قدم الطعام وفيه قطع دبان انس رضي الله عنه ليس مجرد صحابي خادم ملازم لرسول الله عليه الصلاة والسلام. وقد نال من شرف الخدمة والصحبة الوقوف على كثير من القضايا عبد الله ورسوله وصفوته من خلقه امام الخلق وخاتم الانبياء وسيد المرسلين وحبيب رب العالمين ومبعوث الله رحمة للثقلين. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وتتجدد ليالي الجمع لتجمعنا بمجالس تقربنا فيها من الصلاة والسلام على الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم نتذاكر فيها سيرته ونتدارس فيها شمائله نستكثر من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه واله وسلم وهو القائل اكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة فهذه ليلة شريفة يستحب للمسلم ليكون له فيها ورد عظيم كثير كما قال عليه الصلاة والسلام. اكثروا من الصلاة علي. فالإكثار من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ما يستدعي امورا منها ان يكون لاحدنا حامل ودافع يحمله على الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه واله وسلم ولا اظن ان حاملا اعظم ولا دافعا اقوى ولا ابلغ في نفس المسلم المحب من ذكر سيرة وشمائل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الصلاة والسلام كل ذلك جاء في هذه الابواب وما زلنا نقول مرارا ايها الكرام العجيب غاية العجب كيف رصد الصحابة رضي الله عنهم مثل هذه القضايا التي لا ادري لو كنا نعيش زمنهم اكنا نملك من الحرص لتنبعث نفسه وتنقاد صلاة وسلاما عليه صلى الله عليه واله وسلم ومهما تعددت الدوافع وتنوعت ابواب المداخل التي تدفع احدنا للاكثار من الصلاة على المصطفى صلى الله عليه واله في ليلة كهذه فان ذكره عليه الصلاة والسلام. وذكر شمائله واستعراض اخباره وتصفح سيرته. يظل الاقوى والاعظم لان يحمل احدنا على تحريك لسانه. ومن قبل قبل قلبه للصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه واله وسلم لم ثم ان عدم احدنا شيئا من ذلك فلا اقل من ان يحمل نفسه تذكرا على ان يجلس مجالس يعقد فيها بانامله ما ان يعقد من عد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولن يقف عند حد حتى يشعر انه قد بلغ حد الاكثار لانه يقول عليه الصلاة والسلام فاكثروا وليس لهذه الكثرة حد لكن متى شعر احدنا انه قد قضى ليلة من ليالي الجمعة ويوما من ايام الجمعة قد قضاها صلاة وسلاما وملأها بين قيام وقعود وجلوس ملأها صلاة وسلاما على النبي عليه الصلاة سلام حتى يرى انه قد اكثر من ذلك فقد امتثل لامره عليه الصلاة والسلام فاكثروا من الصلاة والسلام علي فيه. هذا المجلس من مجالس الشمائل المحمدية التي نتدارس فيها ما صنفه الامام الترمذي عليه رحمة الله وعلى سائر علماء المسلمين ائمتهم مما ذكر فيه اخبارا واحوالا للمصطفى صلى الله عليه واله وسلم. نتعلم فيها هديه الكريم ونقترب وايضا فيها من حياته كأن نراها رأي عين. وان احدنا لما ينظر الى هديه عليه الصلاة والسلام. وكيف كان يصنع في طعام وشرابه ويصنع في لباسه ومنامه واستيقاظه. وكيف كان يضحك وكيف كان يأكل بل كيف كانت هيئة منظره به عليه الصلاة والسلام اللباس العمامة النعل والخف الثوب الذي يلبس حتى ملامح الوجه. كل ذلك يذكر في شمائله عليه الصلاة والسلام. من اجل ان يعيش احدنا قربا حقيقيا من حياته صلى الله عليه واله وسلم. ليدرك ما كان يعيشه الكرام رضي الله عنهم من قرب عظيم منه صلى الله عليه واله وسلم فمن فاته النظر الى رسول الله عليه الصلاة والسلام. ومن فاته شرف الصحبة له عليه الصلاة والسلام ما فاته ان يملأ قلبه وفؤاده وسمعه وبصره وان يملأ كيانه حسا ومعنى باخباره واحواله وشمائله عليه الصلاة والسلام. لما نقلب مثل هذه الصفحات. لما يشنف الاذان باخباره عليه الصلاة والسلام. فانه يقترب كثيرا من هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام ينصب هدي النبي عليه الصلاة والسلام مرآة ينظر فيها. يقيس فيها حاله بحال المصطفى عليه الصلاة والسلام. وينظر ايضا الى كل شأن من شئون الحياة وقربه او بعده من هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام. هذا ميزان ايها الكرام وهذا معيار كلنا بامس الحاجة اليه ان يكون لنا من هدي رسول الله عليه الصلاة والسلام انموذجا ومعلما ومنارة نقتدي بها والا يكون في حياتنا قط شيء غير سيرته عليه الصلاة والسلام نجعلها اسوة لنا ودليلا. لان الله عز وجل لما اراد ان ينصب للامة بشرا يكون في هذا المقام لم يرتضي ربنا سبحانه وتعالى غير نبيه ومصطفاه عليه الصلاة والسلام. فقال مؤكدا جل جلاله بقدر التي اذا دخلت على الفعل الماضي افادت التحقق ثم التحقت بها لام القسم لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا. ولا احسب ان احدا منا الا يرجو الله ويرجو اليوم الاخر فان كنا كذلك فليس بيننا وبين هذا المحمل الا ان نقدم وان نفتح الابواب ونشرع في دراسة وتعلم وتصفح اخباره وشمائله صلى الله عليه واله وسلم لاننا قوم مؤمنون. ولاننا نرجو الله ونرجو اليوم الاخر وهذه شمائله صلى الله عليه واله وسلم تزيد قلوب المحبين محبة وتزيد قلوب المؤمنين طاعة واتباعا. وتزيد المؤمن الحريص على السنة استبصارا السنة ومواضعها حتى يخطو خطواته في الحياة وهو يعلم اين يقتفي اثار رسول الله عليه الصلاة والسلام. ما زال من الحديث ايها الكرام في باب ما جاء في ايدام رسول الله صلى الله عليه وسلم. في ذيل الحديث عن باب ما جاء في عيش المصطفى صلى الله عليه عليه وسلم ثم اعقب ذلك بباب ما جاء في خبز رسول الله صلى الله عليه وسلم. ندرس ونتصفح ونعاين نعاين وحقيقة ماذا كان يأكل؟ ما الخبز الذي اكله عليه الصلاة والسلام؟ والخبز الذي اكله بما كان يأكل من انواع الادم عليه والحس والحب والشوق ما يحملنا على التقاط هذه القضايا الصغيرة في الحياة؟ اكنا نحرص صدقا على ان تقع ابصارنا وعيوننا وقلوبنا وتقع قلوبنا بحب وحرص وشوق على هذه القضايا الصغيرة في الحياة ليرصدوا لنا ويلتقطوا لنا صفة الخبز الذي اكل عليه الصلاة والسلام. ونوع الطعام الذي يوضع على مائدته. وكيف كان يأكل صلى الله عليه وسلم بل ما الذي كان يحب من الاطعمة وما الذي كان يفضل؟ ما الذي اكل على مائدته ولم يأكل عليه الصلاة والسلام؟ هذا الرصد دقيق قام به جيل هو الذي نقل لنا الدين. هو الذي حفظ لنا الحلال والحرام. اولئك الصحب الكرام رضي الله عنهم اجمعين رووا احاديث الشريعة كلها بلا استثناء. ونقلوا ابواب العقيدة والايمان والاخلاق والحلال والحرام. والعبادات والمعاملات هم من نقل هذه القضايا الجزئية. الا ترى معي انهم كانوا يرونها دينا وايمانا ينبغي ان ينقل ويحفظ ويروى الا ترى معي انهم كانوا يرونها علما ينبغي ان يدرس الا ترى معي انهم كانوا يرونها امانة وقعت عليها ابصارهم واسماعهم فرأوا انه من الواجب ان ينقلوها للامة من بعدهم. لله درهم كم كانوا اوفياء. فاثبتوا وفاءكم يا امة محمد صلى الله عليه وسلم وانتم في هذا الجيل لتبادلوا ذلك الوفاء بوفاء والحب بحب. حفظوا فنقلوا ورووا فافتحوا وادرسوا وتعلموا واقرأوا واحفظوا وتشبثوا وتمسكوا بهدى الحبيب عليه الصلاة والسلام. ولقنوها لاولادكم وعلموها لاهل بيوتكم ان الشمائل المحمدية والله ايمان وعلم وسنة وحب كلنا بامس الحاجة اليها. ينبغي ان يكون لنا نصيب وافر في حياتنا. في انفسنا في ازواجنا في اولادنا في اهل بيوتنا في اخوتنا المسلمين من حولنا ان نتواصى واياهم على هدى النبي عليه الصلاة والسلام. وان نتذكر واياهم احوالهم اخباره عليه الصلاة والسلام. هذه الاحاديث التي رواها الصحب الكرام رضي الله عنهم. في ادامه في خبزه في عيشه في طعامه في كل نحية من نواحي حياته صلى الله عليه وسلم كانوا ينقلونها لطلابهم لابنائهم لاولادهم لجيل التابعين من بعدهم كانوا تمام الحرص على ان ينقل هذا الجزء من حياته صلى الله عليه وسلم تماما كما نقلت صفة صلاته وحجه ودعائه وطوافه وسعيه. الست ترى انك اذا اردت ان تصلي يتحتم عليك ان تتعلم. وتدرس كيف كان عليه الصلاة والسلام يصلي لتصلي مثله الا ترى انه يتحتم عليك اذا ما جئت تحج تطوف تسعى تعتمر ان يكون لك علم بهديه عليه الصلاة والسلام في هذه الابواب لتفعل كما فعلت الا توافقني الان اذا اردت ان تعيش وتحيا حياة ينبغي ان يكون لك علم بحياته عليه الصلاة والسلام لتعيش كما عاش احيا كما حي هي صلى الله عليه واله وسلم هي حياة باسرها هي نور عظيم اطل على الحياة البشرية. فاستفادت منه الامة فاغترف واقتبس من هذا النور من شاء الله له ان يقتبس. اما ان النور بين ايدينا لكن المفرط والله من عدل عنه من زهد فيه من لم يقبل عليه من لم يقتبس من هذا النور بقدر ما يحتاج اليه في حياته ان السنة نور في حياة صاحبها. نور له في الحياة والله ونور في الممات. وشرف يوم يبعث ويلقى الله عز وجل ان يكون من اصحاب السنة السائرين في قافلته عليه الصلاة والسلام الفائزين بشفاعته كتب الله لنا ولكم ذلك جميعا. وقف بنا في باب ما جاء في ايدام رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقدم فيها حديث عائشة مع حديث جابر رضي الله عنهما في قوله صلى الله عليه وسلم نعم الادام الخل. او نعم الادم الخل. وتقدم ان للحديث قصة كما اخرجها الامام مسلم في صحيحه لما قال جابر رضي الله عنه اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بذاته بيدي ذات يوم الى منزله فاخرج اليه فلقا من خبز فقال ما من ادم يسأل اهل بيته عليه الصلاة والسلام فقالوا لا الا شيء من خل. فقال عليه الصلاة والسلام فان الخل نعم الادم. والخل معروف وهو ما يخلل به شيء من انواع الطعام قال جابر فما زلت احب الخل منذ سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال طلحة وانا ما زلت احبها منذ سمعت من جابر رضي الله عنهم اجمعين. في الحديث مواضع لطيفة تقدم الحديث عنها في المجلس المنصرم. ولعلي ها هنا ابتدأ بما انتهى بها حديثنا في مجلسنا السابق ليكون رابطا بينها وبين حديثنا الاتي الذي نستفتح به الليلة مقولة جابر رضي الله عنه لما قال فما زلت احب الخل منذ سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم الخل ليس بالطعام المألوف الذي يؤكل وحده ولا بالذي يشبع ولا بالذي يرغب عادة في مثله انما هو ايدام الفقراء كما يقول القائلون ايدام الفقراء بمعنى ان من عدم شيئا في بيته يجعله مع الخبز ليؤكل به فلا اقل من الخل ومن اجل ذلك قال عليه الصلاة والسلام نعم الادام الخل لان لا يحتقر اكل شيئا من نعمة الله اوصلها اليه. وان كان ولا يؤكل به الا الخبز ولا شيء اخر سواه فليرضى وليقنع وليحترف بنعمة الله وليفرح بها نعم الايدام والخل. لما اكله عليه الصلاة والسلام ومدحه واثنى عليه ما كان ثناء مطلقا. عندما كان كما قال ابن القيم رحمه الله بحسب مقتضى الحال الحاضر بما كان موجودا فاثنى عليه الصلاة والسلام. وليس ثناء مطلقا على الخل. لكن من وجد الخل فلا يحتقرنه. ومن اكتفى به اعمل ايدام الخل كما قال عليه الصلاة والسلام ما قولة جابر رضي الله عنه لما قال فما زلت احب الخل منذ سمعتها من رسول الله عليه الصلاة والسلام وهذا موطن في غاية اللطف والدقة ايها الكرام الحب والكره امر قلبي عاطفة في قلب الانسان ليس بيده التحكم فيها يعني ليس بوسعك ان تحب اذا شئت ما شئت وان تكره ما تشاء خصوصا اذا كان الحب والكره شيئا يتعلق بالمذاق بالمزاج يعني ما يعجبك من الالوان ما يعجبك من الطعام ما يعجبك من الشراب ما يعجبك من روائح العطور هذا شيء راجع الى الاذواق الشخصية وهذا الذي اقول انه ليس بوسع احدنا ان يملك فيه تحكما في حب شيء او دفعه ان تحب رائحة نوع من الورد او الطيب او المسك او العنبر او العود وغيرك يحب شيئا من ذلك ولا يحب شيئا اخر قل مثل ذلك في الالوان ان تحب الاصفر او الابيض او الازرق او الاخضر هذه اذواق ومذاقات شخصية هذه لا سبيل للانسان ان يتحكم فيها بمعنى انه اذا كان لا يحب اليوم هذا النوع من الطعام او هذا النوع من الروائح او هذا اللون من الالوان ليس بوسعه ان يقول قد تغيرت الان وصرت احبه هذا الامر الذي نتكلم عنه في مقولة جابر رضي الله عنه لما قال فما زلت احب الخل منذ سمعتها من رسول الله عليه الصلاة والسلام هل كان جابر رضي الله عنه ها هنا مجاملا بعد ان روى حديثا سمع فيه النبي عليه الصلاة والسلام يثني على الخل ويمدحه كان جابر ينظر الى الخل ويراه ويتعامل معه كما نتعامل نحن اليوم شيء من لوازم المطبخ ومن حاجات البيوت يحتاج اليه الانسان ليكون نوعا مما يعين في صنع الطعام لا ان يكون طعاما بحد ذاته يكتفى به لما سمع الحديث نعم الادام والخل وطن نفسه رضي الله عنه واستطاع ان يقول فما زلت احب الخل هذا الشعور الذي اخبر به جابر رضي الله عنه انه قد صار اليه هل هو ممكن يا قوم هل هو امر مقدور عليه؟ هل هو باليد ان تقول لي شيء من المشاعر من الاذواق من اللون من الطعام من الشراب مما لا تحبه ان تستطيع ان تقول اني احبه لسبب او لاخر الجواب في الابتداء لا هذا لن يكون لان المسألة تتعلق بالمذاق الشخصي والاذواق الخاصة. ما يعجبني لا يعجبك وبالعكس لكننا نتفق ان عاملا واحدا فقط هو الذي يقدر معه الانسان على ان يغير موقفه حبا وكراهة من تلك الامور المتعلقة بالاذواق الشخصية. عامل واحد فقط هو اذا استطاع ان يقوى على تغيير عاطفة الانسان. وهذا بالضرورة لن يكون ايها القوم الا لحب قلبي يستطيع معه الحب ان يغير مذاق الانسان. وان يغير في الحياة وان يغير شخصيته. نعم اما ترون وتسمعون اخبار العشاق؟ عشقا لمن يهيمون ومن يحبون. اذا احب الرجل امرأة فتزوجها اذا احب ولدا له اذا احب فانسانا كائنا من كان. فتعلق قلبه به. يبلغ به الحب والتعلق والعشق والغرام والهيام. ان ينزل مذاقات الشخصية في منازل من يحب وان يهوى ما يهوى وان يكره ما يكره وان يكون في ذلك تابعا منقادا له صدقوني هذا لن يكون اختيارا سيجده المحب من نفسه اضطرارا سيجد نفسه منقادا ومن قرأ وسمع وعرف احوال العشاق والمحبين وجد هذا متواترا في شؤونهم. فمن كان لا يحب الشيء اصبح يهواه لانه رأى محبوبه يتعامل به او يحبه او يميل اليه. فاستطاع للحظة ان يوطن نفسه في الحين على حب ما يحبه محبوبه. وان يكره ما يكره محبوبه. هذا اذا كان ممكنا في حياة البشر وواردا فهو باب مشرع لاصدق محبة واعظمها واوفاها باصدق حب واخلصه وانقاه حبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تربع على عرشه سادتنا من الصحابة الكرام رضي الله عنهم. صدقوني والله فيظل احدنا يتحدث ليصف كانه يبالغ. لكنها الرواية الصحيحة الثابتة ان يقول احدهم فما زلت احب الشيء في الحين لما عرف ان المسألة تتعلق بشيء مدحه واثنى عليه او احبه رسول الله عليه الصلاة والسلام. فان هذا عندهم كان كافيا تماما لان يملأ ذلك القول او الوصف او ما رأوه من حاله عليه الصلاة والسلام ان يجعل احدهم قادرا على حب ذلك الشيء او الابتعاد عنه. اما ترون الا الخمر وهي خمر وكانت حلالا وشربوها وتعلقوا بها وان شئت فقل ادمنوها فلما نزل تحريمه من فوق سبع سماوات ولما نزل قول الله عز وجل انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون بعث رسول الله عليه الصلاة والسلام رسوله يمشي في سكك المدينة ينذر ويبلغ الناس بالوحي الذي نزل وبالاية التي حرم الخمر قال فاصبح الناس يتركونها كيف انتقلوا الان؟ من موقف المحب لشراب كان مباحا حلالا وتعلقت به نفوسهم وشيء ورثوه من عادات الكرم وطبائعها في الجاهلية التي اصبحت نمطا من انماط الحياة ان يشرب الخمر كما اشرب الماء بل يتفاخرون به ويتباهون به ويذكرونه في اشعارهم ويمتدحون به مجالسهم. كل ذلك قد تغير لما حرمت الخمر. حتى ان احدهم كما يقول انس وهو في دار طلحة ابي طلحة رضي الله عنه وقد رفع احدهم الكأس الى فيه فما يكملها لما بلغه لعلكم تنتهون. فاجتنبوه لعلكم تفلحون فقالوا انتهينا انتهينا فسقطت الكؤوس واريقت الخمور وسكبت على سكك المدينة حتى جرت بمياه الخمر التي سكبت في ذلك الحين نحن نتحدث عن حب صادق اذا تمكن في القلب حب لله ولرسول الله عليه الصلاة والسلام والله صدقوني لن تقوى عادة ولن يقوى شيء من الارث ولا التقاليد ولا الاهواء ولا شيء من متعلقات النفوس لن يصمد ولن يثبت ولن يقف امام حب الله وحب رسول الله عليه الصلاة والسلام هذا الصحابي لما يقول فما زلت احب الخل بالله عليكم ما الذي يحمله على هذه المقولة من كان يجامل لمن كان يتزين او يتظاهر بهذه المقولة والله ما هو الا تعبير عن شعور قام بالصحابي الكريم رضي الله عنه فاحب ان ينقله ونحن نتعلم من ورائه درسا عظيما. اتعبتك بعض الذنوب والمعاصي ارهقتك بعض العادات السيئة؟ تعبت كثيرا من التخلص من كثير من الانماط التي ترى فيها مخالفة للسنة او مواقعة في الحرام. الطريق يا محب املأ قلبك بحب نبيك عليه الصلاة والسلام. وتمكن في ذلك الباب واغرسه بيقين وصدق ثم روه بماء العاطفة الصادقة له حبا وطاعة واتباعه. والله لتجدن نفسك منقادا كمنقاد الصحابة الكرام. رضي الله عنهم. من قادوا من قادوا امرا ونهيا فقط من قادوا زجرا وتخويفا ووعظا فقط لا انقادوا محبة قبل كل شيء لما تركوا الخمر ليس لانها حرام وملعون شاربها وان اهلها في النار ما كان هذا هو الوحيد الباب الذي منعهم عنه قط لكنه كان بابا اعظم. كان الباب الذي دخلوا منه الى حياة ملئت بحب رسول الله عليه الصلاة والسلام. فكان يكفيهم منه الاشارة اذا قال شيئا امر بشيء او نهى عن شيء ابتدروه. هذا الذي نفتقده اليوم في حياة كثير من المسلمين ان تكون منابع المحبة قد جفت في القلوب فلا تقوى على الانكفاف عن الحرام الا اذا زجرت وجلدت بسياط الوعظ والتخويف وذكر النار والعقاب في قبر ويوم القيامة وفي الحشر وبالكاد ان يرتدع انسان ويقف صدقوني لما جفت ينابيع المحبة وقسيت القلوب صارت البواعث التي يبحث عنها الدعاة والوعاظ هو كيف تسجر تلك القلوب القاسية اما انها والله لو رقت ولانت لتفجرت فيها مياه المحبة الصادقة لرسول الله عليه الصلاة والسلام فاذا جرت مياهها في القلب سرت في العروق واذا سرت في العروق نبض القلب ايمانا وحبا وطاعة. ثم سينقاد طواعية واختيارا. ثم سينقاد ويبادر ويمتثل حبا وسمعا وطاعة ولسان حاله لو قلت لي مت مت سمعا وطاعة وقلت لداعي الموت اهلا ومرحبا لو قلت لي مت مت مت مت مت مت مت مت سمعا وطاعة وقلت لداعي الموت اهلا ومرحبا. وهذا لسان حالهم ومقالهم رضي الله عنهم اجمعين العبارة ذاتها تأتيك في الحديث التالي في قصة انس رضي الله عنه عما قريب وهو يحكي موضعا مشابها لموضع جابر رضي الله عنه فيما يتعلق بباب الطعام والشراب والباب كبير. نحن نحتاج ان نسلك الطريق الذي سلكه. قد اشاروا لنا باشارات وفتحوا لنا الابواب لنا السبيل فرحم الله مسلما. احب السنة وتعلق قلبه بها. ونظر الله عبدا وامة احبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدق ويقين واخلاص فانقادت نفوسهم وتقدمت لا تقدموا شيئا على سنن الهادي عليه الصلاة والسلام نعم عن زهد من الجرمي لله رب العالمين السلام على الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل واتم عند ابي موسى الاشعري رجل من مالك قال اني رأيت ما شيئا قال فاني رأيت احمد غاية عنه امر رجل من فلم يذبح قال له قال اني رأيت الحديث من رواية ابي موسى الاشعري رضي الله عنه فيه اباحة اكل لحم الدجاج لانه يخبر رضي الله عنه باكل النبي عليه الصلاة والسلام لحم الدجاج. لما قال فاني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل لحم الدجاج اذا هذا نص نبوي ثابت في اكله عليه الصلاة والسلام لحم الدجاج كما اكل لحم الغنم كما اكل لحم الابل تآكله للحم الدجاج دلت عليه الاحاديث الصحيحة كما سمعت اما القصة الواردة في الرواية فهي ان ابا موسى الاشعري رضي الله عنه لما اوتي بلحم دجاج تنحى رجل من القوم ممن كان حاضرا عنده تنحى فلم يأكل ولما تنحى ظهر منه الامتناع عن اكل اللحم فسأله ابو موسى الاشعري رضي الله عنه ما لك يعني ما الذي مال بك وما الذي منعك ان تشاركنا الاكل؟ فقال الرجل اني رأيتها تأكل شيئا اي شيء قذرا وجاء في رواية او في نسخة فاني رأيتها تأكل نتنا اذا الرجل تقدم لانه رأى الدجاج يلتقط شيئا من القذارة ما سماها وما ذكر نوع القذارة لئلا يزعج الحاضرين ولالا يؤنف نفوسهم من لحم الدجاج الذي قد وضع على المائدة. قال فاني رأيتها تأكل شيئا فحلفت الا اكلها فاخبر ان الذي حمله على الامتناع عن مشاركتهم في اكل لحم الدجاج يمينه التي اقسم بها الا يأكل معهم. ويمينه تلك كانت مبنية على ما رآه من اكل الدجاج لشيء قذر عافت نفسه ان يأكل لحم الدجاج لاجله. فقال ابو موسى رضي الله عنه ادن يعني دع عنك يمينا واترك عنك ما قلت واقترب فاني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل لحم الدجاج هل تتصور ان ابا موسى الاشعري رضي الله عنه اراد فقط ان يخبره باكل لحم الدجاج؟ نعم لكن في الحديث مضمونا اخر في غاية اللطف الرجل يخبر عن شيء استقذره. عافت نفسه فما استطاع. ولما انصرفت نفسه وانقبضت بسبب ما رأى من القذارة بدل له ابو موسى رضي الله عنه الحال بشيء يحمله على الاستقذار يحمله من الاستقذار والانحراف والبعد عن ترك لحم الدجاج والانزواء عنه الى شيء يحمله على استطابته ومحبته. قال ادنوا فاني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل لحم الدجاج لله ابي موسى ابو موسى رضي الله عنه اراد ان يقول له ان كان اكل الدجاج لذلك الشيء القذر جعلك تستقذر الدجاج فانا اخبرك شيء يجعلك تستطيب لحم الدجاج ولم يرى شيئا اعظم ولا اكبر ولا اقوى ان يقول له فاني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل لحم الدجاج عندئذ ينبغي ان يكون الحامل طالما اكله رسول الله عليه الصلاة والسلام فان نفسي والله تطيب وفؤادي يطيب ومشاعري كلها تطيب لما طابت له نفس رسول الله عليه الصلاة والسلام فاكله. هذا المنهج العظيم الذي يتعامل به الصحابة رضي الله عنهم في التعامل مع من تحت ايديهم ممن يربونهم من التابعين يربونهم على هذا المبدأ الذي تحدثت معكم واياكم عنه قبل قليل فاني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل لحم الدجاج. يعني ما الذي يحملك على الاستقذار؟ ان كان شيئا منظرا قبيحا مقززا جعلك تعاف وجعل نفسك تنقبض ومعدتك تنفر ولا تطيب نفسك ولا منظر عينيك فهاك شيئا اعظم يزيل عنك تلك الصورة ويبعد عنك ذلك الاستقذار ويخفف عنك المنظر فاني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل لحم الدجاج كأنه يقول له هب انك رأيت الدجاج يأكل ما استقذرته نفسك. بالله عليك لو جلست على مائدة ورأيت النبي عليه الصلاة والسلام يأكل لحم الدجاج. اتكف يدك نبيك عليه الصلاة والسلام وهو الاطيب نفسا. والاكمل خلقا وخلقا. والاسمى شرفا عليه الصلاة والسلام. وقد كمله الله بجميع مكملات اترى انك يمكن ان تتنزه عن شيء عمله النبي عليه الصلاة والسلام هذا الموقف العظيم منهج تربوي كريم. ما احرانا والله يا احبة ونحن نعلم اولادنا ونربي من تحت ايدينا ان نربطهم بهذا المنهج النبوي. لما تعلم ولدك صفة الوضوء صفة الصلاة لما تعلمه اين يضع يديه عند قراءة الفاتحة وكيف يصنع في الركوع املأ سمعه في كل قضية تعلمه اياها بان تقول هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل والله مهما ملأت هذه الكلمات اذن الصبي والفتاة في الصغر فانها والله تنشئ في نفوسهم الطرية صرحا عظيما لشيء اسمه سنة النبي عليه الصلاة والسلام سيصعب جدا والله يا قوم اذا كبرت اعمارهم واشتدت بالحياة عيدانهم سيصعب ان يأتي من يهدم في بنيانهم صروحا السنة العظيمة التي بناها والداهم منذ الصغر. فما اكلوا اكلا ولا خطوا خطوة ولا لبسوا لباسا. لا توضأوا ولا صلوا ولا طافوا ولا اعتمروا ولا حجوا ولا اكلوا ولا شربوا ولا ناموا ولا استيقظوا في كل قضية في الحياة يقول له هكذا كان حبيبك عليه الصلاة والسلام يفعل. هكذا امرنا رسول الله عليه الصلاة والسلام ان نفعل هكذا نهانا صلى الله عليه وسلم ان نصنع والله هذا المنهج هو اعظم بكثير من ان يكون الابن ان يكون الابن او الابنة ممتنعا فقط لاجل توجيهات الوالدين. فرق يا احبة. انت اب وانت ام وسيمتثل الاولاد لتوجيهات الوالدين برا بالوالدين وسمعا وطاعة فماذا لو كان مع ذلك تربية على منهج نبوي على منهج حياة سيمتثل في كلا الحالتين. لكن الاعظم من ذلك ان تجعل مع ذلك التوجيه والامر والنهي ان كان بمعزل فاضف الى ذلك جرعة تسقيهم فيها من محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم. والتمسك بالسنة والحرص عليها. هكذا صنع ابو موسى رضي الله عنه. في رواية قال كنا عند ابي موسى الاشعري فقدم له طعام وقدم في طعامه لحم لحم دجاج وفي القوم رجل من بني تيم الله احمر كانه مولى قال لم يدنوا فقال له ابو موسى ادن فاني قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اكل منه قال اني رأيته يأكل شيئا فقذرته فحلفت الا اطعمه ابدا. اختلاف الرواية تتحد في مضمون القصة والسبب الذي حمل الرجل على الامتناع والاعظم من ذلك منهج ابي موسى الاشعري رضي الله عنه في تربية اصحابهم ومن تحت ايديهم وما الذي يجب ان نتعلمه في مثل هذه المواقف في تربية الامة على حب السنة واقتدائها. نعم سفينة قال مع رسول الله عليه وسلم الحديث دل على اباحة اكل لحم الحبارة طائر معروف كبير العنق رمادي اللون في عنقه شيء من الحمرة اداحة اكله جاء على المقتضى الوصول الشرعية العامة ليس بذي المخالب من الطيور وليس مما يأكل اللحوم فأبيح اكله فهو قلت له لحم الدجاج في اباحة اكله. دل على اباحته حديث سفينة اكلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لحم حبارا. الحديث ضعيف السند وافته علة في الاسناد تعود الى ضعف احد الرواة. وان لم يسعفنا الحديث بصحة سنده فان اكل لحم الحبار باق على الاصول الشرعية العامة في اباحة اكل مثله من الطيور التي لا يعارضها شيء من المحرمات التي جاءت قواعدها الشرعية في الكتاب والسنة نعم عن ابي قصي قال رسول الله صلى عليه وسلم وادهنوه به من شجرة بركة عمر بن الخطاب رضي قال قال رسول الله عليه وسلم واتهموا به الحديث عن الزيت والمقصود به زيت الزيتون على وجه الخصوص لقوله عليه الصلاة والسلام فانه من شجرة مباركة وهو الذي جاء في قوله تعالى الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية الاية والتي اقسم الله ايضا بها في كتابه فقال والتين والزيتون. فالزيتون شجرة مباركة ومنبته ايضا في ارض مباركة بلاد الشام والمسجد الاقصى والارض اللي حولها التي بارك الله عز وجل فيها فبركة الزيتون في اكله والدهان به جاء في هذا التوجيه النبوي الكريم كلوا الزيت وادهنوا به كلوه يعني ائتدموا به اجعلوه اداما. فسواء اكل وحده مع الخبز. او جعل مع غيره من الطعام كما يصنع كثير من اسي اليوم عندما يأكلون اي طعام يوضع له الزيت سواء زيت ليطبخ به الطعام او كان زيتا يوضع فوق الطعام ليؤكل به فان استخدام الزيت والانتفاع به ليس مباحا فقط وحلالا لا بل مرغب فيه جاء الترغيب من قوله عليه الصلاة والسلام كلوا الزيت وادهنوا به وربما كان الامر في مثل هذا المقام للاباحة ببيان انه مباح لكن التعليل الاتي بعده فانه من شجرة مباركة يشعر بنوع فضيلة. فان بركة الزيت تحمل احدنا على الانتفاع به واستخدامه واكله والادهان به وابتغاء اجر السنة وامتثالها ايضا بهذا العمل كلوا الزيت وادهنوا به. الادهان يستعمل في اليدين وفي الرأس وفي الشعر. وفي كل موضع يحتاج فيه الانسان الى الادهان والناس تدهن بالزيت لواحد من امرين اما يدهنون بالزيت استشفاء وعلاجا ومداواة كما يصنع صاحب الالم اذا وجعه شيء من جسده فادهن بزيت دافئ او محمي او كما يصنع بعض الناس اذا استخدم الزيت مثلا للرقية وينتفع به فان هذا من باب المداواة والاستشفاء. والنوع الاخر يستخدم الدهان بالزيت تجملا وتزينا وتطيبا. فان الزيت يرطب الجسد. فيزيل يبوسة وجفاف الجلد الشعر كذلك فاستخدام الزيت في هذا كله نافع وهو يدخل في عموم قوله عليه الصلاة والسلام وادهنوا به فيدهن به من اراد التجمل والتزين وترطيب الجسد. ويدهن به ايضا من اراد الاستشفاء والعلاج. وسائر انواع عزيت المباحة على الاصلها لكن يبقى زيت هذه الشجرة المباركة كما قال عليه الصلاة والسلام مرغب فيه اكثر من غيره بقوله عليه الصلاة والسلام كلوا الزيت وادهنوا به فانه من شجرة مباركة. الحديث هذا تأكد برواية حديث عمر رضي الله عنه باللفظ ذاته والحديث كلوا الزيت وادهنوا به فانه من شجرة مباركة. فمن اكل زيتا فلا فرق ان يستخدم زيت زيتون او زيت سمسم او زيت ذرة او ما شاء من انواع الزيوت كلها على الاصل طالما كانت من نبات مباح لكن ان يستخدم زيت الزيتون فانه يستعمل الزيت يأكله وينتفع به ويكتسب فوق ذلك ثواب الامتثال. لقوله عليه الصلاة سلام فانه من شجرة مباركة. والبركة تحصل. وهذه فائدة ثالثة في هذا الباب. فيستخدمه ينتفع به ويكتسب اجرا لامتثاله امر النبي عليه الصلاة والسلام وحثه على الاكل والدهان به. وثالث الفوائد التماس البركة لقول عليه الصلاة والسلام فانه من شجرة مباركة. فمن كان يستشفي بالدهان بالزيت فان البركة الحاصلة بهذا النوع اولى من غيرها واعظم بركة في تحصيلها. وكذلك من استخدمه طعاما. وما من شك ان كلنا يلتمس البركة في الطعام. ومن مواضع البركة طريقة الاكل التي اشار اليها صلى الله عليه وسلم كما سيأتينا في احاديث مقبلة او نوع الطعام الذي دلت الشريعة على انه مبارك ومنه هذا النبات او الزيتون زيته وطعامه مبارك كما جاء في كتاب الله يوقد من شجرة مباركة مبارك ايضا في سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام لما قال فانه من شجرة مباركة. نعم عن انس بن مالك رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم طعام وطعم له فجعلت اضعه بين يديه لا اعلم انه يحبه في طريق ثانيا ان فياضا دعا رسول عليه وسلم من صنعه قال انس مع رسول صلى الله عليه وسلم ذلك الطعام الى من شعير ومرقة ثالثا عليه دبا ضوء وقديم. قال انس رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فحوالي القصعة كان يحب نعم وعن حكيم بن جابر وعن حكيم ابن جابر عن قال على النبي صلى الله عليه وسلم رأيت رأيت عنده قال ابو عيسى هذا هو رجل من الله عليه وسلم ولا نعرف لهم الا هذا واحد الحديثان بالروايات المختلفة فيه تكلمت عن نوع من الطعام الذي اكله رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الدباء الدبان النبات المعروف والذي يسمى احيانا بالقرع القرع او الدبان كلاهما اسمان لنبتة تستخدم يستخدم ثمرها طعاما يطبخ فيؤتدم به يصنع منه الادام او يقطع منه قطع فتوضع فوق الطعام ايا كان نوعه الحديثان دل من حديث انس من حديث جابر ابي حكيم جابر ابن طارق دل الحديثان على ان النبي عليه الصلاة والسلام اكل الدبان وانه كان يحبها الحديث الاول من رواية انس رضي الله عنه صرح فقال في مبتدأ الحديث كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه دب من اين عرف انس رضي الله عنه حب النبي عليه الصلاة والسلام للدبة قال كان يعجبه الدبان فاوتي بطعام او دعي له فجعلت اتتبعه فاضعه بين يديه لما اعلم انه يحبه خاصة والجزئية التي ربما لا يعرفها كثير من الناس وهذا مما يناله الانسان بقربه واختصاصه وملازمته وصول طول الصحبة وحسن المرافقة. السؤال كيف عرف انس قال لما قال لما علمت انه يحب الدبان لما اعلم انه يحبه. فجعلت اتتبعه صار يقربه للرسول عليه الصلاة السلام فيضعه بين يديه عند موضع اكله عليه الصلاة والسلام. الرواية التالية بينت سبب معرفة انس رضي الله عنه لحب النبي عليه الصلاة والسلام للدبة قال ان خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه قال انس فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ذلك الطعام عام فقرب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزا من شعير ومرقا. المرق معروف ماء اللحم الذي يطبخ قال فقدم اليه خبزا من شعير ومرق. وفي طريق ثالثة فريدا عليه دبا. قطع من فتت على لحم عليه دبا. قال فيه دباء وقديد الدباء هو النبات الذي نتحدث عنه. والقديد لحم مجفف فاذا هو نوع من المرق به قطع من لحم فت عليه قطع من خبز قال فيه دباء وقديم. اسمع قال انس فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدبان حوالي القصعة يعني اصبح يلتقطها من هنا وهناك فلما رأى انس رضي الله عنه هذا المنظر قال وكان يحب الدب فلم ازل احب الدب من يومئذ لو كنت انت مكان انس رضي الله عنه اكنت تمتلك من الشعور والدقة وحسن الملاحظة ما صنع انس رضي الله عنه او لصرت ملازما تشارك في الطعام وتباشر الخدمة وتكتفي عند هذا الحد يا قوم لا زلنا نتحدث ان الصحابة رضي الله عنهم يمتلكون رصيدا من المحبة والله سبقوا فيها من بعدهم الى يوم القيامة صحبة فيها قدر من المحبة ورصيد ضخم عظيم يصعب ان تصفه. لست اتحدث عن بذل نفوسهم في الجهاد فداء لرسول الله عليه الصلاة والسلام. لست اتحدث عن اراقة الدماء تضحية بمهجهم فداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم. لست اتحدث عن بذل الاموال نصرة لرسول الله عليه الصلاة والسلام. لست اتحدث عن المغامرة باعمارهم وحياتهم واهليهم والديهم واولادهم فداء ونصرة وهجرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. كل ذلك معلوم متقرر معروف محفوظ انا اتكلم عن مواضع هي ادق بكثير بكثير. مواضع دقيقة جدا كان الصحابة رضي الله عنهم يعيشون نمطا من الحياة. والله جعلوا فيها قلوبهم ترفرف حبا لرسول الله عليه الصلاة والسلام. انس رضي الله عنه صبي خادم اتت به امه منذ مقدم لرسول الله عليه الصلاة والسلام المدينة فقدمته بين يديه خادما. ليحظى بشرف الصحبة وما اعقلها والله ام انس رضي الله عنها فظفر انس بحسن الصحبة وشرف الخدمة لرسول الله عليه الصلاة والسلام. فما عرفت البشرية والله منصب خادم اشرف ولا اعظم من منصب انس رضي الله عنه. ولا عرفت البشرية خادما نال من الشرف في الدنيا والاخرة. وما حظي بشرف الصحبة والخدمة مثلما حصل لانس رضي الله عنه وارضاه اختص به فاقترب منه. لاحظ معي انس رضي الله عنه صاحب روايات نادرة في السنة في الشمائل المحمدية على وجه الخصوص. انس رضي الله عنه هو الصحابي الوحيد الذي نقل عنه في اكثر من رواية عدد الشعرات البيض في رأس رسوله فاذا وضع معه شيء يكثر به الطعام فيشبع به الاكلون. علمت اذا من الاحاديث برواياتها ان النبي عليه الصلاة والسلام اكل الدبان بل واحب اكلها. وقد علم الصحابة مثل انس رضي الله عنه حب النبي عليه الصلاة والسلام للدباء فجعلوا يأكلون عليه الصلاة والسلام. في رواية يقول بضع عشرة في رواية يقول اربعة عشرة. وفي رواية عند البخاري لا تتجاوز العشرين انس رضي الله عنه بلغ به الدقة في الوصف وحسن الصحبة وتعلق القلب برسول الله عليه الصلاة والسلام ان ينقل هذا الامر الدقيق جدا وهو عدد الشعرات البيض في وفي شعره عليه الصلاة والسلام. اتظن انه يفوته ان يرصد موقفا كهذا يحضر طعاما فلا يلفت نظره صنيع رسول الله عليه الصلاة والسلام في التقاط الدبان من التقطت عينه عدد الشعرات البيض وهي شعرات تختبئ خلف اخواتها السود في الرأس وفي اللحية. من رصد هذا بدقة ايفوته رصد موقف يحضره في في مأدبة وطعام لرسول الله عليه الصلاة والسلام فيراه يتتبع الدبان دع انس رضي الله عنه فقد بلغ مبلغا عظيما. انا اقول لو كنت انا وانت مكان انس. اكنا نملك مثل هذا النوع من تصرف انحسن مثل هذه القضايا هذه القضايا لا تتعلم والله يا اخوة في مدارس ولا تدرس في كتب هذه قضايا حب وايمان هذه قضايا لا ينالها الا قلب غمس في اناء المحبة لرسول الله عليه الصلاة والسلام ثم انطلق وحدث ولا حرج ما الذي يمكن ان يصنع المحب في صحبة من يحب عليه الصلاة والسلام؟ كانوا ليسوا فقط مجرد اصحاب يلازمونه للخدمة والمباشرة كانوا يفعلون اكثر من هذا بكثير. انس رضي الله عنه لو لم يبلغ به المقام الا ان ينقل هذا الوصف الدقيق لصرت كفا على كف تتعجب من صنيع انس رضي الله عنه. لكن الاعجب هي الجملة الاخيرة لما يقول فلم ازل احب الدبان امن يومئذ لله در انس رضي الله عنه رصد الموقف ما كان يقود الا شعور محب. ولما بلغ هذه الدرجة من المحبة ويرى الرسول عليه الصلاة والسلام يتتبع الدباء ويلتقط خطوة من حوالي الصحفة اتظن ان قلبه يملك وقتا للانتظار؟ ليدرس مسألة متابعة النبي عليه الصلاة والسلام او يختبر مذاقه ورغبته وهواه هل يحبها او لا يحب؟ المسألة عند المحب لا تحتمل. المسألة طالما شعر فيها رغبة واقبالا وتوجها وميلا من رسول الله عليه الصلاة والسلام فانها لا تتسع قلوب المحبين الا للمبادرة والامتثال. نحن دون هذه المرتبة بخطوات نحن امام اوامر صريحة في السنة النبوية. افعل ونواهي شرعية صريحة في السنة لا تفعل ثم لا يزال احدنا يقدم رجلا ويؤخر اخرى يمتثل او لا يمتثل لا يزال كثير منا الاخوة اسير لبعض العادات والتقاليد لبعض الاهواء لبعض الموروثات لبعض الاشياء التي تربى عليها. يعرف ان هذا لا يجوز يقدم رجلا ويؤخر اخرى نحن ضعفنا كثيرا والله. دعونا نصارح انفسنا فنقول ما ضعف فينا علم؟ ما ضعف فينا عقل؟ ما ضعف فينا حب لرسول الله عليه الصلاة والسلام. والله مهما جفت ينابيع المحبة في قلوب المسلمين الله اكبر اكبر خلاصة القول ان من لم يحمل نفسه على الامتثال في امره الصريح عليه الصلاة والسلام ونهيه الصريح عليه الصلاة والسلام من لم يوطن نفسه على الامتثال في الاوامر والنواهي الصحيحة الصريحة التي فيها ارشاد مباشر لما يفعله المسلم وما لا يفعله. من لم يتجاوز هذه المرتبة. ومن لم يوطن نفسه على ذلك ليبحثن عن مرتبة كحال انس رضي الله عنه او كحال جابر رضي الله عنه وسائر الصحابة. لما نزلوا اهواءهم واذواق فهم منازل علموها من رسول الله عليه الصلاة والسلام. لكنه باب ينبغي ان نفتح اعيننا عليه جيدا. لما يقول فما زلت كنت احب الدباء من يومئذ ويقول جابر فما زلت احب الخل منذ سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نبلغ مثل هذه المنازل العالية وحتى على عرش هذا الحب الكبير لرسول الله عليه الصلاة والسلام فان خطوات سابقة يجب ان تحقق في الحياة. ينبغي ان يكون امتثال تام وينبغي ان يكون مبادرة صادقة نحو تتبع السنن واقتفاء اثارها. نحو اعادة النظر في خرائط الحياة من جديد وحذف كل ما لا يتفق مع سنة الحبيب عليه الصلاة والسلام. وان نبحث عن السنن وان نضيفها الى حياتنا لتزدهر. لتزهو حياتنا لتضيء وتشرق باتباع سنن المصطفى عليه الصلاة والسلام في حديث جابر في الرواية الثالثة قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فرأيت عنده دبابة يقطع فقلت ما هذا؟ قال كثروا به طعامنا يعني يستخدم عليه الصلاة والسلام الدبان ليكون في طعامه مزيد اكتفاء يشبع هو واهل بيته لان المرق وحده ربما لم يكن كافيا ويحرصون عليها. نختم مجلسنا هذا بتنبيهين احدهما يتعلق برواية انس رضي الله عنه لما قال فرأيت النبي صلى الله الله عليه وسلم يتتبع الدباء حوالي القصعة ومعنى يتتبع يلتقط قطعها من ها هنا وهناك ربما اشكل هذا على حديث عمر بن ابي سلمة رضي الله عنه لما رأى النبي عليه الصلاة والسلام يده تطيش في الصحفة فقال يا غلام سم الله كل بيمينك وكل مما يليك وان يكون الاكل يتناول ما يليه فلا تتجاوز يده الموضع الذي امامه. فكيف يروي انس رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام جعل يتتبع الدب عن هذا جوابا الاول وفقني الله واياكم ان هذا التتبع من رسول الله عليه الصلاة والسلام انما كان مما يليه لا غير فجعل يأكل مما يليه لكنه كان يلتقط قطع الدبة التقاطا فلا يزال بذلك صلى الله عليه وسلم لا تتجاوز يده موضع اكله والجواب الاخر وهو اظهر ان انسا رضي الله عنه يحكي عن طعام ليس فيه الا هو ورسول الله عليه الصلاة والسلام والاكل اذا كان وحده او كان ليس معه الا من لا يتحرج معه في الطعام مثل الزوجة والخادم فان جلوسه على الاناء او على الصحن او على طبق يباح له فيه انتقال يده لانه ليس اكلا يشاركه يكون في تجاوز اليد اساءة ادب بالنسبة للمشارك معه في الاكل فكأنه يأكل وحده عليه الصلاة والسلام وانس كان يخدم ويباشر رضي الله عنه فيقرب اليه قطع الدبان فلا تعارض بين الحديثين يبقى نهيه صلى الله عليه وسلم اذا ما جلس احدنا طعاما او الى طعام يشاركه فيه اكلون ان يحترم الادب والا ان تتطاول يده الى موضع امام غيره ليأخذ شيئا ليس مما يليه. والتنبيه الاخر في قوله حوالي القصعة القصعة اسم لنوع من الاناء والطباق كبير الحجم وفي ترتيب اواني الطعام يقول الثعالبي رحمه الله اولها الفيحاء وهي كالس كالرجا. يرتب الان حجم او اني الطعام في لغة العرب. قال اولها الفيحة وهي كالسكر رجا. والسكر رجا في الدرس السابق نوع من الاناء صغير جدا يوضع فيه المشهيات كالسلطة والمخللات ونحوها. فليست مما يوضع فيه الطعام قال اولها الفيحة وهي كالسكر رجا. ثم الصحيفة تشبع الرجل ثم المأكلة تشبع الرجلين والثلاثة ثم الصحفة تشبع الاربعة والخمسة. الله اكبر