اقرب ما يكون اليك نفسك التي بين جنبيك اكثر ما يعامل المرء نفسه فهذه النفس التي بين جنبيه كيف يعاملها؟ ايعاملها معاملة من لا يدرك ما يجب عليها وما لا يجب ما يجوز وما لا يجوز؟ ام يعاملها على وصف الحكم الشرعي ان الله جل جلاله في القرآن العظيم وان النبي صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة بين الله جل وعلا وبين رسوله صلى الله عليه وسلم انه يجب على المؤمن ان يزكي نفسه. قال جل وعلا قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها فالسعي في تزكية النفس هي اولى درجات التعامل مع النفس. فان النفس لها طلبات في الخير ولها طلبات في الشر وان المرء اذا عامل نفسه بالسعي في ان يزكيها كانت تلك النفس نفسا طيبة كانت نفسا مفلحة وكان صاحبها مفلحة قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها. وفلاح النفس وزكاتها وتزكيتها يكون بامر عام. الا وهو وان يجعل نفسه متعلقة بالدار الاخرة وان يجعلها مبتعدة عن دار الغرور يجعل هذه النفس في احوالها وفي مطالبها متعلقة بالدار الاخرى متعلقة بالجنة بالرغب اليها وبالقرب منها وباعداد المنازل هناك وبالبعد عن النار وعن وسائلها وعن ما فيها من انواع العذاب. هذه اولى درجات تزكية النفس ان يكون المرء ناظرة فيما يصلحه في داره الاخرى يعني ان يكون القلب متعلقا بالدار الاخرى واذا تعلق القلب بالدار الاخرى ورغبا في الجنة وهربا من النار كانت الحصيلة انه يسعى الى ما يقربه من الجنة ويسعى فيما يبعده من النار