من اصحاب ابي الحسن وغيرهم في دليل العقل على صفة الارادة وان كان الترتيب لهذا الدليل في جملته يكون صحيحا وان استعملوه قاصرا من جهتي تطبيقه وان كان صحيح من جهة ولذلك ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد بابا في هذا قال الشيخ فيه باب ما جاء في ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين وعذب الكفار في قبورهم كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وكما اخبر الله في كتابه وقد يقع العذاب في القبر لبعض اهل الكبائر لكن هذا علمه الى الله هذا علمه وانت تعلق القلم سيذهب اين سيذهب؟ الان عندنا كم جهة عندنا اربع جهات اما الاسفل او الاعلى او ذات اليمين او ذات الشمال او قد يذهب الى اكثر من ذلك باب ما جاء بان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين والغلو في الصالحين وجه من الغلو في الدين ولهذا قال الله لاهل الكتاب لا تغلوا لا تغلو في دينكم فليدرك ان هذا من بقية ومسكة العقل الذي فيه لا لا احد من المجانين طلب هذا او ادعى هذا فضلا عن العقلاء فاذا هذا وهم من اوهام الشيطان يزينه في بعض نفوس بني ادم لكن من ميزة طريقة الامام اه محمد بن مالك الاندلسي رحمه الله ان ما يعرفه وهو عالم جليل في القراءات ما يعرف انه قد وردت به قراءة متواترة لا يجعله في باب ايش او يلقيه ببعض نفوس بني ادم وسبب هذا الوهم وان كان اهل العلم تكلموا فيه طويلا لكن اذا اردنا ان نلخص مقصد هذا الوهم الذي يعرظ سببه التوهم في مسألة القدر والجهل في مسألة القدر ما مورد هذا الجهل مورد هذا الجهل هو توهم ان القدر هو المآل دون الحل توهم الشيطان يوهم بعض البني ادم بان القدر هو ايش المآل دون افسادهم او فسادهم وافسادهم في الارض هل الافساد في الارض مما يشرعه الله لا شك بالنفي اذا كيف قال الله جل وعلا او ما معنى ما معنى قوله جل وعلا وقضينا اه ال اليه هذا من معراج النبي صلى الله عليه وسلم. وجاء في السنة تفصيل ذلك ملك موسى عليه السلام. ان ملك ملك بالفتح. موسى عليه السلام ليقبض روحه الساعة اشراطها او سيأتي المسكن دون طلب او بحث او المال دون كذا تعطل الاسباب الحسية هذا لا يفعله احد بل حتى من اصابه جنون لا يصل الى هذه الدرجة جنونه لا يرتفع الى هذه الدرجة يسألك ان يقول الله جل وعلا يسألك الناس عن الساعة قل انما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا فالساعة قريب كما اخبر الله في القرآن ولها اشراط لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله واصحابه اجمعين اما بعد فينعقد هذا المجلس في السادس والعشرين من الشهر العاشر من سنة سبع وثلاثين واربع مئة والف من الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها الصلاة والسلام لجمع علي الجهلان بابها وذلك ضمن الدورة العلمية دورة السراج العلمية التي يرتبها الاخوة بالتعاون مع او ضمن المكتب التعاوني باشراف فرع وزارة الشؤون الاسلامية بابها ونسأل الله سبحانه وتعالى لنا جميعا التوفيق وكنا بدأنا في المجلسين السابقين بشرح قدر من جمل هذه الرسالة وهي لمعة الاعتقاد لموفق الدين ابي محمد ابن قدامة رحمه الله واتينا على قول المصنف رحمه الله فصل ومن صفات الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا والحاضرين رحمهم الله تعالى من صفات الله تعالى انها فعال لما يريد لا يكون في يوم الا بارادة ولا عن شيئته وليس للعالم وعن تقديره ولا يشكر الا عن تنحيه ولا محل عن القدر المقدور ولا يتجاوز ما خطب اللوح المسطول يهدي من قال تعالى قال رحمه الله ومن صفات الله انه الفعال لما يريد هذا الفصل تضمن تماما من القول في باب الاسماء والصفات الذي سبق البحث فيه فمن صفات الله الارادة وانه على كل شيء قدير وانه الفعال لما يريد وهذه من الصفات المحكمة كسائر صفات الله سبحانه وتعالى التي دل عليها الكتاب والسنة بل هذه الصفة يعلم ثبوتها وان الله جل وعلا له هذه الصفة من صفات الكمال وهي صفة الارادة وصفة المشيئة الشاملة ودليل ذلك الشرع مما جاء في كتاب الله مستفيضا وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم متواترا ومن دليل ذلك دليل العقل ودليل الفطرة فهذه صفة ثابتة بالكتاب والسنة والاجماع وبدليل العقل وبدليل الفطرة واثبات هذه الصفة بدليل العقل هذا لا ينافي كون هذه الصفة ثابتة بدليل الشرع وانما هذا يعلم به ان العقل يدل على جملة من الصفات واذا ورد هذا السؤال هل العقل يدل على صفات الله قيل اما من حيث الاجمال فنعم واما من حيث التفصيل فيدل على مقامات من الصفات وان كان بعض هذه الصفات وطائفة منها هي صفات سمعية معلومة بالسمع كما سبق الاشارة الى ذلك ولكن اذا ذكرنا صفة المشيئة والارادة فانها صفة معلومة بدليل السمع اي الكتاب والسنة وبدليل العقل وبدليل الفطرة وذكر دليل العقل قد استعمله حتى من تأول كثيرا من الصفات لكنهم اثبتوا بعض الصفات ومن ذلك صفة الارادة بدليل العقل ولا يلزم ان الطريقة العقلية التي استعملوها تكون موجبة وحدها دون غيرها فان الدليل العقلي اذا قام على العلم الضروري لا يكون وجها واحدا معينا بل يكون جملة اوجه ان الدليل العقلي اذا دل على العلم الظروري لا يكون وجها واحدا بل يكون جملة اوجه لان سعة الدليل فرع عن سعة المدلول ان سعة الدليل وكونه يقينا هذا فرع عن سعة المدلول. فكل مدلول له ما يناسبه من الدليل فلا يتأتى ان العلم الضروري لا يكون شاهده الا واحدا ان العلم الضروري في العقل لا يكون شاهده الا وجها واحدا من دليل العقل هذا لا يصح ومن فرضه فانما انبأ عن ضعف مدركه في فهم دليل العقل ولهذا مثلا ربوبية الله سبحانه وتعالى ثابتة بدليل الشرع كما هو بداهي وهي ايضا مسألة فطرية يعني كون الله جل وعلا هو رب العالمين وهو الخالق وهو تعالوا لما يريد وهو المحيي والمميت الى غير ذلك من ربوبية الله وثابت بدليل العقل فان قيل فما اوجه الدليل العقلي؟ قيل هذه الاوجه لا يجمعها جامع الاوجه الدالة على ربوبية الله واسعة في دليل العقل وعليه فما ذكره طائفة من متكلمة الصفاتية تركيبه فهو من حيث التركيب صحيح ولكنهم استعملوه من حيث التطبيق استعمالا قاصرا اهذا الدليل حتى لو فرض الصواب في تطبيقه كما جاء الصواب في تركيبه لا يلزم بل لا يصح ان يقال انه هو الشاهد العقلي على هذه الصفة وحده دون غيره وعليه فان البراهين العقلية الدالة على كمال الله جل وعلا وعلى توحيد الله جل وعلا في ربوبيته والهيته واسمائه وصفاته بجمل التوحيد او اسماء التوحيد الثلاثة توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الصفات كلها كما هي ثابتة بالشرع فهي ثابتة بدليل العقل وبدليل الفطرة وان كان يقع في ذلك من المقامات والتفاصيل ما لا يعلم الا الا بالسمع ما لا يعلم الا السمع كتفاصيل افعال الله من مقامات ربوبيته وتفاصيل شرعه وما الى ذلك بل الشرع ما يسمى بدليل بدليل العقل الذي هو الشرع بمعنى اوصاف العبادات وانما هي سمعية محضة كصفة الصلاة ومشروعيتها وصفة الحج ومشروعيته هذا لا يسمى بدليل العقل لكن مع ذلك فلا يقع في هذه الابواب التي سميت بدليل السمع وحده لا يقع فيها ما يعارض دليل العقل ليس بما جاءت به الرسل ليس فيما جاء به الرسل عليهم الصلاة والسلام ما يعارض دليل العقل بوجه من الوجوه لا في باب الخضر ولا في باب الامر والنهي وهذه قاعدة قطعية مطردة ليس فيما جاء به الرسل عليهم الصلاة والسلام ما يعارض الدليل العقلي الصحيح لا في باب الخبر ولا في باب الامر والنهي ومن ادعى شيئا من ذلك ولو ظاهرا كقول من يقول ان هذه النصوص من نصوص الصفات في القرآن مثلا ظاهرها التشبيه ومن ادعى ذلك ولو ظاهرا فهذا ظلال منه حيث توهم في ظاهر النصوص ما لا يليق بالله بل اتى ببدعة كما سبق وهي تقسيم النصوص لدلالتها الى ظاهر ومؤول او نحو ذلك من التقاسيم او ما يكون على صفة اخرى من التقاسيم وبه يعلم ان هذا الدليل موافق للشرع والعقل فاذا من صفات الله الارادة وارادة الله تأتي في القرآن على وجهين ارادة يتضمن محبة الله وامر الله سبحانه وتعالى ويسميها كثير من اهل العلم بالارادة الشرعية باعتبار متعلقها وهو التشريع وارادة لا تستلزموا محبة الله وان كانت تتضمنه في كثير من مقاماتها لكنها لا تستلزم ذلك بل يقارنها ذلك او ينفك عنها اعني الامر والمحبة والتشريع وهذه تسمى بالارادة الكونية فالله يقول في كتابه والله يريد ان يتوب عليكم مع ان بعض المكلفين لم يتب اليس كذلك وقد يموت كافرا ولم يتب من كفره كما صار في كثير من مشركي العرب وغيرهم فاذا ارادة الله هذه ارادة شرعية ويأتي قوله جل وعلا فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا ومن يرد ان يضله ارادته هذه مع ان الله حرم الضلال وحرم الظلم وحرم الكفر ولكن كل شيء يقع بارادة الله ومشيئته فالله لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء ولا يستقل العباد بافعالهم عن قدر الله جل وعلا فاذا هذا اشارة الى مقصود هذه الصفة من صفات الله جل وعلا واما ما اختص باصل مشهور عند المسلمين وهو الايمان بالقدر خيره وشره كما جاء في حديث جبريل في الصحيحين وغيرهما وجاء في كتاب الله كما ذكر المصنف جملة من الايات في ذلك فمسألة القدر هذه من اعظم مسائل اصول الدين وهي الايمان بقضاء الله وقدره وظل فيها من ظل من الطوائف وعرف اولئك بفريقين متقابلين واهل السنة وطريقة الصحابة التي جاء بها القرآن وسط بين هاتين البدعتين فمنهم من غلى في مقام تشم قدرية ومنهم من غلا في مقام اخر فسموا جبرية وبه يعلم ان الغلو في الدين ان الغلو في الدين هو من اعظم اسباب ظلال بني ادم بل ما وقع الشرك في بني ادم ليحذر طالب العلم من الغلو واسبابه بل ما وقع الشرك في بني ادم الا بسبب الغلو في الدين فان الله لما خلق ادم ونزل من الجنة وجاءه الولد وقع في ولده المعصية ووقع في ولده الكبيرة لكن لم يقع في ولده الشرك بالله حتى دخل عليهم الغلو في الدين فلما دخل عليهم الغلو في الدين انحرفوا عن اصل الفطرة فاشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وما ضل اهل الكتاب او جمهور اهل الكتاب الا بسبب الغلو في الدين وان كان الضلال له اسباب متعددة ومنها البغي ومنها كتمان العلم ومنها القول على الله بغير علم الى غير ذلك من الاسباب وهي اسباب مسماة في القرآن اسباب الظلالة الكبرى اسباب مسماة في القرآن لكن من اخصها القول على الله بغير علم وكتمان العلم والغلو في الدين ولبس الحق بالباطل ولذلك نهى الله سبحانه وتعالى في كتابه عن هذه الاسباب وبين ان الامم الكتابية المنحرفة عن كتابها جمهور هذا الانحراف وقع على هذه الاسباب بل حتى لما وقع الانحراف والبدع في هذه الامة بفرق احدثت وخرجت عن سواد السنة واجماع الصحابة فان هذه الاسباب التي وقع بسببها الانحراف في اهل الكتاب هي نفسها الاسباب التي تلبست بها هذه البدع فتجد ان جمهور هذه البدع بل عامتها او يكاد يكون لازما لها لا تخلو من مادة الغلو في الدين بوجه من الوجوه لا تخلو من مادة الغلو في الدين وهذا يعرفه المحققون الذين نظروا هذه المقالات على وجهها بل حتى المرجئة فان المرجئة في الجملة لا يخلون من مقامات من مقامات الغلو وان كانوا مرجئة باعتبار المقالات الغالية في نتائجها لكنهم في مسائل اخرى بمسائل اخرى يقع لهم مادة من الغلو في الدين اما في الدلائل تارة واما في المسائل تارة اخرى وان كان الغلو قد يغلب على بعض الطوائف وان كان الغلو قد يغلب على بعض الطوائف حتى تسمى به لكن لكن عامة اهل البدع والطوائف التي خرجت من طريق السلف اصابها في هذا المقام ما اصابها من مادة الغلو لكن منهم من غلب عليه ومنهم من عرظ له في مقامات من الدلائل او المسائل ولهذا جعل الله سبحانه وتعالى ما نزل على الانبياء رحمة للمكلفين وهدى ونورا وما الى ذلك وليس يدعو الى الغلو في الدين. وان كان ما يقابل الغلو في الدين من التفريط في احكام الشريعة هذا ايضا مقام من اسباب ظلال بني ادم هو التفريط فيما شرع الله واتيان ما حرم الله من الموبقات فضلا عما هو فوق ذلك من الكفر بالله فهذا ايضا هو مادة كثير مما وقع لبني ادم فمنهم من امن كما قال الله جل وعلا فمنهم من امن ومنهم من كفر ومن هداه الله للاسلام فان الاسلام هو دين الانبياء الاسلام الذي هو التوحيد والايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وان كان لكل نبي ما جاء به من الشريعة وجمهورها متفق وقد تختلف في بعض موارده وتختص شريعة عن شريعة بمسائل لكن كل ذلك يسمى بالاسلام العام الذي قال الله فيه ان الدين عند الله الاسلام المقصود ان هذه المسألة الشريفة وان هذا الاصل العظيم الذي هو الايمان بالقدر. اصل من اصول الايمان بل انه اصل من اصول الامام باتفاق طوائف المسلمين اتفاق طوائف المسلمين ولكن بعض هذه او او من خرج عن طريقة الصحابة فيه وقعوا في اوجه من الخطأ في تقرير هذا الاصل الشريف ووقعوا في اوجه من البدع في تقرير هذا الاصل الشريف. اما غلوا في مقام اثبات افعال العباد واما غلوا في مقام اثبات افعال الله ومشيئة الله فظهر ما يسمى بالقدرية بدرجاتها وظهر ما يسمى بالجبرية بدرجاتها وكلا الطائفتين في القدر عندهم مادة من الغلو من وجه عندهم مادة من الغلو من وجه ومادة من التفريط من وجه اخر وبه يعلم ان كل من غلا وان كان التفريط والغلو من حيث التجريد بينهما تقابل وبينهما تظاد اليس كذلك بينهما تقابل وبينهما تضاد. اليس كذلك ولكن من حيث الاحوال فكل من اتى بابا من الغلو لابد انه وقع في باب من التفريط لابد انه وقع في باب من التفريط وهو تفريطه فيما شرع الله من العدل والقسط والسنة والشريعة الوسط الى غير ذلك اصول اهل السنة والجماعة في باب القدر سبعة لاستقراء او في الاستقراء لما ورد بالكتاب والسنة وسماه السلف في قراءتهم لهذه الاصول وقد يذكر البعض الاربعة المشهورة منها بمراتب التي تسمى مراتب القدر. ولكن جامعها سبعة هذه التي تسمى بمراتب القدر في اصطلاح كثير من اهل العلم ولذلك كان النبي عليه الصلاة والسلام كما جاء في الصحيح يقول تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن بعد بعض الفتن ظاهر لكن بعض الفتن ايش باطل كيف باطن واصول ثلاثة تأتي معها ايضا فهذا هو جامع وهذا الاصل الشريف. الاصل الاول من هذه الاصول السبعة الايمان بعلم الله وان ربنا جل وعلا بكل شيء عليم الايمان في عموم علم الله سبحانه وتعالى لكل شيء وان ربنا لا يعزب عنه شيء وانه بكل شيء عليم وقد دخل في عموم علمه وقد دخل في عموم علمه علمه بافعال العباد قبل كونها والله علم ما كان وما سيكون وعلم افعال العباد قبل ان يخلقهم وقدر مقاديرهم وهذا الاصل دليله الكتاب والسنة والاجماع والعقل والفطرة فهو اصل شرعي اي ثابت بدليل الشرع وحين نقول دليل الشرع اصول دليل الشرع كم اصول دليل الشرع ثلاثة الكتاب والسنة والاجماع