بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله النبي الامين وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وارزقنا العلم النافع والعمل الصالح اما بعد ايها الاخوة والاخوات نحمد الله جل وعلا الذي يسر لنا سبل العلم وطرقه واسبابه وبرامجه ونسأله سبحانه وتعالى ان يبلغنا ما نرجوه من العلم النافع. ان يمن علينا بالعمل الصالح وان يرزقنا الاخلاص ويتقبل منا ومنكم صالح الاعمال حياكم الله جميعا ايها الاخوة والاخوات في هذا اللقاء الذين تدارسوا فيه كتاب تذكرة السامع والمتكلم في ادب العالم والمتعلم للامام بدر الدين ابن جماعة رحمه الله تعالى وسيكون حديثنا تعليقا على مواضع مختارة من هذا الكتاب المبارك نبرز من خلالها المعالم والقواعد المنهجية التي يحتاج اليها طالب العلم وساحاول باذن الله عز وجل ان اركز على اهم القضايا في هذا الكتاب الحافل في مقدمة الكتاب يقول المؤلف رحمه الله تعالى يقول المؤلف رحمه الله تعالى اما بعد فان من اهم ما يبادر به اللبيب شرخ شبابه ويذهب نفسه في تحصيله واكتسابه حسن الادب الذي شهد الشرع والعقل بفضله. واتفقت الاراء والالسنة على شكري اهله ثم بعد ذلك نقل عن ابن سيرين انه قال كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم وقال الحسن ان كان الرجل ليخرج في ادب يكسبه السنين ثم السنين وهنا اشير الى وقفة وهي ان موضوع هذا الكتاب وهو ادب الطلب وما ينبغي على المتعلم هذا الموضوع كان عند السابقين من العلم الذي يطلب ويتعلم ويرحل اليه ويجالس لاجله وكان احدهم يقتطع من وقته ومن جهده ويبذل من ماله حتى يتعلم هذا العلم ولذلك نقل الذهبي رحمه الله تعالى في سير اعلام النبلاء ان الامام احمد رحمه الله كان يجتمع في مجلسه زهاء خمسة الاف او يزيدون قال نحو خمسمائة يكتبون. اصحاب المحابر الذين يدونون العلم عن الامام احمد والذين جاءوا لتقييد المسائل خمسمئة او اقل من ذلك البقية اربعة الاف وخمس مئة يحضره المجلس ماذا يفعلون؟ ماذا يقصدون؟ لماذا يتعنون قال والباقون يتعلمون منه حسن الادب والسمت الفائدة التي اريد ان اقف عليها وانبه عليها ان نعتني بهذا العلم والا يستخسر الانسان ما يبذله من جهد في تحصيله او في قراءة كتبه او في سماع محاضراته فقد كان علماؤنا الاوائل يهتمون هنا بشأن ادب الطلب وما ينبغي على المتعلم اهتماما عظيما بل ان الرجل ليخرج ويرتحل كما قال الحسن يخرج في ذلك السنين والسنين حتى يحصل هذا العلم. واول وصية في هذا اللقاء ان يكون او ان تكون كتب اداب العلم حاضرة باستمرار في برامج القراءة فنحن اليوم نقرأ كتاب تذكرة السامع والمتكلم يجعل واحد منا في برنامجه مثلا في السنة القادمة ان يقرأ مثلا تعليم المتعلم طريقة التعلم للزرنوجي في السنة التي بعدها يقرأ مثلا مقدمة المجموع في كتابه مقدمة الامام النووي في كتاب المجموع فقد كتب مقدمة عظيمة في اداب اه العالم المتعلم السنة التي بعدها مثلا يقرأ كتاب معالم في طريق طلب العلم للسدحان ونحو ذلك من الكتب النافعة في هذا الباب فهذه كتب تحتوي يا اخوة على الذكرى التي يحتاج اليها طالب العلم وما فيها من المباحث ليس مجرد معلومات تستقر في الذهن مرة واحدة ويعرفها الانسان ثم يتركها ولا يلتفت اليها مرة اخرى وانما هي قضايا مهمة تحتاج الى معاهدة وتذكير ومراجعة باستمرار وان ينظر الانسان حاله منها فبذلك يحصل بركة هذا العلم باذن الله سبحانه وتعالى ثم ختم المصنف رحمه الله تعالى مقدمته هذه بذكر ابواب الكتاب قال رحمه الله وقد رتبته على خمسة ابواب الباب الاول في فضل العلم واهله وشرف العالم ونبله. الباب الثاني في اداب العالم. الباب الثالث في اداب المتعلم الباب الرابع في مصاحبة الكتب الباب الخامس في ادب سكنى المدارس. وهذه الابواب حقيقة ابواب نافعة جدا تستحق القراءة بتمعن ونظر وسنعلق باذن الله على ما تيسر منها وانبه الى ملاحظة وهي ان هذا الكتاب لا يقتصر على ذكر الاداب هذا الكتاب نستطيع ان اذا فرزنا محتوياته ان نقول انه ينقسم الى ثلاثة اقسام او يحتوي على ثلاثة اشياء يحتوي على الاداب وعلى المنهجيات التي يحتاجها طالب العلم وعلى مجموعة من المهارات العلمية التي يحتاج اليها. وسننبه عليها في مواضيعها باذن الله سبحانه وتعالى قال رحمه الله تعالى الباب الاول في فضل العلم والعلماء وفضل تعليمه وتعلمه. واورد في هذا الباب جملة من الايات الاحاديث والاثار منها قول الله سبحانه وتعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات وقوله جل وعلا وقوله جل وعلا قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون قوله جل وعلا شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط وهنا لا بد ان نقرر ان كل اية مدح الله جل وعلا بها اهل العلم وكل حديث في ثواب العلم وفضل تحصيله وفضل اهل العلم فالمراد به علم الشريعة على وجه التعيين العلم بالكتاب والسنة يعني لا شك ان بقية العلوم التي ينتفع بها الناس كعلم الطب والهندسة وغير ذلك من العلوم والحساب ونحوها. هذه علوم نافعة ومن طلبها بنية صالحة ان ينفع نفسه وينفع المسلمين. كان مأجورا بلا شك كان مأجورا بلا شك لان الوسائل لها احكام المقاصد ولكن الفضائل الخاصة التي وردت في طالب العلم والتي وردت في فضل العلم واهله على وجه التعيين هذه انما اريد بها العلم الشرعي. العلم الشرعي مستمد من الوحي فكل الفضائل الخاصة في هذا الباب انما يراد بها العلم الشرعي. فالنبي صلى الله عليه وسلم قال مثلا العلماء ورثة الانبياء قال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وغير ذلك من الاحاديث هذه كلها يراد بها علوم الشريعة ذكر المؤلف بعد ذلك جملة من الاحاديث والاثار. من الاحاديث قول النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وهذا الحديث ايها الاخوة من اعظم ما يفرح به الانسان اذا وفقه الله للفقه في الدين وللعلم بالشريعة ان تكون فيك امارة ان الله جل وعلا اراد به خيرا وقوله صلى الله عليه وسلم يفقهه في الدين. الفقه هنا بمعناه اللغوي وهو الفهم يعني يفهمه في دينه سبحانه وتعالى فيشمل ذلك علم الفقه وعلم العقيدة وعلم التفسير والعلم بالسنة هذا كله مما يدخل في الحديث وليس المراد بقوله يفقهه علم الفقه خاصة من بين سائر العلوم انما يدخل في ذلك كل علوم الشريعة واورد المؤلف ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم العلماء ورثة الانبياء قال فكما لا رتبة فوق رتبة النبوة فلا شرف فوق شرف وارث تلك الرتبة ازا العلماء هم ورثة الانبياء ورثوا عنهم الوحي وورثوا ايضا مهام الانبياء وتبعات حملة حملي هذا العلم الانبياء حملوا الوحي وجاؤوا به عن الله عز وجل وكانت هناك تبعات تنبني على حمل هذا الوحي من البلاغ والدعوة واظهار الحق وابطال الباطل وجهاد المنافقين فطالب العلم واهل العلم كما انهم يرثون عن العلماء حمل هذا الوحي فانهم يرثون عن الانبياء كما يرثون على الانبياء. هذا الوحي فانهم يرثون ايضا مهمات الانبياء وتبعات هذا العلم فعلى طالب العلم ان يعد نفسه لهذه المقامات ولهذه المهام