ولذلك الانسان يتعامل مع قضاء الله وقدره اذا خالف مراده بامرين. بامر واجب وامر مندوب. اما الامر الواجب فهو الصبر. فالصبر على مقدار الله المؤلمة امر واجب ليس للانسان فيه خيرة. ليس فيه للانسان خيرة. وكل قول او عمل يتنافى مع الصبر ويشعر بالتسخط على قضاء الله وقدره فانه محرم. لقول النبي صلى الله عليه وسلم فمنا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية. لما حرم الشارع هذه الافعال والتصرفات؟ لانها متنافية مع الصبر. وكل فعل يتنافى مع الصبر عند حلول اولي الامر المؤلم فانه محرم. وفي الصحيحين من حديث ابي بردة ابن ابي موسى ان النبي وسلم قال انا بريء ممن صدق وحلق اخرق. فالذي يخرق ثوبه عند المصيبة او يحلق شعره عند المصيبة. او آآ يرفع صوته عند المصيبة هذا قد تنافى مع هذا قد فعل فعلا يتنافى مع الصبر. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركونهن الفخر بالاحساب والطعن في الانساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة لما حرمت النياحة وتوعد صاحبها بقوله النائحة اذا ماتت قبل ان تتوب فانها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب. لم؟ لانه فعل يتنافى مع الصبر. فاذا يجب عليك ان تصبر والصبر وحبس اللسان عن قول ما لا يليق وحبس الجوارح عن فعل ما لا يليق ولكن يبقى في قلبك شيء من الضيق حينئذ ننتقل الى الامر الثاني وهو استحباب والرضا فيستحب لك ان تعود قلبك على الرضا وان تقنع نفسك بان ما يختاره الله لك خيرا مما تختاره لنفسك وان ما اصابك لم يكن ليخطئك وانما اخطأك لم الكل يصيبك وان كل شيء بقضاء الله وقدره. وان الانسان لا يدري لعله ان يحب شيئا يكون عين عطبه فيه. ولعله ان يكره شيئا يكون عين وجنة الله فيه فوكل الامر لله عز وجل وثق بان الله لم يختر لك الا كل خير. حينئذ يتعود قلبك على الرضا. والخلاصة من هذه الفتية انك صبرت وقمت بالواجب لكن يبقى عليك الرضا والرضا مستحب والله اعلم