والاجماع نتيجة الى الى مستند مستفيض من الكتاب والسنة ولهذا تجد عبارات السلف منهم من يقول الكتاب والسنة ويقف ومنهم من يسمي الاجماع ولا تواكؤه هذا التنوع في الترتيب وليس يختلف فيه المعنى فهذا الاصل الشريف والذي هو العلم ثابت بالكتاب والسنة والاجماع ثابت بدليل الشرع وثابت بدليل العقل وثابت بدليل الفطرة اذا الايمان بعموم علم الله بكل شيء وان ربنا جل وعلا بكل شيء عليم وقد دخل في عموم علمه لابد من النظر في هذه المسألة لانه يؤول اليها الخلاف في افعال العباد وقد دخل في عموم علمه علمه بافعال العباد وعلم الله متعلق بكل شيء كما قال الله جل وعلا ان الله بقول الله جل وعلا وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين الاصل الثاني الكتابة وان الله كتب في اللوح المحفوظ كل شيء وكتب في الذكر كل شيء كما جاءت به الاحرف في القرآن والسنة اي الجمل والكلمات في القرآن والسنة وقد دخل فيما كتبه الله جل وعلا ان كتب افعال العباد قبل كونهم فافعال العباد مكتوبة والكتابة اصل شرعي ودليل العقل لم يوجبه ولكنه ايش ولكنه لا ينافيه دليل العقل لم يوجبه ابتداء كالعلم فالعلم قصر فطري لكن الكتابة اصل اصل سمعي ثبت بدليل السمع واخبر الله به في كتابه واخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فكتب الله بالذكر كل شيء وكتب افعال العباد. الاصل الثالث الايمان بمشيئة الله الشاملة الايمان بعموم مشيئة الله وانه لا يخرج شيء عن مشيئة الله ولو خرج شيئا عن مشيئة الله لكان هذا منافي لربوبيته في علم بدليل الشرع والعقل والفطرة انه لا يخرج شيء عن مشيئة الا لانه رب كل شيء وخالق كل شيء وبيده ملكوت كل شيء بيده ملكوت السماوات والارض لا يخرج عنه لا يخرج عن امره وعن مشيئته شيء بيده ملكوت كل شيء ودخل في مشيئة الله ودخل في عموم مشيئته مشيئته لافعال العباد ولا يلزم من مشيئة الرب لافعال العباد انه رضيها عنهم بل ما كان مما شرع الله من الطاعات والايمان والصالحات فقد شاءه الله كصلاة المؤمنين فقد شاءها الله وايش واحبها ورضيها منهم واما ظلم الظالمين وكفر الكافرين وعدوان المعتدين ومعصية العاصين وجهد الجاحدين الى غير ذلك وسرقة السارق زنا الزاني وما الى ذلك فالله سبحانه وتعالى ينهى عنه ولا يأمر به ولا يحبه ولا يرضاه جل وعلا كما هو بديهي في الشرع والعقل والفطرة الاصل الرابع الايمان بعموم خلق الله لكل شيء وانه الخالق وحده لا شريك له كما قال الله جل وعلا الله خالق كل شيء لا يخلق غيره لا يخلق غيره جل وعلا فهو الخالق لكل شيء وقد دخل في عموم خلقه خلقه جل وعلا لافعال العباد فهو الخالق لافعال العباد الاصل الخامس حتى تنتظم مسألة القدر الايمان بان الله جعل للعباد مشيئة تابعة لمشيئته الامام بان الله جعل في العباد مشيئة ولكنها ليست مطلقة مستقلة عن الخالق جل وعلا فهذا باطل في الشرع والعقل والفطرة بل ممتنع في العقل بل هو ممتنع بدليل العقل ان تكون مشيئة العباد ايش مستقلة وبه نعلم ان طريقة القدرية وان ادعوا انهم ارباب العقليات من المعتزلة ونحوهم او من اخذ عنهم وانهم قرروا هذه المسألة بدليل عقلي فهذا دليل وهمي وليس دليلا عقليا بل ان الدليل العقلي ينفي ذلك ويثبت ان مشيئة العباد قاصرة بل ان الدليل العقلي عند التحقيق يثبت ان استقلال العبد والمخلوق عن الخالق بمشيئته استقلال ايش ممتنع استقلال ممتنع فضلا عن ان يكون ممكنا فضلا عن ان يكون ثابتا كما يدعي القدرية فقولهم وطريقتهم مناقضة لصريح دليل العقل وصريح دليل الشرع فالعباد لهم مشيئة وظل في هذا طائفتان من غلا في مشيئة العباد ولما غلوا في مشيئة العباد فرطوا في تحقيق مشيئة الخالق سبحانه وتعالى وهناك من غلا في اثبات مشيئة الخالق فغلا في الدين من هذا الوجه ونفى ما اخبر الله به من الدين وقدره في خلقه وكونه من مشيئة العباد ولذلك قال الله جل وعلا وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. فهنا مشيئة العباد ثابتة ولكنها لا تخرجوا عما اراده الله وشاءه سبحانه وتعالى. راده جل وعلا بعموم ارادته والله اخبر عن العباد وارادتهم منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد اخرة لكن لا يختص العبد عن ربه والله لا يرضى من عبده الا ما امره به من الشريعة والايمان الاصل السادس الايمان بحكمة الله في افعاله وخلقه وشرعه الايمان بحكمة الله في افعاله وخلقه وشرعه وان كل ما خلقه الله وشرعه وقدره وان كل ما خلق الله وشرعه وقدره وما يقع في ملكوته سبحانه وتعالى مما لا يحيط به العباد فكل ذلك مما نعلمه وما لا نعلمه فانه يكون بحكمة الله جل وعلا وهذه الحكمة اعلمنا قدرا منها بموجب الفطرة وبموجب دليل العقل وعلمنا مقامات من الشرف فيها بموجب علم الانبياء الذي انزله الله في كتابه وبعث به رسله كتب الله جل وعلا او بما اوحى الله الى الانبياء من السنن وهي سنن الانبياء عليهم الصلاة والسلام سنن الرسل عليهم الصلاة والسلام ومع هذا العلم المحصل من هذه الوجوه فان مقامات من حكمة الله جل وعلا لا يحيط بها العباد ولا يدركونها ولا يحيط بكمال حكمته الا هو جل وعلا ولا يحيط بكمال حكمته وتفاصيل حكمته الا هو سبحانه وتعالى ولكن ما شرع الله شيئا الا لحكمة ولا قدر شيئا الا لحكمة وربنا سبحانه وتعالى يحكم ما يشاء ويفعل ويفعل ما يريد الاصل السابع من اصول اهل السنة في مسألة القدر هو تحقيق الجمع بين الشرع والقدر فلما فقهوا مسألة القدر جمعوا لها مسألة الشرع فيكون تقرير هذا الاصل هو تحقيق الجمع بين مقام الشرع والقدر وهو الايمان بامر الله ونهيه ووعده ووعيده مع الايمان بقضائه وقدره وان قدر الله ليس مخالفا او معارضا بامره ونهيه وان الله له الحجة البالغة على خلقه وليس لاحد من الخلق حجة على الله بل لله الحجة البالغة سبحانه وتعالى واما من توهم عنا القدر يسقط الشرع او يسقط ما هو من الشرع فهذا مما زينه الشيطان لبعض بني ادم والا فهو كما هو مخالف لصريح الشرع فهو مخالف لصريح العقل ولصريح الفطرة ولم يقل احد من العقلاء لا من اتباع الرسل ولا من امم الكفر لم يقل احد بالتزامه على الاطلاق ومعنى انه لم يقل احد بالتزامه على الاطلاق ان مقتضى ان الشرع يسقط القدر فاذا اسقط الشرع القدر على هذا الزعم الذي يوهم به الشيطان بعض العقول لكون القدر سابقا فيلزم ان يكون الشرع ان يكون القدر مسقطا الاسباب ايضا كما اسقط الاسباب الشرعية ان يسقط الاسباب الكونية وهذا لا يستعمله احد بمعنى ان الذي يدع الامر الذي شرع الله ويقول ان كان الله قدر اني في الجنة فساكون في الجنة والله قدر اهل الجنة واهل النار. اليس كذلك فلو ان شخصا وسوس له الشيطان بمثل هذا الامر وقال ما ما الفائدة من العمل وقد كتب اهل الجنة واهل النار نقول اليس الله سبحانه وتعالى قد قدر للانسان انه يكون له ولد او لا يكون له ولد ويكون له مال او لا يكون له ويكون له شهادة او لا يكون له كهذا ويكون لهم بيت او لا يكون له بيت وهلم جرا من الكونيات والحسيات الغير متناهية في جمعها وتقديرها الان هل وجدتم احدا من بني ادم ترك المسكن وترك الزواج وترك كذا وترك كذا وقال ان كان لي ولد سيأتي الولد دون زواج الحال والحق ان القدر ان قدر الله ما هو الحال والمآل بمعنى الجنة حال او مآل الجنة مآل والاعمال الصالحة الموجبة لرضا الله تعتبر حالا حال المكلف في حياته هل الله قدر المئال وحده ولم يقدر الحال بل قدر الحال وايش والمال فكما ان المآل قدر فالحال ايش فالحال قضاء وقدر والانسان لا يعلم ما هو المقدور لان المقدور غيب اختص الله به ولهذا قال الله في كتابه قل لو كنت اعلم في قول الله سبحانه وتعالى ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله فاذا كان هذا حال اشرف الخلق وهو النبي عليه الصلاة والسلام فهذا يدل على ان هذا من خصائص ربوبية الله هو الذي يعلم الغيب وحده وانما علمنا من الغيب ما علمنا لكن لا يحيط بالغيب الا الله ولذلك كان كما سبق الاشارة اليه النبي عليه الصلاة والسلام مع انه ما علم الشعر ولم يكن يبتغيه لكنه كان يذكر بيت طرف ابن العبد الذي يقول فيه ستبدي لك الايام ما كنت جاهلا ويأتيك بالاخبار من لم تزودي لان هذا يدل على ان الغيب ستر ولذلك في هذه المعلقة في مع هذا البيت يقول واعلم ما في اليوم والامس قبله العلم بما هو حاصل هذا علم مدرك لكن ما يكون مستقبلا هذا لا يعلمه الا الله جل وعلا. اذا الاصل السابع ما هو الاصل السابع تحقيق الجمع بين الشرع والقدر ومن الطوائف من غلا في اثبات القدر وقصر في مقام ترى ومن الطوائف من غلا في مقام الشرع وقصر في مقام القدر ولذلك قلنا كل من غلى لابد ان يصيبه مقام من التفريط في باب اخر وهذا عرض لطوائف من المتكلمين من القدرية والجبرية وهذه طوائف من ارباب السلوك والاحوال وطريقة السلف بهذا هي الطريقة العدل الوسط الموافقة لدليل الشرع ودليل العقل ودليل الفطرة فاذا هذه اصول سبعة وهي جماع مسألة القدر. الاصل الاول الايمان بعموم علم الله ودخل في عموم علمه علمه بافعال العباد. الاصل الثاني الايمان بكتابة الله وكتب افعال العباد وكتب في الذكر كل شيء. الاصل الثالث الايمان بعموم مشيئته ودخل في عموم مشيئته مشيئته في افعال العباد ايمان الرابع الايمان بعموم خلق الله لكل شيء وانه الخالق وحده وقد دخل في عموم علمه في عموم خلقه خلقه لافعال العباد. الاصل الخامس الايمان بان للعباد مشيئة ولكنها قاصرة تابعة لمشيئة الا والله لا يشاء من عباده الا ما شرعه او لا يحب من عباده الله لا يحب من عباده الا ما شرعه وان كانت مشيئته شاملة عامة لكن الارادة تأتي بكتاب الله على وجهين كما سبق الاصل الخامس الايمان الاصل السادس نعم الايمان بحكمة الله في افعاله وخلقه وشرعه الايمان بحكمة الله في افعاله وخلقه وشرائحه. الاصل السابع الجمع بين مقام الشرع ومقام القدر وان مقام الشرع مصدق وان مقام الشرع مصدق لمقام القدر واما الذين قالوا كما اخبر الله عنهم لو شاء الله ما اشركنا فهذا تكذيب محض وليس حجة عقلية ليس حجة عقلية ومن الدليل على انه ليس حجة عقلية ان الله سبحانه وتعالى سماه عند ذكره سماه عند ذكره ايش تكذيبا يعني تكذيبا بلا دليل ولذلك قال كذلك كذب الذين كذب الذين من قبلهم اذا هو جحود وتكذيب وليس دليلا عقليا البتة بل العقل يمنعه فضلا عن كونه ينافيه وفرق بين مقام الامتناع العقلي ومقام النفي العقلي وقال تعالى وخلق كل شيء فقدر وتقديرا. قال تعالى قال تعالى والسلام من قال للنبي صلى الله عليه وسلم. قال فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله ويجعل صدره ضيقا حرجا هذا يبين لك ان ان من ظل وقد ظل بارادة الا لكن ليس بمحبة الله وليس برضا الله بل الله لا يرضى لعباده الكفر نعم وهذا يلتبس على البعض ان ان الارادة اذا وردت تأتي على وجه واحد بل هي في كتاب الله على غير وجه ولها نظائر من تقدير الله وافعاله وشرعه كالقضاء فالقضاء ياتي في القرآن على المعنى الشرعي الذي يتضمن المحبة والتشريع قال الله تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. هذا قضاء شرعي ويأتي القضاء على معنى التقدير على معنى القدر وليس على معنى التشريع كما جاء في قول الله وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين ما الذي قظي وقضينا الى بني اسرائيل اي قدرنا فهذا مما سبق به قدر الله سبحانه وتعالى والله يقدر ما يشاء ولكن هذه المقادير التي تقع وما يقع للمؤمنين من البلاء والابتلاء كل ذلك مبني على ايش الاصل السادس ما هو على حكمة الله كل ذلك مبني على حكمة الله سبحانه وتعالى. نعم جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما الايمان؟ قال اتقني بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالقدر خيره وشره فان المقدور قد يكون خيرا عبد وقد يكون ليس مما يحبه العبد بل مما يكرهه ولكن المؤمن لا يبتغي المصيبة المؤمن لا يبتغي المصيبة ولكن اذا اصابته المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم فان ما اصاب من مصيبة الا باذن الله نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم امنت بالقدر خيره وشره وكله من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي علمه الحسن بن علي وقني شر ما قضيت. ولا تجعل الله حجة لنا بترك اوامره واجتنابه نعم القضاء والقدر لا يصح جعله كذلك وهذا مخالف لدليل الشرع ومخالف لدليل من جعل القدر حجة على ترك شيء من الشرع وقد خالف ايش فقد خالف الشرع والعقل والفطرة قال فدليل الشرع والعقل والفطرة وبعض من اشتبه له في هذا يأتي بحديث قصة موسى وادم احتج ادم وموسى اي حصل بينهما حاجة والحديث في الصحيح ولكن هذا الحديث هذا الحديث وان كان بعض المتأخرين جاب عنه باجوبة كقولهم انه ان ادم انما حج موسى لانه اب له فهذه كلها اجوبة بعيدة ضعيفة اجوبة بعيدة بل الحديث في اصله ليس ايش ليس ماذا ليس مشكلا الحديث في اصله ليس مشكلا لان الحديث اذا قرأته فيه ان موسى قال لادم لماذا اخرجتنا ونفسك من الجنة فقال له ادم ان الله كتب ذلك قال النبي فحج قبل ان اخلق اللي هو اصل الكتابة فوافقه موسى على ذلك ان هذا مكتوب لان هذا في اصول جميع الانبياء والرسل فقال نبينا عليه الصلاة والسلام في تمام الحديث فحج ادم موسى هج ادم موسى هل ادم حج موسى انه احتج بالقدر على المعصية نقول لا لان اصلا السؤال لم يكن عن المعصية وانما كان السؤال عن المصيبة فان ادم حصل منه المعصية وهي الاكل من الشجرة فتاب الله عليه واجتباه وهداه ولكن حصل له مصيبة باثر هذه المعصية ما هي انه خرج من الجنة فموسى اصلا اعظم واعلم واشرف من ان يسأل عن امر ينافي الشرع موسى عليه الصلاة والسلام هذا السؤال لا يقع من احاد المسلمين بل لم يعترض به جمهور المشركين وانما بعض المشركين فكيف يدعى انه عرض في فقه نبي او علم نبي من الانبياء بل من اولي العزم من الانبياء والرسل من اولي العزم من الرسل. فاذا انما كان موسى سأل عن عن المصيبة والعبد اذا اصابته المصيبة يحتج بالقدر او لا يحتج بالقدر وليس احتجاجا لان المصيبة ليست اختيارا هنا ولكنه يذكر القدر تسليما وايمانا ولذلك قال الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. قال ابن مسعود هو العبد تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم. التسليم بالمصيبة وان العبد اذا اصابته مصيبة لم يبتدعها هو لا يفعلها بنفسه ويجر نفسه الى ثم يقول في مصيبته بان هذا قضاء وقدر فهذا هو معنى قول الله والذين بقول الله سبحانه وتعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله فالعبد اذا اصابته المصيبة يعلم انها من عند الله فيرضى ويسلم كما قال النبي في حديث انس للمرأة التي مات ابنها اتق الله واصبري قالت وما تبالي بمصيبتي ثم لما عرفت اتت النبي صلى الله عليه وسلم وقالت يا رسول الله لم اعرفك قال انما