واورد المؤلف ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك به طريق من طرق الجنة وهذا الحديث فيه ملاحظة. النبي صلى الله عليه وسلم قال من سلك طريقا طريقا هنا لفظ عام لانها نكرة جاءت في سياق الشرط وكذلك يقوله سلك فعل جاء في سياق الشرط يقتضي العموم فهذا عام لكل سلوك على اي وجه كان ولكل طريق يوصل للعلم على اي وجه كان ولذلك نص الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى في شرح هذا الحديث ان قوله صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يطلب فيه علما هذا اللفظ يعم الطريق الحسي ويعم كذلك الطريق المعنوي. الطريق الحسي واضح حينما يسير الطالب من بيته الى المدرسة او الى الجامعة او الى المسجد او الى مجلس العلم والذكر فالشارع الذي يسير فيه يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس او يطلب فيه علما ويدخل في الحديث ايضا الطريق المعنوي وهو كل وسيلة تؤدي الى تحصيل العلم فنحن الان في هذه المحاضرة في هذا المجلس ونحن نتعلم عن بعد على هذا البرنامج نحن باذن الله جل وعلا نسلك طريقا نلتمس به علما وندخل في هذا الفضل الذي اخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم نسأل الله جل وعلا من فضله وان يتقبل منا ومنكم صالح العمل حينما يبقى الطالب او الطالبة في بيته يقرأ ويحفظ ويذاكر ويراجع ويستمع الى محاضرة هو يدخل في هذا الحديث ويسلك طريقا الى الجنة وان كان كان جالسا في مكتبه من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك به طريق من طرق الجنة. وان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم لرضا الله عنه ويعظم هذا الفضل حينما نتذكر فضل الملائكة وشرفهم عند الله جل وعلا وهم عباد مكرمون الا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون؟ ومع ذلك تضع اجنحتها لطالب العلم لرضا الله عنه قال وان العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الارض وقوله من هنا لفظ عام من هذه لفظ عام فيشمل كل من في السماوات ومن في الارض وفي رواية اخرى الحديث ليستغفر له ما في السماوات وهي ايضا لفظ وهذا ايضا لفظ عام ويؤكل النبي صلى الله عليه وسلم هذا العموم بذكر بعض افراده قال حتى الحيتان في جوف الماء الحوت هو السمك صغيرا كان او كبيرا وكم في بحار الدنيا ايها الاخوة والاخوات من الحيتان ومن الاسماك المليارات كلها تستغفر للعالم. وان العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الارض حتى الحيتان في جوف الماء قال وان فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وان العلماء ورثة الانبياء وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ واثر نسأل الله جل وعلا ان يمن علينا وعليكم بهذا الفضل العظيم. وان يجعلنا من العلماء العاملين الربانيين الصالحين المصلحين وان يتقبل منا ومنكم صالح العمل ذكر المؤلف بعد ذلك عددا من الاحاديث بعضها فيه ضعف وبعضها شديد الضعف وقد نبه المحقق على يعني هذه الاحاديث وبين صحيحها من سقيمها وختم المؤلف رحمه الله تعالى بعد ذلك بمسألة مهمة وهي مسألة تفضيل العلم على العبادات البدنية التي لا يتعدى نفعها للاخرين كالصلاة والذكر وقراءة القرآن ونحو ذلك قال المؤلف رحمه الله وقد ظهر بما قلناه ان الاشتغال بالعلم لله. لله الاشارة هنا الى صلاح النية. الاشتغال بالعلم مع حسن النية واخلاصها لله عز وجل قال افضل من نوافل العبادات البدنية من صلاة وصيام وتسبيح ودعاء ونحو ذلك ثم علل المؤلف رحمه الله تعالى هذه المفاضلة من ستة اوجه قال رحمه الله وذلك لان نفع العلم يعم صاحبه والناس والنوافل البدنية مقصورة على صاحبها الثاني ولان العلم مصحح لغيره من العبادات فهي تفتقر اليه وتتوقف عليه ولا يتوقف هو عليها والثالث قال ولان العلماء ورثة الانبياء وليس ذلك للمتعبدين وذلك بنص الحديث الذي قرأناه قبل قليل ولان طاعة العالم واجبة على غيره فيه ولان العلم يبقى اثره بعد موت صاحبه. وغيره من النوافل ينقطع بموت صاحبها. ولان في بقاء العلم احياء الشريعة وحفظ معالم الملة فهذه ستة اوجه لتفضيل العلم على نوافل العبادات التي على نوافل العبادات التي لا يعني يتعدى نفعها الى غير العابد وهذه المسألة تحتاج الى تحرير. اولا من العلم ما هو واجب على وجه التعيين يعني ما يكون تعلمه آآ من فروض الاعيان وهذا لا يدخل في المفاضلة. لان الواجب وفرض العين لا شك انه اعظم درجة واعظم اجرا من النوافل ومن العلم ايضا ما يكون تحصيله من فروض الكفايات ولم يقم به من يكفي فمن دخل فيه دخل في فرض الكفاية وهذا ايضا لا ينبغي ان يكون داخلا في هذه المفاضلة. وانما المفاضلة في نوافل العلم ونوافل العبادات البدنية التي يقتصر نفعها على صاحبها. هذه المفاضلة التي التي عقدها المؤلف هنا وعنون لها في اول المسألة ولعلي احرر هذه المسألة بشيء من التفصيل فنقول ان طلب العلم في الجملة اعظم اجرا من نوافل العبادات وللائمة رحمهم الله عبارات في هذا التفظيل ومن اشهرها كلام الامام احمد رحمه الله والشافعي وغيره الامام احمد رحمه الله يقول العلم لا يعدله شيء وسأله مهنى الشامي وهو من تلاميذه ما افضل الاعمال قال طلب العلم افضل الاعمال لمن صحت نيته قيل فاي شيء تصحيح النية؟ ايش معنى تصحيح النية؟ وكيف يكون قال ينوي يتواضع وينفي عنه الجهل اذا هذه هي القاعدة العامة القاعدة العامة ان ان طلب العلم في الجملة اعظم اجرا من نوافل العبادات ولا يمتنعوا بعد ذلك ان يستثنى من هذا بعض الاشخاص او بعض الازمان او بعض الاحوال فاستثناء الاشخاص على سبيل المثال بعض الناس فتح الله عليه في قراءة القرآن وفي تعليم القرآن ونفع به نفعا عظيما في هذا الجانب ولم يفتح له في العلم فمثل هذا يقال له الافضل في حقك انت ان تقرأ القرآن وتعلم القرآن بعض الناس فتح له مثلا في اعمال الاغاثة واغاثة الملهوف واعانة الضعفاء والسعي في حوائج الناس فتح له فتحا عظيما ولم يفتح له في ابواب العلم فمثل هذا نقول له الافضل لك انت ان تشتغل بالباب الذي الذي فتح لك فيكون هو الافضل في حقك واما طوال فان بعض الازمنة او بعض الاحوال لها اختصاص ببعض الاعمال الصالحة. يكون العمل الصالح في ذلك الزمان اعظم من غيره. على سبيل المثال العشر الاواخر من رمضان من اعظم وافضل الاعمال فيها الاعتكاف وهي سنة النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الايام المباركة فلو ان طالب العلم سأل وقال هذه العشرة ايام هل الافضل لي ان اعتكف واطبق هذه السنة ام انشغل مثلا بالحفظ والقراءة والمراجعة وطلب العلم وسماع المحاضرات فلا شك انه في تلك الايام الاعتكاف اعظم اجرا الاعتكاف اعظم اجرا لان هذا الزمان له خاصية وكذلك اذا اذن المؤذن فهل الافضل لطالب العلم في وقت الاذان ان يردد وراء المؤذن وينال الاجر العظيم في هذا ويطبق السنة؟ ام الافضل له ان ينشغل بالحفظ والمراجعة والقراءة؟ لا شك ان واجب الوقت او العبادة المتعلقة بهذا وقت وهذا الحال هي ان يردد وراء المؤذن فيكون ترديده وراء المؤذن في ذلك الوقت افضل من غيره اذا اقترب الفجر وهذا الطالب منشغل طيلة ليله بالعلم ولم يصلي صلاة الوتر هل الافضل له ان يكمل بقية ليله في القراءة والحفظ والبحث ام الافضل ان يقوم ويصلي الوتر؟ لا شك ان الافضل في حقه في هذا الحال ان يصلي الوتر ويحافظ على سنة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الوتر اذا كلام العلماء في تفضيل العلم وان العلم لا يعدله شيء وان العلم اعظم النوافل هذا بيان للقاعدة العامة وليس تفضيلا مطلقا ونظير هذا لو قيل ايهما انفع للبدن الخبز ام اللحم الخبز ام اللحم او خلينا نقول الخبز ام السمك سنقول في الجملة وفي الغالب ان السمك هو الانفع والافضل للجسم والافضل لصحة البدن لكن من الناس ما يكون الخبز في حقه افضل وانفع لبدنه هذا استثناء وفي بعض الاحوال وفي بعض الازمان قد يكون الخبز انفع لصاحبه من غير فهذا ايضا من الاستثناء. لماذا فصلنا في هذه المسألة؟ ولماذا اطلنا في هذا الكلام وهذا التقرير لان البعض قد يقرأ كلام العلماء في تفضيل العلم فيزهد في بقية النوافل ويقول ما دام العلم هو افضل العبادات وافضل النوافل. اذا انا لا اقرأ قرآن ولا اقول اذكار ولا اصلي السنن الرواتب. ولا حتى ابكر للمسجد واحاول ادرك في الصف الاول ولا في داعي اني اصوم اثنين وخميس. انا اشتغل بالعلم اربعة وعشرين ساعة وابذل كل وقتي وكل جهدي وكل همتي في العلم واكون بذلك حققت الافظل والاحسن والاكمل فنقول هذا الكلام غير صحيح هذا الكلام غير صحيح العلم افضل من غير من النوافل في الجملة. لكن ليس معنى هذا ان يشتغل الانسان بالعلم وان يترك بقية النوافل والطاعات والذي يؤكد هذا الكلام اننا لو رجعنا الى سير الائمة الذين قرروا هذه المسألة والذين قالوا ان نافلة العلم افضل من نوافل العبادات لوجدنا ان لهم حظا وافرا في تلك النوافل الامام احمد الذي قال ان العلم لا يعدله شيء وقال ان العلم هو افضل الاعمال لمن صحت نيته كان ربما صلى في اليوم والليلة ثلاثمئة ركعة وهذا مع علمه بفضل العلم وشرفه لكن كما ذكرنا ان من الاحوال ما يكون فيها بعض الاعمال فاضلا. واحيانا قد يستثنى بعض الناس او بعض الاشخاص. الشافعي رحمه الله ما عشت غاله العظيم بالعلم والتعليم لكنه كان اذا جاء رمضان يختم في رمضان ستين ختمة فلا يأتي احد ويقول انني اشتغل بالعلم في جميع الاوقات لان العلم هو افضل الاعمال. النووي رحمه الله مع كثرة انشغاله بالعلم حتى ذكر في سيرته ان انه كانه كانه في اليوم الواحد اثنى عشر درسا الا انه يذكر في سيرته ايضا من العبادة والذكر والصلاة وقراءة القرآن شيء عجيب فبقدر العناية بالعبادة يعان الانسان على طالب العلم بقدر العناية بالقرآن والاذكار والنوافل يعان الانسان على طلب العلم يعاني ويبارك له في وقته وفي فهمه وفي همته وفي جهده وييسر الله عز وجل له ابواب العلم بقدر هذه العناية سيب العبادة ارجو ان تكون هذه المسألة واضحة ننتقل بعد ذلك الى الفصل الذي يليه. الفصل الذي يليه فيه تخصيص للعمومات الواردة في فضل وثوابي طالب العلم قال المؤلف رحمه الله تعالى فصل واعلم ان جميع ما ذكر من فضيلة العلم والعلماء انما هو في حق العلماء العاملين الابرار المتقين الذين قصدوا به وجه الله الكريم والزلفة لديه في جنات النعيم لا من طلبه بسوء نية او خبث قوية او دنيوية من جاه او مال او مكاثرة في الاتباع والطلاب وذكر رحمه الله تعالى جملة من الاحاديث التي تؤكد هذا المعنى. اذا الفضائل السابقة هي فضائل جاءت في احاديث عامة جاءت في احاديث عامة مثلا من سلك طريقا يلتمس به علما هذا عام في كل سالك. قوله من لفظ عام لكن هذه العمومات يجب ان تخصص بما ورد في احاديث اخرى من هذه الاحاديث ما اورده المؤلف قول النبي صلى الله عليه وسلم من طلب العلم ليماري به السفهاء او يكاثر به العلماء او يصرف به الناس اليه ادخله الله النار. والمراد هنا العلم الشرعي بدليل قوله في الحديث الاخر من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله الكلام هنا عن علوم الشريعة والدين يعني لو ان الذي يتعلم مثلا علم الهندسة او علم الطب لم يرد بهذا العلم بالهندسة والطب والفيزياء ونحو هذه العلوم النافعة. لم يرد بها الا الشهرة في الدنيا والوظائف وتحصيل الاموال وان يصبح اشهر طبيب واحسن مهندس فهذا لا يدخل في الوعيد المذكور في الحديث نقول هذا فوت على نفسه بابا من ابواب الاجر لكنه حصل امرا دنيويا ووجد حظه في الدنيا لا يدخل في احاديث الوعيد التي اوردها المؤلف هنا انما هذا الوعيد في من تعلم علوم الشريعة وقصد بها غير وجه الله عز وجل لان طلب علوم الشريعة في ذاته عبادة فمن فعل هذه العبادة يريد ثناء الناس ومدحهم فهذا وقع على خبر عظيم قال عليه الصلاة والسلام من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه الا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة. نسأل الله جل وعلا السلامة والعافية وان يرزقنا واياكم صلاح النية وعن ابي هريرة رضي الله عنه وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال ان اول الناس يقضى عليه يوم القيامة وذكر ثلاثة ومنهم قال ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فاوتي به فعرفه نعمه فعرفها. قال فما عملت فيها قال تعلمت فيك العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكن تعلمت ليقال عالم وقرأت ليقال قارئ فقد قيل وهنا نلاحظ شيئين في هذا الحديث الامر الاول ان هذا الرجل هذا الرجل تعلم العلم ووصل الى مراتب التعليم. قالوا رجل تعلم العلم وعلمه فقد تصدر للتدريس والإفادة وتعليم الناس الامر الثاني انه كان يقال عنه في الدنيا عالم ولذلك قال تعلمت ليقال عالم وقرأت ليقال قارئ فقد قيل فقد كان يقال عنه في الدنيا العالم فلان الاستاذ فلان الشيخ فلان هكذا كان في اعين الناس وفي موازين الناس وفي في نظر الناس كان عالما ومدلسا لكنه فسدت نيته فلم يحصل فضل هذا العلم قال ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في النار. فهذا من اول من يقضى عليه يوم القيامة. نسأل الله جل وعلا ان يجيرنا واياكم وان يرزقنا جميعا صلاح النية وصلاح العمل انظر الى الفرق العظيم بين من كان هذا حاله وبين من تستغفر له الملائكة ويستغفر له من في السماوات ومن في الارض حتى الحيتان في في في البحار وحتى النملة في جحرها وشتان ما بينهما مع ان العمل ربما كان واحدا وربما بذل جهدا واحدا وربما انفقا وقتا واحدا يعني ليس هناك بينهما فرق في الصورة الصورة واحدة هذا وهذا كلاهما حضروا من الدروس وقرأوا من الكتب وحفظوا من المتون وتعلموا وعلموا وبذلوا جهدا وسهروا الليالي وقاموا وقعدوا ورحلوا للعلم لكن احدهم من اول من تسعر بهم النار والثاني له المقامات العظيمة عند الله عز وجل لم يكن بينهما فرق الا شيء واحد النية التي صلحت في قلبي الاول وفسدت في قلب الثاني وهو شيء لا يطلع عليه الا الله عز وجل ولا يظهر على حقيقته الا في الاخرة يوم تبلى السرائر في ذلك اليوم تظهر حقيقة الاعمال. هنالك تبلو كل نفس ما اسلفت يعني تعرف كل نفس حقيقة ما قدمت في هذه الدنيا فالله الله