الايمان بوجودهم وانهم خلق حقيقي وليسوا قوة معنوية كما يدعي بعض الزائغين بل هم خلق حقيقي خلقهم الله من نور كما في صحيح مسلم من حديث عائشة خلقت الملائكة من نور. انتهى هم خلق حقيقي وهم عدد كبير. قال الله تعالى وما يعلم جنود ربك الا هو واخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن البيت المعمور في السماء السابعة. وهو حيال الكعبة الارضية انه يدخله كل يوم سبعون الف ملك. لا يعودون اليه اخر ما عليهم. يعني لا تأتيهم النوبة مرة اخرى وقال وقال صلى الله عليه وسلم اطت السماء وحق لها ان تئط يعني ثقلت ما فيها موضع اربعة اصابع الا وملك قائم او راكع او ساجد لله تعالى. والله لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. ولما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم الى الصعدات تجأرون الى الله تعالى الامر الثاني الايمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه. ومن لم نعلم اسمه فانا نؤمن به اجمالا فنحن نعلم من اسماء الملائكة جبرائيل وميكائيل واسرافيل وملك الموت ومنكر ونكير ومالك اه فمن علمنا اسمه وجب علينا ان نؤمن به باسمه. ومن لم نعلم اسمه وهم الاكثر فاننا نؤمن بهم اجمالا الامر الثالث الايمان بما علمنا من صفاتهم هم عالم غيبي لكن ما بلغنا عن ربنا او نبينا امنا به الحمدلله فاطر السماوات والارض. جاعل الملائكة رسلا اولي اجنحة. مثنى وثلاثة ورباع. يزيد في الخلق بما يشاء اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل بان له ست مئة جناح قد سد الافق وقال اذن لي ان احدث عن ملك من حملة العرش ما بين شحمة اذنه الى عاتقه يخفق الطير سبعمائة عام وقال الله عن جبريل ذو مرة فاستوى. يعني ذو هيئة حسنة فما علمنا من اوصافهم نؤمن به والا لا نخوض بغير علم. الامر الرابع الايمان بما علمنا من وظائفهم وللملائكة وظيفة عامة مشتركة وهي انهم عباد مكرمون. يسبحون الليل والنهار لا يفترون لكن لبعضهم اه وظائف تخصصية وظيفة جبريل النزول بالوحي وميكائيل النزول بالقطر واسرافيل النفخ في الصور. ولهذا كان هؤلاء سادة الملائكة لان وظائفهم تتعلق بالحياة. حياة القلوب وحياة النبات وحياة الابدان وملك الموت كما ذكر المؤلف يقبض الارواح قل يتوفاكم ملك الموت ولم يسمه عزرائيل كما هو شائع عند الناس وانما سماه ملك الموت لا نسمي احدا باسم الا بدليل ومن ملائكة الرحمن المعقبات له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله ومن ملائكة الرحمن الملك الذي يتسور على الجنين في بطن امه فينفخ فيه الروح ويؤمر بكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد ومن ملائكة الرحمن ملائكة سيارة يسحون في الارض ويأتون الى مجالس الذكر ومن ملائكة الرحمن من يقاتلون مع المؤمنين. اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم. فثبتوا الذين امنوا الى غير ذلك من وظائفهم التي لا يحصيها الا الله. وانا لنحن الصافون وانا لنحن المسبحون ثم قال قال رحمه الله تعالى وان خير القرون القرن الذي رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وامنوا به. ثم الذين يلونهم ثم الذين وافضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم اجمعين. والا يذكر واحد من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم الا باحسن الا باحسن ذكر. والامساك عما شجر بينهم وانهم احق الناس ان لهم احسن المخارج ويظن بهم احسن المذاهب. نعم هذه مسألة الصحابة. وهي من مسائل الاعتقاد لسببين احدهما ان الصحابة هم الواسطة بيننا وبين نبينا صلى الله عليه وسلم. فقد بلغونا ما نطق به صلى الله عليه وسلم. الثانية انه وجد من اهل الاهواء والبدع من ذمهم وعابهم وسبهم وكفرهم وهم الرافضة اللئام عليهم من الله ما يستحقون. لهذا صار المصنفون يذكرون مسألة الصحابة في متون العقيدة. من الصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به لا يلزم ان نقول رأوا كما عبر المؤلف لان منهم من قد يكون اعمى فالتعبير بالرقية او الاستماع اعم واشمل فمن حصل له ذلك ولقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك فانه صحابي ولو تخلل ذلك ردة لكن عاد الى الاسلام فانه يعود له وصف الصحبة يليهم في الفضل التابعون ثم تابع التابعين لقول النبي صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم الذين يلونهم ولهذا يقال القرون الثلاثة الفاضلة ثم بعد ان ذكر فضلهم على عموم الامة ذكر التفاضل بينهم. فقال وافضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون. ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم اجمعين هكذا ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة ولا يختلف المسلمون لا يختلف اهل السنة ان الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر فقد ثبتت خلافته الايماء والاشارة والنص الخفي من رسول الله صلى الله عليه وسلم. بادلة كثيرة ثم بمبايعة المسلمين له في سقيفة بني ساعدة. فاجتمع عليه المسلمون فخلافته ثابتة لا ريب فيها وان رغمت انوف الرافضة ثم الخليفة بعده باجماع المسلمين. عمر بن الخطاب رضي الله عنه بوصية ابي بكر له بذلك. واجماع المسلمين كيف مبايعتهم له ثم الخليفة بعد عمر ذو النورين عثمان بن عفان حيث جعلها عمر في الستة الباقين من العشرة المبشرين انتهى امرهم الى بيعته بايعه جميع المسلمين ثم الخليفة بعد عثمان علي بن ابي طالب رضي الله عنه بمبايعة المهاجرين والانصار له وان خالف ذلك بعض المسلمين في بلاد الشام لكن خلافته ثابتة فهذا هو ترتيبهم في الخلافة بلا ريب واما ترتيبهم في الفضل يرتاب المسلمون ان افضل هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر كما خطب بذلك علي بن ابي طالب رضي الله عنه على منبر الكوفة ونقل عنه ذلك بالتواتر ان خير هذه الامة بعد نبيها ابو بكر وعمر وقال من بلغني انه يفضلني على ابي بكر او عمر جلدته حد الف ريال. يعني ثمانين جلدة. هكذا قال علي لكن اختلف المسلمون او اختلف اهل السنة بعد ذلك في المفاضلة بين عثمان وعلي وهذا من المسائل النادرة التي وقع فيها خلاف في مسائل العقيدة بين اهل السنة فقدم قوم عثمان وربعوا بعلي وعكس اخرون فقدموا عليا على عثمان وتوقف فريق ثالث لكن استقر امر اهل السنة على تقديم عثمان على علي حتى قال حتى قال ايوب السختياني رحمه الله من قدم عليا على عثمان فقد ازرى بالمهاجرين والانصار يعني كأنه تنقص رأي المهاجرين والانصار. يعني المهاجرين والانصار يقدمون عثمان على علي في الخلافة. ثم يأتي من يقول بفظلي علي على عثمان كأنه يستهجن هذه المقالة ومع ذلك فمن خالف في هذه القضية لا يبدع ولا يعني ينكر عليه لوجود خلاف سابق وانما يبدع من انكر ترتيبهم في الخلافة. فهو اضل من حمار اهله ونبه الشيخ رحمه الله على الواجب تجاه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وهو محبتهم وموالاتهم كما قال الله عز وجل لما ذكر المهاجرين وثنى بالانصار ثلث بالتابعين فقال والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا. ربنا انك رؤوف رحيم فمن قال بذلك فهو على السنة والاتباع. ومن اخل به فهو من اهل الاهواء والابتداع لذلك لا يجوز ان يذكروا الا بخير وبأحسن ذكر. كيف لا وهم خير اتباع الانبياء وهم لا كان ولا يكون مثلهم رضوان الله عليهم. ولهم من الهجرة والنصرة والعمل الصالح ما لم يكن لاحد بل ان مد احدهم او نصيفه افضل من انفاق غيره مثل جبل احد ذهب كما قال من لا ينطق عن الهوى قال لا تسبوا اصحابي فوالذي نفس محمد بيده لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيب ارأيتم هذا الفضل العظيم بسبب بتلك السابقة الجميلة التي بوأهم الله تعالى اياها واختارهم نبيه من نزاع القبائل والامم قال والامساك عما شجر بينهم. نعم هذا من اصول اهل السنة الامساك يعني امساك اللسان عما عما شجر بين بعضهم لانه ليس كلهم شجرة بينهم خلاف وانما وقع الخلاف بعد الفتنة حينما جرى في