الصبر عند الصدمة الاولى اي التسليم. نعم فنجد ان نؤمن ونعلم ان لله حجة علينا قال الله تعالى بعد الرسل قال تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها قال تعالى. نعم الله لم يجبر احدا على فعله والعباد يعلمون مشيئتهم ويحسونها الذي يأكل يحس انه هو الذي يختار وحتى الذي يصلي يحس انه اختار في ذهابه للمسجد او في قيامه بالصلاة والذي يسرق يعلم انه اختار حركة السرقة والمعصية والخطيئة الى غير ذلك فهذا امر مدرك بديهة بالحس فظلا عن دليل العقل المجرد او الفطرة او الشرع. نعم قال الله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها. قال تعالى فاتقوا الله ما استطعتم. قال تعالى يوم تجزى كل نفس فيما كسبت قلوب فدل على نعم فدل على ان العبد له كسب وله استطاعة وله مشيئة الى غير ذلك ولا يقصر واحد من هذه الاسماء الشرعية وهو الكسب فتدار مسألة القدر عليه كما ذكر ذلك بعض متأخر المتكلمين من اهل الاثبات بل الله ذكر الكسب وذكر اي كسب العبد وذكر مشيئة العبد وذكر استطاعة العبد وذكر ارادة العبد وكل ذلك معناه متفق فاختصاص احد هذه الاسماء كالكسب به وحده في تقرير هذه المسألة هذا مخالف لطريقة او لما جاء به القرآن من ترتيب هذه المسألة وتقريرها. فضلا عن الخطأ من حيث المعاني فهذا مقام اخر. نعم فدل على ان اذا تسمية مسألة فعل العبد بالكسب القصر عليه لا يصح لا شرعا ولا عقلا لانه ليس بموجب العقل ولا بموجب الشرع وان كان هذا الاسم ورد في القرآن لها ما كسبت وعليها واكتسبت لكن نقول كما ورد الكسب فقد ورد ذكر المشيئة وورد ذكر الارادة فيكون التخصيص باحد هذه الاسماء وترك ما عداه من الاسماء التي جاء بها القرآن تخصيص باطل فضلا عن كونه يفسر بمعنى يكون مخالفا لما فسره به او لما دل عليه القرآن من المراد به فان اعظم التفسير هو تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بكلام النبي صلى الله عليه واله وسلم يزيد من طاعة فصلا فصلا هذا الفصل في تقرير اصل من اصول الايمان واصول العقيدة وهو وهي مسألة الايمان ومسألة الايمان وما يتصل بها من مسألتي الاسماء والاحكام مسألة مسمى الايمان وما يتصل بها من القول في مسألة الاسماء اي اسم اصحاب اهل الملة والمرتكب للكبائر مثلا بخاصة والاحكام اي حكم مرتكب الكبيرة في الاخرة. فهذه المسألة اصل من الاصول التي بينت في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم واجمع فيها الصحابة وهي اول المسائل التي عرض فيها خلاف في مسائل اصول الدين من بعض اهل البدع التي الذين خالفوا من بعض اهل البدع الذين خالفوا وذلك بظهور الخوارج الذين كفروا مرتكب الكبيرة من المسلمين مسمى الايمان وقابل اولئك قابل هذه الطريقة ما يعرف بطريقة قابل هذه الطريقة ما يعرف بطريقة المرجئة ثم المرجئة صاروا درجات فمنهم غلاة ومنهم دون ذلك ومنهم مقتصدة من المرجئة وان كان حتى طريقة المقتصدة ليست مصححة بل هي بدعة في حقيقتها ولكن معرفة الدرجات حتى لا يقع الغلو في الاحكام لان من طريقة اهل السنة والجماعة انهم لا يبغون في الاحكام لان البغي بالعلم كما قال كما سبق بيانه ان البغي بالعلم هو من اعظم اسباب انحراف الامم عن كتبها التي انزلها الله الامم الكتابية ولهذا ذكر ابن تيمية في الرسالة الواسطية في اواخرها قال ومن طريقتهم اي اهل السنة انهم يرون ترك الاستطالة الاستطالة على الخلق بحق او بغير حق بعض الناس يستطيل وهو ظالم ظلما صريحا فهذا في الجملة يكون كما يقال اه شأنا منكشفا ويبين ويكابر في تركه او ما الى ذلك لكن الذي يقع فيه التباس ما هو الذي يقع فيه التباس اما لنقص في تحقيق الايمان او لنقص في تحقيق العلم باطن بمعنى يظن انه على صواب وهو في ايش وفي ماذا بفتنة ولهذا ما جعل الله عبادته فعلا من العبد مع كون العبد قد شرع له الشريعة البيضاء الحجة البيضاء الواضحة ما هو الاستطالة لمن كان الحق معه فلا يعني ان الحق اذا كان معك ان هذا الحق يصيغ لك ايش الاستطالة فانت ترى مثلا ان ذلك الرجل الذي شرب الخمر كما روى الامام البخاري في صحيحه وشرب الخمر كبيرة والله يقول يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والاسلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه اليس كذلك فمع هذا التغليظ في الخمر والامر به وجاء فيه حد على قول الجمهور الا ان ذلك الرجل لما لعنه رجل من الصحابة غيرة وقال ما اكثر ما يؤتى به من شرب الخمر اي شرب الخمر مرات فقال له النبي لا تلعنه فانه يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم يحبوا الله ورسوله اذا لا شارب الخمر حصل فيه لبس لا يعني ان الانسان يكون امرا بالمعروف او ناهيا عن المنكر او مدافعا عن السنة او رادا على بدعة او داعيا الى حق او منبها عن ظلالة هذا اولا كترتيب منطقي لابد ان يتأكد ان ما يدعو اليه صحيح حينما اقول ما يدعو اليه صحيح صحيح ليس اجمالا ما يكفي الصحة المجملة لابد ان تعرف كونه من الشرع ثبوتا ورتبة معرفة الثبوت سهل لكن الذي يتفاضل فيه الناس وهو امتياز اهل العلم والحكمة ما هو معرفة ايش الرتبة نعم هذا مهم لكن النبي عليه الصلاة والسلام لما ترك اعادة الكعبة الى قواعد ابراهيم كما جاء في حديث عائشة في الصحيحين اليس اعانة الكعبة الى قواعد ابراهيم من حيث هو مجرد اليس مشروعا مشروع وهذا صريح في السنة انه مشروع لولا ان قومك حديث عهدهم بكفر وفي رواية حديث عهدهم بجاهلية فاخاف ان تنكر قلوبهم نظرت ان اعيد البيت الى قواعد ابراهيم وان اجعل لها بابا يدخل الناس منه وبابا يخرج الناس منه هذا قاله النبي عليه الصلاة والسلام لكن رتبة هذه المسألة ايها اعظم هي او رتبة مسألة الاجتماع وترك الافتراق اي رتبتين اعظم؟ كلاهما من الشرع لكن هذه المسألة اعظم ولذلك كتب علماء القواعد علم القواعد وبينوا في درجات القواعد والمقتضيات ودرء المفاسد وجلب المصالح ولذلك هارون عليه الصلاة والسلام لما عاتبهم موسى عليه الصلاة والسلام وقال ما منعك اذ رأيتهم ضلوا الا تتبعني افعصيت امري ماذا كانت حجته ماذا كانت حجته قال اني خشيت ان تقول فرقت بيني وبين بني اسرائيل الافتراق افتراق المؤمنين وافتراق المسلمين هذا مع انه اصبحت الان بني اسرائيل تغيرت احوالهم او كثير منهم تغير حالهم لكن مسألة اجتماع المؤمنين واعتصام المؤمنين بحبل الله كما قال الله واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا هذا اذا ذكرنا مراتب المشروع فهو في ايش اي الدرجات لو قدرنا جدلا في الفرض العلمي ان الدرجات خمس سيكون الاعتصام بحبل الله والاجتماع على الحق في اي الدرجات في الدرجة الاولى سيكون في ايش بالدرجة الاولى ولابد فاذا ليس الامر انك تعلم ان هذا مشروع بل يجب ان تعلم درجة المشروع وهل يلزم بفعل هذا المشروع ترك مشروع اخر او لا يلزم انت تأتي فتصلي لكن لم يلزم بفعلك للصلاة انك تركت ما هو ايش صليت مثلا النافلة لو كان صلاتك للنافلة يترتب عليه ترك الفريضة يعني لو ان شخصا قال انا اريد ان اصلي من صلاة المغرب الى ان يؤذن الفجر قيام مستمر في النافلة العمل هذا اصبح مشروعا الان من صلاة المغرب لماذا؟ لانه ترك ايش ترك فريضة فلا يمكن ان يكون العمل مشروعا بترك الفريضة بل ان الشارع قال اذا اقيمت الصلاة فلا صلاة الا الا المكتوبة كما جاء في الصحيح فاذا فقه مراتب المسائل نعم المقصود ان الايمان ان المرجئ كما ذكر فيهم كما قال ابو الحسن في في كتاب المقالات الاسلاميين يقول المرجئة ثنتا عشرة طائفة فهم طوائف شتى منهم غلاة ومنهم دون ذلك تقرير معتقد اهل السنة والجماعة في الايمان يقولون جملا لما حصل الخلاف في هذا الاصل تكلم ائمة السنة بجمل مشهورة وهي جمل معروفة حتى قبل الخلاف لكن زادوا في تقريرها درءا لما وقع من الفتنة والخطأ والبدعة في هذا الباب فجاءت كلمات السلف منهم من يقول الايمان قول وعمل وهذا تعبير جمهور السلف الايمان قول وعمل ومنهم من يقول الايمان قول وفعل كما ذكره البخاري وطائفة ومنهم من يقول الايمان قول وعمل ونية واتباع للسنة ومنهم من يقول قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالاركان وبالجوارح وكل هذه الاحرف والجمل الخلاف بينها خلاف لفظي ومعناها واحد ما هو معناها ليس واحدا منها يكون ناقصا من قال الامام قول وعمل بقول هو عمل. قد يقول قال بقي الاعتقاد لا القول هنا يراد به قول القلب وقول اللسان والعمل يراد به عمل القلب وعمل الجوارح لما نقول قول وعمل واعتقاد وقول وعمل وقول وفعل. ما الجامع في الترتيب الشرعي لهذا نقول الجامع هو ان نقول الايمان باجماع الصحابة وقبل ذلك بصريح الكتاب والسنة كل ما شرعه الله ورسوله من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة من الاقوال والاقوال وجهان اقوال قلبية واقوال باللسان والاعمال وجهان اعمال القلب واعمال الجوارح كل ما شرعه الله ورسوله من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة واكثر ما وقع فيه لبس عند كثيرين هي مسألة الاعمال الظاهرة التي قال كثير حتى من مرجعة الفقهاء بانها تسمى اسلاما وتقوى ولا تدخل في مسمى الايمان وهذا خطأ في الشرع والعقل وقد يعجب من ذكر الاشارة الى دليل العقل في هذه المسألة ولكن سابين المقصود من ذلك. اما انه خطأ في الشرع فلان الله سمى فلان الله ورسوله تم هذه الاعمال ايمانا وما كان الله ليضيع ايمانكم وجاء في حديث عبد القيس في الصحيحين حديث ابن عباس لما جاء عبد القيس الى النبي صلى الله عليه وسلم وقد جاء من رواية ابي سعيد الخدري ايضا عند الامام مسلم وجاء في حديث ابن عباس من رواية ابي جمرة وهو نصر بن عمران الضبوعي قال كنت اترجم بين يدي عبد الله ابن عباس وبين الناس اذ جاءه اه اذ اتته امرأة تسأله عن نبيذ الجر فقال لها ان وفد عبد القيس اتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله انا حي من ربيعة وبيننا وبينك كفار مضر ولا نستطيع ان نأتيك الا في شهر حرام امرنا بامر فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة اذا نحن اخذنا به قال امركم باربع وانهاكم عن اربع امركم بالايمان بالله وحده اتدرون ما الايمان بالله وحده؟ قالوا الله ورسوله اعلم قال شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وان تؤدوا خمسا من المغنم ونهاهم عن الدباع والحنتم والمزفت والمقيم الشاهد هنا ان النبي قال امرهم بايش بالايمان. ولما فسر لهم الايمان فسره بمقام العلم ومقام العمل بالقول والعمل قال شهادة ان لا اله الا الله وشهادة ان لا اله الا الله فيها قول باللسان وفيها اعتقاد بالقلب وعمل بالقلب وتصديق بالقلب الى اخره وذكر الاعمال الظاهرة التي يسميها طبعا تسميتها بالاعمال الظاهرة هذي تسمية خاطئة ما في الشريعة شي اسمه اعمال ايش لان هنا لما تقول ظاهرة معناها ليست ايش ليست ماذا ليست باطنة ولا يوجد عبادة مشروعة من العبادات التوقيفية التي شرعها الله هي ظاهرة محضة لا باطل فيها او لا يتعلق لها في الباطن لان كل عبادة كالصلاة والطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة كل عبادة يشرع فيها ايش لها اركان فكما ان الصلاة من اركان الفريضة القيام مع القدرة اليس كذلك ومن شروطها الطهارة اليس كذلك لكن هناك ركن اعظم ما هو الاخلاص لله سبحانه وتعالى في هذه العبادة هذا ركنها الاعظم الذي باجماع المسلمين اذا فات صارت فعل هذه الصلاة نفاقا لكن قد يفوت بعض الاركان لعجز المكلف عنها وما الى ذلك كما قال النبي لعمران صلي قائما فان لم تستطع فقاعدا وكما صلاة النافلة تصلى والمصلي قاعد ولكن على نصف القائم الى غير ذلك مما هو معروف في تفاصيل الاحكام لكن الشاهد هنا ان النبي سمى هذه الاعمال كما سماه الله في كتابه سماها ايمانا من جهة دليل العقل نقول اصلا لا يوجد في الشريعة العبادات الظاهرة كما تسمى في كلام المرجئة او من استعمل هذه الكلمة من المتأخرين الذين استوسعوا في بعض الاصطلاح ولذلك لو ان شخصا لو ان رجلين ذهب الى مكة ففقد احدهما صاحبه فصار يبحث عنه قال اين انت؟ قال انا في الطواف اتصل به فقال عنيت؟ قال انا في الطواف والمطاف مزدحم فصار يبحث عنه في الطواف حتى اتى ثلاثة اشواط ثم وجد صاحبه هل يصح له هنا ان يقول ما دام اني خلصت ثلاث شواط اكمل اربعة ليكون طوافا وقربة يمديه هذا او لا يمديه لانه ما اراد به ان يتقرب ما اراد به العبادة فاذا كل عبادة من هذه العبادات المشروعة كما هي اعمال ظاهرة قواعدها ومشروعها واصولها لا تنفك عن القلب الذين قالوا الايمان بالقلب باتفاق طوائف المرجية بل باجماع الطوائف ان الايمان بالقلب كل الطواف يقولون يعني لا احد ينازع ان الايمان يكون بالقلب لكن هل يتعداه الى غيره؟ هذا هو محل البحث ما دام انه بالقلب اذا الصلاة كما هي متعلقة بالجوارح فهي متعلقة بايش بالقلب ولذلك لابد فيها من الاخلاص لله سبحانه والاستجابة والمحبة والرغبة والخشية الى غير ذلك مما هو معروف وليس ثمة عمل ليس ثمة عمل يكون مجردا بعيدا او منفكا عن القلب لا قولا ولا ولا عملا عن قول القلب الذي تصديقه ولا عن عمل القلب. بل ما من عبادة كالصلاة والحج الا وفيها عمل القلب وفيها علم القلب وفيها عمل الجوارح لو تجردت عن علم القلب وعن التصديق لو تجردت عند تصديق اصلا ما يصبح مسلما اليس الفقهاء قالوا الصلاة من جحد وجوب الصلاة ولذلك المنافقون الذين صلوا مع النبي ما صلوا؟ هل نفعتهم صلاتهم لا قال الله فيه من المنافقين في الدرك الاسفل من النار مع انهم اظهروا لكن ما الذي حصل من المنافق قطع هذه العبادة التي مهيتها اركان وجعل لها شكلا مجردا ظاهرا فهذه لا تعتبر صلاة في الشريعة الصلاة الشرعية هي الصلاة المبنية على الايمان بالله والاستجابة لهذه الفريضة والتصديق بها واخلاصها عبادة لله وحده لا شريك له والاتيان بما شرع فيها بحسب درجات المشروع وما يلزم منه وما يشرع ويستحب اما اذا انفكت عن القلب تصديقا وعملا ما تعتبره هي الصلاة المشروعة. ولهذا لم تنفع المنافقين لم تنفع المنافقين ليس السبب ان المنافقين النبي يصلي الظهر اربعا ومعه الصحابة والمنافق يكتفي بثلاث لا هو بالاخير يسلم معهم اليس كذلك نسلم معهم اذا حضر صلاة سلم مثلهم ركع مثلهم في الشكل لكن هذه غير هذه الصلاة صلاة النبي اخلاص لله واستجابة لله وكذا صلاة المؤمنين. نعم بخلاف صلاة المنافقين الذين كانوا مع النبي صلى الله او في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى اذا اذا الايمان قول وعمل وهو يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. زيادة الايمان بمعنى ان الايمان ليس واحدا اذا ذهب بعضه ذهب جميعه بل الامام منه الاصل ومنه الفرع لاننا نقول الايمان كل ما شرعه الله ورسوله فدخل في ذلك جميع الواجبات والمستحبات ويزيد بالطاعة وينقص بالمعصية والطاعة هنا قد تكون طاعة علمية وقد تكون طاعة عملية. فالعلم يزيد الايمان والاعمال الصالحة كالصلاة مثلا ونوافل الصلاة تزيد الايمان ومن باب اولى ان الفرائض تزيد الايمان. لان اعظم ما تقرب به الى الله وينقص بالمعصية فكل شيء يزيد فانه ينقص وهذا ظرورة عقلية ولذلك لما سئل مالك عن النقص يعني ما دليله؟ قال اليس هو يزيد في القرآن قال الرجل بلى قال فكما يزيد ينقص؟ بمعنى هناك ظرورة عقلية ان ما قبل الزيادة قبل قبل النقص ولابد والله تعالى يقيموا الصلاة واتوا الزكاة وذلك دين القيمة فجعل عبادة الله تعالى واقام الصلاة وايتاء الزكاة وكل امر دين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان شعبة على اشهد ان لا اله الا الله وجعل القول والعمل نعم وهذا يدلك حديث ابي هريرة على ان الايمان درجات وهو حديث متفق عليه في الصحيحين واصله متفق عليه الايمان بضع وستون برواية للامام بضع وسبعون شعبة وجاء في صحيح مسلم فاعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان وهذا حديث جامع من جهة المراتب وجامع من جهة المحل من جهة المراتب لانه ذكر اعلاها وذكر ايش ادناها وجامع من جهة المحل لان فيه ما يتعلق بقول اللسان وقول القلب واعتقاد القلب وعمل القلب وعمل الجوارح نعم قال تعالى نعم وهذا من فضل الله على العباد ورحمتي بهم انه رحيم بعباده فيغفر ما يشاء ولكنه اخبر في كتابه بقوله ان الله لا يغفر ان يشرك به فمن كفر بالله وجحد ما جاء به الانبياء وعبد غير الله فهذا هو صاحب هذا الشأن نعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من النار من قال لا اله الا الله في قلبه وخلذلة وذرة الايمان فجعله متفضلا. وعليه اذا ان اصحاب الكبائر من المسلمين تحت مشيئة الله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء تحت مشيئة الله جل وعلا ولكن هذه المشيئة وبين فقهاء بالنصوص الاخرى من الكتاب والسنة العباد الذين اتوا كبائرهم من المسلمين هؤلاء مسلمون ومعهم من الايمان ما معهم معهم اصل الايمان وبقدر ما عندهم من الصالحات وهي ايمان ولكن الايمان عندهم ناقص الايمان عندهم ناقص ويقع فيهم من المعصية او الخطيئة او الظلم او الفسق بحسب الدرجات التي سمتها الشريعة ولكن يسمون مسلمين يسمون مسلمين ان كان الفعل فسقا لكن لا يلزمه حالة الفسق على الاطلاق كما ان ما معه من الايمان لا يوجبه اسم الايمان على الاطلاق وانما يسمى بحسب المقام المقتضيه واوسع الاسماء له هو سنوس الاسلام. هو اسم الاسلام عليه فان حكمه في الاخرة انه تحت مشيئة الله ان شاء عذبه وان شاء غفر له ولكن من شاء الله جل وعلا عدلا منه ان يعذبه فان الله سبحانه وتعالى هو الرحمن الرحيم ولا يخلد في النار الا من كفر بالله وجحد ما جاءت به الرسل وكذب المرسلين. اما المسلم المؤمن بالله ورسله ولكنه اتى كبيرة من الكبائر ومعصية من المعاصي فهذا مآله الى الجنة برحمة الله سبحانه وتعالى فاذا هذا خلاصة مسألة الاحكام. الخوارج فلو في هذا الامر وكفروا مرتكب الكبيرة وجعلوه مخلدا في النار وقاربهم المعتزلة وطوائف اخرى من المرجئة غلوا في مقابل ذلك والطريقة التي جاءت بها النصوص مستفيضة وهي احاديث الجهنميين الذين يخرجهم الله سبحانه وتعالى من النار ومع كون بعض اهل الكبائر يعذبون الا ان رحمة الله في حقهم واسعة ويصيبهم الله برحمته وباسباب واسعة من رحمته مع ما يقع لهم من العذاب فضلا عن القوم الذين يغفر الله لهم فاذا ان دلت النصوص على ان بعض اهل الكبائر يعذبون ويخرجون من النار ودلت النصوص على ان بعض العصاة يغفر لهم قبل ان يلي ولا يمسهم العذاب فليغفر لهم برحمة الله واسباب شرعها الله وقدرها الله سبحانه وتعالى وهذه كلها راجعة الى رحمة الله وعدله وحكمته راجعة الى رحمة الله وعدله وحكمته ومشيئته ولكن لابد من ذكر من ذكر مقام العدل والرحمة والحكمة مع المشيئة حتى لا يقع التوهم فيما عرف بقول المرجئة الواقفة الذين ردوا هذا الامر الى مطلق المشيئة دون ما ان يحققوا معه مقام العدل والرحمة والحكمة هذي طريقة ليست من طرق ائمة السلف بل هي طريقة محدثة وتعرف بقول المرجئة الواقفة الذين يقولون قد يشاء الله ان يعذبهم جميعا جميع اهل الكبائر وقد يغفر لجميع اهل الكبائر وقد يعذب الاكثر حسنات ويغفر للاكثر السيئات. فهذا الاطلاق ردا الى المشيئة منافي للنصوص لان النبي حدث بالصحاح المروية عنه ان قوما منهم يعذبون وان قوما يغفر لهم والله سبحانه وتعالى بين حكمته عدله ورحمته فاذا يقال الايمان بان اهل الكبائر تحت مشيئة الله وهذا اصل مستقر انهم تحت مشيئة الله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. لكن يقال مع حكمته او على ما تقتضيه حكمته ورحمته وعدله جل وعلا وهذا يدفع طرق المرجئة الواقفة وهم طوائف من متأخري المتكلمين نعم النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث نعم ويجب الايمان بكل ما اخبر الله رسوله به مما صحت به السنة يجب الايمان به ونعلم انه حق وصدق سوى عقلنا معناه او لم نعقل معناه يعني ادركنا او غاب عنا الادراك لكيفية هذا الفعل او ماهية هذا الفعل او هذا الخبر فان عدم الادراك فان عدم الادراك سببه نقص عقول العباد كما سبق في المجلس السابق ان العقل البشري هو مدرك قاصر كسائر حواس الانسان الاخرى الحسية ولكن هذا مدرك مجرد وتلك حواس مناطها الحسيات والا هو له حد كما ان البصر له حد والسمع له حد فاذا سواء عقلنا او لم نعقل. فقد يقول قائل عقلنا او لم نعقل هل معناه لم نعقل بمعناه ان العقل لم يقبل؟ لا نقول فرق بين العقل وبين القبول فان عدم العلم بالشيء عدم العلم بماهية الشيء ليس علما بانتفاء ماهية هذا الشيء عدم العلم بكيفية هذا الشيء ليس علما بعدم وجود كيفية لهذا الشيء اليس كذلك كونك لا تعلم مثلا بعد الماء في الحسيات مثلا لو لو سئل سأل شخص الان الماء في باطن الارض كم يبعد عنا؟ كم مترا لا نعلم اليس كذلك؟ سيقول الانسان لا اعلم عدم علمه هنا هل هو معناه عدم وجود ما في باطن الارض ها؟ لا ليس كذلك اذا عدم العلم ليس علما عدم العلم بالشيء ليس علما بعدم وجود هذا الشيء سواء كانت مهية او كيفية او ما الى ذلك نعم ولذلك من حكمة الله ان جاء ان فصل بعض هذه المعلومات التي اخبر بها وان بعضها اجمل ليتحقق مع العلم المفصل التسليم التسليم والتسليم هو العبودية لله وهو اصل من اصول العبودية لله فكما ان ولكن هل دين الاسلام قائم على التسليم وحده المنفك عن العلم نقول لا بل ان ما ابتعد عن العلم ليس هو التسليم الذي انزله الله او شرعه الله ولكنه تسليم بعلم ولكن هذا العلم تارة يكون مجملا وتارة يكون مفصلا نعم وكان قريش نعم حديث المعراج الاسراء وهذا ثابت ذكره في القرآن سمى الله ذكر الاسراء وذكر ما ولها اشراط وهي اشراط الساعة والنبي صلى الله عليه وسلم بعث كما جاء في الصحيح قال بعثت انا والساعة كهاتين وفي رواية في السنن عند الترمذي وغيره بعثت انا والساعة نستبق كادت ان تسبقني فسبقتها فاذا الساعة امرها قريب. لكن القريب في ايام الله ليس هو القريب فيما يقدره الناس بايامهم التي يحسبون بها. ولكنها قريب. ولذلك قال النبي بعثت انا والساعة كهاتين واشار باصبعه عليه الصلاة والسلام السبابة والتي تليها الوسطى. وقال بعثت انا والساعة نستبق انا والساعة انا والساعة نستبق يكون كما في العربية يسمى مفعولا ايش مفعولا معه كما قال ابن مالك انصب لتالي الواو مفعولا معه بنحو السير والطريقة مسرعة قال ايش والطريقة مذكور منصوب لكونه مفعولا معه الشاهد ان الساعة لها اشراط فمنها الكبار ومنها دون ذلك وبعض اهل العلم يقول الصغرى والكبرى هذا اصطلاح يعني يبقى اصطدام ما ما هو اكثر من ذلك اللهم سمى ولا الرسول بل سمى بعضها صغرى وكبرى لكن هي ليست درجة واحدة هذا يقينا لكن التعبير بالكبرى والصغرى وكلمة الصغرى هذا جاء في الكبائر. لا يغادر صغيرة ولا كبيرة لكن في الساعة لم يأتي ذكر كلمة صغرى ما هي اصطلاع على كل حال وقد يتجه وقد تعرض عليه بعض الاسئلة انما هي درجات اعظمها التي تكون سلسلة في اخر الزمان وهي خروج الدابة وخروج يأجوج ومأجوج وخروج النار التي تحشر الناس الى محشرهم الى غيره وطلوع الشمس من مغربها الى غير ذلك مما جاءت به السنن وبعضه ذكر في القرآن كقصة يأجوج ومأجوج في كتاب الله نعم الدجال رجل من خلق الله يقع به فتنة لمن كان في قلوبهم مرض او زيغ او كانوا من مبتغي الفتنة يقع به فتنة للكفار وبعض من في قلوبهم مرض ومبتغي الفتنة لان من اعظم التي يجب على المؤمن ان يتفقه فيها ويرعاها الا يكون من مبتغي الفتنة لان الفتنة تموج بالانسان وقد لا يحسن الخروج منها لا يستطيع الكثير ان يخرج من الفتن لكن مع كون العلم واضحا في هذه الشريعة الا ان العبد لا بد له من مقام اخر وهو مقام ايش الاستعانة بالله الذي جمعه الله بقوله اياك نعبد واياك واياك نستعين. فالحذر من الفتن واسبابها هذا واجب على المسلم ولا سيما طالب العلم ولذلك من فقه علماء الحديث ذكروا احاديث الفتن بل خصها بعضهم كالامام البخاري بكتاب في صحيحه وحذر منها النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك يجب على طالب العلم ان ينتبه لذلك ومن اسباب الدخول في الفتن من اسباب الدخول في الفتن ترك الاعتصام بحبل الله وما عليه جمع الكلمة والحرص على الفرقة او الدخول في اسباب الفرقة بين المؤمنين ومن اسباب الفتن استعمال المتشابه من العلم استعمال المتشابه من العلم واخذ المتشابه وعدم تحقيق المحكم وعليه تقول من اعظم ما يدفع الفتن العناية بالمحكمات سوى محكمات العلم او محكمات العمل محكمات العلم مثل اصوله للسنة مثل الفقه الذي سطره الفقهاء وان كان اجتهاديا لكنه محكم من جهة منهجه ليس فيه اضطراب وشذوذ يعني الاقوال التي شاعت في اقوال المجتهدين وان كانت من حيث هي اراء اجتهادية في في الغالب يعني ليس لازم مذهب تون المذهب الاخر لكنها في ماهيتها الكلية تسمى محكمة باعتبارها مناهج علمية قد كررها الفقهاء ودرسها كبار الفقهاء واصلوها وانضبطت ليست اقوالا شاذة ولهذا ليس في مذهب الامام مالك اراء شاذة او في مذهب كمذاهب مستقرة قد يعرض لبعض اصحابهم بعض الاراء الشاذة لكن مذهب الامام احمد المنضبط او مذهب الشافعي المنضبط هو اجتهاد لا يوصف بالشذوذ لكن قد يوصف بانه مرجوح اليس كذلك وفرق بين المرجوح وبين الشاذ الشاذ يقابله المحفوظ لكن المحفوظ لا يلزم من كونه محفوظا ان يكون ايش راجحا فاذا المشتبهات وفي المنهج العلمي او في التلقي هذا يقود الى ايش الى الى الى الفتن ومشتبهات الاعمال كذلك. ولذلك على المؤمن ان يعنى بمحكمات العمل واخص محكمات العمل الصلاة اخص محكمات العمل الصلاة بل الصلاة هي نور للمؤمن يهدي به الله المؤمن ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح في حديث ابي ما لك الاشعري الصلاة ايش الصلاة نور الصلاة نور فهي نور للعبد والله يقول ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. نعم السلام عليكم ونزول عيسى ابن ابراهيم عليه السلام وخروجه. عيسى عليه الصلاة والسلام من اولي العزم من الرسل. رفعه الله اليه كما اخبر الله في كتابه ولم يمت كما قال الله جل وعلا بل رفعه الله اليه ومن ادعى قتله فقد كذب وما قتلوه يقينا بل رفعه الله اليه وينزل في اخر الزمان وجاء في حديث النواس ابن سمعان الذي رواه مسلم قال فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق واضعا يديه على اجنحة ملكين اذا طأطأ رأسه اذا رفع اذا فاطر رأسه تحدر منه جمان كاللؤلؤ ذكر النبي صفة عيسى في شكله لكن المقصود هنا ذكر نزول عيسى واذا نزل ابن مريم عليه الصلاة والسلام وهو من اولي العزم من الرسل ومن اخص انبياء الله ورسله ولكنه يحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم لان شريعته اعني عيسى عليه الصلاة والسلام وان كانت من عند الله شريعة عيسى هي دين من عند الله ونور من عند الله ورحمة من عند الله ولكنها نسخت بشريعة محمد عليه الصلاة والسلام. نعم نعم خروج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون وذلك في اخر الزمان والدابة ايضا التي تخرج اه ذكرت في القرآن وذكرت في السنة فاذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم وكذلك طلوع الشمس من مغربها وحين تطلع الشمس من مغربها لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا وطلوع الشمس من مغربها ذكر امره في القرآن والسنة فهي كلها ايات ثابتة بالكتاب والسنة والاجماع نعم قد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم نعم وعذاب القبر ونعيم والقبر حق ان الانسان قد ينعم في قد يكون منعما في قبره او معذبا في قبره واهل الايمان حريون بفظل الله ورحمته ونعيم القبر الى الله نعم نعم كل هذه من السمعيات العقل لا يوجبها لكنه لا ينافيها. العقل لا يوجبها لكنه ايش لا ينافيها بمعنى ان من ادعى من الملاحدة في دين الانبياء او على دين الانبياء بان عذاب القبر يناقض العقل او ان العقل يحيل ان يجعل عذاب القبر او نعيم القبر مستحيلا فهذا ايش فهذا كذب فان من يقول كيف يعذب في قبره وقد خرجت روحه او طمر في قبره او جثه عليه التراب وما الى ذلك وان هذا يناقض العقل هذا لا يناقض العقل صحيح العقل عاجز عن ايش عن ايجابه او لا لا يجيبه العقل ابتداء والعقل عاجز عن ان ايش عن تصوره وادراكه لكن فرق بينما يحتار العقل في ادراكه وبينما يحيله العقل ولذلك لابن تيمية عبارة تقول او يقول فيها الرسل قد تخبر بمحارات العقول لا بمحالات العقول اه من يعيد الكلمة الرسل لا الرسل ها يا شيخ خالد قد تخبره قد لابد من قد حتى لا يتوهم الاطلاق حتى لا يتوهم الاطلاق قد يعني احيانا ما هو دائما لكن لما تقول الرسل تخبر يفيد الغلبة او الكثرة لكن او الاطلاق لكن قد تعني ان الشيء يعرض ولذلك امرؤ القيس في شعره تفطن لهذا في دقة البلاغة العربية لما قال لك وقد اغتدي والطير في وكنائتها بمنجرد قيد الاوابد هيكلك. قال لك ايش ما قال انه يغتدي لانه لو قال يغتدي وهو ابن ملك وهو غني وهو له جاه عند نفسه وعند من حوله اللي يغتدي كل صبح والطير في وكناتها معناه اقتداؤه هذا ايش حاجة اللي كل صبح لازم يخرج يصيد معناه الرجال هذا ايش صارت حاجة ذي صح ولا لا الانسان بطبيعته قد بعض الايام ما وده يطلع لكن اللي كيف ما كانت الظروف لا بد يطلع معناه اذا يقول هذا رزق حاجة لا بد ايش ان اصبر عليها هو قال لك لا هذا ترى على سبيل التذوق فليس دائما حسب المزاج فقال لك وقد اغتدي والطير يقول اذا اردت ترى ما اتأخر اذهب ولو كان الامر في اول الصباح وباكره الشاهد هنا ان ابن تيمية قال وقد الرسل قد تخبر قد هذي قد بس حتى ما تفوت الكتابة بمحارات العقول لا بمحالات العقول محارات ومحلات ما الفرق بينهما اي ما يتحير العقل عن ادراكه عاجز عن ادراكه والسبب يعود الى ماذا الى قصور العقل البشري كما ان الانسان قد يتحير في ادراك القادم اهو زيد ام عمرو؟ اهو رجل ام امرأة آآ اعادة الخافظ في العطف على ظمير الخفظ اعادة الخافظ بالعطف على ظمير الخفظ قالوا ان مقتضى الفصاحة او المعروف في كلام العرب ان انه لابد من اعادة الخافظ لابد من اعادة حرف الجر اليس كذلك السبب العجز ليس الا بمحارات العقول وتحير لا بمحالات العقول لا بمحالات العقول يعني لا ما يمنعه العقل ويجعله مستحيلا هذا لا يقع ابدا فمن ادعى من اهل الكفر بدين الانبياء ان عذاب القبر يحيله العقل نقول لا العقل قد يحتار فيما اخبر به من ذلك او في بعض الاخبار كخبر كهذا ولكن لا يحيله ولكن ايش ما يحيله فان قالوا في شبهتهم وليس هذا مقصود بالتتبع لكن بس حتى تبين حقيقة مهمة كيف يكون كذا وهو لا يدخله الاكسجين وهو لا يتنفس كيف تعود اليه حياته قيل الحياة التي كان عليها قبل ان يوضع في قبره حياة من نوع خاص والله يقدر اصناف الحياة كيفما شاء والله على كل شيء قدير. واذا رأينا في المخلوقات التي نشاهدها وجدنا نظام الحياة فيها واحد او مختلف فيها اختلاف الان لو تصور ان شخصا ازيلت كبده وازيل قلبه سيبقى حيا لا لكن هناك ثواب تدب في الارض يمكن معنا بعض الذين هم اعلم بعلم الاحياء والعلوم الاخرى آآ دواب كثيرة تدب في العظم ما عندها نظام قلب وكلى اليس كذلك وقانون الحياة فيها ماشي بشكل تام ماشي بشكل تام الان الانسان لو غمر في الماء زمنا وخارج عن الاعتياد في القدرة البشرية النتيجة انه ايش مات ليس السبب انه مات ان الموت ان الماء قتله ان الانسان لا يقتله الماء كماء ليس ثقلا الماء عليها وما الى ذلك ولكن لنه ما استطاع ان يكتسب الاكسجين اليس كذلك وهو داخل الماء السمك اذا خرج من الماء يموت اليس كذلك؟ ما السبب السبب نفس النظام انه ما استطاع ان يكتسب الاكسجين وهو خارج الماء فاذا هذه تسمى قوانين عقلية ولا قوانين حسية او هذا وضع حسي ولا وضع عقلي هذه حسيات وليست عقليات مثل لما نقول مثلا القلم الان القلم لو تركت هذا القلم بتعدد الجهات. لكن الان لو سألنا اين سيذهب القلم اذا اطلق سيكون الجميع للاسفل هل هذه ضرورة عقلية قد يقول البعض نعم عقلا سيذهب الى الاسفل نحن نقول عقلا ما يذهب للاسفل عقلا ما ندري عقلا ما ندري بالعقل المجرد لكن ذهابه للاسفل هو حكم عقلي اكتسب من الواقع الحسي وحكم عقلي اكتسب من ايش العقل لو جردت العقل لا يقضي انه لابد يبقى يذهب اعلى واسفل ويقف ولذلك لما خرجوا عن قانون الجاذبية كما يسمى او نطاق الجاذبية اصبحت الاجسام تتجه للاسفل لا تمور اما انها تمور او تذهب للاعلى او احوال اخرى اذا نزوله للاسفل بقانون الجاذبية يعتبر ظرورة عقلية ولا ظرورة حسية ضرورة حسية فاذا ما نشاهده في حياة الانسان هل هذه ضرورة عقلية لوجود حياة ما؟ او ضرورة حسية هذه ضرورة حسية فالحياة التي يخلقها الله ويقدرها الله في البرزخ هذه حياة نظامها في خلق الله يختلف عن نظام الحياة التي يعيشها الانسان قبل موته ولهذا النبي قال فتعى فتعاد اليه روحه فيحيى حياة بنظام مختلف ففرق بين الحسيات وبين ايش او تقول بين الظرورة والحسية والظرورة العقلية بين الظرورة الحسية والظرورة طبعا لا نستطيع ان نتصور ونعرف ماهية عذاب القبر هذا صحيح لكن هو حق هو حق كما اخبر الله به وكما اخبر به النبي كما في حديث ابن عباس انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير. لكن لا لم يطلع الله العباد على ذلك وهذا من اسباب رحمته بخلقه جل وعلا عليه السلام البعث بعد الموت وهو الايمان وهذا من مقامات الايمان باليوم الاخر ومن اصول الايمان الكبرى الايمان باليوم الاخر ومن مقامات الايمان باليوم الاخر الايمان بالبعث بعد الموت الايمان بالبعث بعد الموت وان الناس يبعثون من قبورهم ويحشرون الى ربهم ويحاسبهم الله على ما يشاء ويغفر الله لمن يشاء وينجي الله من من او يقضي الله بان قوما لا يحاسبون ولا يعذبون كما جاء في حديث ابن عباس في قصة السبعين الف وهو حديث متفق على صحته وفيه عرضت الامم على النبي قال عرضت علي الامم فرأيت النبي ومعه الرجل والرجلان والنبي ومعه الراء والنبي وليس معه احد اذ رفع لي السواد فظننت انهم امتي فقيل لي هذا موسى وقومه ولكن انظر الى الافق الاخر. قال فنظرت فاذا سواد قد سد الافق. فقيل لهذه امتك ومنهم سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا ادب. قال ابن عباس ثم نهض فدخل منزله وخاض الناس في اولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال بعضهم فلعلهم الذين ولدوا في الاسلام ولم يشركوا بالله شيئا وقال بعضهم فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكروا اشياء فخرج عليهم النبي فقال ما الذي تخوضون فيه فاخبروا فقال هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون على ربهم يتوكلون. جاء في بعض رواية الحديث عند مسلم تفرد به من وجهم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولكن هذا اللفظ او الحرف لا يرقون معلول وليس ثابتا وانما المحفوظ هم الذين لا يسترقون وهذا معلول سندا ومتنا مع انه مسألة علة المتن هذي فيها تحرير. هل تقع العلة في المتن او ان المتن اذا خالف يكون وصف يعني يكون وصفا كاشفا لعلة الاسناد وهذا من حيث التحقيق والمنطق والقواعد ايضا شرعية وقواعد اهل الحديث هو المنضبط اه انما كان كذلك لان قوله لا يرقون لو صحت فاحتملت لا يرقون انفسهم او لا يرقون غيرهم. اليس كذلك او لا يقرون غيرهم على رقيتهم مع ان هذا لا يحتمله اللفظ لكن على فرضت الصبر والتقسيم هنا ونعلم ان النبي رقى عليه الصلاة والسلام وشرع الرقية ورقته عائشة رضي الله عنها ومع ذلك هو اكمل الخلق ايمانا وتوحيدا بخلاف الاسترقاء لا يسترقون ومعنى لا يسترقون اي لا يطلبون من غيرهم من المعينين ان يرقيهم اما لو طلب له او طلب لغيره فهذا يدخل في الكلمة او لا يدخل لا يدخل في الكلمة لو طلب له من ابيه مثلا او طلب منه الراقي ان يرقيه بدون طلب منه الراقي طلب من المريظ ان يرقيه فهل هذا ينافي الكلمة لا ينام فيها لانه لم يسترقي هنا وكذا لو طلب لغيره ثم قال النبي للمرأة بها نظرة فاسترقوا لها امرها بالرقية فالرقية بالقرآن وما جاءت به السنن هذا من عمل المسلمين وفعل النبي عليه الصلاة والسلام وتشريعه ولكن يبتعد عن رقى الجاهلية والرقى البدعية هذا وجه واما الاسترقاء فهو مباح والانسان يطلب من غيره ان يرقيه هو عند مرضه مثلا هذا مباح ومأذون فيه لكن في جانب الكمال جاء هذا الحديث المقصود هنا ان البعث بعد الموت هو من مقامات القيامة وهو من مقامات اليوم الاخر. نعم يوم القيامة حتى محمد صلى الله عليه وسلم يحاسبهم الله تبارك وتعالى وترشق الموازين تنشر الدواوين. وقال حتى يشفع فيهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الشفاعة اسم ذكر في القرآن اسم شرعي ذكر في القرآن وذكر في السنة والشفاعة جاءت مثبتة وجاءت منفية الشفاعة المثبتة هي الشفاعة لاهل الايمان او لمن شاء الله من اهل الاسلام من العصاة والشفاعة المنفية هي شفاعة الشرك والشفاعة للمشركين الذين قال الله فيهم فما تنفعهم شفاعة الشافعين فهذه شفاعة منفية للمشركين او الشفاعة الشركية التي يزعمها المشركون هذي كلها باطلة وانما الثابت في القرآن والسنة هي الشفاعة الشرعية وهي اوجه اعظمها واجلها وهي الشفاعة التي اجمع المسلمون عليها حتى اهل البدع لم يخالفوا فيها حتى لان اهل القبلة من اصحاب السنة او من وقعوا في بعظ البدع ولكنهم من اهل القبلة من المسلمين فهذه الشفاعة مجمع عليها بين سائر اهل القبلة فضلا عن السلف وهي الشفاعة العظمى وهي شفاعة رسول الله عليه الصلاة والسلام لاهل الموقف لما يحشر الناس ويطول عليهم الامر يأتي بعض الناس بعض كما جاء في الصحيحين وغيرهما من وجوه فيقول بعض الناس بعضا الا ترون ما انتم فيها لا ترون ما قد بلغكم ولا تنظرون من يشفع لكم الى ربكم فيأتون ادم عليه الصلاة والسلام فيقولون يا ادم انت ابو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه واسجد لك ملائكته اشفع لنا الى ربك لا ترى ما نحن فيه الا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول عاد منا ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وانه نهاني عن الشجرة فعصيته نوحا فيأتون نوح فيقولون يا نوحا انت اول الرسل الى الارض. وسماك الله عبدا شكورا وغفر لك ما تقدم من ذنب وسماك الله عبدا شكورا اشفع لنا الى ربك الا ترى ما نحن فيه؟ الا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول نوح عليه الصلاة والسلام ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وانه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومه ما هي الدعوة التي له الدعوة التي له هي له ولغيره لانه جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة لكل نبي مرفوع او مرفوعا لكل نبي دعوة مستجابة كل نبي اتاه الله دعوة مستجابة خاصة والا الاصل في دعاء الانبياء انه مستجاب. لكن هذه دعوة لها اختصاص قال النبي عليه الصلاة والسلام لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته تعجلها اي دعا بها في الدنيا بما شرع الله ولا شك لكن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم لم يأت بها مع ما عرظ له من المقامات الاذى في مكة او حتى في المدينة كيوم الخندق مثلا جاؤوكم لما جاء الاحزاب واحاطوا بالمدينة وصاروا من فوقهم ومن اسفل منهم كما يصف الله ذلك بسورة الاحزاب وبلغت القلوب الحناجر فصار هناك والمنافقون صار منهم وارجه بالمؤمنين او حاولوا ان يرجفوا بالمؤمنين واليهود صار منهم ما صار ومع ذلك ما دعا بها رسول الله حتى توفي قال عليه الصلاة والسلام فتعجل كل نبي دعوته وان اختبأت دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة فهي نائلة ان شاء الله من مات من امتي لا يشرك بالله شيئا فيأتون ابراهيم عليه الصلاة والسلام فيقول ابراهيم عليه الصلاة والسلام ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وذكر كذباته ائتوا هذا ائتوا موسى فيأتون موسى عليه الصلاة والسلام فيقول موسى ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله واني قتلت نفسا لم اومر بقتلها ثم يأتون عيسى عليه الصلاة والسلام ويقولون يا عيسى انت رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه اشفع لنا الى ربك لما ترى ما نحن فيه لا ترى ما قد بلغنا فيقول عيسى ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ولم يذكر ذنبا تعمل اؤتوا محمدا قال النبي فيأتوني فيقولون يا محمد انت رسول الله وخاتم الانبياء وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اين في القرآن ان الله غفر لنبينا ما تقدم من ذنبه وما تأخر في سورة الفتح الفتح ما هو هنا صلح الحديبية مع ان هذا الصلح في البداية اشكل على بعض كبار الصحابة كعمر رضي الله عنه اليس كذلك وقال كيف نعطي الدنية في ديننا وسماه الله الفتح طبعا مكة فتحت كما نعرف الفتح المباشر ودخلها النبي صلى الله عليه وسلم انتهى امر الشرك فيها بحمد الله حفظها الله وحرسها لكن الله سبحانه وتعالى انزل سورة الفتح على النبي والفتح هنا هو صلح صلح الحديبية ولذلك يجب على طالب العلم ان يأخذ من صلح الحديبية الفقه الفقه وان يتعلم من صلح الحديبية فقه المآلات فك ايش المآلات بعض الناس ما يحسب الفقه المآلات وان يتعلم من صلح الحديبية الذي سماه الله فتحا ان يتعلم منه الحكمة ولذلك قال الله انا فتحنا لك فتحا مبينا سماه الله فتحا وسماه ايش سماه فتحا مبينا ولذلك بقيت اثاره وحتى قال النبي لا هجرة بعد لا هجرة بعد الفتح تم هذا الفتح بدخول النبي لمكة لكن هو بدأ وصار بصلح الحديبية وسمى الله ذلك بامر الحديبية فتحا بل سماه الفتح المبين لان هذا من اثاره دخول النبي لمكة من هذه الاثار فقال النبي عليه الصلاة عليه الصلاة والسلام فانطلق فآتي تحت العرش فاقع ساجدا لربي ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لاحد قبلي ثم يقال يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى وشفعت شفافة هذه هي الشفاعة العظمى والنبي يشفع للخلق ويشفع لامته. ولذلك قال فارفع رأسي فاقول يا رب امتي امتي فيقال يا محمد ادخل الجنة من امتك من لا حساب عليه من الباب الايمن من ابواب الجنة وهم شركاء الناس بما سوى ذلك من الابواب والذي نفس محمد بيده انما بين المصراعين من مصاريع الجنة المصرعان يراد بهما ما بين حد الباب يعني طرفي او ما يقدر بطرفي الباب انما بين المصراعين من مصاريع الجنة لك ما بين مكة وهجر او كما بين مكة وبصرى فالمقصود هنا ان هذه الشفاعة هي الشفاعة العظمى دل عليها صريح السنة ودل عليها الاجماع ودل عليها ظاهر القرآن اين هو في القرآن الشفاعة العظمى اين هي في القرآن نعم يا شيخ احسنت ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودة فالمقام المحمود هي شفاعته ولهذا شرع في الاذان ان يقال مثل ما يقول اذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول كما في الصحيحين ثم صلوا علي ثم سلوا الله لي الوسيلة كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول من قال حين يسمع المؤذن كما في حديث جابر اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ات محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي المقام المحمود هو شفاعته العظمى وللنبي صلى الله عليه وسلم شفاعات فيشفع لي اهل الجنة من امتي في رفع الدرجات ويشفع لبعض امتي بحق ومغفرتي السيئات ويشفع لبعض امته في خروجهم من العذاب الذي اصابهم من اصحاب الموبقات والكبائر وهنا شفاعة ذكرت وهي شفاعته لابي طالب في تخفيف العذاب وليس في خروجه من النار كما قال العباس له كما في الصحيح وغيره يا رسول الله ان ابا طالب كان يحوطك ويغضب لك فهل نفعته بشيء؟ قال نعم هو في ضحظاح من نار ولولا انا لكان في الدرك الاسفل من النار رزقنا الله واياكم شفاعة نبي نبينا صلى الله عليه واله وسلم واوردنا حوضه نقف على هذا القدر الى ان نصلي العصر ان شاء الله فيحاسبهم الله تبارك وتعالى نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا هو المجلس الرابع وهو تمام التعليق على هذه الرسالة المسماة بلمعة الاعتقاد لموفقي الدين ابي محمد ابن قدامة وذلك في جامع الشبلان في ابها ضمن الدورة العلمية دورة السراج المنعقدة في السادس والعشرين او هذا اليوم هو السادس والعشرون من الشهر العاشر من سنة سبع وثلاثين واربعمئة والف من الهجرة اه كنا قبل صلاة العصر في المسائل السابقة هو هذه المسائل متصلة بها وكلها داخلة في مسائل اليوم الاخر كلها داخلة في مسائل اليوم الاخر وهذا اليوم الذي ذكره الله سبحانه وتعالى واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله هذا اليوم العظيم وهو اليوم الاخر الايمان به اصل من اصول دين الانبياء وطريقة السلف في هذا اليوم من جهة الايمان به انهم يؤمنون بما جاء في كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ويجعلونه اصلا مبنيا على الاقتفاء والاقتداء على ما جاءت به احرف الكلمات التي جاء ذكرها في كلام الله او كلام النبي صلى الله عليه وسلم وهذا المعنى اشير به الى ان بعض المتأخرين من الشراح وليس ذلك ظاهرا كثيرا ولكنه عرض لبعضهم في مسائل وبعض النظار من باب اولى الى غير ذلك قد يدخلون او يستعملون في يقع لبعض الباحثين المعاصرين اصل ليأخذ رسالة مثلا علمية ثم يريد ان يشقق الرسالة كما هي جرت انظمة البحوث الى فصول ومباحث ومطالب وما الى ذلك فاحيانا يعرظ لبعظ الباحثين او قبل ذلك لبعظ الشراح في مثل هذه المسائل انهم يدخلون فيها طرق التحصيل بالاجتهاد. نحن نعلم ان دلالات الالفاظ المسماة في علم اصول الفقه اه تفصيل الاصوليين لها مرتبط بعلم الفقه مرتبط بعلم الفقه من حيث الاصل وهنا الدرجات العالية من دلالات الالفاظ هي هي منضبطة لانها معنى لغوي او هي اقتضاء لغوي فهي ايضا يعرف بها حتى مسائل اصول الدين دلالة النص مثلا لكن المقصود هنا ان ما يتعلق بهذه المسائل الخبرية في احوال اليوم الاخر وتفاصيله لا ينبغي ولا يصح ان يستعمل فيها طرق الاستدلال الاجتهادية ويؤخذ من دلالة المنطوق هنا شيء ومن دلالة المفهوم شيء وكأن المسألة من مسائل الفروع هل يعمل بالمفهوم او لا يعمل بالمفهوم مثلا او دلالة الايماء او دلالة الاشارة او ما الى ذلك فهذه التحصيلات في دلالات الالفاظ باي اصطلاح اصطلح عليها لا لا يصح استعمال هذه الطريقة سواء سميت بالاصطلاح او لم تسمى به لان البعض من الناظرين والشراح قد يستعملون هذه الطريقة ولا يلقبونها بالقاب الاصوليين يعني لا يقولون وهذا من دلالة المفهوم او من دلالة الايماء او من دلالة الاشارة فلا يلقبون ما يستفيدونه بالالقاب الاصولية الاصطلاحية فيصان هذا الباب عن التوسع في تحصيله بهذه الطرق التي يخالطها الاجتهاد الواسع الذي يعرض فيه الصحيح وما دون ذلك لان مسائل الفروع رتبتها مختلفة ولان هذه الطرق لا يلزم ان مسائل الفروع تربط بوجه واحد من الدليل في طريقة التحصيل فقد يستعمل فيه اماء او اشارة نص اي حرف ثابت وقد يستعمل فيه قياس معه ويستعمل معه اصحاب فتجد ان هذه المسألة من الفروع استعمل فيها جملة ادلة لكن لما تأتي الى هنا ولا يستعمل فيها القياس الاستحسان في هذا الباب الخبري فهذا النوع من الطرق في الاستدلال ما يكون محققا فيها والمقصود كنتيجة ان منهج الاستدلال المناسب للفروع ليس بالضرورة ان جميعه يكون مناسبا لتحصيل الاصول بل منه ومنه بل الاصول تعتبر كلمات الكتاب والسنة التي وردت على ما يقتضيه لسان العرب باقتضاء صريح وظاهر وبين دون الدخول في مسائل التقابل كالمنطوق والمفهوم واثر المفهوم في مثل هذا وما الى ذلك فما نعلمه في هذه الخبريات علما بينا نؤمن به وما يحتمله الامر من التردد فليس هو كالفرع الاجتهادي بمسألة عملية بل يفوض ويوكل علمه الى الله لا ينفع ولا يسكت فهذا مما يحسن التنبيه فيه لان بعض الشراح في هذه المسائل كأنهم يناقشون مسائل تفاصيل احكام المعاملات او احكام الطلاق او احكام من الاحكام الفقهية في طريقة دلالات الالفاظ ومنهج الاستدلال لا منهج الاستدلال هنا له اختصاص عن منهج الاستدلال في الفروع حتى ما يسمى بالفروع هناك مناهج متنوعة في علم الاصول ان كان هذا قد لا يسع الوقت للتنبيه عليه والا هو مهم ولا سيما للناظرين في علم الفقه وعلم اصول الفقه دعم مما ذكره المصنف في هذه الخبريات بعد ذكر الحساب قال وتنصب الموازين الموازين اخبر الله بها في القرآن. وهي مذكورة بالكتاب والسنة والاجماع فدليلها الكتاب والسنة والاجماع وهي مسألة سمعية هي مسألة سمعية وان كان تلقيب هذا الباب بالسمعيات هذا الباب لقب بباب السمعيات في اصطلاح كثير من المتأخرين والمتكلمين وكثير من المتكلمين حين يلقبونه بالسمعيات يجعلون ما يقابله الباب الاخر اللي هو العقليات المدركة بالعقل هذا على كل حال عليه بعض التقييد من جهة اللقب لكن لذكر الموازنة والموازين نقول دل على الميزان والموازنة الكتاب والسنة والاجماع قال الله تعالى فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون في سورة المؤمنون وذكر في سورة الاعراف وفي غيرها وجاء قوله جل وعلا ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فالله سبحانه وتعالى هذه الموازين التي قضى بها وقدرها وكونها سبحانه وتعالى هي من عدل الله سبحانه وتعالى ولحكمة ارادها الله جل وعلا والا فعدله بعلمه وامره وهذا من حكمة الرب جل وعلا وهي موازين كما وصفت في القرآن انها قسط اي عدل ورحمة الله واسعة في عباده المسلمين ورحمة الله واسعة في عباده المسلمين كما قال ربنا ورحمتي وسعت كل شيء وذكر ذلك في الحديث واجمع الصحابة عليه وان كان بعض اهل العلم كاضطراد لما سبق التنبيه الى اتقائه توسعوا في بعض مسائل الموازين والميزان والموازنة بتفاصيل مستنبطة تفاصيل مستنبطة فهذا النوع من التفاصيل المستنبطة الدخول فيه ليس حكيما ولا مأثورا عن السلف الاول من الصحابة رضي الله تعالى عنهم بل هذه امور خبرية يؤكل علمها الى الله سبحانه وتعالى ولذلك ذكر الله اهل الاعراف في القرآن وتكلم المفسرون فيهم ومثل هذه المسألة اذا نظرتها بدليل الشراء وحتى بدليل العقل هي مسألة خبرية محضة اليس كذلك؟ وبينهما حجاب وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا اصحاب الجنة ان سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون واذا صرفت ابصارهم تلقاء اصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين شاهد هنا ان المفسرين تكلموا في اهل الاعراف ونوي عن الصحابة في هذا بعض الاثار ولكن لم يثبت عن الصحابة في ذلك شيء والصحيح ان اهل الاعراف الله اعلم بهم وشاع عند كثير من المتأخرين ونقل عن باب المتقدمين لكن لم يحفظ عن احد من الصحابة انهم من تساوت حسناتهم مع سيئاتهم ورتب بعض اهل العلم كابي محمد ابن حزم ومن اخذ عنه على ذلك تفاصيل في اهل الكبائر وكل هذا فيه تفصيل ليس مأثورا فانما الذي يؤمن به ان الله سبحانه وتعالى يجري هذه الموازين ويضع هذه الموازين كما اخبر في كتابه ويؤمن بما جاء مفصلا في كلام النبي صلى الله عليه وسلم بصفة هذه الموازين ووزن افعال الاعمال العباد كل ذلك حق على حقيقته يؤمن به واما ما زاد ولا يحصل الا باستنباط محتمل من الدلالات الظعيفة الثانية التي فيها نزاع في احكام الفقه التي فيها نزاع استعمالها في الاحكام الفقهية المقصودة باحكام المنضبطة باحكام الفروع دلالة المفهوم مثلا تعرف ان فيها خلافا في صحة استعمالها في الفروع اليس كذلك فمثل هذا النوع من الدلالات الثانية التي يدخلها كثير من الاحتمال والتردد لا يحسن استعمالها ولا يتجه استعمالها في هذا المقام ويكتفى بما ورد من القرآن وما نطقت به نصوص السنة الصحيحة على الاقتصاد في تلقي ذلك وجله واصله هو جامعه قوله جل وعلا ونضع الموازين القسط ليوم القيامة وجاءت الموازين هنا مفردة اليس كذلك؟ وجاءت الموازين جمعا وجاء في قوله القسط القسط هنا ما ما ما حاله ماذا يكون اعرابا اين النحات تفضل يا شيخ احسنت صفة والموازين الموصوف ولكن الموازين جمع والصفة جاءت ايش مصدرا هنا مفردا مع انه في الاصل ان الصفة تطابق الموصوف لما الاصل ان الصين تتبع الموصوف اذا الموصوف جمع تكون الصفة ايش تكون الصفة جمعا هنا على هذا غير ذلك ليس كذلك لماذا لان الصفة هنا اتت مصدرا لان الصفة اتت مصدرا واذا وصف بالمصدر لزم حال الافراد وايش والتذكير بغض النظر عن عن ايش عن الموصوف اذا وصف بالمصدر فدائما يستعمل في حق الصفة هنا اذا كانت مصدرا تلزم حالا واحدة وهي كونها ايش مفردة وماذا ومذكرة ولو كان الموصوف جمعا او مؤنثا وهذا كثير في شعر العرب وفي كلام العرب ولهذا قال ابن مالك في الفيته ونعتوا بمصدر كثيرا فالتزموا الافراد ها والتذكير يقول ونعتوا بمصدر كثيرة هذا ليس شاذا في كلام العرب او او انه قليل في كلام العرب. كثير قال ونعتوا بمصدر كثيرا فالتزموا الافراد والتذكير نعم ولذلك يحسن لطالب العلم ان يعنى بهم من علوم اللغة ما يصحح المدارك العلمية الشرعية على اقل الاحوال كأن يكون له عناية بقدر من علم النحو وقدر من علم البلاغة وايضا يكون فقهه في البلاغة فقه ليس حفظ اصطلاحات احيانا بعض العلوم هي علوم مدارك اكثر مما هي علوم تلقين وحفظ مثل المنطق ومثل البلاغة البعض احيانا قد يحفظ رسالة ونظما في المنطقة ويحفظ تقاسيم ومصطلحات او رسالة في البلاغة او ما الى ذلك. حفظ المصطلحات هذا يفيد بلا شك لكن هي علوم مدارك هي علوم ايش هي علوم مدارك بمعنى اشبه ما يقال بالتذوق لها كما يعبر في بعض العبارات لابد ان يكون الانسان عنده لسان منتظم على ادراك البلاغة التي تجيء في السياق سواء كان سياقا في الشعر العرب او من باب اعلم آآ اعظم واحرى في آآ سياق ايات القرآن نعم ولانما نشير لذلك لان بعض المدارس او بعض الاتجاهات اللغوية وبعض علماء اللغة اه اتجهوا باللغة اتجاهات وغلب عليهم الانتظام في المدارس احيانا والاصطلاح اه فصاروا اه يضيقون خشية تضطرب انتظام لغة العرب فصاروا يتوسع البعض منهم في مسألة الشذوذ وما خالف لغة اللغة الشائعة في العرب ولذلك الاخوة العارفين بمسائل النحو اكثر اه يعرفون ما بين ما يسمى بمدرسة البصريين ومدرسة الكوفيين وان كانت هذه المدرسة في الحقيقة هي موجودة لكن ما لها حدود يعني مدرسة ما بس ما في حدود مثل ما تقول اه ارض لكن ما في سور بمعنى ما في حد ينتهي تقول هذا نهاية مدرسة البصريين واذا بداية مدرسة ولذلك بعض العلماء له من هذه المادة وهذه لكن في اتجاه كوفي وفي اتجاه ايش مصري وفيه فروقات هذا متحقق لكن في مدرسة كثير من البصريين كثير من التحفظ على مسألة الخروج عن السياق الشاعر في كلام العرب احيانا يتجاوز الامر وهذا المقصود من التنبيه. احيانا يتجاوز الامر الى شيء قد ورد القرآن به الى شيء ايش قد جاء به القرآن فيسميه بعض النحات شاذا فهذا لا يصح هذا ايش لا يصح اذا كان الذي جاء به القرآن في السياق القرآن ووقفوا سواء في القراءة في قراءة يعني واحدة او في عدة قراءات ما دام انها من المتواتر فهذا لا يقع لا يصح ان يسمى شاذا هذا لا يصح ان يسمى شاذا لان القرآن نزل بلسان عربي اي في صميم الكلام العرب وصريح كلام العرب ولا يكون شذا مثل ما قاله كثير من علماء اللغة رحمهم الله في مع انه جاء في القرآن في قراءة متواترة واتقوا الله الذي تساءلون به في سورة النساء الذي تساءلون به والارحام وان كانت غير القراءة حفظ الصلاة لكن في قراءة متواترة الا وهي سبعية ايضا الذي تساءلون به والارحام بالخفظ ولم يعد ايش ولم يذكر لم يأتي السياق الذي تساءلون به وبالأرحام ووقع في شعر العرب ولذلك من يقول انه واجب يكون ما قابل هذا الواجب اذا قال انه قليل هذا ناقض كونه واجبا واذا قال انه شاذ كان غير صحيح لانه قد ورد به القرآن ولذلك ابن مالك رحمه الله صاحب الالفية وغيرها من كتب اللغة وهو عالم جليل كما نعرف بخاصة في علم القراءات وله علم في الفقه لما ذكر هذا كثيرا ما يتحرى بن مالك مع انه في الغالب على اتجاه البصريين ومحقق البصريين وان كان لا يلتزم ذلك التزاما تاما لا يصحح قول من يقول انه شاهد حتى لو كانوا اكثر النحاة ويرعنهم وافق بعظهم بعظا توارد بعظهم على هذه الكلمة مع انه طبعا البعض يخفف هذا الكلام بان مقصودهم بالشذوذ معنى اي القلة مثلا لكن على اي تقدير على اي تقدير لا يصح وصف الكلمة بانها ايش شاذة انما غاية ما يقال ذلك هذا قليل وهذا كثير هذا قليل وهذا كثير وان كان الاعتذار بمن الشاذ يعني القليل هذا ليس مسلما على كل تقدير من جهة وخاصة ان بعضهم يجعله واجب لا يقول ان هذا قليل وهذا كثير. يقول ان هذا ايش واجب وهذي المسألة مسألة عود الخافظ شاهد لذلك ولذلك ابن مالك رحمه الله في الالفية لما ذكرها قال وعود خافظ لدى عطف على ظمير خفظ لازما قد جعل قال جعله عندهم لازم يقول المشهور عند النحات انهم يقولون عودوا الخافظ لدى العطف على ظمير الخفظ ايش ليس فاضلا بل لازم قال وعود خافض لدى عطف على ظمير خفض لازما قد جعل. ثم يقول ابن سبب عدم موافقتي لهم قال وليس عندي لازما اذ قد اتى بالنظم والنثر الصحيح مثبتا. فجاء به نظم كلام العرب وجاء به نثر كلام العرب واجل من ذلك انه ورد به قراءة في القرآن ومن شاهده في شعر العرب قول الشاعر فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا فاذهب فما بك والايام من عجب. فاذهب فما بك والايام اذا جعلها محفوظة نعم الايات التي ذكرها الله فيمن ثقلت موازينه ومن خفت موازينه جميع المواضع المذكورة في القرآن هي في سياق الايمان والكفر ثم تراه مثلا في سورة المؤمنون فمن ثقلت موازينه فاولئك هم مفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون تلفح وجوههم النار وهم فيها الم تكن اياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون. فاذا هي في سياق الكفار نعم اما اه تطبيق ذلك في المؤمنين فهذا مقام اخر نعم ولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حرم العسل نعم الحوض والنهر هذا مما اعطاه الله لنبيه. قال الله جل وعلا انا اعطيناك الكوثر فصلي لربك وانحر من شانئك ولو ابتل ومسلم وغيره من حديث انس قال كنا مع رسول الله في سفر اذا وفى اغفاءة ثم رفع رأسه متبسما وقلنا ما اضحكك يا رسول الله؟ قال انزلت علي انفا سورة فقرأ انا اعطيناك الكوثر ثم قال اتدرون ما الكوثر؟ قلنا الله ورسوله اعلم. قال فانه نهر وعدني ربي عز وجل عليه خير كثير وعليه حوض تلده امتي يوم القيامة فالامة تلد هذا الحوض وهذا النهر وحديث النهر والحوظ متواتر حديث حوظ النبي صلى الله عليه وسلم متواتر جاء في الصحاح والسنن والمسانيد جاء من رواية ابي جذر ومن رواية ابن عمر من رواية جابر ابن سمرة من رواية ابي هريرة من رواية انس ابن مالك الى غير ذلك طوله شهر كما في بعض رواية الصحيح وعرضه شهر انية عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا. فيؤمن بذلك وهو حق على حقيقته نعم ويزاد رجال عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيح قال فاقول يا ربي امتي امتي فيقال انك لا تدري ما احدثوا بعدك فاقول سحقا سحقا. قال الا لا يزادن رجال عن حوضي كما يزاد البعير الضال اناديهم الا هلم؟ فيقال انهم قد بدلوا بعدك فاقول سحقا سحقا. نعم بص هنا صلى الله عليه وسلم نعم قول المصنف رحمه الله في من دخل النار من الكبائر وهذا يباين طريقة الواقفة الذين يقدرون ان كان دخول جميع اهل الكبائر كما يقدرون عكسه والصحيح ان قوم من اهل الكبائر يغفر لهم وان قوما يدركهم وجه من العذاب ويرحمهم الله برحمته وما جعل الله من اسباب رحمته من شفاعة الانبياء والصالحين وغير ذلك من الاسباب التي قضى بها الله رحمة وفضلا على عباده ولا يعذب جل وعلا على التأبيد لا يخلد في النار الا من كذب المرسلين وكفر بدين الله. نعم ويدخلون الجنة بشفاعة ولسان الانبياء والمؤمنين والولايات قال الله تعالى والجنة والنار والجنة مأوى اوليائه ان المجرمين نعم والجنة والنار هي دار الجزاء دار الثواب والعقاب الجنة دار الثواب والنار دار العقاب نسأل الله رحمته والجنة ونعوذ بالله من سخطه والنار نعم وهذا من بدا هي البين في الشريعة والدين وهو صريح بالقرآن والسنة والاجماع نعم قال الوالد رحمه الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبي وسيد المرسلين لا يصلح لمن عبد حتى يؤمن برسالته نعم محمد رسول الله كما قال الله جل وعلا في كتابه محمد رسول الله والايمان به عليه الصلاة والسلام اصل من اصول الايمان بل لا ايمان الا بالايمان به والتوحيد هو شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فمن لم يؤمن به فلا ايمان له من لم يؤمن به فلا ايمان له وهو خاتم الرسل ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين فهو خاتم الانبياء وخاتم المرسلين وقد فضله الله على الانبياء بما فضله الله به وقد فظل الله الرسل بعظهم على بعظ تلك الرسل وفضلنا بعظهم على بعظ وهو امامهم وهو سيدهم عليه الصلاة والسلام والايمان به ومحبته وتعزيره ونصرته وتوقيره صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهديه وسنته كل ذلك من اصول الاسلام وشرائع الاسلام التي يجب على المسلمين ان يعملوها وان يقيموها حق اقامتها وفي قول الله جل وعلا لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. ولما ذكر الله رحمته قال ورحمتي وسعت كل شيء فساكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم باياتنا يؤمنون. ثم جاء في صفتهم قال الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل الى غير ذلك ومن تشريفه ومن تشريف الله له ان الله نادى الانبياء باسمائهم في القرآن. واما نبينا عليه الصلاة والسلام فما نودي باسمه وانما نودي باسم النبوة فانت ترى في القرآن ان الله جل وعلا قال يا نوح وان كان هذا مناداة نوح باسمه من الله تشريف لنوح لكن اعطى لنبينا اختصاصا فلم تقع مناداته باسمه في القرآن والا لو نودي باسمه كما نودي اخوانه لكان هذا ايضا من مقامات الامتنان والتشريف لكن لدرجة من الاختصاص نودي باسم النبوة والا فانت ترى في القرآن يا نوح انه ليس من اهلك. يا ابراهيم اعرض عن هذا انه قد جاء امر ربك واذ نادى ربك موسى واذ قال الله يا عيسى ابن مريم اليس كذلك ولم يذكر النبي باسمه الا خبرا محمد رسول الله. واما في النداء فينادى باسم النبوة يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك. يا ايها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين نعم ولظهور هذا الاصل وبيانه يكتفى بهذه الدرجة من التعليق لانه مما يعلم من دين الاسلام بالضرورة وهو الايمان بنبوة رسول الله وشريعته وهديه وسنته نعم نعم الشفاعة العظمى التي سبق ذكرها واول الامم دخولا الجنة هي امته واول من يدخل الجنة هو رسول الله كما جاء في الصحيحات باب الجنة يوم القيامة فاستفتح فيقول الخازن من انت؟ فاقول محمد فيقول بك امرت لا افتح لاحد قبلك نعم وصاحب قال وخطيبهم اشارة الى قيامه في المقام المحمود نعم وصاحب جماعته امة خير امته امته خير الامم واصحابه خير اصحاب الانبياء نعم امته خير الامم كما قال ربنا كنتم خير خير امة اخرجت للناس وجاء ذلك في السنة في حديث ابي سعيد حديث عبدالله بن مسعود وفي غيرها من النصوص في الصحيحين وغيرهما من وجوه ما يبين فضل هذه الامة وما فضلها الله الا بايمانها ما فضلها الله الا بايمانها وما اصطفاها الله به من الخير وما جعل فيها من الايمان وجبل عليها وما هداها له من الايمان وما جبل آآ ائمتها على ما جبلهم عليه من شريف الاخلاق والاعمال التي هداهم الله لها بشرعه وبرحمته وبفظله وبقدره نعم. واصحابه خير الاصحاب والصحابة رضي الله عنهم لهم من مقام الفضل والثناء ما يجب على المسلم ان يحفظ حقهم وهم الذين اثنى الله عليهم في القرآن فهي اخبار من عند الله فهي اخبار من عند الله والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه فمعرفة قدر الصحابة هذا من اصول اهل السنة والجماعة مع القول بانهم درجات في الفضل فافضلهم الخلفاء والعشرة المبشرون الى غير ذلك وافضل الخلفاء وابو بكر فعمر فعثمان وعلي رضي الله تعالى عنهما اشد واتم الامر في كلام السلف هو تقديم ابي بكر ثم عمر واما في مسألة عثمان وعلي في الفضل فهذه مسألة يدخلها الاجتهاد ولا يضلل فيها المخالف بخلاف مسألة الخلافة فانه مضى فيها اتفاق واستقرار على الاجماع بعد ذلك وهذه مسائل فيها تفصيل من جهة ما آآ هو من درجات فضل الصحابة وحصل بين بعض الصحابة في اخر الامر ما حصل وهذا عرظ منه قدر في مسألة الجمل وفي مسألة صفين لكن مما يعلم ان القتال الذي حصل بين الصحابة هذا مما اجتهد فيه بعضهم ولم يكن هذا مما شرع لم يكن هذا مما شرع ابتداء لكن صار فيه بعض الاجتهاد ومما يبين في ذلك ايضا ان جمهور العسكر في قتال علي ومعاوية لم يكونوا من الصحابة لم يكونوا من الصحابة بل وذكر ابن تيمية في منهاج السنة عن ابن سيرين قال باسناد من اصح الاسانيد على وجه الارض الى ابن سيرين انه لم يكن في العسكرين من الصحابة الا بضعا وثلاثين صحابيا وجمهوره العسكريين عسكر الذين كانوا في عسكر علي ومعاوية هم من مسلمة الفتوح الفتوح التي جاءت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم نعم ولذلك جرى هدي اهل السنة عن الامساك عما شجر بين الصحابة والامساك هنا لا يعني لا يعنيه عدم الحفظ لما وردت به السنن في بعض هذه الاحوال كقول النبي صلى الله عليه وسلم تقتل عمارا الفئة الباغية وامثال ذلك وامثال ذلك نعم اجمعين كنا نقوله النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم انه قال النبيين والمرسلين وهو احق الخلق لله النبي صلى الله عليه وسلم بفضله وسابقه وتقديم النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على جميع الصحابة رضي الله عنهم فاجمعوا الصحابة على تقديمهم ثم عثمان رضي الله عنه علي رضي الله عنه وهؤلاء الخلفاء الراشدون نعم كل هذه خلافة نبوة خلافة راشدة خلافة ابي بكر وخلافة عمر وخلافة عثمان وخلافة علي ابن ابي طالب كلها خلافة راشدة. وهذا مجمع عليه بين ائمة السنة. نعم. هؤلاء الكفار الراشدون المهديون الذين قالوا صلى الله عليه وسلم حديث بسنة وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده. وقال صلى الله عليه وسلم الخلافة سنة نعم ثم ما بعد هذه الثلاثين هو الملك فاول الملوك هو معاوية بن ابي سفيان رضي الله تعالى عنه وهو صحابي ثم جاء بعده يزيد وليس من الصحابة كما نعرف وله مقامات من الظلم التي جاء بها او فعلها كما جاء في امر الحسين وفي امر ابن الزبير وان كان ابن الزبير انما قتل بعده لكن كان له من الشأن مع الحسين بالذات رضي الله تعالى عنه وهو ستر رسول الله حيث قتل في خلافة يزيد وفي امرة يزيد وشأنه لم يكن من يزيد ما يمنع هذا الظلم الذي وقع موبق الذي وقع في قتل آآ ابن رسول الله والحسين ابن علي رضي الله تعالى عنه ولذلك الامام احمد عابه بما عابه به وذكر شأنه في هذا وذكر شأنه في اهل المدينة اه فله مقامات معروفة بالمقابل هو ايضا له اه ملك معروف وله سياسة معروفة في بعض الامور ولكن اه ليس منها ليس صحابيا ليس صحابيا ولا وليس في الصحابة من له مثل هذه الاحوال التي وقعت لمثل يزيد ابن معاوية نعم رضي الله عنه ونشهد بالعشرة ونشهد بالعشرة في جنتي كما شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابو بكر وعبد الرحمن نعم هؤلاء العشرة المبشرون رضي الله عنهم وثمة من سمعهم النبي في الجنة غير هؤلاء. نعم وكل من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم شهدنا له بها كقوله الحسن والحسين الى سببها الجنة وقولوا لثلاثون الرسول صلى الله عليه وسلم نرجو للمحسن ونخاف على المسيء ويعلم ان كل المسلمين مالهم الجنة ان المسلم مآله الى الجنة وان رحمة الله واسعة وان رحمة الله سبقت غضبه ويدخل المسلمون الجنة ابتداء برحمة الله ومن اصابه مادة من العذاب فان هذا بقدر الله وعدله وبسبب ظلم العبد لنفسه واتيانه ما حرم الله عليه ومع ذلك رحمة الله عليه واسعة وما يؤاخذ الله العباد بجميع اعمالهم بل عفا عنهم ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا ربنا ولا تحمل علينا يسرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به قال الله قد فعلت نعم نعم الذي هو من اهل القبلة يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويؤمن بدين الاسلام هذا اسلامه محفوظ ولا يجوز لاحد ان يجتري عليه بكفر. لا يجوز لاحد ان يجترئ عليه بكفر بل له حق الاسلام ومادة الاسلام وحفظ الاسلام الى غير ذلك وانما يكفر ويخرج من الملة من اتى بالكفر بالله ورسوله الكفر بالله وملائكته وكتبه واسباب الكفر المعروفة واسماء الكفر المعروفة التي ذكرها الله ورسوله واما ما يكون من المعاصي والكبائر والمشتبهات في هذه الامور من بعض المسائل فهذا لا يكون هو الذي يخرج به احد من اهل الملة بل اهل القبلة يبقى لهم الاسلام كما وان كان قد يقع عنده من البدع او الضلال او الكبائر والمعاصي ما يقع نعم وصلاة الجمعة الحج جهاد ماض مع الامام قال برا ان كان فاجرا والامام يقصد به هنا ولي الامر لانه جاء في كتاب الله كما في قول الله يا ايها الذين امنوا يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم وهم الحكام والسلاطين من المسلمين الذين آآ شرع الله سبحانه وتعالى او جعل الله من شريعة دين الاسلام هو هذه الطاعة وهذه الطاعة التي شرعت في القرآن وجاءت في كلام النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث آآ من وجوه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما وان منع عليه الصلاة والسلام منازعتهم ولو ظلموا الا ان تروا كفرا قال عليه الصلاة والسلام الا ان تروا كفرا بواحا وحتى تقدير هذا الذي يقال انه كفر هذا يعرفه اهل العلم ويعرفون امره ويعرفون شأن الاحكام في ذلك وجملة قواعد مطولة يختص او يحقق معناها اهل العلم والاجتهاد الشاهد هنا ان هذا يحصل به تحقيق المصالح ودرء المفاسد وهي الطاعة لولي الامر ولكنها كما قيدت في شريعة النبي صلى الله عليه وسلم هي الطاعة في المعروف حيث لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق والطاعة المطلقة هي طاعة الله جل وعلا ومن جعل الله له الطاعة المطلقة وهو رسول الله رسل الله من يطع الرسول فقد اطاع فقد اطاع الله ولذلك ترى في الاية يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم ولم يذكر العامل الثالث نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم قال لا اله الا الله عز وجل وهنا من السنة تولاهم بقوم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبتهم وذكر محاسن والترحم والترحم عليهم والاستغفار لهم قال الله تعالى اخواننا الذين امنوا. وقال تعالى قول المصنف والكف عن مساوئهم ويلتفوا عن مساوئهم وما شجر بينهم لم يكن هذا الحرف فيما يظهر لي دقيقا لانك لما تقول والكف عن مساوئهم كأن هناك قائمة مساوئ ايش؟ معروفة لكن تحتاج الى الكف عنها لا هو الاصل عرظ بعظ الاجتهاد وان كان الصحابي ليس معصوما من المعصية والكبيرة الصحابة ليسوا معصومين المعصومون هم الرسل والانبياء فقط اما من بعد الانبياء وفي ديننا او في امة نبينا المعصوم فقط هو الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا مجمع عليه وبين واما من بعد النبي فهم عباد الله المكرمون هم عباد الله من الصالحين والعلماء والابرار والاتقياء الذين ذكرهم الله في قوله التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون فيوصفون ويسمون بهذه الاسماء الشرعية لكن ليس ليسوا معصومين لا احد معصوم ولكن استفاض في الامة وفي النصوص فضل الصحابة فقوله رحمه الله والكف عن مساوئهم هذه عبارة فيها بعض الاطلاق او بعض السياق الذي ليس مناسبا لو قال والكف عما شجر بينهم وهذا هو المتجه لانه هو الذي عرض فيه لكن الكف كما قلت لا يعني تعطيل الادلة التي جاءت مبينة لبعض المقامات كقوله تقتل عمارا الفئة الباغية لان ائمة السنة مع قولهم بالكف اما شجر بين الصحابة فقد اجمعوا على ان عليا هو اولى بالحق من غيره من معاوية ومن نازعه لما صار خليفة عن علي رضي الله عنه نزعوا معاوية اجمع اهل العلم على ان عليا اولى بالحق من معاوية وانه بغي عليه رضي الله عنه الى اخره. نعم ولكن كما يقع فيه افراط يقع عنه تفريط فمن اخذ هذا المذهب مذهب ابي حنيفة او مالك او غيره من اخذه من باب التراتيب العلمية ظبط الاصول وانتظام اصول الاستدلال وقال تعالى محمد رسول الله قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا اصحابه رسول الله صلى الله عليه وسلم امهات وعائشة الله في كتابه عليه وسلم في الدنيا والاخرة فمن قذفها الله منه فقد كفر بالله العظيم. نعم زواج النبي لهن فضل وحرمة وهن امهات المؤمنين رضي الله عنهن وافضلهن خديجة رضي الله عنها وعائشة وافضل نساء المسلمين ثلاث وهي خديجة رضي الله عنها وفاطمة وعائشة فهذا بالاجماع عند اهل السنة ان افضل النساء كما ان افضل الرجال والافضل مطلقا هو ابو بكر من الرجال او او غير ذلك لكن في النساء افضل نساء المؤمنين ثلاث فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها وخديجة وعائشة زوجي النبي او زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم واختلفوا في ايها افضل فبعض العلماء قدم خديجة وبعضهم قدم فاطمة وبعضهم قدم عائشة وهذه مسألة ليست من الاصول يعني هذا التفضيل فيما بينهن. وان كان ظاهر النصوص ان فاطمة هي افضلهن رضي الله تعالى عنهن. نعم. لان النبي قال لها اما بحضرة عائشة لان النبي سرها بكلمة بحضرة عائشة قالتها فاطمة بعد ذلك بعد وفاة النبي لما قال لها اما ترضين ان تكوني سيدة نساء لما بكت اخبرها بقرب وفاته وبما جاء في امر وفاته من عند الله في مجيء جبريل وان النبي عرف دنو اجله او قرب ذلك فلما بكت رضي الله عنها وقد سرها النبي سرها مرة ثانية فضحكت او تبسمت بعبارة ادق وتبسمها فرحا لان النبي بشرها بهذه الكلمة وعائشة رضي الله عنها كانت حاضرة ولم تسمع ذلك وانما حدثت فاطمة به بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام وهو والتي سرها بها الرسول عليه الصلاة والسلام من قال لها اما ترضين ان تكوني سيدة ان تكوني سيدة نساء العالمين وفي رواية سيدة نساء هذه الامة. نعم نعم وهو افضل ملوك المسلمين لان من قبله هم الخلفاء الراشدون ويلقب معاوية خليفة كما لقب من بعده بخليفة لقبا لكن ليس بمعنى الخليفة الراشد وانما خليفة بمعنى ملك وانما خليفة بمعنى ملك وهو من ملوك المسلمين و اه جاء بعده حكام بني امية ثم جاءت بعدهم كما نعلم دولة بني العباس وهكذا وجعلت الشريعة في التعامل مع الحكام ومع ولاة الامور جعلت الشريعة لنا منهجا فطالب العلم المسلم يقتدي بهذا المنهج الذي شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في التعامل مع مقام ولاة الامور نعم من سجدة السمع والطاعة بين المسلمين والنور والامور المؤمنين. نعم. ومن السنة السمع والطاعة لائمة المسلمين. وقوله السمع طاعة لان النبي صلى الله عليه وسلم وقبل ذلك في كتاب الله وجب على المسلمين السمع والطاعة بالمعروف في غير معصية الله لانه لا ينتظم امر المسلمين الا بولي امرهم لا تنتظم الامور الا بولاة الامور فهذا مما ينبغي للمسلم ان يتفقه فيه وان يعرف قدره في الشريعة وان يعرف فقهه في الشريعة نعم وامراء المؤمنين برهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية الله فانه لا طاعة لاحد في معصية نعم طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه وتعالى نعم الخروج عليه وسلم واشرف المسلمين ومن السنة هجران اهل هجران اهل البدع وترك الجدال نجران ونجران ومن السنة هجران ومن وكل محدثة في الدين بدعة وكل ملتزم بغير الإسناد والسنة مبتدع نعم العناية السنة واتباع السنة وترك البدع لكن لابد لاهل العلم من بحث وبيان الحق والدعوة الى السنة وما يتطلبه ذلك من اسباب وما يتطلبه ذلك من قواعد للمجادلة والمراجعة والمحاورة لهداية من خرج عن السنة او ضل عنها فهذا ايضا له قواعد وله فقه هذا له قواعد وله في ذلك ولكن المقصود هنا ان المسلم يحرص على الاقتداء بكتاب الله وسنة رسوله وان يهتدي بهدي النبي عليه الصلاة والسلام وان يستعمل في الفقه وبهذا الهدي ما جرى به عمل الصحابة رضي الله تعالى عنهم نعم وطوائف وتعالى نسبة الى امام في فروع الدين الطوائف الاربعة يقصد بها الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية فليس بمذموم لان هذه تراتيب علمية ان هذه تراتيب علمية ليست من باب الاقتداء بشخص على سبيل التعبد باقتداءه والتمذهب الفقهي يختلف عن التمذهب العقدي والتمذهب الفقهي قد يقع فيه غلو واصول الفقه وعدم الاضطراب في تقرير مسائل الفقه وابواب الفقه فان لكل باب جامعه فان لكل باب لابد لان يكون له جامع فيه ولكل باب قواعد ولكل باب مقاصد وما الى ذلك وثمة قواعد كلية وقواعد اضافية الى غير ذلك وهذا هو الذي اشتغل عليه الفقهاء واصحابهم رضي الله تعالى عنهم ورحمهم واشتغل عليه علماء الاسلام في علم القواعد وعلم الفقه وعلم التخريج الفقهي وعلم اصول الفقه وما الى ذلك فمن اخذ هذا الانتظام انتظاما وانفكاكا عن الاضطراب وان كان هذا لا يعني انه لا يلتفت الى الدليل بل يوجب الدليل ويجعل المعيار الحاكم على الاتباع وعلى العمل وعلى القول هو الدليل من الكتاب والسنة فهذا هو الاقتداء الذي غلب على الفقهاء وهو حسن وله واقع وقائم في زمن الصحابة رضي الله عنهم لكن لم يأخذ اسماء هذه المدارس واما من بالغ في الالتزام بمذهب حتى اه تكلف ذلك وترك ان تحرير لبعض الادلة اه التزاما بمذهبه او ما الى ذلك فهذا ليس مصححا ومن حرم الانتساب الى المذاهب لمجرد الانتساب اليها وقال كل شخص ينظر في الكتاب والسنة ويستدل كما كان الصحابة يستدلون فهذا كلام يصدروا من نفوس فاضلة ومن اه انفس شريفة لكن الامور تؤتى من ابوابها لما يقال لا ننتسب لمذهب طبعا ليس المقصود ان العكس هو المشروع ولابد اليس كذلك لكن هذه المذاهب فيها خير كثير في نظم الفقه وتظبط امور العامة كثيرا ولكن يجب على اهل العلم بخاصة اهل الفتوى وحتى طلبة العلم ان يعلموا العامة ان الاتباع هو للكتاب وايش والسنة ويرجح في اقوال الفقهاء ويرجح في اقوال الفقهاء بل علمت التحقيق ما ينقل عن ما لك يقع فيه اختلاف في بعض الكثير من المسائل واكثر ذلك في مذهب احمد اللي ما يتبعه الامام رظي الله عنه عن الامام احمد من تتبع الدليل في ذلك ولهذا انظر في الانصاف وفي الفروع تجد تعدد الروايات عن الامام احمد. فمن غلا في التقليد حتى لا نقل ترك لانه في الحقيقة والانصاف لم يقع من عالم وفقيه انه قصد الترك لدليل من القرآن والسنة لقول امامه الا وله فيه من فقهاء المسلمين لكن احيانا يقع الشيء من التقصير او التعصب في تقرير بعض مسائل المختصة بمذاهبهم او الزيادة او التكلف ما هذه احوال تعرض ولكن ليست غالبة يقينا وليست لازمة لحال امام او لحال فقيه قد يفعلها تارة لكنها ليست لازمة لحاله طبعا ان تكون لازمة لاكثر اصحابه بل الغالب هو الاعتدال ولله الحمد وهذا الشائع هو السواد حتى تكاد تجعله عاما ويقع من البعض من بعض الفضلاء انه قال لا لا ينتسب للمذهب وهذا بدعة. وهذا ليس كذلك. هذا ترتيب علمي من ينتسب لمذهب ابي حنيفة على سبيل التعبد بعين ابي حنيفة في اقتداءه وعلمه هذا لا شك لكن هذا ليس مقصودا لا للخاصة ولا للعامة وعلم ابي حنيفة ليس مؤسسا من ابي حنيفة ومحدثا من ابي حنيفة واخذه عن شيوخ الكوفة واخذه الكوفيون عن غيرهم واخذ اصله عن الصحابة وبخاصة عن مدرسة عبد الله بن مسعود كما نعلم ولذلك توفي ابو حنيفة رحمه الله ومالك والشافعي واحمده قبل ان توجد مدارس باسماعهم او مذاهب باسمائهم فحياة ابي حنيفة ما يوجد مذهب اسمه مذهب الحنفية وفي حياة مالك ما يوجد هذا لكن اقتضى نظم الفروع الفقهية وترتيب الاحكام الفقهية وهذا اذا اخذ بعقل واعتدال وعلم وروية فهو حسن مع انه يبقى القاعدة الكلية الشرعية الايمانية وجوب اتباع الكتاب والسنة وانه لا يقدم على قول الله ورسوله شيء وهذا امر بدهي في اصول دين المسلمين. المقابل لما يقال لي بل نكون كما كان الصحابة مباشرة نستدل بالقرآن والسنة هذا الكلام كما يقال في العامية ما مثل هذا الكلام هذا ليس هناك افضل منه لكن بقي الامر هل هذا مستطاع الان او ليس مستطاعا الان الناس يعلمون النحو في الجامعات وفي المدارس وحتى في المساجد والتاريخ في القرون يعلمون النحو اليس كذلك طيب هل الصحابة كان في المسجد النبوي حلقة لتعليم النحو طيب هالشغلة اللي يعلمون النحو خطأ السبب ما هو السبب انه في زمن الصحابة العرب فصحاء على فصاحتهم فما احتاج ما قام السبب لما تأثرت الفصاحة ايش ما السبب فلو كان الناس كما كان الصحابة على صلتهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وفصاحتهم العربية ومعرفتهم بالسنة لم تدخل في الاسانيد ما دخل من الجرح والتعديل والانقطاع والارسال اوجه الاعلال المعروفة وبعضها دقيق وخفي كما نعرف لذلك لما عرفوا الصحيح ما رواه عدل تم الظب بسند متصل تبقى مسألة عدالة الرواة ودرجات الجرح والتعديل وتمام الظبط وما تمام الظبط والارسال والانقطاع والاتصال ثم بعد ذلك يكون وسلم من الشذوذ وتحرير الشذوذ وتعرفون فيه اه معترك كثير في ضبط المقصود بالشاد وحد الشادو اوليس له حد وانما هو انتخاب واستقراء وفوقه ما يسمى بالعلة وخفاء العلل الى اخره فهذا الشأن المستطير او المستطيل في آآ في ادراكه وله ما يقابله في علم اصول الفقه وفي علم القواعد وفي علم كذا هذه العلوم الطويلة نشأت لم تكن عند الصحابة معدومة لكن ما قامت الاسباب فاحتيج الى نظمها الى نظم علم اللغة ولما كثر رجال الاسناد ودخل من دخل من الرواة احتاجوا الى هذا فما قامت الاسباب عند الصحابة اذا لا تستطيع ان تقول نفعل كما فعل الصحابة نعم هذا هو المشروع ولا يزال مشروعا ليس معناه ان تلك مرحلة انتهت بالصحابة. لا لا يزال الاتباع للكتاب والسنة مشروعا وممكنا مشروعا ولا يزال ايضا ايش ممكنا ولا ليس ممكنا؟ لا يزال ممكنا وسيبقى ممكنا الى قيام الساعة وسيبقى واظحا الى قيام الساعة لا تزال طائفة من امتي على الحق لكن لما نقول لا يزال ممكنا لابد من اخذ الاسباب التي تظبط هذا الامكان واحتجنا الى ان نتعلم النحو اذا نحتاج ان نتعلم الاصول الفقه وان نتعلم القواعد وان نتعلم البحث في الاسناد والرواية وان نتعلم هذا لا يجمعه جامع ويحيط به شخص ولذلك لابد من الاقتداء باهل العلم والنظر في كلامهم. والا فالمعيار الحاكم في ذلك هو الاتباع للكتاب والسنة فهذه مسألة على كل حال مسألة المذاهب الاربعة يقع فيها افراط او تفريط. هناك غلو لدى البعض من العامة فيها وهناك لدى بعض الناظرين والباحثين بل بعض الفضلاء آآ من آآ الباحثين في المسائل هذه من قد يزيد في كلامه وان كان قد يتوسع في تفسير كلامه اكثر مما اراد ولكن العدل في ذلك هو الاقتصاد حسن وهذه المذاهب ليست الا اجتهادا جمع من كلام العلماء والمعيار في الاستدلال هي طرق الاستدلال الموصلة الى ما دل عليه القرآن والسنة مما سمي في علم اصول الفقه نعم هم مختلفون فيه محمودون في اختلافهم لاجتهادهم واختلافهم رحمة واسعة واتفاقهم حج مقاطعة نسأل الله نعم واختلافهم رحمة واسعة وهم مجتهدون كما جاء في الصحيحين اذا حكم الحاكم فاجتهد ثم اصاب فله اجران واذا حكم اجساده فاخطأ فله اجر وهذا الذي هو من ذوي الاجتهاد واهل الاجتهاد. اما من يتقحم العلم بالجهل والظلم ثم يقول ان اصاب فله اجران وان اخطأ فله اجر فهذا ليس كذلك انما المحمود شأنه هنا والذي له اجرام باصابته وله اجر ان اخطأ هو ذو الاجتهاد الذي عنده مادة الاجتهاد وقواعد الاجتهاد وهذا مبحوث في علوم اخرى وان كان التنظير كتب الاصول الكلامية المتأخرة له او التي كتبها بعض المتكلمين بعبارة ادق اه فيها بعض الزيادة تارة وفيها بعض النقص تارة اشترطوا شروطا اشبه ما تكون بالشروط المغلقة بعض نظارة الاصوليين في صفة المجتهد المطلق وبالمقابل لم يشترطوا شروطا كان يجب انها تكون ايش مشترط كتصور ان يكون المجتهد المطلق ان يحفظ ايات الاحكام فقط مثلا يكون عارفا بايات الاحكام واحاديث الاحكام. هذا اول خلل في تنظير نظرية الاجتهاد المطلق. لانه من الذي يستطيع ان يقول ان ايات الاحكام عددها في القرآن هي خمس مئة ولا سبع مئة ولا الف اية فحسب تعرف طرق الاستدلال من القرآن اه ليست بهذا النظام. والقرآن نزل بصفة لانه كلام الله لا يستطيع البشر ان ان يجعلوا له وان يأتوا بشيء من مثله وانت ترى في القرآن ان الله يذكر الصفة من صفاته والفعل من افعاله ثم يذكر مقاما من مقامات القيامة ثم يذكر حكما من احكام المكلفين. يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود احلت لكم بهيمة الانعام شف الموظوع يا ايها الذين امنوا ذكر الايمان اوفوا بالعقود وناضية العقد سواء كان عقود مالية او عقود النكاح او عقود اكبر منها تمام؟ ثم يأتي مسألة احلت لكم ايش بهيمة الانعام الا ما يتلى عليكم ثم يقول ان الله يحكم في اخر ان الله يحكم ما يريد فهذا التداخل في تقرير معاني الايمان والشريعة الذي اختص به القرآن وهو كلام الله لا تستطيع معه ان تفرض وان تقول ان ايات الاحكام في القرآن عددها ايش كذا وكذا هل هذا فقه يؤتيه الله من يشاء ولكونه كذلك سماه النبي تأويلا وقال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل علمنا الله واياكم الفقه في الدين والتأويل الذي يتفضل به على خاصة عباده نعم رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم وهذه مسألة شريفة وهي كون مصنف نسأل الله ان العبد يكثر من الاعتماد على الله والتوكل على الله واللجوء الى الله ان يعصمه من الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يحقق الايمان في قلبه وان يهديه الصراط المستقيم وان يهديه ان يكون من الامة الوسط الذي قال الله فيهم وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس وخير ما يوصى به طالب العلم في تمام هذه الرسالة الحرص على الاقبال على القرآن وعلى السنة وتعظيم القرآن والاقبال على حفظه وعلى تدبره والعناية به عناية تامة ويجعل له من الاختصاص والعناية ما ليس لغيره البتة ولا ينبغي لطالب علم ان يشتغل بحفظ متن ما من المنظومات او المتون وهو لم يحفظ القرآن بل يقبل على القرآن حفظا لانه عبادة وهو العلم وهو النور ويقبل على حفظ سنة النبي صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك ما قد يتيسر له مما يحقق له اثرا في علمه وليس يكون تكلفا اه يعتصره ليحفظ به متنا ثم لا يدري كيف يستعمل هذا المتن الذي حفظه وكيف يكون فقها عنده؟ انما الخير ان يقبل طالب العلم على حفظ القرآن فهو اجل العلم وفيه العلم وفيه النور وان يقبل على تدبره وقراءة ذلك في كلام ائمة اه التفسير وفي كلام الفقهاء ولان حتى الفقهاء هم فكوا هم وخذوا من القرآن ويعنى باصول العلم وقواعد علوم الشريعة وعلم اصول الفقه بقدر يناسبه علم القواعد وقبل ذلك علم اصول الدين والاعتقاد على طريقة السلف ومما يوصى به طالب العلم ان يبتعد عن اسباب الافتراق والاختلاف وان يكون حريصا على الاجتماع وعلى الوسطية في طلبه وفي رأيه وفي حكمته وفي تعامله وان يسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد لان النبي لما اوصى علي رضي الله عنه كما جاء في الصحيح قال يا علي قل اللهم اهدني وسددني واذكر بالهدى هدايتك الطريق وبالسداد سداد السهم اللهم اهدنا وسددنا واجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم نسأل الله ان تكون هذه المجالس من العلم النافع الخالص لوجه الله جل وعلا. ونشكره جل وعلا على ما يسر من تمام هذه الرسالة المباركة في هذه المجالس الاربعة الرسالة المسماة بلمعة الاعتقاد للامام الموفق بمحمد ابن قدامة رحمه الله والتي جرى التعليق عليها في هذين اليومين من الشهر العاشر من سنة سبع وثلاثين واربعمائة والف من الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها الصلاة والسلام ضمن الدورة العلمية دورة السراج في ابها اه اشكر للاخوة القائمين على هذه الدورة وعلى هذا المسجد مسجد الشبلان رحم الله من بذل فيه وراه جزى الله خيرا مني به ونشكر للاخوة في المكتب التعاوني جزاهم الله خيرا ولفرع وزارة الشؤون الاسلامية واشكر لكم ايها الاخوة الفضلاء الكرام من طلبة العلم على حسن استماعكم وحضوركم كما نسأل الله جل وعلا ان يرحمنا برحمته وان يغفر لنا ولوالدينا والمسلمين اجمعين. اللهم احفظ على عبادك المسلمين في كل مكان. دينهم واعراضهم ودماءهم واموالهم واجمع كلمتهم على الحق اللهم وفق ولاة امورنا لكل خير واجعلهم هداة مهتدين يا ذا الجلال والاكرام. اللهم يا ذا الجلال والاكرام اجعل بلادنا وسائر بلاد المسلمين امنة مطمئنة ويأتيها رزقها رغدا من كل مكان. اللهم اجعلها امنة قائمة على السنة يا ذا الجلال والاكرام. اللهم احفظنا واياك واخواننا المسلمين اجمعين بحفظك التام واكفنا شر الاعداء يا ذا الجلال والاكرام. نسأل الله العفو والعافية. والهداية والتوفيق والسداد. وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد ونسأل الله جل وعلا ان ييسر لنا لقاءات بعد ذلك