وما تجرد عن المصلحة فتركه هو المصلحة واخيرا اقول لك اخر سورة يونس واتبع ما يوحى اليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين السؤال الاول يقول السائل هناك حكومات مستبدة تقتل عباد الله تمنع اعمار مساجد الله هذه الحكومات تقوم باعمال انشائية وتجارية هل يجوز التعامل معها تجاريا وباي شكل من اشكال التعامل؟ الجواب عن هذا بطبيعة الحال لا يعان الظالم على ظلمه حاكما كان او محكوما لا يشاوع لا يشيع على باطله لا بقول ولا بعمل بقوله تعالى ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكوا النار وما لكم من دون الله من اولياء ثم لا تنصرون ولقوله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان اما سائر الامور الاخرى التي لا علاقة لها بالظلم فهي على اصل الرخصة لاسيما مع شيوع البلوى بالظلمة من الولاة وبالمستبدين من الحكام فان احسنوا يا رعاك الله فاحسن معهم. وان اساءوا فاجتنب اساءتهم كفار مكة الذين كفروا وصدوا رسول الله واصحابه عن المسجد الحرام والهدي معكوفا ان يبلغ محله مع هذا. عندما جاءوا بامر صالح بعرض في صلح الحديبية. قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يسألوني يعظمون فيها حرمات الله الا اعطيتهم اياها ولقد روى البخاري في صحيحه عن عبيد الله بن عدي انه دخل على عثمان ابن عفان وهو محصور فقال انك امام عامة ونزل بك ما نرى ويصلي لنا امام فتنة ونتحرج قال الصلاة احسن ما يعمل الناس. فان احسن الناس فاحسن معهم. وان اساءوا فاجتنب اساءتهم لاسيما يا رعاك الله مع ضعف جدوى الاعتزال التام والمقاطعة الشاملة مثل هذا لا ينتج اثره الا اذا كان موقفا جماعيا وهيهات هيهات في ظل القهر والاستبداد لا ينتج هذا اثره الا اذا كان موقفا جماعيا. اما المواقف الفردية فقل ان تنتج اثرا لا في قمع ظالم ولا في نصرة مظلوم