زمن علي رضي الله عنه الخلاف بينه وبين طلحة والزبير وعائشة وبينه وبين معاوية وعمرو بن العاص واهل الشام فوقع بينهم خلاف هم فيه مجتهدون. اما مصيبون اما مجتهدون مصيبون فلهم اجران او مجتهدون مخطئون فلهم اجر واحد ولهم من السوابق والفضائل ما يكون هذا الخطأ المحتمل من احدهم نزر يسير مغمور بجنب فضائله ومناقبه. هذا ظن المؤمنين بعضهم ببعض فلذلك لا يجوز التخوض فيما شجر بينهم والتفكه به في المجالس كما يفعل بعض الناس بل يلتمس لهم المخارج ويظن بهم احسن المذاهب. ونقول كما قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تلك دماء طهر الله منها ضيوفنا فلنطهر منها السنتنا. ثم قال الله اليكم قال رحمه الله تعالى والطاعة لائمة المسلمين من من ولاة امرهم من ولاة امورهم وعلمائهم واتباع السلف صالح واقتفاء اثارهم والاستغفار لهم وترك المراء والجدال في الدين وترك وترك كل ما احدثه المحدثون صلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وازواجه. وذريته وسلم تسليما كثيرا. نعم هذه المسألة مسألة مهمة علقوا بامر الجماعة والامة. وهي مسألة طاعة ولاة الامر وقد قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فامر الله بطاعته تأصيلا. وبطاعة نبيه تأصيلا. وبطاعة ولاة الامر تبعا وذلك انه لا ينتظم امر امر الامة الا بامامة ولا امامة الا بجماعة فيجب على الجماعة طاعة الامام والطاعة انما تكون في المعروف. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انما الطاعة في المعروف وقال لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. فيجب على اهل الاسلام طاعة من ولاه الله تعالى عليهم. طاعتهم ان امروا بما امر الله به ورسوله وجبت طاعتهم من وجهين من جهة طاعة امر الله ورسوله ومن جهة طاعة ولاة الامر وان امروا بخلاف امر الله ورسوله فلا سمع ولا طاعة. لما سمعتم من النصوص وان امروا بامر ليس فيه نص خاص عليه امر الله ورسوله فتجب طاعته لانه لا ينتظم امر الامة ولا يستقيم حالها الا اتباع وطاعة والتزام وانقياد والا لاصبح الناس فوق لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم. فيجب طاعتهم في التنظيمات المدنية والمعيشية وما يسنونه من قوانين تخالف شرع الله لان هذا من المصالح المرسلة التي يجب طاعتهم فيها كما وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الطاعة فقال فعليكم السمع والطاعة ولو تأمر عليكم عبد حبيش كأن رأسه زبيبة ولما حدثهم صلى الله عليه وسلم بانه سيالي عليهم امراء يعرفون منهم وينكرون. قالوا يا رسول الله افلا ننابذهم بالسيف؟ قالوا الا ان تروا كفرا بواحة عندكم فيه من الله برهان فلا يجوز الخروج على الائمة لا يجوز الخروج على ائمة وان جاروا وان فسقوا الا باربعة شروط ثقات الشرط الاول الرؤية المحققة المؤكدة فلا يعتمد الانسان على البلاغات والاشاعات وقيل وقال نحوها. لابد من شيء يقين الا ان تروا يعني رؤية عينية او علمية مين ان يكون كفرا فلا يجوز الخروج عليهم بسبب الفسق فلو شربوا الخمور وارتكبوا الفجور وظلموا وطغوا لم يجز الخروج عليهم لانه ما بلغ مبلغ الكفر الا ان تروا كفرا ثلاثة لابد ان يكون بواحة ومعنى بواحة اي ظاهرا مستعلنا باديا فان كان شيء كما يقال من تحت الطاولة من وراء الكواليس الى غير ذلك. فلا نلتفت له ليس لنا الا الظاهر فاذا كان ظاهرهم الاسلام طاعتهم واجبة قال رابعا عندكم فيه من الله برهان لابد من دليل ونص قطعي على ان هذا الامر كفر فإذا لم يكن دليل ولا برهان او كانت المسألة خلافية فهذا لا يسوغ. لا يسوغ الخروج عليهم. وهذا يا اخوة من حكمة الشارع ان يجمع على ولاتهم وائمتهم حتى لا ينتثر امر الامة لانه لو صار الناس يخرجون كلما يعني سخطوا من شيء من الاشياء يعني ازيقت الارواح واريقت الدماء وذهب امر الامة وطمع فيهم عدوهم ونالهم من الضعف والهوان ما الله به عليم. وهذا هو ما تشهد به النصوص ويشهد به التاريخ ويشهد به الواقع حتى قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة النبوية انه لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان الا وكان في خروجهم من الشر اعظم مما كانوا يرجونه من الخلق او نحو هذا الكلام والمتتبع للتاريخ والواقع يجد مصداق ذلك. انه لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان الا وكان في خروجهم. من اضعاف ما كانوا يرجونه من الخير لهذا يجب على الامة الصبر على جور الولاة وظلمهم وعدم آآ الخروج عليهم وعدم منابذتهم الى ان يفرج الله امرا ويقضي الله امرا. بهذا تلتئم الامة وتجتمع كلمتها ولا يطمع فيها عدو فلهذا قال الشيخ والطاعة لائمة المسلمين من ولاة امورهم وعلمائهم لان العلماء ولاة امر لانهم هم الذين يفتون ويبينون الدين وعنهم يصدر الامراء. قال واتباع السلف الصالح من اين؟ قال الله تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين. نوله ما تولى ونصله جهنم مصيرا. لهذا لابد ان نتبع السلف الصالح اصحاب القرون الفاضلة. لا ندفع المتأخرين الذين زاغت بهم الاهواء اتبعوا المناطق والفلاسفة وغيروا وبدلوا وزهدوا في علوم الكتاب والسنة. بل نتبع السلف الصالح اهل الحديث والكتاب الذين تمسكوا بالكتاب والسنة قال واقتفاء اثارهم والاستغفار لهم لان الله وصف التابعين بذلك. يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. قال وترك المراء والجدال في الدين. اي والله المراء والجدل مذموم خرج النبي صلى قال النبي صلى الله عليه وسلم ما ضل قوم بعد هدى عليه الا اوتوا الجدل الجديان والكلام الذي لا طائل من ورائه والتلذذ باقامة الخصومات والتنابز بالالقاب وتصنيف الناس وفلان وعلان هذا مذموم يفرق الامة. والواجب على اهل الاسلام ان يدركوا ان من مقاصد الشريعة جمع الكلمة ورأب الصدر وتأليف القلوب وعدم التفرق ولذلك ما يقع في من بعض الناس من الملاسنة تبادل التهم والتنابز بالالقاب هذا ليس من نفس السلف الصالح. نعم يجب انكار المنكر وبيان الحق لكن باسلوب عف جميل وبشفقة ونصح اما ما يفعله بعض المنتسبين الى العلم من الضراوة والشدة والعنف وآآ التأنيب والزجر البليغ هذا ليس من نفس اهل الاسلام. قد قال الله عن نبيه بما رحمة من الله لك لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فيجب على طالب العلم ان يتأدب بالادب النبوي وان يرعى مقاصد الشريعة وان يحرص على الوحدة والائتلاف وان يجتنب آآ الفرقة والاختلاف وان يسعى الى الاعتذار والاستغفار والتعافي والتعاذر فيما بين المسلمين. هذا امر مهم ينبغي لكم طلبة العلم ان تتربوا عليه وان تربوا غيركم عليه. لتبقى الامة امة واحدة لا يمنع ابدا من بيان الحق. لكن فرق بين من يبين الحق بلطف وادب ونصح وشفقة. وبين من يتخذ من دعواه سكينا يطعن بها مخالفيه ليس هذا هو المقصود. المقصود هو هداية الخلق والاحسان اليهم. ونفعهم فعليك يا طالب العلم ان تستحضر هذا المعنى فلا يغيب عنك قال وترك المراء والجدال في الدين وترك وترك كل ما احدثه المحدثون. نعم البدعة شر البدعة شر. قال فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا والبدعة يعبر عنها قول النبي صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو وعرفها الشاطبي رحمه الله بقوله هي طريقة في الدين مخترعة قضاه الشرعية يقصد بالسير عليها المبالغة في التعبد لله تعالى. وهذا هو ما وقع فيه المبتدعون فانهم احدثوا احوالا واذكارا وحضارات اناشيد قصائد وامور بها الى الله لم يفعلها الصحابة ولا التابعون ولا تابعوهم فهم خير واهدى سبيلا ام من سبقهم خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور مبتدعاتها وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وازواجه وذريته وسلم تسليما كثيرا ورحم الله ابا محمد ابن ابي زيد القيرواني على ما اودع في هذه الرسالة من العلوم النافعة والعقائد الصحيحة والاداب الرفيعة رحمة واسعة والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات