بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين وعنا معهم برحمتك يا ارحم الراحمين. اللهم علمنا ما ينفعنا وارفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واغفر لنا يا رب العالمين. اما بعد فهذا المجلس الاول من مجالس القراءة والتعليق على هذه الرسالة النافعة وهي الرسالة الحموية او الفتوى الحموية او العقيدة الحموية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وهذه المجالس ستكون ان شاء الله على ثلاثة مجالس ننهي فيها ان شاء الله هذا الكتاب من اوله الى اخره ولن يكون شرحا لكل كلمة في الكتاب وانما تعليق على بعض المواضع اه نحاول ان ننهي فيه الكتاب كاملا خلال يعني المجالس الثلاثة هذا هذه الليلة والاربعاء القادم ان شاء الله والاربعاء الذي يليه نختم هذا الكتاب ان شاء الله وهذه الفتوى هي احدى مؤلفات اه ابي العباس رحمه الله في العقيدة وما اكثرها وما انفسه فعنده رحمه الله جملة من المؤلفات في العقيدة منها التدميرية منها الواسطية منها اه المراكشية ومنها القبرصية وغيرها كثير من المؤلفات او الرسائل او الفتاوى سميت كل واحدة منها بحسب السؤال الذي جاء اليه فهذه الرسالة سميت بالحموية لانها سؤال من اهل حماة فسميت بذلك هذا غير المؤلفات الكبيرة لشيخ الاسلام رحمه الله كدرء تعارض العقل والنقل والنقض التأسيس ومنهاج السنة وغيرها فهو رحمه الله امام عظيم قد آآ يعني نفع الله عز وجل به ولا زال امة الاسلام اه هذه الفتوى كتبها الشيخ في سنة ثمان وتسعين وست مئة من الهجرة كما هو يعني معلوم من اسمها سميت بذلك لانها كانت جوابا لاحد او او بعض اهل حماة المدينة المعروفة كانت آآ تتعلق بالفتوى او السؤال الذي جاءه يتعلق آآ ايات الصفات وما يتعلق بها من مسائل وحصل للشيخ رحمه الله بسبب هذه الفتوى محنة تلخصت هذه المحنة في امرين الامر الاول آآ الهجوم على الشيخ واستعداء الحاكم او الحكام عليه في ذلك الوقت لما انتشرت هذه الفتوى آآ قام بعض اعداء الشيخ ممن لم يرق لهم ما جاء فيها من مسائل قاموا وذهبوا يعني اللبوا على الشيخ بعض القضاة وكان منهم اه احد القضاة اه من قضاة الحنفية استدعى الشيخ حتى يحاسبه فابى الشيخ الحضور وكتب له ان هذا ليس من شأن القاضي. القاضي ليس من شأنه عقائد الناس. انت تحكم في الاحكام وحصل للشيخ بعد ذلك ما حصل وانتصر له من انتصر هذا النوع الاول من انواع المحنة التي حصلت له بسبب هذه الفتوى. النوع الثاني آآ يعني ليس محنة وانما ردوا عليه واجابوا آآ او كتبوا في الشيخ بعض الكتب منها كتاب لرجل اسمه ابن جهبل الف نقظا او كتابا رد فيه على هذه الفتوى وسبحان الله لما تبحث عن سيرة ابن جهبل لا تجد له اي مؤلف بس كتب هذا الرد وقد اورده بتمامه التقي الدين عفوا السبكي في طبقات الشافعية وكذلك الف آآ رجل اخر اه كتابا او ردا عليه من اهل مصر فرد الشيخ على الثاني هذا برد آآ سماه جواب الاعتراظات المصرية جواب الاعتراظات المصرية وقد طبع قطعة منه بمجلد لطيف ردا على ما اثير للشيخ او على الشيخ جراء هذه الفتوى هذه الفتوى تسمى الفتوى الحموية الكبرى سميت بذلك لان الشيخ اول ما اجاب اجاب باختصار حتى انه يقال انه كتبها في جلسة بين العصر والمغرب فجاءت مختصرة ثم بعد ذلك انتشر انتشرت هذه الفتوى ثم زاد الشيخ عليها بعد ذلك زاد الشيخ عليها بعد ذلك جملة من الاستدلالات فانتشرت ايضا فاصبح الناس يفرقون بين الفتوى الاصلية بس فسموها الحموية الصغرى والفتوى بعد الزيادات فسميت الحموية الكبرى وهي هذه فهي في الحقيقة كتاب واحد ولكن الشيخ زاد عليه زيادات واستدلالات يعني بعض التقريرات زادت عن ما اه كان في الاصل والفتوى التي كتبها خصوصا بعد ما اثير عليها من ردود بعد ما اثير عليها من ردود وهذي ترى احيانا قد يكون يعني آآ فيها خيرة لما يثار ردود وتناقش يخرج مكنون العلم يعني لما تنظر الى كتب شيخ الاسلام تجد النفيس منها هي عبارة عن ردود يعني كتاب منهاج السنة هو رد على الحلي آآ اللي في على كتابه منهاج الكرامة ودرء التعارض هو رد على الرازي ونقظ التأسيس كذلك لما رأى الشيخ الردود والاعتراضات على هذه الفتوى اضاف عليها بعض الاشياء غير الكتاب الذي الفه في جواب الاعتراضات المصرية آآ فباذن الله عز وجل آآ نقرأ ونسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا واياكم بما نقول ونسمع الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه ولوالديه وللمسلمين. قال رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين. هذا سؤال ورد من حماه سنة ثمان وتسعين وستمائة. وجرى بسببها على المجيب امور ومحن عظيمة وهي عظيمة جدا وصورتها ما تقول السادة العلماء ائمة الدين رضي الله عنهم اجمعين في ايات الصفات كقوله تعالى الرحمن على العرش استوى وقوله تعالى ثم استوى الى السماء وهي دخان الى غير ذلك من الايات. واحاديث الصفات كقوله صلى الله عليه وسلم ان قلوب بني ادم بين اصبعين من اصابع الرحمن وقوله يضع الجبار قدمه في النار الى غير ذلك. وما قالت العلماء فيه وابسطوا القول في ذلك مأجورين مثابين الجواب الحمد لله رب العالمين قولنا فيها ما قاله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان. وما قاله ائمة الهدى بعد هؤلاء الذين اجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم. وهذا هو الواجب على جميع الخلق في هذا الباب وفي غيره فان الله سبحانه بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى صراط العزيز الحميد له بانه بعثه داعيا اليه باذنه وسراجا منيرا. وامره بان يقول قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني الشيخ يا اخواني يمتاز في اجوبته وكتبه بالتقعيد والتأصيل ثم التفصيل الذي يقرأ كتب الشيخ يلحظ هذا بوضوح يبدأ دائما بوظع الاصول والقواعد ثم ينطلق بعد ذلك تفريعا عن على هذه الاصول والقواعد. للجواب المفصل على ما يأتيه من اسئلة هنا وضع القاعدة الشيخ والمنطلق الذي ينطلق منه كل مسلم في معتقده بشكل عام وفيما يتعلق باحاديث وايات الصفات بشكل خاص ذكر الشيخ هنا هذا المنطلق ثم دلل عليه كما سيأتي بشكل وباسلوب بديع فالمنطلق هو قولنا فيما قال الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار يعني هذا الذي يجب على كل مسلم ان يعتقده ثم اراد ان يدلل على ذلك؟ لماذا ننطلق من اه يعني ما قاله الله سبحانه وتعالى وما قاله رسوله صلى الله عليه وسلم فسيذكر الان ان جملة من الادلة العقلية والنقلية على هذه القاعدة وهذا المنطلق اولها قوله فمن المحالف العقل والدين ان يكون السراج المنير الى اخره قد ترك هذا الباب وسيأتينا ان شاء الله بيان بيان هذا. نعم قال رحمه الله تعالى وغفر له ومن المحال في العقل والدين ان يكون السراج المنير الذي اخرج به الناس من الظلمات الى النور. وانزل معه الكتاب حقي ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه. وامر الناس ان يردوا ما تنازعوا فيه من دينهم الى ما بعث به من الكتاب والحكمة. وهو يدعو الى الله والى سبيله باذنه على بصيرة. وقد اخبر الله تعالى بانه اكمل له ولامته دينهم. واتم عليهم نعمته. محال مع هذا وغيره ان يكون قد ترك باب الايمان بالله والعلم به ملتبسا مشتبها. ولم يميز به بينما يجب لله من الاسماء الحسنى والصفات العلى. وما يجوز عليه ما يمتنع عليه فان معرفة هذا اصل الدين واساس الهداية. وافضل واوجب ما اكتسبته القلوب وحصلته النفوس. وادركته العقول. فكيف يكون ذلك الكتاب وذلك الرسول وافضل خلق الله تعالى بعد النبيين لم يحكموا هذا الباب اعتقادا وقولا. هذا الدليل الاول على ما يجب ان نتخذه مرجعا في اعتقادنا ما هو الدليل؟ ان الله سبحانه وتعالى بعث رسوله بالهدى ودين الحق وجعله سراجا منيرا كيف مع هذه المنزلة وهذه المكانة ولا يتطرق ويتكلم ويقرر ويؤصل النبي عليه الصلاة والسلام هذا الباب هذا الدليل الاول. نعم قال ومن المحال ايضا ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد علم امته كل شيء حتى القراءة. وقال تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي الا هالك. وقال فيما صح عنه ايضا ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم. وقال ابو ذر رضي الله عنه لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء الا ذكرنا منه علما. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما فذكر بدء الخلق حتى دخل اهل الجنة منازلهم. واهلا واهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه. رواه بخاري محال مع هذا ومع تعليمهم كل شيء لهم فيه منفعة في الدين وان دقت ان يترك تعليمهم ما يقولونه بالسنتهم وقلوبهم في ربهما معبودهم رب العالمين. الذي معرفته غاية المعارف وعبادته اشرف المقاصد. والوصول اليه غاية المطالب بل هذا خلاصة الدعوة النبوية وزبدة الرسالة الالهية. فكيف يتوهم من في قلبه ادنى مسكت من ايمان وحكمة. الا يكون بيانها هذا الباب قد وقع من الرسول صلى الله عليه وسلم على غاية التمام. ثم اذا كان قد وقع ذلك منه فمن المحال ان يكون خير امته وافضل قرون قصروا في هذا الباب زائدين فيه او ناقصين عنه. هذا الدليل الثاني وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم فعليا قد بين لنا اشياء كثيرة جدا منها كما اشار شيخنا القراءة اداب الخلاء كما جاء من جاء الى سلمان الفارسي رضي الله عنه وقال له لقد علمكم رسولكم كل شيء حتى القراءة؟ قال نعم. بكل فخر واعتزاز قال لقد نهانا عليه الصلاة والسلام ان نستنجي باليمين وان نستنجي باقل من ثلاثة احجار وان نستنجي برجيع او عظم كيف يتكلم عن اداب الخلاء ويترك ما اصول الدين والعقيدة فهذان الدليلان يدلان بكل وضوح على ان النبي صلى الله عليه وسلم قد علم اه امته العقائد فان قال قائل طيب قد يكون النبي عليه الصلاة والسلام علمها ولكن قصر الصحابة في نقلها بعد ما تقرر لدينا ان النبي عليه الصلاة والسلام من المحال ان يكون قد ترك تقرير هذه المسائل فقد يقول قائل انها لم تنقل الينا. سيرد الشيخ الان على هذه الاشكالية وهذا السؤال وهذه الشبهة بما لا مزيد عليه. نعم قال رحمه الله تعالى وغفر له ثم من المحال ايضا ان تكون القرون الفاضلة القرن الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلون ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم كانوا غير عالمين وغير قائلين في هذا الباب بالحق المبين. لان ضد ذلك اما عدم العلم والقول واما واما اعتقاد نقيض الحق وقول خلاف الصدق وكلاهما ممتنع قال اما الاول كيف يعني يقول هذا الكلام مرفوض غير مقبول ان يكون السلف من الصحابة والتابعين قد تركوا الكلام في هذا الباب ولم ينقلوه عن النبي عليه الصلاة والسلام. لماذا؟ قال لانه لا يخلو. يعني عندنا ثلاث احتمالات عقلية احتمال الاول ان لا يعلم السلف عن هذا شيئا يعني الجهل واحتمال الثاني ان يكون قد علموا ولكنهم قالوا بخلاف ما علموا او سكتوا عن تبليغ هذا العلم والاحتمال الثالث ان يكونوا نقلوا وقرروا وبينوا هذا اه الذي سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم هذي الاحتمالات الثلاثة سينقظ الشيخ الان الاحتمال الاول وهو الجهل والاحتمال الثاني وهو الكذب واذا تقرر نقض الاحتمالين الاولين ثبت عندنا الثالث وهو انهم علموا وعرفوا ورسخوا هذا الجانب من الدين وهو اعلى وذروته وهو جانب العقيدة ومنها اسماء الله عز وجل وصفاته. نعم قال رحمه الله تعالى وكلاهما ممتنع. اما الاول فلان من في قلبه ادنى حياة وطلب للعلم ونهمة في العبادة يكون البحث عن هذا الباب والسؤال عنه ومعرفة الحق فيه اكبر مقاصده واعظم مطالبه. اعني بيان ما ينبغي اعتقاده لا معرفة كيفية الرب وصفاته وليست النفوس الصحيحة الى شيء اشوق منها الى معرفة هذا الامر وهذا الامر معلوم بالفطرة الوجدية. فكيف يتصور مع قيام هذا المقتضى الذي هو من اقوى المقتضيات ان يتخلف عنه مقتضاه في اولئك السادة في مجموع عصورهم. هذا لا يكاد يقع في ابلد الخلق واشدهم اعراضا عن الله. واعظمهم اكبابا على طلب الدنيا عن ذكر الله تعالى فكيف يقع في اولئك واما كونهم كانوا معتقدين فيه غير الحق او قائليه فهذا لا يعتقده مسلم ولا عاقل عرف حال القوم. ثم الكلام في هذا الباب عنهم اكثر ومن ان اكثر من ان يمكن ان يستر في هذه الفتية او اضعافها. اذا رد الشيخ في قوله اما الاول هذا بيان امتناع جهل الهم وقوله واما كونهم كانوا معتقدين في غير الحق هذا امتناع كذبهم فتقرر امتناع الاحتمالين الاولين ثبت عندنا انهم ايش قد قالوا بالحق ثم اكد الشيخ بعد ذلك قال ثم الكلام عنهم في هذا الباب اكثر يعني ثبت ووجد حقا كلامهم في هذا الباب. نعم قال رحمه الله ولا يجوز ايضا ان يكون اعلم بالله من السالفين. كما قد يقوله بعض الاغبياء ممن لم يقدر قدر السلف بل لا يعرفون الله عز وجل ولا رسوله صلى الله عليه وسلم. والمؤمنين به حقيقة المعرفة المأمور بها. من ان طريقة السلف اسلم وطريقة الخلف هنا الشيخ انتقل الى مستوى اخر بعد ما يعني كانه يناقش احد المستوى الاول ان النبي عليه الصلاة والسلام لم يهمل ولم يترك بيان هذا الباب بعد ما ثبته انتقل الى الصحابة رضي الله عنهم والسلف لم يتركوا ولم يهملوا نقل هذا الباب ثبت ذلك طيب ننتقل الى مستوى ثالث وهو انهم كأنهم يقولون نعم نسلم جدلا انهم عرفوا ولكن ما جاء عن المتأخرين احكم وابعد عن الخطأ وهذا هو قد نطق به بعضهم ان علومهم وما يقررونه من العقائد افضل من علوم المتقدمين سيرد الشيخ الان ايضا على هذه الشبهة الثالثة او هذه الفكرة الباطلة بما لا مزيد عليه ايضا. نعم قال رحمه الله تعالى فان هؤلاء المبتدعة الذين يفضلون طريقة الخلف على طريقة السلف انما اوتوا من حيث ظنوا ان طريقة السلف هي مجرد الايمان بالفاظ القرآن والحديث من غير فقه لذلك بمنزلة الاميين. الذين قال الله فيهم ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا امانيه وان هم الا يظنون. وان طريقة الخلف هي استخراج معاني النصوص المصروفة عن حقائقها بانواع المجازات وغرائب اللغات. فهذا الظن اوجب تلك المقالة التي مضمونها نبذ الاسلام وراء الظهر. وقد كذبوا على طريقة السلف وضلوا في تصويب طريقة الخلف. فجمعوا من الجهل بطريقة السلف في الكذب عليهم وبين الجهل والضلال بتصويب طريقة الخلف وسبب ذلك اعتقادهم انه ليس في نفس الامر صفة دلت عليها هذه النصوص بالشبهات الفاسدة التي شاركوا فيها اخوانهم من الكافرين. فلما اعتقدوا انتفاء الصفات في نفس الامر وكان مع ذلك لا بد للنصوص من معنى. بقوا مترددين بين الايمان باللفظ وتفويض المعنى وهي التي يسمى طريقة السلف وبين صرف اللفظ الى معان بنوع تكلف. وهي التي يسمونها طريقة الخلف. وصار هذا الباطل مركبا من فساد العقل الكفر بالسمع فان النفي انما اعتمدوا فيه على امور عقلية ظنوها بينات وهي شبهات والسمع حرفوا الكلام فيه عن مواضعه فلما بنى امرهم على هاتين المقدمتين الكاذبتين الكفريتين كانت النتيجة استجهال السابقين واستبلاههم واعتقاد انهم كانوا قوما اميين بمنزلة الصالحين من العامة لم يتبحروا في حقائق العلم بالله. ولم يتفطنوا لدقائق العلم الالهي. وان الخلف الفضلاء حازوا حسب السبق في هذا كله. نعم هنا الشيخ وهذا ايضا مما يتميز فيه دائما اذا تكلم عن المقالات يبحر في اصولها ومن اين اتت هذه المقالات فهنا لما ذكر هذا القول ان ان العبارة الشهيرة ان قول السلف اسلم وقول الخلف اعلم واحكم هذي مقالة الباطلة بين الشيخ من اين اتت هذه المقالة؟ اتت هذه المقالة بسبب ظنهم الباطل وعدم تصورهم لما عليه السلف من العلم وبين ذلك بكل وضوح. قال فهذا الظن الفاسد اوجب تلك المقالة التي مضمونها نبذ الاسلام وراء الظهر وقد كذبوا على طريقة السلف يظنون ان طريقة السلف هو مجرد جهل فقط انهم لا يعلمون سكتوا جهلا انهم لم يسكتوا جهلا رضي الله عنهم ثم ذكر الشيخ آآ السبب في ذلك وبناه على مقدمتيه والمقدمتان انا انا عندي طبعة المنهاج المحقق ذكر المقدمتان ان طريقة المقدمتان هما ان طريقة السلف هي مجرد الايمان وان طريقة الخلف هي استخراج هذا فيه نظر غير صحيح المقدمتان اللتان بنى هؤلاء اه المبتدعة قولهم عليها هي ما ذكره الشيخ الاولى اعتقادهم انه ليس في نفس الامر صفة دلت عليها هذه النصوص. يعني باختصار نفي حقائق ما دلت عليه الايات فيقولون نؤمن بان الله سبحانه وتعالى سميع لكن بلا سمع هذه المقدمة الكفرية الاولى التي سماها الشيخ مقدمة كفرية ان هذه الصفات عزلوها عن معانيها وفصلوا بين المعاني وبين الالفاظ التي جاءت في الوحي والمقدمة الثانية تحريفهم للوحي بتأويل ما جاء في الوحي الى معاني اخرى لذلك الشيخ قال فصار هذا الباطل مركبا من فساد العقل وهذي المقدمة الاولى فساد العقل من حيث جعلوا المعاني الموجودة في الايات غير ثابتة لها كما قال المعتزلة الله سميع لكن لا يسمع. بصير لكن لا يبصر فجعلوا العلاقة منفكة بين المعنى واللفظ والكفر بالسمع اي عدم الايمان بظواهر هذه النصوص ويصرحون بل بعظهم يصرح. قال الايمان بظواهر النصوص كفر جعلوا ظواهر النصوص الشرعية ظواهر كلام الله عز وجل كفرا هاتان المقدمتان اللتان بنى عليهما المبتدعة هذا القول وادت هذه هاتين المقدمتين الى استجهال السلف يعني اعتقادهم ان السلف جهلوا واستبلاههم وانهم بلهاء لا يعلمون ولا يعرفون وهذا لا شك انه كلام باطل كما ذكر الشيخ نعم قال رحمه الله تعالى ثم هذا القول اذا تدبره الانسان وجده في غاية الجهالة بل في غاية الضلالة. كيف يكون هؤلاء المتأخرون لا سيما والاشارة بالخلف الى ضرب من المتكلمين الذين كثر في باب الدين اضطرابهم وغلوا ذا عن معرفة الله حجابهم واخبر الواقف على نهايات اقدامهم بما انتهى اليه من حيث يقول لعمري لقد طوفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم فلم ارى الا واضعا كف حائر على ذقن او قارع نادمين واقروا على نفوسهم بما قالوه متمثلين به او منشئين له فيما صنفوه من كتبهم كقول بعض رؤسائهم نهاية اقدام العقول قالوا واكثر سعي العالمين ضلال وارواحنا في وحشة من جسومنا وغاية دنيانا اذى ووبال. ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى ان جمعنا فيه قيل وقالوا لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فلم اجدها تشفي عليلا ولا تروي غليلا ورأيت اقرب طرق طريقة القرآن اقرأ في الاثبات الرحمن على العرش استوى. اليه يصعد الكلم الطيب. واقرأ في النفي ليس كمثله شيء. ولا يحيطون به ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي. ويقول الاخر منهم لقد خضت البحر الخدم وتركت اهل الاسلام وعلومهم وخضت في الذين نهوني عنه والان ان لم يتداركني ربي برحمته فالويل لفلان. وها انا ذا اموت على عقيدة امي. ويقول الاخر منهم اكثر الناس شكا الو وعلو الله سبحانه وتعالى بكتاب الله عز وجل وفي سنة النبي عليه الصلاة والسلام كثير وينبغي ان نعلم معشر الاحبة ان علو الله سبحانه وتعالى ثلاثة انواع النوع الاول علو ذات عند الموت اصحاب الكلام. نعم هؤلاء اضافة الى تقرير هذه القاعدة الباطلة ان قول الخلف احكم ذكر الشيخ ورؤوس هؤلاء الخلف المزعومين الذي الذي الذين يدعي صاحب هذه المقالة ان علمهم احكم قل انظر كيف ال امرهم في اخر لا مهيب آآ عبارات وابيات تدل على غاية الحيرة والاضطراب والشك وهذي ثابتة عنهم آآ منهم آآ فخر الدين الرازي وآآ الامام الحرمين الجويني وابي حامد الغزالي وغيرهم وقد دلت الادلة التاريخية على رجوعهم او رجوعهم عن كثير مما خاضوا فيه في اول امرهم من علم الكلام. نعم قال رحمه الله تعالى ثم هؤلاء المتكلمون المخالفون للسلف اذا حقق عليهم الامر لم يوجد عندهم من حقيقة العلم بالله وخالص المعرفة به خبر ولم يقفوا من ذلك على عين ولا اثر. كيف يكون هؤلاء المحجوبون المنقوصون المفضولون؟ المسبوقون الحيارى المتهوكون اعلم بالله واسمائه وصفاته واحكم في باب ذاته واياته من السابقين الاولين من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان من ورثة الانبياء وخلفاء الرسل الهدى ومصابيح الدجى الذين بهم قام الكتاب وبه قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا. الذين وهبهم الله من العلم والحكمة ما به على سائر اتباع الانبياء. فضلا عن سائر الامم الذين لا كتاب لهم. واحاطوا من حقائق المعارف وبواطن الحقائق بما لو جمعت حكمة غيرهم اليها لاستحيا من يطلب المقابلة. ثم كيف يكون خير قرون الامة انقص في العلم والحكمة؟ لا سيما العلم بالله واحكام اسمائه واياته من هؤلاء الاصاغل بالنسبة اليهم؟ ام كيف يكون افراخ المتفلسفة واتباع الهند واليونان؟ وورثة المجوس والمشركين وضلال اليهود النصارى والصابئين واشكالهم واشباههم اعلم بالله من ورثة الانبياء واهل القرآن والايمان قال وانما قدمت هذه المقدمة لان من استقرت هذه المقدمة عنده علم طريقة الهدى اين هو في هذا الباب وغيره. وعلم ان الضلال والتهوك ان ما استولى على كثير من المتأخرين بنبذهم كتاب الله عز وجل وراء ظهورهم واعراضهم عما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم من البينات وتركهم البحث عن طريق السابقين والتابعين والتماسهم علم معرفة الله ممن لم يعرف الله باقراره على نفسه. وبشهادة الامة على ذلك وبدلالات كثيرة وليس غرض واحد معينا وانما اصف نوع هؤلاء ونوع هؤلاء والعاقل يسير فينظر. واذا كان كذلك فهذا كتاب الله من اوله الى اخره. وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من اولها الى اخرها. ثم عامة كلام الصحابة والتابعين ثم كلام سائر الائمة مملوء بما هو اما نص واما ظاهر. في ان الله سبحانه وتعالى فوق كل شيء. نعم. طبعا هنا بعد ما بين ضلال هؤلاء وضلال معتقدهم مسلكهم آآ ذكر كيف يكون هؤلاء الذين هم افراخ المتفلسفة لانهم يستندون كثيرا الى اقوال ارسطو وآآ او وسقراط ونحوهم واتباع الهند واليونان وورثة المجوس والمشركين كيف يكونون اعلم بالله من ورثة الانبياء واهل القرآن والايمان وهنا في امر مهم جدا ينبغي ان ننتبه له وقد بينه الشيخ في عدة مواضع لا سيما في درء تعارض العقل والنقل اه حيث ذكر الشيخ ان هؤلاء ليس المذموم فيهم هؤلاء الذين هم يسمون بعلماء الكلام ليس مناط ذمهم اشتغالهم بالادلة العقلية لا وانما مناط ذمهم سوء هذا الاشتغال فالاستدلال بالعقل بمجرده ليس مذموما بل قد جاء في القرآن والسنة الاستدلال بالادلة العقلية فلا يذهبن ذاهب الى ان المذموم هو مجرد الاستدلال العقلي واضح المذموم هو سوء هذا الاستدلال وتركيب مقدمات باطلة مثل قولهم بالاعراض وبناء هذه المقدمات على مقدمات وتطويل هذه المقدمات وبناءها على مباني باطلة اما الاستدلال العقلي فهذا لا يناقض الشريعة بل كتاب درء تعارض العقل والنقل. سيق والف لبيان ذلك فهذه مسألة مهمة ينبغي ان تؤخذ بعين الاعتبار. سيشرع الان الشيخ بعد ما ذكر هذه المقدمة التي قررها وخلاصتها ان مصدر التلقي عندنا معشر اهل السنة والجماعة كتاب الله تعالى وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وما عليه سلف هذه الامة من الصحابة والتابعين وتابعيهم باحسان في القرون المفضلة في اعظم مجمع حضره رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يقول الاهل بلغت؟ فيقولون نعم في رفع اصبعه الى السماء وينكبها اليهم ويقول اللهم اشهد غير مرة. وامثال ذلك كثير. نعم. الشيخ هنا بدأ بهذه المسألة مسألة هذا هو خلاصة مصدر التلقي عندنا في اثبات العقائد ثم سيشرع الشيخ الان بامثلة ونماذج من هذه العقائد سيبدأ بمسألة وهي مسألة العلو. علو الله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى ثم عامة كلام الصحابة والتابعين ثم كلام سائر الائمة مملوء بما هو اما نصا واما ظاهر. في ان الله سبحانه وتعالى فوق كل شيء وانه عال على كل شيء وانه فوق العرش وانه فوق السماء. مثل قوله تعالى اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه اني متوفيك ورافعك الي. اامنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور. ام امنتم من في السماء ان يغسل عليكم حاصبا رفعه الله اليه تعرج الملائكة والروح اليه وقوله يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه يخافون ربهم من فوقهم وقوله ثم استوى على العرش في ستة مواضع الرحمن على العرش استوى وقوله يا هامان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب رواتف اطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا. وقوله تنزيل من حكيم حميد. منزل من ربك بالحق. الى امثال ذلك مما الا يكاد يحصى الا بكلفة؟ وفي الاحاديث الصحاح والحسان ما لا يحصى الا بكلفة. مثل قصة معراج النبي صلى الله عليه وسلم الى ربه عز وجل ونزول الملائكة من عند الله تعالى وصعودها اليه. وقوله في الملائكة الذين يتعاقبون فيكم بالليل والنهار فيعرج الذين باتوا فيكم الى ربهم فيسألهم وهو اعلم بهم. وفي الصحيح في حديث الخوارج الا تأمنوني وانا امين من في السماء. يأتيني خبر السماء صباحا صباحا ومساء. وفي حديث الرقية الذي رواه ابو داوود وغيره ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك. امرك في السماء والارض كما في السماء اجعل رحمتك في الارض اغفر لنا حوبنا وخطايانا انت رب الطيبين. انزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع قال صلى الله عليه وسلم اذا اشتكى احد منكم او اشتكى له اخ فليقل ربنا الله الذي في السماء وذكره. وقوله في حديث الاوعال والعرش فوق ذلك والله فوق العرش وهو يعلم ما انتم عليه. رواه ابو داوود. وقوله في الحديث الصحيح للجارية اين الله؟ قالت في السماء. قال من انا؟ قالت رسول الله قال اعتقها فانها مؤمنة. وقوله في الحديث الصحيح ان الله لما خلق الخلق كتب في كتاب موضوع عنده فوق العرش. ان في سبقت غضبي وقوله في حديث قبض الروح حتى يعرج به الى السماء التي فيها الله اسناده على شرط الصحيحين. وقول عبد الله ابن واحة رضي الله عنه الذي انشده للنبي صلى الله عليه وسلم واقره عليه شهدت بان وعد الله حق وان النار مثوى الكافرين وان العرش فوق الماء طاف وفوق العرش رب العالمين. وقول امية بن ابي الصلت الثقفي الذي انشده للنبي صلى الله عليه وسلم هو وغيره من نفس من شعره فاستحسن. الذي ان هو وغيره من شعره فاستحسنه وقال امن شعره وكفر قلبه. مجدوا الله فهو للمجد اهل ربنا في السماء امسى كبيرا البناء الاعلى الذي سبق الناس وسوى فوق السماء سريرا شرجعا ما يناله بصر العين ترى دونه الملائكة صورا. وقوله في الحديث الذي في السنن ان الله حيي كريم. يستحي من عبده اذا رفع يديه ان يردهما صفرا. وقوله في الحديث يمد يديه الى فيا رب يا رب الى امثال ذلك مما لا يحصيه الا الله تعالى مما هو من ابلغ المتواترات اللفظية والمعنوية التي تورث علما يقينيا من ابلغ العلوم الضرورية ان الرسول صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله القى الى امته المدعوين ان الله سبحانه وهو تعالى على العرش وانه فوق السماء كما فطر الله على ذلك جميع الامم عربهم وعجمهم في الجاهلية والاسلام الا من اجتالته الشياطين وعن فطرته ثم عن السلف في ذلك من الاقوال ما لو جمع لبلغ مئين او الوفا. ثم ليس في كتاب الله عز وجل ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن احد من سلف الامة لا من الصحابة ولا من التابعين ولا عن الائمة الذين ادركوا زمن الاهواء والاختلاف حرف واحد يخالف ذلك لا نصا ولا ظاهرا ولم يقل احد منهم قط ان الله ليس في السماء ولا انه ليس على العرش ولا انه بذاته في كل مكان ولا ان جميع الامكنة بالنسبة اليه سواء ولا انه داخل ولا انه لا داخل العالم ولا خارجه. ولا متصل ولا منفصل ولا انه لا تجوز الاشارة الحسية اليه اصابعي ونحوها بل قد ثبت في الصحيح عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم لما خطب خطبته العظيمة يوم عرفات وهذا اللي يتكلم عنه الشيخ علو ذاته سبحانه وتعالى النوع الثاني علو قدر ان الله سبحانه وتعالى اعلى من كل شيء واكبر من كل شيء والنوع الثالث علو قهر ان الله سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء ولا تعارض بين هذه المعاني الثلاث المبتدعة ممن انكر العلو ينكرون علو ذاته سبحانه وتعالى وذكر الشيخ هنا بعض عباراتهم وقال ولم يقل احد منهم اي من السلف ان الله ليس في السماء كما ينكر ذلك المبتدعة. ولا انه ليس على العرش فينفون انه سبحانه وتعالى مستو على عرشه ولا انه بذاته في كل مكان كما يقول الحلولية ولا ان جميع الامكنة بالنسبة اليه سواء ولا انه لا داخل العالم ولا خارجه كما قال بعضهم لو لو اردت ان اصف العدم لن استطيع ان اصفه بافضل من هذا ان الله لا خارج العالم ولا داخله ولا اعلاه ولا اسفله لم لن تجد وصفا للعدم ابلغ من هذا الوصف والى اخره بل بعضهم قال لا يجوز ان تشير الى الله عز وجل بالاشارة الحسية ما يجوز ان تقول الله عز وجل في السماء انظر كيف يعني مع ان النبي عليه الصلاة والسلام نفسه اشار ان شاء الله الحسية الى السماء لكنهم لما اصلوا هذه الاصول لم لم يجعلوا للنصوص الشرعية اعتبارا وحاولوا اما ان يأولوها ويحرف معناها او يعطل معناها او يقولون لا نعلم المراد بها واضح؟ وهذا كله من ابطل الباطل نعم قال رحمه الله تعالى وغفر له فان كان الحق فيما يقوله هؤلاء السالبون النافون للصفات الثابتة في الكتاب والسنة من هذه العبارات ونحوها دون ما يفهم من الكتاب والسنة اما نصا واما ظاهرا فكيف يجوز على الله عز وجل وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ثم على خير الامة ان انهم يتكلمون فدائما بما هو نص او ظاهر في خلاف الحق الذي يجب اعتقاده. ولا يبوحون به قط ولا يدلون عليه لا نصا ولا ظاهرا حتى يجيء انباط الفرس وفروخ اليهود والفلاسفة يبينون للامة العقيدة الصحيحة. التي يجب على كل مكلف او كل فاضل ان يعتقدها. والله يا اخي شيء عجيب. يعني فقالوا كلامهم هؤلاء يقولون ظاهر كلام الله وظاهر كلام رسوله صلى الله عليه وسلم وظاهر كلام السلف كله كفر والعياذ بالله والعقيدة الصحيحة والمعتقد الصحيح يؤخذ من انباط الروم يعني من يستنبط ومن يتتبع كلام الفرس والروم وفروخ اليهود والفلاسفة والله هذا من ابطل الباطل واجهل الجهل فيجعلون ظواهر النصوص الشرعية ظواهر كلام الله عز وجل كفرا وظلالا وخطأ والصواب عندهم مجرد تأمل هذا يكفي المنصف ان يعرف بطلان هذا المعتقد نعم قال رحمه الله تعالى لان كان الحق ما يقوله هؤلاء المتكلمون المتكلمون هو الاعتقاد الواجب وهم مع ذلك احيلوا في معرفته على مجرد عقولهم وان يدفعوا بمقتضى قياس عقولهم ما دل عليه الكتاب والسنة نصا او ظاهرا لقد كان ترك الناس بلا كتاب ولا سنة اهدى لهم وانفع على هذا التقدير بل كان وجود الكتاب والسنة ضررا محضا في اصل الدين. صحيح يقول يعني اذا كان الامر هكذا معناته الكتاب والسنة ما فادونا بشيء لو ترك الناس بلا كتاب وسنة ويتبعوا عقول هؤلاء افضل لهم لان الكتاب والسنة صار مظلة وصار اه يعني يضل الناس. هذا هذا مآل كلامهم ومآل المقالات يدل على صحتها او بطلانها هذي قاعدة يا اخواني مآل المقالات اذا اردت ان ان ان تقيس مقالة اهي حق ام باطل؟ انظر الى مآلها. اطردها اطردها الى الاخر هذا مآل مقالتهم مآل مقالتهم ان نترك الكتاب والسنة على جنب لان تدبرهما ظرر ويريدون من الناس الا يأخذوا بظواهر الكتاب والسنة طيب من اين نأخذ العقيدة؟ من عقولهم الفاسدة ومن قواعدهم التي وضعوها فالشيخ يقول معنى هذا الكلام انه لو ما ارسل الله عز وجل آآ الكتب الرسل وانزلوا الكتب لكان افضل هذا ما قال ما قال كلامهم وتصور مآل كلامهم كاف في بطلانه نعم قال رحمه الله تعالى فان حقيقة الامر على ما يقوله هؤلاء انكم يا معشر العباد لا تطلبوا معرفة الله عز وجل وما يستحقه من الصفات نفيا واثباتا لا من كتابي ولا من السنة ولا من طريقة سلف الامة. ولكن انظروا انتم فما وجدتموه مستحقا له من الصفات فصفوه به. سواء كان موجودا في الكتاب والسنة او لم يكن وما لم تجدوه مستحقا في عقولكم فلا تصفوه به قال ثم هم هنا فريقان. اكثرهم يقولون ما لم تثبته عقولكم فانفوه. ومنهم من يقول بل توقفوا فيه. وما نفاه قياس عقولكم الذي انتم فيه مختلفون ومضطربون اختلافا اكثر من جميع اختلاف على وجه الارض فانفوه. واليه عند التنازع واليه عند التنازع فارجعوا. فانه الحق والذي تعبدتكم به وما كان مذكورا في الكتاب والسنة مما يخالف قياسكم هذا او يثبت ما لم تدركه عقولكم على طريقة اكثرهم فاعلموا واني امتحنكم بتنزيله لا لتأخذوا الهدى منه. لكن لتجتهدوا في تخريجه على شواذ اللغة ووحشي الالفاظ وغرائب الكلام. او ان تسكتوا مفوضين علمه الى الله عز وجل مع نفي دلالته على شيء من الصفات. هذا حقيقة الامر على رأي هؤلاء المتكلمين. صحيح يعني هم بعد ما قرروا هذا وقعدوه نظروا والتفتوا الى نصوص القرآن والسنة فانقسموا فيها الى قسمين. قسم قالوا نصرفها عن ظواهره ونخترع لها معان نحن الذين نحددها الله سبحانه وتعالى يقول الرحمن على العرش استوى وهم يقولون لا ما استوى والعياذ بالله يقول استوى بمعنى استولى الله يقول لكم الله استوى يقولون لا استولى هذا فريق بما يسمى بالتأويل وسيفصل فيه الشيخ ان شاء الله الفريق الثاني قال لا نتوقف قل ما ندري نفوظ المعنى وهؤلاء يسميهم الشيخ وهم كذلك اهل التجهيل يعني ينبغي ان نقرأ القرآن دون تفكر ولا تدبر ولا معرفة ولا علم وهذا كلاهما لا شك انه اجحاف بحق المسلم الذي يريد ان يعرف المعتقد الصحيح. نعم قال رحمه الله تعالى هذا حقيقة الامر على رأي هؤلاء المتكلمين. وهذا الكلام قد رأيته صرح بمعناه طائفة منهم وهو لازم لجماعتهم لزوم من لا محيد عنه ومضمونه ان كتاب الله لا يهتدى به في معرفة الله. وان الرسول صلى الله عليه وسلم معزول عن التعليم والاخبار بصفات من ارسله. وان الناس عند التنازع صنف بعض المتأخرين في سحرهم والنمرود هو ملك الصابئة الكنعانيين المشركين. كما انه يقصد اللي صنف بعض المتأخرين في سحرهم الرازي له كتاب اسمه السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم اي لا يردون ما تنازعوا فيه الى الله والرسول. بل الى مثل ما كانوا عليه في الجاهلية. والى مثل ما يتحاكم اليه من لا يؤمن بالانبياء. كالبراهمة والفلاسفة هم المشركون والمجوس وبعض الصابرين. وان كان هذا الرد لا يزيد الامر الا شدة ولا يرتفع به الخلاف. اذ لكل فريق طواغيت يريدون ان يتحاكموا اليهم وقد امروا ان يكفروا بهم وما اشبه حال هؤلاء المتكلفين بقوله تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك كما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به. ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا. واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله الى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا. فكيف اذا اصابتهم مصيبة بما قدمت ايديهم؟ ثم جاءوك يحلفون بالله ان اردنا الا احسانا وتوفيقا. فان هؤلاء اذا دعوا الى ما انزل الله من الكتاب والى الرسول والدعاء اليه بعد وفاته والدعاء الى سنته اعرضوا عن ذلك وهم يقولون انا قصدنا الاحسان علما وعملا بهذه الطريقة. التي سلكناها والتوفيق بين الدلائل العقلية والنقلية. ثم هؤلاء الشبهات التي يسمونها دلائل انما تقلدوا اكثرها عن طاغوت من طواغيت المشركين او الصابئين. او بعض ورثتهم الذين امروا ان بهم مثل فلان وفلان او عمن قال كقولهم لتشابه قلوبهم اعني فلاسفة الهند واليونان كارسطو ونحوه فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. كان الناس امة واحدة. فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه. وما اختلف فيه الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم الله الذين امنوا لما فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه. ولازموا هذه المقالة الا يكون الكتاب هدى للناس ولا بيانا ولا شفاء لما في الصدور ولا نورا ولا مردا عند التنازع. لانا نعلم بالاضطرار ان ما يقوله هؤلاء متكلفون ان الحق الذي يجب اعتقاده لم عليه الكتاب ولا السنة لا نصا ولا ظاهرا وانما غاية المتحذلق منهم ان يستنتج هذا من قوله تعالى ولم يكن له كفوا احد هل له سميا. وبالاضطرار يعلم كل عاقل ان من دل الخلق على ان الله ليس على العرش ولا فوق السماوات ونحو ذلك بقوله هل تعلم له سميا لقد ابعد النعجة وهو اما وهو اما بعد النجعة النجعة. لا احصى عليك. لقد ابعد النجعة وهو اما ملغز او مدلس. لم يخاطبهم بلسان عربي ولازموا هذه المقالة ان يكون ترك الناس بلا رسالة خيرا لهم في اصل دينهم. لان مردهم قبل الرسالة وبعدها واحد. وانما الرسالة زاد عما وضلالا يا سبحان الله. كيف لم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم يوما من الدهر ولا احد من سلف الامة هذه الايات والاحاديث لا ما دلت عليه. لكن اعتقدوا الذي تقتضيه مقاييسكم. او اعتقدوا كذا وكذا فانه الحق. وما خالفه وما خالفه ظاهره فلا اعتقد ظاهرة وانظروا فيها فما وافق قياس عقولكم فاعتقدوه وما لا فتوقفوا فيه او انفوه. ثم الرسول صلى الله عليه وسلم قد اخبرنا ان امته ستفترق ثلاثا وسبعين فرقة فقد علم ما سيكون. ثم قال اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وروي عنه صلى الله عليه وسلم انه قال في صفة الفرقة الناجية هو من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي. فهلا قال من تمسك بالقرآن او بدلالة القرآن او بمفهوم القرآن او بظاهر القرآن في باب الاعتقاد فهو ضال. وانما الهدى رجوعكم الى مقاييس عقولكم وما يحدثه المتكلمون منكم بعد الثلاثة وان كان قد نبغ اصلها في اواخر عصر التابعين ثم اصل هذه المقالة مقالة التعطيل للصفات انما هو مأخوذ عن تلامذة اليهود والمشركين وضلال الصابرين. فان اول من حفظ عنه انه قال هذه المقالة في الاسلام اعني ان الله ليس على العرش حقيقة وانما استوى بمعنى استولى ونحو ذلك اول ما ظهرت هذه المقالة من الجعد ابن درهم واخذها عنه الجهم ابن صفوان واظهرها فنسبت مقالة الجهمية اليه. وقد قيل ان الجعد ابن درهم اخذ مقالته عن ابانا ابن واخذها ابان عن طالوت ابن اختي لبيد بن اعصم واخذها طالوت من لبيد بن اعصم اليهودي الساحر الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم وكان الجعد هذا فيما قيل من اهل حران وكان فيهم خلق كثير من الصابئة والفلاسفة. بقايا اهل دين النمرود والكنعانيين مطبوع هذا الكتاب وذكر فيه من المقالات العجيبة كانه يقرر السحر يعني حتى ان يعني الاشاعرة آآ بعظهم ما استطاع ان ينكر آآ هذا الامر عن الرازي وهذا يعني خطير جدا آآ هنا الشيخ ذكر السند المظلم لهذه المقالة مقالة التعطيل وبين ان الذي اشهرها واظهرها الجهم ابن صفوان لذلك سميت هذه المقالة بالجهمية او مقالة الجهمية والجهم اخذها من الجعد ابن درهم والجعد ابن درهم هذا كان مؤدبا لاخر خلفاء بني امية وهو مروان ابن محمد الذي يسمى بمروان الحمار ويسمى بمروان الجعدي نسبة الى مؤدبه وقد ذكر بعض العلماء نكتة هنا في اثر الابتداع في سقوط الدول وكيف ان هذا الرجل قد يكون من شؤم ابتداعه ان سقطت دولة آآ اسلافه والله اعلم وهذا الجعد ابن درهم اخذها من آآ ابان ابن سمعان اليهودي وابان ابن سمعان اخذها عن اه طالوت ابن اخت لبيد ابن الاعصم وطالوت اخذها من خاله لبيد من الاعصم الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم فهذه سلسلة التعطيل او سلسلة البدعة التي اشتهرت بعد الجهم والجهم هذا اه يعني غير انه اخذ عن الجعد ايضا كان له اتصال ببعض الفلاسفة وله مناظرات ناظر طائفة من اه البراهنة ينقال لهم وهم ملاحدة دون ان يكون عنده علم لم يكن ذا علم هذا الجهم فشككوه في دينه حتى انه ترك الصلاة اربعين يوما يجاهم هذا وهذا يا اخواني يدل على خطورة دخول الانسان في نقاشات مع الملاحدة دون علم. هذا اللي حصل للجهم نفسه انه كان بلا علم دخل واراد ان يناظر البراهم هؤلاء فشككوه قالوا له هل ترى ربك بعينك؟ قال لا. قال هل تسمعه باذنك؟ قال لا. قال هل تحسه بيدك قال قال فاذا انت تعبد عدما شك الرجل مع ان كلامهم باطل لكنه شك ثم حاول ان يتتبع ادلة عقلية وفلسفية ليرد على هؤلاء. وهنا نشأت هذه المشكلة وانتشرت عنه هذه المقالة فليس سبب انتشارها وفقط اخذها من الجعد وانما هو ايضا كان عنده اشكالات في احتكاكه بلا علم مع هؤلاء. نعم قال رحمه الله تعالى وغفر له والنمرود هو ملك الصابئة الكنعانيين المشركين كما ان كسرى ملك الفرس والمجوس وفرعون ملك مصر والنجاشي وابو حمد الغزالي من ائمة الاشاعرة. نعم قال وهي بعينها تأويلات بشر المليسي التي ذكرها في كتابه. وان كان قد يوجد في كلام بعض هؤلاء رد التأويل وابطاله وابطاله ايضا ملك الحبشة النصارى فهو اسم جنس لا اسم علم. وكانت الصابئة الا قليلا منهم اذ ذاك على الشرك. وعلماؤهم هم الفلاسفة. وان كان الصوابئ قد لا ايكون مشركا بل مؤمنا بالله واليوم الاخر؟ كما قال سبحانه وتعالى ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالح فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وقال تعالى ان الذين امنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من امن بالله واليوم الاخر. الاية لكن كثيرا منهم او اكثرهم كانوا كفارا او مشركين. كما ان كثيرا من اليهود والنصارى بدلوا وحرفوا وصاروا كفارا او مشركين. فاولئك الصابئون الذين لكانوا اذ ذاك كانوا كفارا او مشركين. وكانوا يعبدون الكواكب ويبنون لها الهياكل. ومذهبهم في الرب انه ليس له الا صفات سلبية او اضافية او مركبة منهما. وهم الذين بعث اليهم ابراهيم الخليل عليه السلام. فيكون الجعد قد وفيكون الجعد قد اخذها عن الصابرين والفلاسفة وكذلك ابو نصر الفارابي دخل حران واخذ عن فلاسفتهم الصابئين تمام فلسفته واخذها الجهم ايضا فيما ذكره الامام واحمد وغيره لما ناضل الصومانية بعض فلاسفة الهند وهم الذين وهم الذين يجحدون من العلوم ما سوى الحسيات. فهذه اسانيد الجهم ترجع الى اليهود والصابئين والمشركين والفلاسفة الضالين. هم اما من الصابرين واما من المشركين. ثم لما عربت الكتب الرومية واليونانية في حدود المئة بالثانية زاد البلاء مع ما القى الشيطان في قلوب الضلال ابتداء من جنس ما القاه في قلوب اشباههم. ولما كانت في حدود المئة الثانية في اواخرها انتشرت هذه المقالة التي كان السلف يسمونها مقالة الجهمية بسبب من دخل في التجهم من اهل الكلام كالضرارية والنجارية والمعتزلة وغيرهم مثل بشر ابن غياث المريسي وطبقته وكلام الائمة مثل مالك وسفيان بن عيينة وابن المبارك وابي يوسف والشافعي واحمد واسحاق والفضيل بن عياض وبشر الحافي وغيرهم في ذم اهل الكلام وفي ذم بشر المريسي هذا كثير في ذمه وتضليله الامام احمد الف كتابا على ان الامام احمد رحمه الله كان لا يحبذ التأليف الامام احمد لم يؤلف كتابا في الفقه ولكن مع ذلك بسبب انتشار مقالة الجهمية وهذا الكلام مثل ما قال الشيخ في اواخر مئة ثانية. يعني من بعد المئة وخمسين مئة وستين مئة وسبعين الى مية مية الى مية وتسعين الى قرابة المئتين هجري انتشرت المقالة. الامام احمد الف كتاب مطبوع الرد على الجهمية والزنادقة وذكر اه الجهم وكفره وكفر الجهمية والفت مؤلفات كثيرة في هذا الامر ولكن في هذه الفترة لم يكن للجهمية سطوة النقلة النوعية التي حصلت لهؤلاء لما حدثت فتنة خلق القرآن. هنا كانت النقلة النوعية يعني كان المذهب السلف الى اخر المئة الثانية مئتين سنة هو السائد وكان هؤلاء شذاذ الى ان انتقل هذا المذهب من الاطار الشعبي ان صح التعبير الى الاطار السياسي فتبناه الخليفة المأمون كما تعلمون وحصل ما حصل ممكن الشيخ يتطرق له الان. نعم قال وهذه التأويلات الموجودة اليوم بايدي الناس مثل اكثر التأويلات التي ذكرها ابو بكر ابن فورك في كتاب التأويلات وذكرها ابو عبد الله محمد ابن عمر في كتابه الذي سماه تأسيس التقديس. ويوجد كثير منها في كلام خلق كثير غير هؤلاء. مثل ابي علي الجبائي وعبد الجبار ابن احمد الهمداني وابي الحسين البصري وابي الوفاء ابن عقيل وابي حامد الغزالي وغيرهم مثل كثير ممن صنف في تفسير هنا الشيخ جمع عدة اسماء الاسماء منها ما هو من الاشاعرة كالرازي وبنفورك ومنها ما هو من المعتزلة كابي علي الجبائي والقاضي عبدالجبار وابي الحسين البصري ومنها ما هو ليس معتزليا ولا اشعريا. وانما حصل عنده شيء من الاضطراب وهو من ائمة الحنابلة كأب الوفاء بن عقيم. ابو الوفاء بن عقيل آآ وهو كما تعلمون من ائمة الحنابلة ولكن حصل عنده شيء من الاضطراب في ذلك وترجم له الحافظ ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة وذكر قصته وكيف ان الحنابلة اصحابه اه توبوه يعني آآ ان ابوه وهجروه وشددوا عليه الى ان كتب توبة انه تراجع عن آآ يعني يعني مقالاته وكذا يعني آآ وقع عليها ولذلك انه يعني المعروف عنه انه رجع عن كثير مما كان يعتنقه ويعتقده ولهم كلام حسن في اشياء وهذا من انصاف الشيخ وهذا دائما سبحان الله الشيخ يعني هؤلاء منهم رؤوس المعتزلة ورؤوس الاشاعرة لكن يقول وان كان قد يوجد في كلام بعض هؤلاء ردوا التأويل وابطاله. فلما ترد على مبتدع وتنقض بدعته لا يحق لك ولا يجوز ان تبغي عليه وان تبخسه حقه نعم هو مبتدع وظل في جانب لكن من الانصاف الا يلغي باطله هذا ما عنده من حسنات واضح بل هذا قد يعني يستميل قلبه واضح؟ لما لما تنسف شخص بالكامل بكل ما عنده انتقد يعني غسلت يدك منه وابعدته بدل ان تكسبه لكن لما تقول لشخص مثل ما قال النبي عليه الصلاة والسلام نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل فينوه بما عنده زين استمالة له وآآ يعني الرغبة في في استصلاحه وليس الرغبة في اسقاطه بالكلية واضح والشيخ دائما عنده هذه اللفتة. نعم قال وانما بينت ان عين تأويلاتهم هي عين تأويلات بشر المليسي. ويدل على ذلك كتاب الرد الذي صنفه عثمان ابن سعيد الدارمي. احد الائمة المشاهير في زمن البخاري. صنف كتابا سماه رد عثمان بن سعيد على الكاذب العنيد فيما افترى على الله في التوحيد. حكى فيه هذه التأويلات عينيها بكلام يقتضي ان المريسي اقعد بها واعلم بالمنقول والمعقول من هؤلاء المتأخرين الذين اتصلت اليهم من جهته وجهة غيره ثم رد ذلك عثمان بن سعيد بكلام اذا طالعه العاقل الذكي علم حقيقة ما كان عليه السلف. وتبين له ظهور الحجة لطريقهم وضعف حجة من خالفهم. وهو كتاب مشهور مطبوع عند الطبعات وهو نفيس يدل على مكانة ما كان عليه السلف من ردودهم على هؤلاء الجهمية. عد مطبوع عدة طبعا. نعم قال ثم اذا رأى ثم اذا رأى الائمة ائمة الهدى قد اجمعوا على ذم المليسية او واكثرهم كفروهم او ضللوهم وعلم ان هذا القول الساري في هؤلاء المتأخرين هو مذهب الجهمية كالمليسية تبين الهدى لمن يريد الله هدايته ولا حول ولا قوة الا بالله قال والفتوى لا تحتمل البسط في هذا الباب وانما اشير اشارة الى مبادئ الامور والعاقل يسير فينظر. وكلام السلف في هذا الباب موجود في كتب كثيرة لا يمكن ان يذكر هنا الا قليلا منه مثل كتاب السنن للالاكائي والابانة لابن بطة والسنة لابي ذر الهروي والاصول لابي عمر الطلمنكي وكلام ابي عمر ابن عبدالبر والاسماء والصفات للبيهقي. وقبل ذلك السنة للطبراني ولابي الشيخ الاصبهاني ولابي عبدالله بن منده ولابي احمد العسال العسال الاصبهاني. وقبل ذلك السنة للخلال وكتب عبدالرحمن ابن ابي حاتم. والتوحيد لابن خزيمة هو كلام ابي العباس ابن سريج. والرد على الجهمية لجماعة مثل البخاري وشيخه عبد الله ابن محمد الجعفي. وقبل ذلك السنة لعبدالله بن احمد والسنة لابي بكر الاثرم والسنة لحنبل وللمروذي. ولابي داوود السجستاني ولابن ابي شيبة. والسنة لابي بكر ابن ابي عاصم وكتاب خلق افعال العباد للبخاري وكتاب الرد على الجهمية لعثمان بن سعيد الدارمي الدارمي وغيرهم. وكلام ابي العباس عبدالعزيز المكي صاحب الحيدة في الرد على الجهمية. وكلام نعيم بن حماد الخزاعي وكلام غيرهم. وكلام الامام احمد بن حنبل واسحاق قبل رهويه ويحيى ابن يحيى النيسابوري وامثالهم. وقبل هؤلاء عبدالله بن مبارك وامثاله واشياء كثيرة. وعندنا من الدلائل السمعية بعقلية ما لا يتسع هذا الموضع لذكره. وانا اعلم ان هذه الكتب اغلبها مطبوع. يعني الشيخ اللي ذكر عدة من الكتب التي آآ اه يعني هي خزانة اقوال السلف في العقائد. كتاب السنة للالكائي كتاب مشهور اسمه المطبوع به شرح اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة. الامام اللالكائي وهو من ائمة الحنابلة مطبوع في خمس او ست مجلدات كذلك الابانة بن بطة مطبوع السنة لابي ذر الهروي آآ ليس مطبوعا لعله مفقود كتاب الاصول لابي عمر الطلمنكي ينقل عنه شيخ الاسلام كثيرا في كتبه وهو من ائمة المالكية وآآ ايضا كتابه هذا آآ الذي يظهر والله اعلم انه مفقود كلام ابن ابي عمر ابن عبد البر في التمهيد وغيره هناك له كلام نفيس جدا في الاسماء والصفات الاسماء والصفات للبيهقي وان كان البيهقي ليس مصنفا ضمن اه من يحمل معتقد السلف بحروفه ولكن في كتابه له عدة كتب نقل عن ائمة السلف كلاما كثيرا اه الطبراني الامام اه كذلك طبعا هناك الطبري الامام الطبري له كتابان من من كتب السنة كتاب صريح آآ السنة رسالة صغيرة وكذلك له كتاب اسمه التبصير بمعالم اصول الدين كلاهما مطبوع ابو الشيخ الاصبهاني ابن منده له اكثر من كتاب آآ ابي احمد العسال اظنها مفقود كتابة كتاب السنة للخلال مطبوع في عدة مجلدات. التوحيد لابن خزيمة مطبوع في مجلدين. ابو العباس ابن سريج من ائمة الشافعية قيل انه مجدد القرن الثالث الرد على الجهمية هذا الاسم لجماعة السنة لعبدالله بن احمد مطبوع في مجلدين السنة للاثرم السنة لحنبل هذا ابن عم الامام احمد واه كذلك آآ السنة لابي بكر ابن ابي عاصم والرد على الجهمية وخلق افعال العباد البخاري الى اخره كتاب الحيدري الكناني مطبوع ايضا الى اخره. الامام احمد رحمه الله له عدة رسائل في العقيدة آآ اثبت اكثرها ابن ابي يعلى في الطبقات مثل اه اصول السنة لرواية عبدوس اه العطار وعدة روايات عن الامام احمد جمعت في كتاب رسالة دكتوراة في مجلدين الاقوال المروية عن الامام احمد في العقيدة جمع عن اقوال الامام احمد رحمه الله في العقيدة اه اظن للاحمدي الشيخ فلان الاحمدي جمع فيها الرسائل التي ذكرت للشيخ الامام في في العقيدة وهي كتاب نفيس الى اخره. نعم قال رحمه الله تعالى وغفر له قال وعندنا من الدلائل السمعية والعقلية ما لا يتسع هذا الموضع لذكره. وانا اعلم ان المتكلمين النفاة لهم شبهات موجودة. لكن لا يمكن ذكرها في الفتوى فمن نظر فيها واراد ابانة ما ذكروه من الشبه فانه يسير. واذا كان اصل هذه المقالة مقالة التعطيل والتأويل مأخوذا عن تلامذته المشركين والصابئين فكيف تطيب نفس مؤمن بل نفس عاقل ان يأخذ سبيل هؤلاء المغضوب عليهم والضالين ويدع سبيل الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء الاباء والصالحين. فصل ثم القول الشامل في جميع هذا الباب ان يوصف الله بما وصف به نفسه بما وصف به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم. وبما وصفه به السابقون الاولون لا لا يتجاوز القرآن والحديث. قال الامام احمد بن حنبل رضي الله عنه لا يوصف الله الا ما وصف به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم. لا يتجاوز القرآن والحديث. ومذهب السلف انهم يصفون الله بما وصفه بنفسه. وبما ما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. ونعلم ان ما وصف الله به من ذلك فهو حق ليس فيه لغز ولا احاجي بل معناه يعرف من حيث يعرف مقصود المتكلم بكلامه. لا سيما اذا كان المتكلم اعلم الخلق ويقول وافصح الخلق في بيان العلم وانصح الخلق في البيان والتعريف والدلالة والارشاد. وهو سبحانه مع ذلك ليس كمثله شيء لا في نفسه المقدسة المذكورة باسمائه وصفاته ولا في افعاله. فكما يتيقن ان الله سبحانه وتعالى له ذات حقيقة وله افعال حقيقة فكذلك له صفات حقيقة. وهو ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في افعاله. وكل ما اوجب نقصا او حدوثا فان الله سبحانه منزه عنه حقيقة فانه سبحانه وتعالى مستحق للكمال الذي لا غاية فوقه وممتنع عليه الحدوث لامتناع عليه واستلزام الحدوث سابقة العدم والافتقار المحدث الى والافتقار المحدث الى محدث ولوجوب وجوده بنفسه سبحانه وتعالى. ومذهب السلف بين التعطيل والتمثيل. فلا يمثلون صفات الله تعالى بصفات خلقه. يقول الشيخ هنا ولوجوب وجوده بنفسه هذه العبارة وان لم ترد في القرآن والسنة عبارة واجب الوجود لكن نجد الشيخ يستعملها وغيره. ولا حرج وقد بين الشيخ في بعض فتاويه انه لا حرج من استعمال الالفاظ الحادثة حتى ولو وردت على السنة المتكلمين بشرط ان يكون معناها صحيحا والا يكون ملبسا نص الشيخ على ذلك في رسالة آآ نفيسة جدا اسمها بيان خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم لاصول الدين علقت عليها مرة وموجودة للتعليق في اليوتيوب ذكر في هذه الرسالة انه لا حرج من استعمال بعض الالفاظ حتى ولو كانت حادثة مثل واجب الوجود ممتنع الوجود الى اخره بشرط ان يكون معناها ايش صحيحا لا سيما في معرض الجدل والحجاج مع هؤلاء فلا حرج من استعمال بعض عباراتهم اذا كانت معاني كلام معنى الكلام صحيح نعم قال رحمه الله تعالى وغفر له. ومذهب السلف بين التعطيل والتمثيل فلا يمثلنا صفات الله تعالى بصفات خلقه. كما لا يمثل كما لا يمثلون ذاته بذات خلقه ولا ينفون عنه ما وصف به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم فيعطلون اسماءه الحسنى وصفاته العلى ويحرفون عن مواضعه ويلحدون في اسمائه واياته. وكل واحد من فريقي التعطيل والتمثيل فهو جامع بين التعطيل والتمثيل. اما المعطلون فانهم لم يفهموا من اسماء الله تعالى وصفاته الا ما هو اللائق بالمخلوق. ثم شرعوا في نفي تلك المفهومات. فقد جمعوا بين التمثيل والتعطيل مثلوا اولا وعطلوا اخرا. وهذا تشبيه وتمثيل منهم للمفهوم من اسمائه وصفاته بالمفهوم من اسماء خلقه وصفاتهم وتعطيل لما يستحقه هو سبحانه من الاسماء والصفات اللائقة باللائقة بالله سبحانه وتعالى. نعم يعني ما عطل من عطل الا بعد ان شبه لو لم يسبق الى ذهنه التشبيه لما احتاج الى التعطيل والتأويل لذلك المؤولة والمعطلة هؤلاء الذي جرهم الى ذلك هو اعتقاد التشبيه اما من اعتقد ان الله عز وجل ليس كمثله شيء ما يحتاج الى ذلك لانه لم يسبق الى ذهنه اصلا التشبيه حتى يلجأ بعد ذلك الى التأويل او التعطيل نعم قال فانه اذا قال القائل لو كان الله فوق العرش للزم اما ان يكون اكبر من العرش او اصغر او مساويا. وكل ذلك محال ونحو ذلك من الكلام فانه لم يفهم من كون الله تعالى على العرش الا ما يثبت لاي جسم كان على اي جسم كان. وهذا اللازم تابع لهذا المفهوم. واما استواء يليق بجلال الله ويختص به فلا يلزمه شيء من هذه اللوازم الباطلة التي يجب نفيها كما يلزم سائر الاجسام. صحيح. وصار هذا امثل قول الممثل اذا كان للعالم صانع فاما ان يكون جوهرا او عرضا وكلاهما محال. اذ لا يعقل موجود الا هذان. او قوله اذا كان مستويا على العرش فهو مماثل لاستواء الانسان على السرير او الفلك. اذ لا يعلم الاستواء الا هكذا. فان كلاهما مثل وكلاهما عطل حقيقة ما وصفه الله ما وصف الله به نفسه. وامتاز الاول بتعطيل كل مسمى للاستواء الحقيقي. وامتاز الثاني باثبات باستواء هو من خصائص المخلوقين. الثاني الذي هو مثل الله بخلقه اللي هو ما ما يسميه البعض بالمجسمة اه او الممثلة الذين مثلوا الله بخلقه هؤلاء طبعا آآ على ظلال كذلك بالنقيض منهم الذين هربوا من هذا التمثيل ايضا على ظلال وكلاهما اجتمعا في فكرة التمثيل لكن احدهم احدهم اثبتها والثاني هرب منها ونحن نقول لا نحتاج لم نصل اليها اصلا حتى نحتاج الى هروب هذا او اثبات هذا نعم قال والقول الفاصل هو ما عليه الامة الوسط من ان الله مستو على عرشه استواء يليق بجلاله ويختص به. فكما انه موصوف بانه بكل شيء عليم. وعلى كل شيء قدير. وانه سميع بصير ونحو ذلك. ونحو ذلك ولا يجوز ان يثبت للعلم والقدرة خصائص الاعراض التي تعين من مخلوقين وقدرتهم فكذلك هو سبحانه وتعالى فوق العرش. ولا يثبت لفوقيته خصائص فوقية المخلوق عن المخلوق وملزوماتها. وهذا رد على الاشاعرة الاشاعرة يثبتون سبع صفات آآ العلم والحياة والقدرة والكلام والسمع والبصر آآ له الحياة والكلام والبصر سمع ارادة وعلم واقتدر يثبتونها حقيقة فاذا قلنا طيب اثبات العلم فيه تشبيه بعلم المخلوق يقول لك لا هذا علم يليق بجلال الله وهذا علم يليق بجلال المخلوق قلت طيب ما دام انتوا عارفين ان هذا علم يليق بجلال الله لماذا لا نطرد هذا في بقية الصفات وهذا يريد الذي اراد الشيخ ان يلفت النظر اليه. نعم قال واعلم انه ليس في العقل الصريح ولا في النقل الصحيح ما يوجب مخالفة الطريقة السلفية اصلا لكن هذا الموضع لا يتسع للجواب الشبهات الواردة على الحق فمن كان في قلبه شبهة واحب حلها فذلك فذلك سهل يسير. يعني خليه يتصل علي كان يقول يا شيخ نعم نعم قال ثم المخالفون للكتاب والسنة وسلف الامة من المتأولين في هذا الباب في امر المريج. فان من ينكر الرؤية يزعم ان العقل يحيلها وانه مضطر فيها الى ومن يحيل ان الله تعالى ومن يحيل ان لله تعالى علما وقدرة وان يكون كلامه غير مخلوق ونحو ذلك يقول ان العقل احال ذلك فاضطر التأويل بل من ينكر حقيقة حشر الاجساد والاكل والشرب والاكل والشرب الحقيقية في الجنة يزعم ان العقل احال ذلك وانه مضطر الى التأويل ومن زعم ان الله ليس فوق العرش يزعم ان العقل احال ذلك وانه مضطر الى التأويل. ويكفيك دليلا على فساد قول هؤلاء انه ليس لواحد منهم وقاعدتهم مستمرة فيما يحيله العقل بل منهم من يزعم ان العقل جوز او اوجب ما يدعي الاخر ان العقل احاله. فيا ليت شعري باي عقل يوزن تابوا والسنة فرضي الله عن مالك ابن انس الامام حيث قال اوكلما جاءنا رجل اجدل من رجل تركنا ما جاء به جبريل الى محمد الله عليه وسلم لجدل هذا وذلك ليش يا اخواني؟ لان طيب لو نقول سنرجع الى العقل. احنا معاكم ونرجع الى العقل. طيب عقل من لو كان العقل واحدا لما اختلفتم انتم فيما بينكم كل وهم مختلفون رغم انهم يزعمون انهم يتبعون العقل. طيب عقل من هذا الذي سيتبع لذلك هذه الكلمة العظيمة للامام مالك رحمه الله اوكلما جاءنا رجل اجدل من رجل تركنا ما جاءنا به جبريل الى محمد صلى الله عليه وسلم لجدل هؤلاء احنا هذي سالفتنا كل ما جا واحد تكلم وجاء بجدل تركنا الوحي واتبعناه نعم قال وكل من هؤلاء مخصوم بمثل ما خصم به الاخر وهو من وجوه. احدها بيان ان العقل لا يحيل ذلك. الثاني ان النصوص الواردة لا تحتمل الثالث ان عامة هذه الامور قد علم ان الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بها بالاضطرار. كما علم انه جاء بالصلوات الخمس وصوم شهر رمضان تأويل الذي يحيلها عن هذا بمنزلة تأويلات القرامطة والباطنية في الحج والصلاة والصوم وسائر ما جاءت به النبوات. الان الشيخ سيشرع بالرد على المؤولة كيف نرد على المؤول؟ قال اولا بيان ان العقل لا يحيل ذلك. انتم تزعمون ان العقل يحيل ان الله استوى على العرش وان الله والعقل يحيل ان الله اه ينزل الى السماء الدنيا. نقول من قال ان العقل يحيل؟ اولا نقول العقل لا يحيل. هذا واحد. اثنين ان النصوص الواردة لا تحتمل التأويل يعني لا تحتاج الى التأويل ثلاثة ان هذه الامور التي جاءت من النبي عليه الصلاة والسلام صرفها عن ظواهرها يجعلنا بمنزلة القرامطة والباطنية. القرامطة هؤلاء ماذا فعلوا صرفوا ظواهر النصوص وفسروا اشياء بامور اخرى تماما فالحج فسروه بشيء اخر غير الحج اللي نعرفه والصوم فسروه الامتناع عن اشياء غير اللي نعرفها وكذلك الصلاة وسائر ما جاءت به النبوات. يعني فرغوا الدين من محتواه جعلوا كل كلمة لا تعني اللي تفهمها انت. لا صلاة ولا زكاة ولا صيام ولا ولا ولا وهذه كلها لا شك من جنس فعل المؤولة انهم صرفوا ظواهر النصوص. الله سبحانه وتعالى خاطبنا بلسان عربي مبين ونحن نعرف مثل ما قال الامام مالك الاستواء معلوم فما نحتاج الى تأويلاتكم التي تصرفون بها ظواهر هذه النصوص الى معان ما ندري من اين اتيتم بها. نعم قال الرابع ان يبين ان العقل الصريح يوافق ما جاءت به النصوص. وان كان في النصوص من التفصيل ما يعجز العقل عن درك تفصيله. وانما يعلم مجملا الى غير ذلك من الوجوه على ان الاساطين من هؤلاء والفحول معترفون بان العقل لا سبيل له الى اليقين في عامة المطالب الالهية. واذا كان كذلك فالواجب تلقي علم من النبوات على ما هو عليه. ومن المعلوم للمؤمنين ان الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق. ليظهره على الدين كله وكفى بالله وانه بين للناس ما اخبرهم الله به من امور الايمان بالله واليوم الاخر. والايمان بالله واليوم الاخر يتضمن الايمان بالمبدأ والميعاد. وهو بالخلق والبعث كما جمع بينهما في قوله تعالى ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين. وقال تعالى ما خلق ولا بعثكم الا كنفس واحدة. وقال تعالى وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده. وقد بين الله سبحانه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من امر الايمان بالله واليوم الاخر ما هدى الله به عباده وكشف به مراده. ومعلوم للمؤمنين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اعلم من غيره بذلك وانصح من غيره للامة وافصح من غيره عبارة وبيانا. بل هو اعلم الخلق بذلك وانصح الخلق للامة وافصحهم وقد اجتمع في حقه صلى الله عليه وسلم كمال العلم والقدرة والارادة اي البشرية طبعا نعم قال ومعلوم ان المتكلم والفاعل اذا كمل علمه وقدرته وارادته كمل كلامه وفعله. وانما يدخل النقص اما من نقص علمه واما من عجزه عن بيان علمه واما لعدم ارادته البيان. والرسول والرسول هو الغاية في كمال العلم والغاية في كمال ارادة البلاغ المبين والغاية في القدرة على البلاغ المبين. ومع وجود القدرة التامة والارادة الجازمة يجب وجود فعلم قطعا ان ما بينه من امر الايمان بالله واليوم الاخر حصل به مراده من البيان. وما اراده وما ارادة من البيان هو مطابق علمه وعلمه بذلك هو اكمل العلوم. فكل من ظن ان غير الرسول صلى الله عليه وسلم اعلم بهذا منه. او اكمل بيانا منه او احرص على هدي الخلق منه فهو من الملحدين لا من المؤمنين. والصحابة رضي الله عنهم والتابعون لهم باحسان ومن سلك سبيل السلف هم في هذا الباب على سبيل الاستقامة. واما المنحرفون عن طريقتهم فهم ثلاث طوائف. اهل التخييل واهل التأويل واهل التجهيل. فاهل فاهل فاهل التخييل هم المتفلسفة. ومن سلك سبيلهم من متكلم ومتصوف ومتفقه. فانهم يقولون ان ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم ومن امر الايمان بالله واليوم الاخر انما هو تخييل للحقائق. لينتفع به الجمهور. لا انه بين به الحق ولا هدى به الخلق ولا اوضح به الحقائق هم على قسمين منهم من يقول ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعلم لم يعلم الحقائق على ما هي عليه. ويقولون ان من الفلاسفة الالهية من علمه وكذلك في الاشخاص الذين يسمونهم اولياء من علمها. ويزعمون ان الفلاسفة او الاولياء ويزعمون ان من الفلاسفة او قل يا من هو اعلم بالله واليوم الاخر من المرسلين. وهذه مقالة غلاة الملحدين من الفلاسفة والباطنية باطنية الشيعة وباطنية منهم القرامطة الذين ظهروا هم ينتسبون التشيع ويزعمون ان طبعا هذا كفر بلا شك يعني ان كل هذه ظواهر ما جاء بها النبي عليه الصلاة والسلام الا لعامة الناس بس حتى يدلهم على الطريق لكن لا حقيقة لها وينفون الجنة وينفون النار وينفون يعني حقائق هذه الاشياء وقالوا هذه فقط لتدل العامة لسلوك الطريق بس نعم قال ومنهم من يقول بل الرسول علمها لكن لم يبينها وانما تكلما بما يناقضها واراد من الخلق فهم ما يناقضها. لان مصلحة خلقي في هذه الاعتقادات التي لا تطابق الحق. ويقول هؤلاء يجب على الرسول ان يدعو الناس الى اعتقاد التجسيم مع انه باطل. والى اعتقاد معادي الابدان مع انه باطل ويخبرهم ان اهل الجنة يأكلون ويشربون مع انه باطل. قالوا لانه لا يمكن دعوة الخلق الا بهذه الطريق التي تتضمن الكذب العباد فهذا قول هؤلاء في نصوص الايمان بالله واليوم الاخر. واما الاعمال فمنهم من يقرها ومنهم من يحرفها هذا التحريف. ويقول انما يؤمر بها بعض الناس بعض ويؤمر بها العامة دون الخاصة. وهذه طريقة الباطنية الملاحدة والاسماعيلية ونحوهم قال واما اهل التأويل فيقولون ان النصوص الواردة في الصفات لم يقصد بها الرسول صلى الله عليه وسلم ان يعتقد الناس الباطل. ولكن قصد بها ولم يبين لهم تلك المعاني ولا دلهم عليها ولكن اراد ان ينظروا فيعرفوا الحق بعقولهم ثم يجتهدوا في صرف تلك النصوص عن مدلولها ومقصود امتحانهم وتكليفهم واتعاب اذهانهم وعقولهم في ان يصرفوا كلامه عن مدلوله ومقتضاه. ويعرف الحق من غير جهته. وهذا قول المتكلم الجهمية والمعتزلة ومن دخل معهم في شيء من ذلك. والذي قصدنا الرد عليه في هذه الفتية هم هؤلاء. اذ كان نفور الناس عن الاولين بخلاف هؤلاء فانهم تظاهروا بنصر السنة في مواضع كثيرة. وهم في الحقيقة لا للاسلام نصروا ولا للفلاسفة كسروا ولكن اولئك الملاحدة الزموهم في نصوص المعادن نظير ما نظير ما ادعوه في نصوص الصفات. فقالوا لهم نحن نعلم بالاضطرار ان ان الرسل جاءت بمعاد الابدان. وقد علمنا فساد الشبهة المانعة منه. واهل السنة يقولون لهم ونحن نعلم بالاضطرار ان الرسل جاءت باثبات صفات ونصوص الصفات التي في الكتب الالهية اكثر واعظم من نصوص المعاد. ويقولون لهم معلوم ان مشركي العرب وغيرهم كانوا ينكرون المعاد وقد انكروه على الرسول وناظروه عليه بخلاف الصفات. فانه لم ينكر شيئا منها احد من العرب. فعلم ان اقرار العقول بالصفات اعظم من اقرارها بالمعاد. وان انكار الصفات اعظم من انكار المعاد. فكيف يجوز مع هذا ان يكون عندك انكار الصفات اعظم اولا العكس وان انكار صفاته اعظم من انكار ما عدا. ايه. وهو انا عندي وان انكار المعاد اعظم من انكار الصفات ها وعلم ان اقرار العقول بالصفات اعظم من اقرارها بالميعاد وان انكار الميعاد اعظم من انكار الصفات. هو الظاهر من الصواب هذا ان انكار الصفات اعظم يعني اه فعلم ان اقرار العقول بالصفات اعظم من اقرارها بالميعاد يعني المفروض انه يكون انكار الصفات اعظم هذي اي طبعا هذي طبعة في حنا عنده طبعا الغامدي يقول ايه لكن اثبت ان انكار المعاد اعظم ايه هو المعنى من حيث المعنى اذا بنقيس كلام الشيخ مثل ما جاء في هذا ايه هذا الياظار يعني الصواب من حيث المعنى وان انكار الصفات اعظم من انكار المعاد. نعم قال فكيف يجوز مع هذا ان يكون ما اخبر به من الصفات ليس كما اخبر به وما اخبر به من المعادي هو على ما اخبر به. وايضا فقد علم انه صلى الله وعليه وسلم قد ذم اهل الكتاب على ما حرفوه وبدلوه. ومعلوم ان التوراة مملوءة من ذكر الصفات. فلو كان هذا مما بدل وحرف لكان انكار ذلك عليهم اولى فكيف وكانوا اذا ذكروه بين اذا ذكروا بين يديه صفات يضحك تعجبا وتصديقا لهم ولم يعيبهم بما تعيب النفاة لاهل الاثبات على لفظ التجسيم والتشبيه ونحو ذلك. بل عابهم بقولهم يد الله مغلولة. وقولهم ان الله فقير ونحن اغنياء وقولهم انه استراح لما خلق السماوات والارض فقال ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب. والتوراة مملوءة من الصفات المطابقة للصفات المذكورة في القرآن والحديث وليس فيها تصريح بالمعاد كما في القرآن. فاذا جاز ان تتأول الصفات التي اتفق عليها الكتابان فتأويل المعادي الذي انفرد به احدهما او لا والثاني مما يعلم بالاضطرار انه باطل من دين الرسول صلى الله عليه وسلم. فالاول اولى بالبطلان. يعني هنا اراد ان يبين الشيخ ان هؤلاء اهل تأويل لا للاسلام نصروا ولا للفلاسفة كسروا. بل وضعوا او جعلوا لانفسهم مدخلا لنقضى الاسلام فهؤلاء الفلاسفة يعني اراد ان يبين الشيخ اه هؤلاء الفلاسفة يقولون لهم انتم الان اولتم صفات الله عز وجل في الكتاب. طيب شو المانع ان تأولوا ايضا المعاد يعني بما انكم سمحتم لانفسكم ان تجعلوا ان الله عز وجل لما يقول وجاء ربك انه لا لم يأت ربك خلاص اذا انفوا يوم القيامة وخلوا المعنى عطوها معنى ثاني واضح لذلك اه يقولون يقول الفلاسفة الزموهم في نصوص المعاد نظير ما ادعوه في نصوص صفات كما انكم سمحتم بصرف اللفظ عن ظاهره في نصوص الصفات شاللي يمنعكم؟ انكم تصرفوا ايضا بقية النصوص فهؤلاء يردون عليهم فيقولون لا نحن نعلم بالاضطرار ان الرسل جاءت باثبات الصفات اهل السنة. وآآ جاءت بنصوص فات في الكتب الالهية الى اخره ويقولون لهم معلوم ان مشركي العرب وغيرهم كانوا ينكرون المعاد وقد انكروه على الرسول عليه الصلاة والسلام الى اخره. فالشاهد ان ان هؤلاء فتحوا بابا على الاسلام مع انهم يزعمون انهم اهل العقل وانهم لا يستطيع ان يناظر الملاحدة الا وهم لكن الواقع بخلاف ذلك في عدة مواطن في تأويل لهم مدخل الملاحدة لكن الحمد لله ان ملاحدة العصر هذا ما يفهمون اصلا ولا كان في مشكلة كبيرة لكن قبل كان الملاحدة صدج يعني او الفلاسفة الاشكالية الثانية اشكالية القول بالكسب القول بالكسب هذا يبطل مبدأ السببية نحن نستدل على وجود الله عز وجل ونرد على الملاحدة بمبدأ السببية طيب ما هؤلاء الاشاعرة ينفون هذا الامر وعندهم شيء اسمه الكسب وان الله عز وجل يعني يخلق ان ليس للحوادث تأثير طيب شلون مبدأ اسوي شلون تثبت وجود الله عز وجل اذا مذهب المتكلمين واهل الكلام من الاشاعرة وغيرهم يوقع من يريد ان يحتج به على الملاحدة في عدة مواطن من الحرج من هذا ومنها مبدأ السببية ومنها غيرها وليس هناك من يستطيع ان يناقش ويرد على الملاحدة دون ان يكون عليهم مدخل عليه الا من اتبع منهج السلف في العقيدة نعم قال رحمه الله تعالى وغفر له. واما الصنف الثالث وهم اهل التجهيل. فهم كثير من المنتسبين الى السنة واتباع السلف. يقولون ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف معاني ما انزل الله عليه من ايات الصفات. ولا جبريل يعرف معاني تلك الايات. ولا السابقون الاولون عرفوا ذلك. وكذلك قولهم في مثل الصفات ان معناها لا يعلمه الا الله. مع ان الرسول تكلم بها ابتداء. فعلى قولهم تكلم بكلام لا يعرف معناه. وهؤلاء يظنون انهم اتبعوا قوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله فانه وقف فانه فانه وقف كثير من السلف على قوله على قوله وما يعلم تأويله الا الله وهو وقف صحيح لكن لم يفرقوا بين معنى الكلام وتفسيره وبين تأويل الذي انفرد الله تعالى بعلمه وظنوا ان التأويل المذكور في كلام الله الا هو التأويل المذكور في كلام المتأخرين وغلطوا في ذلك. فان لفظ التأويل يراد به ثلاث معاني. فالتأويل في اصطلاح كثير من المتأخرين هو صرف رفض يعني الاحتمال الراجحي الى الاحتمال المرجوح. بدليل يقترن بذلك. فلا يكون معنى اللفظ الموافق لدلالة الظاهر تأويلا على اصطلاح هؤلاء. وظن وان مراد الله بلفظ التأويل ذلك. وان للنصوص تأويلا مخالفا لمدلولها لا يعلمه الا الله او يعلمه المتأولون. وكثير من هؤلاء يقولون تجرى على ظاهرها وظاهرها مراد مع قولهم ان لها تأويلا بهذا المعنى لا يعلمه الا الله. وهذا تناقض وقع فيه كثير من هؤلاء المنتسبين الى السنة من اصحاب الائمة الاربعة وغيرهم. والمعنى الثاني للتأويل هو تفسير الكلام. سواء وافق ظاهره او لم يوافقه. وهذا هو معنى تأويل وهذا هو معنى التأويل في اصطلاح جمهور المفسرين وغيرهم. وهذا التأويل يعلمه الراسخون في العلم. وهو موافق لوقف من وقف من السلف على قوله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم. يقولون امنا به كل من عند ربنا كما نقل ذلك عن ابن عباس ومجاهد ومحمد ابن جعفر ابن الزبير ومحمد ابن اسحاق وابن قتيبة وغيرهم. وكلا القولين حق باعتبار. كما قد بسطناه في موضع اخر. ولهذا نقل عن ابن عباس رضي الله عنه هذا وهذا حق. ومن ذلك كلام الامام الطبري في تفسيره القول في تأويل قول الله سبحانه وتعالى كذا. المقصود ايش؟ تفسير وليس بمعنى صرف اللفظ عن ظاهره هذا المعنى الثاني. نعم قال والمعنى الثالث ان التأويل هو الحقيقة التي يؤول الكلام اليها وان وافقت ظاهره. فتأويل ما اخبر الله تعالى به في الجنة من الاكل والشرب واللباس وقيام الساعة وغير ذلك هو الحقائق الموجودة انفسها. لا ما يتصور من معانيها في الاذهان. ويعبر عنه باللسان. وهذا هو التأويل في القرآن كما قال تعالى عن يوسف عليه السلام انه قال يا ابتي هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا. وقال تعالى هل قرون الا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق. وقال تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا. وهذا التأويل هو الذي لا يعلمه الا الله. وتأويل الصفات هو ومن ذلك ايضا العمل من معاني التأويل اللي الداخلة في المعنى الثالث العمل بالعلم وذلك كما جاء في حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في آآ في سجوده سبحان الله وبحمده سبحانك اللهم وبحمدك يتأول القرآن يعني يعمل بالقرآن وذلك في سورة النصر اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه آآ فسبح بحمد ربك انه كان توابا انه كان توابا يتأول القرآن يعني يعمل به مثل اه الحقيقة التي يؤول اليها الامر فآل الامر من العلم الى العمل نعم قال وهذا التأويل هو الذي لا يعلمه الا الله. وتأويل الصفات هو الحقيقة التي انفرد الله تعالى بعلمها. وهو الكيف المجهول الذي قال فيه السلف كمالك وغيره الاستواء معلوم والكيف مجهول. فالاستواء معلوم يعلم معناه وتفسيره. ويترجم بلغة اخرى. وهو من التأويل الذي يعلمه اخونا في العلم. واما كيفية ذلك الاستواء فهو التأويل الذي لا يعلمه الا الله تعالى. وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما ما روى عبد الرزاق وغيره في تفسيرهم عنه انه قال تفسير القرآن على اربعة اوجه تفسير تعرفه العرب من كلامها وتفسير لا يعذر احد بجهالته وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه الا الله عز وجل. فمن ادعى علمه فهو كاذب. وهذا كما قال تعالى فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وكذلك علم وقت الساعة ونحو ذلك. فهذا من التأويل الذي لا يعلمه الا الله تعالى ان كنا نفهم معاني ما خطبنا به ونفهم من الكلام ما قصد يفهمنا منه. كما قال تعالى افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها قال تعالى افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا فامر بتدبر القرآن كله لا بتدبر بعض وقال ابو عبدالرحمن السلمي حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن. عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهم وغيرهما انهم كانوا اذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ايات. لم يتجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل. قالوا فتعلمنا القرآن انا والعلم والعمل جميعا. وقال مجاهد عرضت المصحف على ابن عباس رضي الله عنهما. من فاتحته من فاتحته الى خاتمته. اقف عند كل اية اسأله عنها. وقال الشعبي ما ابتدع احد بدعة الا وفي كتاب الله بيانها. وقال مسروق ما قال اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عن شيء الا وعلمه في القرآن. ولكن علمنا قصر عنه وهذا باب واسع قد بسط في غير هذا وقد بسط في غير هذا الموضع. والمقصود هنا التنبيه على اصول المقالات الفاسدة التي اوجبت الضلالات في باب العلم والايمان فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وان من جعل الرسول غير عالم بمعنى القرآن الذي انزل عليه ولا جبريل جعله غير عالم بالسمعيات. ولم يجعل القرآن هدى ولا بيانا ناس ثم هؤلاء ينكرون العقليات في هذا الباب بالكلية فلا يجعلون عند الرسول صلى الله عليه وسلم وامته في باب معرفة الله عز وجل لا عقلية ولا سمعية وهم قد شاركوا في هذا الملاحدة من وجوه متعددة وهم مخطئون فيما نسبوه الى الرسول صلى الله عليه وسلم والى السلف من الجهل كما اخطأ في ذلك اهل التحريف والتأويلات الفاسدة وسائر اصناف الملاحدة. نعم. ونحن لعلنا نقف هنا بحمد الله الان يذكر الشيخ بعد ذلك نقول نخليها ان شاء الله في المجلس القادم اسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا واياكم لما يحب ويرضى والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين