الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم القاعدة الثانية التأسيس اولى من التأكيد التأسيس اولى من التأكيد وبيانها ان نقول اذا وجدت لفظة في القرآن او صحيح السنة؟ مكررة مرتين فوجدتها في اول الاية او الحديث مثلا ثم اعاد الشارع ذكرها بعد ذلك فهل اللفظة الثانية تعتبر تأكيدا للمعنى الاول ام تعتبر تأسيسا لمعنى جديد؟ فالكلام ليس في اللفظة الاولى وانما الكلام في اللفظة الثانية. هل نحمل معنى اللفظة الثانية على انه مؤكد لمعنى اللفظة الاولى ام اننا نحملها على معنى اخر؟ استقلالا قال العلماء اذا امكن حمل اللفظ الثاني على معنى جديد غير المعنى الاول فلا كرم انه هو الاولى لانك اذا حملت اللفظة الثانية على معنى جديد فانت مؤسس لمعنى جديد واذا حملتها على نفس المعنى الاول فانت مؤكد واذا دار المعنى بين تأسيس وتأكيد فلا جرم ان التأسيس اولى من التأكيد وعلى ذلك فروع. الفرع الاول قول الله عز وجل في سورة التكاثر كلا سوف تعلمون هذه اللفظة الاولى ثم قال ثم الا سوف تعلمون. اختلف المفسرون في معنى اللفظة الثانية. هل هي تأكيد اللفظة الاولى ام انها تقصد علما اخر؟ غير علم اللفظة الاولى. على قولين لاهل العلم من اهل العلم من حملها على معنى اللفظة الاولى فيكون مؤسسا او مؤكدا؟ الجواب يكون مؤكدا ومن اهل العلم من حملها على معنى اخر. معنى اخر فيكون مؤسسا ولا جرم ان القول الاقرب هو القول الثاني. لان التأسيس اولى من التأكيد فقالوا ماذا؟ قال العلماء رحمهم الله تعالى ان قول الله عز وجل اول مرة كلا سوف تعلمون اي عند حلول السكرات سوف تعلمون. حقيقة ما كنتم عليه سابقا وانه ليس هو الدين الصحيح. اذا هنا عند المعاينة عند معاينة الموت عند سكرات الموت. وهل ينقطع علمهم عند هذا؟ او سيتجدد له علم اخر؟ الجواب لا سيتجدد لهم علم اخر اذا عاينوا النار وقادتهم الملائكة الى جهنم يوم القيامة ويتأكدون علم اليقين انهم كانوا على باطل. وسيتمنون الرجوع الى هذه فالعلم المذكور في قوله عز وجل كلا سوف تعلمون انما هو عند حلول السكرات ومعاينة الموت واما قوله ثم كلا سوف ثم كلا سوف تعلمون اي بعد قيامكم من قبوركم ورؤيتكم تلك العرصات معرفتكم المعرفة اليقينية الحقة ان الرسل كانوا على حق وانكم كنتم على باطل وكفر. واختار هذا القول الثاني الامام ابن عباس والحسن ومقاتل وعطاء من السلف ورجحه الامام ابن القيم الله تعالى وهو القول الصحيح لما؟ لان التأسيس اولى من التأكيد فهمتموها؟ خذوا الفرع الثاني يتضح اكثر. الفرع الثاني في سورة الانعام يقول الله تبارك قل انما حرم ساعدوني ذكروني بالاية. قل انما حرم عفوا قل قل لا اجد قل لا اجد فيما اوحي الي محرما. على طاعم يطعمه الا ان هنا ميتة او دما مسفوحا او لحم خنزير فانه رجس اللفظة الثانية التي اختلف العلماء فيها هو معنى قوله رجس. هل هي بمعنى تحريم اي انها حرام؟ قال بذلك بعض اهل العلم فقولهم هذا يعتبر تأكيدا او تأسيسا تأكيدا لان التحريم قد ذكر في اول الاية في قوله قل ااجد فيما اوحي الي محرما؟ فاثبت تحريم هذه الاشياء. فاذا كان معنى قوله فانه رجس. ايضا يفيد التحريم فهذا تأكيد للتحريم الاول. هذا القول الاول. القول الثاني قالوا ان معنى رجس اي نجس. فانه رجس اي نجس. وهؤلاء حملوا اللفظة على قوي التأكيد؟ الجواب على التأسيس واي القولين ارجح؟ الجواب لا جرم ان القول الثاني هو الارجح لانهم يحملونها على معنى جديد يتضمن تأسيسا لا تأكيدا والمتقرر عند العلماء ان التأسيس اولى من التأكيد ومنها في قول الله تبارك وتعالى الم تر ان الله له من في السماوات والارض. والطير صافات. انتبهوا انتبهوا للفظة المتكررة كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم. بما يفعلون. ما اللفظة التي تكررت؟ علم عليم والله عليم بما يفعلون هذه فيها نسبة العلم الى من؟ الى الله. اذا لا اشكال ولا خلاف فيها لكن بقينا في كلمة كل قد علم هل العلم هنا يقصد به علم الله؟ يعني كل قد علم الله كيف يصلي وكيف يسبح؟ ام ان العلم هنا منسوب الى المصلي المسبح اي كل من سبح وصلى فان الله قد علمه كيفية صلاته وتسبيحه فلو اننا نسبنا العلم الى الله والعلم الثاني منسوب الى الله ايضا لكان الثاني ها تأكيد قل لي الاول لكن لو اننا حملنا العلم في قوله كل قد علم على مخلوق نفسه لكان قول الله عز وجل والله عليم فيه تأسيس لمعنى جديد. ولذلك فالقول الصحيح قول الله قد علم كل قد علم اي اي الانسان قد علم صلاته وتسبيحه والسماوات قد علمت كيف تصلي وتسبح والارض قد علمها الله كيف تصلي وتسبح؟ والطير قد علم كيف يصلي ويسبح والملائكة قد قد علموا كيف يصلون ويسبحون. اذا كل قد علم صلاته وتسبيحه. فالعلم الاول هو علم المخلوق والعلم الثاني هو علم الله. فصار كلا العلمين يدل على معنى جديد ففيه تأسيس والمتقرر عند العلماء ان التأسيس اولى من التأكيد ومنها في قول الله كم رقم الفرع؟ طيب ومنها قول الله عز وجل. الذين كفروا والصدوا عن سبيل الله اضل اعمالهم. اما تفسير الكفر فهو واضح لكن العلماء اختلفوا في تفسير قوله وصدوا عن سبيل الله. انتبه يا اخوان انتبهوا لي العلماء لهم فيها قولان. الاول منهم من فسر الصدود عن سبيل الله اي الصدود بالكفر. الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله بكفرهم. اذا صارت المعنى نفس المعنى الاول. لانه اثبت انهم كفروا. في اللفظة الاولى ثم يثبت انهم صدوا بكفرهم ايضا في اللفظة الثانية فهذا تأكيد. لكن من اهل العلم من قال الذين كفروا باعتبار انفسهم وصدوا عن سبيل الله باعتبار غيرهم اي انهم امروا غيرهم بالكفر وصدوه عن الايمان واتباع الرسل فالقول الاول فيه تأكيد والقول الثاني فيه تأسيس واي المعنيين ارجح عندكم؟ الجواب لا جرم ان القول الثاني هو القول الاصح لانه تأسيس والمتقرر عند ما ان التأسيس اولى من التأكيد ومنها وهو شيء لطيف. في قول الله عز وجل حتى اذا بلغ اشده هو وبلغ اربعين سنة. حتى اذا بلغ اشده وبلغ اربعين سنة الخلاف ليس في قوله اربعين سنة. هذا واضح. لكن الخلاف في قوله اشده فمن اهل العلم من قال ان الاشد هو اربعون سنة. فكأن الله قال فلما بلغ اربعين سنة وبلغ اربعين سنة. كانكم ترون ان هذا القول ليس كما ينبغي. اذ انه تأكيد اذ الاشد عند هؤلاء هو بلوغ الاربعين. لكن من اهل العلم من قال لا ان الاشد له طرفان. طرف ابتداء وطرف كمال. فابتداء الاشد يبدأ معك من البلوغ. فمن حين ما تبلغ وانت بدأت في مراحل الاشد ثم تبلغ كمال الاشد بالاربعين. فاذا هذا يدل على ان قول الله حتى اذا بلغ اشده اي كماله ونضجه ونهايته وبلغ اربعين سنة. فهذا فيه انشاء لمعنى جديد. والقول الاول فيه تأكيد للمعنى الاول فاذا دار اللفظ بين كونه تأكيدا او تأسيسا فلا جرم ان التأسيس اولى من التأكيد انتم معي؟ بكم الرقم؟ يكفينا هذي؟ مع اننا حظرنا لكم اكثر منها ولكن لعل كافية حتى نستوفي ما تبقى اذا خلاصة القاعدة ان اللفظة الشرعية متى ما دارت عندك بين قولين احدهما يتضمن تأكيدا والقول الثاني يتضمن تأسيسا فمباشرة تحملها على التأسيس لان التأسيس اولى من التأكيد