في اصلاح النية وتعاهدها واستحضارها واستذكارها دوما وان يخلص الانسان نيته لله عز وجل وان يكثر من الدعاء آآ لله عز وجل بصلاح نيته واصلاح سريرته. وان يكثر من قول اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك شيئا وانا اعلم. واستغفرك لما لا اعلم وفيما يتصل بهذا الموظوع ايضا على طالب العلم ان يعظم النية في قلبه ويحتسب وجوها كثيرة من الخير. وسيأتي الحديث عن ذلك قريبا ان شاء الله جل وعلا قال رحمه الله الباب الثاني في ادب العالم في نفسه ومراعاة طالبه ودرسه وهذا الباب في الحقيقة وموجه للمشايخ ولاهل العلم ونحن جميعا لا نزال في مرحلة التحصيل والطلب فلعلنا نتجاوزه الى الباب الثالث في اداب المتعلم في اداب المتعلم هذا الذي نحتاج اليه جميعا قال رحمه الله تعالى الباب الثالث في اداب المتعلم في الفصل الاول من هذا الباب في الفصل الاول من هذا الباب ذكر المؤلف رحمه الله تعالى اداب المتعين في نفسه هذه الصفحة رقم ستة وثمانين من طبعة العجمي وهي بالمناسبة من افضل الطبعات لهذا الكتاب في الفصل الاول من هذا الباب ذكر المؤلف اداب المتعلم في نفسه. فمنها قال وهو عشرة انواع الاول ان يطهر قلبه منه كل غش ودنس وغل وحسد وسوء عقيدة وخلق ليصلح بذلك لقبول العلم وحفظه والاطلاع على دقائق معانيه وحقائق غوانضه. اذا استنار القلب انتفع بالعلم وانارت فيه الايات والاحاديث وظهر له الحق وانتفع بالعلم ولو كان يسيرا ولذلك قال الامام ما لك للشافعي رحمهما الله قال يا بني اني ارى في قلبك نورا فلا تطفئه بظلمة المعاصي وقال وكيع للشافعي كما نظم ذلك الشافعي قال شكوت الى وكيع سوء حفظي فارشدني الى ترك المعاصي. وقال اعلم بان العلم نور ونور الله لا يؤتاه عاصي من اعظم المهمات التي ينبغي لطالب العلم ان لا يغفل عنها ابدا باستمرار العناية بصلاح القلب صلاح القلب يكون بالاهتمام باعمال القلوب من الخوف والخشية والرجاء وتعظيم الله عز وجل واليقين بالله والافتقار الى الله وتخليص القلب من الافات كالحقد والحسد والرياء. ونحو هذه الافات. والله جل وعلا ضرب لهذه القلوب مثلا عظيمة في القرآن قال سبحانه وتعالى والولد الطيب يخرج نباته باذن ربه والزي خبث لا يخرج الا نكدا. هذه الاية اية عظيمة وفيها مثال عجيب وبليغ يحتاج الى تأمل كثير الله جل وعلا قال البلد والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه. يعني الارض الطيبة والتربة الطيبة ينبت الشجر فيها حسنا طيبا باذن الله والتربة والارض الخبيثة الرديئة لا يخرج نباتها الا نكدا ناقصا هزيلا اه ضعيفا وهذه المعلومة المذكورة في هذه الاية ليست معلومة زراعية والا فكل مزارع على وجه الارض يعرف ان التراب الجيد والارض الجيدة الخصبة تنبت نباتا حسنا والارض الرديئة المليئة بالشوائب والاقذار والاوساخ لا تنبت كذلك فهذه الاية في حقيقتها مثل ضربه الله لقلوب العباد فاذا كان القلب قلبا طيبا نقيا صالحا اخرج نبات العمل والعلم اه حسنا نقيا باذن الله عز وجل حتى لو لم يبذل فيه جهد كبير. الاية الواحدة تؤثر في هذا القلب المسألة الواحدة تنفع في هذا القلب الركعة الواحدة يركعها يجد اثرها وخشوعها. لانه قلب حي. مثل الارض الطيبة التي لا تحتاج الى كثير عناء مجرد ما يأتيها مطر خفيف او يهتم بها المزارع قليلا اذا بها تثمر وتعطي اكلها اضعافا مضاعفة واما صاحب القلب الخبيثة واما صاحب الارض الخبيثة والقلب الخبيث فانه ربما يجتهد في كثرة السقاية وكثرة البذر لكنه يجد في النهاية ان هذا القلب لا يؤتي اكله ولا يؤتي ثمرته ولا يجد اثرا للعلم ولا للصلوات ولا لما يقرأه من القرآن لما يجد لما في ذلك القلب من الدخل وما فيه من الفساد وما فيه من الاخلاق والاقذار والافات الواجب عليه ان يعتني بصلاح القلب والذي ينشغل بعمل الظاهر مع فساد القلب كمن يكثر من البذر والسقاية مع فساد الارض في الغالب انه لا يصفو له نبات حسن. واذ قالت الايام. فلابد من الالتفات الى اصلاح القلوب. وتهيئتها ثم يجد الانسان بركة هذا العلم ونفعه آآ خشوعه واثره العظيم باذن الله سبحانه وتعالى. اسأل الله جل وعلا ان ارزقنا جميعا صلاح القلوب وان يمن علينا بقلوب تقية نقية آآ يملؤها بحبه وخشيته وتعظيمه ورجائه والافتقار اليه سبحانه وتعالى نعم. قال والثاني الثاني حسن النية في طلب العلم. حسن النية في طلب العلم رجع الى قضية النية. لكن المؤلف هو هنا اجاب عن سؤال مهم للغاية اجاب عن سؤال مهم ونافع قال بان يقصد به وجه الله. هنا سؤال ماذا ينوي طالب العلم في تعلمه فاجاب المؤلف ان يقصد به وجه الله. يعني رضاه سبحانه وتعالى والتقرب اليه قال والعمل به العمل بالعلم واحياء الشريعة احياء الشريعة وحفظها واظهارها قالوا وتنمير قلبه وتحلية باطنه والقرب من الله تعالى يوم لقائه والتعرض لما اعد لاهله من رضوانه وعظيم فضله ونزيد على ما ذكره رحمه الله وينوي المتعلم ايضا تعليم الناس ونفع الخلق بهذا العلم ابتداء باهله وابنائه واسرته ومن حوله ثم من يسر الله جل وعلا له ان يعلمه ولابد ان ننتبه الى قضية مهمة هنا كلما زادت النية وكثرت كلما عظم اجر الانسان ونحن جميعا نعلم ان المصلي اذا دخل المسجد وصلى ركعتين لم ينوي بهما الا تحية المسجد كتب له اجر هاتين الركعتين فقط لكنه لو كثر النية وزاد الاحتساب ونوى بهاتين الركعتين تحية المسجد والسنة الراتبة وسنة الوضوء ونوى عند دخوله الاعتكاف. وانتظار الصلاة تلو الصلاة فانه تكتب له كل هذه الاجور مع ان العمل واحد ولذلك كانوا يقولون ان النية تجارة العلماء النية تجارة العلماء. العالم ينوي في العمل الواحد النوايا الكثيرة ويحتسب الاحتسابات الكثيرة فينال الاجر مضاعفا باذن الله جل وعلا. وليس للانسان من الاجر الا ما نوى وانما لكل امرئ ما نوى كما جاء في الحديث فالمؤلف هنا اشار الى مجموعة من النوايا الحسنة ينبغي للانسان ان يستحظرها في طريقه للعلم قال سفيان الثوري ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي رحمه الله هذا وهو سفيان الامام الجبل الحجة الذي يضرب المثل بعلمه وبورعه وبزهده وبعباده يقول ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي وفي كلام سفيان فائدة حسنة وهي ان النية تحتاج الى المعاهدة قبل العمل واثناء العمل وبعد العمل يعني النية ما هي قضية يلتفت لها الانسان مرة واحدة. يسمع فيها محاضرة في بداية طلب العلم. ثم يقول خلاص والله انا سمعت وعرفت وفهمت هذا الامر ويعني ينساه ويتركه لا النية شيء يحتاج الى معاهدة والى مراجعة فهو يستحضر قبل بدء العمل النية الصالحة. وفي اثناء العمل يستحضر ايضا في قلبه انه يريد بهذا العمل وجه الله. لا يلتفت الى نظرات جنب من احد او مدح او ثناء او اه شيء من من اه هذه المقاصد وانما يعني آآ يضع نصب عينيه رضا الله سبحانه وتعالى. وبعد العمل تستمر النية الصالحة فلا يفسد عمله السابق برياء ذات تسميع ولا عجب ولا كبر ولا شيء من ذلك فهي نية تحتاج الى معالجة كما قال سفيان رحمه الله. وهنا اوصي نفسي واخواني واخواتي بوصية وهي ان يعود الانسان نفسه دائما على استحضار النية قبل كل عمل صالح بالذات الاعمال التي اعتاد عليها لانه يا اخوة في كثير من الاحيان تتحول الاعمال الجليلة العظيمة العبادات اللي فيها من الفوائد شيء كثير تتحول الى شيء روتيني تلقائي يقوم به الانسان ولا يشعر بفضله ولا يشعر بثوابه ولا يحتسب فيه النية الصالحة بالذات اذا تكرر هذا الامر مرارا يعني الطالب الذي يدرس مثلا العلوم الشرعية في الجامعة كل محاضرة بالنسبة له مجلس من مجالس العلم والايمان وفيها اجر عظيم. وطريق يسلكه الى الجنة والثواب وحسنات ورضا من الله عز لكن بسبب ان المحاضرات يومية وفي الاسبوع عنده مثلا عنده مثلا عشرين ساعة من هذه المحاضرات المتالية يضعف في نفسه هذا الاحتساب في كثير من الاحيان نفس الكلام حينما نلتحق ببعض البرامج في التعليم عن بعد الواحد اول ما يدخل ربما يتذكر النية ويستحضرها لكن اذا كثرت المجالس واصبح شيء يومي او اسبوعي ربما ينسى ربما يغفل عن الاحتساب واستحضار هذه النية فالذي اوصي به نفسي واخواني ان نعود انفسنا على استحضار النية قبل كل عمل صالح والحمد لله هذا الاستحوار لا يحتاج الى دقائق كثيرة احيانا ثواني فقط يستحضر الانسان انه يريد بذلك رضا الله عز وجل والتقرب اليه سبحانه وتعالى. ويعمق هذه المعاني وهذا ادعى الى بركة العلم والى تحقيق الاخلاص فيه. قبل ان تحور الدرس تسمع المحاضرة قبل ان تقرأ الكتاب قبل ان تحفظ قبل ان تراجع يستحضر الانسان مثل هذه النوايا قال رحمه الله تعالى الثالث ان يبادر شبابه واوقات عمره الى التحصيل ولا يغتر بخدع التسويف والتأمين فان كل ساعة تمضي من عمره لا بدل لها ولا عوض عنها قال ويقطع ما يقدر عليه من العلائق الشاغلة. والعوائق المانعة عن تمام الطلب وبذل الاجتهاد وقوة الجد في التحصيل. فانها اتقوا قاطع الطريق ولذلك استحب السلف التغرب عن الاهل والبعد عن الوطن قال لان الفكرة اذا توزعت قصرت عن درك الحقائق وغموض الدقائق هنا تنبيهان في كلام المؤلف رحمهم الله رحمه الله تعالى التنبيه الاول المبادرة الى العلم وعدم التسويف قال ان يبادر شبابه واوقات عمره الى التحصيل ولا يغتر بخداع التسويف والتأمين. المبادرة المبادرة المسارعة المسابقة التؤدة في كل شيء خير الا في امر الاخرة كما جاء في الحديث فالانسان يبادر ويسارع واوصي هنا بوصيتين الوصية الاولى احذر من العتبات الوهمية احذر من العتبات الوهمية بعض الناس يجعل لنفسه عتبة ينطلق بعدها. هذه العتبة ليتها عتبة حسية يراها وانما هي عتبة وهمية. يقول على سبيل المثال نحن الان في ايام الحجر. وانا والله مشغول وبالاهل وجالس في البيت الوضع لا يسمح بالدروس ولا حضور المجالس فباذن الله اذا انفك الحجر وبدأت السنة القادمة سابدأ واضع البرنامج واجتهد فوضع لنفسه العتبة الاولى. اذا جاءت السنة القادمة انشغل بالدراسة ولا الجامعة ولا العمل ولا تكاليف الحياة. قال والله في ايام الدراسة صعب لكن باذن الله اذا بدأت الاجازة الصيفية سابدأ فوضع لنفسه عتبة اخرى تجد الطالب بعد ذلك يقول ايام الجامعة كلها انشغالات وتكاليف وواجبات باذن الله اول ما اتخرج ساضع البرنامج العلمي القوي واتفرغ للعلم واعطي العلم الوقت والجهد فاذا تخرج انشغل بالزواج وقال ان شاء الله بعد الزواج وبعد الاستقرار وبعد الوظيفة ابدأ وانطلق وهكذا لا يزال يقطع عمره في هذه العتبات كلما وصل الى غاية وضع لنفسه عتبة اخرى ولذلك نحن نقول ما دام عندك برنامج وانت مقتنع به وانه مهم ابدأ من الان ابدأ من الان. الوصية الثانية ولها تعلق بهذا الكلام. لا تنتظر لحظة الصفاء لا تنتظر لحظة الصفاء لا تنتظر اللحظة المثالية اللي ما يكون عندك فيها اي ارتباطات ولا اعمال. والذهن صافي. والامور كلها مستقرة وما في اي ازعاج ولا اي ارتباطات فلحظة الصفاء هذه لن تاتي ابدا بعض الناس كل ما وجد نفسه عنده اعمال واشغال قال باذن الله بعد ما ينتهي ويصفو الذهن سابدأ ولا يزال ينتظر لحظة الصفاء طيلة عمره. السنة الجارية في الخلق ان الانسان غالبا لا يزداد مع الايام الا انشر غال لا يزداد مع الايام الا انشغالا ولذلك من كان عنده برنامج علمي وهو مقتنع باهميته متى يبدأ؟ يبدأ الان يبدأ الان ولو بشيء يسير ويزيد مع الايام ابدأ ولو بشيء يسير وتزيد مع الايام افضل من ان تؤجل البداية مرات ومرات على امل ان تجد وقتا واسعا وتبدأ ببرنامج كبير. ابدأ من الان ولو بشيء يسير ولا تنتظر لحظة في الصفاء الموضوع الثاني في كلام المؤلف رحمه الله تعالى هنا جمع الهم على العلم قال ويقطع ما يقدر عليه من العلائق الشاغلة والعوائق المانعة عن تمام الطلب وبدء الاجتهاد هذا العلم ايها الاخوة والاخوات يحتاج ممن يريده بصدق ان يعطي العلم زهرة شبابه وصفوة اوقاته وكل همه حتى يستولي العلم على تفكيره وعلى قلبه وعلى خطراته وهذا بالطبع يستدعي ان يخفف الانسان الارتباط بالامور الاخرى التي تشغل الذهن وتشغل الوقت وتشغل التفكير وتكدر الخاطر يعني طالب العلم يحاول قدر الامكان ان يفرغ وقته وقلبه للعلم لا ينشغل بالتجارة الا اذا كان مضطرا لكن اذا كان مكفيا وهناك من يكفيه امر الرزق او عنده مصدر كافي لرزقه فلا ينبغي ان يشغل نفسه بالتجارة على سبيل المثال ان يشغل نفسه بالاعمال الاخرى الا ان كان مضطرا. الشافعي رحمه الله قال لو كلفت شراء بصلة ما فقهته مسألة لو كان القلب مشغول باعمال وتكاليف والتزامات هنا وهناك فهذا كله لا شك على حساب العلم. قال لان الفكرة اذا توزعت قصرت عن ترك الحقائق وغموض الدقائق. يا اخوة انا اسأل الامام الشافعي رحمه الله يحسب له في الليلة الواحدة انه يقوم ستة عشر مرة كل مرة يوقد السراج ويخرج الاوراق ويضع الالواح ويأخذ القلم ويضع المداد ويكتب هذا ايش معناه معناه ان العلم والحديث والاهتمام بالعلم قد شغل عليه قلبه وفكره وذهنه واطار نومه وليس له شيء يطرأ عليه الا هذا العلم الواحد منا ما الذي يعني يقيمه؟ ما هو اخر شيء تفكر فيه قبل النوم ما هو الشيء الذي اول ما تستيقظ تتذكره؟ هل هو العلم هل هو العلم بالفعل؟ ام اننا اعطينا العلم فضول اوقاتنا؟ وفضول اهتماماتنا. وما يبقى في الاخير بعد الالتزامات الاعمال والهمة اذا وجد شيء اعطيناه العلم والا فلا هذه الطريقة يا اخوة لا تخرج طلبة العلم ولا طالبات العلم. لا تخرج اهل العلم وانما يعطي الانسان العلم كل وقته او اكثر وقتي وجهده وهمته والقاعدة ايها الاخوة والاخوات الوقت محدود وقصير والعلم غزير وكثير والعمر كله لا يكفي للاحاطة بعلم من العلوم يعني لو اراد الانسان ان ينفق عمره بالكامل ليحيط بكل ما في علم الفقه لا يستطيع فكيف ببقية العلوم فالعلوم نفسها تحتاج من الانسان ان يفضل بعضها على بعض. ويختار ما يقرأ ويختار ما يدرس ويختار ما يحفظ ويترك كثيرا من البرامج العلمية اللي وده ويتمنى ان يدرسها لكن ما وجد لها وقت ما وجد لها وقتا فكيف بعد هذا كله يزاحم العلم بغيره من امور التجارة او المعاش او غير ذلك واؤكد هنا ان حياة طالب العلم يجب ان تتكيف بحيث يكون المحور الاساسي فيها هو العلم العلم ايها الاخوة هو الاصل في حياة طالب العلم يبذل للعلم حر الاوقات ووافر الهمة وكامل الاجتهاد. لا يعطي العلم فضلة وقته وفضلة جهده وفضلة اهتمامه. وانما تدور حياته على العلم فهو الاصل وما سواه تبع بهذا بهذه الطريقة وصل الائمة السابقين الى ما وصلوا اليه وصل الائمة السابقون الى ما وصلوا اليه من العلم والتحقيق والتبحر في هذه العلوم. نسأل الله جل وعلا ان يمن علينا وعليكم بالهمة العالية وان ييسر امورنا وظروفنا ومعيشتنا لتحصيل العلم والاقبال عليه وان يجعل ذلك كله خالصا لوجهه الكريم قال المؤلف رحمه الله تعالى ولذلك يقال العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك. وصدق رحمه الله من اعطى العلم كله اخذ بعض العلم وجزءا يسيرا منه ومن اعطى العلم فضلة اوقاته ومن اعطى العلم اخر يومه فانه ماذا سيحصل ماذا سيحصل من هذا العلم الرابع قال رحمه الله تعالى الرابع ان يقنع من القوت بما تيسر وان كان يسيرا. ومن اللباس بما ستره ومثله وان كان خلق يعني ملبوسا مستعملا قديما قد الصبر على ضيق العيش ينال سعة العلم الحاصل في كلامه رحمه الله ان طالب العلم ينبغي ان يتحلى بالقناعة وبالبعد عن الترف والدعة والمنافسة في امور الدنيا يعني يا اخوة ما هو من المعقول انه هذا الطالب يريد ان يجرب ويستمتع ويعني يريد ان يستمتع ويجرب جميع انواع الملذات والمباحات التي جربها الناس. ويذهب لكل الاماكن التي زارها الناس. ويسافر ان السياحة في السنة ثلاثة واربع مرات ويدخل التجارة وينافس التجار في تجارتهم ومع هذا كله يريد ان يحصل العلم مثل العلماء الذين آآ عكفوا على العلم وافنوا فيه اعمارهم وحبسوا عليه انفسهم فتان بين هذا وهذا لا يمكن ان يصل الى مراتبهم ولا الى مصافهم لان الوقت محدود والهمة والجهد محدود وهذا قد وزع نفسه في اودية كثيرة وتشعب قلبه هنا وهناك فمن اراد العلم فانه يحرص قدر الامكان على ان يجمع قلبه على العلم وانا يا اخوة يعني في كل هذا الكلام انما اخاطب انما اخاطب طالب العلم وطالبة العلم الذين نذروا انفسهم لهذا العلم الشرعي. يعني الانسان اللي مشروعه في هذه الحياة العلم ان يعيش معه ويبذل لاجله. هذا الثغر الذي يريد ان يسده وان يقوم عليه. حتى يلقى الله عز وجل هذا العمل الذي يريد ان يشتغل به ويتخصص فيه ويفني فيه عمره في الحديث لهؤلاء. بعض الناس هذا ما هو عمله يعني بعض الناس اه لا يريد من العلم ربما الا لا يريد من العلم مثلا الا ان يتعلم فروض الاعيان والمسائل التي يحتاج اليها يتعلم من الاحكام الفقهية ما يحتاج اليه من مسائل العقيدة ما يحتاج اليه ولا يريد التوسع. فمثل هذا طبعا ربما لا يناسبه هذا الخطاب وكلام العلماء في تفريغ جميع الوقت للعلم وكذا ربما لا ليس موجها لهؤلاء. انما انا اتكلم هنا عن من نذر حياته للعلم واراد ان يتخصص فيه وان يعني يقيم على ثغر العلم حتى يلقى الله عز وجل. فهؤلاء اه الذين يخاطبون بمثل هذا الكلام طيب قال رحمه الله تعالى نعم اذا اه ان يقنع من القوت بما تيسر وان كان يسيرا ومن اللباس ما سدر مثله وان كان خلقا والقاعدة في هذا يعني باختصار ان من عرف ما يطلب هان عليه ما يبذل اذا كان العلم في نفسك عظيما وشعرت بعظمته ولذته واهميته وملك عليك قلبك فسيشغلك تلقائيا بدون تكلف عن كل ما سواه لكن الاشكال اننا في بعض الاحيان لم نجد حب العلم حقيقة ولم نتعلق به ولم نشعر نتعجب من احوال السابقين الذين كان احدهم يعني يجلس على الكتاب من بعد صلاة العشاء فلا ينتبه الا والفجر فاطلع وهو عاتب على هذا العلم متلذذ به لا يجد تعبا ولا ارهاقا ولا ولا يعني ولا حرجا في نفسه لانه وجد لذة العلم طيب بعد ذلك اشار المؤلف الى مسألة كذا لعلنا ننبه اليها تنبيها قال قال الخطيب ويستحب للطالب ان يكون عزبا ما امكنه لان لا يقطعه الاشتغال بحقوق الزوجية وطلب المعيشة عن اكمال الطلب. وقال سفيان من تزوج فقد ركب البحر فان ولد له فقد كسر به وبالجملة فترك التزويج لغير المحتاج اليه او غير القادر عليه او لا لا سيما للطالب الذي رأس ماله جمع الخاطر واجمام القلب واستعمال الفكر. اولا انبه هنا الى تنبيه ربما فاتني في اول اللقاء اه صاحب هذا الكتاب الامام الجليل بدر الدين بن جماعة رحمه الله فقيه عالم يتكلم بنفس العلماء ولذلك في كثير مواضع من تتبعها وجدها في هذا الكتاب يتكلم بدقة ويفصل واذا جاء لي بعض الكلام الذي يحتاج الى تفصيل ما يلقي بالكلام عاما فهو يفصل بحسب الحال وهذا صنيع اهل العلم هنا يقول ترك التزويج لغير المحتاج اليه او غير قادر عليه او لا؟ فتبين ان طلاب العلم على احوال منهم من يكون محتاجا الى الزواج وهذا يختلف باختلاف الناس وطباعهم واوضاعهم الاجتماعية واوضاعهم المالية. منهم من يكون محتاجا الى الزواج قادرا عليه. فهذا لا يقال له اخر الزواج وانما اه وانما يحث على ان يبادر الى اه الزواج وفي بعض الاحوال يكون الزواج واجبا ولذلك الانسان اذا خشي على نفسه الوقوع في الحرام فانه يجب عليه ان يتزوج اذا كان قادرا كما يفصل هذا الفقهاء فمثل هذا لا يقال له اخر الزواج لاجل العلم. بل يبادر الى الزواج ويكمل بذلك نصف دينه لكن المؤلف هنا يفترض فيمن لا يحتاج او لا يجد في نفسه طوقا كبيرا او حرجا او مشقة في هذا الزواج وهو في نفس الوقت يعني اه منشغل بالعلم منشغل بالعلم فهذا يعني اه الاولى له ان يؤخر قليلا حتى حتى يحصل اكبر قدر ممكن ولا يتفرغ ثم يتزوج بعد ذلك والامر هذا حقيقة يعني يرجع الى اه يعني لا نستطيع ان نضع فيه قاعدة العامة. وانما هو راجع الى كل انسان بحسبه. مثل هذه الامور. اه الاصلح فيها والانفع هو المشهورة الفردية فلكل احد ما يناسبه من الوصايا طيب اه على اننا نقول سواء قلنا بتقديم الزواج لطالب العلم او تأخير الزواج فلا ينبغي ان نغفل عن جانب اخر وهو ان طالب العلم اذا تزوج فعليه ان يحسن الاختيار وان يختار امرأة ان لم تكن معينة له على العلم لا تكون عائقة له لان من النساء من تعين زوجها على العلم وعلى الطاعة وعلى الخير ومن النساء من لا تعينه ولا تعيقه لا تعينه ولا تدفعه لكنها في نفس الوقت لا تعيقه ولا تثقله اه تكون عائقا لزوجها في طلب العلم فالانسان يعني يحسن الاختيار في مثل هذا. ولا شك ان طالب العلم له احتياجات له احتياجات في يعني بذل وقته للعلم وكثرة ارتباطاته. وهناك احتياجات في المستقبل في بذل العلم والتعليم. ونشر الخير التدريس والتحظير فينبغي ان تكون المرأة ممن تتفهم مثل هذه الامور طيب الخامس قال رحمه الله تعالى الخامس ان يقسم اوقات ليله ونهاره ويغتنم ما بقي من عمره فان بقية العمر لا قيمة له قوله فان بقية العمر لا قيمة له معنى هذا ان بقية العمر لا يقدر بثمن كما نبه على هذا المحقق المراد انه لا يمكن تقويمه بقيمة بل هو اجل من كل قيمة اذا يقدر بثمن المؤلف هنا يشير الى مسألة مهمة وهي ان الانسان ينبغي ان يركز دوما على المتاح يعني يركز على عمره الان على ايامه هادي وعلى شهره الذي هو فيه وعلى ما بقي من عمره ولا يكثر اللوم على ما فات. بعض الناس دائما ما يتحسر على ما مضى. انا ما تعلمت من بدري. انا ما بدأت طلب العلم مبكرا. لو انني بدأت من ايام الابتدائية. لو انني حفظت من ايام المتوسط ونحو ذلك لا ينبغي للانسان ان يشتغل كثيرا بهذا. فان من اهل العلم من بدأ في طلب العلم بعد الاربعين واصبحوا من ائمة زمانهم والقفال الشاشي رحمه الله ينكر في سيرته شيء عجيب في تأخره في طلب العلم لكنه ادرك واصبح من ائمة الشافعية في زمانه فلا ينبغي للانسان ان يعني يضيع زمانه في التحسر على ما فات. ما مضى فات والمؤمل غيب ولك الساعة التي انت فيها فيبدأ الانسان ويحرص ولو تأخر في طلب العلم ما زال في العمر بقية ان شاء الله وما زال وما زالت هناك فرصة طيب قال واجود الاوقات للحفظ الاسحار وللبحث الابكار وللكتابة وسط النهار وللمطالعة والمذاكرة الليل. ثم نقل كلام خطيب ان اجود اوقات الحفظ الاسحار وان حفظ الليل انفع من حفظ النهار واجود اماكن الحفظ الغرف الى اخر ما ذكر والحاصل فيما ذكره رحمه الله في مسألة آآ تفضيل الاوقات والاماكن في الحفظ وفي البحث وفي الدراسة ان افضل الاوقات والاماكن ما صفى فيه الذهن وحضر فيه القلب وكان بعيدا عن المشغلات ثم بعد ذلك تعيين هذا المكان وهذا الوقت يختلف حسب كل انسان من الناس من يكون اصفى ذهنا وابعد عن الانشغالات في جوف الليل او في اول النهار او في اخر النهار في البيت او مثلا في المسجد او حتى في العمل بعض الناس طبيعة عمله انه ما في عمل كثير وانه جالس عالمكتب وما في مراجعين ولا في ازعاج. فيكون اصفى اوقاته في ذلك الوقت فالعبرة اذا العبرة اذا اه كل انسان بحسبه وكلام العلماء لما يقولون ان افضل اوقات الحفظ كذا افضل اوقات البحث كذا افضل اماكن الحفظ كذا فهذا في الغالب. هذا الكلام في الغالب لكن هنا فائدة اخرى حسنة نشير اليها في كلام المؤلف رحمه الله وهي ان طالب العلم الحصيف الذكي يضع كل عمل في وقته المناسب ولا او ويبدأ دائما بالاعمال الاهم وبالاعمال الثقيلة ولا يبدأ بتوافه الامور او ما لا فائدة فيه يعني لو تأمل الانسان وقته اليومي سيجد ان في يومه اوقات يبلغ فيها ذروة النشاط وحتى لو لو قرأنا بعض الابحاث الموجودة على الشبكة وبحثنا عن منحنى النشاط اليومي سنجد مجموعة من الابحاث والرسومات تبين ان لكل انسان في يوم وليلته منحنى للنشاط هناك اوقات دائما يكون فيها نشيط وهناك اوقات يكون فيها في اقل نشاطه فماذا نستفيد من هذا الكلام؟ نستفيد ان يضع الانسان الاعمال المهمة والاعمال الثقية الثقيلة والاعمال الرئيسية والاستراتيجية في حياتي يجعلها في اوقات النشاط ويجعل اوقات الاعمال الاقل اهمية في اوقات التعب يعني على سبيل المثال بعض الناس اول ما ينتهي من صلاة الفجر يبدأ بقراءة الواتساب والرسائل التي ارسلت طيلة الليل ثم يتصفح بعد ذلك آآ مواقع التواصل الاجتماعي ويضيع هذا الوقت المبارك بورك لامتي في بكورها هذا الوقت وقت صفاء الذهن ووقت الاستعداد للقراءة والحفظ والفهم يضيع هذا الوقت في عمل كان المفترض ان يجعله في وقت التعب وفي وقت الارهاق وفي وقت قلة التركيز فنقسم اعمالنا بحسب النشاط اليومي هذا لعله مما يستفاد او يمكن ان يستفاد من كلام المؤلف رحمه الله تعالى قال رحمه الله السادس من اعظم الاسباب المعينة على الاشتغال والفهم وعدم اليسير من الحلال اكل القدر اليسير من الحلال فهنا قيدان في كلام المؤلف القيد الاول اكل القدر اليسير قال الشافعي رضي الله عنه ما شبعت منذ ست عشرة سنة ما شبعت منذ ست عشرة سنة طب لماذا يفعل الشافعي ذلك والشافعي رحمه الله وضعه طيب. يعني ما كان فقيرا كان قادرا على ان يشبع لو اراد لكنه منذ ست عشرة سنة لم يشبع لان السبع يورث التعب والارهاق والقعود والنوم قال وسبب ذلك ان كثرة الاكل جالبة لكثرة الشرب وكثرته جالبة للنوم والبلادة وقصور الذهن وفتور الحواس وكسل الجسم وهذا كله مشاهد فالانسان كما ذكرنا سابقا من من عرف ما يطلب هان عليه ما يبذل فيكون هذا هو الاصل في حال طالب العلم الوصفة الثانية والقيد الثاني في كلام المؤلف ان يكون اكله من الحلال فيتحرى الانسان في مطعمه ان يأكل الحلال المحض. قدر الامكان. وهذا لا شك له اثر عظيم جدا في البركة التي يجدها الانسان وفي ذهني وفي فهمه واذكر ان الجويني رحمه الله ابو المعالي صاحب الورقات صاحب البرهان ذكر ان والده ان والده لم يكن ان يسمح لاحد من المرضعات لم يكن يسمح لمرضعة ان ترضع ابنه هذا وهو بمعالي الجويني وانما كان يعني اه يجعل التي ترضعه مرضعة محددة آآ ويتحرى في اطعامه الحلال حتى يكون على تمام النبوغ. وذكر قصة طريفة انه مرة من المرات آآ يعني كأن كأنه رضع من امرأة اخرى غير المرأة التي غير المرأة التي اه التي يعني كان قد ابوه قد خصها بالرضاعة يعني غضب والده كثيرا لانه كان يرجو لهذا الطفل الا يدخل جوفه شيء الا من الحلال المحرم ويذكر انه كانت تنتابه احيانا يعني اه تعب او يعني اه استغلاق في مجالس العلم فيقول لعل هذا من تلك الرضعة ويراجع الى هذه القصة قصة طريفة تبين اهتمام السابقين وحرصهم على تحري الحلال المحض في مطاعمهم ومشاربهم قال رحمه الله تعالى السابع ان يأخذ نفسه بالورع في جميع شأنه ويتحرى الحلال في طعامه وشرابه ولباسه ومسكنه وفي جميع ما يحتاج اليه هو وعياله ليستنير قلبه ويصلح لقبول العلم ونوره والنفع به الى ان قال ولان اهل العلم يقتدى بهم. ويؤخذ عنه فاذا لم يستعملوا الورع فمن يستعمله فينبغي ان يكون طالب العلم من اعظم الناس ورعا وبعدا عن الشبهات وان يكون قدوة في هذا الباب. وكما ذكرت هذا لا شك انه اثر اه عظيم على بركة الانسان الثامن ان يقلل استعمال المطاعم التي هي من اسباب الولادة وضعف الحواس كالتفاح الحامض معروف التفاح والباقي لا ما هي الباقلة الباقين لا الفول الباقلاء اه اه هي الفول وشرب الخل قال وكذلك ما يكثر استعماله البلغم المبلدة للذهن المثقل للبدن ككثرة الالبان والسمك واشباه ذلك وينبغي ان يستعمل ما جعله الله تعالى سببا لجودة الذهن كمضغ اللبان والمسطكة على حسب العادة واكل الزبيب بكرة والجلاب الى ان قال فينبغي ان يجنب ان يتجنب ما يورث النسيان بالخاصية كاكل اثر سؤر الفأر يعني ما تبقى مما اكله الفأر وقراءة الواح القبور والدخول بين جملين مقطورين يعني مربوطين بعضهم بعض والقاء القمل ونحو ذلك من المجربات فيه وهنا تنبيه المؤلف رحمه الله تعالى ذكر هنا اشياء تقوي الحفظ وذكر اشياء تضعف الحفظ وتورث النسيان والبلادة لكنه نبهنا في الاخير على قضية مهمة وهي ان المرجع في هذه الاشياء كلها هو ماذا المرجع هو التجربة قال ونحو ذلك من المجربات فكلام المؤلف رحمه الله تعالى هنا عما عرف بالتجربة في زمانهم ولعله في بعض هذه الامور نقل عن كثير مما كان يذكر في كتب الطب عند القدماء. فان كتب الطب عند القدماء يذكر فيها شيء من هذا يذكر فيها ان الحوامظ تظعف الذاكرة على سبيل المثال هو ان اللبن قد يورث الملاذة لكن هذي الاشياء كانت بحسب ما وصل اليه علمهم وتجربتهم في ذلك الزمان وما دام الامر راجعا الى التجربة فنقول ننظر الى الى التجارب في زمننا هذا والى ما وصل اليه الطب فاذا ثبت ان بعض المطعومات سبق يعني تسبب قوة الحفظ تسبب قوة الحفظ وجودة الذاكرة فاستعمال مثل هذه المطعومات مطلوب من باب الوسائل والوسائل لها احكام المقاصد واذا ثبت ان بعض هذه الاطعمة او هذه المشروبات تضعف الحفظ وتورث النسيان وقلة الفهم ولا شك ان طالب العلم يحاول ان يبتعد عنها لان رأس مال طالب العلم هو هذا الذهن وهذا العقل الذي يحفظ به ويفهم به ويذاكر به فيبتعد عن كل ما يشوش عليه او يضعف حفظه وفهمه. اذا لا داعي لكثرة الاعتراض على ما يذكره السابقون في هذا الباب. لانهم يتكلمون عن ما وجدوه بالتجربة او ما قرأوا انه من المجربات في كتب الطب في زمانهم والمرجع الى التجربة كما ذكرنا قال رحمه الله تعالى التاسع ان يقلل نومه ما لم يلحقه ضرر في بدنه وذهنه ولا يزيد في نومه في اليوم والليلة على ثمان ساعات وهو ثلث الزمان فان احتمل حاله اقل منها فعل وكلامه هنا كلام حسن فانه يجعل هذا الامر في كل انسان بحسبه فيقول اذا احتمل حال الانسان اقل من ذلك فانه يحاول ان يقلل من نومه وكل انسان ادرى بحسبه يحاول الانسان ان يقلل من النوم بحيث يكون يعني في اثناء يقظته نشيطا مستوعبا لا يشعر بالارهاق ويسعى لتقليل نومه قدر الامكان يسعى لتقليل نومه قدر الامكان وهذا يا اخوة مما يتفاوت فيه الطلاب كثيرا مما يتفاوت فيه الناس كثيرا يعني حينما نسمع ان من اهل العلم من ينام في يوم وليله ثلاث ساعات او اربع ساعات اه ما هو مطلوب من كل طالب علم او طالبة علم ان يصل الى هذا المستوى ما هو مطلوب من كل انسان ان يضغط على نفسه حتى ينام ثلاث ساعات او اربع ساعات في اليوم هذا الامر يختلف باختلاف الابدان والطبائع فبعض الناس لا يناسبه هذا ابدا ولا يستطيع فنحن نقول في مثل هذا كل انسان بحسبه قال رحمه الله تعالى ولا بأس ان يريح نفسه وقلبه وذهنه وبصره اذا كل شيء من ذلك او ضعف بتنزه وتفرج في المستنزهات بحيث يعود الى حاله ولا يضيع عليه زمانه اذا ما يتعلق بالترفيه وتغيير الجو ويعني تنشيط النفس هذا لابد منه لطالب العلم ومقداره لكل احد بحسبه. وهو ايضا يختلف باختلاف الشخصيات اختلافا كبيرا فا من الناس من يحتاج الى مثلا مرة واحدة في الاسبوع ساعة تكفيه ومنهم من طبيعته الشخصية مرة في الشهر تكفي وزيادة ومنهم من يحتاج الى وقت راحة كل يوم فالانسان يعرف نفسه ويعرف طبعه ويحتسب حتى في هذا اه التنشط او في هذا الترفيه انه يعني اه انه يتقوى بذلك على طلب العلم تفصيله احيانا بعض الناس يضغط على نفسه واكثر مما تتحمل ويأتي حتى في اوقات الاجازات والتغيير النشاط يأتي ويحاول ان يشغلها بالعلم ثم تجد انه ينقطع بعد ذلك في اوقات اخرى وهذا مصداق ما ذكره الاولون الاولون يقولون يقولون من حصل في وقت التعطيل عطل في وقت التحصيل من حصل في وقت التعطيل يعني جاء في وقت العطلة ووقت الراحة وضغط على نفسه والزم نفسه بما لا يطيق سيأتي بعد ذلك في وقت التحصيل ووقت التعلم وقد خارت قواه وذهبت همته فيتعطل ويترك العلم ولذلك آآ يراعي الانسان نفسه في مثل هذه الامور. قال المؤلف بعدها وبالجملة فلا بأس ان يريح نفسه اذا خاف مللا والتوازن في هذا مطلوب. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول القصد القصد تبلغ وهذا ينطبق حتى على طلب العلم طيب قال رحمه الله تعالى بعد ذلك العاشر ان يترك العشرة فان تركها من اهم ما ينبغي لطالب العلم ولا سيما لغير الجنس يعني لغير المجانس له في حاله وحرصه واهتمامه وانتفاعه ونحو ذلك. قال وخصوصا لمن كثر لعبه وقلت فكرته فان الطباعة سراقة وافة العشرة ضياع العمر بغير فائدة وذهاب المال والعرض ان كانت لغير وذهاب الدين ان كانت لغير اهله. والذي ينبغي لطالب العلم الا يخالط الا من يفيده. او يستفيد منه كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم طيب وهو ورد في ذلك حديثا طيب هنا هذا كلام الوالد رحمه الله تعالى يحتاج الى الى شيء من التحرير. لا شك ان طالب العلم ينبغي ان يحرص قدر الامكان على من ينتفع بصحبته من اصحاب الهمم واصحاب المشاريع ومن الناس الذين يعني يزداد بصحبتهم همة ونشاطا واقبالا على العلم ويعينهم ويعاونونه فهؤلاء من انفع ما يكون لهم وهؤلاء بالنسبة بالنسبة له مثل الغذاء الذي الذي لا يستغني عنه من الناس من يحتاج اليه في بعض الاوقات لاجل مصلحة معينة فهذا كما قال اهل العلم مثل الدواء. لا تحتاجه دوما. لكن قد تحتاج الى في اوقات محددة اه بقدر اه معين ومن الناس من خلطته كالداء هذا الذي يقعدك عن العلم ويثبطك ويضيع الاوقات وهؤلاء هم الذين حذر منهم يعني العلماء سابقا وقالوا اياك ومخالطة البطالين الذين يضيعون الوقت او يثبطون الانسان على العلم فيحرص فالانسان قدر الامكان على ان يقلل من خلطة هؤلاء. وربما لا يستطيع لا يستطيع الانسان حقيقة يا اخوة حتى يكون الكلام كلام واقعي. ما يستطيع الانسان ان ان لا يعايش في حياته الا الحريصين والجادين وطلاب العلم وان يقطع تماما آآ غيره من الناس. هذا غير مطلوب وغير ممكن اصلا لكن الانسان يتوازن قدر الامكان. يحاول في صداقاته وعلاقاته قدر الامكان ان تكون مع من ينفعه وليس المراد بكلام المؤلف هنا ولا وليس المطلوب في هذا الحال ان ينعزل الانسان بالكلية. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان المسك عليك حقا. وان لاهلك عليك حقا. قال وان لزورك عليك حقا حتى الزوار والضيوف والناس اللي تحبك وتبغى تزورك وتمر عليك هؤلاء لهم عليك حق يجب ان تحدد اوقاتا للجلوس مع الناس لاستضافة الناس للقي الناس هذا من حقوق الناس عليك فاعط كل ذي حق حق او والذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على اذاهم. ثمان العزلة التامة لطالب العلم مضرة مضرة به مضرة بطباعه لانه بعض الناس ينقطع عن المجتمع بالكامل سنوات فيكتسب في طبعه العزلة والنفور من الاخرين والضيق بالناس وعدم الصبر عليهم فاذا حصل العلم واراد يوم من الايام ان يتصدى لنفع الناس لا يجدوا من نفسه حقيقة بذلا وعطاء وقدرة على الاختلاط بالناس والتأثير فيهم لانه كان معزولا طيلة تلك السنوات فهذه العزلة اورثت في نفسه اورث في نفسه النفور من الناس واحيانا تورث في نفسه القعود وعدم الرغبة في البذل والعطاء او الافادة فلا ينتفع به الناس بعد ذلك والقاعدة يا اخوة خير الهدي. هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم انظر الى توازنه في حياته ما بين بيتي واسرته وعبادته الفردية وخروجه لاصحابه وتعليمه وفي نفس الوقت تلقيه للوحي ومدارسته القرآن مع جبريل. حياة متوازنة في جميع الجوانب. هكذا ينبغي ان يكون طالب العلم باسرته وفي بيئته انتهينا بهذا من الفصل الاول المتعلق باداب طالب العلم ادى بقالب العلم ايه نعم اداب طالب العلم في نفسه لعلنا نكتفي اليوم بهذا القدر ونستكمل غدا باذن الله عز وجل ما تبقى من اه من هذا التعليق على هذا الكتاب. القدر الذي تكلمنا عنه اليوم اه التركيز فيه كان على جانب الاداب والسلوكيات واما حديثنا غدا فسيكون اه في مباحث اخرى يغلب عليها الكلام على المنهجيات وعلى المهارات اه لا سيما في اه الفصل الثاني والثالث ثم في الابواب المتبقية. نسأل الله عز وجل ان يرزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين